رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا
وهل ما يجري على الأمة في زماننا إلا حصائد صمتهم عن الباطل، وخذلانهم للحق طمعًا في فتات المال وطاعة للسلطان؟!
وَعَبَثًا تستنهض أمةً بات زعماؤها عبيدًا لطواغيت الأرض والغزاة، وعلماءُ السوء فيها تَبَعًا لشهواتهم ورغباتهم وأهوائهم طمعًا في الفتات، ونخبُها السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية في سُبات، وشعوبُها جلُّهم أمواتٌ.
فلن يقاتل مع الحق وينتصر للمستضعفين إلا من أبى أن يكون مع الخوالف، وبدَّد كل المخاوف مهما عصفت العواصف، فسطَّرَ لأعظم المواقف.
ولن ينهض بمسؤوليته إلا شعبٌ أقام بنيانه على دين الإسلام، واستضاء بهدي القرآن، ومضى على خطى رسول الله وعلي والحسن والحسين وزيدٍ جهادًا في سبيل الله لمواجهة قوى البغي والظلم والطغيان، وارتضى بأعلام الهدى وقرناء الذكر قادةً وأعلامًا.
ولن ينتصر لغزة إلا أولئك الذين تربَّوا في مدرسة الإمام زيد عليه السلام، وتعلَّموا منه إرادةَ الحياة بعزَّةٍ وإباءٍ، ف«مَنْ أَحَبَّ الْحَيَاةَ عَاشَ ذَلِيلًا».
ولن يساند غزة إلا رجالٌ تعلَّموا من إمامهم زيد إسنادَ المستضعفين بحرِّ السيوف، ف«مَا كَرِهَ قَوْمٌ قَطُّ حَرَّ السُّيُوفِ إِلَّا ذَلُّوا».
ولن يُقَدِّم الدعمَ لغزة إلا شعبٌ تعلَّم من الإمام زيد ألَّا يسكت وقد خُولِف كتابُ الله واحتُكِم إلى الطاغوت، ف«مَا يَدَعُنِي كِتَابُ اللهِ أَنْ أَسْكُتَ».. فإنَّ من خذلوا الإمام عليًّا والإمام الحسين والإمام زيد والنفس الزكية والآل الكرام، لن يتَّخذوا المواقفَ المشرفةَ مع غزة رغم جرائم الإبادة والقتل بالقصف والتجويع والأهوال العظام.
ناهيك عن حياة الذلِّ والخضوع والخنوع والهوان، والطاعة والولاء لأعداء الله والغزاة المعتدين، وقوى الظلم والهيمنة والاستكبار والإجرام.
وحَسَنًا فعلتَ أبا عبيدة إذ أقمت الحجة على شعوب وحكام وعلمائها ومثقفيها برسالة جليَّة بأوضح بيان.. وأنى لأمةٍ اتبعت كلَّ ناعقٍ، جحدت الحقَّ وآمنت بالباطل الزاهق، فخذلت المظلوم الصادق ونصرت الظالم الفاسق، أن تدرك عواقب الصمت والخذلان؟!
وكأنِّي بحكَّام وطواغيت الأمة يقولون لك كما قال الطاغية هشام بن عبد الملك للإمام زيد: «يا أبا عبيدة، لا تؤذِ محتلَّنا وغاصبَ أرضنا وقاتلَ أطفالنا ونسائنا!».
فإن قابلوا رسالتك اليوم بالتجاهل والاستخفاف والإعراض، فقد قابلوا رسالة الإمام زيد من قبل بالإعراض والإنكار.
ففي زمنٍ قريب العهد برسول الله، توجَّه الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن فاطمة الزهراء بضعة رسول الله، إلى علماء الأمة برسالته الخالدة؛ يستنهضهم ويذكِّرهم بمسؤوليتهم إتجاه الحق ودين الله، ويحذِّرهم من عواقب الصمت على الباطل والخذلان لأولياء الله قرناء القرآن.
وفي زمنٍ اتَّخذ فيه سلاطين الجور لدين الله دَغَلا، ولعباد الله خَوَلاً، ولمال الله دولاً.. فلما أرسل برسالته لعلماء الأمة التي جاء فيها:
«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَعْظُمُ عَلَيْكُمْ — يَا مَعْشَرَ الْعُلَمَاءِ — صَمْتَكُمْ عَنْ بَيِّنَاتِ الظُّلْمِ، وَسُكُوتَكُمْ عَنْ فَرَائِضِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنْتُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا نَزَلَ بِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مِنَ الْمَظَالِمِ!
أَتَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ أَنْ تَكُونُوا شُرَكَاءَ لِلظَّالِمِينَ بِالسُّكُوتِ عَلَى جَوْرِهِمْ، وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ:
**﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾** [هود: 113]؟!
فَوَاللَّهِ مَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ **اسْتَحَلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ**، وَأَخَذُوا أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ!
