logo
الاحتلال يفرج عن 10 أسرى بينهم المسعف الناجي من «مجزرة» تل السلطان

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى بينهم المسعف الناجي من «مجزرة» تل السلطان

الوسط٢٩-٠٤-٢٠٢٥

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، عدد من أسرى قطاع غزة، من بينهم المسعف أسعد النصاصرة، الناجي من مجزرة تل السلطان الشهر الماضي.
وأفاد شهود عيان بأن 10 أسرى وصلوا مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال مكتب إعلام الأسرى في بيان مقتضب إن عدد من الأسرى مفرج عنهم من سجون الاحتلال وصوا إلى غزة عبر حاجز «كوسوفيم»، ومن ثم تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى، مؤكدا أنهم بحالة صحية صعبة. وذكرت مصادر محلية بأن جميع المعتقلين كانوا محتجزين من سجن «سديه تيمان» سيء الصيت.
الاحتلال يفرج عن المسعف النصاصرة
وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أن سلطات الاحتلال أفرجت عن المسعف النصاصرة، الذي تم اعتقاله بتاريخ 23 مارس الماضي، أثناء تأديته لواجبه الإنساني، خلال مجزرة الطواقم الطبية في منطقة تل السلطان بمحافظة رفح، والتي أسفرت عن استشهاد 8 من طواقم إسعاف الجمعية.
وبين الفينة والأخرى، يفرج الاحتلال عن أعداد من المواطنين الذين اعتقلتهم منذ بدء الإبادة. وكانت سلطات الاحتلال قد أفرجت يوم أمس الاثنين عن 11 معتقلا من قطاع غزة.
19 شهراً على الإبادة
وفي تقرير صدر مؤخرا، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير: «لم تترك منظومة السجون بحسب إفادات لمجموعة من المعتقلين، أي أداة في سبيل سلبهم إنسانيتهم، ومحاولة كسرهم نفسياً، ومع مرور 19 شهراً على الإبادة، فإن الأوضاع وظروف الاعتقال لا تزال كما هي وفي المستوى نفسه، بل إنها تتفاقم، إذ يشكل عامل الزمن عاملا حاسماً في مصير المعتقلين، مع استمرار هذا التوحش في المستوى نفسه».
يذكر أن عدد معتقلي غزة الذين اعترفت بهم منظومة السجون حتى بداية إبريل 2025، (1747) معتقلا، وهذا العدد لا يتضمن المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس تعلن بدء مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة "بدون شروط مسبقة"، والجيش الإسرائيلي يبدأ "هجومه الواسع" في غزة
حماس تعلن بدء مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة "بدون شروط مسبقة"، والجيش الإسرائيلي يبدأ "هجومه الواسع" في غزة

الوسط

timeمنذ 4 أيام

  • الوسط

حماس تعلن بدء مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة "بدون شروط مسبقة"، والجيش الإسرائيلي يبدأ "هجومه الواسع" في غزة

