
الأداء الأخير للأسطورة "أوزي أوزبورن" قبل رحيله
توفي مغني فرقة بلاك ساباث الأسطوري في 22 يوليو/تموز عن عمر يناهز 76 عامًا، وأكدت عائلته أنه رحل "مع عائلته محاطًا بالحب". وكان آخر ظهور علني لأوزبورن في 5 يوليو/تموز في فيلا بارك، حيث قدّم عرضًا أمام الآلاف، جالسًا على عرش أسود ذي أجنحة، كان مسرحيًا ورمزيًا في آن واحد.
وتضمنت قائمة الأغاني بعضًا من أشهر أغانيه المنفردة، ووصلت الليلة إلى ذروتها عندما انضم إليه زملاؤه الأصليون في فرقة Black Sabbath في لقاء مفاجئ على المسرح.
إليكم مقطع من الحفل:
Ozzy Osbourne has passed away at the age of 76. I still can't believe it.
A few weeks ago he was giving his final concert. I hope you came home, Ozzy ❤️ pic.twitter.com/XLcxWz4MqC
— 🎸 Rock History 🎸 (@historyrock_) July 22, 2025
أُقيم الحفل في برمنغهام، مهد فرقة بلاك ساباث، وبدا كأنه لحظة عودة إلى نقطة البداية. فرغم المشاكل الصحية التي ألمّت به في السنوات الأخيرة، بما في ذلك مرض باركنسون وخضوعه لعدة عمليات جراحية، بدا أوزبورن مفعمًا بالحيوية.
بصفته صوت فرقة بلاك ساباث، ثم كفنان منفرد ناجح، ساهم أوزي في تشكيل موسيقى الروك والميتال الحديثة، مُلهمًا أجيالًا من الموسيقيين. ويواصل المعجبون والفنانون حول العالم تكريم "أمير الظلام".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 4 ساعات
- الإمارات اليوم
"تورنادو أليرت" ينتزع لقب سباق "غروسر دالماير برايس" الألماني
انضم المهر "تورنادو أليرت" بإشراف المدرب العالمي سعيد بن سرور، إلى قائمة أبطال فريق "غودولفين" العالمي المتوجين بلقب سباق "غروسر دالماير برايس" المخصص للخيول المهجنة الأصيلة "جروب1"، عقب نجاح المهر البالغ من العمر ثلاث سنوات، اليوم السبت، في انتزاع لقب السباق الذي امتد لمسافة 2000 متر عشبي، وأقيم على مضمار ميونيخ الألماني. وسار "تورنادو أليرت" على خطى جياد الشعار "الأزرق الملكي" المتوجة بلقب السباق الألماني، في قائمة تضم كل من "كتب"، و"بن بطل"، و"باني روي"، و"نيشنز برايد". وعرف الفارس أوشين مورفي، كيفية الحفاظ على قدرات المهر (تورنادو أليرت) خلال المراحل الأولى من عمر السباق، قبل إطلاق العنان لقدراته في المراحل الأخيرة، متجاوزاً منافسيه نحو الصدارة، وقاطعاً خط النهاية بالمركز الأول بزمن بلغ دقيقتين و11 ثانية و52 جزء من الثانية، بفارق الطولين ونصف الطول عن صاحب المركز الثاني المهر "ماب أوف ستار" المملوك لفريق "وذنان للسباقات" بإشراف المدرب إف إتش غرافارد وقيادة الفارس جيمس دويل، وذهب المركز الثالث للمهر الألماني "لازيو" بإشراف المدرب والديمار هايكست وقيادة الفارس مارتن سيدل. وعلق المدرب الوطني سعيد بن سرور على انتصار "تورنادو أليرت" بقوله في تصريحات صحفية: "قدماً (تورنادو أليرت) أداءً قوي رغم الأرضية الثقيلة التي لم يسبق له الركض عليها، لكنه نجح في التعامل معها بسرعة، ونجح في تحقيق فوزاً مستحقاً". وأضاف: "طلبت من الفارس أوشين قبل السباق بمنح الجواد فرصة وعدم الضغط عليه، ليظهر (تورنادو أليرت) اداءً جيداً وبثبات طوال مجريات السباق". وتابع: "من الناحية البدنية، ظهر (تورنادو إليرت) بصورة أفضل بكثير من الأداء الذي قدمه بحلوله رابعاً في سباق (2000 غينيز البريطاني)، خصوصاً أن الفوز هنا في ألمانيا والزمن الذي حققه واستناداً إلى عمره، جاء على مستوى التوقعات، وأكدتها السرعة التي امتلكها على مدار مراحل السباق".


