
كورونا الأمعاء... واقع جديد بين غياب التوعية وضعف المناعة
وبحسب ما أوضحه الدكتور نبوغ العوا، اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، عبر إحدى وسائل الإعلام المحلية، فإن المتحور الحالي من كورونا يظهر بنمطين، الأول تنفسي تقليدي بأعراض معروفة كالسعال والحرارة، أما الثاني، وهو ما يثير الانتباه، فينتقل سريعاً إلى الجهاز الهضمي، مسبباً أعراضاً مؤلمة كالمغص، الغثيان، الإسهال، وألم المعدة، وقد تظهر هذه الأعراض مباشرة دون أعراض تنفسية مسبقة.
يرى الدكتور العوا أن هذا النمط المعوي ربما كان موجوداً منذ بداية الجائحة، لكنه لم يكن واضحاً أو مستمراً بهذا الشكل، إلا أن ضعف مناعة الناس اليوم، نتيجة الفقر وسوء التغذية ونقص الرعاية، جعل الأعراض أكثر شدة واستمرارية، حيث يمكن أن تمتد لأكثر من أسبوع وتؤدي إلى اختلال في توازن الشوارد بالجسم، ما يستدعي أحياناً دخول المستشفى.
وفي ظل هذه التحديات، لا يبدو أن وزارة الصحة تواكب الأمر كما يجب، لا عبر حملات توعية، ولا عبر تقديم إرشادات واضحة للمواطنين، مما يجعل التعامل مع المتحور الجديد يقتصر على الاجتهادات الفردية للأطباء والمصابين.
العلاج، بحسب العوا، لا يتضمن دواء موحداً، بل يُبنى على الأعراض الظاهرة، وأغلب الأدوية المستخدمة حالياً تهدف إلى تخفيف الأعراض لا القضاء على الفيروس، خاصة وأن بعض الأدوية «كـالإزيثرومايسين» لم تعد فعالة وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
من جهة أخرى، يشير العوا إلى أن المتحور الجديد معدٍ كغيره من سلالات كورونا، وينتقل عبر التنفس، السعال، اللمس، ما يجعل إجراءات الوقاية الفردية كارتداء الكمامة والنظافة الشخصية ضرورة ملحة، خصوصاً في ظل عدم وجود حملات رسمية توعوية.
الخطر الحقيقي لا يكمن في شدة المتحور بحد ذاته، بقدر ما يكمن في هشاشة الواقع الصحي والاجتماعي الذي يعيشه الناس، إذ إن الفقر والجوع ونقص الرعاية الصحية كلها عوامل تجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض وأكثر تأثراً بها.
على ذلك تبدو الحاجة ماسة لتحرك من الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة، ليس في مراقبة انتشار المرض فقط، بل في بناء وعي صحي لدى الناس، يوازي حجم التحديات الصحية التي لا تلبث أن تتجدد، مع التأكيد طبعاً على المسؤولية الحكومية على مستوى معالجة مسببات الفقر وسوء التغذية والجوع جدياً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 3 ساعات
- الوئام
تطعيم الأم يحمي طفلها من الفيروس المخلوي التنفسي
قالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس المخلوي التنفسي هو عدوى فيروسية موسمية تقود لإصابة رئوية وتنفسية، وهي من بين أكثر أسباب إصابات الجهاز التنفسي السفلي شيوعا لدى الأطفال حول العالم؛ حيث يعتبر هذا الفيروس مسؤولا عن نحو 33 مليون إصابة، وأكثر من 3 ملايين حالة دخول للمستشفى وما يقارب 60 ألف وفاة سنويا بين الأطفال بعمر أقل من 5 سنوات. وتعد إصابات الفيروس المخلوي التنفسي سببا رئيسيا لالتهابات الجهاز التنفسي الحادة عند الأطفال الصغار، وعادة ما تبلغ ذروتها خلال أشهر الشتاء أو موسم الأمطار في البلدان الرطبة. أعراض تشبه نزلات البرد وخلال 'قمة فايزر الشرق الأوسط وروسيا وأفريقيا لتحصين الأمهات لحماية الأطفال حديثي الولادة' قال البروفيسور حسام التتري، مدير قسم طب الأطفال العام وخدمات الأمراض المعدية للأطفال في مركز القلب الطبي، العين، الإمارات العربية المتحدة: 'تعتبر عدوى الفيروس المخلوي التنفسي شائعة للغاية، وتصيب معظم الأطفال خلال أول عامين من حياتهم. وعادة ما يتسبب هذا الفيروس لدى البالغين وكبار السن والأطفال بأعراض خفيفة تشبه نزلات البرد، لكن في الأطفال حديثي الولادة تحت عمر الستة أشهر وأولئك، الذين يعانون من ضعف المناعة، مثل الأطفال الذين يولدون مبكرا، يمكن أن تهدد العدوى حياتهم.' ومن جانبه، قال الدكتور همام هريدي المدير الطبي الإقليمي لوحدة اللقاحات ومضادات الفيروسات بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وروسيا في شركة فايزر: 'على الرغم من المخاطر، التي يسببها الفيروس المخلوي التنفسي، إلا أنه يمكن الوقاية من الإصابة به بالتطعيم. وبالرغم