
القس سامر عازر يكتب : هل سعادتنا بيد الناس أم بيد الله؟
القس سامر عازر
في عالمٍ يلهث فيه الإنسان خلف السراب، باحثًا عن القبول والتقدير والسعادة، تبرز أمامنا مفترقات طرق روحية ونفسية عميقة، وتساؤلات وجودية لا مفرّ منها. ومن بين هذه الأسئلة الجوهرية: هل سعادتنا بيد الناس أم بيد الله؟
كثيرًا ما نربط فرحنا الداخلي بكلمات الناس، بمديحهم أو رفضهم، بحضورهم أو غيابهم، بقبولهم لنا أو تجاهلهم لنا. وعندما تتعثر هذه العلاقات، أو تتلاشى، نشعر بأننا فقدنا شيئًا من ذواتنا، بل من سعادتنا. نبدو وكأننا علّقنا نفوسنا على الآخرين، وسلّمناهم مفاتيح قلوبنا.
لكنّ الحقّ الإلهي يوجّهنا إلى مسار آخر أعمق وأصدق: الفرح الذي لا يُنتزع لا يُعطى من الناس، بل يُغرس فينا من الله، فالله وحده يعرف أعماقنا، ويصون قلوبنا، ويفهم احتياجاتنا الخفية، ويعتني بنا بحسب مقاصده الصالحة التي تفوق فهمنا. فهو ليس فقط مصدر الفرح، بل ضامنه، ومَن يصونه من التقلّبات.
عندما نبني سعادتنا على الآخرين، نبنيها على ما لا يمكننا السيطرة عليه. لكن حين نضعها في يدي الله، نُسلمها لإله يعرفنا ويحبنا ويقود حياتنا برحمة وأمانة. إنه الإله الذي قال عنه النبي إسعياء: "رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي" (إش 10:46). ومتى آمنا أن لله مقاصد صالحة، حتى في ما لا نفهمه، نستطيع أن نستريح فيه، وأن نفرح، حتى وسط الألم.
السيد المسيح لم يَعِدنا بسعادة عابرة، بل بفرح حقيقي يدوم: "كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" (يوحنا ١٥: ١١). وهذا الفرح لا يُبنى على الظروف، بل على الثبات فيه وفي وتعاليمه السماوية، وعلى الثقة أن حياتنا ليست لعبة في يد الناس، بل عمل فني في يد الخزّاف الإلهي، الذي يشكّلنا بحسب نعمته.
نحن لا نُدعى لرفض محبة الناس أو صداقاتهم، بل أن نحرّر قلوبنا من الاتكال الخاطئ. فحين يكون الله هو مصدر سعادتنا، نستطيع أن نحب الآخرين بحرية، دون قيد أو خوف. نصير أكثر عطاء، أكثر غفرانًا، أكثر ثقة بأن الرب ضابط الكل، يرعى تفاصيلنا بيده.
فلنُعِد النظر في مصدر فرحنا، ولنرجع إلى منبع الحياة. ولنسأل أنفسنا بصدق:
هل جعلنا سعادتنا في أيدي من لا يملكون أنفسهم؟
أم في يد الإله الذي أحبّنا منذ البدء، والذي لا يخطئ في قيادة حياتنا؟ "فرحي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا" (يوحنا ١٤: ٢٧).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 36 دقائق
- عمون
عبدالرحيم إسماعيل محمود خليف في ذمة الله
عمون - انتقل الى رحمة الله تعالى، عبدالرحيم إسماعيل محمود خليف ( أبو لؤي ) . والفقيد والد كلا من: الملازم لؤي والأستاذ قصي والدكتور عدي . وسيشيّع جثمانه الطاهر بمشيئة الله تعالى ظهر الثلاثاء من مسجد المرحوم الحاج عبدالرحيم مهيار في أم خروبة إلى مقبرتها الإسلامية . إنّا لله وإنّا إليه رَاجعون.

الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
أضواء على الحرمين الشريفين بالقدس والخليل
«1-2» صدر للباحثة والمؤرخة «عبلة المهتدي» عام (2024م) عن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، كتاب بعنوان «أضواء على الحرمين الشريفين بالقدس والخليل من دفتر الصّرّة الرومية ومن الوثائق العثمانية»، يقع في (464) صفحة من القطع المتوسط. وإن قراءة تحليلية لهذا السفر المهم، بأقسامه الثلاثة، تضعنا أمام مجموعة من الحقاقئق، أهمها: كان أهم وأكبر وظيفيتين دينيتين قائمتين في المسجد الأقصى المبارك، هما: وظيفة الإفتاء، ووظيفة «مشيخة الحرم القدسي الشريف». أما الوظائف الدينية العاملة بالحرم القدسي، وذلك بحسب ترتيب كل جماعة منهم في الدفتر، وما تشمله من أسماء لمتولي تلك الوظائف، على النحو الآتي: أولا: جماعة خطباء المسجد الأقصى والصخرة المشرفة. ثانيا: جماعة أئمة صخرة الله المشرفة والمسجد الأقصى وجامع المغاربة. ثالثا: جماعة المُصدّرين والمقرئين في الحرم القدسي الشريف: المُصدّر هو من يجلس في صدر المسجد ويعقد حلقات لتفسير الآيات القرآنية بعد أن يتلوها. وأما المقرئ فهو اصطلاح يطلق على شاغل وظيفة قراءة أجزاء القرآن الكريم. أي أن الوظيفتين لهما علاقة مباشرة بقراءة وتفسير القرآن الكريم، لذا كان الترابط بينهما ما أوجب جمعهما في جماعة واحدة. رابعًا: جماعة خُدّام صخرة الله المشرفة. خامسًا: جماعة خُدّام المسجد الأقصى الشريف. سادسا: جماعة المؤذنين في الحرم الشريف. سابعا: جماعة كتاب وغيرهم. ثامنًا: جماعة البوابين في الحرم الشريف. تاسعًا: جماعة المبلِّغين بالحرم الشريف: المُبلِّغ، يقوم بترديد ما يسمعه ويصله من كلمات الإمام إلى جمهور المصلين الواقفين خلفه. عاشرا: جماعة قرّاء الحرم الشريف. حادي عشر: جماعة قرّاء محفل المسجد الأقصى الشريف في يوم الجمعة. ثاني عشر: جماعة جُباة الأوقاف. ثالث عشر: جماعة قرّاء ربعات السلطان سليمان خان. رابع عشر: جماعة الصلحاء والمجاورين: الصالح وهو الشخص المؤمن المستقيم المؤدي لواجباته الدينية على أحسن وجه. أما المجاور، فهو من اعتكف في المسجد الأقصى، والمجاورون في مدينة القدس لمن استقر فيها لمجاورة الحرم القدسي والاعتكاف فيه تقربا لله تعالى. خُتم القسم الأول من هذا دفتر الصّرّة قيد النقاش بفقرة، نصّها: «تم تحرير هذا الدفتر بأمر من مصطفى أغا المتولي لنظارة أوقاف الحرمين الشريفين بالقدس والخليل بالباب العالي، وذلك بأمر من السلطان مراد الثالث بن السلطان سليم الثاني بن السلطان سليمان القانوني الذي كان يحكم السلطنة العثمانية زمن تحرير الدفتر» (الكتاب، ص: 347-349). أما القسم الثاني فتم تخصيصه لأهالي القدس الشريف ومجاوريها؛ إذ شرع المحرر بادراج أسماء الرجال المستحقين من أهالي القدس أولا وضمن جماعات محددة، ومن ثم أعقبهم بأسماء النساء المستحقات من أهل المدينة وضمن جماعات أيضا، كالآتي: 1) جماعة المجاورين بالقدس الشريف، بمرتب سنوي «سكة واحدة [دينارا ذهبا] لكل نفر»: (61 نفرًا)؛ اشتملت هذه الجماعة على العديد من المجاورين ذات الأصول والمنابت المختلفة، فمنهم الرومي، والمصري، والشامي، والسندي، والهندي، والكردي، والأنطاكي، والقنيوي (من قونية)، والعجمي، لكن العدد الأكبر كان من الأروام، أي القادمين من بلاد الأناضول (الكتاب، ص: 353-354). 