
الارتباك المنتظر
وبالمثل، لا ينتظر أن تكون المهلة التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا، وغايتها غداً الجمعة، لإنهاء الحرب في أوكرانيا فارقة في هذا الملف المؤرق للبيت الأبيض منذ بدايته في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الذي كان منغمساً أكثر فيه، ليس فقط بقيادة «الناتو» في مواجهة روسيا، وإنما أيضاً في حجم الدعم المادي وحشد الجهود الأوروبية خلفه.
وقبل أن يدخل ترامب البيت الأبيض في ولايته الثانية، تعهد بأن ينهي هذا الملف، بل قال إنه قادر على ذلك في أربع وعشرين ساعة فقط، قبل أن يتراجع عن ذلك واصفاً ما قاله بالسخرية، لكن المعنى الحقيقي هو عجزه عن دفع روسيا إلى أي تراجع عن موقفها الأوّلي من الحرب القائم على اعتبارها دفاعاً عن وجودها.
لم تُجدِ أي إجراءات أمريكية تجاه روسيا، وهو ما أربك تحركات دونالد ترامب في هذا الملف وجعلها متأرجحة بين المهادنة والتهديد، بل دعا أوكرانيا إلى أن تقبل بالتوسع الروسي في أراضيها، وأساء إلى الرئيس الأوكراني بشكل أوحى بالتخلي الأمريكي عنه.
كل ذلك، لم يغير شيئاً في تعامل روسيا مع الملف ولا إجراءاتها فيه، في الوقت الذي تبدي فيه ترحيباً دائماً بالسلام، ولا تمانع في مفاوضات مع الجانب الأوكراني تستهدف الوصول إليه، لكنّ جولات سابقة بين الجانبين في إسطنبول انتهت إلى لاشيء.
الأقرب إلى الثبات هو الموقف الروسي الذي لا يقبل التراجع عن تحقيق أهدافه من الحرب التي لا تزال، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدئها، «عملية خاصة» كما يصفها الكرملين. المتغير هو تنوع محاولات دونالد ترامب لتطويق الموقف الروسي وحمله على التبدل، وهو ما لم ينجح فيه، ولا يعتقد أنه سينجح، سواء بمحاصرة شركاء روسيا التجاريين بالرسوم، أو فرض عقوبات جديدة على روسيا، أو الاستمرار في تسليح بعض دول «الناتو»، أو التلميح بالخطر النووي.
ربما تكون مباحثات فلاديمير بوتين مع ستيف ويتكوف محاولة أمريكية جديدة لاختراق هذا الملف بمزيج من الوعد والوعيد، لكن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف استبق ذلك قبل فترة وردّ على بعض التهديدات الأمريكية بالقول «لسنا إيران ولا إسرائيل»، ما يعني أن الملف الأوكراني في القناعة الروسية أكثر تعقيداً، وأن حلوله ليست عابرة، بل تتعدد أطرافه، وأن الثبات الروسي لن يهتز.
