logo
القرار اتُخذ..صيفٌ ساخن ورعبٌ قادم

القرار اتُخذ..صيفٌ ساخن ورعبٌ قادم

يمرسمنذ يوم واحد

عبثًا "يحاول العدوّ الإسرائيلي استعادة الردع، من خلال العدوان المتكرّر على المنشآت المدنية" في اليمن؛ فمهما كان حجمُ العدوان و"مهما تكرّر فلن يؤثِّرَ إطلاقًا على موقفِ شعبنا؛ لأَنَّه موقف ديني".
العدوّ "أراد أن يتفرَّدَ بالشعب الفلسطيني دون أن تكون هناك ردةُ فعل من أي بلد مسلم"، وبقي العدوّ في موقفٍ ضعيف "عقب توقّف العدوان الأمريكي نتيجة فشله"؛ هكذا لخَّصَ السيدُ القائد عبدُ الملك بدر الدين الحوثي –يحفظُه الله- المشهد في محاضرةٍ له عصر اليوم الأربعاء.
كلام السيد القائد الوارد في ثنايا محاضرته الأخيرة؛ وضع النقاط على الحروف، ليأتي بعدها الخطاب الرئاسي، الذي لم يكن ليقرأ بمعزلٍ عن المشهد المحلي والإقليمي والدولي.
من مطار صنعاء الدولي، الذي استهدفه العدوان الصهيوني في لحظةٍ تكشف حجم انزعَاجه من الدور اليمني المتقدم؛ انطلقت رسائل الرئيس المشاط كصواريخَ حارقة، متجاوزة حدود الزمان والمكان، توجز للعالم ملامح المعركة الكبرى القادمة.
المشير الركن مهدي محمد المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى جدَّدَ موقف اليمن الواضح والحاسم في دعم المقاومة الفلسطينية، واضعًا العدوّ الصهيوني وشركات الطيران العالمية في الصورة من معادلة الردع.
معادلةٌ تتجاوز رد الفعل إلى الفعل المبادر، وتتجه نحو تصعيدٍ استراتيجي لا تراجع عنه حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وبعبارةٍ قاطعة، فتح المشاط باب "الصيف الساخن" على مصراعَيه، منذرًا بالمزيد من الرد والردع والتحدي.
"الملاجئ لن تكون آمنة"، عبارة كرّرها الرئيس المشاط محذِّرًا من أسماهم ب"قُطعان الصهاينة"، ومؤكّدًا أن حكومتَهم الفاشلةَ برئاسة مجرم الحرب نتنياهو غيرُ قادرة على حمايتهم، رسالةٌ وإن جاءت بلُغة الحرب النفسية، إلا أن حقيقتَها تعيد صِياغةَ حالة الرعب وتهشِّمُ قاعدةَ الأمن الصهيونية.
لكل الشركات، جاءت رسالة التحذير المباشر، لمن لا تزال تسيّر رحلاتها إلى مطار اللُّد المحتلّ (المسمَّى زيفًا "بن غوريون")، أنَّ "هذا المطار بات ضمن بنك الأهداف"، وأن كُلّ الطائرات التي تحط فيه أَو تقلع منه في دائرة الاستهداف المشروع.
تحذيرٌ جاء مدعومًا بسجلٍ عملياتي يمني حافل منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، أثبت فيه اليمن قدرته على تجاوز البحار والمضائق وبلوغ الأهداف بدقة، من ميناء أم الرشراش "إيلات" إلى موانئ الاحتلال في البحر المتوسط.
المشاط لم يتحدث فقط عن إمْكَانية الضرب، بل أشار إلى أن الصواريخ اليمنية"ستُصمِّمُ على الوصول لهدفها"، في إشارة ذكية إلى تجاوز مرحلة الإنذارات إلى مرحلة الإيلام المباشر.
خطابُ المشاط حمل رسائلَ تقنيةً وعسكرية لافتة، وإشارتُه إلى الطائراتِ الأمريكية الشبحية من طرازF-35، والتي يستخدمُها كيان العدوّ في عدوانه على اليمن؛"ستسقط"، تصريح يشير إلى تطور نوعي في القدرات الدفاعية اليمنية ، ويدق ناقوس الخطر أمام كُلّ من يتعامل مع الكيان عسكريًّا أَو تجاريًّا.
واختتم الرئيس المشاط خطابه بالتأكيد على أن "على الصهاينة انتظار صيف ساخن"، عبارةٌ تلخّص كُلّ ما سبقها من مواقف ورسائل؛ فالصيفُ لم يعد فصلًا زمنيًّا بقدر ما أصبح رمزًا استراتيجيًّا لمعركة الرد والردع والانتصار اليماني.
رسائل القيادة الثورية السياسية والعسكرية اليمنية تؤكّد أن اليمن بات رقمًا يصعُبُ تجاوُزُه، عسكريًّا؛ صواريخ ومسيّرات تصل إلى أبعد مدى، وتفرض إيقاعها على شركات الطيران العالمية، شعبيًّا؛ زخم جماهيري داعم لا يُقارن، واصطفاف قبلي وشعبي نادر، سياسيًّا؛ موقف صُلب وواضح في زمن الرمادية والانبطاح.
إنها معركة كسر الإرادات، لا كسر العظام، واليمنيون ، كما قال قائد الثورة، "إذا قالوا فعلوا، وَإذَا وعدوا أوفوا، وَإذَا قرّروا تقدموا"؛ فلينتظر العدوّ "صيفًا ساخنًا"، ملبدًا بالرعب والخسائر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما حكم زيارة المقابر في أول أيام عيد الأضحى؟.. واعظة تُجيب
ما حكم زيارة المقابر في أول أيام عيد الأضحى؟.. واعظة تُجيب

