logo
قبل المخيمات: العيون العربية على سلاح حزب الله هل يُشعل نتنياهو المنطقة لعرقلة الاتفاق الأميركي ــ الإيراني و«الدولة الفلسطينية»؟

قبل المخيمات: العيون العربية على سلاح حزب الله هل يُشعل نتنياهو المنطقة لعرقلة الاتفاق الأميركي ــ الإيراني و«الدولة الفلسطينية»؟

الديارمنذ 2 أيام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لم يعد خافيًا أن هناك قرارًا دوليًا - أميركيًا و«إسرائيليًا» يقضي بضرورة ضبط سلاح حزب الله في لبنان. إلا أن طريقة معالجة هذا الملف تبقى غامضة حتى اللحظة. فهل سيتم التوصل إلى تفاهم داخلي بشأنه؟ أم أن القوة ستكون الوسيلة لنزع سلاح الحزب؟
حتى الآن، لا توافق على تسليم السلاح، في ظل الرفض القاطع من حزب الله لذلك. والسؤال المطروح: من يملك القدرة الفعلية على تنفيذ قرار كهذا بالقوة؟
والحال ان التاريخ اللبناني يؤكد أن أي تغيير داخلي بالقوة لم يتمكن وان مرة واحدة من الوصول الى الهدف. ففي عام 1975، فشلت الحركة الوطنية التي ضمت تحالف «فتح» والحزب التقدمي الاشتراكي ومعظم الأحزاب اليسارية في تعديل النظام السياسي وكسر الجبهة اللبنانية المسيحية.
وفي 1957-1958، لم تنجح محاولة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في عزل الرئيس كميل شمعون واضعاف قوته في الحياة السياسية اللبنانية. كما فشل العماد ميشال عون عام 1990 في فرض معادلة سياسية جديدة بالقوة.
كل هذه المحطات تثبت أن أي تغيير فعلي في لبنان يحتاج إلى توافق وطني شامل، لا إلى فرض الأمر الواقع.
الرئيس عون وسلام يحاولان تخفيف غلو اميركا تجاه سلاح حزب الله
في هذا السياق، يحاول رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام تخفيف حدة الموقف الأميركي الداعي إلى سحب سلاح حزب الله، في مسعى منهما لتفادي صدام داخلي أو خارجي قد يجر البلاد إلى المجهول.
انما في الوقت ذاته، يختلف اسلوب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عن اسلوب رئيس الحكومة نواف سلام في تصاريحهما الداخلية حول سلاح حزب الله الا ان هدفهما واحد وهو احتكار الدولة وحدها للسلاح. فالرئيس عون كان واضحا في خطاب القسم وفي لقائه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وخلال زيارته لمصر ولقائه الرئيس السيسي بأن الدولة هي المخولة بامتلاك السلاح وعكس ذلك فهو امر مخالف للدستور وغير قانوني وغير شرعي. وكذلك الامر مع الرئيس نواف سلام الذي يصرح بطريقة اقل ديبلوماسية تجاه سلاح الحزب الا ان ما يريده يتطابق ايضا مع ما يريده عون وهو الوصول الى بسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية وان يكون الجيش اللبناني العين الساهرة الوحيدة على امن لبنان.
تصعيد الضغط بهدف التطبيع
في هذه الحال، يبقى لبنان في عين الاعصار حيث تقول معلومات مؤكدة بان هناك جهات عربية ابلغت مرجعا سياسيا بان لا نزع لسلاح المخيمات الفلسطينية قبل نزع سلاح حزب الله، وبان الضغوط في هذه المسألة تتجه الى التصعيد في المرحلة المقبلة، بعدما بات معلوما ان حكومات عربية ابلغت البيت الابيض بان حزب الله هو العائق الوحيد دون التوصل الى صفقة تربط بين التعهد باقامة الدولة الفلسطينية مقابل تطبيع لبنان وسوريا مع «اسرائيل» وما تبقى من الدول العربية مثل العراق وبعض الدول الخليجية التي لم تنخرط في اتفاقات ابراهام.
نزع سلاح المخيمات الفلسطينية
في هذا الملف، تضاربت الاراء حول جدية نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية ، فالبعض اعتبر ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اعطى موافقة معنوية للدولة اللبنانية برفع الغطاء عن سلاح المخيمات. وعليه رأت اوساط سياسية بأن عباس باع «سمكا في البحر» للدولة اللبنانية نظرا للنسبة الضئيلة التي تسيطر عليها السلطة في المخيمات في حين هناك فصائل اخرى ابرزها حماس الى جانب وجود تنظيمات ارهابية تغلغلت في مخيم عين الحلوة.
