logo
سورية «الانتقالية» بين أميركا و«إسرائيل» وتركيا… إلى أين؟

سورية «الانتقالية» بين أميركا و«إسرائيل» وتركيا… إلى أين؟

البناء١٧-٠٣-٢٠٢٥

اسمها الرسمي الجمهورية العربية السورية. لكن اسمها الواقعي أصبح جمهورية سورية «الانتقالية». الى أين ستنتقل سورية، أو بالأحرى الى أين تنوي أميركا و«إسرائيل» وتركيا الانتقال بها؟
لا جواب جاهزاً في الوقت الحاضر لأنّ أحداً لا يعرف إلى متى ستبقى مرحلة الانتقال وكيف ستكون سورية شكلاً ومضموناً في المستقبل المنظور أو البعيد. مع ذلك، بإمكان المراقب أن يلاحظ واقع سورية في حاضرها المضطرب. ولعلّ أفضل مقاربة لفهم ما جرى ويجري فيها محاولةُ معرفة ما تعدّه لها كلٌ من واشنطن وتل أبيب وأنقرة.
للولايات المتحدة ثلاث قواعد عسكريّة في سورية منذ سنوات عدّة بدعوى محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي كان نجح لفترة في إقامة «دولة إسلامية» في الموصل بشمال العراق ومحافظة الرقة في شمال شرق سورية. القاعدة الأكبر في التنف على مثلث الحدود بين سورية والعراق والأردن، وهي تتحكّم بالطريق الرئيسيّة بين بلدة البوكمال السورية وبلدة القائم العراقية. القاعدة الثانية في محافظة دير الزور، حيث آبار النفط السورية. الثالثة في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية حيث آبار النفط أيضاً والسكان الكرد السوريون. مع تفاقم الاضطرابات السياسية والإثنية في عهد بشار الأسد، ساندت أميركا المتمرّدين الكرد الذين حملوا اسم «قسد» (قوات سورية الديمقراطية) ومدّتهم بالسلاح والمال الناتج من عائدات آبار النفط أيضاً. هذا في الماضي، أما في الحاضر فإنّ واشنطن تبحث عن صيغة تسمح للكرد السوريين بالمحافظة على «الحكم الذاتي» الذي يمارسونه بيسرٍ في شمال شرق سورية شريطة ألاّ يشكّل استفزازاً لتركيا التي تعتبر «قسد» منظمة إرهابية متعاونة مع حزب العمال الكردستاني التركي المحظور.
«إسرائيل» تحتلّ نحو 400 كيلومتر مربع من محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سورية، وتسيطر على حوض نهر اليرموك وعلى قمة جبل الشيخ المشرف على دمشق شرقاً وعلى سهل البقاع اللبناني غرباً، كما على بضع قرى غالبية سكانها من الموحّدين الدروز السوريين في سفوح الجبل وهضبة الجولان. اللافت والخطير أنّ «إسرائيل» بدأت بتفيذ عمليتين متوازيتين: إقامة مواقع عسكرية في نقاط استراتيجية داخل المنطقة السورية المحتلة، وإقامة صلات وعلاقات مع سكان القرى الدرزيّة في الجنوب السوري والإعلان بأنها حريصة على حمايتهم من جهة، والإيحاء من جهة أخرى بأنها تعمل لإقامة دولة درزية في جبل العرب (محافظة السويداء) مع إمكانيّة امتدادها لضمّ دروز لبنان أيضاً.
تركيا يهمّها بالدرجة الأولى منع الكرد من إقامة كيان انفصاليّ في جنوبي شرق أراضيها وشمال شرق سورية. ويبدو أنها، من خلال حمايتها وربما وصايتها على نظام الحكم الانتقاليّ في دمشق، عازمة أيضاً على إقامة قواعد عسكريّة لها في شمال البلاد.
وسط تدخّلات هذه الدول الثلاث القويّة النافذة، يحاول الحكم الانتقاليّ في دمشق بقيادة أحمد الشرع تثبيت قواعد سيطرته على مناطق البلاد المتشرذمة. وقد أربكته كثيراً حوادث المجازر الرهيبة التي استهدفت العلويين في محافظتي اللاذقية وطرطوس وعمليات الحرق المتمادية للمزارع والأحراج في أريافها. وفي حمأة هذه الاضطرابات الدمويّة العنيفة توصّل الحكم الانتقالي في دمشق الى توقيع اتفاق تهدئة وتعاون مع كلٍّ من تنظيم «قسد» الكردي ومع مجموعة من وجهاء محافظة السويداء، ثم ما لبث أن أصدر بلسان أحمد الشرع «الإعلان الدستوري» للمرحلة الانتقالية الذي يؤسّس لحكم مطلق يتحكّم بجميع السلطات مع استمراره لمدة خمسة اعوام على الأقلّ.