2) الرجال المستحقون بالصّرّة بحسب محلاتهم، بمرتب سنوي «سكة واحدة [دينارا ذهبا] لكل نفر»: 1) جماعة محلة باب القطانين (61 نفرًا). 2) جماعة محلة باب حطة (68 نفرًا). 3) جماعة الأروام المجاورون في حجرات عمارة المرحومة خاصكي سلطان طاب ثراها (27 نفرًا). 4) جماعة خاصكي سلطان (التكية). 5) جماعة محلة باب العمود مع محلة باب الغوانمة (24 نفرًا). 6) جماعة محلة باب السلسلة مع خط داوود (22 نفرًا). 7) جماعة محلة باب حطة تحتاني قرب باب الحرم الشريف (18 نفرًا). 8) جماعة محلة الشرف (10 أنفار). 9) جماعة محلة الشرف (9 أنفار).10) جماعة محلة الريشة (18 نفرًا) (الكتاب، ص: 354-367). 3) المجاورون للمقامات الدينية والمريدون للطرق الصوفية المختلفة في القدس، بمرتب سنوي «سكة واحدة [دينارا ذهبا] لكل نفر»: 1) جماعة خدام ومجاورون في مقام حضرة داود النبي عليه الصلاة والسلام(20 نفرًا). 2) جماعة مولانا الشيخ أبي السعود والشيخ أبي الهدى (10 أنفار). 3) جماعة الشيخ أبي الهدى بن داود شيخ محيا الرسول صلى الله عليه وسلم (10 أنفار). 4) جماعة فقراء الشيخ الصامت (11 نفرًا). 5) جماعة الشيخ محمد القرمي قدس سره العزيز (11 نفرًا). 6) جماعة المجاورين في الرباط المنصوري (10 أنفار). 7) جماعة رباط علاء الدين البصير (11 نفرًا). 8) جماعة رباط بيرم جاويش (5 أنفار). 9) جماعة المجاورين في رباط حاجي قاسم مع حوش العبيد (8 أنفار). 10) جماعة المجاورين بالمدرسة الزمنية والمدرسة الجوهرية مع نفرين من باب العمود (9 أنفار). 11) جماعة محلة عقبة الست(4) مع بقية محلة باب الغوانمة (21 نفرًا). 12) جماعة خدام الجامع العمري في محلة اليهود مع زاوية الهنود السليماني (9 أنفار). 13) جماعة زاوية هنود ملطاني (17 نفرًا). 14) جماعة هنود زاوية باب الساهرة (15 نفرًا). 15) جماعة محلة المغاربة مع نفر من محلة الريشة (23 نفرًا). 16) جماعة مستحفظان قلعة القدس الشريف المستخدمون وقت توزيع الصّرّة على مستحقيها وقت الشدة (5 أنفار نفر). كما كان أصحاب إعاقات في المدينة: الضرير (2)، والكسيح (7)،والأعرج (2)، والمرتعش (1)، والأصم (1)، والمجذوب (5)، والأشرم (1) والمريض (3). وبما أن المبلغ الموزع على كل رجل من تلك الجماعات هو مبلغ متساو للجميع وهو سكة حسنة - دينار ذهب واحد، بذلك يكون المبلغ الإجمالي الموزع عليهم جميعا هو خمسمائة وثلاثة عشر(513) دينارًا سلطانيًّا من الذهب (الكتاب، ص: 367-383). 4) جماعات النساء من أهالي القدس في أماكن إقامتهن المختلفة: 1) جماعة النساء الفقيرات من القدس الشريف (38 سيدة). 2) جماعة نساء محلة باب القطانين. 3) جماعة نساء محلة باب حطة (39 سيدة) 4) جماعة نساء محلة ريشة مع محلة جوالدة(27 سيدة). 5) جماعة نساء خط داود مع محلة الشرف (8 سيدات). 6) جماعة نساء محلة عقبة الست (5 سيدات) 7) جماعة نساء محلة الغوانمة(11 سيدة ب ولد يتيم) » (20 بارة مصرية لكل سيدة و(?) دنانير ذهب للولد). 8) جماعة نساء محلة باب العمود (17 سيدة). 