في المقابل، كشف البعض الاخر ان عباس يمهد لتقديم شيء ما للاميركيين والاسرائيليين ، ظنا منه ان اي خطوة نحو ازالة العسكرة عن الفلسطينيين ، وتوطينهم في الاماكن الذين يتواجدون فيها يمكن ان يمهد الطريق لموافقة الائتلاف الراهن الاسرائيلي على خارطة الطريق باقامة الدولة الفلسطينية. ولكن ما من مرة، اثار الاسرائيليون ملف سلاح المخيمات الفلسطينية والتي لم تشكل يوما خطرا على الدولة العبرية لا بل انه طالما استخدم هذا السلاح سواء لزيادة الانقسام بين الفلسطينيين او سواء لابقاء الوضع الداخلي متوترا في المناطق اللبنانية.
في الحالتين، لا شيء يشير بان عملية نزع سلاح المخيمات الفلسطينية سيكون امرا سهلا حيث قالت اوساط سياسية للديار بان الدولة اللبنانية اعتادت على هذه التصريحات المطاطة والضبابية التي اطلقها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اثناء زيارته الاخيرة الى لبنان، لا سيما ان هناك معارضة حتى داخل حركة فتح بحجة انه ليس منطقيا بان تتخلى الفصائل المرتبطة بمنظمة التحرير عن سلاحها في حين تحتفظ فصائل اخرى بسلاحها.
القوى الاسلامية في المخيمات لن تسلم سلاحها!
الى ذلك، كشفت مصادر عسكرية لبنانية ان القوى الاسلامية المتشددة لن تسلم سلاحها الا ضمن حل سياسي نهائي فضلا انه في المخيمات لا يوجد طرف فلسطيني مركزي ياخذ قرارا بتسليم السلاح. ورأت ان الامور ستكون اشبه بتمثيلية حيث لن يسلم السلاح الثقيل بل سلاح «غير مهم».
في المقابل، شددت مصادر حزبية لبنانية رفيعة المستوى ان الدولة اللبنانية ووفقا لاتفاق الطائف الذي ينص على تجريد كل سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية اي الفلسطينية، يتوجب عليها سحب سلاح المخيمات الفلسطينية وخاصة السلاح المهم منها لاسقاط اتفاق القاهرة المذل واسقاط التوطين وعودة الدولة الى بسط سلطتها على كامل المناطق اللبنانية.واضافت ان اليوم لبنان دخل مرحلة جديدة وبالتالي بات امرا اساسيا باخلاء المخيمات الفلسطينية من السلاح وان تكون تحت امرة الجيش اللبناني، سواء وافق الرئيس عباس ام لم يوافق.
تخوف اميركي من تفجير نتنياهو المفاوضات الاميركية - الايرانية
وعلى الصعيد الاقليمي، هناك تخوف غربي، بما في ذلك تخوف اميركي، من ان يخترق بنيامين نتنياهو الخط الاحمر الاخير الذي وضعته ادارة الرئيس دونالد ترامب ويفجر المفاوضات بين الولايات المتحدة الاميركية وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية حول البرنامج النووي، وذلك لخشيته من التوصل الى اي اتفاق بين البلدين قد يؤثر يصورة او باخرى على المسار الاستراتيجي الذي تأخذه المنطقة في الوقت الراهن.
وفي هذا الصدد تشير مصادر عربية واوروبية على ان التخوف الاميركي جدي، وبعدما كشفت معلومات ان هناك جنرالات «اسرائيليين» دعوا عبر قنوات مختلفة الى الحد من الضغط الاميركي على رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو لا سيما في ما يتعلق بوقف النار في غزة والاهم في ما يتعلق بالقبول بخطوات ما لانشاء الدولة الفلسطينية بعدما تردد ان ترامب وعد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بالضغط على «تل ابيب» لحملها على تليين موقفها حيال موضوع الدولة، الامر الذي يعارضه اركان الائتلاف بكل قوة، والى حد التهديد بوقف اي تنسيق مع الادارة الاميركية حول الوضع في الشرق الاوسط.
وفي هذا النطاق، اعتبر مصدر عسكري للديار ان «اسرائيل» قد تلجأ الى عمل عسكري إذا ضمنت تحقيق ثلاثة أهداف أساسية:
1. توجيه ضربة جراحية تدمر البرنامج النووي الإيراني.
2. إسقاط النظام الإيراني أو إضعافه بشكل حاسم.
3. تفادي أي رد فعل إيراني مباشر على «إسرائيل».
وفي حال عدم توافر هذه الشروط مجتمعة، فلن تقدم «تل أبيب» على هذه الخطوة.
مصادر اوروبية: ترامب يتجه الى اتفاق مؤقت مع ايران
اما الرئيس الاميركي دونالد ترامب حتى هذا التاريخ فقد اظهر انه يريد الحلول بدلا من تزكية الازمات ولذلك يلجم «اسرائيل» بعدم تقويض مسار المفاوضات الجارية بين بلاده وبين ايران فضلا ان ترامب سهل طريق سوريا واوقف الحرب على اليمن. وهنا، كشفت مصادر اوروبية للديار ان ترامب يتجه الى ابرام اتفاق مؤقت مع ايران، بمعنى ان يرفع بعض العقوبات على طهران مقابل تقديم تنازلات من جهتها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