EPA-EFE/Shutterstock أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عمليته الواسعة في غزة التي سمّاها "عملية عربات جدعون" للسيطرة على مناطق استراتيجية في القطاع، بحسب منشور للجيش باللغة العبرية على منصة إكس. وأضاف المنشور أنه "ضرب أكثر من 150 هدفاً إرهابياً في غزة خلال 24 ساعة". وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قالت إن 153 قتيلاً و 459 مصاباً وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة،. وأضافت أنه منذ منتصف ليل السبت قُتل نحو "60 فلسطينيا وأُصيب أكثر من 130 آخرين". وقال مدير المستشفى الإندونيسي في شمال غزة مروان السلطان "منذ الـ12 منتصف الليل استقبلنا 58 شهيداً و133 إصابة، الوضع صعب، الوضع معقد". واستهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة تُؤوي نازحين في ساحة مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، لتوقع عدداً من الإصابات بينهم أطفال ونساء. وأصدر الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أوامر لسكان القطاع بالتحرك جنوباً، بعد قصف عنيف شمل بيت لاهيا ومخيم جباليا، كما رصد سكان خان يونس جنوب القطاع الدبابات الإسرائيلية تتقدم صوبهم. و منذ الخميس – اليوم الأخير لجولة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط - أدّت الغارات الإسرائيلية على غزة إلى مقتل حوالي 300 فلسطيني بحسب ما أعلن الدفاع المدني و وزارة الصحة في غزة، ليرتفع عدد إجمالي القتلى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 53.000 شخص. مفاوضات غير مشروطة يأتي هذا فيما أعلن مسؤول في حركة حماس، السبت، بدء مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة "بدون شروط مسبقة" بوساطة مصرية قطرية. وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة قد بدأت اليوم بالفعل بالدوحة بدون شروط مسبقة". وأوضح أن "المفاوضات ستكون مفتوحة حول كل القضايا بدون أي تحفظ أو شروط مسبقة". وأضاف النونو أن حماس "سوف تعرض وجهة نظرها حول كل القضايا خصوصا المتعلق بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي وتبادل الأسرى". وكشف قيادي أخر في حماس يقيم في غزة، طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية، إن هذه الجولة من المفاوضات "لا تستند إلى أي مقترحات سابقة ولا أي مقترح إسرائيلي ومن دون شروط مسبقة سواء إسرائيلية أو من المقاومة". ولم يستبعد القيادي إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف النار "إذا كان لدى إسرائيل إرادة سياسية للحل ولم تعطل"، مشددا على أن الاتفاق "بحاجة إلى ضغط كاف من الجانب الأمريكي ومن الوسطاء (في مصر وقطر)". وقال "مازال من المبكر الحديث عن تفاؤل لتحقيق تقدم". بينما أكد مصدر فلسطيني مطلع أنه "لا توجد في هذه المفاوضات أي ورقة أو مقترح محدد، بما في ذلك ورقة (من المبعوث الأمريكي ستيف) ويتكوف" في إشارة ضمنية إلى أن المفاوضات تبدأ من نقطة الصفر. وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد قالت مؤخراً إن العملية الواسعة ستبدأ بعد أن ينهي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته للشرق الأوسط. الأمم المتحدة حذرت من أن المجاعة تلوح في الأفق في غزة، بعد أن منعت إسرائيل تسليم المساعدات إلى القطاع منذ 77 يوماً. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن "الحصار الغذائي المتعمد أدى إلى تفشي المجاعة في جميع مناطق قطاع غزة، وارتفاع أعداد الضحايا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 57 حالة وفاة موثقة، معظمهم من الأطفال، فضلاً عن ازدياد معدلات الوفاة نتيجة الأمراض المرتبطة بانعدام الغذاء ونقص المواد الأساسية، واختفاء عشرات الأصناف من الطعام من الأسواق والمراكز الإغاثية".

المقابر الجماعية في سوريا: "سنحتاج سنوات لتحديد هوية الضحايا"
المقابر الجماعية في سوريا: "سنحتاج سنوات لتحديد هوية الضحايا"

الوسط

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الوسط

المقابر الجماعية في سوريا: "سنحتاج سنوات لتحديد هوية الضحايا"

