logo
«مهمة مستحيلة: الحساب النهائي».. خواء القصة لا يمنع الإثارة

«مهمة مستحيلة: الحساب النهائي».. خواء القصة لا يمنع الإثارة

صحيفة الخليجمنذ 2 أيام

منذ 1996 ومهمة توم كروز مستحيلة، هذا النجم الذي صار رمزاً للمغامرات وركوب المخاطر، وأفضل وأقوى من لعب أدوار الأكشن في السينما العالمية، مازال يعشق التحليق بين السماء والأرض معلقاً بذيل طائرة ومؤدياً كل الحركات الخطرة في كل مرة بلا دوبلير. 30 عاماً وهو يكسب الرهان بنجاح سلسلة أفلامه «مهمة مستحيلة»، التي معها بدأ مسيرته في إنتاج أفلامه، ومع كل جزء يزيد كروز من جرعة الأكشن فتزداد المهمة صعوبة ويكبر اليقين باستحالة خروج البطل إيثان حياً منها، إلا أنه في كل مرة يثبت أن إيثان وتوم مغامران لا يهابان المجازفات ولا الموت، وها قد وصلنا إلى الجزء الثامن والأطول بين هذه السلسلة، حيث بلغت مدته ساعتين و49 دقيقة، والمهمة صارت أكثر تعقيداً، وتنتقل من البر إلى الفضاء فالبحر والمحيط وصولاً إلى بلاد الجليد.
فيلم «مهمة مستحيلة: الحساب النهائي» الذي يعرض حالياً في الصالات، يستكمل أحداث الجزء السابع الذي شاهدناه في 2023، بنفس مجموعة أبطاله الأساسيين مع إضافة شخصيات جديدة، والأجزاء من الخامس حتى الثامن الحالي تعتبر الأكثر تسلسلاً، حيث تولى كتابتها بجانب مؤلف «مهمة مستحيلة» الأساسي بروس جيلر، المخرج والمؤلف كريستوفر ماكواري وشاركهما إريك جيندريسن. يحسب لفريق العمل حرصه على تطوير أدوات البطل إيثان هانت، وإيجاد ما يكفي من الأسباب لاستمرار السلسلة، رغم أن من يتأملها بدقة يدرك أنه أمام نسخ معدّلة ببراعة تمشي في نفس سياق غالبية أفلام الأكشن الأمريكية، وأن «مهمة مستحيلة» مجرد فيلم عالي الجودة من ناحية الإنتاج والإخراج واستخدام أحدث التقنيات، يتم التعديل على مضمونه للتنويع في القصة والشخصيات، لكن كل الأجزاء تمشي في خط واحد، وتعتمد التسريع في سرد مجريات الأحداث كي يتوه المشاهد بين كل تلك الأسماء «الكبيرة» والخطرة التي يتم ذكرها.
منذ اللقطة الأولى يتحدث الأبطال عن شيء خطر يهدد العالم، تتورط الدول الكبرى بأزمات تكاد في كل مرة أن تصل بالكرة الأرضية إلى الدمار الشامل، وطبعاً فناء البشرية، وتكثر المسميات والوظائف وتتشابك مهام الأجهزة الاستخباراتية بين أمريكا وروسيا والصين ودول أوروبية.. فيشعر المشاهد وكأنه غبي لا يستطيع اللحاق بهذه الأحداث، وأن عقله يعجز عن استيعاب كل تلك التفاصيل وربطها ببعضها البعض. المخرج ماكواري بارع في إبهارنا وخطف أنفاسنا وجعلنا في كل مرة نتفاعل مع ما نشاهده ونكمل حتى اللقطة الأخيرة حتى وإن امتدت لما يقرب من الثلاث ساعات، ورغم أننا نعلم أن بطل المهمة المستحيلة إيثان هانت عصي على الغرق أو القتل أو الانكسار والانهزام.
«نعيش ونموت في الظلال من أجل من نحب»، عبارة تجسد حال إيثان وفريقه تكون هي بداية ما يتم سرده على مسامعنا، قبل أن نعرف أن هناك عدواً شرساً يغزو الفضاء السيبراني، فيروس طفيلي يدعى «الكيان»، المفروض التخلص منه قبل أن يقضي على البشر، وقد بدأ يفرض سيطرته على مجموعة دول كبرى، وقد اخترق كل أجهزتها وتحكم فيها وعزلها عن العالم، لا انترنت ولا كهرباء.. «العالم يتغير.. والحرب قادمة»، والمطلوب طبعاً أن يتدخل إيثان هانت من أجل إيقاف هذا العدو وهؤلاء المتطرفين الذين يتحكم بهم «الكيان» ويقنعهم بأن مهمتهم تطهير الأرض.. لذلك على إيثان (توم كروز) الوصول إلى الشيفرة المصدرية للكيان قبل فوات الأوان، لكن المهمة غير سهلة بل مستحيلة وفق مسؤولي الأجهزة الدفاعية والأمنية والاستخباراتية في أمريكا، لأن المقر الذي يجب الوصول إليه من أجل فك شيفرة الكيان وإبطال مفعوله ومنعه من التحكم بالعالم، مرتبط بالغواصة الغارقة بودكوفا التي كادت أن تشعل حرباً بين أمريكا وروسيا، وأي تحرك في هذا الاتجاه سيشعل الحرب العالمية الثالثة، ومن شاهد الجزء السابق يتذكر المفتاح الذي حمله إيثان الذي بفضله منع وقوع كارثة عالمية، هذا المفتاح سيلعب دوراً مهماً في تفكيك الشيفرة واستكمال «الأحجية» التي يُدخلنا في قلبها المؤلفون فنتوه ونحتاج إلى دليل نسترشد به لنفهم خريطة تحركات المغامرون، إيثان، وغريس (هايلي أتويل)، وبينجي دان (سايمون بيج)، وباريس (بوم كليمنتيف)، وديغا (جريج طرزان ديفيس)، وطبعاً من سبقهم في وضع خطة محكمة لوثر (فينج رامز) والذي ضحى بنفسه تجسيداً لأول عبارة، تعكس أن هؤلاء «الأبطال» يعملون في الظل ويعيشون في الظل ويموتون من أجل من يحبون، وهم بالتأكيد يفدون الوطن والبشرية بأرواحهم.
أعماق المحيط
تحركات سريعة من أمريكا إلى بحر بيرينغ الجليدي في جزيرة سانت ماثيو، والانتقال من أعماق المحيط إلى الفضاء، فمرة نجد إيثان مطارداً في البر، ومرة في أعماق البحر حيث يعجز الإنسان عن التنفس، ومرة يصبح معلقاً في الهواء يحاول الوصول إلى قائد طائرة الهليكوبتر، وبعدها يسقط في الهواء بمظلة لا تكاد تفتح حتى تحترق قبل وصوله إلى الأرض.. وكل تلك المغامرات تأخذ حيزاً كبيراً من الفيلم، ويمكن القول إن نصف الفيلم يعتمد على الصورة حيث المشاهد صامتة لا حوارات فيها، بل موسيقى تنقل الجمهور إلى درجة أعلى من التشويق ليعيش مع الأبطال إحساس الخوف والخطر.
الملفت أن المخرج ماكواري استغل الجزء الأول من الفيلم لتمرير لقطات كثيرة وكأنه عودة بالزمن إلى الوراء يسرد فيها كل المغامرات والمهمات التي قام بها إيثان هانت منذ الفيلم الأول، مشاهد متسارعة لكنها كثيرة قدم فيها أيضاً تحية لأبطال شاركوا في المهمة المستحيلة، وحبيبة إيثان وصديقاته والأعداء أيضاً.. العدو الحالي غابرييل (إيساي موراليس) يواصل الانتقام من إيثان والسعي بشراسة وبمختلف الوسائل للوصول إلى المفتاح.
لم نعد نستغرب أن يقال في كل مرة للبطل إيثان إنه الوحيد الذي تثق فيه السلطات لإنقاذ العالم، والوحيد الذي وثقت فيه رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية إيريكا سلون (أنجيلا باسيت) رغم المجازفة الخطرة التي يقوم بها التي إذا ما فشلت ستقضي على أمريكا، بل على العالم كله، وليس أمامه سوى 72 ساعة لإتمام المهمة.. كما يقولون له «كنت دائماً أفضل الرجال في أسوأ الأوقات»، وفي كل مرة يثبت ولاءه وذكاءه وبراعته في التقاط أدق التفاصيل وسرعة البديهة والتخطيط.
ممتع الأكشن لأنه بين أيدي محترفين، لكنه في المقابل يبدو خاوياً من أي قصة وأي منطق يساعدك في تبرير كل هذا البذخ في الإنتاج والتصوير في مناطق متعددة، علماً أن القصة لا تحتاج إلى ساعتين و49 دقيقة كي تحكي للمشاهدين مضمونها، فهي بالكاد تغطي ربع مساحة الفيلم، لتترك الباقي ساحة مفتوحة أمام فرد عضلات المخرج ماكواري، والنجم توم كروز، والاسترسال في تقديم معارك قتالية خيالية، بالكاد يقتل فيها شخص أو اثنان والباقي يتمدد أرضاً ثم ينهض من جديد لا تفهم كيف، فقط من أجل مواصلة القتال وعمليات الكر والفر.. ربما يكون هذا الفيلم الأطول لكنه أيضاً الأكثر شمولية من حيث تنوع وسائل القتال الخارقة والمغامرات الخطرة، التي مازال يبهرنا بأدائها بروح المغامرين الشباب توم كروز البالغ 62 عاماً، الذي يؤكد أنه سيستمر على هذا النهج ولن يتوقف مهما تقدم به العمر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هجوم ترامب على الصين يؤجج التوترات التجارية
هجوم ترامب على الصين يؤجج التوترات التجارية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 36 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