الأسبوع

timeمنذ 24 دقائق

  • الأسبوع

ما حكم زيارة المقابر في أول أيام عيد الأضحى؟.. واعظة تُجيب

زيارة المقابر رضوى ناصر كشفت أمال غالب، الواعظة بوزارة الأوقاف، عن حكم زيارة المقابر في أول أيام عيد الأضحى، مشيرة إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها، فإنها تذكركم بالآخرة". وقالت الواعظة بوزارة الأوقاف، خلال حديثها ببرنامج «أنا وهو وهي»، المذاع على قناة صدى البلد، إن زيارة المقابر في الأعياد مستحبة شرعًا. وأضافت أن النهي الأول عن زيارة القبور جاء بسبب ما كان يحدث من مظاهر النياحة والسلوكيات السلبية، ثم أُبيحت الزيارة بعد ذلك للعظة والاتعاظ، خاصة للنساء بعد طلب السيدة عائشة رضي الله عنها، بشرط الالتزام بآداب الزيارة كعدم التبرج أو الاختلاط أو النياحة. وتابعت أن البكاء على الميت ليس حرامًا، بل هو رحمة، مشيرة إلى أن زيارة القبور في العيد ليست ممنوعة، بل محببة لما فيها من وفاء ودعاء للأموات، فهم يشعرون بالزيارة ويفرحون بها كما يفرح الأحياء بالتزاور في العيد.

وزير العمل يعلن موعد وأيام إجازة عيد الأضحى للقطاع الخاص
وزير العمل يعلن موعد وأيام إجازة عيد الأضحى للقطاع الخاص