9) جماعة نساء [المدرسة] السلطانية مع المدرسة المنجكية (22 سيدة + 1 رجل) (20 بارة مصرية لكل سيدة + 1 دينار ذهب للرجل). 10) جماعة نساء رباط علاء الدين(6) مع رباط الحاجة فاطمة. 11) جماعة نساء رباط الحاج قاسممع نساء زقاق الحتاقة (12 سيدة) 12) جماعة النساء الساكنات في المدرسة الميمونية والزاوية البسطامية (23 سيدة). 13) جماعة النساء الساكنات في مولوي خانة. 14) جماعة نساء رباط كرد مع نساء رباط الحموي اوفي رباط وجوهية (14 سيدة). 15) جماعة النساء الساكنات في [المدرسة] البدرية مع النساء الساكنات في [المدرسة] الزمنية(عددهن 28 سيدة). 16) جماعة النساء [الساكنات] في رباط الملكية مع النساء[الساكنات] في المدرسةالحنفية (15 سيدة). 17) جماعة نساء طائفة الهنود السليماني والملطاني (14 سيدة). 18) جماعة النساء الساكنات في رباط التنكزية مع [الساكنات] في رباط السلطان القديم مع رباط جوهرية (15 سيدة). 19) جماعة النساء المجاورات لمقام حضرة النبي داود عليه الصلاة والسلام والنساء المجاورات لزاوية الشيخ القرمي قدس سره العزيز(الكتاب، ص: 383-394).. تمثل الجماعات التسعة عشر السابقة، النساء اللواتي لا مصادر دخل لهن في المدينة كالمجاورات، والفقيرات، والأرامل، وصاحبات الإعاقات كالمصابات بالعمى، وكان منهن (23) سيدة، والكسيحة (4) سيدات، والمجذوبة (1) سيدة، والصماء (1) سيدة، وغيرهن ممن لا معيل دائم لهن بسبب وفاة الوالد أو الزوج أو لعدم وجود أبناء لهن يمكنهم رعايتهن، كالأرامل حيث وردت أسماء (6) منهن، ويتيمة واحدة، والجواري حيث وردت أسماء (25) منهن ضمن الأسماء المذكورة (الكتاب، ص: 394). وهكذا، بيّن القسم الثاني أصحاب الاستحقاق بالصدقات السلطانية البالغ عددهم (513) رجلا و(400) امراة، وكيف كانت فئة المجاورين والمجاورات هم الأكثر حظا منهم، ثم بعد ذلك فئة العباد والناسكين، ومريدي الطرق الصوفية، ومن ثم النساء المعوزات وأصحاب الإعاقات من كلا الجنسين (الكتاب، ص: 397). معهد القدس للدراسات والأبحاث/ جامعة القدس [email protected]


سواليف احمد الزعبي
منذ 5 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
من كلّ بستان زهرة – 105- سواليف
من كلّ #بستان_زهرة – 105- #ماجد_دودين تَنَامُ وَقَدْ أُعِدَّ لكَ السُهَادُ … وَتُوقِنُ بِالرَّحِيْلُ وَلَيْسَ زَادُ وَتُصِبْحُ مِثْلَ ما تُمْسِيْ مُضِيْعًا … كَأَنَّكَ لَسْتَ تدْرِيْ مَا المُرَادُ أَتَطْمَعُ أَنْ تَفُوْزَ غَدًا هَنِيًا … وَلَمْ يَكُ مِنْكَ في الدُّنْيَا اجْتِهَادُ إِذَا فَرَّطْتَ في تَقْدِيمِ زَرْعٍ … فَكَيْفَ يَكُونُ مِنْ عَدَمٍ حَصَادُ ************** اللهم اجعل في قلوبنا نورًا نهتدي به إليك وتولنا بحسن رعايتك حتى نتوكل عليك وارزقنا حلاوة التذلل بين يديك فالعزيز من لاذ بعزك والسعيد من التجأ إلى حماك وجودك والذليل من لم تؤيده بعنايتك والشقي من رضي بالإعراض عن طاعتك اللهم نزه قلوبنا عن التعلق بمن دونك واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ************** خُلِقْنَا لأَحْدَاثِ الليَالِي فَرائِسًا … تَزَفُّ إِلى الأَجْدَاثِ مِنَّا عَرائِسًا تُجَهِّز مِنَّا