logo
ندوة وأمسية شعرية للاحتفاء بصلاح جاهين

ندوة وأمسية شعرية للاحتفاء بصلاح جاهين

عكاظ١٦-٠٢-٢٠٢٥

ينظم مركز الثقافة السينمائية التابع للمركز القومي للسينما الأربعاء القادم ندوة وأمسية شعرية للاحتفاء بالكاتب والشاعر صلاح جاهين تحت شعار «عمنا.. صلاح جاهين» بمشاركة مكتبة مصر العامة بالدقي.
ويستعرض مركز الثقافة السينمائية أعمال المبدع صلاح جاهين السينمائية وملامح شخصية «عمنا.. صلاح جاهين» من خلال اللقاء المقام بمكتبة مصر العامة بالدقي.
وتبدأ الفعاليات بأمسية شعرية يتحدث فيها ويديرها الشاعر سعيد الشحات تعقبها ندوة بعنوان (أعمال وإبداعات صلاح جاهين في كتاباته السينمائية)، يتحدث فيها كل من المخرج السينمائي أشرف فايق وكاتب ومدير ورشة الخان للكتابة الإبداعية الدكتور الشريف منجود.
وصلاح جاهين كاتب وشاعر ورسام كاريكاتير أنتج العديد من الأفلام التي تعتبر خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل «أميرة حبي أنا» وفيلم «عودة الابن الضال»، وعمل محرراً في عدد من المجلات والصحف، وقام برسم الكاريكاتير فى مجلتي «روز اليوسف» و«صباح الخير»، ثم انتقل إلى جريدة الأهرام.
وكتب سيناريو فيلم «خلي بالك من زوزو» الذى يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات؛ إذ تجاوز عرضه حاجز 54 أسبوعاً متتالياً. وكتب أيضاً أفلام «أميرة حبى أنا، وشفيقة ومتولى، والمتوحشة»، كما قام بالتمثيل في «شهيد الحب الإلهى» عام 1962، و«اللص والكلاب» 1962، «ولا وقت للحب» عام 1963، و«المماليك» 1965.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"القاهرة 90"... لحظات المدينة في رحلة فوتوغرافية
"القاهرة 90"... لحظات المدينة في رحلة فوتوغرافية