النبأ

timeمنذ ساعة واحدة

  • النبأ

وزير العمل يعلن موعد وأيام إجازة عيد الأضحى للقطاع الخاص

أعلن وزير العمل، محمد جبران، أن الفترة من الخميس الموافق 5 يونيو حتى الإثنين 9 يونيو 2025، تُعد إجازة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في القطاع الخاص، بمناسبة عيد الأضحى المبارك. م واعيد الإجازات الرسمية بين مختلف قطاعات الدولة وأوضح الوزير، في بيان رسمي اليوم الأحد، أن منح هذه الإجازة يأتي في إطار الحرص على توحيد م واعيد الإجازات الرسمية بين مختلف قطاعات الدولة، تحقيقًا للبعدين الاجتماعي والقومي، مؤكدًا أن تشغيل العاملين خلال هذه الفترة سيكون متاحًا في حالات الضرورة، وفقًا لأحكام المادة (52) من قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 والقرارات المنفذة له، على أن يُمنح العامل تعويضًا عن عمله في هذه الأيام طبقًا للقانون. وفي هذا السياق، أصدرت وزارة العمل كتابًا دوريًا لتنظيم آلية تطبيق الإجازة، مؤكدة على جميع رؤساء الإدارات المركزية بالديوان العام، ومديري مديريات العمل بالمحافظات، بضرورة تعميم أحكام هذا الكتاب في مواقع العمل والإنتاج، واتخاذ ما يلزم لضمان تنفيذه. ويأتي هذا القرار بالتوازي مع قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1803 لسنة 2025، والذي اعتبر نفس الفترة إجازة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في الوزارات، والمصالح الحكومية، والهيئات العامة، ووحدات الإدارة المحلية، وشركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام، مع استمرار أعمال الامتحانات في موعدها المحدد حال وجودها. وفي ختام البيان، تقدّم وزير العمل، محمد جبران، بأطيب التهاني إلى عمال مصر وشعبها الكريم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، داعيًا الله أن يُعيده على البلاد بالخير واليُمن والبركات، في ظل قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

الأهداف الاستراتيجية للعدوان على غزة وعلاقتها بمشروع الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة
الأهداف الاستراتيجية للعدوان على غزة وعلاقتها بمشروع الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة

يمني برس

timeمنذ 2 ساعات

  • يمني برس

الأهداف الاستراتيجية للعدوان على غزة وعلاقتها بمشروع الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة

