logo
الإمارات تقود دول العالم في تبنّي منصب 'الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي'

الإمارات تقود دول العالم في تبنّي منصب 'الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي'

رؤيا نيوزمنذ 6 أيام
كشفت دراسة عالمية جديدة أعدّها معهد (IBM) لقيمة الأعمال، بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل، عن ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في تبني منصب (الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي)، كدور قيادي محوري لوضع إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها على مستوى المؤسسات. وتعكس هذه الدراسة طموح دولة الإمارات الجريء لتوظيف الذكاء الاصطناعي كمحرّك إستراتيجي في الاقتصاد والحكومة والمجتمع.
معدلات التبني في الإمارات أعلى من المعدل العالمي:
شملت الدراسة أكثر من 600 رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي من 22 دولة و21 قطاعًا مختلفًا، وقد أظهرت النتائج أن نسبة بلغت 33% من المؤسسات في دولة الإمارات عيّنت بالفعل رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي، مقارنة بنسبة بلغت 26% فقط عالميًا، مما يؤكد ريادة الإمارات في هذا الجانب.
العوائد الاستثمارية للذكاء الاصطناعي:
أكدت الدراسة وجود ارتباط مباشر بين وجود رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي وتحقيق عوائد استثمارية عالية، إذ تحقق المؤسسات التي تعتمد هذا الدور عائد استثمار أعلى بنسبة قدرها 10% على إنفاقها في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 36% في المؤسسات التي يتولى فيها الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي قيادة نماذج تشغيل مركزية أو هياكل تنظيمية تربط المركز بفرق عمل متعددة.
وفي تقديمه لهذه الدراسة، أكد معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن الذكاء الاصطناعي ليس إنجازًا منفردًا، بل هو حصيلة آلاف الخطوات الصغيرة المتراكمة، وإنه يعكس ثقافة ونهجًا مؤسسيًا، وعادة يجب أن تتجذر في تفاصيل العمل اليومي لكل مؤسسة. وأوضح معاليه أن الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي، هو المحرك الأساسي لهذه الثقافة، سواء كان ذلك في قطاعات حيوية مثل الإدارة العامة، أو الرعاية الصحية، أو التعليم، أو اللوجستيات.
وشدد على أن هذا الدور لا يقتصر على كونه خبيرًا تقنيًا فحسب، بل يتجاوزه ليصبح مترجمًا يربط الإستراتيجية الشاملة بالمراحل التنفيذية الدقيقة، وجسرًا يصل بين الإستراتيجية الكبرى والجانب العلمي والتقني المعقد للذكاء الاصطناعي، وحارسًا لقيمة التكنولوجيا يضمن أن الذكاء الاصطناعي يُقدم قيمة حقيقية ومستدامة داخل المؤسسة.
وتُبرز هذه الأوصاف الطبيعة الشاملة والمتعددة الأوجه لهذا الدور، إذ يتطلب فهمًا عميقًا للتقنية، وأيضًا القدرة على ربطها بالأهداف الإستراتيجية للمؤسسة، وضمان تحقيق القيمة المضافة منها.
دعم القيادة للرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات:
أظهرت الدراسة أن الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يحظون بدعم مباشر أكبر من القيادة العليا مقارنة بنظرائهم عالميًا، إذ كشفت الدراسة أن نسبة تبلغ 90% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يحصلون على دعم كافٍ ومباشر من الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 80%.
ولا يقتصر الدعم على الرئيس التنفيذي فحسب، بل يمتد ليشمل الفريق التنفيذي، فقد ذكر 86% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات أنهم يحظون بدعم أوسع من أعضاء الفريق التنفيذي للمؤسسة، مقارنة بنسبة تبلغ 79% عالميًا. ويعزز هذا الدعم الشامل من قدرة قادة الذكاء الاصطناعي على دفع عجلة التحول الرقمي وتبني الابتكار.
كما يُبرز جانب آخر التزام الإمارات بالذكاء الاصطناعي وهو طريقة تعيين الرؤساء التنفيذيين، فقد عُينت نسبة تبلغ 69% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات من داخل المؤسسات، مقارنةً بنسبة تبلغ 57% عالميًا. وتُشير هذه النسبة إلى التزام واضح بتنمية الكوادر القيادية في مجال الذكاء الاصطناعي وتطويرها من داخل المؤسسات نفسها، مما يضمن فهمًا عميقًا للعمليات الداخلية ويعكس استثمارًا طويل الأجل في رأس المال البشري.
صلاحيات تنفيذية واسعة وتأثير مباشر:
أظهرت الدراسة أيضًا الدور المحوري الذي يؤديه الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ يتمتعون بسلطات كبيرة في صياغة إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها مقارنة بنظرائهم عالميًا.