5 عند الخامسة: اجتماع أمني في بعبدا... "الثعلب" في قبضة درون إسرائيلية وهذه مواصفات "الدزاز"
5 عند الخامسة: اجتماع أمني في بعبدا... "الثعلب" في قبضة درون إسرائيلية وهذه مواصفات "الدزاز"

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

5 عند الخامسة: اجتماع أمني في بعبدا... "الثعلب" في قبضة درون إسرائيلية وهذه مواصفات "الدزاز"

إليكم خمسة أخبار بارزة حتى الساعة الخامسة عصراً بتوقيت بيروت 1-اجتماع أمني في بعبدا... وهذا ما تم بحثه بشأن سحب السلاح والأوضاع الأمنية انتهى الاجتماع الأمني برئاسة الرئيس عون، وقد جرى خلاله عرض الأوضاع الأمنية في البلاد، ولا سيما في الجنوب، في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرقل استكمال انتشار الجيش. للمزيد هنا. 2- بعد خضوعه للتحقيق... وسام سعادة يستعيد جواز السفر وهذا ما قاله عن "الدزازين" بعد خضوعه للتحقيق من قبل مكتب المعلومات في الأمن العام، أوضح الأكاديمي والكاتب الصحافي وسام سعادة ما جرى معه اليوم مؤكدا أنه استعاد جواز السفر وحاسوبه الخاص. 3-بعد رصد حركة داخل منزل مهجور في كفركلا... درون إسرائيلية "تقبض" على ثعلب (فيديو) رصدت مسيّرة إسرائيلية حركة داخل أحد المنازل المدمرة في بلدة كفركلا جنوب لبنان. للمزيد هنا. 4-من العظمة الى الخيبة... ايلون ماسك يودع إدارة ترامب بعد 4 أشهر مضطربة لم يتمكن ماسك من تحقيق هدفه المتمثل في توفير تريليونَي دولار، فيما قدّرت مجلة "ذي أتلانتيك" أنه وفر فقط جزءا زهيدا من هذا المبلغ، رغم فقدان عشرات آلاف الأشخاص وظائفهم. للمزيد هنا. 5-ما حالة الملكة رانيا الصحية؟ ... راحة وعلاج بسيط تُعرَف الملكة رانيا العبدالله برشاقتها وأناقتها اللافتة، وقدرتها على الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن، رغم جدول أعمالها المزدحم. ورغم ذلك أعلنت منذ فترة عن إصابتها بوعكة صحية. للمزيد هنا.