Independent عربية

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • Independent عربية

"القاهرة 90"... لحظات المدينة في رحلة فوتوغرافية

تقع حقبة التسعينيات في الوقت الحاضر في منطقة وسط بين أجيال عاشت مراحل مختلفة من حياتها خلالها وتمثل لها حالاً من الذكريات التي يعدونها قريبة نسبياً، خصوصاً مواليد الثمانينيات وبدايات التسعينيات، وأجيال جديدة ترى فترة التسعينيات درباً سحيقاً من الماضي بشكل وقيم وعالم يختلف عن حياة اليوم. التسعينيات التي تقع على مسافة نحو 30 عاماً إلى الوراء كان لها طابع خاص في العالم كله، في الموضة، والألوان، والبنايات، وطراز المباني، وفي الأغاني والأفلام، كما ميزها أنها كانت بداية الانطلاق إلى عالم التكنولوجيا، ففي أواخر التسعينيات بدأت أجهزة المحمول بالظهور في مصر وكانت بداية انتشار أجهزة الكمبيوتر والاتصال بالإنترنت في المنازل، وفي الوقت نفسه بدأت أطباق استقبال البث الفضائي تبرز على أسطح البنايات مع دخول عصر القنوات الفضائية. على مدار نحو 30 عاماً عملت الفنانة رندا شعث في مجال التصوير الصحافي، وفي فترة التسعينيات كانت تعمل مصورة لوكالة "الصحافة الفرنسية" في مصر وصحيفة "الأهرام" المصرية وأصبح لديها أرشيف ضخم من الصور لمواقع مختلفة من البلاد تعكس واقع الحياة في مصر خلال العقود الثلاثة الأخيرة، أخيراً اختارت مجموعة من الصور لملامح مختلفة من قاهرة التسعينيات عُرضت تحت عنوان "القاهرة 90" في بيت "باب اللوق" بمنطقة وسط القاهرة ومن تنظيم مؤسسة "فوتوبيا". تقول الفنانة رندا شعث، إنه "خلال حقبة التسعينيات كنت أعمل مصورة صحافية وأتجول في مواقع مختلفة للبحث عن صورة مميزة، وهذه المجموعة نتاج عمل أعوام في تصوير جوانب من القاهرة بأحيائها المتنوعة وطابعها الفريد خلال هذه الفترة، الآن وبعد مرور نحو 30 عاماً أصبح تأمل هذه الصور يمثل شكلاً من صور استعادة الماضي بالنسبة إلى من عاش وعاصر هذه الفترة، في حين أنه يمثل حالاً جديدة يستكشفها أبناء الأجيال التي لم تعاصر فترة التسعينيات. اعتمدت الأبيض والأسود في الصور المعروضة ليس لإضفاء طابع قديم ولكن باعتبار أن ذلك يجعل المشاهد يركز في الصورة من دون أي مشتتات فيتاح له التأمل بالتفاصيل". وتضيف شعث أن "الأجيال الأكبر تتأمل الصور من منطلق ملاحظة كيف تغيرت القاهرة، وكيف اختلف شكل الشوارع والمتاجر والميادين الشهيرة، وماذا بقي، وماذا اختفى، فالمدن تتطور وتتغير بشكل متسارع، وفي الفترة الأخيرة حدث تطور واختلاف كبير جداً في القاهرة، فبعض المناطق اختلفت كلياً مثل منطقة ماسبيرو على سبيل المثال التي عرضت لها بعض الصور التي أخذت في التسعينيات، وكذلك منطقة مثل ميدان رمسيس التي وقف الشباب الصغار أمامها متعجبين من أن هذا الميدان كان في وسطه تمثال رمسيس الشهير الذي يتوسط المتحف المصري الكبير حالياً". 13 رحلة في الزمن إلى القاهرة 90 رحلة في الزمن إلى القاهرة 90 1/13 مجموعة صور من التسعينيات لمترو الأنفاق وقت الإنشاءات وبعد الافتتاح (اندبندنت عربية) مجموعة صور من التسعينيات لمترو الأنفاق وقت الإنشاءات وبعد الافتتاح (اندبندنت عربية) 2/13 سوق شعبية في منطقة السيدة زينب خلال فترة التسعينيات (اندبندنت عربية) سوق شعبية في منطقة السيدة زينب خلال فترة التسعينيات (اندبندنت عربية) 3/13 لقطة في صالون حلاقة بالقاهرة في التسعينيات (اندبندنت عربية) لقطة في صالون حلاقة بالقاهرة في التسعينيات (اندبندنت عربية) 4/13 كورنيش ماسبيرو فترة التسعينيات (اندبندنت عربية) كورنيش ماسبيرو فترة التسعينيات (اندبندنت عربية) 5/13 عمال داخل واحدة من محطات المترو أثناء بنائها في التسعينيات (اندبندنت عربية) عمال داخل واحدة من محطات المترو أثناء بنائها في التسعينيات (اندبندنت عربية) 6/13 نساء مصريات من حي شعبي فترة التسعينيات (اندبندنت عربية) نساء مصريات من حي شعبي فترة التسعينيات (اندبندنت عربية) 7/13 داخل إحدى محطات مترو الأنفاق في التسعينيات (اندبندنت عربية) داخل إحدى محطات مترو الأنفاق في التسعينيات (اندبندنت عربية) 8/13 عسكري داخل واحدة من محطات مترو الأنفاق (اندبندنت عربية) عسكري داخل واحدة من محطات مترو الأنفاق (اندبندنت عربية) 9/13 داخل إحدى عربات السيدات في مترو الأنفاق في التسعينيات (اندبندنت عربية) داخل إحدى عربات السيدات في مترو الأنفاق في التسعينيات (اندبندنت عربية) 10/13 صورة لأعمال إنشاء مترو الأنفاق فترة التسعينيات (اندبندنت عربية) صورة لأعمال إنشاء مترو الأنفاق فترة التسعينيات (اندبندنت عربية) 11/13 صورة لسينما ديانا عام 1994 ويظهر فيها "أفيش" فيلم "الإرهابي" لعادل إمام (اندبندنت عربية) صورة لسينما ديانا عام 1994 ويظهر فيها "أفيش" فيلم "الإرهابي" لعادل إمام (اندبندنت عربية) 12/13 ميدان رمسيس ويظهر فيه تمثال رمسيس الذي يوجد حالياً