logo
انفجار أول أزمة في العهد الثاني للرئيس: ترامب يعلن حرب تحرير لوس أنجليس

انفجار أول أزمة في العهد الثاني للرئيس: ترامب يعلن حرب تحرير لوس أنجليس

النهارمنذ 4 ساعات

من بين كل معاركه، تبقى معركة المهاجرين الأقرب إلى قلب الرئيس دونالد ترامب. هذا الملف الأميركي المعقد الذي كان أهم أسباب فوزه في الانتخابات، حرص ترامب على تزويده بأنياب قاطعة إن من خلال مستشاريه الكبار، ووزرائه المعنيين مباشرة بالعلاقات مع المهاجرين، ووصولاً بالطبع إلى مديري الوكالات المعيّنين.
لم يطلق ترامب يد وكالة الهجرة والجمارك فحسب، بل سعت حكومته الفيديرالية إلى القفز فوق كلّ العوائق التي قد تضعها الولايات في طريقها، إن عبر القضاء، أو عبر الحدود الفاصلة بين صلاحيات قوى إنفاذ القانون المحلية وبين صلاحيات الوكالة التابعة لوزارة الأمن القومي، وعلى رأسها كريستي نويم التي لا توفر مناسبة لاستعراض حربها على المهاجرين بأشد الأساليب هوليووديةً.
موجة الاحتجاجات التي اندلعت بدءاً من الجمعة الفائت في لوس أنجليس، بدا المستغرب الوحيد فيها هو تأخرها كل هذا الوقت. فمن اليوم الأول لعودته قبل نحو 20 أسبوعاً، والحملة الترامبية على المهاجرين تزداد زخماً في بلاد أميركا الواسعة كما على منصات الرئيس الإعلامية من حسابات البيت الأبيض إلى حساباته الشخصية إلى جيش "ماغا" الوفي، الذي يرى بدوره في المهاجرين أصل كل الشرور، والتي تتمثّل مهمة ترامب الوحيدة على الأرض بتخليصه منها.
وليس مستغرباً أيضاً اندلاع الاحتجاجات في لوس أنجليس الديموقراطية، ثاني أكبر مدينة أميركية، ويقطنها نحو أربعة ملايين نسمة، 48 في المئة منهم من أصول لاتينية، مما يجعل المدينة الأولى في تعداد الأميركيين اللاتينيين، كذلك الأمر بالنسبة إلى كاليفورنيا.
لوس أنجليس وكاليفورنيا لطالما كانتا قلعتين ديموقراطيتين؛ وأكثر من ذلك، من ألد أعداء دونالد ترامب بالتحديد. وإذا كان من ساحة لتندلع منها شرارة الحرب بين ترامب ومناوئيه في ملف الهجرة، فستكون لوس أنجليس، وهكذا كان.
الاحتجاجات المتفرقة التي بدأت الجمعة بعد مداهمات "آيس" في إحدى المناطق، سرعان ما حوّلها ترامب ومساعدوه إلى أم المعارك الأميركية ضد "المهاجرين غير الشرعيين" واللصوص والمجرمين الملثمين. وبدلاً من أن تدخل الحكومة الفيديرالية الولاية من بابها، أي من خلال التنسيق مع حاكمها الديموقراطي غافن نيوسوم وعمدة المدينة كارن باس، تخطى ترامب الاثنين معاً وأمر بتدخل الحرس الوطني لفرض "القانون والنظام"، وشكّل خلية أزمة من كل من وزراء الدفاع بين هيغسيث، والأمن القومي كريستي نويم، والعدل بام بوندي، وكل الإدارات والوكالات لاتخاذ كل الإجراءات المطلوبة "لتحرير لوس أنجليس من اجتياح المهاجرين. النظام سيعود، والمهاجرون غير الشرعيين سيطردون، ولوس أنجليس ستنال الحرية".
خطاب ترامب الحربي أجّج الاحتجاجات التي تحولت إلى مركزية في وسط لوس أنجليس. مواجهات كرّ وفرّ وإطلاق قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي واعتقالات في مقابل إحراق المتظاهرين سيارات شرطة وتدمير منشآت عامة ورفع علم المكسيك. هكذا تصاعدت الأمور بسرعة قياسية، وخلال عطلة نهاية الأسبوع فقط، تطوّرت من احتجاجات متفرقة إلى أزمة كبيرة و"معركة من أجل الحضارة"، وفق ما قال مستشار ترامب المعروف بتطرفه اليميني ستيفن ميلر، لأن هؤلاء المتظاهرين الملثمين ليسوا سوى مهاجرين غير شرعيين، خارجين عن القانون، أو يساريون مجانين في مدينة وولاية كانتا عظيمتين، لولا حكم الحزب الديموقراطي. كل هذا بالطبع بحسب ترامب وإداراته.
والحزب الديموقراطي هو هدف ترامب العتيق المتجدد دائما في الولاية، ونيوسوم بالتحديد، نجم الحزب الصاعد وأحد أكثر وجوهه حظاً بالترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة. هكذا يتخطي ترامب الحاكم ويتقدّم بنفسه كالعادة ليحلّ المشكلة بالمواجهة والقبضة الحديدية، بينما يعجز خصومه عن حلها، بل يتواطؤون ضمناً مع المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين في إشاعة الفوضى وإحلال البؤس على المدينة.
نيوسم والديموقراطيون يتّهمون ترامب بتعميم الفوضى بسبب لجوئه إلى التصعيد الأقصى، واستغلال الاحتجاجات لتسجيل نقاط على الولاية المعتدة بأنها أغنى الولايات المتحدة، وعلى ما يحفظه لها الدستور من استقلالية ضمن الاتحاد الفيديرالي. وقد قرّر نيوسم مقاضاة ترامب وإدارته لتخطي الولاية في قرار إنزال الحرس الوطني على الأرض وتصدّيه للمتظاهرين.
وفي لحظة يبدو فيها الجميع غير مستعدّ للتراجع، تفتتح لوس أنجليس أولى أزمات العهد الثاني للرئيس، الذي كانت أزمة جورج فلويد وحركة "حياة السود مهمة" درة تاج عهده الأول.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالفيديو- توقيف 60 شخصاً في مواجهات سان فرانسيسكو
بالفيديو- توقيف 60 شخصاً في مواجهات سان فرانسيسكو