البيان
منذ 9 ساعات
- البيان
سالم بن عبدالرحمن يُكرم المبدعين والطلبة المتفوقين
شهد الشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب صاحب السموّ حاكم الشارقة، مساء السبت، الحفل السنوي للمركز الاجتماعي السوداني بإمارة الشارقة، لتكريم المبدعين السودانيين، والطلبة المتفوقين لعام 2025، في «قاعة الرازي» بمجمع الكليات الطبية والعلوم الصحية بجامعة الشارقة. استهل الحفل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولجمهورية السودان، تُليت بعده آيات بيّنات من القرآن الكريم، واستمع الحضور إلى فقرة شعبية موسيقية من التراث الإماراتي، قدمها العازف محمد حسن الجسمي. كما شاهدوا عرض «صدى الإنجاز» الذي تناول أنشطة المركز وفعالياته المتنوعة والندوات والملتقيات والاحتفالات التي نظمها خلال العام الماضي. وألقى المهندس أحمد عمر خوجلي، رئيس المركز، كلمةً قدم فيها الشكر والامتنان إلى القيادة الرشيدة للدولة على رعايتها السامية والكريمة لكافة الجاليات على أرض الإمارات، وإلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أرسى قاعدة قوية لدعم النهضة العلمية والثقافية بفضل حرصه الدائم على رفعة العلم والعلماء. كما قدم الشكر إلى رئيس مكتب سموّ الحاكم على دعمه المستمر لمختلف مناسبات المركز، وحضوره الدائم وتشريفه لحفل المبدعين كل عام، وهنّأ الموظفين والمبدعين السودانيين من الحاصلين على جوائز التميز المهنية، والفائزين في فئة أنشطة المركز. وألقى حمد أحمد إبراهيم، خريج جامعة الشارقة، كلمة الطلبة المكرميّن قدم فيها الشكر إلى إدارة المركز على الاهتمام بدعم الطلبة والعمل على تكريم المتفوقين، ما يسهم في زرع الجد والاجتهاد لديهم والسير في طريق العمل والمعرفة. وأشار إلى أن كل الخريجين سيكونون امتداداً مشرّفاً لهذا العطاء، وسفراء للعلم والخُلق، وسيتحملون المسؤولية بكل وعيٍ وولاء، ويردون الجميل بالعطاء، والإخلاص في العمل، والتفاني في خدمة الأوطان والمجتمعات. وتفضل الشيخ الدكتور سالم بن عبدالرحمن، في ختام الحفل بتكريم المبدعين والمتفوقين في فئات جوائز التميز: الإنتاج العلمي، والإنتاج الإعلامي، والتميز الوظيفي، وفئة خريجي الدراسات العليا في التخصصات المختلفة. وكرّم المتفوقين والمتفوقات من خريجي وخريجات المدارس الثانوية والجامعات والكليات المختلفة بالدولة، والفائزين بجوائز المركز الاجتماعي السوداني. وتضمن الحفل عدداً من الفقرات المتنوعة الترفيهية الموسيقية والمسرحية، وركناً صحياً قدمت فيه مجموعة من الفحوص الطبية المجانية للحضور، وفعاليات مخصصة للأطفال. حضر الحفل، المهندس عمر خوجلي، ومرتضى الزيلعي، نائب رئيس المركز، وعدد من ممثلي الأندية والمجالس السودانية بدولة الإمارات، وجمع غفير من أهالي المحتفى بهم وأفراد الجالية.