فقد أظهرت النتائج أن 79% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يتحكمون بنحو مباشر في ميزانية الذكاء الاصطناعي داخل مؤسساتهم، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 61%. وتعطيهم هذه السيطرة المالية القدرة على توجيه الاستثمارات بطريقة إستراتيجية.
وعلاوة على ذلك، تركز نسبة تبلغ 62% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات في بناء حالات استخدام عملية للذكاء الاصطناعي، مقارنة بنسبة تبلغ 45% عالميًا. ويسهم هذا التركيز في التطبيقات الملموسة في تحقيق قيمة حقيقية من استثمارات الذكاء الاصطناعي وتحويل الرؤى إلى حلول عملية.
وفيما يتعلق بمسؤولياتهم الأساسية، أشار 50% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات إلى أن التنفيذ المباشر لتطبيقات الذكاء الاصطناعي يقع ضمن مهامهم الأساسية، وهي نسبة قريبة من المتوسط العالمي البالغ 48%. ومع ذلك، من المثير للاهتمام أن 38% من هؤلاء القادة في الإمارات يَعدون التنفيذ تحديًا كبيرًا، مقارنة بنسبة تبلغ 30% عالميًا، مما يشير إلى حجم المشاريع الطموحة أو تعقيد البيئة التكنولوجية التي يعملون فيها.
خلفيات عملية تعزز التنفيذ:
أشارت الدراسة إلى أن 69% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يتمتعون بخلفية مهنية قوية في مجال البيانات، وهي نسبة قريبة من المتوسط العالمي الذي يبلغ 73%. مما يُؤكد فهمهم العميق للأسس التقنية للذكاء الاصطناعي، وضرورة وجود بيانات جيدة لدفع الابتكار.
وفي الوقت نفسه، يُركز 48% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات في الجانب العملياتي (التشغيل)، مقارنة بنسبة تبلغ 38% عالميًا، مما يشير إلى توجه قيادي عملي يركز في التنفيذ الفعلي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحويل الرؤى الإستراتيجية إلى واقع ملموس داخل المؤسسات.
أهمية القياس والاستمرارية في الابتكار:
أقرّ الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في الإمارات بأهمية قياس نتائج الذكاء الاصطناعي، لكنهم أكدوا ضرورة الاستمرار بالابتكار حتى دون وجود مقاييس مثالية، فقد أظهرت الدراسة أن 76% من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في الإمارات يرون أن مؤسساتهم مُعرضة للتراجع إذا لم يُقَس أثر الذكاء الاصطناعي، وهي نسبة أعلى قليلًا من المتوسط العالمي البالغ 72%، مما يعكس وعيًا عميقًا بضرورة إثبات القيمة وتأثير هذه التقنيات.
ومع ذلك، فإن هذا الوعي لا يُعيق التقدم، إذ أشار 74% منهم إلى أنهم يَمضون قدمًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي حتى في حال عدم توفر مقاييس دقيقة للعائد، مقارنة بنسبة تبلغ 68% عالميًا، ويُبرز هذا التوجه عقلية ريادية تعطي التجريب والاستكشاف الأولوية، حتى عندما تكون النتائج الكمية غير واضحة تمامًا في البداية.
مرحلة تجريبية.. لكنها واعدة:
مع هذه الاستثمارات القيادية الكبيرة والنهج الطموح، أظهرت الدراسة أن غالبية المؤسسات في الإمارات ما تزال في المراحل المبكرة لتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، إذ إن نسبة تبلغ 76% من المؤسسات في الإمارات ما زالت في مراحل تجريبية مع تطبيقات محدودة النطاق، مقارنة بنسبة تبلغ 60% عالميًا. ويشير ذلك إلى أن الرحلة نحو النضج الشامل للذكاء الاصطناعي لا تزال في بدايتها، وأن هناك فرصًا كبيرة للنمو والتوسع في المستقبل.
الخلاصة:
تُظهر نتائج هذه الدراسة بوضوح أن الإمارات لا تكتفي بوضع خطط طموحة لمستقبل الذكاء الاصطناعي، بل تتجاوز ذلك إلى بناء قدراتها المؤسسية داخليًا لقيادة هذا المستقبل الواعد، ويعكس هذا النهج الاستباقي التزامًا عميقًا بتحويل الرؤى إلى واقع ملموس. فمن خلال تبنّي منصب (الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي) بصلاحيات واسعة، ودعمه غير المحدود من أعلى المستويات القيادية في المؤسسات، تتجه الدولة نحو تحقيق تكامل مؤسسي حقيقي.
ويجعل هذا التكامل الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من البنية اليومية للإدارة، والخدمات، والاقتصاد، ليتحول من مجرد أداة تكنولوجية إلى ركيزة أساسية في كل جانب من جوانب العمل. وهذه الخطوة ليست مجرد عنوان للتقدم التكنولوجي، بل هي إستراتيجية متكاملة ومدروسة قد تُشكل نموذجًا يحتذى به عالميًا في حوكمة الذكاء الاصطناعي المؤسسي، إذ إنها تُظهر كيف يمكن للدول أن تعزز من قدراتها الذاتية في مجال الذكاء الاصطناعي، وتضمن أن يكون الابتكار جزءًا أصيلًا من نسيجها المؤسسي والاقتصادي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي يتحول إلى صديق رقمي للمراهقين
الذكاء الاصطناعي يتحول إلى صديق رقمي للمراهقين