هجوم ترامب على الصين يؤجج التوترات التجارية

وفي ظل الأجواء المشحونة التي تعيشها العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، يبدو أن الحرب التجارية من الصعوبة بمكان أن تطوي صفحتها، بل إنها تتخذ أشكالاً أكثر تعقيداً تتداخل فيها الحسابات السياسية والاقتصادية. وسط هذا المشهد الملتبس، يبرز موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كعامل محفز للتوتر، مع توجهات متزايدة نحو فرض الرسوم الجمركية وتقييد التجارة، ما يعيد إلى الواجهة تساؤلات حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين بكين وواشنطن ، والانعكاسات المحتملة لهذه الحرب المستمرة على الأسواق العالمية ، خاصة في ظل تشابك الملفات الحساسة مثل التكنولوجيا وسلاسل الإمداد. بعد أسبوعين فقط من توصل البلدين إلى اتفاق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الصين"انتهكت اتفاقها" مع الولايات المتحدة بشأن التجارة بشكل كامل. ووصفت صحيفة الغارديان البريطانية تلك التصريحات بأنه "تثير مخاوف من أن الحرب التجارية ستستمر في زعزعة الاقتصاد العالمي". وكتب ترامب على موقع "تروث سوشيال" صباح الجمعة: "عقدتُ صفقة سريعة مع الصين لإنقاذهم مما ظننتُ أنه سيكون وضعاً سيئاً للغاية.. كان الجميع سعداء.. هذا هو الخبر السار.. أما الخبر السيء فهو أن الصين، وهو أمرٌ ربما لا يُفاجئ البعض، قد انتهكت اتفاقها معنا تماماً". جاء منشور ترامب عقب تصريحات لوزير الخزانة، سكوت بيسنت ، على فوكس نيوز، التي ذكر فيها أن محادثات التجارة مع الصين "متعثرة بعض الشيء"، مع أنه صرّح بإجراء المزيد من المناقشات مع المسؤولين الصينيين في الأسابيع المقبلة. مرّ ما يقرب من أربعة أشهر منذ أن فرض ترامب تعريفة جمركية بنسبة 10 بالمئة على جميع الواردات الصينية في فبراير، وهو ما شكل بداية النزاع التجاري الذي تصاعد في الربيع. بعد رفع الرسوم إلى 20 بالمئة في مارس، اندلعت نذر حرب تجارية شاملة، حيث فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 145 بالمئة على الصين، وردّت الصين بفرض تعريفات جمركية بنسبة 125 بالمئة على البضائع الأميركية. أُعلن عن هدنة في 12 مايو، حيث خفض ترامب الرسوم الجمركية إلى 30 بالمئة، وخفضت الصين الرسوم إلى 10 بالمئة. ووصف البيت الأبيض الاتفاق بأنه "تاريخي"، وقال إنه "يمهد الطريق لمناقشات مستقبلية لفتح أسواق الصادرات الأميركية". لكن منشور ترامب يوم الجمعة يشير إلى استمرار حالة عدم الاستقرار وسط الحرب التجارية التي يشنها الرئيس، والتي هزت الأسواق في جميع أنحاء العالم لأسابيع، وفق تقرير الصحيفة البريطانية. تصعيد ترامب من برلين، يقول خبير العلاقات الاقتصادية الدولية، محمد الخفاجي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية". "تصعيد ترامب أصبح سمةً مميزة للسياسات الأميركية الجديدة، خاصةً في المجال الاقتصادي، ما تسبب باضطراب مستمر في الأسواق العالمية منذ عودته للرئاسة". ترامب اتهم الصين بـ"التلاعب التجاري وسرقة الوظائف"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى نيته التحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ قريباً، ما أبقى الباب مفتوحًا أمام إمكانية التهدئة. وتتفاعل الأسواق بشكل مباشر مع تلك التوترات وتبقى "تحت الضغط" عُرضة لتقلبات حادة تأثراً بهذه التصريحات وحرب الرسوم. أما عن أبرز السيناريوهات المتوقعة لهذا المشهد، فيشير خفاجي إلى: سيناريو