في ساحة المتحف المصري الكبير (اندبندنت عربية) ميدان رمسيس ويظهر فيه تمثال رمسيس الذي يوجد حالياً في ساحة المتحف المصري الكبير (اندبندنت عربية) 13/13 الفنانة رندا شعث أثناء التحضير للمعرض (اندبندنت عربية) مترو الأنفاق طفرة التسعينيات يضم معرض "القاهرة 90" جوانب من مترو الأنفاق في القاهرة، فعلى رغم افتتاحه في مصر للمرة الأولى عام 1987، وكان حدثاً غير مسبوق وقتها، فإن امتداده لنطاقات أوسع تغطي مناطق أكبر من العاصمة المصرية كان في فترة التسعينيات، مما جعل قطاعات كبيرة من الناس تبدأ باعتماده كوسيلة مواصلات أساسية في تنقلاتها، وليبدأ في اتخاذ موقعه كملمح رئيس من ملامح المدينة التي لم تكن اتسعت كما هي حالها اليوم مع دخول العمران إلى مناطق جديدة على أطرافها، وحتى الآن لا تزال مشروعات امتداد خطوط المترو يجري العمل فيها لتغطية هذه الامتدادات ولربطها بالخطوط القديمة. وتقول شعث، "المترو كان شيئاً جديداً وقتها، وكان تجربة غير مسبوقة في مصر، باعتبار أنه اختصر مسافات طويلة، ووفر كثيراً من الوقت. وكان يمر أسفل نهر النيل مما جعل قطاعاً كبيراً من المصريين وكذلك القادمون إلى القاهرة من كافة أنحاء البلاد يحرصون على النزول إلى محطات المترو لاكتشاف هذا القطار الجديد حتى لو لم تكن رحلتهم تستهدف ركوب المترو، أتيحت لي الفرصة للنزول إلى مواقع الإنشاءات حينها والتقاط بعض الصور للعمل الجاري في المحطات، ولاحقاً بعد الافتتاح قمت بتصوير الناس في المحطات داخل المترو". وتلفت شعث إلى أنه "من الملاحظ أن شكل الناس لم يتغير بدرجة كبيرة، فالمصريون الذين عاشوا في القاهرة في تسعينيات القرن الماضي لم يختلفوا كثيراً عن أهل القاهرة اليوم، قد يكون هناك اختلاف في نمط الملابس أو غيره، ولكن لا فارق كبيراً يذكر. يظهر هذا في شكل الركاب، وفي العسكري الواقف على بوابات العبور داخل المترو، وفي كل الأشخاص الذين التقطت لهم صور في مواقع مختلفة". دور السينما وسط البلد في التسعينيات كان وسط البلد وجهة الترفيه الأولى لسكان القاهرة، فيبرز في المعرض صورة من وسط البلد لسينما ديانا الشهيرة عام 1994 تحمل أفيش فيلم "الإرهابي" لعادل إمام، في هذه الفترة كانت سينمات وسط البلد مثل ديانا، وريفولي، وراديو، ومترو هي الوجهة الرئيسة لكل من يرغب في مشاهدة أحدث الأفلام، سواء العربية أو الأجنبية، وكانت واحدة من النزهات الشهيرة لسكان القاهرة هي دخول إحدى دور السينما ثم التجوال في شوارع وسط البلد الزاخرة بالمتاجر. حالياً أصبحت دور السينما الموجودة داخل المراكز التجارية الكبرى (مولات) هي الوجهة الأولى لمحبي الأفلام، وتراجعت سينمات وسط البلد وبعضها أغلق أبوابه. وتشير المصورة إلى أن "منطقة وسط البلد كان بها حياة ثقافية متكاملة بدءاً بدور السينما والحركة الفنية السينمائية التي كانت مزدهرة بنوعيات مختلفة من الأفلام، مروراً بالتجمعات الثقافية للكتاب والفنانين والمثقفين التي كانت من السمات الأساسية المتعارف عليها للمنطقة، إضافة إلى المقاهي الشهيرة التي كانت من علامات المكان". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) التصوير في فترة التسعينيات وإلى جانب مجموعات من الصور تعرض جوانب مختلفة من أحياء القاهرة مثل الميادين الكبرى، ومناطق الزمالك، وماسبيرو، نجد صوراً لبعض الأماكن التي لم يعد لها وجود مثل المنطقة التي تقع خلف سور مجرى العيون الأثري وكانت تضم الجيارة، والسكر والليمون، وحوش الغجر التي تعكس كلها لمحات من كيف كان شكل الحياة في القاهرة خلال التسعينيات. فخلال أعوام ممتدة حملت المصورة الكاميرات على اختلاف أشكالها وتطورها هي الأخرى مع تطور الزمن، وبحثت عن صورة مميزة لشخص أو مكان أو حدث، فماذا اختلف بين التصوير في حقبة التسعينيات والوقت الحالي، وماذا تفتقد المصورة من هذا الزمن؟ تقول رندا شعث، "قد يتعجب البعض من أن التصوير في فترة التسعينيات كان أسهل سواء بالنسبة إلى الأماكن أو الأشخاص ولا أعني هنا الاعتبارات الأمنية فقط ولكن الناس أنفسهم كانوا أكثر تقبلاً لفكرة التصوير وأكثر ترحيباً بها وأعني هنا عوام الناس في الشوارع والأماكن العامة وغيرها، وهذا يبدو شيئاً غريباً باعتبار أن التصوير حالياً أكثر انتشاراً بشكل كبير عن فترة التسعينيات وأصبح جزءاً من حياة الناس بانتشار الكاميرا في الموبايل وسهولة التصوير بالنسبة إلى الشخص العادي". وتضيف "بصورة عامة أفتقد القاهرة بأحيائها القديمة والبنايات محدودة الطوابق، بعكس العمارات العالية التي طغت على القاهرة في كل المناطق. أفتقد المساحات الواسعة والمناطق الخضراء التي كانت تميز كثيراً من الأحياء. بشكل شخصي نجحت في الحفاظ على علاقاتي الاجتماعية، ولكن عموماً فإن التواصل بين الناس حالياً أصبح أقل بفعل الضغوط التي يعانيها الناس وإيقاع الحياة السريع بدرجة كبيرة عن فترة التسعينيات".

