logo
عيادة العمّال الصامتين.. مشفى مجاني للحمير في أديس أبابا (صور)

عيادة العمّال الصامتين.. مشفى مجاني للحمير في أديس أبابا (صور)

العين الإخباريةمنذ 11 ساعات

في أحد الأزقة المجاورة لسوق "ميركاتو" الشعبي وسط أديس أبابا، تقف عيادة غير تقليدية تُعرف باسم "ملجأ الحمير".في هذه العيادة لا يستقبل الأطباء فيها مرضى من البشر، بل حميراً تُعد عماداً أساسياً للاقتصاد المحلي الأثيوبي.
تمثل هذه العيادة المجانية نموذجاً استثنائياً ضمن شبكة واسعة من المبادرات التي تديرها المنظمة في عدة دول، وتخدم تحديداً الحمير العاملة في بلد يُعد موطناً لأكبر تجمع لهذه الحيوانات على مستوى العالم. فوفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، تحتضن إثيوبيا نحو تسعة ملايين حمار، أي ما يعادل حماراً من كل خمسة موجودين على وجه الأرض.
قفص الانتظار... وعلاج الإصابات
وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية ، كانت الساحة الرئيسية مكتظة بعدة عشرات من الحمير داخل الأقفاص المعدنية. بعضها بدت عليه علامات التململ والقلق، يرفس الأرض بأقدامه، بينما انهمك بعضها الآخر في التهام الطعام بنهم. الأطباء البيطريون والمساعدون تبادلوا الأدوار في معالجة الإصابات، والتعامل مع حالات المغص ومشكلات العيون، وسط طقسٍ حار وجو مشبع بصوت النهيق المستمر.
غولومة بايي وحماريه
غولومة بايي، البالغ من العمر 38 عاماً، قطع أكثر من ساعة ونصف سيراً على قدميه برفقة حماريه ليصل إلى العيادة. يقول بنبرة مثقلة بالتعب: "مرّت ثلاثة أسابيع منذ أن مرضا. أحدهما مصاب في رجله، والآخر يعاني من مشكلات في المعدة".
يعتمد غولومة بشكل كلي على حميرِه في تأمين معيشته، إذ يستخدمهما لنقل عبوات المياه وبيعها لقرويين آخرين. ويضيف بأسى: "بعد مرضهما، عجزت حتى عن شراء الخبز لأطفالي. توسلت إلى أحدهم كي يحضرني إلى هنا".
وبعد أن تلقى حميرُه العلاج المناسب، غادر العيادة برفقة حيواناته وقد استعادت عافيتها، ليعود مجدداً إلى رحلته اليومية الشاقة.
"إذا لم تملك حماراً، فأنت حمار"
هذا المثل الشعبي الإثيوبي يعكس مكانة الحمار في المجتمع المحلي، حسب ما أوضحه تيسفاي ميغرا، منسق مشروع "ملجأ الحمير". ويقول: "هناك مثل شائع في إثيوبيا: إذا لم تكن تملك حماراً، فأنت حمار"، مضيفاً بابتسامة عريضة: "هذه الحيوانات لا تُقدّر بثمن، لكنها تعاني أثناء تقديم خدماتها اليومية للناس".
ويؤكد ميغرا أن ملجأ الحمير في أديس أبابا تأسس عام 2007، وتوسعت نشاطاته لتشمل عدة مناطق في إثيوبيا، بهدف توفير الرعاية البيطرية المجانية وتحسين ظروف حياة هذه الحيوانات.
معاناة يومية وسط التوسع العمراني
لكن واقع الحمير في أديس أبابا لا يخلو من التحديات. فالتوسع العمراني المستمر قلّص من المساحات الخضراء التي يمكنها أن ترعى فيها، بينما تُجبر على حمل أوزان ثقيلة، وغالباً ما تتعرض للضرب وسوء المعاملة.
تشاني بايي، رجل يبلغ من العمر 61 عاماً، يستخدم حميرَه لنقل أكياس الحبوب داخل العاصمة، ويكسب ما يتراوح بين 200 إلى 400 بير يومياً (أي ما يعادل نحو 1.50 إلى 3 دولارات أمريكية). ويقول: "آتي إلى هنا كل ثلاثة أشهر تقريباً، كلما لاحظت أنهم يعرجون أو يصابون بمشاكل في المعدة".
ويتابع حديثه قائلاً: "قبل افتتاح هذه العيادة، كنا نعتمد على طرق تقليدية للعلاج، مثل نزع المسامير من أرجل الحمير باستخدام السكاكين".
واليوم، يشعر بالامتنان لأن حميره تتلقى علاجاً مهنياً يضمن لها الشفاء والرعاية المناسبة.
من البلاستيك إلى أمعاء الحمار
في غرفة أخرى داخل العيادة، كان الطبيب البيطري ديريغي تسيغاي يؤدي مهمة لا تُحسد عليها، إذ كان يُدخل ذراعه المغطى بقفاز مطاطي داخل مستقيم أحد الحمير، ليُخرج كتلة ضخمة من الفضلات المتراكمة.
ويشرح الطبيب: "هذا يحدث كثيراً. بسبب نقص الطعام، تأكل الحمير أي شيء تجده أمامها، بما في ذلك البلاستيك الذي قد يعيق عملية الهضم".
ثم يضيف بابتسامة خفيفة: "قد لا يكون الأمر ممتعاً، لكني فخور بعملي... لأنني أساعد أصحاب هذه الحيوانات الذين يعتمدون عليها بشكل كبير في حياتهم اليومية".
aXA6IDE3Mi44NS4xMDkuODcg
جزيرة ام اند امز
US