التهدئة المحتمل، إذا نجح التواصل بين ترامب والرئيس شي، وهو ما تعوّل عليه الأسواق بشكل كبير. أما السيناريو السلبي فيتمثل في تصعيد متبادل عبر تعريفات أو قيود تجارية من الجانبين، وهو ما لن يؤثر على الولايات المتحدة والصين فحسب، بل سيُلحق ضررًا واسعًا بالاقتصاد العالمي، خاصةً في قطاع التكنولوجيا الذي يشهد تداخلًا كبيرًا بين البلدين. وفي حال تحقق هذا السيناريو الأخير "قد نشهد تحولًا في سلاسل الإمداد نحو دول بديلة مثل الهند وفيتنام، وهو الخيار الأصعب للصين وللشركات، لما يحمله من نفقات إضافية ومخاطر اقتصادية". ويشدد على أن التصعيد يعكس توجه إدارة ترامب الثانية نحو سياسة تجارية أكثر صدامية، في وقت تترقب فيه الأسواق نتائج أي حوار مباشر مع بكين. ويمكن القول إن الحذر والترقب هما السمتان المهيمنتان حاليًا على الأسواق العالمية." عقبة أمام ترامب وفي سياق متصل، بدا المستثمرون مرتاحين بعض الشيء بعد صدور أنباء في وقت متأخر من يوم الأربعاء تفيد بأن لجنة قضاة في محكمة التجارة الدولية الأميركية أوقفت معظم التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، بما في ذلك رسوم استيراد خاصة بكل دولة، كتلك المفروضة على الصين. ولكن في غضون 24 ساعة، أوقفت محكمة استئناف فيدرالية تنفيذ الحكم، مما سمح باستمرار تعريفات ترامب الجمركية. لكن ليس من الواضح ما هو تأثير هذه العقبة القانونية على مفاوضات ترامب التجارية مع نظرائه الأجانب. وكانت المحكمة التجارية قد اتفقت مع الجماعات التي رفعت دعاوى قضائية ضد البيت الأبيض، والتي جادلت بأن الرئيس يستغل قانون التجارة الفيدرالي بشكل غير سليم لتطبيق التعريفات الجمركية، وأنه ينبغي إلزام ترامب بالحصول على موافقة الكونغرس على تعريفاته الجمركية الأوسع. حرب الرسوم الجمركية من لندن، يقول الباحث الاقتصادي، أنور القاسم، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": يبدو أن مسألة الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب والتي هزّت النظام الاقتصادي العالمي، وأثارت قلق حلفاء الولايات المتحدة، لن تنتهي، فبعد العودة لرفع التعريفات لتصبح 50 بالمئة على الحديد والألمنيوم قد تعود واشنطن مجددا لزيادة التعريفة على السيارات الكهربائية. الولايات تربط تحالفاها الاقتصادية مع آسيا وأوروبا بتحالفها السياسي.. وهذا ما يفسر عودة اللهجة الصينية القوية تجاه واشنطن في الوقت الذي قلّصت فيه عمداً حضورها في الحوار معها. ما يؤكد مضي الولايات المتحدة بحربها الاقتصادية تحذّير ترامب الجديد للدول الآسيوية من السعي لإقامة علاقات اقتصادية مع الصين، قائلاً إن بكين ستستخدمها "كرافعة" لتعميق "نفوذها الخبيث"، مما يُعقّد القرارات الدفاعية الأميركية. موقف الصين واتهمت الصين الولايات المتحدة بفرض "قيود تمييزية" في استخدام ضوابط التصدير بقطاع الرقائق ، بعد أن اتهمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ثاني أكبر اقتصاد في العالم بانتهاك اتفاق تجاري أولي بين البلدين. وفي التصريحات التي نقلتها شبكة "إن بي سي نيوز"، قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينغيو: في الآونة الأخيرة، عبرت الصين مراراً عن قلقها للولايات المتحدة بشأن إساءة استخدام إجراءات ضوابط التصدير في قطاع أشباه الموصلات وممارسات أخرى ذات صلة. ويعد هذا التصعيد الأحدث في الحرب التجارية المتواصلة بين الصين والولايات المتحدة، لا سيما في ما يتعلق بمجال الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية اللازمة لتطوير أحدث التقنيات. وقال المتحدث باسم السفارة: "تُجدد الصين مطالبتها للولايات المتحدة بتصحيح إجراءاتها الخاطئة فوراً، ووقف القيود التمييزية ضد الصين، والالتزام المشترك بالتوافق الذي تم التوصل إليه خلال المحادثات رفيعة المستوى في جنيف". وصباح الاثنين، رفضت الصين مزاعم واشنطن بأنها انتهكت اتفاق جنيف التجاري، واتهمت الولايات المتحدة بدلا من ذلك بانتهاك شروط الاتفاق، مما يشير إلى أن المحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم اتخذت منعطفا نحو الأسوأ. وبينما شددت إدارة دونالد ترامب القيود المفروضة على تصدير برامج تصميم أشباه الموصلات والمواد الكيميائية إلى الصين، في حين أعلنت أنها ستلغي التأشيرات للطلاب الصينيين، مما أثار غضب بكين، قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية إن هذه الإجراءات "تقوض بشكل خطير" الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف . وأفاد المتحدث بأن "حكومة الولايات المتحدة واصلت بشكل أحادي إثارة احتكاكات اقتصادية وتجارية جديدة، مما أدى إلى زيادة حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار في العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية". بدوره، يقول الكاتب والباحث السياسي والاقتصادي، نادر رونغ هوان، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية": "العلاقة التجارية بين الصين والولايات المتحدة لها انعكاسات مباشرة وعميقة على الأسواق". "تشهد الأسواق العالمية تقلبات حادة كلما تصاعدت حدة التوترات التجارية، لا سيما بين الصين والولايات المتحدة" كما حدث في الآونة الأخيرة. الصين لطالما أكدت أنه لا يوجد رابح في الحرب التجارية، مشددة على ضرورة سلك الولايات المتحدة نفس المسار، والعمل المشترك لحل الخلافات التجارية من خلال التفاوض البناء بدلاً من اللجوء إلى العقوبات أو فرض الرسوم الجمركية والقيود المختلفة." "بكين منفتحة دائماً على الحوار، لكن هذا الحوار يجب أن يقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل، والمنفعة المتبادلة، والمساواة بين الطرفين، بما يحقق الاستقرار والنمو المشترك للاقتصاد العالمي." اتصال ترامب وشي وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الأحد، إنه يعتقد بأن الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ سيتحدثان قريبا لبحث القضايا التجارية، ومنها خلاف بشأن المعادن النادرة. استاذ الاقتصاد الدولي، الدكتور علي الإدريسي، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن إعلان الرئيس ترامب عن نيته التحدث إلى الرئيس الصيني يُفهم كمحاولة لخفض التصعيد أو كسب الوقت، لكنه لم يهدئ الأسواق بشكل كافٍ، خاصة في ظل غياب أي مؤشر على مفاوضات فعلية أو اتفاقات جديدة. ويشير إلى أنه أمام تلك المعطيات فمن بين أبرز السيناريوهات المطروحة حدوث "تصعيد تجاري جديد"، مردفاً: "في حال مضى ترامب أو حتى أطراف في الكونغرس الأميركي في طرح تشريعات معادية للصين أو فرض تعريفات جديدة، فإن الأسواق قد تشهد اضطرابًا واسعًا، وقد تتخذ الصين إجراءات انتقامية". أما عن فرص الهدنة المؤقتة أو التهدئة، فيقول إن احتمال عقد اتصال أو لقاء بين ترامب وشي قد يؤدي إلى تهدئة مؤقتة، شبيهة بما حدث في قمة أوساكا 2019، ما يمنح الأسواق متنفسًا، دون أن يغير كثيرًا من مسار العلاقات على المدى الطويل.