من انتشار هذا الفيروس في المنطقة والعالم، لا تزال البيانات الشاملة المعنية بمراقبة المرض وعبئه المرضي على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا محدودة حاليا.' تطعيم الأم وبدورها، قالت البروفيسور إيرين تشيتين، أستاذة التوليد وأمراض النساء في جامعة ميلانو بإيطاليا: 'يستفيد تطعيم الأمهات الحوامل من عملية الحمل الطبيعية لنقل الأجسام المضادة، التي تتولى عادة مسؤولية مكافحة المرض، من الأم إلى جنينها عبر المشيمة؛ حيث يبدأ انتقال هذه الأجسام في الثلث الثاني من الحمل ليبلغ ذروته في الثلث الأخير. وتساعد الأجسام المضادة الرضع عند الولادة وخلال الأشهر الأولى من حياتهم قبل أن يصبحوا مؤهلين لتلقي هذه اللقاحات'. ويؤدي تلقي الأم الحامل للقاح إلى تنشيط جهازها المناعي، مما يحفز إنتاج الأجسام المضادة من نوع الغلوبولين المناعي (IgG)، والتي تمر عبر المشيمة من مجرى دمها. وأوضح البروفيسور محمد ممتاز، الأستاذ الفخري في أمراض النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة في مصر قائلا: 'بسبب الطريقة، التي تضخ بها المشيمة الأجسام المضادة إلى الجنين خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، فإن تركيز الغلوبولين المناعي IgG لدى الجنين غالبا ما يتجاوز تركيز الأجسام المضادة في دم الأم لدى الأطفال مكتملي النمو، مما يعني أن الطفل يكون محميا من الأمراض المعدية بشكل أفضل من الأم نفسها. ويسلط ذلك الضوء على القدرة الهائلة للتطعيم الأمومي لحماية حديثي الولادة من الأمراض المعدية وتقليل مضاعفات إصابات مثل الفيروس المخلوي التنفسي'.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
منظمة الصحة العالمية تدعو إلى وصول الإمدادات الطبية إلى غزة
دعت منظمة الصحة العالمية إلى السماح بوصول المساعدات على نطاق واسع إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة، وإتاحة الوصول الإنساني دون عوائق إلى الناس أينما كانوا. وأكدت أن الأمم المتحدة لديها خطة واضحة وفعالة لإيصال المساعدات، مع ضمان عدم تحويل مسارها وهو نظام أثبت نجاحه ويجب تمكينه من الاستمرار. كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، في ظل إنهيار النظام الصحي وتفاقم النزوح الجماعي والنقص الحاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية والوقود والمأوى. كما أوضحت المنظمة أن أربعة مستشفيات رئيسية في غزة اضطرت إلى تعليق خدماتها الطبية خلال الأسبوع الماضي بسبب الأعمال العسكرية أو أوامر الإخلاء والهجمات، وهي مستشفيات كمال عدوان، والإندونيسي، وحمد للتأهيل والأطراف الصناعية، وغزة الأوربية، ولم يتبق سوى 19 من أصل 36 مستشفى تعمل جزئيًا، حيث تعاني المستشفيات المتبقية من نقص حاد في الإمدادات والكوادر الصحية وانعدام الأمن وارتفاع عدد الضحايا، ولم يتبق في كامل قطاع غزة سوى ألفي سرير متاح للمرضى، ويهدد تصاعد الأعمال العدائية بإخراج المزيد من المستشفيات عن العمل.


الوئام
منذ 9 ساعات
- الوئام
مثبطات جانوس كيناز علاج فعال لكوفيد الحاد
حدد باحثون فئة مثبطات جانوس كيناز كخيار أول لعلاج مرضى كوفيد-19 في المستشفيات، وفق دراسة نشرت في 'ذا لانسيت ريسبيراتوري ميديسن'. الدراسة شملت نحو 13 ألف مريض شاركوا في 16 تجربة بين مايو 2020 ومارس 2022، وقارنت المثبطات بأدوية مثل ديكساميثازون أو مضادات بروتين IL-6. أظهرت النتائج أن معدلات الوفاة انخفضت إلى 11.7% بين متلقي مثبطات جانوس كيناز، مقابل 13.2% بين من تلقوا علاجات أخرى. بعد ضبط عوامل الخطر، انخفضت احتمالات الوفاة بنسبة 33% لدى من تلقوا هذا النوع من العلاج. الباحثون دعوا إلى اعتماد النتائج ضمن إرشادات منظمة الصحة العالمية، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة. وأكدوا أن التأخير في تطبيق العلاجات المستندة إلى الأدلة قد يضر بالمرضى، رغم تراجع انتشار الجائحة. تشمل هذه الأدوية: زيلجانز (توفاسيتينيب)، أولوميانت (باريسيتينيب)، ورينفوك (أوباداسيتينيب). ساهم العلاج أيضاً في تقليل الحاجة لأجهزة التنفس الاصطناعي، وسرّع الخروج من المستشفى بمعدل يوم واحد. أثبتت المثبطات فعاليتها بغض النظر عن حالة تطعيم المرضى، ما يعزز من موثوقية التوصيات.