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عيادة العمّال الصامتين.. مشفى مجاني للحمير في أديس أبابا (صور)
عيادة العمّال الصامتين.. مشفى مجاني للحمير في أديس أبابا (صور)

العين الإخبارية

timeمنذ 11 ساعات

  • العين الإخبارية

عيادة العمّال الصامتين.. مشفى مجاني للحمير في أديس أبابا (صور)

في أحد الأزقة المجاورة لسوق "ميركاتو" الشعبي وسط أديس أبابا، تقف عيادة غير تقليدية تُعرف باسم "ملجأ الحمير".في هذه العيادة لا يستقبل الأطباء فيها مرضى من البشر، بل حميراً تُعد عماداً أساسياً للاقتصاد المحلي الأثيوبي. تمثل هذه العيادة المجانية نموذجاً استثنائياً ضمن شبكة واسعة من المبادرات التي تديرها المنظمة في عدة دول، وتخدم تحديداً الحمير العاملة في بلد يُعد موطناً لأكبر تجمع لهذه الحيوانات على مستوى العالم. فوفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، تحتضن إثيوبيا نحو تسعة ملايين حمار، أي ما يعادل حماراً من كل خمسة موجودين على وجه الأرض. قفص الانتظار... وعلاج الإصابات وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية ، كانت الساحة الرئيسية مكتظة بعدة عشرات من الحمير داخل الأقفاص المعدنية. بعضها بدت عليه علامات التململ والقلق، يرفس الأرض بأقدامه، بينما انهمك بعضها الآخر في التهام الطعام بنهم. الأطباء البيطريون والمساعدون تبادلوا الأدوار في معالجة الإصابات، والتعامل مع حالات المغص ومشكلات العيون، وسط طقسٍ حار وجو مشبع بصوت النهيق المستمر. غولومة بايي وحماريه غولومة بايي، البالغ من العمر 38 عاماً، قطع أكثر من ساعة ونصف سيراً على قدميه برفقة حماريه ليصل إلى العيادة. يقول بنبرة مثقلة بالتعب: "مرّت ثلاثة أسابيع منذ أن مرضا. أحدهما مصاب في رجله، والآخر يعاني من مشكلات في المعدة". يعتمد غولومة بشكل كلي على حميرِه في تأمين معيشته، إذ يستخدمهما لنقل عبوات المياه وبيعها لقرويين آخرين. ويضيف بأسى: "بعد مرضهما، عجزت حتى عن شراء الخبز لأطفالي. توسلت إلى أحدهم كي يحضرني إلى هنا". وبعد أن تلقى حميرُه العلاج المناسب، غادر العيادة برفقة حيواناته وقد استعادت عافيتها، ليعود مجدداً إلى رحلته اليومية الشاقة. "إذا لم تملك حماراً، فأنت