أميركا تعتزم توسيع نطاق العقوبات التكنولوجية على الصين
أميركا تعتزم توسيع نطاق العقوبات التكنولوجية على الصين

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 36 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

أميركا تعتزم توسيع نطاق العقوبات التكنولوجية على الصين

وقالت المصادر إن مسؤولي الإدارة يعكفون على صياغة قاعدة ستسمح بفرض اشتراطات الحصول على التراخيص الحكومية لعقد صفقات مع أي شركة مملوكة بنسبة الأغلبية لشركة خاضعة للعقوبات بالفعل، وفقا لـ بلومبرغ. يذكر أن بعض أكبر شركات تصميم وتصنيع أشباه الموصلات الصينية تخضع لعقوبات أميركية عبر ما يُسمى "قائمة الكيانات"، بدءًا من شركة هواوي تكنولوجيز ووصولًا إلى شركة يانجتسي ميموري تكنولوجيز، وذلك في إطار حملة أميركية واسعة النطاق لكبح جماح الصعود التكنولوجي لمنافس جيوسياسي. وتهدف السياسة الجديدة إلى منع التفاف الصين على القيود الأميركية من خلال إنشاء شركات تابعة جديدة للتعامل مع الشركات الأميركية. وتهدد هذه الخطوة بتعميق التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، لا سيما بعد أن اتهم الرئيس دونالد ترامب الصين اليوم بانتهاك روح المفاوضات الأخيرة في جنيف. وقد أثارت قيود التصدير التي فرضتها واشنطن للحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة غضب المسؤولين الصينيين، في حين أثارت قيود بكين الصارمة على صادرات المعادن الحيوية غضب مسؤولي إدارة ترامب. وقالت المصادر إن القاعدة الفرعية التي تقضي بفرض القيود على الفروع المملوكة بنسبة 50 بالمئة على الأقل لشركات أو كيانات عسكرية أو أشخاص مدرجين على قائمة العقوبات الأميركية ، قد تُعلن في يونيو. وأكدت المصادر أن محتوى وتوقيت القاعدة والعقوبات ذات الصلة لم يُحسم بعد، وقد يتغير، مضيفة أنه بعد نشر القاعدة، من المرجح أن تُمضي الولايات المتحدة قدمًا في فرض عقوبات جديدة على شركات صينية كبرى.

الأسهم الأوروبية تتراجع بعد تهديدات ترامب برسوم جمركية جديدة
الأسهم الأوروبية تتراجع بعد تهديدات ترامب برسوم جمركية جديدة

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

الأسهم الأوروبية تتراجع بعد تهديدات ترامب برسوم جمركية جديدة

انخفضت الأسهم الأوروبية في مستهل تعاملات اليوم الاثنين منهية مكاسبها الشهرية في مايو بعد أن تسببت خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة في إشعال توترات التجارة العالمية. وتراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2 بالمئة بحلول الساعة 0708 بتوقيت جرينتش. وقال ترامب في وقت متأخر من يوم الجمعة إنه يعتزم زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25 إلى 50 بالمئة وهو ما قال الاتحاد الأوروبي إنه مستعد للرد عليه. وتراجعت أسهم شركات الصلب في أوروبا إذ انخفض سهم أرسيلور ميتال واحدا بالمئة ونزل سهم مجموعة تيسنكروب بنسبة 1.1 بالمئة. وألقت الرسوم الجمركية، التي يمكن أن تؤثر على السيارات، بظلالها على أسهم شركات صناعة السيارات إذ انخفض مؤشر القطاع 1.2 بالمئة. ووافقت شركة سانوفي على شراء بلوبرينت مدسينز كوربوريشن التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها مقابل 129 دولارا للسهم وهو ما يمثل قيمة سوقية تبلغ حوالي 9.1 مليارات دولار. وسجلت أسهم مجموعة الأدوية الفرنسية انخفاضا طفيفا. وستتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى البنك المركزي الأوروبي الذي سيعلن قراره بشأن أسعار الفائدة يوم الخميس. كما ستشهد الأيام المقبلة صدور تصريحات من جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وكريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي إلى جانب مجموعة من البيانات الاقتصادية عن أداء التكتل التجاري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store