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

الذكاء الاصطناعي يتحول إلى صديق رقمي للمراهقين

في السنوات الأخيرة، شهد الذكاء الاصطناعي تطورًا لافتًا، لم يقتصر على تقديم المعلومات أو أداء المهام الذكية، بل امتد ليصبح جزءًا من الحياة اليومية للمراهقين، ليس فقط كأداة للمساعدة، بل كمصدر للدعم العاطفي وبديل للعلاقات الاجتماعية. اضافة اعلان دراسة حديثة أعدتها مؤسسة Common Sense Media، التي تُعنى بمراقبة استخدام التكنولوجيا بين الأطفال والشباب، كشفت أن أكثر من 70% من المراهقين استخدموا ما يُعرف بـ"رفقاء الذكاء الاصطناعي" مرة واحدة على الأقل، بينما يستخدمه نصفهم بانتظام. وتشير الدراسة إلى أن 31% من هؤلاء وصفوا المحادثات مع الذكاء الاصطناعي بأنها مرضية أو أكثر من محادثاتهم مع أصدقائهم الفعليين. كما تبين أن 33% ناقشوا قضايا شخصية أو عاطفية مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التوجه إلى أشخاص حقيقيين. ويحذر الدكتور مايكل روب، الباحث الرئيسي في المؤسسة، من أن الذكاء الاصطناعي أصبح متغلغلًا في مرحلة حساسة من النمو الاجتماعي والعاطفي. يقول روب: "المراهقة فترة محورية لتكوين الهوية وتعلم المهارات الاجتماعية. وإذا نشأ الشباب وهم يتلقون استجابات دائمة الموافقة والتأييد من أدوات ذكاء اصطناعي، دون تحدٍ أو تعقيد في التفاعل، فإنهم سيكونون أقل استعدادًا للتعامل مع الواقع والعلاقات الحقيقية." كما رصد التقرير ضعفًا في أنظمة الرقابة على هذه المنصات، إذ أظهرت تحليلات "تقييم المخاطر" أن بعض هذه التطبيقات الذكية تقدم محتوى غير مناسب للفئة العمرية، وقد تتضمن موادًا ذات طابع جنسي أو نصائح قد تكون ضارة نفسيًا أو سلوكيًا. ولهذا توصي المؤسسة بعدم استخدام الأطفال والمراهقين لتلك المنصات دون إشراف مباشر. من جانبها، تؤكد الدكتورة إيفا تيلزر، أستاذة علم النفس وعلوم الأعصاب بجامعة نورث كارولاينا، أن انتشار استخدام المراهقين للذكاء الاصطناعي تم بوتيرة أسرع مما يتصور الأهالي، بل ويمتد حتى للأطفال بعمر 8 سنوات. ووجدت أبحاثها أن كثيرًا من الشباب يلجؤون إلى هذه الأدوات الرقمية لاستكشاف ذواتهم، أو التفاعل مع مواقف حساسة، ما قد يؤدي إلى تعلّق نفسي أو بناء علاقات غير متوازنة مع أنظمة غير بشرية. وتضيف تيلزر أن أحد أخطر التحولات الملحوظة هو تراجع ثقة المراهقين في قدرتهم على اتخاذ قرارات بأنفسهم، إذ بات العديد منهم يعتمدون على رأي الذكاء الاصطناعي قبل إرسال رسالة أو اتخاذ خطوة شخصية. وتشير إلى أن هذا النمط يعزز التبعية ويضعف مهارات الحكم الذاتي. ويجمع الخبراء على أن الذكاء الاصطناعي يختلف في تأثيره عن وسائل التواصل الاجتماعي. فبينما كانت الأخيرة تلبي حاجات الإنسان للظهور والانتماء، فإن الذكاء الاصطناعي يتغلغل أعمق، ويستجيب لحاجة دفينة في الشعور بالتعاطف والارتباط العاطفي. وهو ما يجعل تأثيره النفسي طويل الأمد وأكثر تعقيدًا. في ظل غياب تنظيم دقيق لاستخدام هذه المنصات، ودون توعية كافية من الأهل والمعلمين، يتزايد الخوف من أن تحل أدوات الذكاء الاصطناعي محل العلاقات الإنسانية الحقيقية، خاصة بين فئة المراهقين الذين يمرون بأكثر مراحل الحياة حساسية في تشكيل هويتهم الاجتماعية والنفسية.