محمود شكوكو... نجومية صارخة ببساطة
محمود شكوكو... نجومية صارخة ببساطة

Independent عربية

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • Independent عربية

محمود شكوكو... نجومية صارخة ببساطة

بمظهر ومضمون شديد المصرية، حقق الفنان الراحل محمود شكوكو نجاحاً طاغياً وأصبح من رواد فن المونولوج في مصر، وشكوكو الذي أُطلق عليه "شارلي شابلن العرب" تحل هذا العام ذكرى رحيله الـ 40، بعد أن تفرّد في مجال لم يقترب منه كثر وهو المونولوج، ليصبح واحداً من أشهر مبدعيه بعد تمصيره وتقديمه بالجلباب البلدي والطاقية المصرية. ولد محمود شكوكو في حي الدرب الأحمر بالقاهرة عام 1912 لأسرة متوسطة الحال، فالأب كان يعمل في النجارة التي ورثها منه ابنه وبرع فيها وظل يعمل بها حتى بعد انطلاقه في عالم الفن، فقد بدأ يسعى إلى الغناء في الأفراح الشعبية والموالد، وظل لأعوام يخوض نزاعاً مع والده الذي كان يريد لابنه أن يركز في حرفته، لكن رغبته في دخول عالم الفن جعلته يسعى بالوسائل كافة لتحقيق حلمه والخروج بموهبته إلى النور. وكانت نقطة الانطلاقة الأولى عندما التقى الفنان علي الكسار الذي ضمه لفرقته المسرحية الذائعة الصيت آنذاك، ليقدم المونولوجات الخفيفة بين فصول المسرحية، ومن هنا تعرف على كثير من المؤلفين والملحنين وبدأ يقترب من عالم الفن وقدم مونولوجاته في كثير من الكازينوهات التي كانت منتشرة وقتها، ومنها كازينو بديعة مصابني، لتكون الانطلاقة الثانية عندما سمعه الإذاعي محمد فتحي ليقدمه في إحدى الحفلات التي كانت تبثها الإذاعة، ويحقق انتشاراً كبيراً بمنولوجاته الفكاهية التي أحبتها الجماهير. على شاشة السينما ومع النجاح المدوي لشكوكو في فن المونولوج انطلق في عالم السينما التي كانت بدأت تقديم أعمال أكثر نضجاً بعد مرحلة التجارب الأولى خلال الثلاثينيات، ففي عام 1942 كانت بدايته مع فيلم "بحبح في بغداد" وبعدها فيلم "حسن وحسن" عام 1944، لتتوالى الأفلام خلال حقبة الأربعينيات ومن أشهرها "عودة طاقية الإخفاء" و"ليلي بنت الأغنياء" و"طلاق سعاد هانم" و"قلبي دليلي"، وبحلول الخمسينيات قدم فيلماً من بطولته المطلقة وهو "عنتر ولبلب" عام 1952، وتوالت أعماله طوال الخمسينيات حتى بدأ في التراجع بداية الستينيات عندما قدم أدوراً صغيرة في بعض الأفلام، ومن بينها "زقاق المدق" عام 1963 و"أميرة حبي أنا" عام 1972، ليكون آخر أعماله السينمائية "شلة الأنس" عام 1976. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقدم محمود شكوكو خلال مسيرته 600 مونولوج و98 فيلماً سينمائياً وعدداً كبيراً من المسرحيات، ومن الملاحظ أنه قدم في معظم أعماله السينمائية شخصية قريبة لشخصيته الفنية خارجها، فنقل عالم المونولوج إلى صالات السينما ليلقى قبولاً ونجاحاً كبيرين، ويكون هذا دافعاً لتطوير فن المونولوج الذي شهد انطلاقة كبرى بظهوره على شاشات السينما وتوظيفه في السياقات الدرامية للأفلام وتلحين أشهر الملحنين له، فمن أشهر مونولوجات شكوكو في السينما ما قدمه مع ليلي مراد في أوبريت "اللي يقدر على قلبي" من تلحين محمد عبدالوهاب، وجرى تقديمه في فيلم "عنبر" عام 1948. ويقول الناقد الفني محمود قاسم إن "فن المونولوج يرتبط إلى جانب المؤدي بوجود ملحن جيد ومؤلف يستطيع كتابة مثل هذا النوع ببراعة، وخلال هذه الفترة كان من أشهر من كتب المونولوجات بيرم التونسي وأبو