خليج تايمز
منذ 12 ساعات
- خليج تايمز
زياد الرحباني: معزوفة الحرية الإنسانية والنغمة الباقية
في رحيل زياد الرحباني، لا نفقد مجرد فنان أو موسيقار، بل يغيب عصفور الحرية الذي ترنم بألحان صادمة، وناقداً ثاقب البصيرة عكف على استشراف مجتمع بعيون شاعر ثائر. إنه الصوت الذي وظف الموسيقى والكلمة لنبوءة تغيير، ليتجاوز الأبعاد الفنية إلى كون فكره تجسيدًا حقيقياً للوجدان الجمعي اللبناني والعربي. وُلد زياد في حضن أسرة فنية تشكلت ركيزتها على عبق التقاليد والمتانة النوعية. ابن عاصي وفيروز، بطلي الغناء اللبناني الأصيل، استُقبل في عالم الموسيقى منذ نعومة أظفاره، لكن مسيرته لم تكن مجرد محاكاة أو امتداد لما سبق؛ بل انطلقت، ومنذ بداياته، في انعتاق حر من كل القيود، إذ آمن بأن الفن رسالة لا بد أن تحمل وجع الناس وتمثل صوت المظلومين. تميزت أعمال زياد الرحباني بتأثير موسيقي ثوري، تعانق فيه الشرق والغرب في رقصة متناغمة. مزج بين الألحان الشرقية العميقة والتجارب الغربية المعاصرة، خاصة الجاز والكلاسيكية، ما خلق عالماً صوتياً خصباً مدعوماً بكلمات صريحة وُصفت بالجرأة في نقد الواقع. لم يكن مجرد ملحن يكتب للغناء بل كان شاعرًا ومسرحيًا يحمل هماً اجتماعياً وسياسياً جريئاً. في مسرحياته، قدم زياد مشاهد ساخرة وناقدة من واقع الوطن العربي، مستخدمًا الفكاهة والألم في آنٍ واحد. أعماله مثل "سهريّة"، "نزل السرور"، و"فيلم أمريكي طويل" لم تكن مجرد عروض درامية بل كانت مرايا تعكس معاناة الإنسان العربي من الفساد، الظلم، والاغتراب. لم يخف تأثير السياسة والمجتمع على رؤيته الفنية، بل صنع منها صُلب نهجه في الإبداع. على الصعيد الغنائي، أهدى زياد والدته فيروز ألحانًا لا تُنسى تركت أثرًا خالدًا في الذاكرة العربية، من بينها «كيفك إنت» و«بلا ولا شي». غنى من خلالها أحزان وهموم ومآسي الشعوب، وراح صوته يختلط بنغمات الحزن الممزوجة بالأمل، وكأن الموسيقى كانت بزوغًا لعالم أفضل. إنه لم يكن مجرد موسيقي، بل ظاهرة ثقافية وحضارية. حمل عبء الضمير الحي، الصوت الذي لا ينحني، وصوت الذين صمتوا. ترك بصمة لا تُمحى في مشهد الفن اللبناني والعربي، كونه استطاع أن يعبر عن واقع المجتمعات برؤية نقدية وتفاؤل انتقادي في آنٍ واحد. الراحل زياد الرحباني كان، وما يزال، روح المقاومة الفنية التي تدعو للتغيير بالموسيقى والكلمة، رجل الفن والمسرح الذي تكلم باسم الذين لا صوت لهم، وبنى على أوتار عزفه قصيدة لم تنتهِ، قصيدة الحرية والكرامة. ليظل إرثه منارة لكل مبدع يسعى لأن تلامس فنه عمق الروح الإنسانية، وأن يظل صدى أعماله موسيقى ترتقي بالأفكار الخالدة، معزوفةً شفافةً تعانق قلوب محبيه وعشاق الحرية إلى الأبد. مسرح السياسة والهوية في سماء الفن اللبناني، لا يمكن اختزال عبقرية زياد الرحباني دون التوقف عند تجربته المسرحية التي تتوج إنجازاته الفنية بفكر نقدي صلب يغوص في جراح وطنه. فقد عمد زياد منذ بدايات السبعينيات إلى ابتكار مسرح سياسي وساخر، سرد من خلاله مأساة الإنسان اللبناني في ظل واقع محاط بالحروب، الطائفية، والفساد. كانت انطلاقته عام 1973 مع مسرحية "سهرية"، التي لم تكن مجرد مسرحية تقليدية، بل كانت بمثابة "حفلة