حمار" هذا المثل الشعبي الإثيوبي يعكس مكانة الحمار في المجتمع المحلي، حسب ما أوضحه تيسفاي ميغرا، منسق مشروع "ملجأ الحمير". ويقول: "هناك مثل شائع في إثيوبيا: إذا لم تكن تملك حماراً، فأنت حمار"، مضيفاً بابتسامة عريضة: "هذه الحيوانات لا تُقدّر بثمن، لكنها تعاني أثناء تقديم خدماتها اليومية للناس". ويؤكد ميغرا أن ملجأ الحمير في أديس أبابا تأسس عام 2007، وتوسعت نشاطاته لتشمل عدة مناطق في إثيوبيا، بهدف توفير الرعاية البيطرية المجانية وتحسين ظروف حياة هذه الحيوانات. معاناة يومية وسط التوسع العمراني لكن واقع الحمير في أديس أبابا لا يخلو من التحديات. فالتوسع العمراني المستمر قلّص من المساحات الخضراء التي يمكنها أن ترعى فيها، بينما تُجبر على حمل أوزان ثقيلة، وغالباً ما تتعرض للضرب وسوء المعاملة. تشاني بايي، رجل يبلغ من العمر 61 عاماً، يستخدم حميرَه لنقل أكياس الحبوب داخل العاصمة، ويكسب ما يتراوح بين 200 إلى 400 بير يومياً (أي ما يعادل نحو 1.50 إلى 3 دولارات أمريكية). ويقول: "آتي إلى هنا كل ثلاثة أشهر تقريباً، كلما لاحظت أنهم يعرجون أو يصابون بمشاكل في المعدة". ويتابع حديثه قائلاً: "قبل افتتاح هذه العيادة، كنا نعتمد على طرق تقليدية للعلاج، مثل نزع المسامير من أرجل الحمير باستخدام السكاكين". واليوم، يشعر بالامتنان لأن حميره تتلقى علاجاً مهنياً يضمن لها الشفاء والرعاية المناسبة. من البلاستيك إلى أمعاء الحمار في غرفة أخرى داخل العيادة، كان الطبيب البيطري ديريغي تسيغاي يؤدي مهمة لا تُحسد عليها، إذ كان يُدخل ذراعه المغطى بقفاز مطاطي داخل مستقيم أحد الحمير، ليُخرج كتلة ضخمة من الفضلات المتراكمة. ويشرح الطبيب: "هذا يحدث كثيراً. بسبب نقص الطعام، تأكل الحمير أي شيء تجده أمامها، بما في ذلك البلاستيك الذي قد يعيق عملية الهضم". ثم يضيف بابتسامة خفيفة: "قد لا يكون الأمر ممتعاً، لكني فخور بعملي... لأنني أساعد أصحاب هذه الحيوانات الذين يعتمدون عليها بشكل كبير في حياتهم اليومية". aXA6IDE3Mi44NS4xMDkuODcg جزيرة ام اند امز US

فاتورة الحرب الباهظة: نساء السودان يواجهن الموت والنظام الصحي ينهار
فاتورة الحرب الباهظة: نساء السودان يواجهن الموت والنظام الصحي ينهار

