
الزواج في حياة الرياضيات.. رحلة لا تخلو من التحديات
أما ندى حافظ، لاعبة المبارزة المصرية، فقد كتبت فصلاً استثنائياً في تاريخ الرياضة بعد مشاركتها في أولمبياد باريس وهي حامل، لتُثبت أن إرادة المرأة لا تعرف المستحيل، وبينما لا تزال في مرحلة استكشاف عالم الأمومة، يبقى قرار عودتها إلى المنافسات أمراً مؤجلاً حتى يحين الوقت المناسب.
كما أمتلك مشروعاً منزلياً منذ عام 2017، وتأهلت إلى دورة الألعاب البارالمبية مرتين، في طوكيو 2020 وباريس 2024، حالياً، أستعد مع المنتخب للمشاركة في كأس العالم بكوريا، ونسعى للتحضير لدورة آسياد آسيا 2026.
بالإضافة إلى العمل على التأهل لبارالمبياد لوس أنجلوس 2028، وأعتبر أن أكبر تحدٍ بالنسبة لي هو محاولة التوفيق بين العمل والأسرة والرياضة».
وأردفت: «الاستمرار في الرياضة يتطلب الكثير من التضحيات، لكن ولله الحمد، حققت ما أتمناه ورفعت علم الإمارات في المحافل الدولية والعالمية، وهذا هو أكبر إنجاز أفتخر به، ما كان يتحقق لولا الدعم العائلي الذي كان ولا يزال أحد أهم عوامل استمراري، في البداية.
كان أهلي هم السند الأساسي، والآن أبنائي هم الذين يمنحونني الحافز والدافع لتحقيق المزيد من النجاحات، ما يجعلني أكثر تصميماً على مواصلة مسيرتي الرياضية».
ومن المهم اختيار الشخص المناسب الذي يهتم بك ويشجعك على تحقيق أحلامك، بالتأكيد، الزواج من شخص رياضي يختلف تماماً عن الزواج من شخص من مجال آخر، فكون زوجي رياضياً ساعدني دائماً على البقاء في المقدمة، خصوصاً أنه متحمس لمسيرتي، وهذا ما يجعلني أكثر حماساً».
«أفضل نتائجي في عالم الكرة الصفراء حققتها بعد أن شكّلنا معاً ثنائياً متكاملاً، فقد كان زوجي دائم الحرص على تحسين مستوى لياقتي البدنية، التي تعد أحد أسرار نجاح أي لاعب، خصوصاً في الألعاب الفردية مثل التنس».
وحققت ما أطمح إليه، وبالفعل، اعتزلت في سن الـ31، وكان السبب الأساسي تأخر الحمل، وعندما تحقق الحمل، شعرت بفرحة كبيرة غطّت على أي حزن قد ينتج عن الاعتزال، خصوصاً أن فترة الاعتزال تزامنت مع جائحة كورونا التي أوقفت النشاط الرياضي، ما جعل الابتعاد عن الرياضة أسهل نفسياً».
ومع ذلك، فإن اللحظات الجميلة التي يمنحها الأطفال تُنسيكِ تلك الصعوبات، ورغم الروتين القاتل، فإن مشاعر الأمومة تمنح الحياة طعماً خاصاً، وبعد إنجاب طفلي الثاني، شعرت بزيادة الحمل والمسؤولية، خصوصاً مع الحرص على مراعاة مشاعر الطفل الأول، لكن بمرور الوقت بدأت أتعامل بشكل أفضل مع هذه المرحلة».
وهذا هو الجزء الذي أشتاق إليه، في بداية اعتزالي، كنت مصممة ألا أعود إلى الإسكواش لا كلاعبة ولا كمدربة، لكن مع الوقت وجدت أنني أفتقد اللعبة، لذلك ما زلت أمارسها على فترات، سواء بشكل خفيف أو مكثف حسب وقتي المتاح، أما بالنسبة للتدريب أو الأدوار الإدارية، فحتى الآن لم أفكر في الأمر بشكل جدي، وربما يتغير الوضع عندما يكبر أطفالي قليلاً».