أغانٍ" توصل رسالته من خلال الموسيقى، لكن مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية تحوّر أسلوبه جذريًا. في "نزل السرور" (1974)، جذب الأنظار إلى معاناة الطبقة الشعبية التي تواجه القهر الاجتماعي والطبقي، مستخدمًا لغة هزلية تخفي مرارة الواقع. تابع رحلته عبر أعماله الخالدة مثل "بالنسبة لبكرا شو؟" (1978)، التي أصبحت عنوانًا متداولًا يرمز للشك واليأس من المستقبل في لبنان، حيث يرصد من خلال قصة زوجين يديران مطعمًا صغيرًا حال المجتمع المضطرب، وكأنها مرايا تعكس هشاشة الأمل وسط الخراب. في "فيلم أميركي طويل" (1980)، انتقل زياد بجرأة إلى مسرح العبث، عبر مستشفى للأمراض النفسية تجسد شخصياته مأساة واقعية لإحباط المثقفين والقوى السياسية وسط الداهمة اللبنانية. أما "شي فاشل" (1983) فكانت قصيدة لليأس الذي استحكم بعد سنوات من الصراعات، حيث مارس نقدًا لاذعًا على النظام التعليمي والفساد الإداري. ومع بداية التسعينيات، عاد للمسرح بـ "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" (1993) و"لولا فسحة الأمل" (1994)، مواصلًا نهجه النقدي الحاد ضد أمراء الحرب والطبقة السياسية الفاسدة، معبّرًا عن تعب شعب يغرق في خيبات الأمل ضائعًا في متاهات السلام الأهلي المزيف. تميزت مسرحيات زياد بالتركيز على الشخصيات من الطبقات الشعبية، التي حملت لواء النقد الاجتماعي والسياسي، مما أعطى صوته بعدًا جذريًا كان صدمة للمسرح اللبناني التقليدي، وجعل من خشبة المسرح منبرًا لمقاومة المجتمع المدني عبر الفن. مسرح زياد الرحباني ليس مجرد عروض درامية، بل هو وثيقة حية توثق أوجاع لبنان، نافذة تُطل على وجدان أمة ممزقة، حيث الماء والدم والموسيقى تتداخل لتشكّل سردًا لا يُنسى عن وطن يعانق الألم والأمل في آنٍ معًا. عبقرية مبكرة منذ نعومة أظفاره، بزغت عبقرية زياد الرحباني الموسيقية في بيت استثنائي؛ فصار رفيق والده عاصي في التلحين منذ الطفولة، حتى أسند له في سن السابعة عشرة مهمة تلحين أغنية «سألوني الناس» لفيروز، لتكون تلك اللحظة مفترقًا بين مدرستين: الرحابنة الكلاسيكية، ونزعة زياد الثائرة على حدود المألوف. تميّز زياد بإدخال أنماط جديدة على الأغنية اللبنانية، مزج فيها بين تراث الشرق بعمقه، والجاز الغربي والكلاسيك، حتى قيل إنه فتح باباً جديداً في الألحان جعل التجريب سمة أساسية لصوته الخاص. لم تكن موسيقاه لحنًا زخرفيًا فقط، بل كانت تعبيراً عن موقف ورؤية اجتماعية وفكرية، فحملت الأغنية لديه عمقًا نقديًا وسخرية مُرّة، وجعل من المسرح والموسيقى مرآة جريئة للواقع اللبناني والعربي. من أهم إبداعاته الموسيقية: لحن عشرات الأغاني الخالدة لوالدته فيروز، من بينها: «سألوني الناس»، «كيفك إنت»، «بلا ولا شي»، «عودك رنان»، «البوسطة»، «عندي ثقة فيك»، «سلملي عليه»، «إيه في أمل»، «أنا عندي حنين»، وغيرها من الأغاني التي حُفرت في الوجدان العربي. ألبوماته الغنائية والموسيقية مثل "وحدن" (1979)، "معرفتي فيك" (1987)، "كيفك إنت" (1991)، "إلى عاصي" (1995)، "مش كاين هيك تكون" (1999)، و"إيه في أمل" (2010). أعماله المسرحية الغنائية المصاحبة كمسرحيتي "سهرية"، و"نزل السرور"، و"بالنسبة لبكرا