صقر الجديان

timeمنذ 4 أيام

  • صقر الجديان

فاتورة الحرب الباهظة: نساء السودان يواجهن الموت والنظام الصحي ينهار

الخرطوم – صقر الجديان تسببت الحرب المشتعلة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 في مضاعفة معاناة النساء بعد أن أجهزت على النظام الصحي المتداعي أصلاً. وتزايدت نتيجة لذلك وفيات الأمهات والأطفال في ظل عمليات النزوح المستمرة، والجوع، والعطش، والفقر الذي تأثرت به النساء على وجه الخصوص. وارتفعت نتيجة لكل ذلك نسبة وفيات الأمهات إلى 295 حالة وفاة بين كل مائة ألف حالة ولادة حسب وزارة الصحة الاتحادية. حيث ذكر وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في تصريحات للصحف أن 'عدد وفيات الحوامل التي رُصدَت في الفترة ما بين يونيو 2023 ويوليو 2024، بلغ 870 وفاة، من بينها 350 وفاة حدثت داخل المستشفيات والمرافق الصحية'. كما قدرت منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 1.1 مليون امرأة حامل في السودان يفتقرن إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية السابقة للولادة، والولادة الآمنة، والرعاية بعد الولادة. معاناة نورا لم تكن نورا تتخيل أنها ستعود إلى منزلها في قريضة بولاية جنوب دارفور دون ابنتها المريضة التي كانت حاملاً في أشهرها الأخيرة، إلا انها اضطرت للسفر برفقتها إلى الولاية الشمالية كي تتلقى العلاج بعد تحويلها إلى مستشفى مروي. بعد أن قطعت نورا وابنتها آلاف الكيلومترات إلى مدينة مروي بالولاية الشمالية من أجل العلاج، فارقت الابنة الحياة بعد الولادة بلحظات، لتعلن نهاية معاناتها. لكنها تركت خلفها طفلة صغيرة تواجه تحديات الحياة والحرب مع جدتها في كل لحظة. في موقف مروي للبصات، كانت نورا تربط حفيدتها على ظهرها وتؤدي فريضة الصلاة، في انتظار المواصلات المتجهة إلى مدينة الدبة لتبدأ رحلة العودة المحملة بالأحزان إلى قريضة مع حفيدتها. كان ذلك بعد خمسة أشهر من رحيل والدة الطفلة، وبعد أن عجزت نورا عن توفير تكلفة المواصلات إلى قريضة، قضت نورا ليلتها تلك في معسكر حوش مليط بالدبة، ثم واصلت رحلتها صباحاً. . ووفقًا لمواطنين تحدثوا لراديو دبنقا، فإن الخدمات الصحية بمحلية قريضة متردية وشبه معدومة. وأن 3 وحدات إدارية بها مستشفى ريفي واحد فقط يفتقر لكل المقومات الطبية، وليس به كادر طبي ولا معدات، مما يجعلهم يضطرون للسفر إلى نيالا لإجراء الكشف بالأشعة السينية. وفيات الأمهات قضية وفيات الأمهات بسبب الحرب من أكثر الملفات التي تشكل هاجساً لكل المهتمين بالمجال الصحي وحقوق الإنسان، حيث حصدت أرواح العشرات من النساء. حيث أفاد وزير الصحة، هيثم محمد إبراهيم، بازدياد معدلات وفيات الأمهات، بحيث بلغت (295) حالة وفاة لكل مائة ألف حالة ولادة، فيما بلغت وفيات الأطفال (51) حالة وفاة لكل ألف طفل مولود. ووفقاً للأمم المتحدة، فقد بلغ معدل وفيات الأمهات في السودان حينذاك نحو 270 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية. وبعد