السعود الابياري وبديع خيري، ونجح شكوكو في تقديمها باعتباره ظاهرة خاصة في زيه وطريقته في الرقص والغناء، ومن خلال المونولوج اقتحم عالم السينما وكان بمثابة فاكهة العمل كفقرة خفيفة كوميدية يحبها الناس، فاستغل شكوكو هذا النجاح وتوالت أعماله طوال عقدي الأربعينيات والخمسينيات، وهي فترة تألقه في عالم السينما التي تراجع بعدها، لكنه قدم قالباً جديداً حقق نجاحاً وجماهيرية كبيرة بين الناس". ويضيف قاسم أن "السينما طورت فن المونولوج، فلم يكن شكوكو فقط من يقدمه وإنما أيضاً إسماعيل ياسين، ولكنه لم يرتبط بهذا القالب لفترة طويلة واتجه إلى البطولات السينمائية المطلقة وإنتاج أفلام تحمل اسمه، وهو ما لم يفعله شكوكو الذي ظل محصوراً في قالب معين ولم يسع إلى البطولة المطلقة أو استغلال إمكاناته الفنية، فكان يمكن أن يكون نموذجاً للبطل الشعبي القريب من الناس لكنه قدم فيلماً واحداً من بطولته، وكانت فكرته تدور حول مواجهة الفتوة أو الطاغية بذكاء، وهو مكتوب بصورة أقرب إلى الأدب الشعبي". وإضافة إلى استخدام كلمات بسيطة في المونولوجات مثل أوبريت "ورد عليك" الذي قدمه بداية الأربعينات، يمكن اعتبار شكوكو أول من اعتمد فكرة الـ "فرانكو آراب" التي ظهرت لاحقاً مع كثير من الفنانين، فضم كلمات إنجليزية لبعض مونولوجاته الشهيرة مثل "حبيبي شغل كايرو" و"أشوف وشك تومورو"، وكان هذا شيئاً جديداً حينها وغير مألوف للجماهير. شكوكو والمسرح وعلى رغم شهرة شكوكو الكبيرة من خلال السينما فإن بدايته كانت في المسرح، وخلال الستينيات وبداية انحسار تجربته السينمائية، سلك اتجاهاً مسرحياً كان جديداً وقتها وهو تقديم عروض الأراجوز، ففن الأراجوز في هذه الفترة كان قد تراجع لمصلحة أنواع أخرى من الترفيه، لكن شكوكو أخذ على عاتقه إحياء الأراجوز الذي ربما استلهم منه شخصيته الشهيرة في بداياته بزيه التقليدي، الجلباب والعصا والطاقية، وكان هذا المشروع نواة مسرح العرائس في مصر لاحقاً والذي لا يزال قائماً حتى الآن. وكذلك قدم شكوكو على مسرحه للعرائس عروضاً حققت نجاحاً كبيراً مثل "السندباد البلدي" و"الكونت دي مونت شكوكو" و"قهوة الفن"، وكان من الفنانين القلائل الذين صنعت الدمى على هيئتهم، ويقول أستاذ الأدب المسرحي بجامعة حلوان سيد على إسماعيل إن "بدايات شكوكو كانت على المسرح مع فرقة علي الكسار قبل أن ينتقل إلى المشاركة في أفلام السينما، ولاحقاً أصبح صاحب فرقة مسرحية، ففي عام 1946 أنشأ فرقته التي كانت بداية كبيرة، ليست فقط له، وإنما لكثير من النجوم الذين لمعوا في مجالات فنية منوعة خلال ذلك العصر، ومن بينهم عبدالعزيز محمود ونجاة الصغيرة وكارم محمود، كما شارك في الفرقة محمد عبدالمطلب وشفيق جلال وسعاد مكاوي وغيرهم من نجوم هذا الزمن، وقدمت الفرقة عروضها على مسرح الأزبكية، فالفرق المسرحية خلال تلك الفترة كانت منتشرة والمنافسة بينها كبيرة، ومن أشهرها فرق جورج أبيض ونجيب الريحاني وعلي الكسار ويوسف وهبي". ويتابع إسماعيل أنه "إضافة إلى المسارح كانت كازينوهات شارع عماد الدين خلال تلك الفترة في أوج مجدها، وعرض شكوكو مونولوجاته على كثير منها ولاقت نجاحاً كبيراً، وعندما انتقل إلى السينما نقل جانباً مما يحدث في كازينوهات ومسارح عماد الدين على الشاشة، ولا نزال نشاهدها حتى الآن"، مضيفاً أن "شكوكو أول من نقل الأراجوز الشعبي المتعارف عليه من الشوارع والموالد إلى