شو"، والتي صنع لها موسيقى حية نابضة تداخلت مع نقده السياسي والاجتماعي. بأدائه الخاص، أطل بصوته في أغانٍ شهيرة مثل "الحالة تعبانة"، "دلوني عالعينين السود"، "عايشة وحده بلاك"، "بصراحة"، "البوسطة"، و"اسمع يا رضا". وفي توزيع الألحان، كان زياد متفردًا؛ فقد أدخل إيقاعات وأصوات الآلات الغربية، كالبيانو والساكسفون والترومبيت إلى الأغنية الشرقية، ففتح طريقًا غير مسبوق في الموسيقى العربية. وُصف بأنه "صوت الوجع الساخر"؛ إذ لم تكن موسيقاه تخلو من مرارة النقد وفيض المشاعر. ساهم زياد كذلك بشكل هائل في تجديد التجربة الفنية لفيروز؛ إذ نقل صوتها من جيل إلى جيل بألحان ومعانٍ وأفكار عصرية دون أن ينزع عنها الشجن الرحباني الأصيل. لم يتردد في التجريب، فكان كل عمل له مساحة لاكتشاف جديد في الأنغام والكلمات والتوزيع. ويبقى إرث زياد الموسيقي، كلماته وألحانه وألحانه المسرحية، ذاكرة جمعية نابضة؛ مرآة تعكس هواجس وهموم أجيال، وتجسّد قدرة الموسيقى على رصد المجتمع وتحريضه على الحلم والتغيير. لقد أحدث ثورة ناعمة في الأغنية العربية، وربط الناس بفنه لأنه ببساطة غنّى وجعهم بالإبداع والخروج عن المألوف. زياد الرحباني وسيد درويش زياد الرحباني وسيد درويش هما من أعمدة الموسيقى العربية، ولكل منهما بصمته الخاصة وتأثيره البارز على التراث الموسيقي والثقافي، مع وجود أوجه تقاطع ونقاط تأثير بينهما في تاريخ الموسيقى. سيد درويش (1892-1923) يُعتبر رائدًا موسيقيًا وفنانًا متمردًا بدأ في تحويل الأحاسيس الشعبية إلى ألحان موسيقية متقنة، وابتكر نوع الأوبريت كما يجب أن يُقدم، وكان له دور بارز في تطوير المسرح الغنائي المصري والعربي. وقد كان تأثيره كبيرًا على أخوين الرحباني، حيث نشأ عاصي الرحباني في نفس العام الذي توفي فيه سيد درويش. المسرح الغنائي الذي أسسه الأخوان الرحباني حمل الكثير من أثر سيد درويش، خصوصًا في تقديم الأغاني الجماعية والمسرحية. كما تأثر الأخوان بالموسيقى المصرية بشكل عام، واتجهوا إلى المزج بين التراث الشرقي والنغمات الغربية في موسيقاهم، مما أعطاهم طابعًا فنيًا فريدًا. زياد الرحباني، الابن الأكبر لعاصي الرحباني وفيروز، مثّل جيلًا جديدًا من المبدعين الذين تابعوا مسيرة التجديد الموسيقي، متأثرًا بموسيقى سيد درويش التي كانت جزءًا من تراث عائلته الموسيقي. زياد عرف بأنه ابتكر صوتًا موسيقيًا يحمل توترًا إيقاعيًا قويًا، يجمع بين الجاز والكلاسيكية والموسيقى الشرقية. كما تكلم عن تأثير سيد درويش في تجديد الأغنية العربية وخصوصًا الأغاني التي تحمل رسائل اجتماعية وسياسية. زياد أكمل ما بدأه سيد درويش في جعل الموسيقى شكلاً من أشكال التعبير والرفض السياسي والاجتماعي، مع ميل إلى المزج الفني والتجريب. باختصار، سيد درويش هو المؤسس والرائد الذي مهدّ الطريق للموسيقيين العرب بما فيهم عائلة الرحباني، بينما زياد الرحباني كان المبدع الذي وظف هذا الإرث وأضاف إليه روح حداثية وتوسعًا إيقاعيًا وفنيًا وشكل صوتًا جديداً يعبر عن اللحظة اللبنانية والعربية بمنظور نقدي وسياسي وأبداعي عميق. زياد الرحباني، الموسيقار اللبناني، وُلد في بيئة فنية عريقة حملت في طياتها إرث الموسيقى العربية التقليدية، وقد تأثر بشكل واضح برائد الموسيقى العربية سيد درويش. قال زياد رحباني بنفسه: «لو أن سيد درويش عاش أطول لانتهى إلى ما وصل إليه الأخوان رحباني». هذا يعبر عن مدى تشابه الروح المتمردة والطموح التجديدي بين الرجلين. تأثير سيد درويش على زياد الرحباني سيد درويش كان فنانًا شعبيًا متمردًا، بالأخص في كيفية تحويله للأحاسيس الشعبية إلى ألحان موسيقية ومعالجة قضايا وطنية واجتماعية، مؤسسًا نوع الأوبريت المسرحي الغنائي. هذا الفن ومضامينه وصلت إلى عاصي الرحباني وأخيه منصور ثم إلى زياد الذي تربى على هذا التراث. زياد، مثل سيد درويش، تناول قضايا الشعب والفقير والمظلوم، ولم يرفض النقد السياسي والاجتماعي، بل وظف الموسيقى كأداة احتجاج وتحريض. الناقد الموسيقي سليم سحاب أكد أن تأثير سيد درويش على الأخوين الرحباني كان أساسياً في توجههما نحو المسرح الغنائي اللبناني، لكن من حيث الجانب الموسيقي، كان الأخوان الرحباني يميلان إلى الطابع الغربي أكثر، خاصّة في التوزيع والإيقاع. في المقابل، زياد الرحباني مزج بين الموسيقى الشرقية والجاز والكلاسيكية، مما أعطى موسيقاه طابعًا حديثًا ومعاصرًا، لكن الخط الفكري والمضمون الاجتماعي يحمل امتدادًا لما بدأه سيد درويش. زياد كان من كبار المعجبين بسيد درويش، محافظًا على جسر فني روحي معه في معظم حفلاته، مع أداء أغنيات مثل "أهو ده اللى صار" وهي من روائع سيد درويش التي غنتها فيروز عديدًا، ما يؤكد على الرابط الموسيقي والفكري بينهما. زياد الرحباني وسيد درويش: إرث الموسيقى العربية بين التقاليد والتجديد يُعتبر كل من زياد الرحباني وسيد درويش من أعمدة الموسيقى العربية التي تركت بصمة لا تُمحى، إذ جمع كل منهما بين الفن والموسيقى رسالة اجتماعية ووطنية ذات طابع شعبي عميق. ففي حين كان سيد درويش رائد الموسيقى الوطنية العربية وأحد مؤسسي المسرح الغنائي الشعبي في أوائل القرن العشرين، جاء زياد الرحباني ليكمل المسيرة الفنية ويجددها بصوته المميز تجمع بين التراث الشرقي وجمالية الجاز والكلاسيكية الغربية. تأثر زياد الرحباني بشكل ملموس بسيد درويش، حيث يرى زياد نفسه وريثًا لفكر وجرأة سيد درويش في المزج بين الموسيقى والكلمة للتعبير عن قضايا الناس والمجتمع. لكنه تجاوز ذلك بالتجديد الموسيقي، من خلال التوظيف المعاصر للألحان والمقامات، وابتكاره لتوزيعات معقدة تجمع بين الموروث والحداثة. وفي مقارنة بين أسلوبيهما، يتميز سيد درويش ببساطة التوزيع وإيقاعه الحيوي الذي يخدم أغانيه الوطنية والاجتماعية، بينما جعل زياد الرحباني من الموسيقى أداة للانتقاد السياسي والاجتماعي المعاصر، مع مزج فني بين الشرق والغرب، جسّد من خلاله رؤية فنية ثرية متعددة الأبعاد. لعب كل منهما دورًا محوريًا في تطور الأغنية والمسرح الغنائي العربي، فكان سيد درويش مؤسساً لنمط الأوبريت والدراما الموسيقية، في حين برز زياد كموسيقار ومسرحي ساخر يُعبر عن هموم لبنان والعالم العربي بجرأة منقطعة النظير. هذا التلاقي بين إرث سيد درويش وابتكارات زياد الرحباني يشكل جسراً بين التقاليد الموسيقية العريقة ورؤية متجددة، تؤكد أن الموسيقى ليست مجرد لحن وكلمة، بل تعبير حي عن روح الأمم وهويتها الثقافية.