«الإعلان الدستوري» قوبل بردود فعل غاضبة ورافضة. أوّلها من «مجلس سورية الديمقراطية»، الذراع السياسيّة لـِ «قسد»، الذي اعتبر الدستور السوري للمرحلة الانتقالية «غير شرعيّ ولا يتوافق مع الاتفاقية الموقعة بين أحمد الشرع وقائد «قسد» مظلوم عبدي»، وانّ «إبراز الشريعة الإسلامية في إدارة الدولة يأخذ البلاد نحو الفوضى».
في الجنوب السوريّ، رفض أحد مشايخ العقل الثلاثة للموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري التعاون مع الإدارة السورية الجديدة ووصف حكومتها بأنها «متطرفة ومطلوبة دولياً»، وقال: «نأسف على أبناء السويداء الذين يبيعون دماء وكرامة أهلنا في الساحل» في إشارةٍ الى الاتفاق الذي جرى بين وجهاء من السويداء والإدارة السورية الجديدة بعد أيام من توقيعها اتفاقية مع «قسد» لدمجها بقوات الجيش الذي يعتزم الحكم الانتقالي في دمشق بناءه خلال الأشهر التسعة المقبلة.
من مجمل هذه الواقعات والمعطيات والتطوّرات يمكن استخلاص النقاط السياسيّة الآتية:
*ما زال الاضطراب السياسيّ والطائفيّ هو السمة الغالبة في حاضر سورية الانتقالية.
*إنّ عملية توحيد جغرافية سورية سياسياً وإدارياً التي يقوم بها الحكم الانتقالي في دمشق ما زالت محدودة جداً.
*تبدو الولايات المتحدة الراعية الأولى للحكم الانتقالي في دمشق والعاملة بجهد للتوفيق بينه وبين تركيا وأغراضها السياسية والعسكرية في سورية.
*لم يستطع الحكم الانتقالي في دمشق حتى الآن احتواء الكرد السوريين في شمال شرق البلاد ودمج تنظيماتهم في مؤسسات النظام في دمشق.
*ترتاب أنقرة بما تحاول واشنطن إرساءه سياسياً وعسكرياً في شمال شرق سورية حيث الكرد و«قسد»، ولذلك تسعى الى إقامة قواعد عسكريّة في شمال البلاد.
*تبدو «إسرائيل» ناشطة في احتلال المزيد من الأراضي السورية من جهة، ومن جهة أخرى حريصة على تعزيز التباعد بين مختلف طوائف البلاد، وتنفيرها جميعاً من الحكم الانتقاليّ في دمشق.
*لا معارضة موحّدة أو ناشطة في سورية في الوقت الحاضر، وإنّ ما يواجه الحكم الانتقالي من عمليات ميدانية في بعض المحافظات وأريافها هو مجرد ردود فعل محلية لا رابط سياسياً بينها.
*يبدو مستبعداً استعادة صيغة الحكم المركزي الى سورية في قابل الأيام، في حين تبدو اللامركزية الإدارية الموسّعة هي الصيغة الملائمة لإبعاد الصيغة الفدرالية عن البلاد.
*لا تدخلات مؤثّرة من جانب أيّ دولة عربية أو أوروبية في سورية في الوقت الحاضر بل ثمة تسليم بالدور الأميركي الناشط بلا أدنى منافسة.
*لعلّ أدقّ توصيف لحال سورية في الوقت الحاضر هو أنّها كيان مضطرب سياسياً وأمنياً تحكمه ذاتياً قوى داخل ثلاث طوائف متنفذة في محافظات دمشق والسويداء والحسكة.
إلى أن تستيقظ وتتوحّد القوى الوطنية النهضوية العابرة للطوائف والإثنيات والقبائل، يبقى المستقبل في سورية مفتوحاً على شتى الاحتمالات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريا بإيقاع أميركي سريع: محاصرة حزب الله ومنع تسليحه
سوريا بإيقاع أميركي سريع: محاصرة حزب الله ومنع تسليحه