الحرب، ذكرت وزارة الصحة الاتحادية أن معدل وفيات الأمهات في السودان بلغ نحو 100 وفاة بين كل 10 آلاف حالة ولادة في البلاد، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). وتقول عضو نقابة الأطباء، أديبة إبراهيم، إن 90% من المؤسسات الصحية انهارت انهياراً تاماً، مما فاقم عملية الرعاية الصحية خاصة في مناطق النزاعات. وأشارت إلى أن منظمة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل أوضحت أن مرض الكوليرا فقط أدى إلى وفاة أكثر من 316 ألف حالة، وفيما أدت حمى الضنك إلى وفاة أكثر من 576 ألف حالة. ولفتت أديبة إلى وجود 176 ألف امرأة حامل يواجهن سوء التغذية، وكشفت عن وفاة 850 ألف مرضعة، بجانب وفاة 45 ألف طفل بسوء التغذية. وقالت أديبة لـ 'مدنية نيوز' إنه تم حصر حالات الاعتداء الجنسي حيث بلغت 679 حالة، منها 256 حالة لأطفال تتراوح أعمارهم من 5 سنوات إلى 16 سنة. وكشفت عن معالجة 48 حالة إجهاض، 12 بمستشفى النو و 36 حالة بمستشفى شندي. علاج مصابي الحرب ويظل ملف الرعاية الصحية للنازحين والضحايا من أكثر الملفات التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة، حيث أدت إلى مضاعفة معاناة المصابين بسبب الحرب. حيث اضطرت رضية ذات الـ 70 عامًا إلى النزوح من مدينة مليط بولاية شمال دارفور برفقة ابنتها وابنها. اضطرت للنزوح بعد قصف الطيران لمنطقتهم، وأصيبت ابنتها في قدمها. ليستقر بهم الحال بعد معاناة كبيرة في الطريق في مركز إيواء بمحلية الدبة. إلا أن عدم توفر رعاية صحية لابنتها اضطرها قبل أشهر أن تفترش الأرض أمام ساحة المستشفى القطري بمنطقة تنقسي بالولاية الشمالية برفقة ابنها، بينما تستلقي ابنتها المصابة في قدمها على سرير مؤجر باليوم؛ لعجزهم عن سداد قيمة التنويم بالمستشفى القطري المقدرة بـ 25 ألف جنيه لليوم الواحد. تتشارك راضية وابنها الصغير مع مرافقي المرضى من أهل المنطقة الوجبات طيلة النهار، لكنها تواجه البرد القاسي وحدها ليلًا في انتظار أن تتمكن من جمع مبلغ عملية ابنتها المقدرة بـ 500 ألف جنيه، بجانب تكاليف الإقامة بالمستشفى. فقدت راضية وأسرتها مصدر رزقهم ومسكنهم بفعل الحرب، ووقعت عليهم انتهاكات متعددة، ولا تزال مستمرة، مثلهم مثل الآلاف من السودانيين الذين هجروا منازلهم وديارهم بسبب حرب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. النساء يدفعن ثمن الحرب من صحتهن معاناة النساء بسبب الحرب وتأثيرها على صحتهن وصحة أطفالهن، سواءً على صحتهن الجسدية، أو النفسية، أو الإنجابية، أو في سبيل الحصول على الخدمات الصحية على قلتها وتدهورها بسبب الحرب. فيضطرن إلى قطع المسافات الطويلة، ويواجهن مخاطر جمة. هذه الأوضاع تتدهور يومًا بعد يوم مع استمرار الحرب، ويزداد عدد الضحايا، مما يتطلب الانتباه إلى هذه المعاناة والعمل على إيقاف نزيف الدم وتوفير الاحتياجات الصحية للنساء في أماكن قريبة لتواجدهن وبأسعار تتناسب مع ظروفهن الاقتصادية.