لِلْقُبُورِ عَسَاكِرًا … وَتُرْدِفُ أَعْوَادُ المَنَايَا فَوَارِسًا إِذَا أَمَلٌ أَرْخَى لَنَا مِنْ عَنَانِهِ … غَدا أَجَلٌ عَمَّا نُحَاوِلُ حَابِسًا أَرَى الغُصْنَ لَمَّا اجْتُثَّ وَهْوَ بِمَائِهِ … رَطِيْبًا وَمَا إِنْ أَصْبَحَ الغُصْنُ يَابِسًا نَشِيدُ قُصُورًا لِلْخُلُودِ سَفَاهَةً … وَنَصْبِرُ ما شِئْنَا فُتُورًا دَوَارِسًا وَقَدْ نَعَتِ الدُّنْيَا إِلينَا نُفُوسَنا … بِمَنْ مَاتَ مِنَّا لَوْ أَصَابَتْ أَكَايِسًا لَقَدْ ضَرَبَتْ كِسْرَى المُلُوكِ وَتُبَّعًا … وَقَيْصَرُ أَمْثَالاً فَلَم نَرَ قَائِسًا نَرَى ما نَرَى مِنْهَا جَهَارًا وَقَدْ غَدَا … هَوَاهَا عَلَى نُوْرِ البَصِيرةِ طَامِسًا وَقَدْ فَضَح الدنيا لَنَا الموتُ وَاعِظًا … وَهَيْهَاتَ مَا نَزْدَادُ إِلا تَقَاعُسًا ************** سيجيئ يوم يتغير فيه هذا العالم تنفطر فيه السماء وتنتثر فيه الكواكب وتطوى السماء كطي الصحيفة يزيلها الله ويطويها جل وعلا وتبدل الأرض غير الأرض وينفخ في الصور فيقوم الناس من قبورهم أحياء كما كانوا في هذه الدنيا حفاة عراة غرلاً. وحينئذ يحشر الكافر أعمى لا يرى أصم لا يسمع أخرس لا يتكلم يمشي على وجهه ليعلم من أول أنه أهل للإهانة ويكون أسود الوجه أزرق العينين في منتهى العطش في يوم مقداره خمسين ألف سنة ليس بينه وبين الشمس إلا مقدار ميل إذا ذاك يقف ذاهل العقل شاخص البصر لا يرتد إليه طرفه وفؤاده هواه ويعطى كتابه بشماله أو من وراء ظهره فيتمنى أنه لم يعطه. ثم يؤمر به إلى النار ويسلك في سلسلة ذرعها سبعون ذراعًا وبعد دخولها لا يخرج أبدًا ولا يزيده إلا عذابًا إذا استغاث من العطش يغاث بماء كالمهل يشوي الوجوه ويذيب الأمعاء والجلود تحيط به جهنم من كل ناحية وكلما نضج جلده بدل غيره. وله مقامع من حديد، كل هذا العذاب يعانيه ولا يموت ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ كما قال تعالى: {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [الأعلى: ١٣] . وسواء صبر أو لم يصبر هو خالد في هذا العذاب خلودًا لا نهاية له هذا أقصى عذاب يتصور لأنه جزاء أقصى جريمة هي الكفر بالله هذا عذاب مجرد تصوره يطيش العقول ويذهل النفوس ويفتت الأكباد فاستعذ بالله منه أيها المؤمن واسأل الله التثبيت على الإسلام وحسن الاعتقاد. ************** إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ … خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيْبُ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفَلُ سَاعَةً … وَلا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيْبُ لَهَوْنَا لَعَمْرُ اللهِ حَتَّى تَتَابَعَتْ … ذُنُوبٌ عَلَى آثَارِهِنَّ ذُنُوْبُ فَيَا لَيْتَ أَنَّ اللهَ يَغْفِرُ مَا مَضَى … وَيَأْذَنَ في تَوْبَاتِنَا فَنَتُوْبُ أَقُوْلُ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيَّ مَذَاهِبِيْ … وَحَلَّ بِقَلْبِيْ لِلْهُمُومِ نُدُوْبُ لِطُوْلِ جِنَايَاتِيْ وَعُظْمِ خَطِيْئَتِيْ … هَلَكْتُ وَمَا لِي في المَتَابِ نَصِيْبُ وَيَذْكِرُنِي عَفْوَ الكَريْمِ عَنْ الوَرَى … فَأَحْيَا وَأَرْجُوْ عَفْوَهُ وَأَنِيْبُ فَأَخْضَعُ في قِولي وَأَرَغْبُ سائلاً … عَسَى كَاشِفُ البَلْوى عَلَيَّ يَتُوبُ ************** الإنسان جسد وروح، ظاهر وباطن، والأخلاق الإسلامية تمثّل صورة الإنسان الباطنة، والتي محلها القلب، وهذه الصورة الباطنة هي قوام شخصية الإنسان المسلم، فالإنسان لا يقاس بطوله وعرضه، أو لونه وجماله، أو فقره وغناه، وإنما بأخلاقه وأعماله المعبّرة عن هذه الأخلاق، يقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: ١٣]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)). ************** الشكوى إلى الله عز وجل لا تنافي الصبر، فإن يعقوب عليه السلام قال: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ) يوسف: ٨٦]. إنما ينافي الصبر شكوى الله، لا الشكوى إلى الله سبحانه وتعالى… كما هو حال بعض المسيئين الأدب في شكواهم وتسخطهم من قضاء الله وقدره، فالله المستعان. ************** روى البخاري ومسلم عن معاوية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)). ************** قال أبو حاتم: (العاقل يلزم صحبة الأخيار، ويفارق صحبة الأشرار؛ لأن مودة الأخيار سريع اتصالها، بطيء انقطاعها، ومودة الأشرار سريع انقطاعها، بطيء اتصالها، وصحبة الأشرار سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار، لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب؛ لئلا يكون مريباً، فكما أن صحبة الأخيار تورث الخير، كذلك صحبة الأشرار تورث الشر). ************** حَيَاتُكَ في الدُّنْيَا قَلِيْلٌ بَقَاؤُهَا … وَدُنْيَاكَ يَا هَذَا شَدِيْدٌ عَنَاؤُهَا وَلا خَيْرَ فيْهَا غَيْرَ زَادٍ مِنَ التَّقَى … يَنَالُ بِهِ جَنَّاتُ عَدْنٍ وَمَاؤُهَا بَلَى إِنَّهَا لِلْمُؤْمِنِيْنَ مَطِيَّةٌ … عَلَيْهَا بُلُوغُ الخَيْرِ والشَّرُ دَاؤُهَا وَمَنْ يَزْرَعُ التَّقْوى بِهَا سَوْفَ يَجْتَنِي … ثِمَارًا مِنَ الفِرْدَوْسِ طَابَ جَنَاؤُهَا نُؤَمِلُ أَنْ نَبْقَى بِهَا غَيْرَ أَنَّنَا … عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ المَمَاتَ انْتَهَاؤُهَا فَكُنْ أَيَّهَا الإِنْسَانُ في الخَيْرِ رَاغِبًا … يَلُوحُ مِن الطَّاعَاتِ فِيْكَ بَهَاؤُهَا وَجَانِبْ سَبِيْلَ الغَي واتْرَكْ مَعَاصِيًا … يُذِيبُكَ مِنَ نَارِ الجَحِيْمِ لَظَاؤُهَا ************** قال الله تعالى: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل:٩٠ قال السعدي: (العدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه، ومن العدل في المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات، بإيفاء جميع ما عليك فلا تبخس لهم حقا ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم. فالعدل واجب، والإحسان فضيلة مستحب وذلك كنفع الناس بالمال والبدن والعلم، وغير ذلك من أنواع النفع حتى إنه يدخل فيه الإحسان إلى الحيوان البهيم المأكول وغيره وخص الله إيتاء ذي القربى -وإن كان داخلا في العموم- لتأكد حقهم وتعين صلتهم وبرهم، والحرص على ذلك. ويدخل في ذلك جميع الأقارب قريبهم وبعيدهم لكن كل ما كان أقرب كان أحق بالبر. ************** إن القلوب لأجناد مجندة … لله