خشبة المسرح خلال الستينيات، ليقدم عروضاً عائلية يذهب الناس إلى المسرح لمشاهدتها، فقدم عروضاً على مسرح المتروبول ودار الأوبرا الملكية، وأخرج هذه العروض صلاح السقا، وهو أبو مسرح العرائس المصري، وكتب كثيراً منها كبار الشعراء، فلم يعد الأراجوز مرتبطاً بترفيه أبناء الطبقات الشعبية وإنما عرض على أرقى المسارح حتى إنه قدم عروضه خارج مصر ولاقت نجاحاً كبيراً". المونولوج والسياسة شهدت تلك الحقبة من القرن الـ 20 عدداً من الأحداث السياسية الكبرى مثل الحرب العالمية الثانية ونكبة 1948 وقيام ثورة يوليو (تموز) 1952 وتحول مصر من الملكية إلى الجمهورية، فلم ينفصل شكوكو عن هذه الأحداث وقدم مونولوجات حول أحداث سياسية مختلفة، وكان داعماً لثورة يوليو وغنى لها قائلاً "بقينا تمام، شعب وحكام، حاكمين أنفسنا بأنفسنا"، وبعد نكسة يونيو (حزيران) 1967 ومع تألقه في مجال مسرح العرائس، نظم جولات لعروض الأراجوز دعماً للمجهود الحربي في محافظات مصر المختلفة، كما دعم القضية الفلسطينية وشارك في ما كان يطلق عليه وقتها "قطارات الرحمة" التي كانت تجوب المحافظات لجمع التبرعات لفلسطين. ومن المواقف الطريفة التي تروى عن شكوكو خلال فترة حكم الملك فاروق أنه بعدما ذاع صيته وأصبح يقوم بجولات فنية داخل مصر وخارجها عاد من جولة في إنجلترا بسيارة جديدة حمراء من ماركة "رالي"، وهو ما كان حكراً على الملك فاروق وحده، وما إن وصلت السيارة إلى جمرك الإسكندرية حتى جرى حجزها ومنعها من دخول مصر بسبب لونها الملكي الأحمر، فقام شكوكو بالاتصال برئيس الوزراء النحاس باشا الذي توسط لدى الملك وأجاز دخول السيارة، ولم تكن هناك سيارات حمراء وقتها في مصر سوى سيارتي الملك وشكوكو. وعلى رغم نجاح شكوكو في عالم الفن فإنه ظل متمسكاً بمهنته الأولى وهي النجارة، فانفصل عن والده وأنشأ ورشته الخاصة في منطقة الرويعي بالقاهرة، وظلت منتجاتها لأعوام طويلة تباع في أشهر متاجر الموبيليا في مصر آنذاك مثل "شيكوريل" و "صيدناوي"، وخلال الأربعينيات أصبح شكوكو نجماً في مصر وخارجها ولكنه لم يستطع الاندماج الكامل داخل المجتمعات الأرستقراطية المصرية إبان تلك الفترة". ومن الأمثلة التي تذكر هنا توتر علاقته بيوسف وهبي الذي كان في قمة مجده خلال تلك الفترة، أنه حصل على البكوية وكان متزوجاً من الأميرة عائشة فهمي صاحبة القصر الوردي الشهير بمنطقة الزمالك في القاهرة، ويقال إن شكوكو ربطته بها قصة حب بعد طلاقها من يوسف وهبي لم يقدر لها الاكتمال، ويقول الكاتب مكاوي سعيد في كتابه "القاهرة وما فيها" إنه "بعد قصة الحب التي ربطت شكوكو بالسيدة عائشة فهمي وزواجهما الذي أثار الزوابع عليهما بخاصة من الفنان يوسف وهبي، بدأ المجتمع المخملي يترصد هذه العلاقة، وعندما ركب شكوكو السيارة الإنجليزية الفاخرة (بانتلي) التي لا يركبها غير اللوردات والسفراء والأمراء أواخر الأربعينيات، أثار حقد وغلّ الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية فأجبروه على بيعها"، وقد تزوج شكوكو وأنجب وظل محافظاً على شخصيته الحقيقية لابن البلد المصري، والتي كانت سر نجاحه في الحقيقة وفي عالم الفن، وخلال فترة السبعينيات كرّمه الرئيس الراحل أنور السادات في "عيد العلم"، وذهب لتلقي التكريم وهو يرتدي الجلابية والطاقية، سرّ تفرده ومظهر نجاحه، وتوفي عام 1985 لتبقي ذكراه حاضرة بعد مرور 40 عاماً على رحيله.