إسرائيل تتهمه بشنّ "حرب صليبية على الدولة اليهودية"... ماكرون: سنفقد مصداقيتنا في حال تخلينا عن غزة
إسرائيل تتهمه بشنّ "حرب صليبية على الدولة اليهودية"... ماكرون: سنفقد مصداقيتنا في حال تخلينا عن غزة

النهار

timeمنذ 3 ساعات

  • النهار

إسرائيل تتهمه بشنّ "حرب صليبية على الدولة اليهودية"... ماكرون: سنفقد مصداقيتنا في حال تخلينا عن غزة

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن الغرب يخاطر "بفقدان كل مصداقيته أمام العالم" إذا "تخلى عن غزة ... وسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء". وأضاف في كلمة ألقاها خلال منتدى حوار شانغريلا الدفاعي في سنغافورة: "لهذا السبب نرفض المعايير المزدوجة"، مؤكدا أن هذا ينطبق أيضا على الحرب في أوكرانيا. في المقابل، اتهمت إسرائيل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة بشنّ "حرب صليبية على الدولة اليهودية"، بعدما دعا المجتمع الدولي الى اتخاذ موقف أكثر حزما حيال الدولة العبرية ما لم يتحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: "لا يوجد حصار انساني. هذا كذب فاضح"، مذكرة بأنها عاودت السماح بإدخال المساعدات الى القطاع. وأضافت: "لكن عوضا عن ممارسة الضغوط على الإرهابيين الجهاديين، يريد ماكرون مكافأتهم من خلال منحهم دولة فلسطينية. لا يوجد أي مجال للشك في أن عيدها الوطني سيكون في السابع من تشرين الأول/أكتوبر"، في إشارة الى هجوم حماس عام 2023 الذي أشعل فتيل الحرب. وقال الرئيس الفرنسي إن فرنسا قد تشدد موقفها من إسرائيل إذا واصلت منع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة، مؤكدا أن باريس ملتزمة بحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأضاف ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك في سنغافورة مع رئيس وزرائها لورانس وونغ: "الحصار الإنساني يخلق وضعا لا يمكن الدفاع عنه على الأرض". وقال: "لذا، إذا لم تكن هناك استجابة مناسبة للوضع الإنساني في الساعات والأيام المقبلة، فمن الواضح أنه سيتعين علينا تشديد موقفنا الجماعي"، مضيفا أن فرنسا قد تفكر في تطبيق عقوبات على مستوطنين إسرائيليين. وتابع: "لكن لا يزال لدي أمل في أن تغير الحكومة الإسرائيلية موقفها وأن تحدث في نهاية المطاف استجابة إنسانية". وتحت ضغوط دولية متزايدة أنهت إسرائيل الأسبوع الماضي وعلى نحو جزئي حصارا استمر 11 أسبوعا على غزة، مما سمح بإيصال كمية محدودة من مساعدات الإغاثة عبر نظام تعرض لانتقادات شديدة. ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية الاتهامات بفرض حصار إنساني على غزة بأنها "كذبة مفضوحة". وأضافت أن ما يقرب من 900 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ تخفيف الحصار، وأن المنظومة الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة وزّعت مليوني وجبة وآلافا من الطرود الإغاثية. وقال الرئيس الفرنسي إن باريس ملتزمة بالعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي، وأكد مجددا دعمه لحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأضاف ماكرون للصحفيين في سنغافورة، في تصريحات بثها التلفزيون الفرنسي، أن وجود دولة فلسطينية "ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة سياسية أيضا". ويقول دبلوماسيون وخبراء إن ماكرون يميل للاعتراف بدولة فلسطينية، وهي خطوة قد تثير غضب إسرائيل وتعمق الانقسامات الغربية. ويدرس مسؤولون فرنسيون الخطوة قبل مؤتمر للأمم المتحدة تتشارك فرنسا والسعودية في استضافته في حزيران/يونيو لوضع معايير خارطة طريق من أجل دولة فلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل. إلى ذلك، قال ماكرون إن الانقسام بين الولايات المتحدة والصين هو الخطر الرئيسي الذي يواجه العالم في الفترة الراهنة. وأضاف ماكرون: "علينا أن نختار جانبا. إذا فعلنا ذلك، فسنقضي على النظام العالمي، وسندمر بشكل منهجي جميع المؤسسات التي أنشأناها بعد الحرب العالمية الثانية للحفاظ على السلام". وقال إن آسيا وأوروبا لديهما مصلحة مشتركة في منع تفكك النظام العالمي.