في الأرض بالأهواء تعترف فما تعارف منها فهو مؤتلف … وما تناكر منها فهو مختلف ************** أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ … وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ وإذا بُلِيْتَ بِنكبَة ٍ فاصْبِرْ لها … من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب ************** نَبْنِي وَنَجْمَعُ وَالآثارُ تَنْدَرِسُ … وَنَأَمَلُ اللُّبْثَ والأعمارُ تُخْتَلَسُ ذَا اللُّبِّ فَكِّرْ فَمَا في العَيْشِ مِن طَمَعٍ … لا بُدَّ مَا يَنْتَهِي أَمْرٌ وَيَنْعَكِسُ أَيْنَ المُلُوْكُ وَأَبْنَاءُ المُلوكِ وَمَن … كانُوا إِذَا النَّاسُ قَامُوا هَيْبَةً جَلَسُوا وَمَنْ سُيُوفُهُم في كُلِّ مُعْتَرَكٍ … تَخْشَى وَدُوْنَهُم الحُجَّابُ وَالحَرَسُ أَضْحَوْا بِمَهْلَكَةٍ في وَسْطِ مَعْرَكَةٍ … صَرْعَى وَصَاُروا بِبَطْنِ الأَرْضِ واْنَطَمُسوا وَعَمَّهُهُم حَدَثٌ وَضَمَّهُمْ جَدَثٌ … بَاتُوْا فَهُم جُثَثٌ في الرَّمْسِ قَدْ حُبِسُوا كَأَنَّهُم قَطُ مَا كَانَوا وَمَا خَلَقُوْا… وَمَاتَ ذِكْرُهم بَيْنَ الوَرَى وَنُسُوا واللهِ لَو عَايَنَتْ عَيْنَاكَ مَا صَنَعَتْ … أَيْدِي البِلَى بِهِمُوا وَالدُودُ يَفْتَرِسُ لَعَايَنَتْ مَنْظِرًا تُشٍجَى القُلُوْبُ لَهُ … وَأَبْصَرَتْ مُنْكَرًا مِنْ دُوْنِه البَلَسُ مِن أَوْجُهٍ نَاظِرَاتٍ حَارَ نَاظِرُهَا … في رَوْنَقِ الحُسْنِ مِنْهَا كَيْفَ يَنْطَمِسُ ************** يَا غَافِلاً عَنْ سَاعَةً مَقْرُوْنَةٍ … بِنَوَادِبٍ وصَوَارِخٍ وَثَوَاكِلِ قَدِّمْ لنَفْسُكَ قَبْلَ مَوْتِكَ صَالِحًا … فَالمَوْتُ أَسْرَعُ مِن نُزُولِ الهَاطِلِ حَتَّامَ سَمْعُكَ لا يَعِي لِمُذَّكِرٍ … وَصَمِيْمُ قَلْبِكَ لا يَلِيْنُ لِعَاذِلِ تَبْغِي مِنَ الدُّنْيَا الكَثيْرَ وإِنَّمَا … يَكْفِيْكَ مِنْ دُنْيَاكَ زَادُ الرَّاحِلِ آيُ الكِتَابِ يَهُزُّ سَمْعَكَ دَائِمًا … وَتَصُمُّ عَنْهَا مُعْرِضًا كَالغَافِلِ كَمْ لِلإلهِ عَلَيْكَ مِن نِعَمٍ تُرَى … وَمَوَاهِبٍ وفَوَائِدٍ وَفَوَاضِلِ كَمْ قَدْ أَنَالَكَ مِن مَوانِحِ طَوْلِهِ … فَاسْأَلْهُ عَفْوا فَهُوَ غَوثُ السَّائِلِ ************** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: – ' مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ: اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ '. صحيح الترمذي (2305) قال الإمام المباركفوري رحمه الله تعالى: – ' اتَّقِ المَحَارِمَ: أي احذَرِ الوُقُوعَ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ ، تَكُنْ أَعبَدَ النَّاسِ: أي مِنْ أَعبَدِهِمْ لِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِن تَركِ المَحَارِمِ فِعلُ الفَرَائِض، وَارضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ: أي أَعطَاكَ، تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ: فَإِنَّ مَن قَنَعَ بِمَا قَسَمَ لَهُ، وَلَمْ يَطمَع فِيمَا في أَيْدِي النَّاسِ اسْتَغْنَى عَنْهُمْ، وَأَحسِنْ إِلَى جَارِكَ: أي مُجَاوِرِكَ بِالقَولِ وَالفِعلِ، تَكُنْ مُؤْمِنًا: أي كَامِلَ الإِيمِان، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ: مِنَ الخَيرِ، تَكُنْ مُسْلِمًا: أي كَامِلَ الإِسْلَام، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ: أي تُصَيِّرُهُ مَغْمُورًا في الظُّلُمَاتِ بِمَنْزِلَةِ المَيِّتِ الَّذِي لَا يَنْفَعُ نَفْسَهُ بِنَافِعَةٍ وَلَا يَدفَعُ عَنْهَا مَكْرُوهًا، وَذَا مِن جَوَامِعِ الكَلِم '. ************** الاسلام كلمة مشتقة من الجذر (س ل م سلم) وتعني الاستسلام الكامل والخضوع لله وتعني أيضا السلام – كل الناس في الكون بلا استثناء مسلمون في أجسادهم رغما عنهم لأن عمل أجهزتهم التنفسية والعصبية والهضمية … الخ واحد – وخالقهم واحد – وأجهزتهم تعمل وفق إرادة الله – بل كل الكون مسلم في مجراته وبحاره وأنهاره وشمسه وقمره لأنها تعمل وتتحرك وفق إرادة الله – ولكن ليس المهم إسلام الجسد إذْ لا خيار فيه. المهم إسلام القلب والعقل والروح وهنا تكون حريّة الاختيار> اسلام الجسد أصلا ثم إسلام العقل والقلب والروح يساوي استسلام كامل لله يقود إلى سلام كامل … سلام في الدنيا مع النفس والكون والناس وسلام في القبر – روضة من رياض الجنة – وسلام يوم الحشر وسلام في الجنة مع الله السلام سبحانه حيث الفوز برحمة الله وفضله بحياة بلا موت وشباب بلا هرم ونعيم بلا بؤس وصحة بلا سقم. ************** } لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان فِي كَبَد … { (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) والحياة رحلة قصيرة مهما عاش الانسان قياسا بالآخرة السرمدية الأبدية الحياة معاناة ومكابدة وكدح وتعب وعذاب عذب للمؤمن أوّل 60 إلى 70 سنة – متوسط أعمار أمّة محمد صلى الله عليه وسلّم. قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم. ثم يرتاح المؤمن بإذن الله ورحمته وفضله … ((أعمارُ أمتي ما بينَ الستِّينَ إلى السبعينَ وأقلُّهم من يجوزُ ذلِكَ)) ويكون له أجر على المعاناة والمكابدة والكدح والتعب ويفوز بالجنة برحمة الله وهي معاناة ومكابدة وكدح وتعب وعذاب مرّ ومستمر لغير المؤمن ثم يستمر العذاب في نار حرها شديد وقعرها بعيد وماؤها قيح وصديد وأغلالها حديد وهو عذاب لأحقاب لأهل النار من العصاة وعذاب خالد للجاحدين. اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار ******************** مسكين ابن آدم، يصاب كل يوم وليلة بثلاثة ابتلاءات، فلا يتعظ بواحدة منها: الابتلاء الأول: عمره يتناقص كل يوم واليوم الذي ينقص من عمره، لا يهتم له؛ وإذا نقص من ماله شيء، اهتم له؛ والمال يعوض.. والعمر لا يعوض … الابتلاء الثاني: في كل يوم، يأكل من رزق الله؛ إن كان حلالا، سئل عنه.. وإن كان حراماً عوقب عليه … ولا يدري عاقبة الحساب الابتلاء الثالث: في كل يوم، يدنو من الآخرة قدراً.. ويبتعد من الدنيا قدراً ورغم ذلك لا يهتم بالآخرة الباقية بقدر اهتمامه بالدنيا الفانية ولا يدري هل مصيره إلى الجنة العالية أم إلى النار الهاوية. ' اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ' مهما جمعت من الدنيا، وحققت من الأمنيات لن تجد أجمل من أمنية يوسف عليه السلام: ' توفني مسلماً وألحقني بالصالحين.