المدن

timeمنذ 5 ساعات

  • المدن

سوريا بإيقاع أميركي سريع: محاصرة حزب الله ومنع تسليحه

على إيقاع سريع تتطور الخطوات السورية يومياً. لم تكن الزيارة غير المعلنة التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تركيا ولقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن ثم لقائه بالسفير الأميركي في أنقرة، وهو نفسه المبعوث الأميركي إلى سوريا، إلا مؤشراً واضحاً على الوتيرة السريعة التي تنتهجها دمشق، لا سيما باتجاه تحسين العلاقة مع أميركا والغرب، وتعزيزها مع السعودية من جهة وتركيا من جهة أخرى. مع ما سيكون لذلك من انعكاسات على سلطة الدولة السورية على كامل أراضيها، خصوصاً في شمال شرق سوريا، أي مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية". "مسار السلام" جزء مما جرى بحثه في تركيا هو تعزيز التعاون التركي السوري، ودخول تركيا بقوى عسكرية واضحة إلى مناطق الوسط السوري، بناء على تفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب. وهذا أحد أهداف تركيا الاستراتيجية المؤجلة منذ سنوات طويلة. إذ لم تنجح كل محاولات تركيا في السابق للدخول إلى سوريا، كي تحلّ القوات التركية مكان القوات الأميركية. ففي ذلك هدف تركي استراتيجي يتصل بحسابات أنقرة ضد الأكراد. هذه الوتيرة السورية السريعة، والتي تدفع مسؤولين أميركيين إلى توجيه النصائح للمسؤولين اللبنانيين بوجوب سلوك الطريق التي يسلكها الرئيس أحمد الشرع، تؤشر إلى الوجهة التي انطلقت باتجاهها السكة وهي "مسار السلام"، وفق توصيف الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والتي ينتظر لبنان زيارتها مع ما ستحمله من طروحات جديدة. وفي هذا السياق، تشير مصادر متابعة إلى أن الموفدة الأميركية ستشير بوضوح إلى أنه لا بد للبنان من تسريع خطواته باتجاه سحب السلاح. وهذه المرة ستضع مهلة زمنية لذلك، لانه لا يمكن التخلف عن المسار الذي سلكته تطورات الأوضاع في المنطقة، وإلا فإن لبنان سيكون خارج كل الاتفاقات والاستثمارات، ولن يكون قادراً على الاستفادة منها. كما تتحدث مصادر متابعة عن إصرار أميركي على إعادة طرح فكرة "السلام". رسائل وتهديدات ستكون الرسائل الأميركية واضحة بأنه في حال لم يتقدم لبنان سريعاً في الخطوات المطلوبة منه، فإن التهديدات الإسرائيلية ستتزايد والضربات قد تتكثف. كما أن لبنان سيواجه ضغوطاً كبيرة بما يتصل في التجديد لقوات الطوارئ الدولية، اليونيفيل، لا سيما أن الإسرائيليين يخوضون معركة أساسية لتوسيع صلاحيات اليونيفيل، ومنحها حق استخدام القوة للتصدي لأي محاولة تسلح يقوم بها حزب الله. وفي حال لم تنجح هذه المساعي الإسرائيلية، فإن الضغوط ستنتقل إلى مرحلة أخرى، عنوانها عدم التجديد لهذه القوات أو التجديد لها لفترة زمنية قصيرة الأمد. وتكون هذه الفترة مرتبطة بالعمل على إنتاج تصور واضح لكيفية سحب سلاح حزب الله بالكامل. من الواضح أن هذه الضغوط ستتزايد، في وقت لا يزال لبنان يبحث عن اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وعن إنجاح عقد مؤتمر للجهات المانحة يكون مخصصاً لإعادة الإعمار. الموعد المفترض لهذا المؤتمر هو شهر أيلول المقبل. علماً أن تاريخ التجديد لولاية اليونيفيل هو الحادي والثلاثين من شهر آب، ولا بد للاستحقاقين أن يرتبطا ببعضهما البعض. إذ في حال لم يتم الوصول إلى صيغة ملائمة للقوى الدولية، وللأميركيين بالتحديد، فإن ضغوطاً ستحصل لتأخير عقد مؤتمر إعادة الإعمار. السلاح.. عنوان أول لا يزال العنوان الأساسي في هذه المرحلة يتركز على السلاح وضرورة سحبه، بالإضافة إلى منع تهريبه إلى لبنان، لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية، ذلك لا ينفصل عن الضغوط المتصلة بتجفيف كل المنابع المالية للحزب. في هذا السياق، يبرز دور سوري واضح، من خلال الإعلان اليومي عن توقيف شبكات متهمة بتهريب المخدرات أو الأموال أو البضائع إلى لبنان، بالإضافة إلى تنفيذ مداهمات لتهريب الأسلحة إلى لبنان. وهنا تكشف مصادر متابعة، أن القوات السورية عملت يوم الأحد على تنفيذ مداهمتين لمنع تهريب أسلحة إلى لبنان عبر شاحنات محملة بالخضار. ووفق المعلومات، فإن هذه الشاحنات كانت تحتوي على صواريخ كورنيت. في الفترة الماضية لجأت إسرائيل إلى تنفيذ غارات ادعت أنها تستهدف شاحنات على الحدود اللبنانية السورية أو داخل الأراضي السورية، كانت محملة بالأسلحة ويتم العمل على تهريبها إلى لبنان. اليوم وفي ظل هذا النشاط الذي تقوم به القوات السورية لمنع عمليات التهريب، لا بد أن يكون له أثره على مستوى العلاقات السورية مع القوى الدولية، ولا سيما مع الأميركيين.