حكومة سلام والوعود الزائفة… هل خدع الشعب اللبناني ؟ … عمر ابراهيم
حكومة سلام والوعود الزائفة… هل خدع الشعب اللبناني ؟ … عمر ابراهيم

التحري

timeمنذ 3 ساعات

  • التحري

حكومة سلام والوعود الزائفة… هل خدع الشعب اللبناني ؟ … عمر ابراهيم

قبل انتهاء الحرب شكليا على لبنان، بدأ اسم القاضي نواف سلام يتردد بقوة وسط حملات اعلامية وتصاريح سياسية اوحت بان الرجل يحمل معه ' مفاتيح الجنة' للشعب اللبناني الذي كان وما زال يعيش بين مطرقة الحرب وسندان الوضع المعيشي المزري. حملات صمت آذان اللبنانيين التواقين للخلاص، معززة بما تم الترويج له من اخبار عن تسوية دولية جرى الاعداد لها من لاعبين عرب وغربيين، تهدف الى انتشال لبنان من واقعه واعادته الى ' الحضن العربي'. ويمكن القول انه من كثرة ما اشيع من اجواء تفاؤلية قبيل تكليفه ومن وعود عن 'جوائز' ترضية سيحصل عليها لبنان، تبدأ بوقف العدوان كليا وصولا الى دعم مالي غير محدود يسهم بداية في اعادة اعمار ما دمره العدوان وصولا الى تحقيق الانتعاش الاقتصادي، جعلت غالبية الشعب اللبناني يترقب بفارغ الصبر وصول الرجل الى السرايا الحكومي لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة. ولعل ذلك ونتيجة الوضع المتأزم حينها في البلد كان دفع الجميع الى السير خلف تلك الاخبار ومنهم من بدأ يبني الامال، حتى الذين كانوا يشككون التزموا الصمت حينها، فالرجل سبقه ' تسونامي' من الوعود المغرية لاي بلد فكيف بحالة لبنان ، الذي يتأرجح على حافة الافلاس. لكن سلام الذي كان حصل على دعم لافت في مجلس النواب خلال جلسة تكليفه ، وعلى تسهيلات قل نظيرها في الايام العادية ساعدته في تشكيل حكومته بسرعة ووفق ما يشتهي، سرعان ما بدأ يتكشف للشعب اللبناني تدريجا زيف تلك الوعود الدولية، بعدما تبين ان لا حرب توقفت ولا دعم وصل الى البلد ولا انسحاب لجيش العدو، رغم التزام لبنان بكافة بنود الاتفاق لجهة انتشار الجيش على الحدود وتسليم حزب الله لسلاحه ومواقعه في القرى الحدودية. اشهر مرت على تكليف سلام، وكل ما قامت به الحكومة لا يعدو كونه مجرد اصلاحات ادارية وبعضها نظري، فضلا عن رفع قيمة الرسوم ومخالفات السير واخرها فرض ضريبة على المحروقات من اجل تحسين وضع العسكريين من جيوب اامواطنين ، في حين اننا حتى الان لم نسمع او نرى ذلك المال يتدفق من الدول الراعية، فهل خدع الشعب اللبناني ، ام ان مهمة سلام الحقيقية تقف عند ما يقوم به في ما يخص الشق الامني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store