logo
هل يتأرجح الإعلام الرياضي الجزائري بين المهنية والتحريض؟

هل يتأرجح الإعلام الرياضي الجزائري بين المهنية والتحريض؟

Independent عربية٠٤-٠٥-٢٠٢٥

استنفر خطاب الكراهية الجزائريين حكومة وشعباً بعدما تسلل عبر لعبة كرة القدم، وباتت الملاعب والقنوات التلفزيونية والحصص الرياضية ساحات للتراشق والتمييز، مما دفع السلطات والهيئات والجمعيات إلى احتواء الوضع من خلال الدعوة إلى إعلاء القيم والأخلاقيات الرياضية، وتسليط عقوبات على المتسببين في إثارة النعرات التي من شأنها إحداث التفرقة.
ملف على طاولة الحكومة
وناقشت الحكومة الجهود المبذولة لمحاربة ظاهرة العنف التي شهدتها بعض الملاعب أخيراً، وأبرزت أهمية العمل على أن تعكس المنافسات بين الفرق الرياضية القيم والأخلاقيات الرياضية العالية، وتشكل مظهراً حضارياً للتنافس النظيف والشريف، بعيداً من التعصب الرياضي، ودعت كل الأطراف المعنية إلى التحلي بروح المسؤولية، ونبذ خطاب الكراهية في الإعلام الرياضي.
وشددت الحكومة لهجتها تجاه بعض المشاركين في برامج كرة القدم على القنوات الخاصة، موجهة لهم تهمة التشجيع على الحقد والانقسام، وهددتهم بتفعيل عقوبات يتضمنها قانون الوقاية من الكراهية والتمييز الصادر في 2020.
لغة إعلامية هادئة وواقعية
من جهته، دعا وزير الاتصال محمد مزيان، الإعلام الرياضي إلى الارتقاء بالمحتوى واعتماد لغة إعلامية هادئة وواقعية في الخطاب الرياضي الموجه للجمهور، بعيداً من التهويل والتضخيم، مؤكداً أن الإعلام يجب أن يسهم في خلق مناخ تسوده المودة، مع الابتعاد عن إثارة الانفعالات العاطفية للجمهور.
وأشار مزيان إلى أهمية الحياد في التحليل الرياضي، وكذلك نبذ التحيز أو التفضيل بين الأندية أو الفرق مما يغذي روح الكراهية، مشدداً على ضرورة الاستعانة بأهل التخصص من مدربين ومحللين وفنيين أثناء النقاشات تجنباً للعشوائية في انتقاء أو استضافة المتخصصين.
تعليق برامج وإنذار قنوات تلفزيونية
ولم يتوقف الأمر عند الجهات الرسمية، بل شددت السلطة المستقلة لضبط السمعي البصري على وجوب احترام قواعد المسؤولية المهنية والاستناد إلى مبادئ المهنية والاحترافية، لضمان تغطية إعلامية تليق بمكانة الرياضة في المجتمع وتعزز دورها في بناء جيل يؤمن بالمنافسة الشريفة والقيم الإنسانية. وأكدت ضرورة تقديم برامج هادفة تحافظ على هيبة المنافسات الرياضية، وتعمل على محاربة العنف والكراهية، مع تجنب صناعة الإثارة لأغراض ربحية، وذلك من أجل الحفاظ على صدقية القطاع وثقة الجمهور.
وجاء تدخل سلطة ضبط السمعي البصري بعد تسجيل تجاوزات على مستوى بعض القنوات التلفزيونية صنفت في خانة "خطاب يمس بكرامة الإنسان ويحرض على الكراهية والتمييز العنصري"، مما دفع إلى اتخاذ قرارات تعليق البرامج المعنية، وإصدار إنذارات للقنوات لتجنب تكرار هذه المخالفات في المستقبل.
مساءلة وزير العدل
ودفع الوضع الذي أفرزته كرة القدم في الميادين والمدرجات والقنوات التلفزيونية، إلى مساءلة وزير العدل لطفي بوجمعة حول استراتيجية الوزارة في التعامل مع خطابات الكراهية التي انتشرت في شكل فيديوهات بسبب لقاءات رياضية، الذي رد بالقول إن التصرفات المبنية على أساس التمييز ونشر خطاب الكراهية منبوذة أخلاقياً ودينياً وقانونياً، مما استدعى تدخل المشرع الجزائري لإصدار القانون المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتهما.
وأضاف بوجمعة أن الدولة تضمن التكفل الصحي والنفسي والاجتماعي لضحايا هذا النوع من الجرائم، بما يكفل أمنهم وسلامتهم وحرمتهم الجسدية والنفسية وكرامتهم، إلى جانب عملها على تيسير لجوئهم للمساعدة القضائية بقوة القانون، فضلاً عن استفادتهم من الإجراءات الخاصة بحماية الضحايا المنصوص عليها في قانون الإجراءات الجزائية.
مذكرة إلى وسائل الإعلام