فَلِمَ لَا تَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ تَرَوْنَهُ؟! أَمَّا خِفْتُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ؟! أَمْ رَغِبْتُمْ فِي فُضُولِ الْعَطَايَا مِنْ دُنْيَا زَائِلَةٍ؟!
أَلَا وَإِنَّكُمْ — بِتَرْكِكُمُ النَّصِيحَةَ — **بَاءَتْ عَلَيْكُمُ الْمَظَالِمُ**، وَسَتُسْأَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَتَمْتُمْ مِنَ الْعِلْمِ!
فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَكُونُوا **أَنْصَارَ الدِّينِ**، لَا خُدَّامَ السُّلْطَانِ! فَإِنَّ الْعَالِمَ مَنْ لَمْ تُرْغِبْهُ دُنْيَا، وَلَمْ تُرْهِبْهُ سُلْطَانٌ.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ **سَكَتَ عَلَى الْبَاطِلِ**، فَهُوَ شَيْطَانٌ أَخْرَسُ! وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، فَهُوَ شَيْطَانٌ نَاطِقٌ.
فَاخْرُجُوا مِنْ ظُلْمَةِ الرِّضَا بِالْبَاطِلِ، وَكُونُوا مَعَ الْحَقِّ وَأَهْلِهِ، يُنْجِكُمُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ.»
فلم يستجب له إلا قليلٌ من الأوَّلين، ممن لا يصمت عن الظلم، ولا يبيع دينه بمنصبٍ أو مال، ويطمع برضوان الله على رضا السلطان.
وكذلك الحال اليوم؛ فلن يستجيب لنداءات واستغاثات الملهوفين المقهورين إلا إخوان الصدق في يمن الحكمة والإيمان.
فأولئك السابقون بالخيرات، الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، المجاهدون في سبيل الله نصرةً ودعمًا وإسنادًا للمظلومين في غزة؛ كسرًا لحصارهم، وإنقاذًا لجوعاهم، وردعًا للمعتدين، وغزاة الأوطان.
إنهم القادمون بحول الله وقوته لتطهير المقدسات من دنس اليهود الغاصبين المحتلين، والتحرير لكامل أرض فلسطين ، مهما بلغت حجم التضحيات؛
فهي أهونُ مِن عذاب الله والخسران المبين.. وسيعلم الذين خانوا وتآمروا وتخاذلوا وظلموا إخوانهم في غزة وفلسطين طاعةً لقوى الهيمنة والطغيان، أيَّ منقلبٍ ينقلبون.. والعاقبة للمتقين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 2 ساعات
- بوابة ماسبيرو
مطالبات فلسطينية بمراجعة قرار فرض عقوبات أمريكية على مسؤولين بالسلطة
أكد مسؤولون فلسطينيون أن العقوبات الأمريكية التي فرضت على مسؤولين بالسلطة ومنظمة التحرير لن تؤثر على العمل الدبلوماسي والسياسي ضمن القوانين والقرارات الدولية، مطالبين واشنطن بمراجعة هذا القرار. وطالب وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية الدكتور عمر عوض الله، اليوم الأحد، الولايات المتحدة الأمريكية بالانخراط مع المنظومة الدولية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدلا من سياسة فرض العقوبات. وقال عوض الله في تصريح لقناة صينية ناطقة بالعربية "يجب على واشنطن مراجعة قرار فرض عقوبات على مسؤولين في السلطة"، مضيفا أن البيان الصادر بهذا الشأن يتضمن الكثير من المغالطات والاتهامات لحكومة دولة فلسطين، وأكد أن السلطة الفلسطينية تحافظ على حقوق شعبها وتستخدم القانون الدولي في كل تحركاتها ولا تخالف قواعد القانون الدولي، كما ستواصل العمل على المستوى الدولي والقانوني والدبلوماسي والسياسي بشكل كبير للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. ومن جانبه، قال عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور عمر الغول إن الرد الأمثل على فرض عقوبات أمريكية على مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير المضي قدما في التحرك الدبلوماسي على المستوى الدولي لإنهاء الصراع في المنطقة. وأضاف الغول أن الولايات المتحدة تعمل بكافة الوسائل والسبل لتقويض مكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات وتريد أن يكتم الصوت الفلسطيني وألا يسمح له بأن يكون موجودا وحاضرا في المنابر الدولية والأممية، خاصة بعد مؤتمر نيويورك.