BBC قُتل مئات الآلاف من السوريين خلال 13 عاماً من الحرب الأهلية "هذه الرفات من مقبرة جماعية مختلطة"، هكذا يقول الدكتور أنس الحوراني. يقف رئيس مركز تحديد الهوية السوري، الذي افتُتح حديثاً، بجوار طاولتين مغطاتين برفات بشري من عظام الفخذ. فوق كل طاولة توجد 32 عظمة فخذ بشرية. وقد رُتبت ورُقمت بدقة. الفرز هو المهمة الأولى لهذه الحلقة الجديدة، في السلسلة الطويلة من الإجراءات الرامية إلى تقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة في سوريا. تعني "المقبرة الجماعية المختلطة" أن الجثث رُميت واحدة فوق الأخرى. من المرجح أن هذه العظام تعود إلى أشخاص ضمن مئات الآلاف، الذين يُعتقد أنهم قُتلوا على يد نظامي الرئيس السابق بشار الأسد ووالده حافظ، اللذين حكما سوريا لأكثر من خمسة عقود. إذا كان الأمر كذلك، يقول الدكتور الحوراني، فإنهم من بين الضحايا الأحدث عهداً: لقد ماتوا منذ ما لا يزيد عن عام. الدكتور الحوراني طبيب أسنان شرعي: يقول إن الأسنان يمكن أن تخبرك بالكثير عن الجثة، على الأقل عندما يتعلق الأمر بتحديد هوية الشخص. ولكن مع عظم الفخذ، يمكن لعمال المختبر في الطابق السفلي من هذا المبنى المكتبي في دمشق بدء المهمة: يمكنهم معرفة الطول والجنس والعمر، ونوع العمل الذي كان يمارسه أصحاب تلك الرفات، وقد يتمكنون أيضاً من معرفة ما إذا كان الضحية قد تعرض للتعذيب. المعيار الرئيسي في تحديد الهوية هو بالطبع تحليل الحمض النووي. لكنه يقول إنه لا يوجد سوى مركز واحد لفحص الحمض النووي في سوريا. "قد دُمرت العديد من هذه المراكز خلال الحرب في البلاد. وبسبب العقوبات، فإن الكثير من المواد الكيميائية الأولية التي نحتاجها لإجراء الاختبارات غير متوفرة حالياً". كما أُبلغوا بأن "أجزاء من الأجهزة (اللازمة لإجراء ذلك التحليل) قد تُستخدم في الطيران، وبالتالي لأغراض عسكرية". بمعنى آخر، قد تُعتبر "مزدوجة الاستخدام"، وبالتالي يُحظر تصديرها إلى سوريا من قِبل العديد من الدول الغربية. يُضاف إلى ذلك التكلفة: 250 دولاراً أمريكياً لإجراء اختبار واحد. ويقول الدكتور الحوراني: "في مقبرة جماعية مختلطة، يتعين إجراء حوالي 20 اختباراً لجمع كل أجزاء جسد واحد". يعتمد المختبر كلياً على تمويل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتقول الحكومة الانتقالية في سوريا إن "العدالة الانتقالية" من أولوياتها. وقال العديد من السوريين الذين فقدوا أقاربهم، ولم يعثروا على جثثهم، لبي بي سي إنهم ما زالوا غير راضين ومحبطين: إنهم يريدون رؤية المزيد من الجهود من قِبل الثوريين الذين أطاحوا أخيراً بحكم بشار الأسد، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد 14 عاماً من الحرب. خلال تلك السنوات الطويلة من الحرب، قُتل مئات الآلاف، وشُرّد الملايين. ووفقاً لبعض التقديرات، اختفى قسراً أكثر من 130 ألف شخص. بالوتيرة الحالية، قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتحديد هوية ضحية واحدة فقط من