ونشرت وزارة الاتصال مذكرة إلى وسائل الإعلام تخص خطاب الإعلام الرياضي، تدعو فيها إلى الابتعاد نهائياً عن استخدام صفحات الإعلام الاجتماعي والمنصات الإلكترونية لترويج الخطاب التحريضي الذي يغذي التعصب والكراهية، مشددة على منع البرامج السطحية الرديئة، وتلك التي تشجع على الإثارة والانفعال لجذب المشاهد، ولفتت إلى أهمية تعزيز خطاب التعايش والارتقاء بالمحتوى بما يليق بجمهور راق، يفرز مناخاً تسوده المودة.
وطالبت الوزارة باحترام الحياة الشخصية للأفراد، وفقاً لما تنص عليه قوانين الجمهورية وقانون الإعلام، فضلاً عن منع استغلال هذه الفضاءات لتمرير رسائل غير موضوعية، تصريحاً أو تلميحاً، مع التزام الطابع الوطني الموحد للرياضة.
وشددت الوثيقة على الحد من الترويج للسلبيات والتصرفات السيئة في المجال الرياضي، مثل العنف والشغب، والتركيز بدلاً من ذلك على الجوانب الإيجابية التي تسهم في تعزيز صورة الرياضة الوطنية، مثل التلاحم والفرجة والمنافسة الشريفة، بما يحسن من صورة البلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وأشارت إلى مسعى الحكومة نحو تطوير المشهد الإعلامي الرياضي وتقويته وتعزيزه، بما يخدم الجمهور الرياضي والمواطن الجزائري على حد سواء، بهدف تجنب أي انزلاق أو احتقان يهدد استقرار وتماسك وتجانس الإعلام الرياضي، وفي هذا التوقيت تحديداً.
اتحاد كرة القدم يتدخل
من جهة أخرى وبغرض تهدئة الأمور ومنعها من الانزلاق، أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم منع تنقل المشجعين إلى الملاعب في ما بقي من جولات دوري المحترفين، وقرر عقد اجتماعات مع أبرز الفاعلين في الساحة الكروية المحلية، سعياً إلى وضع حد لحال الاحتقان التي تزداد مع اقتراب نهاية الموسم، وما يرافقها من منافسة محتدمة، إذ أجمعت التوصيات على أن المرحلة تتطلب التحلي بالمسؤولية، ونبذ خطابات الكراهية والتحريض، واحترام قوانين اللعبة، وأن الحوار والتشاور هما السبيل الوحيد لعبور المنعطف الصعب الذي يعيشه الموسم الحالي.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد الاتحاد أن المرحلة القادمة تتطلب انضباطاً جماعياً يتجسد في ضبط سير المباريات وفق معايير عالية من الروح الرياضية واحترام اللوائح، إلى جانب محاربة مظاهر الاستفزاز في الملاعب والمنصات الإعلامية، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي بات لها دور مؤثر في توجيه الرأي العام الرياضي.
بين التصدي للتجاوزات والمصلحة الوطنية
إلى ذلك صرح رئيس المنظمة الوطنية للصحافيين الرياضيين الجزائريين يوسف تازير، أن المنظمة تعتبر الإجراءات المتخذة من قبل سلطة ضبط السمعي البصري بمثابة إجراءات تحسيسية، تهدف إلى ضبط الإعلام الرياضي والتصدي للتجاوزات والانحرافات، مضيفاً أن الإعلام الرياضي يجب أن ينظر إليه كشريك أساس في الحركة الرياضية الوطنية، وليس كأداة لإثارة الفتن والانقسامات، وطالب الصحافيين بالتحلي بالمهنية والموضوعية في معالجة المواضيع الرياضية.
من جانبه أكد رئيس نادي "نجم مقرة" عز الدين بن ناصر أن المصلحة العامة للبلاد تمر قبل كل شيء، وأن منع أو تحديد عدد الأنصار المتنقلين في الجولات المتبقية يعتبر أحسن قرار، بالنظر إلى حساسية الوضع، موضحاً أنه قُدم مقترح من أجل منع تنقل الأنصار خارج الديار في الجولات الأخيرة من الموسم الجاري، وإن "اقتضى الأمر نوقف البطولة ككل، لأن ما يهمنا هو مصلحة الجزائر وفقط".
وقال بن ناصر "محاربة خطاب الكراهية مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف الفاعلة، ولم يتوقف رئيس النجم عند هذا الحد، بل شدد على ضرورة تفادي البيانات الصحافية السلبية التي قد تكون سبباً في تنامي ظاهرة العنف، ناهيك ببعض التصريحات غير المقبولة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بينهم الأهلي.. صامويل إيتو يتوقع مصير الرباعي الإفريقي في كأس العالم للأندية
بينهم الأهلي.. صامويل إيتو يتوقع مصير الرباعي الإفريقي في كأس العالم للأندية