كيف تحمي ابنك المراهق من تأثير "رفقاء الذكاء الاصطناعي"؟
كيف تحمي ابنك المراهق من تأثير "رفقاء الذكاء الاصطناعي"؟

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

كيف تحمي ابنك المراهق من تأثير "رفقاء الذكاء الاصطناعي"؟

مع تسارع اندماج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، بدأ المراهقون يلجؤون إلى روبوتات المحادثة ليس فقط للحصول على المعلومات، بل للدردشة، طلب النصيحة، والتنفيس عن مشاعرهم. اضافة اعلان ومع ازدياد اعتمادهم على هذه الأدوات، يزداد القلق لدى المتخصصين في الصحة النفسية حول التأثير العاطفي لهذه العلاقة الرقمية على الجيل الجديد. بحسب دراسة جديدة أجرتها مؤسسة Common Sense Media، فإن أكثر من 70% من المراهقين في الولايات المتحدة استخدموا "رفقاء ذكاء اصطناعي" مرة واحدة على الأقل، فيما يتفاعل أكثر من نصفهم معهم بشكل منتظم. وتشمل هذه الأدوات منصات مثل Replika، وNomi، والتي تُعرف بأنها "أصدقاء رقميون" يُمكن التحدث إليهم في أي وقت، وغالبًا ما تُبرمج لتكون داعمة وودودة ومتاحة دائمًا. الخبراء يحذرون: هذه العلاقة ليست حقيقية الدكتور مايكل روب، كبير الباحثين في المؤسسة، يشير إلى أن أهم خطوة يمكن أن يقوم بها الأهل هي فتح حوار صريح مع أبنائهم دون إطلاق الأحكام. ويوصي بأن يبدأ الأهل بأسئلة بسيطة مثل: "هل سمعت عن رفقاء الذكاء الاصطناعي؟" أو "هل تستخدم تطبيقات تتحدث إليك كأنها صديق؟". الهدف من ذلك هو الفهم، وليس القلق أو المنع المباشر. ويؤكد روب أن هذه الأدوات مصممة لتكون دائمًا متفقة مع المستخدم، ما يجعلها علاقة "خالية من التحدي"، وهو أمر بعيد عن الواقع الاجتماعي الطبيعي الذي يتطلب التعامل مع وجهات نظر مختلفة وتفاعل بشري معقد. الذكاء الاصطناعي قد يُضعف العلاقات الواقعية من جهته، يرى الدكتور ميتش برنستين، رئيس قسم علم النفس في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA)، أن القلق لا يتعلق فقط بمحتوى هذه المحادثات، بل أيضًا بالوقت الذي تسرقه من العلاقات الحقيقية. ويضيف: "يجب أن نُعلم المراهقين أن هذه الأدوات وسيلة ترفيهية، وليست بديلًا حقيقيًا للعلاقات الإنسانية." الجمعية الأمريكية لعلم النفس أصدرت مؤخرًا تحذيرًا صحيًا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية للمراهقين، يتضمن نصائح للأهل حول كيفية المراقبة والتدخل. متى يكون القلق مبررًا؟ علامات الخطر يشير الدكتور روب إلى أن هناك سلوكيات معينة قد تعكس ارتباطًا غير صحي بين المراهق وأدوات الذكاء الاصطناعي، مثل تفضيله التفاعل مع الروبوتات على حساب علاقاته العائلية والاجتماعية، أو قضائه ساعات طويلة في محادثات رقمية على حساب وقته الواقعي، إضافةً إلى ظهور علامات انزعاج أو توتر نفسي عند الانفصال عن هذه الأدوات. في مثل هذه الحالات، يصبح التدخل ضروريًا، مع ضرورة توضيح أن العلاقة مع الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تحلّ محل العلاقات الإنسانية الحقيقية أو تغني عن التواصل العاطفي والاجتماعي في الواقع. ضع قواعد واضحة... وافهم طبيعة الأدوات يوصي الخبراء بأن تكون هناك قواعد أسرية لتنظيم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما هو الحال مع وقت الشاشة أو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. بعض رفقاء الذكاء الاصطناعي مصممون خصيصًا للبالغين، ويتيحون سيناريوهات حوارية قد تكون رومانسية أو حميمية أو حتى لعب أدوار، وهو ما لا يناسب الفئات العمرية الصغيرة. كما يجب توضيح أن هذه الأدوات لا تمتلك القدرة الحقيقية على تقديم دعم نفسي في حالات الأزمات، مثل الاكتئاب أو اضطرابات الأكل أو الوحدة. في هذه الحالات، يحتاج الطفل إلى دعم إنساني حقيقي من الأسرة أو الأصدقاء أو اختصاصي نفسي. رسالة للأهل: لا تكن جاهلًا بالتكنولوجيا يحذر الدكتور برنستين من أن جهل الأهل بطبيعة هذه الأدوات قد يفاقم المشكلة. ويقول: "كثير من الآباء يرفعون أيديهم ويقولون: لا أفهم هذه الأشياء. هذا يبدو جنونيًا!" لكن هذا الموقف يُشعر الطفل بأنه لا يستطيع اللجوء إليهم إذا واجه مشكلة، لأنه سيتعرض للتقليل أو السخرية. الفهم العميق لما تفعله أدوات الذكاء الاصطناعي، وكيف يستخدمها الشباب، ولماذا أصبحت منتشرة بهذا الشكل، هو مفتاح الوقاية والتوجيه الصحيح. لا تمنع... لكن وجّه حتى بعض المراهقين الناضجين يؤكدون أن المنع الكامل ليس هو الحل. يقول أحدهم: "الذكاء الاصطناعي بات موجودًا في كل شيء. من المستحيل اليوم أن تتجنب استخدامه، تمامًا كما يصعب تجنب مواقع التواصل الاجتماعي. الأفضل أن تتعلم كيف تتعامل معه بطريقة ناضجة وتواجه التحديات بدلًا من الهروب منها." ويضيف: "الذكاء الاصطناعي يجعل كل شيء سهلًا، وهذا هو الخطر. كلما أحببت السهولة، أصبحت أكثر عرضة لفقدان التوازن في هذا العالم الجديد." بينما تبدو أدوات الذكاء الاصطناعي صديقة للمراهقين، فإنها ليست بديلاً عن العلاقات الإنسانية الحقيقية. دور الأهل اليوم لا يتمثل في الرفض أو الحظر، بل في الفهم، والمشاركة، والتوجيه، من أجل حماية الصحة النفسية والاجتماعية لجيل نشأ في ظل "أصدقاء رقميين" لا ينامون ولا يختلفون.

غوغل تحقّق إنجازًا تاريخيًا في أولمبياد الرياضيات العالمية
غوغل تحقّق إنجازًا تاريخيًا في أولمبياد الرياضيات العالمية