مقبرة جماعية مختلطة. يقول الدكتور الحوراني: "هذا عمل يستغرق سنوات طويلة". جثث "مشوّهة ومعذّبة" إحدى عشرة مقبرة من تلك "المقابر الجماعية المختلطة" متناثرة حول قمة تل قاحل خارج دمشق. بي بي سي هي أول وسيلة إعلام دولية ترى هذا الموقع. القبور ظاهرةٌ للعيان الآن. خلال السنوات التي انقضت منذ حفرها، كان سطحها قد انضحل في الأرض الجافة الصخرية. يرافقنا حسين علوي المنفي، أو "أبو علي"، كما يُطلق على نفسه. كان أبو علي سائقاً يعمل مع الجيش السوري. يقول: " كانت حمولتي عبارة عن جثث بشرية". BBC يعتقد أبو علي أنه نقل شاحنات محملة بجثث مدنيين في ظل نظام الأسد تمّ العثور على هذا الرجل - أبو علي - بفضل العمل الاستقصائي الدؤوب لمعاذ مصطفى، المدير التنفيذي السوري الأمريكي لقوة الطوارئ السورية، وهي مجموعة من النشطاء مقرها الولايات المتحدة. لقد أقنع مصطفى، أبو علي، بالانضمام إلينا، ليشهد على ما يسميه معاذ "أسوأ جرائم القرن الحادي والعشرين". نقل أبو علي شاحنات محملة بجثث إلى مواقع متعددة، لأكثر من عشر سنوات. في هذا الموقع كان يأتي، في المتوسط، مرتين أسبوعياً لمدة عامين تقريباً في بداية المظاهرات، ثم الحرب، بين عامي 2011 و2013 . كان الإجراء دائماً هو نفسه. كان يتوجه إلى منشأة عسكرية أو أمنية. يقول: "كان لديّ مقطورة بطول 16 متراً. لم تكن تمتلئ دائماً بالكامل. لكنني كنتُ أحمل، على ما أظن، ما معدله 150 إلى 200 جثة في كل حمولة". يقول إنه مقتنعٌ بأن حمولته كانت لمدنيين. "كانت جثثهم مشوّهة ومعذّبة". لم يكن بإمكانه تمييز هوياتهم إلا بأرقام مكتوبة على الجثث، أو مُلصقة على الصدر أو الجبهة. هذه الأرقام تُشير إلى مكان وفاتهم. فقال إن هناك الكثير من الجثث جاءت من "الفرع 215" - وهو مركز اعتقال "سيء السمعة" تابع للمخابرات العسكرية في دمشق يُعرف بهذا الاسم، وهو مكان سنعود إليه لاحقاً في هذا التقرير. لم تكن مقطورة أبو علي مزودة برافعة هيدروليكية لقلب حمولته وتفريغها. عندما كان يتراجع إلى الخلف باتجاه الحفرة، كان الجنود يسحبون الجثث إلى الحفرة واحدة تلو الأخرى. ثم تقوم جرافة صغيرة بـ"تسويتها وضغطها وردم القبر". وصل إلى موقعنا ثلاثة رجال ذوي وجوهٍ شاحبة من قرية مجاورة. يؤكدون قصة الزيارات المنتظمة للشاحنات العسكرية إلى هذه البقعة النائية. أما الرجل الذي يقود السيارة: كيف له أن يفعل هذا أسبوعاً تلو الآخر، عاماً تلو الآخر؟ ماذا كان يقول لنفسه كلما صعد إلى مقصورة سيارته؟ يقول أبو علي إنه تعلّم أن يكون "خادماً صامتاً" للدولة. "بينما كان الجنود يلقون بالجثث في الحفر، كنت أبتعد وأنظر إلى النجوم، أو أنظر نحو دمشق". "كسروا ذراعيه وضربوه على ظهره" دمشق - المكان الذي عادت إليه السورية ملك عودة مؤخراً، بعد سنوات قضتها لاجئة في تركيا. ربما تكون سوريا قد تحررت من قبضة عائلة الأسد، لكن لا يزال هناك حكم بالسجن المؤبد بحق ملك. على مدى الثلاثة عشر عاماً الماضية، ظلت حبيسة روتين يومي من الألم والشوق. في عام 