حضرموت نت

timeمنذ 3 ساعات

  • حضرموت نت

بينهم الأهلي.. صامويل إيتو يتوقع مصير الرباعي الإفريقي في كأس العالم للأندية

يثق الكاميروني صامويل إيتو عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في قدرة ممثلي قارة إفريقيا في كأس العالم للأندية 2025، في الظهور بشكل مميز بالبطولة المقرر انطلاقها الشهر المقبل. ويشارك في البطولة كلا من الأهلي وصن داونز والوداد والترجي كممثلين عن قارة إفريقيا. وقال إيتو في تصريحات مع قناة دي سبورتس: ' أعلم أن الفرق التي ستمثل قارتي ستبذل قصارى جهدها للوصول إلى أبعد مسافة ممكنة.' وأشار: ' المستوى متكافئ تمامًا، كرة القدم الآن مجنونة ستبذل الفرق الأفريقية الأربعة قصارى جهدها للوصول إلى أبعد مدى ممكن.' وعن وصول مازيمبي الكونغولي إلى نهائي مونديال الأندية عام 2010 وخسارته أمام الإنتر الإيطالي بثلاثية نظيفة قال: ' كنا محظوظين بوجود نادٍ أفريقي في النهائي. للأسف، لعبوا ضد إنتر ميلان، أتمنى أن يتكرر ذلك.'