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

غوغل تحقّق إنجازًا تاريخيًا في أولمبياد الرياضيات العالمية

قالت شركتا "غوغل" و"أوبن إيه آي" إن نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما فازت بميداليات ذهبية في أولمبياد الرياضيات الدولي، في إشارة إلى طفرة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي على حل مسائل رياضية معقّدة، ضمن السباق نحو تطوير أنظمة تقارب الذكاء البشري. اضافة اعلان وقد شكّل هذا الإنجاز المرة الأولى التي تتخطى فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي عتبة الميدالية الذهبية في أولمبياد الرياضيات الدولي (IMO) الخاص بطلاب المرحلة الثانوية. وبحسب ما ذكر موقع Reuters ، فإن كلا النموذجين تمكّنا من حل خمس مسائل من أصل ست، باستخدام نماذج "تفكير" عامة تعالج المفاهيم الرياضية عبر اللغة الطبيعية، بدلًا من الطرق الحسابية التقليدية التي اعتمدتها الشركات في السابق. وقد تعاونت غوغل، عبر وحدة "ديب مايند"، رسميًا مع اللجنة المنظمة للأولمبياد لتقييم نماذجها من قِبل اللجنة، بينما لم تشارك أوبن إيه آي رسميًا، لكنها نشرت نتائجها بعد تقييمها من ثلاثة فائزين سابقين بميداليات IMO، مشيرة إلى أن نماذجها حققت مستوى يستحق الميدالية الذهبية في مسائل هذا العام. ويرى البروفيسور في الرياضيات بجامعة براون والباحث الزائر في "ديب مايند"، جونهيُك جونغ، أن هذا الإنجاز يؤشر إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح، خلال أقل من عام، أداةً لمساعدة الباحثين على حل مشكلات رياضية لم تُحل بعد في هذا المجال. وقال جونغ: "عندما نصل إلى قدرة على حل مسائل منطقية معقدة عبر اللغة الطبيعية، فسيفتح ذلك الباب أمام تعاون فعّال بين الذكاء الاصطناعي وعلماء الرياضيات". وقد اعتمدت أوبن إيه آي في نموذجها التجريبي على تكثيف قوة الحوسبة لحظة الاختبار (test-time compute)، من خلال السماح للنموذج بالتفكير لفترة أطول واستخدام الحوسبة المتوازية لتوليد عدة مسارات من التفكير في آنٍ واحد. ورفض الباحث في أوبن إيه آي نوام براون الإفصاح عن التكلفة الحوسبية، لكنه وصفها بأنها "باهظة جدًا". ويرى باحثو أوبن إيه آي أن هذه النتائج تبرهن مجددًا على قدرة النماذج على امتلاك مهارات استدلال قد تمتد إلى مجالات بحثية أخرى غير الرياضيات. وتشاطر غوغل هذا التفاؤل، إذ يرى جونغ أن هذه القدرة قد تُستخدم لاحقًا في مجالات مثل الفيزياء. وشارك في النسخة الـ66 من أولمبياد IMO، المقامة على ساحل صن شاين في ولاية كوينزلاند الأسترالية، 630 طالبًا، أحرز 67 منهم (نحو 11%) ميداليات ذهبية. وكانت وحدة ديب مايند التابعة لغوغل قد حصلت العام الماضي على ميدالية فضية عبر نموذج متخصص في الرياضيات. أما هذا العام، فاستخدمت الشركة نموذجها العام "Gemini Deep Think"، الذي تم الكشف عنه في مؤتمر المطورين الأخير في مايو. وبخلاف المحاولات السابقة التي اعتمدت على لغات رسمية وحسابات مطولة، فإن نهج غوغل هذا العام كان بالكامل عبر اللغة الطبيعية، وتمكن من حل المسائل ضمن المهلة الرسمية البالغة 4.5 ساعات، بحسب ما ورد في منشور عبر مدونة الشركة. أما أوبن إيه آي، فطورت هي الأخرى نموذجًا تجريبيًا للمسابقة، وفقًا لما نشره الباحث ألكسندر وي على منصة X، مشيرًا إلى أن الشركة لا تخطط لطرح هذا النموذج المتقدم علنًا خلال الأشهر المقبلة. وتُعد هذه المرة الأولى التي تتعاون فيها اللجنة المنظمة للمسابقة رسميًا مع مطوري الذكاء الاصطناعي، بعد سنوات من استخدامهم أولمبياد IMO لاختبار قدرات نماذجهم. وقد قامت اللجنة هذا العام بتوثيق واعتماد نتائج الشركات المشاركة، مثل غوغل، وطلبت منهم نشر النتائج في 28 يوليو. وقال ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لديب مايند، عبر منصة X: "احترمنا طلب لجنة IMO الأصلي بأن يتم إعلان نتائج المختبرات بعد التأكد من النتائج الرسمية وتكريم الطلاب أولًا". وبدورها، قالت أوبن إيه آي، التي أعلنت عن نتائجها يوم السبت وادّعت الفوز قبل التوثيق الرسمي، إنها حصلت على إذن من عضو في لجنة IMO للنشر بعد حفل الختام. وأكد غريغور دولينار، رئيس لجنة IMO، لوكالة رويترز، أن اللجنة سمحت للشركات المتعاونة بنشر نتائجها بدءًا من يوم الاثنين. - رويترز

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store