2012، بعد عام من تجرؤ بعض السوريين على الاحتجاج ضد الأسد، اختفى ابناها. BBC اختفى ابنا ملك عودة في ظل حكم الأسد كان محمد لا يزال مراهقاً عندما جُنّد في جيش الأسد، مع انتشار المظاهرات وإشعال النظام لحملات قمع تحولت لحرب شاملة. تقول والدته إنه كان يكره ما يراه. بدأ محمد بالفرار من الجيش، حتى أنه شارك في المظاهرات بنفسه. لكن تم تعقّبه. تقول والدته: "كسروا ذراعيه وضربوه على ظهره. قضى ثلاثة أيام فاقداً للوعي في المستشفى". تغيب محمد عن الجيش بدون إذن مرة أخرى. تقول ملك: "أبلغت عن اختفائه، لكنني أنا التي كنت أخفيه". في مايو/ أيار 2012، نفد حظ محمد، البالغ حينها من العمر 19 عاماً. أُلقي القبض عليه مع مجموعة من أصدقائه، وأُطلق عليهم النار. تقول ملك إنه لم يكن هناك أي إخطار رسمي. لكنها لطالما توقعت أنه قد قُتل. بعد ستة أشهر، اقتاد الضباط ماهر، شقيق محمد الأصغر، من المدرسة. كان هذا ثاني اعتقال لماهر. شارك في الاحتجاجات عام 2011، وعمره 14 عاماً. أدى ذلك إلى اعتقاله الأول. عندما أُطلق سراحه بعد شهر، كان يرتدي ملابسه الداخلية، وجسده مغطى، كما تقول والدته، بحروق سجائر وجروح وقمل. "كان مرتعباً". تعتقد ملك أن ماهر اختفى من المدرسة عام 2012، لأن السلطات اكتشفت أنها كانت تخفي شقيقه الأكبر. الآن، ولأول مرة منذ 13 عاماً، تعود ملك إلى تلك المدرسة، متلهفة لمعرفة ما حدث لماهر. أخرج مدير المدرسة الجديد دفترين أحمرين ممزقين. تتبعت ملك صفوف الأسماء بإصبعها، ثم وجدت اسم ابنها. في ديسمبر/ كانون الأول 2012، ورد في السجل بشكل قاطع: طُرد ماهر من المدرسة لتغيبه عن الدروس لمدة أسبوعين. لا يوجد تفسيرٌ لإخفاء الدولة له. مع ذلك، ثمة أمرٌ آخر: عُثر على ملفٍّ يحتوي على سجلات ماهر المدرسية. غلافه مُزيّن بصورةٍ لبشار الأسد، وهو ينظر إلى الأفق البعيد بتأمل. التقطت ملك قلماً من على مكتب مدير المدرسة وخربشت فوق الصورة. لو فعلت هذا التصرف قبل ستة أشهر من الآن، لكاد أن يودي بحياتها. لسنوات، لم يكن لدى ملك أي أثر لماهر تتشبث به، سوى رجلين يقولان إنهما شاهدا ماهر في "الفرع 2015" – وهذا هو مركز الاعتقال العسكري نفسه، الذي خرج منه هذا العدد الكبير من الجثث لينقلها أبو علي في شاحنته. حكى أحد الرجلين لملك أن ابنها أخبره شيئاً عن والديه؛ تقول أمه إن ماهر وحده من كان يعلم ذلك الشيء. إنه هو بالتأكيد. "لقد طلب من هذا الرجل أن يخبرني أنه بخير". تنهدت ملك وانهمرت دموعها، ووضعت منديلاً ممزقاً على عينيها. بالنسبة لملك، كغيرها من السوريين، لم يكن سقوط الأسد مجرد يوم فرح، بل يوم أمل. "كنت أعتقد بنسبة 90 في المئة أن ماهر سيخرج من السجن. كنت أنتظره". لكنها لم تتمكن حتى من العثور على اسم ابنها في قوائم السجناء. وهكذا يستمر نبض الألم يسري في جسدها. "أشعر بالضياع والارتباك"، كما تقول. لقد قُتل شقيقها الأصغر، محمود، بنيران دبابة أطلقت النار على المدنيين عام 2013. لكن "على الأقل عثروا على جثته وشُيّعت في جنازة".