لوكا.. وسط رماد الدمار بُعث الأمير
لوكا.. وسط رماد الدمار بُعث الأمير

الرياضية

timeمنذ 8 ساعات

  • الرياضية

لوكا.. وسط رماد الدمار بُعث الأمير

من شوارع كرواتيا التي مزقتها الحرب إلى الأضواء المبهرة لأعظم أندية كرة القدم في العالم، تُعد رحلة الكرواتي لوكا مودريتش شهادةً على قوة الصمود والعزيمة التي لا تتزعزع. فوق أرض جبلية، صلبة ومغبرة، وبين أشجار عارية، سوداء ومتفحمة بسبب حرائق الغابات التي دمرتها الحرب، لا شيء يتوقع أن يزدهر هنا، لا توجد الكثير من الفرص في هذه المنطقة الخطرة، فرصة الموت بقذيفة طائشة أكبر من الحصول على وجبة ساخنة. بالقرب من ساحل دالماتيا، الذي كان جميلًا بشكل صارخ قبل بضعة أعوام، في قرية مودريتشي الصغيرة، عاش لوكا مودريش، الطفل الصغير الذي تعلم أن يقول: «ابتعد، قد تكون هناك ألغام أرضية في المنطقة»، قبل أن يقول «لقد عدت من المدرسة». في منزل قديم، عاصر ثلاثة أجيال من العائلة، ترعرع لوكا الابن، تحت سقف لم يعد موجودًا وبلا نوافذ، وسط حطام متناثر في كل مكان، لا أحد يتوقع أن هذا المكان المخيف يحوي بين جدرانه طموحًا لا حدود له. في ديسمبر 1991، شاهد لوكا مودريتش الجد القوات الصربية وهي تحتل بلدة ياسينيتسه، التي تُشكّل مودريتشي والتلال جزءًا منها، فيما كانت عصابات شيتنيك أوبروفاك يقودون سياراتهم على طريق فيليبيت، ويُغنّون أغانيهم الشعبية، التي تمجد انتصارات سلوبودان ميلوسيفيتش، مجرم الحرب، الذي كان سبب دمار كرواتيا، وقف لوكا مودريتش العجوز وهو يقود قطيعًا من الماعز الجائعة، دفعوه، وهاجموه بعنف، قبل أن يطلقوا عليه الرصاص بلا رحمة أمام أعين الطفل الصغير الذي يحمل الاسم ذاته. كان لوكا الابن في السادسة من عمره آنذاك، ولم يعِ كثيرًا مقدار المأساة التي حلت بالأسرة التعيسة. أصبح الآن لاجئًا، مع والديه وأخته، غادروا ولم يعودوا أبدًا إلى منزلهم الذي يتوسط حقلًا للألغام، لم يعد مكانًا صالحًا للسكن. لم يعرف لوكا طعم السكن في منزل خاص منذ ذلك الحين، بل فنادق مزدحمة باللاجئين، لهذا كان أول قرار له بعد تسلم أول راتب احترافي له شراء منزل جديد للعائلة، مكان يمكنهم أن يطلقوا عليه اسم المنزل مرة أخرى. أين كان يلعب؟ سؤال يتردد كثيرًا عند الحديث عن طفولة لوكا الذي عاش لأكثر من سبعة أعوام في فندق كولوفاري من فئة أربع نجوم، والمطل على البحر الأدرياتيكي. الجواب، في موقف سيارات الفندق، مكان مسطح وجميل، هناك بدأ لوكا مودريتش الشاب في صقل مهاراته الكروية بشغف، لم يكن حريصًا على إكمال واجباته المدرسية بقدر إكمال اللعبة. لكن عندما رآه ألبرت رادوڤنيكوفيتش، معلم التربية البدنية، للمرة الأولى بكرة قدم، اندهش، كان يحاول تحديه، بجعله يلعب ضد لاعبين أكبر منه سنًا، أو بوضعه في المرمى، في كل مرة كان مودريتش كان يتغلب على كل هذه التحديات ويفوز. حسنًا، لا يوجد لاعب لم يضطر إلى التغلب على عقبة أو أكثر، ولكن العقبات التي واجهت لوكا كانت أكثر من الفقر والجوع، كان يواجه خطر الموت في كل مرة يخرج ليلعب كرة القدم مع رفاقه. كانت زادار لا تزال منطقة حرب، حيث تتساقط قذائف المدفعية بانتظام، كان لوكا وزملاؤه يضطرون إلى الاختباء تحت طاولاتهم عند سماع صفارات الإنذار، وأحيانًا يختبئون لفترة طويلة لدرجة أن كل ما يفعلونه هو الضحك، وعندما ينتهي كل شيء يعودون إلى الملعب. وُلد لوكا في زمن كانت فيه الرياضة والهوايات تُمارس جنبًا إلى جنب مع السعي وراء البقاء، كل هذا لم يهمه، ولكن مشكلته الحقيقية كما يراها أنه ولد أصغر وأنحف. لهذا السبب رفضه نادي طفولته، هايدوك سبليت، لأنه كان ضئيلًا جدًّا، ولكنه تعلم كيف يستفيد من ذلك لصالحه، ويشق طريقه في عالم الكرة، كان سريعًا في الملعب أيضًا ويمكنه الفوز بسهولة في أي نوع من التحدي، بفضل مركز ثقله المنخفض، كان بإمكانه الالتفاف والدوران بسهولة أكبر من نظرائه الأطول قامةً، لم يتغير أسلوب لعبه كثيرًا. عندما انضم إلى دينامو زغرب بعد تجربته في البوسنة، كان يعود إلى المنزل في وقت متأخر من الليل، أحيانًا حتى الـ 03:00 فجرًا، ثم يجلس حتى الفجر وهو يشاهد لقطات المباراة التي لعبها للتو، حتى مع ريال مدريد استمر في فعل ذلك. لم يكن لوكا من اللاعبين الذين يغيرون عاداتهم، عندما احتفلت كرواتيا في حافلة فريقها في كأس العالم الصيف الماضي بأغنية «المال