ضجيج الكتاب العرب
ضجيج الكتاب العرب

Independent عربية

time١٩-٠٣-٢٠٢٥

  • Independent عربية

ضجيج الكتاب العرب

حين نتأمل بهدوء تاريخ الكتاب الإبداعي والفكري في العالم العربي والمغاربي ونقف عند ما جرى لبعض النصوص الفاصلة من سحل ومنع وقص جراء رقابة المؤسسات الرسمية أو الغوغاء على حد سواء، ندرك بأن من يحرك عملية المنع في غالب الأحيان هم أشباه المثقفين الذين تقتلهم الغيرة أو الخوف من المنافسة الشريفة، فيجيشون الغوغاء التي يقرأون نيابة عنها ويفكرون بدلاً منها لخلق ما يسمى بالفتنة، يكشف هذا السلوك المتأصل في حقلنا الثقافي منذ قرون وبجلاء شقاء العقل الإبداعي ومحنة المثقف في العالم العربي والإسلامي بشكل عام. نحتفل هذه الأيام بمرور قرن على صدور كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين الذي صدر اعام 1926، ومعه نُذكر ونتذكر تلك النقاشات التي صاحبت صدور هذا الكتاب المفصلي في تاريخ جرأة العقل العربي المعاصر، ونستعيد كيف خرج الحوار الفكري والأدبي من دائرة مناقشة الأفكار إلى دائرة الاتهام والقذف والمطالبة بالقصاص لمؤلف الكتاب، ومثل هذا السلوك حدث أيضاً مع كتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" للتونسي الطاهر الحداد كتبه عام 1929، ومع كتاب "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبدالرازق الذي صدر عام 1925، ومع كتاب "نقد الوعي الديني" لصادق جلال العظم الذي صدر عام 1969، ليبين هذا السلوك القمعي الممارس على النخب التجديدية من قبل التيار السلفي السياسي والفكري والديني بأن العقل العربي عقل إلغائي، عقل نقلي، عقل واحدي، عقل الخلافة، أو هكذا يراد له أن يكون. والأمر لم يتوقف عند جيل طه حسين من رجالات النهضة الثانية في الأدب والنقد والفكر ولكنه استمر حتى اليوم، ولم يتوقف عند محاكمة كتب الفكر والفلسفة بل مس جميع كتب الإبداع والفنون أي تلك التي تشتغل على الخيال، من رواية وشعر وسينما وموسيقى ورسم ليصل إلى فن اللباس، ولاستكمال بعض من صورة شقاء العقل المبدع العربي ومحنة المبدعين علينا أن نُذكر بما عانته بعض النصوص المركزية في تجربة الكتابة الإبداعية وعلى رأسها رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، وهي الرواية التي نوهت بها لجنة جائزة "نوبل" للآداب في تقريرها في حفل تتويج الروائي بهذه الجائزة عام 1988، كتبت الرواية في الخمسينيات، صدرت للمرة الأولى في كتاب عام 1962 بعد أن كانت قد نشرت مسلسلة في "صحيفة الأهرام"، ولأجلها وعنها جرى تكفير صاحبها والمطالبة برأسه، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 1989 إذ نجا الكاتب بأعجوبة من محاولة اغتيال إرهابية خرج منها مشلولاً، ويشهد منفذ العملية بأنه قام بهذا الفعل ضد الكاتب لأنه كافر. وعلى مسافة زمنية غير بعيدة نذكر ونُذكر بالتظاهرات التي خرجت من "جامعة الأزهر" للتنديد برواية "وليمة لأعشاب البحر" وبمؤلفها الروائي السوري حيدر حيدر، ويظل الاتهام نفسه هو المس بالذات الإلهية، والمطالبة نفسها: رأس الكاتب، وكأن هؤلاء هم حماة "الله" تبارك وتعالى على الأرض، وكأن الله تبارك وتعالى، أوكل إليهم حراسته كما يُحرس ملك أو خليفة أو ديكتاتور، ومن الروايات أيضاً التي عرفت تضييقاً ومنعاً لمدة طويلة، ولا تزال ممنوعة في بعض الدول العربية، هي رواية "الخبز الحافي" لمحمد شكري. وكما الإبداع الأدبي لم يفلت من سلطة الرقيب المؤسساتي أو الغوغائي أو هما معاً، أو بإيعاز من أحدهما للآخر، لم تنجُ الموسيقى العربية من هذه الملاحقات والمضايقات والتكفير، ونذكر هنا ما عاشه الفنان عبدالحليم حافظ من ملاحقات من قبل المحافظين السلفيين حين غنى قصيدة "لست أدري" لإيليا أبو ماضي، وما تعرض له الفنان مرسيل خليفة حين أدى قصيدة "أنا يوسف يا أبي" لمحمود درويش. سلوك غريب ومتواصل يمارس ضد حرية الإبداع عند العرب والمسلمين، من قديم الزمن إلى يوم الناس هذا، يبدأ هذا المنع بتحريك آلة الرقابة من قبل فئة من الكتاب ضد واحد منهم ثم ينتقل الضجيج إلى مربع أهل سلطة الدين لتشعل هذه الأخيرة النار في الغوغاء لتصل إلى أهل السياسة وذوي القرار المؤسساتي، وهكذا تكتمل دائرة الخناق على الكاتب المقصود. كلما شارك في النقاش حول الإبداع أطراف متعددة تحترم الاختلاف وتدافع عنه، نقاش مؤسس على قاعدة أساس أولية هي القراءة والفهم، القراءة الحرة لا القراءة بنية مسبقة، كان الواقع الفكري والإبداعي بصحة جيدة، في مثل هذا الجو الذي تسود فيه القراءة المتعددة تختفي مظاهر التكفير والاغتيالات وأحكام التخوين. هذه