"نيويورك تايمز": خطط "إسرائيل" في سوريا تجمدت بعد لقاء ترامب والشرع في الرياض
"نيويورك تايمز": خطط "إسرائيل" في سوريا تجمدت بعد لقاء ترامب والشرع في الرياض

الديار

timeمنذ 6 ساعات

  • الديار

"نيويورك تايمز": خطط "إسرائيل" في سوريا تجمدت بعد لقاء ترامب والشرع في الرياض

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "خطط إسرائيل في سوريا تجمدت بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض". وكان قد وصف نائب السفير السوري في الأمم المتحدة، رياض خضور، أمام مجلس الأمن اجتماع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الرياض مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأنه "أسس لإعادة الإعمار في البلاد". وأكد رياض خضور، أن قرار "دونالد ترامب برفع العقوبات الذي تحقق في الرياض يعد قراراً شجاعاً وإيجابياً، إذ يعد رفع العقوبات تحولا نوعيا ويسرع عملية التعافي والإعمار". في حين أشاد مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا توماس باراك بـ"الخطوات الجادة التي اتخذتها الإدارة السورية فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب، وكذلك العلاقات مع إسرائيل، ما يشير إلى تطورات لافتة بدأت ملامحها تتضح شيئاً فشيئاً عقب لقاء دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع في الرياض خلال جولة خليجية".