ليس كل شيء»، كانت الأغنية نفسها التي كان يغنيها مع فريق الشباب في زادار قبل 20 عامًا. أخذت قصة لوكا مسارًا تصاعديًّا، انتقالاتٌ كبيرة وجوائزٌ أكثر، ما حصل عليه اليوم هو تتويجٌ منطقيٌ لأعوام من العمل الشاق، وتذليل جميع العقبات التي واجهته على طول الطريق. يستطيع لوكا مودريتش أن يتذكر مسيرةً حافلةً بالنجاحات بفخر لا مثيل له، كلٌّ من يعرف قصته يفرح بكل نجاح يحققه، وكلٌّ مَن يشاهده يلعب يُفتن بأناقته وهدوئه في التعامل مع الكرة، لاعب خط الوسط، الذي يمتلك مهاراتٍ بقدمه اليمنى الخارجية تفوق ما يحلم به معظم لاعبي كرة القدم. بحلول عام 2008، انتقل إلى توتنام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز، ما مهد الطريق بعد أربعة مواسم لانتقاله إلى ريال مدريد، وفي فريق العاصمة تجسدت العبقرية الفذة لأمير الكرة الكرواتية. لم يكن يعتبر من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم لكن ريال مدريد راهن عليه، وكسب الرهان. اليوم سيغادر لوكا ريال مدريد بكونه اللاعب الأكثر تتويجًا بالألقاب بعد 590 مباراة سجَّل خلالها 43 هدفًا و95 تمريرة حاسمة، وفاز مع الملكي بستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وستة ألقاب في كأس العالم للأندية، وخمسة ألقاب في كأس السوبر الأوروبي، وأربعة ألقاب في الدوري الإسباني، وانتصارين في كأس ملك إسبانيا، وخمسة ألقاب في كأس السوبر الإسباني خلال مواسمه الـ13 مع ريال مدريد. اليوم وهو يقارب الـ40 عامًا، يظل أحد أهم لاعبي الملكي، فاز معه بالعديد من الألقاب، وتُوِّج بالكرة الذهبية 2018. علاوة لهذا تم اختياره كأفضل لاعب كرواتي في العام 11 مرة، وهو رقم قياسي، ويحمل الرقم القياسي لأكبر عدد من المشاركات مع المنتخب الوطني. بلا شك يعد لوكا مودريتش أحد أفضل صانعي الألعاب في ذلك الوقت، ومع ذلك رفضه برشلونة وبايرن ميونيخ، بسبب بنيته الجسدية النحيلة، فعلًا هذا ما حدث، رفض مسؤولو برشلونة التعاقد مع لوكا، الذي كان مشجعًا مجنونًا لفخر كاتالونيا، غير أن القدر حوَّله إلى الغريم التقليدي، بعد كل كلاسيكو كان لوكا يتبادل القمصان مع صديقه إيفان راكيتيتش الذي كان يمازحه: «الآن لديك القميص الذي كنت تتمنى حقًا أن تأخذه معك إلى المنزل». يعترف موكا أن سلسلة الرفض التي عانى منها بسبب جسده النحيف كانت سببًا في تألقه، يقول في كتاب «لوكا مودريتش: سيرتي الذاتية»، الصادر عن دار بلومزبري سبورت: «رفضتني العديد من الأندية بسبب جسدي النحيف وقصر قامتي، لكن هذا منحني حافزًا للتحسن وإثبات خطأهم». بالتأكيد، الخلفية الصعبة أسهمت في شخصية قائد كرواتيا وقوته العقلية، كانت أحد العوامل التي أسهمت في دفعه ليصبح واحدًا من الأفضل في العالم. «تخيّل نفسك تركض في شوارع تُطلق فيها القنابل باستمرار، وتُعد طلقات الرصاص مجرد موسيقى مرعبة، يبدو الأمر أشبه بالركض في ساحة معركة، أليس كذلك؟ ما اعتدنا فعله في ألعاب الفيديو كان لدى ذلك الشاب الجرأة ليفعله في الواقع»، هكذا وصف لوكا طفولته، قبل أن يضيف: «عشت الكثير من الخوف في حياتي. خوف القصف شيءٌ أتخلص منه تدريجيًّا. قتل الشتنيك جدي، أحببته كثيرًا. بكى الجميع، كنت أتساءل إن كان من فعلوا هذا وأجبرونا على الفرار من ديارنا يُسمّون بشرًا». من يدري كيف كان سيصبح لوكا مودريتش لو لم تكن هناك حرب؟ هل كان سيترك مودريتشي لأي شيء آخر غير الدراسة؟ هل كان سيلحق بوالده إلى مصنع الغزل المحلي بدلًا من ذلك؟ هل كان ليُغرم يومًا بتلك الكرة الصغيرة التي كانت تلوح في الأفق عند قدميه؟ الأكيد أن لوكا الصغير الذي لعب في ساحة انتظار السيارات في أحد الفنادق وسط الحرب، والذي رأى جده يموت، والذي تم رفضه بسبب لياقته البدنية، أخيرًا، تم الاعتراف به كأفضل لاعب في العالم، لم يفقد ابتسامته أو وهمه أبدًا، وسيتذكر عالم كرة القدم اسمه وقصته الجميلة في الغالب. كلاعب نحيل معدم، لم تكن لديه الكثير من الخيارات، ولكنه كان يتصرف كما يتصرف والداه قدر استطاعتهما، الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه التحكم فيه هو كرة القدم، عندما تعود إلى الفندق المحترق والذي شهد انبعاث موهبته، لا تزال هناك بعض الرسائل المكتوبة على جدرانه الهرمة، واحدة تقول «شكرًا لك»، وأخرى تقول «قائدنا لوكا»، في نظر أمير الكرة الكرواتية، هذا هو إرثه الحقيقي.

