
الساحل الأفريقي "الملتهب" هل كانت تنقصه المسيرات؟
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن تنظيم "القاعدة" في منطقة الساحل الأفريقي اكتسب قدرة على التسلح بالطائرات المسيرة التي توفر ميزات مهمة على غرار كلفتها المنخفضة.
تعقيد مهمة الجيوش
أخيراً، سلط مركز سياسات الجنوب الجديد، وهو معهد أبحاث مغربي، الضوء على معضلة حصول الجماعات الإرهابية على الطائرات المسيرة في منطقة الساحل الأفريقي. وكشف عن أنه "منذ سبتمبر (أيلول) 2023 تم تسجيل 30 هجوماً بطائرة مسيرة نفذتها الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، و82 في المئة من تلك الهجمات نفذت بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) 2025".
وقال الباحث السياسي المالي أبو بكر الأنصاري "في اعتقادي الطائرات المسيرة أصبحت منتشرة على نطاق واسع، ولم تعد من الأسرار الخفية التي تحتاج إلى تعاون دولي أو غير ذلك، إذ بإمكان المتخصصين في مجال المعلوماتية والأمن السيبراني صناعة أجسام تطير محملة بكاميرات ومتفجرات واستخدامها من بعد".
وأوضح الأنصاري أن "من السهل على الجماعات المسلحة الحصول على ما تحصل عليه الجيوش، بالتالي تحتاج الدول إلى تطوير مفهوم الأمن القومي والجماعي لمجموعة منها، وعليها أن تدرك أن التقنيات الحديثة أصبحت متوافرة في السوق السوداء ويمكن للجماعات أن تحصل عليها بسهولة". وشدد على أن "امتلاك الجماعات المسلحة تقنيات متطورة يعقد مهمة الجيوش النظامية الوطنية، ولا بد من إيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة لأن سباق التسلح قد لا يجري بما تشتهي الجيوش النظامية مما يطيل الأزمات".
السوق السوداء
يثير تعاظم دور الطائرات المسيرة في الساحل الأفريقي وسقوطها بيد الجماعات الإرهابية تساؤلات جدية حول مصادر تلك الجماعات في الحصول على المسيرات.
وعدَّ الباحث السياسي في الشؤون الدولية نزار مقني "امتلاك الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء للمسيرات يشكل تحولاً نوعياً في ميزان القوى غير المتكافئة في مربع من الأرض شديد الهشاشة مثل الساحل الأفريقي".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفسر مقني في تصريح خاص بالقول إن "الطائرات المسيرة الصغيرة والمتوسطة تباع في السوق السوداء، ويعتقد أن بعضاً منها يهرب عبر شبكات غير رسمية تنشط في غرب أفريقيا وشمالها، وتحديداً من ليبيا في مرحلة ما بعد معمر القذافي، حيث انهارت ترسانة الدولة وتم تهريب معدات عسكرية منها، ومن نيجيريا عبر عصابات بوكو حرام والممرات إلى بحيرة تشاد، ومن السودان وتشاد عبر مسارات تهريب قديمة تستغل في تجارة السلاح والوقود والبشر". وشدد على أن "من بين المصادر الأخرى نجد التمويل عبر الفديات والأنشطة الإجرامية حيث تمول الجماعات الإرهابية مثل (نصرة الإسلام والمسلمين)، فرع (القاعدة) في الساحل، عملياتها من فديات ضخمة تدفع مقابل رهائن غربيين، والضرائب المفروضة على المجتمعات المحلية، والاتجار بالبشر والتهريب، وأحياناً تدفقات مالية سرية من شبكات خارجية تتعاطف مع الأجندة الإرهابية".
واستطرد المتحدث أن "بعض الطائرات المسيرة التي تستخدم في الزراعة أو التصوير يمكن تحويلها بسهولة لأغراض هجومية عبر تعديل بسيط وإضافة عبوة ناسفة صغيرة، ويمكن طلبها عبر الإنترنت، وقد تصل إلى دول مجاورة في غرب أفريقيا ثم تنقل إلى المناطق الصحراوية".
أوكرانيا على الخط
تأتي هذه التطورات في خضم تحولات سياسية تعرفها منطقة الساحل الأفريقي بعد انقلابات أطاحت حلفاء للغرب على غرار الرئيس النيجري محمد بازوم مقابل صعود قادة جدد مقربين من روسيا.