من قلب أستراليا... مزرعة تطور طحالب تحدّ من تأثير الأبقار المناخي
من قلب أستراليا... مزرعة تطور طحالب تحدّ من تأثير الأبقار المناخي

العين الإخبارية

timeمنذ 5 أيام

  • العين الإخبارية

من قلب أستراليا... مزرعة تطور طحالب تحدّ من تأثير الأبقار المناخي

تم تحديثه الخميس 2025/5/15 05:59 م بتوقيت أبوظبي تنتج مزرعة تقع قبالة ساحل تريابونا في تسمانيا الاسترالية لا يُستعمل فيها الريّ والأسمدة، نوعا من الطحالب يُعرف باسم «أسباراغوبسيس» ويهدف استخدامه إلى تقليل التأثير المناخي للمواشي. سبق أن أثبتت أكثر من أربعين دراسة علمية فوائد الـ"أسباراغوبسيس"، بحسب الباحثة فران كاولي. تتمتع هذه الطحالب الحمراء المتوفرة بكميات كبيرة على ساحل الجزيرة الأسترالية والتي تكون على شكل مكمّل غذائي مدمج في العلف أو الحبوب، بقدرة على خفض كميات غاز الميثان الذي تطلقه الحيوانات المجترة عن طريق التجشؤ والغازات، كما أوردت وكالة "فرانس برس". وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتج الحيوانات المجترة، من خلال عمليات الهضم، نحو ثلث انبعاثات غاز الميثان، وهو ثاني أكبر غاز مسبب للاحترار المناخي حالياً. تقول كاولي، وهي الأستاذة في كلية العلوم الريفية والبيئية في جامعة نيو إنغلاند "إذا تم استخدام المقياس الأكثر دقة في المختبر للحد من انبعاث الميثان، فإن الأسباراغوبسيس قادر على إزالة 95% من انبعاث الميثان من الحيوانات التي تتناوله". وقادت كاولي أطول تجربة ميدانية، بحسب قولها. وبعد مرور 200 يوم في حظائر تسمين مواشٍ في كوينزلاند بأستراليا، انخفضت انبعاثات الحيوانات إلى النصف خلال هذه الفترة مقارنة بمواش لم تتلق مكملات، وفق نتائج نُشرت في أغسطس/آب 2024. وهذا يمثل تحسّنا مقارنة بدراسة سابقة كانت الأكثر شمولا في هذا المجال، ولم تتوصل سوى إلى انخفاض بنسبة 28% فقط في القطيع الياباني. بحسب كاولي، تؤثر مادة البروموفورم الموجودة في الأعشاب البحرية على الجهاز الهضمي من خلال تقليل التجشؤ وانتفاخ البطن، ولكن ليس لها تأثير سلبي على صحة الحيوانات التي تتناولها، ولا على المنتجات المصنوعة منها. وتقول الباحثة "قد يكون البروموفورم مسببا للسرطان. لكن يتم إعطاؤه بكميات صغيرة جدا ويذوب بشكل تام في الأمعاء، ولا يتراكم في الحليب أو اللحوم التي لا يتأثر طعمها أو قوامه". مجال بحثي في تريابونا في شرق تسمانيا، يصنّع الرئيس التنفيذي لـ"سي فورست" في مزرعته البحرية الضخمة، مكملات غذائية من طحالب، على شكل زيوت وحبيبات وحجارة. بعد خمسة عشر عاما في قطاع النسيج، بدأ سام إلسوم عام 2019 يعمل في هذا المجال، ليصبح "محفّزا لزراعة مستدامة، من دون أي تكلفة إضافية على المزارعين أو المستهلكين". يُنَفَّذ جزء من الإنتاج في البحر وجزء آخر في المزرعة داخل أحواض مزودة بمياه البحر، "وهي بيئة تتيح التحكم بالضوء، وكمية العناصر الغذائية، وتوافر الكربون، والأهم من ذلك يمكن تكرارها بسهولة أكبر من الإنتاج في البحر". ويقول إلسوم إنه يعمل أصلا مع "أشغروف"، وهي شركة منتجة للألبان في تسمانيا، وسلسلة مطاعم "غريلد" المنتشرة في مختلف أنحاء أستراليا، مشيرا إلى اتفاق وُقّع في العام الفائت مع "موريسونز"، وهي سلسلة متاجر سوبرماركت بريطانية. ويضيف "لقد أجرينا أيضا مناقشات مشجعة جدا مع منتجي ألبان في فرنسا، وتقدّمنا بطلب للحصول على ترخيص لمنتجاتنا من هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA)". تقول فران كاولي "في ما يخص التنظيم، لا يوجد أي حافز لمنتج الثروة الحيوانية ولا يُرغَمون على تقليص انبعاثات غاز الميثان على الأقل في أستراليا، ولكن حتى في بقية أنحاء العالم"، مضيفة "لا تزال الطحالب باهظة الثمن. وينبغي الحصول على قيمة كبيرة منها لتصبح مجدية، ولكن هذا ليس هو الوضع في الوقت الراهن". ماذا عن الغالبية العظمى من الحيوانات المجترة التي تُربَّى في الهواء الطلق في العالم؟ تجيب كاولي "لا يمكننا إضافة هذا المكمل الغذائي إلى العشب الذي تتغذى عليه". لكنّ الباحثة تبدي تفاؤلا. وتقول "إنه مجال بحثي جديد إلى حد ما، وقد تقدّم بشكل هائل في غضون عشر سنوات فقط، وأتوقّع أن يتم إنشاء منتجات جديدة خلال العامين إلى الخمسة أعوام المقبلة". aXA6IDgyLjI1LjI1MC44NSA= جزيرة ام اند امز FR

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store