النهار

timeمنذ 37 دقائق

  • النهار

بالفيديو- توقيف 60 شخصاً في مواجهات سان فرانسيسكو

أعلنت شرطة سان فرانسيسكو أنها أوقفت حوالى 60 شخصاً ليل الأحد خلال مواجهات مع محتجين ضد سياسة دونالد ترامب المناهضة للهجرة، فيما تشهد لوس أنجليس، المدينة الكبرى الأخرى في كاليفورنيا، اشتباكات منذ الجمعة. 🚨 #NEWS: 60 arrested as San Francisco anti-Trump protests erupt into chaos Some protesters smashed windows and defaced buildings, public vehicles, and an SFPD patrol car, according to police and Mayor Daniel Lurie — arc (@duck6oy) June 9, 2025 وذكرت الشرطة المحلية على منصة إكس أن الوضع تفاقم خلال تظاهرة عندما "أصبح العديد من المشاركين فيها عنيفين" وهاجموا مبانيَ وسيارة شرطة. Los Angeles, San Francisco, New-York ... Les ANTIFA, l'outil de l'état profond pour semer le chaos, sont activés à travers tout le pays ... — France ARNO (@FranceARNO1) June 9, 2025 وكانت التوترات قد تصاعدت، أمس الأحد، بشكل كبير في أعقاب الأوامر الاستثنائية والمثيرة للجدل التي أصدرها ترامب بنشر الحرس الوطني، وتعبئة القوات العسكرية النظامية، رغم معارضة المسؤولين المحليين. وتدفق آلاف المتظاهرين إلى الشوارع ردا على الأمر غير المسبوق، وردت قوات إنفاذ القانون باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت، في محاولة لتفريق الحشود.