لكن الاحتراف يتطلب تدريبات مكثفة، نظام نوم وأكل معينين، وهذا صعب جداً في ظل مسؤوليات الأمومة، أرى أن أي امرأة قادرة على تحقيق هذا التوازن تُعد بطلة حقيقية، مثل لاعبة الإسكواش نور الطيب التي استطاعت العودة للعب بعد الإنجاب، وأحييها على المجهود الذي بذلته لتحقيق هذا الإنجاز».
وعادت للمنافسة قبل إنجاب طفلها الثاني، أما أنا فقد اخترت أن أنهي مسيرتي في الإسكواش بالتزامن مع بدء حياة الأمومة، في النهاية، كل شخص يعرف قدراته وما يناسب ظروفه.
لكن النصيحة التي أوجهها لكل امرأة، سواء كانت رياضية أو لا، أن قرار الإنجاب يجب أن يكون نابعاً من رغبتها الشخصية وليس استجابة لضغط المجتمع أو الالتزام بالعادات والتقاليد، فالزوجة تتحمل العبء الأكبر في تربية الأطفال مهما قدم الزوج من دعم ومساعدة، لذلك يجب أن تتأكد من أنها مستعدة نفسياً لهذه المسؤولية قبل اتخاذ القرار».
كان من الضروري أن أبقى في حالة بدنية جيدة رغم أنني في الشهر السابع، وفي الوقت ذاته، كان عليّ أن أحافظ على استقراري الذهني وألا أسمح لفكرة أن الحمل قد يكون سبباً للخسارة».
إلا أن العودة إلى مستواي السابق تتطلب الكثير من العمل، إلى جانب اللياقة البدنية، الجانب الذهني مهم جداً، فالعودة بعد فترة انقطاع طويلة تحتاج إلى استعداد نفسي قوي، لكن أهم عنصر هو استعادة مستوى اللياقة البدنية والقدرة على التحمل».
لكن لا يجب أن يكون أحدهما سبباً في التخلي عن الآخر، نحن كنساء نمتلك قدرة كبيرة على التحمل، ونستطيع تحقيق أكثر من هدف في الوقت نفسه، لذلك، لا ينبغي أن نخشى من أن الأمومة ستُعيقنا، عندما نرى نماذج ناجحة من الأمهات اللاتي استطعن تحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والرياضة، نتأكد أن الأمر ممكن وأنه لا شيء مستحيل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
فرنسا تُكرّم علي أكبر بوسام مرموق.. آخر بائع صحف متجول في باريس
بعد أن أمضى أكثر من 50 عاماً في بيع الصحف اليومية على أرصفة المقاهي والمطاعم بالحي اللاتيني الأنيق في باريس، يستعد بائع جرائد متجول من أصل باكستاني، يبلغ من العمر 73 عاماً، للحصول على أحد أهم الأوسمة المرموقة في فرنسا. وأقدم الرجل، ويُدعى علي أكبر، على بيع الصحف بعد انتقاله إلى فرنسا عام 1973، مستخدماً مزيجاً من الفكاهة والحيوية، لجذب السكان المحليين، والتغلب على تراجع المبيعات. وفي سبتمبر المقبل، سيمنحه الرئيس، إيمانويل ماكرون، وسام الاستحقاق الوطني برتبة فارس، وهو من أهم الأوسمة التي تمنحها فرنسا تكريماً للإسهامات المتميّزة في المجالين المدني أو العسكري. وبدأ أكبر، وهو من مواليد مدينة راولبندي في شمال باكستان، بيع نسخ من مجلة «شارلي إيبدو» الأسبوعية الهزلية للطلاب في جامعة السوربون والمؤسسات المجاورة. وتراجعت مهنة بيع الصحف على الأرصفة في باريس بدءاً من سبعينات القرن الماضي، إذ أصبح التلفزيون تدريجياً مصدراً رئيساً للأخبار بدلاً من الإصدارات المطبوعة، وهي العملية التي تسارعت مع ظهور الإنترنت. لكن علي أكبر، آخر بائع صحف، لايزال يتجول في شوارع العاصمة الفرنسية، ونجح في الحفاظ على هذا التقليد حياً بابتسامته الدائمة، وحسه الفكاهي المرح، وتفانيه الكبير. وقال أكبر: «ببساطة.. أعشق ملمس الصحيفة، ولا أحب الأجهزة اللوحية وما شابه ذلك، لكنني أحب