لا العقوبات الاقتصادية أضرت بروسيا بالقدر الذي راهن عليه واضعوها، ولا تسليح دول في مواجهتها غيّر شيئاً في مجريات الحرب، وربما تكون التحركات الأمريكية في هذا الملف أكثر ارتباكاً بعد أن تفشل زيارة ويتكوف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 13 دقائق
- البيان
السفير الأمريكي لدى الناتو لا يستبعد حضور زيلينسكي قمة ألاسكا
قال السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأحد إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يحضر القمة الأمريكية الروسية هذا الأسبوع في ألاسكا، فيما يسعى الزعماء الأوروبيون إلى أن تكون كييف جزءا من المفاوضات. وسُئل السفير ماثيو ويتيكر على شبكة "سي إن إن" عما إذا قد ينضم زيلينسكي إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة. وأجاب "نعم، أعتقد أن ذلك ممكن بالتأكيد"، مضيفا "بالتأكيد، لا يمكن أن يكون هناك اتفاق لا يوافق عليه جميع الأطراف المشاركة فيه. ومن الواضح أن إنهاء هذه الحرب أولوية قصوى". أثارت القمة المقررة مخاوف من أن الاتفاق قد يتطلب من كييف التنازل عن مساحات من أراضيها، وهو ما رفضته أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وفي إطار جهوده الدبلوماسية المكثفة، أجرى زيلينسكي مكالمات هاتفية مع 13 من الزعماء على مدى ثلاثة أيام، من بينهم قادة أبرز الدول الداعمة لكييف، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأحد إنه يأمل ويفترض أن زيلينسكي سيحضر القمة. وأشار ويتيكر إلى أن القرار يعود في نهاية المطاف إلى ترامب. وقال "إذا كان يعتقد أن هذا هو السيناريو الأفضل لدعوة زيلينسكي، فإنه سيفعل ذلك"، مضيفا أنه "لم يتم اتخاذ أي قرار حتى الآن". قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص منذ أن شنت روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير 2022، وأُجبر الملايين على الفرار من منازلهم.


البيان
منذ 13 دقائق
- البيان
روسيا تواصل تطوير الصواريخ النووية خلال فترة وقف النشر
نقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد إن روسيا واصلت تطوير أنظمة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى خلال فترة وقف نشرها، وتمتلك الآن ترسانة كبيرة من هذه الأسلحة. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ريابكوف قوله في مقابلة مع القناة الأولى الروسية الحكومية "أوضحنا لدى الإعلان عن الوقف أنه ينطبق فقط على النشر، ولم يكن هناك ذكر لأي توقف لأنشطة (البحث والتطوير)". ونقلت الوكالة عنه قوله "استغللنا هذا الوقت لتطوير الأنظمة المناسبة وبناء ترسانة ضخمة في هذا المجال". وأعلنت روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري أنها ستلغي ما وصفته بوقف أحادي الجانب لنشر الصواريخ متوسطة المدى، وقالت إن ذلك يأتي كرد حتمي على تحركات الولايات المتحدة وحلفائها. وكان ينظر لمعاهدة الصواريخ الأرضية قصيرة ومتوسطة المدى، التي وقعها الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة عام 1987، كمؤشر آنذاك على تراجع حدة التوتر بين القوتين العظميين المتنافستين. لكن مع مرور الوقت، انهارت المعاهدة وسط تدهور العلاقات. وانسحبت الولايات المتحدة من المعاهدة عام 2019 خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، وأرجعت هذا إلى انتهاكات نفتها روسيا.


سكاي نيوز عربية
منذ 39 دقائق
- سكاي نيوز عربية
فوز مهم للمنصة.. البرلمان الألماني ينضم إلى "تيك توك"
وقالت رئيسة البرلمان، يوليا كلوكنر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن المنصة، رغم ما يثار حولها من انتقادات ومخاوف، باتت وسيلة رئيسية للحصول على المعلومات لدى فئات واسعة، مشيرة إلى أن "من النادر أن يمتلك الشباب اليوم صحيفة ورقية، وإذا سألتهم عن مصدر معلوماتهم، فستكون الإجابة: تيك توك". وتعتمد المنصة، التي يديرها العملاق الصيني "بايت دانس"، على نشر مقاطع فيديو قصيرة يغلب عليها الطابع الترفيهي، لكنّها تضم أيضا محتوى معلوماتيا، وسط تحذيرات من مخاطر أمنية ومخاوف تتعلق بحماية البيانات. وبحسب المكتب الاتحادي الألماني لحماية البيانات، يستخدم "تيك توك" في ألمانيا نحو 21 مليون شخص شهريا، فيما يبلغ عدد مستخدميه عالميا أكثر من 1.5 مليار شخص. يذكر أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي كان أول الأحزاب الألمانية التي دشّنت حضورا قويا على "تيك توك"، فيما تستخدم الحكومة الألمانية المنصة أيضا للتواصل مع الجمهور.