والد ماسك: إيلون ارتكب خطأ "تحت الضغط" والغلبة ستكون لترامب
والد ماسك: إيلون ارتكب خطأ "تحت الضغط" والغلبة ستكون لترامب

النهار

timeمنذ 37 دقائق

  • النهار

والد ماسك: إيلون ارتكب خطأ "تحت الضغط" والغلبة ستكون لترامب

وقال إيرول ماسك لصحيفة إزفستيا خلال زيارة للعاصمة الروسية "كما تعلمون فقد تعرضا لضغط كبير طيلة خمسة أشهر، لنمنحهما استراحة... إنهما منهكان ومجهدان للغاية لذا يمكن أن نتوقع شيئاً كهذا". وأضاف "الغلبة ستكون لترامب، فهو الرئيس وقد انتُخب للمنصب. لذا، كما تعلمون، أعتقد أن إيلون ارتكب خطأ. لكنه متعب، ومتوتر". وأشار إيرول ماسك أيضاً إلى أنّ الخلاف "مجرد شيء صغير وسينتهي غداً". ولم يتسن الحصول على تعليق من البيت الأبيض ولا من ماسك خارج ساعات العمل في الولايات المتحدة. وقال ترامب يوم السبت إن العلاقات بينه وبين ماسك، الذي تبرع لحملته الانتخابية، قد انتهت وتوعد بأنه ستكون هناك "عواقب وخيمة" إذا موّل ماسك ديمقراطيين في مواجهة الجمهوريين الذين سيصوتون لصالح قانون ترامب الشامل لخفض الضرائب والإنفاق. وكان ماسك قد مول جزءاً كبيراً من حملة ترامب الرئاسية عام 2024، وعينه ترامب مسؤولاً عن جهود لتقليص حجم القوى العاملة الاتحادية وخفض الإنفاق.

أسرار الصدام الأعنف.. ووالد ماسك يكشف كواليس اللحظة 'الساخنة'!
أسرار الصدام الأعنف.. ووالد ماسك يكشف كواليس اللحظة 'الساخنة'!

لبنان اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • لبنان اليوم

أسرار الصدام الأعنف.. ووالد ماسك يكشف كواليس اللحظة 'الساخنة'!

كشف إيرول ماسك، والد الملياردير الشهير إيلون ماسك، عن كواليس التوتر المتصاعد بين نجله والرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفًا إياه بأنه ناتج عن ضغوط نفسية شديدة مرّ بها الطرفان خلال الأشهر الماضية، مؤكدًا أن الوقت قد حان لإنهاء هذا النزاع العلني. بدأت الأزمة تتفجر بين ماسك وترامب علنًا الأسبوع الماضي، عندما هاجم إيلون مشروع القانون الذي قدمه ترامب والمتعلق بخفض الضرائب والإنفاق، ونعته بـ'القبيح والمقزز'، ما أثار موجة من الانتقادات المتبادلة على منصات التواصل الاجتماعي. وفي تصريح لوكالة 'رويترز'، قال إيرول إن ابنه ربما لم يكن يفكر بوضوح في 'لحظة انفعالية'، مشيرًا إلى أن كليهما كان يخضع لضغوط مستمرة لمدة خمسة أشهر، وأضاف خلال مشاركته في مؤتمر أعمال بموسكو: 'بعدما أزيح جميع المعارضين من الساحة، لم يبقَ سوى إيلون وترامب، وبدل أن يتعاونوا، بدأوا بمهاجمة بعضهم البعض… هذا يجب أن يتوقف'. وعن رؤيته لحلّ النزاع، قال: 'أعتقد أن الأمر سينتهي قريبًا وبشكل إيجابي'. حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض أو من ماسك نفسه حول هذه التصريحات. وفي وقت سابق، هدّد ترامب بفرض 'عواقب وخيمة' في حال قام ماسك بدعم الديمقراطيين ضد الجمهوريين في معركتهم السياسية القادمة، رغم أن ماسك كان قد موّل جزءًا من حملة ترامب الانتخابية لعام 2024، وتولّى مهمة تقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية ضمن فريقه. وأكد إيرول دعمه المطلق لابنه، قائلًا: 'إيلون رجل مبدئي، لكن الحياة الواقعية تتطلب أحيانًا مرونة… لا يمكن الالتزام بالمبادئ في كل الأوقات'. وختم حديثه من على منصة المؤتمر إلى جانب رجل الأعمال الروسي قسطنطين مالوفييف، المُدرج على قائمة العقوبات، مشيدًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وواصفًا إياه بأنه 'شخص ثابت وودود للغاية'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store