إثر هذه التحولات باتت المنطقة في قلب تنافس دولي على النفوذ غير مسبوق، حيث غادرت القوات الغربية دولاً مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو وحلت محلها قوات روسية. واتهم الباحث السياسي في القضايا الأفريقية والأوروبية حمدي جوارا، دولاً مثل أوكرانيا بتزويد الجماعات المتمردة بالطائرات المسيرة.
وقال جوارا إن "هذه الجماعات تستخدم طائرات مسيرة بالفعل، لكن ليس بالأحجام الكبيرة التي نراها عند الدول كطائرات (بيراقدار) أو (أكنجي)، وإنما هي طائرات تحلق لكي تصيب هدفاً واحداً وتنتهي مهمتها". ولفت إلى أن "هذه الطائرات مصنوعة ومقدمة من الجيش الأوكراني كما أعلن ذلك سفير أوكرانيا لدى السنغال، وأحد قادة الأركان في أوكرانيا، وسبق أن لوحظ نشاط مدربين أوكرانيين ونشر صور لهم وهم يقدمون تدريبات لجبهة تحرير أزواد المالية".
وكان المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية في أوكرانيا أندريه يوسوف أقر في وقت سابق بتزويد بلاده للمتمردين في مالي بمعلومات حول القوات الروسية في خطوة قادت إلى هجوم كبد فيه هؤلاء المتمردون عناصر "فاغنر" والجيش المالي خسائر فادحة، مما تسبب في أزمة دبلوماسية بين باماكو وكييف.
إضعاف خط الدفاع الأول
يعد الهجوم على القاعدة العسكرية للجيش المالي في بوليكيسي أحدث هجوم تستخدم فيه جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بـ"القاعدة" مسيرات، حيث ألقت من خلالها متفجرات ما أدى إلى خسائر بشرية.
وادعت الجماعة قتلها 100 من الجيش المالي وعناصر من الفيلق الأفريقي – الروسي، ولم تكشف الحكومة في باماكو عن حصيلة هذا الهجوم بعد.
وقال مقني إن "المسيرات تتيح للجماعات مراقبة تحركات جيوش مالي والنيجر وبوركينا فاسو والقوات الروسية غير النظامية مثل الفيلق الأفريقي - الروسي ("فاغنر" سابقاً)، وحتى القوات الفرنسية والأوروبية سابقاً، ولم تعد الجماعات تعتمد فقط على المخبرين أو السكان المحليين، بل أصبح لها أعين في السماء، مما يقلص فاعلية العمليات الأمنية المباغتة". وأردف "يمكن للمسيرات أن تستخدم لإلقاء عبوات ناسفة على القواعد العسكرية أو الدوريات بأسلوب يشبه ما فعلته بعض الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط".
وأكد أن من أهم نتائج استخدام المسيرات من قبل الإرهابيين أنها "تضعف خط الدفاع الأول للقواعد النائية، وقد تحدث اختراقاً صاعقاً في ساحة المعركة قبل الهجوم البري، لذلك فإن استخدام الطائرات المسيرة من قبل الإرهابيين في الساحل يمثل قفزة نوعية في أدواتها الحربية، ويعيد رسم خرائط الخطر، فلم يعد الصراع تقليدياً، بل بات يجمع بين التكنولوجيا المنخفضة الكلفة والبيئة الهشة والدول الضعيفة، مما ينذر بتحول الساحل إلى ساحة اختبار دائمة لحروب غير متكافئة تستنسخ تجارب الشرق الأوسط، ولكن بأدوات محلية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
انسداد أفق التسوية يدفع إسرائيل و"حماس" إلى تصعيد المواقف
قالت حركة "حماس" اليوم السبت إنها لن تتخلى عن سلاحها إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك عقب تصريح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأن "المعركة ستستمر بلا هوادة" ما لم يُطلق سراح الرهائن المحتجزين داخل قطاع غزة، أثناء تفقده قواته في القطاع. وأكدت الحركة في بيان أن "المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائماً، وأقرته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس". ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل إلى طريق مسدود الأسبوع الماضي. وتهدف المفاوضات إلى ضمان وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً في الحرب الدائرة داخل غزة، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. زامير يحذر في المقابل حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأن "المعركة ستستمر بلا هوادة" ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، متحدثاً أثناء تفقد قواته في القطاع. وقال زامير في بيان عسكري تلقته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم السبت، "بتقديري سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا، وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة". وجاء في البيان أن زامير "قام بزيارة ميدانية وبتقييم للوضع" أمس الجمعة في قطاع غزة برفقة عدد من كبار ضباط الجيش. وأضاف "الحرب متواصلة، وسنكيفها على ضوء الواقع المتبدل بما يخدم مصالحنا"، معتبراً أن "الانتصارات التي تحققت تمنحنا مرونة في العمليات". 21 قتيلاً ميدانياً، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 21 فلسطينياً قتلوا اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي، من بينهم ثمانية قرب مراكز توزيع المساعدات. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 13 شخصاً قتلوا في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مع استمرار القصف والغارات الجوية الإسرائيلية. وأوضح أن 10 قتلى في الأقل بينهم سيدتان قضوا في غارات استهدفت خيماً للنازحين في خان يونس في الجنوب ومنزلاً في بلدة الزايدة وسط القطاع. كما قُتل ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة مواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 10 منازل نسفها بالمتفجرات في خان يونس وفي شرق مدينة غزة. وأحصى الدفاع المدني خمسة قتلى وعشرات المصابين بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة في وسط القطاع، وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول القتلى والمصابين وبينهم "حالات خطرة". وفي جنوب القطاع، قال بصل إن المسعفين نقلوا ثلاثة قتلى في الأقل وأكثر من 30 إصابة بنيران الاحتلال قرب مركزين للمساعدات، في منطقتي الطينة (في جنوب غربي خان يونس)، والشاكوش (شمال غربي مدينة رفح). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ألمانيا تريد التقدم في إرسال المساعدات في الموازاة، عدت الحكومة الألمانية اليوم أن "التقدم الأولي المحدود" في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ما زال "غير كاف"، من دون أن تشير إلى إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل على رغم لهجتها المتصاعدة. وعقب زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى المنطقة يومي أول من أمس الخميس وأمس الجمعة، أعلن المتحدث باسم الحكومة ستيفان كورنيليوس ضمن بيان أن برلين "لاحظت تقدماً أولياً محدوداً في (إيصال) المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ومع ذلك لا يزال غير كاف لتخفيف وطأة حال الطوارئ". وقال كورنيليوس إن "إسرائيل تظل ملزمة بضمان إيصال كامل للمساعدات". كذلك أعربت الحكومة الألمانية برئاسة المستشار فريدريش ميرتس عن "قلقها إزاء تقارير تفيد باستحواذ 'حماس' ومنظمات إجرامية كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية". وأكد مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية أن برلين تنظر إلى حقيقة أن عدد شحنات المساعدات الإنسانية التي تسمح بها إسرائيل "ازداد بصورة كبيرة"، إذ تصل "نحو 220 شاحنة يومياً" إلى غزة، وحقيقة أن "ما بين 50 و100 في المئة من هذه الشحنات" يُستحوز عليها لأغراض عسكرية من قبل أعداء إسرائيل. وتنتقد برلين، وهي حليفة مقربة لإسرائيل، الحرب في غزة والوضع داخل الضفة الغربية بصورة متزايدة. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إنه في اجتماع لمجلس الوزراء الأمني للحكومة اليوم "نوقشت الخيارات المختلفة المعروفة لممارسة الضغط (على إسرائيل) من دون اتخاذ قرار". ومن بين هذه الخيارات وقف تسليم الأسلحة إلى إسرائيل جزئياً، مما يثير انتقادات في ألمانيا. وبدأ الجيش الألماني أمس على غرار دول أخرى هذا الأسبوع، إسقاط إمدادات فوق قطاع غزة، إذ حملت أول رحلتين نحو 14 طناً من المواد الغذائية والإمدادات الطبية. وتعد الوكالات الدولية أن هذه المساعدة غير كافية. وتنتظر 6000 شاحنة موافقة إسرائيل للدخول إلى قطاع غزة، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة. آلاف القتلى اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية. ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم السابع من أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60332 فلسطينياً معظمهم من المدنيين ونصفهم تقريباً أطفال ونساء ومسنون، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية. كما قتل 898 جندياً إسرائيلياً وفق الحصيلة الرسمية للجيش. وبعد حوالى 22 شهراً من الحرب، يواجه القطاع خطر "مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، خصوصاً وأن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة ويعتمدون في صورة أساسية على المساعدات يعيشون في ظل حصار إسرائيلي مُحكم. وقال رئيس الأركان الإسرائيل إن "الحملة الحالية من الاتهامات الزائفة في شأن مجاعة مفتعلة هي محاولة متعمدة ومخطط لها وكاذبة لاتهام جيش أخلاقي بارتكاب جرائم حرب"، وأكد أن "حركة حماس هي المسؤولة عن قتل سكان قطاع غزة ومعاناتهم". فيديو لرهينتين تأتي هذه الزيارة إلى غزة في وقت يُعيد فيه الجيش الإسرائيلي تموضع قواته في الأراضي الفلسطينية منذ عدة أيام، وأثار نشر حركة "الجهاد الإسلامي" شريطي فيديو لرهينتين ضجة في إسرائيل، وأعاد إحياء النقاش حول ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الحكومة و"حماس" في أسرع وقت ممكن لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن. في مقطعي الفيديو، ظهر الرهينتان متعبين ونحيلين، في مشاهد تحاكي الوضع الإنساني الحالي في غزة. صباح اليوم، تجمع مئات الأشخاص، وقد ارتدى معظمهم ملابس سوداء، في ساحة تل أبيب التي بات يطلق عليها "ساحة الرهائن"، وصارت ملتقى لعائلات الرهائن والمتظاهرين المطالبين بوقف القتال. ووصل إلى الساحة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيراً على الأقدام للقاء عائلات الرهائن، بحسب صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية. وقال يوتام كوهين، شقيق الرهينة نمرود كوهين، "يجب أن تنتهي الحرب، لن تُنهي الحكومة الإسرائيلية الحرب بإرادتها... يجب إيقافها... لم يعد هناك وقت". كما حضر آدم حجاج، قريب الرهينة الألماني – الإسرائيلي روم براسلافسكي الذي ظهر في فيديو "الجهاد الإسلامي"، وقال "لم أستطع مشاهدة ذلك الفيديو أكثر من مرة... لا يمكننا تحمّل أكثر من ذلك، ولا دقيقة واحدة أخرى، من دون إعادته".


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
الجيش الإسرائيلي: الحرب في غزة لن تتوقف قبل إطلاق سراح الرهائن
حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بأن "المعركة ستستمر بلا هوادة" ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، متحدثاً أثناء تفقد قواته في القطاع. وقال زامير في بيان عسكري تلقته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم السبت، "بتقديري سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا، وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة". وجاء في البيان أن زامير "قام بزيارة ميدانية وبتقييم للوضع" أمس الجمعة في قطاع غزة برفقة عدد من كبار ضباط الجيش. وأضاف "الحرب متواصلة، وسنكيفها على ضوء الواقع المتبدل بما يخدم مصالحنا"، معتبراً أن "الانتصارات التي تحققت تمنحنا مرونة في العمليات". 21 قتيلاً ميدانياً، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 21 فلسطينياً قتلوا اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي، من بينهم ثمانية قرب مراكز توزيع المساعدات. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 13 شخصاً قتلوا في مناطق مختلفة من قطاع غزة، مع استمرار القصف والغارات الجوية الإسرائيلية. وأوضح أن 10 قتلى في الأقل بينهم سيدتان قضوا في غارات استهدفت خيماً للنازحين في خان يونس في الجنوب ومنزلاً في بلدة الزايدة وسط القطاع. كما قُتل ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة مواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 10 منازل نسفها بالمتفجرات في خان يونس وفي شرق مدينة غزة. وأحصى الدفاع المدني خمسة قتلى وعشرات المصابين بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة في وسط القطاع، وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول القتلى والمصابين وبينهم "حالات خطرة". وفي جنوب القطاع، قال بصل إن المسعفين نقلوا ثلاثة قتلى في الأقل وأكثر من 30 إصابة بنيران الاحتلال قرب مركزين للمساعدات، في منطقتي الطينة (في جنوب غربي خان يونس)، والشاكوش (شمال غربي مدينة رفح). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) آلاف القتلى اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية. ومن بين 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم السابع من أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60332 فلسطينياً معظمهم من المدنيين ونصفهم تقريباً أطفال ونساء ومسنون، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة ذات صدقية. كما قتل 898 جندياً إسرائيلياً وفق الحصيلة الرسمية للجيش. وبعد حوالى 22 شهراً من الحرب، يواجه القطاع خطر "مجاعة شاملة" بحسب الأمم المتحدة، خصوصاً وأن سكانه الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة ويعتمدون في صورة أساسية على المساعدات يعيشون في ظل حصار إسرائيلي مُحكم. وقال رئيس الأركان الإسرائيل إن "الحملة الحالية من الاتهامات الزائفة في شأن مجاعة مفتعلة هي محاولة متعمدة ومخطط لها وكاذبة لاتهام جيش أخلاقي بارتكاب جرائم حرب"، وأكد أن "حركة حماس هي المسؤولة عن قتل سكان قطاع غزة ومعاناتهم". فيديو لرهينتين تأتي هذه الزيارة إلى غزة في وقت يُعيد فيه الجيش الإسرائيلي تموضع قواته في الأراضي الفلسطينية منذ عدة أيام، وأثار نشر حركة "الجهاد الإسلامي" شريطي فيديو لرهينتين ضجة في إسرائيل، وأعاد إحياء النقاش حول ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الحكومة و"حماس" في أسرع وقت ممكن لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن. في مقطعي الفيديو، ظهر الرهينتان متعبين ونحيلين، في مشاهد تحاكي الوضع الإنساني الحالي في غزة. صباح اليوم، تجمع مئات الأشخاص، وقد ارتدى معظمهم ملابس سوداء، في ساحة تل أبيب التي بات يطلق عليها "ساحة الرهائن"، وصارت ملتقى لعائلات الرهائن والمتظاهرين المطالبين بوقف القتال. ووصل إلى الساحة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيراً على الأقدام للقاء عائلات الرهائن، بحسب صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية. وقال يوتام كوهين، شقيق الرهينة نمرود كوهين، "يجب أن تنتهي الحرب، لن تُنهي الحكومة الإسرائيلية الحرب بإرادتها... يجب إيقافها... لم يعد هناك وقت". كما حضر آدم حجاج، قريب الرهينة الألماني – الإسرائيلي روم براسلافسكي الذي ظهر في فيديو "الجهاد الإسلامي"، وقال "لم أستطع مشاهدة ذلك الفيديو أكثر من مرة... لا يمكننا تحمّل أكثر من ذلك، ولا دقيقة واحدة أخرى، من دون إعادته".


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
معسكرات للبيض آخر صيحات اليمين المتطرف في بريطانيا