"مخاطر" كثيرة.. ما هي نتيجة استمرار عدوان إسرائيل على سوريا؟
"مخاطر" كثيرة.. ما هي نتيجة استمرار عدوان إسرائيل على سوريا؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 8 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

"مخاطر" كثيرة.. ما هي نتيجة استمرار عدوان إسرائيل على سوريا؟

نشرت القناة الـ12 الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ العدوان الاسرائيلي على سوريا ما زال يثير تباينات داخلية في إسرائيل، بعيداً عن مزاعم الدفاع عن الدروز من خلال شنّ ضربات عسكرية واسعة النطاق في سوريا. واعتبر التقرير أنَّ السياسة العدوانية قد تُصنّف الدروز في الواقع على أنهم "متعاونون" بنظر أشقائهم السوريين، بل تزيد من خطر الصراع المباشر مع سوريا وتركيا. وقالت كارميت فالنسي مسؤولة الملف السوري في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إنَّ "اشتباكات عنيفة وقعت مؤخرا بين الدروز وقوات الأمن السورية بمنطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق، فيما تشهد سوريا تحولاً سياسياً، ولا يزال مستقبلها مُحاطاً بالشكوك". وأضافت: "لأول مرة منذ سنوات، أطلق كبار الدروز حملة تأثير واسعة النطاق على المسؤولين الإسرائيليين، بهدف زيادة التدخل في حماية أشقائهم هناك، إضافة لانتقادات موجهة للاحتلال بأنه لا يبذل جهوداً كافية، وسط مناشدات من كبار قادة الدروز للمسؤولين السياسيين والأمنيين في تل أبيب، بما فيها أمام منزل رئيس الوزراء في قيسارية". وذكرت أن "التعقيد الإسرائيلي ظهر منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حيث سيطر الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة في جنوب سوريا، ويشنّ هجمات متكررة على أهداف عسكرية فيها"، وتابعت: "في بداية الأحداث الأخيرة، وجّه وزير الحرب يسرائيل كاتس، رسالة تهديد للحكومة السورية، بفعل الضغوط التي مورست على الحكومة في الأيام الأخيرة من قِبَل كبار قادة الدروز، والتزاماتها منذ آذار بحماية الدروز، لم تترك لها خياراً كبيراً، وأدّت إلى ردّ عسكريّ مُتدرّج". وأوضحت أنه "في المرحلة الأولى، نفّذ الاحتلال 5 هجمات، منها طال موقعاً قريباً جداً من القصر الرئاسي في دمشق كإشارة تحذير"، وتابعت: "لم تكتف إسرائيل بهذا، فنفذت سلسلة هجمات عنيفة على أهداف عسكرية ومستودعات صواريخ، وإضافة للردّ العسكري، فقد قدم مساعدات للدروز، وأجلى مصابين لتلقي العلاج في مشافيه، مع العلم أن هذه السياسة الإسرائيلية في سوريا تنطوي خلال الأشهر الأخيرة على مخاطر جمة". وأكملت: "أولى المخاطر أنها تؤدي لتزايد العداء تجاه الاحتلال من جانب النظام والسوريين، وثانيها تشجيع وتقوية المتطرفين الذين ينتقدون ضعف النظام الجديد بسبب سياسته المنضبطة تجاه الاحتلال، وثالثها تزيد من خطر الاحتكاك المباشر مع المسلحين المحليين في جنوب سوريا، ومع قوات النظام، ورابعها تصاعد التوتر مع تركيا، التي أدى توسيع نفوذها، وترسيخ سيطرتها على قواعد عسكرية في وسط سوريا لعدة هجمات إسرائيلية لإرسال إشارة للأتراك بعدم التسامح مع أي تهديد محتمل لحرية عمل الاحتلال في سوريا، وخامسها تزايد الانتقادات الدولية والإقليمية للاحتلال بسبب انتهاكه للسيادة السورية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store