كاف يكشف عن التصميم الجديد لـ كأس الكونفدرالية.. فيديو
كاف يكشف عن التصميم الجديد لـ كأس الكونفدرالية.. فيديو

حضرموت نت

timeمنذ 9 ساعات

  • حضرموت نت

كاف يكشف عن التصميم الجديد لـ كأس الكونفدرالية.. فيديو

كشف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم 'كاف'، اليوم الأحد، عن التصميم الجديد لـ شكل كأس الكونفدرالية الإفريقية، وذلك قبل مباراة النهائي مساء الأحد. وأوضح الاتحاد الإفريقي، أنه تم إعادة تصميم كأس بطولة الأندية الأفريقية لكرة القدم 'كاف'، بتصميم جديد مذهل يتناسب مع التاريخ الغني للبطولة المرموقة. وكجزء من استراتيجية الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الأوسع نطاقاً لإعادة تسمية مسابقاته والارتقاء بها، تم تصميم التصميم الجديد لتعزيز التأثير البصري لفخر كرة القدم الأفريقية. ويرمز الكأس الجديد إلى الطموح والوحدة والتميز في كرة القدم القارية، في أعلاه، كرة ذهبية غير لامعة تحمل خريطة ذهبية مصقولة لأفريقيا، ترمز إلى الفخر القاري، يحمل الكرة ذراعان ذهبيتان غير لامعتان، رمزًا للوحدة والقوة. كأس جديدة لعصر جديد! 🏆 نكشف لكم عن التصميم الجديد لكأس الكونفدرالية. 🤩# — دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية 🏆 (@CAFCLCC_ar) May 25, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store