الحال من الرقابة الغبية الممارسة من قبل ترسانة الأجهزة الأيديولوجية المتمثلة أساساً في الإعلام والمدرسة والدين الوظيفي المؤسساتي المتطرف، خلفت كثيراً من التشوهات الفكرية والسياسية والدينية في مجتمعاتنا العربية والمغاربية، لقد وجد المواطن العربي والمغاربي نفسه يعيش في مجتمع يهيمن فيه وعليه العقل الديني النقلي السلفي الذي قضى على العقل الديني المتسامح الذي يؤمن بالعيش المشترك، أو يهيمن فيه العقل العاطفي الواقع ضحية قراءات أدبية مراهقة أو فكرية تمثلها كتب تهريجة تسمى "التنمية البشرية"، أو روايات وردية، أو تحت سلطة العقل الشوفيني الضيق الذي يعتقد بأن العالم ينتهي عند حدود وطنه ولغته، أو تحت هيمنة عقل الإمامة الذي يروج لتأليه الخليفة أو الديكتاتور. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في الأوساط الأوروبية الثقافية والإعلامية والجامعية، حين تكون هناك ضجة إيجابية أو سلبية حول كتاب صدر حديثاً برؤية جمالية وفكرية خارجة عن "المعتاد"، خارجة عن "التقليد"، تنتج من ذلك فوراً ظاهرة سيسيو-ثقافية تتميز بارتفاع منسوب القراءة لهذا "الوافد الجديد"، إذ يزداد الفضول الثقافي، وتتوسع قاعدة القراء وتتكرس جراء ذلك علاقة جديدة ما بين أجيال القراءة وما بين أجيال الكتاب، وما بين أجيال الناشرين والمكتبيين، وأمام هذه الحال الديناميكية تتوسع استقلالية الحقل الأدبي ويرتفع سقف حرية الخيال كقوة اجتماعية وسياسية وأخلاقية فاعلة ومُغيرة، ويدفع هذا النقاش حول هذا الإنتاج غير المعتاد إلى ارتفاع في اقتصاد سوق الكتاب، ويحقق الكاتب سلطة معنوية ورمزية، أما عند العرب والمغاربيين فالرواية التي تُحدث ضجة أو تكسيراً في "النمط التقليدي" هي نص "ملعون"، يحارب من على كثير من الجبهات، الجبهة الأيديولوجية وكأن الرواية بيان بروباغندا، وعلى الجبهة السياسية وكأن الكاتب عضو في حزب سياسي محدد وأن الرواية تفصيل أو تفسير أو لسان حال هذا الحزب أو ذاك، وعلى الجبهة الدينية وكأن الكاتب فقيه يفتي أو إمام يؤم المؤمنين في الصلاة، في العالم العربي والمغاربي الثقافي والأدبي يكثر الكلام أو بالأحرى الثرثرة على الرصيف وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ثرثرة مليئة بالقذف والشتم والتكفير والتخوين والتهويد وما إلى ذلك من مفاسد الكلام من دون العودة للنص، حين نقف على هذا الكم الهائل من الشتائم والقذف ضد هذا الكاتب أو هذا الكتاب نعتقد بأن هؤلاء جميعاً قرأوا الكتاب المقصود وهم يناقشونه من الداخل، ولكن حين ترى حجم المبيعات تتأكد بأن العربي والمغاربي، لا يزال كائناً شفوياً، لا يقرأ ولكنه يتكلم، لا يقرأ ولكن يطالب بحقه في النقد والرأي والاختلاف ولو من فراغ، ولو نقلاً عن "راديو تروتوار". في أوروبا والعالم الغربي بشكل عام، هذا الحديث لا يعني مطلقاً بأن هذا الغرب مثالي ونزيه بل إن له أمراضه الأخرى والكثيرة، في هذا الغرب تتابع الجامعة، مثلاً، وبكثير من الحرص النقدي النظري والسوسيولوجي، الظواهر الجديدة في الأدب سلباً وإيجاباً، ونذكر هنا على سبيل المثال ما يحدث هذه الأيام من متابعات نقدية نظرية وميدانية وتفكيرات جادة حول الظاهرة الأدبية السردية الجديدة المسماة "نيو رومانس"New romance أو "دارك رومانس" La dark romance والتي تشكل انقلاباً في التقاليد الاجتماعية والسياسية والسيكولوجية واللغوية والجمالية للأدب الروائي في أوروبا. تحمل هذه الضجة الإبداعية انقلاباً على الكتابة الروائية على مستوى اللغة والبناء السردي وعلى مستوى المضامين المطروحة والمتعلقة أساساً بالعنف والحب والجنس والمخدرات والعاطفة، فالمجتمع الثقافي والأدبي والجامعي والإعلامي الجاد يتابع عن كثب هذا التحول في الكتابة السردية، ويثير القضايا التي تتولد عن استهلاك هذا الأدب الذي يقبل عليه الشباب بكثير من الرغبة والشهوة والغرابة، والأمر نفسه كان قد حدث مع ظهور الرواية الجديدة وانتشارها الكثيف في الستينيات والسبعينيات، إذ كرس النقد الجامعي والثقافي العام والإعلامي كثيراً من المجهودات لفهم هذه الظاهرة التي جاءت على قاعدة "أن البطل في هذه الرواية هي الكتابة نفسها"، أما الجامعة في البلدان العربية والمغاربية بشكل عام فإنها تعيش حال "بيات شتوي طويل ممتد على كل الفصول" وقطيعة، بل إنها تدير ظهرها لمثل هذه الظواهر الأدبية الجديدة، بل أكثر من ذلك فهي تحرك جيوشاً ضدها بمنع الطلبة الباحثين من الجيل الجديد الاشتغال على كل كاتب يخرج عن مقاييس الكتابة التقليدية الباردة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store