وسط ويلز غرب بريطانيا اشترى راسم وشوم وناشط يميني متشدد في المنطقة قطعة أرض لإقامة تجمعات خاصة بالبيض، لطالما كان هذا حلماً بالنسبة إلى الرجلين وسيحال حقيقة منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل ليكون أول معسكر عائلي للبيض في المملكة المتحدة. المعسكر، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "التايمز"، يتبع لما يسمى "مبادرة وودلندر" ويرمز لها اختصاراً بـ"TW1"، والمبادرة برنامج لمساعدة الراغبين بشراء أراض وتطوير تجمعات سكنية لا يشغل وحداتها سوى المنحدرين من العرق الأبيض في بريطانيا. سيمون بيركت، راسم الوشوم، يأمل في أن يكون معسكره نقطة انطلاق لكثير من تجمعات البيض في المملكة المتحدة، بما يحاكي تجربة مدينة "أورانيا" على ضفاف النهر البرتقالي شمال "كيب تاون" بجنوب أفريقيا، وتجمعات "أوزاركس" في ولاية أركنساس الأميركية، ومعسكرات حركة "السويد الحرة" في منطقة "ألجاراس". وجمعت "مبادرة وودلندر" أكثر من 162 ألف جنيه إسترليني، تعادل أكثر من 200 ألف دولار أميركي، في إطار حملة تبرعات لبناء تجمعات البيض في المملكة المتحدة، وتطمح الوصول إلى مبلغ مليون جنيه أو 1.3 مليون دولار. بيركت يحث مؤيديه، وفقاً لتقرير "التايمز"، على بذل مزيد من الجهود لتجنب البديل الوحيد المتمثل بالغرق في "ظلمة" ستطاول بقية التجمعات السكانية في المملكة المتحدة، أي ستكون معسكرات البيض الناجية الوحيدة من "ظلمات" المستقبل البريطاني. ثمة دعوات لمراقبة سلوك تلك المبادرة وأنصارها مثل بيركت، ولكن يبدو أنها تراعي حدود المسموح والممنوع على صعيد التطرف اليميني الذي يعرضها للمساءلة، ويجعلها عرضة للملاحقة والحظر على رغم أن القوانين فضفاضة في هذا الصدد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بيركت ينتمي إلى حركة "البديل الوطني" التي تتبنى نهجاً معادياً للمهاجرين وتؤيد ترحليهم، وقد خرج تحقيق سري أجرته هيئة الإذاعة البريطانية إلى نتيجة مفادها أنه يجب على الحكومة تغيير القوانين بسرعة لحظر تلك المنظمة العنصرية والمتطرفة. أمضى مراسل "بي بي سي" عاماً كاملاً داخل "البديل الوطني" متخفياً، وقد وثق عبارات عنصرية لقادتها، ونقل للجهات المعنية معلومات وإفادات أدت إلى فتح تحقيق رسمي في شأنها وفق ما يقول تقرير للهيئة نشر في يناير (كانون الثاني) الماضي. "البديل الوطني" حركة يمينية تأسست عام 2019 وكانت على وشك أن تصبح حزباً قبل الانتخابات العامة الأخيرة في بريطانيا، تضم نحو 500 عضو ويتابعها آلاف على وسائل التواصل، زعيمها مارك كوليت ينفي أن تكون متطرفة أو أنها تشجع على العنف، ويقول إنها تقود حملة سلمية لما يسميه "استعادة حقوق السكان الأصليين". الحركة وفق ما تسرب في وسائل الإعلام، تحاول التغلغل إلى داخل بعض الأحزاب السياسية وبخاصة "ريفورم" الذي يقوده النائب نايجل فاراج، طمعاً بإيصال أعضائها إلى مجلس العموم ليصبحوا أصواتاً تنطق بلسانها وتدافع عن منهجها. ومشروع بيركت هو آخر صيحات اليمين المتطرف في بريطانيا، ويتزامن مع حملة كبيرة يروج لها أعضاء هذا التيار وأنصاره للتظاهر ضد فنادق المهاجرين في المناطق البريطانية، وهي ناجحة إلى حد كبير حتى الآن وباتت تقلق حكومة لندن. التظاهرات بدأت في منطقة "إيبينغ" شمال لندن منذ أسابيع بعد حادثة اعتداء على فتاة محلية اتهم بها مهاجر أثيوبي يقطن في فندق خصصته الحكومة للاجئين هناك، توسعت التظاهرات لأماكن أخرى قرب العاصمة وباتت الدعوات اليوم تحشد في مدن مثل مانشستر وبيرمنغهام وليدز سواء في المراكز المكتظة أو في البلدات وقرى الأرياف. صحيفة "فايننشال تايمز" نقلت عن الباحثة المختصة بالخطاب الشعبوي في معهد "الحوار الإستراتيجي"، أن الدعوات ضد المهاجرين ازدادت بصورة كبيرة في البلاد منذ أحداث الشغب التي شهدتها بريطانيا نهاية يوليو (تموز) 2024. ثمة دعوات للحكومة من أحزاب مختلفة تطالبها بإغلاق فنادق اللاجئين وخاصة في أماكن معينة، ولكن مجلس الوزراء بقيادة كير ستارمر يبحث عن حلول جذرية لأزمة الهجرة وسط آمال ضعيفة بنجاح الجهود بسبب عوامل داخلية وخارجية عدة. وتعي حكومة ستارمر خطر التظاهرات ضد فنادق اللاجئين، وتتتبع تصاعد الخطاب اليميني ضد المهاجرين إلى حدود دفعت بوزارة الداخلية إلى تشكيل فريق تحقيق متخصص لمتابعة ورصد المنشورات المحرضة على الأجانب في وسائل التواصل.