القراءة من الكتب الحقيقية، وليس عبر الشاشات». وأضاف: «لديّ أسلوب خاص في بيع الصحف، إذ ألقي النكات ليضحك الناس، وأحاول أن أكون إيجابياً وأن أضفي طابعاً خاصاً، كما أحاول كسب محبة الناس، وليس ما في جيوبهم»، لكن المهمة أصبحت أكثر صعوبة في عصر النشر الرقمي، وتابع: «أبيع نحو 20 نسخة من صحيفة «لوموند» في غضون ثماني ساعات، كل شيء أصبح رقمياً في الفترة الراهنة، الناس ببساطة لا يشترون الصحف». ورغم كل تلك التحديات، فإن أكبر يواصل بيع الصحف عاقداً العزم على الاستمرار طالما أن صحته تعينه على ذلك. ويقول الكثير من سكان الحي اللاتيني إنه أحد الأشخاص الذين يجعلون الحي حقيقياً وغير مصطنع. وذكرت ماري لور كاريير، وهي من الزبائن الذين يشترون الصحف: «علي بمثابة مؤسسة، أشتري منه صحيفة لوموند يومياً، في الواقع لا نشتري منه الصحيفة فحسب، بل نشاركه في شرب القهوة، وأحياناً نتناول معه الغداء». علي أكبر: • أعشق ملمس الصحيفة، ولا أحب الأجهزة اللوحية وما شابه ذلك، لكنني أحب القراءة من الكتب الحقيقية، وليس عبر الشاشات.


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
دبي.. صانعة الفرحة
أجواء مدينة متخصصة في صناعة الفرح، كل ما فيها يبعث على السعادة، والتقاط الصور من أجل توثيق اللحظة الجميلة، حيث ترسم دبي الابتسامات على وجوه سكانها وضيوفها من جهات الأرض المختلفة، سواء كان المشهد في أكبر مركز تجاري في العالم - كما الحال هنا في الحي الصيني بدبي مول - أو في أي بقعة على امتداد خريطة الإمارة، وبجميع وجهاتها ومعالمها ذات التصاميم المتفردة والخدمات الراقية واحترام البشر أياً كانوا.


الإمارات اليوم
منذ 5 ساعات
- الإمارات اليوم
1 سبتمبر آخر موعد لتلقي ترشيحات جائزة الشيخ زايد للكتاب
تواصل جائزة الشيخ زايد للكتاب استقبال المشاركات في الدورة الـ20، حتى الأول من سبتمبر المقبل، ودعت الكتّاب والمبدعين والناشرين من مختلف أنحاء العالم إلى التقدم بأعمالهم قبل هذا الموعد، وفق المعايير والشروط المبينة على موقعها الإلكتروني الرسمي. وتواصل الجائزة، التي تُعد من أبرز الجوائز الأدبية الدولية من حيث القيمة والمكانة، رسالتها في تحفيز الإبداع الثقافي والفكري، وترسيخ مكانة إمارة أبوظبي مركزاً عالمياً للفكر والمعرفة، وجسراً للتواصل الثقافي والحضاري بين الأمم. وتُمنح الجائزة في 10 فروع رئيسة تشمل: الآداب، وأدب الطفل والناشئة، والترجمة، والفنون والدراسات النقدية، والتنمية وبناء الدولة، والثقافة العربية في اللغات الأخرى، وشخصية العام الثقافية، والنشر والتقنيات الثقافية، وتحقيق المخطوطات، والمؤلف الشاب، كما توسع نطاق المشاركة من خلال قبول الأعمال المنشورة بلغات عالمية عدة، من بينها الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والإسبانية، والألمانية. ومنذ انطلاقتها في عام 2007، استقبلت الجائزة أكثر من 33 ألف ترشيح من أكثر من 80 دولة، وكرّمت 136 فائزاً في مختلف فروعها، ما يعكس مكانتها الدولية ومصداقيتها العالية، وتحمل الجائزة اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتُجسد رؤية دولة الإمارات في بناء مستقبل ثقافي مستدام، بفضل جهود مركز أبوظبي للغة العربية ودعم القيادة الرشيدة. • «زايد للكتاب» من أبرز الجوائز الأدبية الدولية من حيث القيمة والمكانة.