وسط جهود الوساطة المستمرة في غزة.. قصف إسرائيلي عنيف يوقع العشرات بين قتيل وجريح
وسط جهود الوساطة المستمرة في غزة.. قصف إسرائيلي عنيف يوقع العشرات بين قتيل وجريح

عين ليبيا

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • عين ليبيا

وسط جهود الوساطة المستمرة في غزة.. قصف إسرائيلي عنيف يوقع العشرات بين قتيل وجريح

شهد قطاع غزة فجر اليوم سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 26 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة عشرات آخرين، في ظل استمرار التصعيد العسكري، وتنوعت الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق عدة في القطاع، مما أوقع مزيدًا من الضحايا في صفوف المدنيين. ففي شمال القطاع، أسفر قصف استهدف منزلًا في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا عن مقتل ثلاثة أشخاص. كما استهدفت غارة أخرى مدرسة الكرامة في حي التفاح شرق مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 16 شخصًا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى. وفي وسط القطاع، قتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفلة، جراء قصف استهدف مخيم المناصرة شرقي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح. كما أسفر قصف استهدف محيط سوق الجمعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة عن مقتل امرأة واحدة وإصابة آخرين. أما جنوب القطاع، في مدينة خان يونس، لقي ثمانية أشخاص مصرعهم، بينهم طفلة، نتيجة قصف طال منزلًا لعائلة القدرة وسط المدينة. وأُبلغ عن وجود مصابين ومفقودين تحت الأنقاض. كما تم الإعلان عن مقتل شخصين في قصف استهدف منزلًا لعائلة 'أبو شاب' في منطقة الزنة شرق خان يونس. في حين أسفر قصف آخر في بلدة بني سهيلا شرقي المدينة عن مقتل شخصين وإصابة آخرين. بدورها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023 قد ارتفعت إلى 52,615 قتيلًا و118,752 مصابًا، وأكدت الوزارة أن الوضع الإنساني في القطاع يزداد سوءًا بسبب الإغلاق المستمر للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة ويزيد من وفيات الأطفال جراء سوء التغذية. وحذرت المشافي والمنظمات الأممية العاملة في غزة من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، مشيرة إلى مخاطر كارثة إنسانية وشيكة. ووسط التصعيد المستمر، دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة المدنيين في غزة وتوفير المساعدات الإنسانية الأساسية. وفي سياق التصعيد العسكري المستمر، أعلنت كتائب 'القسام' عن تنفيذ كمين استهدف قوة عسكرية إسرائيلية في شارع العودة شرق منطقة الفراحين شرقي مدينة خان يونس. وفقًا للبيان الصادر عن الكتائب، تم تفجير حقل ألغام في القوة الإسرائيلية المؤللة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود. بعد تنفيذ الكمين، تم استهداف الموقع بقذائف هاون، بينما سحب الجيش الإسرائيلي آلية عسكرية مدمرة ونفذ الطيران المروحي عملية إخلاء للمصابين. هذا الهجوم يأتي بعد يومين من إعلان الكتائب عن تنفيذ كمين مركب استهدف قوة هندسية إسرائيلية راجلة في قطاع غزة، حيث أسفرت الهجمات عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين. مصر وقطر تؤكدان استمرار الوساطة لإنهاء 'أزمة غزة' أكدت كل من مصر وقطر، اليوم الأربعاء، استمرار جهودهما المشتركة في إطار الوساطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرتين إلى أن هذه الجهود تتسم بالتواصل المستمر والمتسق. وقالت الدولتان في بيان مشترك إنهما تعملان وفق رؤية موحدة تهدف إلى إنهاء الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها قطاع غزة، والتخفيف من معاناة المدنيين عبر إيجاد الظروف المناسبة لإرساء تهدئة شاملة. وأضاف البيان أن مصر وقطر ستواصلان العمل المشترك من أجل وقف التصعيد، مؤكدتين أن محاولات بث الفرقة أو التصعيد الإعلامي لن تؤثر على الجهود المبذولة في هذا الإطار. كما شدد البيان على أن الدولتين لن تنجرا إلى حسابات جانبية أو سياقات داخلية قد تعرقل مصلحة الشعب الفلسطيني، وأن التزامهما الكامل يتمحور حول رفع المعاناة الإنسانية في غزة، والعمل على تحقيق تهدئة مستدامة وحل دائم للأزمة. وتابع البيان تأكيد الدولتين على أنهما تنسقان عن كثب مع الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق اتفاق يضمن حماية المدنيين، ويضع حدًا للمأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع. استطلاع للرأي: 49% من سكان غزة يريدون مغادرة القطاع أظهر استطلاع للرأي نشر، الثلاثاء، أن نحو نصف سكان قطاع غزة مستعدون للتقدم بطلب إلى إسرائيل لمساعدتهم في مغادرة القطاع إلى دول أخرى، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك. استند الاستطلاع، الذي أجراه 'المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية'، إلى آراء المواطنين في غزة والضفة الغربية خلال الفترة من 1 إلى 4 مايو، أي بعد نحو ستة أسابيع من استئناف القوات الإسرائيلية لعملياتها العسكرية في غزة عقب انهيار هدنة قصيرة. وأوضح المركز، الذي يقع مقره في رام الله، أن 49% من المشاركين في الاستطلاع أبدوا استعدادهم للتقدم بطلب إلى إسرائيل للسماح لهم بمغادرة غزة عبر الموانئ والمطارات الإسرائيلية. في المقابل، أفاد 50% من المشاركين أنهم غير مستعدين لذلك. كما كشف الاستطلاع أن 48% من سكان غزة يؤيدون المظاهرات المناهضة لحركة حماس التي اندلعت في عدة مناطق بالقطاع، وهي نسبة أعلى بكثير مقارنة بسكان الضفة الغربية، حيث أعرب 14% فقط عن تأييدهم لهذه الاحتجاجات. يُذكر أن مسؤولين إسرائيليين كانوا قد أشاروا سابقًا إلى استعدادهم لمساعدة سكان غزة الذين يرغبون في مغادرة القطاع، إلا أن محاولاتهم لإقناع دول أخرى بقبول هؤلاء السكان لم تحقق أي تقدم يذكر حتى الآن. بعض الوزراء الإسرائيليين عبروا عن رغبتهم في رؤية سكان غزة يغادرون القطاع كجزء من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي اقترحت تحويل غزة إلى منتجع ساحلي تحت إشراف أميركي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store