مستقبل وطن
منذ 2 ساعات
- مستقبل وطن
مطالبات فلسطينية بمراجعة قرار فرض عقوبات أمريكية على مسؤولين بالسلطة ومنظمة التحرير
أكد مسؤولون فلسطينيون أن العقوبات الأمريكية التي فرضت على مسؤولين بالسلطة ومنظمة التحرير لن تؤثر على العمل الدبلوماسي والسياسي ضمن القوانين والقرارات الدولية، مطالبين واشنطن بمراجعة هذا القرار. وطالب وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية الدكتور عمر عوض الله اليوم الأحد، الولايات المتحدة الأمريكية بالانخراط مع المنظومة الدولية لإنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي بدلًا من سياسة فرض العقوبات. وقال عوض الله ـ في تصريح خاص لقناة 'سي جي تي إن' الصينية الناطقة بالعربية ـ "يجب على واشنطن مراجعة قرار فرض عقوبات على مسؤولين في السلطة"، مضيفًا أن البيان الصادر بهذا الشأن يتضمن الكثير من المغالطات والاتهامات لحكومة دولة فلسطين. وأكد أن السلطة الفلسطينية تحافظ على حقوق شعبها وتستخدم القانون الدولي في كل تحركاتها ولا تخالف قواعد القانون الدولي، كما ستواصل العمل على المستوى الدولي والقانوني والدبلوماسي والسياسي بشكل كبير للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. ومن جانبه، قال عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور عمر الغول إن الرد الأمثل على فرض عقوبات أمريكية على مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير المضي قدما في التحرك الدبلوماسي على المستوى الدولي لإنهاء الصراع في المنطقة. وأضاف الغول أن الولايات المتحدة تعمل بكافة الوسائل والسبل لتقويض مكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات وتريد أن يكتم الصوت الفلسطيني وألا يسمح له بأن يكون موجودا وحاضرا في المنابر الدولية والأممية، خاصة بعد مؤتمر نيويورك.


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مصر.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديو لوالده عما قاله له صدام حسين قبل غزو الكويت
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- نشر علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، مقطع فيديو لوالده الراحل وهو يتحدث خلال زيارته للعراق، وبجانبه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي أكد له أنه "لا ينوي الهجوم على الكويت" قبل أن يقوم بغزوها، وسط تفاعل. وقال حسني مبارك في مقطع الفيديو الذي نشره نجله علاء: "أنا جيت المرة دي حقيقة للعراق، وكنت عاوز أجي من فترة طويلة، لأن إحنا معنوياتنا أساسا في مصر ارتفعت بعد النصر الذي تم في العراق، ولأننا متأكيدن تماما أن العراق لا يريد أن يستولي على أرض غير أرضه، وأن العراق لا يريد إلا أن يستعيد أرضه فقط". This is a Twitter Status وأردف الرئيس المصري الراحل: "هذا أمر مبدئي سمعته من الرئيس صدام كثيرا وله منا ومن شعب مصر كل احترام وتقدير، ولكن العراق ليس لها أي تفكير في أن تحتل أي شبر من أي أرض أخرى، سواء إيران أو غير إيران، وذلك أن جيت أعبر عن شعوري وشعور الشعب المصري على النصر الذي تحقق في العراق، وأتمنى للعراق الشقيق وإخواننا وعلى رأسهم الرئيس صدام حسين إن شاء الله إلى النصر حتى يعود السلام والوئام في المنطقة، لأن دا من مصلحة الشعوب، وحتى لا تستنزف الموارد ضد إرادة الشعوب، وأن أتكلم مع أخي الرئيس صدام حسين". وعلق علاء مبارك على مقطع الفيديو الذي نشره عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا، قائلا: "2 أغسطس 1990؛ ذكرى غزو العراق للكويت؛ الرئيس صدام قال للرئيس مبارك إنه لا ينوي الهجوم على الكويت!!". وأثار الفيديو تفاعلا واسعا بين مستخدمين لمنصة "إكس"، ورد أحد المتابعين بقوله لعلاء مبارك: "عزيزي الفيديو سنة 1988 قبل الأحداث بسنتين". This is a Twitter Status فرد عليه علاء مبارك معلقا: "تمام 1988 عزيزي ركز عشان نفهم (العراق ليس له أي تفكير في احتلال أي شبر من أراضي أخرى لا إيران ولا غير إيران". This is a Twitter Status وعلق متابع آخر قائلا: "ليس غزوا"، ليرد علاء مباكر ساخرا: "سياحة". This is a Twitter Status وقال مستخدم ثالث: "علشان الرئيس مبارك كان لابس ساعة فيها جهاز تصنت على صدام وأخدها منه صدام بعد ما شك فيها واتأكد بعد كده أنه جهاز تصنت لصالح الأمريكان". This is a Twitter Status فرد نجل الرئيس المصري الراحل: "دمك خفيف".