تعيش القضية الفلسطينية واحدة من أخطر مراحلها منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948، إذ لم تعد المخاطر تقتصر على الاحتلال العسكري أو التهويد الجغرافي، بل اتجه المشروع الصهيوني نحو تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، وتحقيق هيمنة شاملة على المنطقة العربية سياسيًا، اقتصاديًا، وأمنيًا. منذ السابع من أكتوبر دخلت القضية الفلسطينية، بل والمنطقة العربية، أخطر مرحلة في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، الذي يستعجل في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لزرعه كعضو سرطاني في البلاد العربية، قبل تحقق 'نبوءات العقد الثامن'، وما يتضمنه من نهاية للكيان، وهي تلك الأهداف التي ترتكز أولا على مسارات التصفية، مرتبطة بمشروع الهيمنة الأوسع على المنطقة. تصفية القضية الفلسطينية: قضايا الحل النهائي تمثل لبّ الصراع وجوهره، وأي اتفاق سلام لا يشمل حلولاً عادلة لهذه القضايا سيبقى هشًا ومؤقتًا. وقد فشلت جميع المحاولات السابقة (كامب ديفيد، طابا، أنابوليس، وغيرها) في الوصول إلى تسوية شاملة بسبب هذه القضايا. وعلى رأس تلك القضايا: اللاجئين حق العودة، القدس ، الاستيطان، والمياه. وفي كل هذه العناصر يعمل العدو الإسرائيلي على شطب حق العودة، وفرض السيادة الكاملة على القدس والأقصى، وتوسيع الاستيطان وضم المغتصبات الكبرى، وبناء مغتصبات جديدة. محاولات شطب قضية اللاجئين: فيما يخص اللاجئين يسعى الكيان الصهيوني منذ عقود إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر شطب حق العودة من أي تسوية مستقبلية. يتم ذلك من خلال الضغط على الدول المضيفة لقبول التوطين، مثل سوريا والأردن ولبنان، ومن أدوات شطب قضية اللاجئين محاولاتُ تفكيك وكالة الأونروا، وتغييب هذا الملف من الخطاب الدولي. بعد عملية 'طوفان الأقصى' في 7 أكتوبر 2023، كثّفت 'إسرائيل' جهودها لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، مستهدفة بذلك 'وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين' (الأونروا)، التي تُعَدُّ الشاهد الدولي الرئيس على نكبة عام 1948 وحق العودة. في أكتوبر 2024، صادق 'الكنيست' الإسرائيلي على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية. كما أبلغت 'إسرائيل' الأمم المتحدة رسميًا بإلغاء الاتفاقية الموقعة عام 1967 التي سمحت للوكالة بالعمل في هذه المناطق، ما أدى إلى إنهاء العلاقات الرسمية معها . وفي السياق زعم الكيان أن عددًا من موظفي الأونروا شاركوا في هجوم 'طوفان الأقصى'، ما دفع بعض الدول المانحة إلى تعليق تمويلها للوكالة. غير أن الأمم المتحدة أجرت تحقيقًا مستقلًا خلص إلى عدم وجود أدلة تدعم هذه الاتهامات، وأكدت حيادية الأونروا . خلال العدوان المتوحش على غزة، تعرضت منشآت الأونروا -بما في ذلك المدارس ومراكز الإيواء- للقصف الإسرائيلي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 200 من موظفيها. كما تم تقييد وصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها الوكالة، ما زاد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين . من جهتها حذرت حركة حماس من مساعٍ إسرائيلية -بدعم من أطراف دولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية- لاستبدال هيئات أخرى مكان الأونروا، بهدف تحويل قضية اللاجئين من مسألة سياسية تتعلق بحق العودة إلى قضية إنسانية بحتة، ما يُسهم في تصفية حق العودة من الأجندة الدولية. هذه الإجراءات الصهيونية تهدف إلى تقويض دور الأونروا كشاهد دولي على نكبة الفلسطينيين، وتجريد اللاجئين من حقوقهم، خاصة حق العودة. كما تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين الذين يعتمدون بشكل كبير على خدمات الأونروا في مجالات التعليم والصحة والإغاثة. في ظل هذه التطورات، تُعدّ الأونروا آخر المؤسسات الدولية التي تُعنى بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، ويُعَد استهدافها خطوة خطيرة نحو تصفية القضية الفلسطينية. تشكل القدس القلب الرمزي والديني والسياسي للقضية الفلسطينية، ولذا يسعى الكيان المجرم إلى فرض واقع جديد في المدينة، وذلك عبر: تكثيف الاستيطان، طرد السكان، تغيير المعالم، وفرض السيادة المطلقة على المسجد الأقصى. وبعد عملية 'طوفان الأقصى' في 7 أكتوبر 2023، صعّد الكيان الغاصب بشكل ملحوظ من خطوات تهويد القدس، مستغلا الانشغال الدولي بالمأساة الإنسانية في غزة، ومستخدما أدوات استيطانية ودينية لفرض واقع جديد في المدينة المقدسة. حيث شهد المسجد الأقصى تصعيدًا غير مسبوق في اقتحامات المغتصبين، حيث اقتحم أكثر من 2000 مغتصب صهيوني المسجد بحماية أمنية مشددة خلال ذكرى احتلال القدس في مايو 2025. كما ناقش 'الكنيست' ما يسمى مشروع 'حرية العبادة لليهود'، الذي يهدف إلى تقسيم الأقصى مكانيًا بين المسلمين واليهود، وتخصيص 70% من ساحاته لليهود، وهو ما يُعد تمهيدًا لفرض واقع دائم داخل الحرم الشريف. من جهة أخرى سارعت 'حكومة' العدو في تنفيذ مشاريع 'استيطانية' ضخمة، تضمنت بناء أكثر من 1000 وحدة 'استيطانية' جديدة في مغتصبات مثل 'نوف تسيون' و'هار حوما'، وتوسيع حدود بلدية القدس لضم مغتصبات محيطة مثل 'معاليه أدوميم' و'جفعات زئيف'. تهدف هذه الخطوات إلى تطويق الأحياء الفلسطينية ودمج القدس الشرقية مع الغربية، ما يعيق أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا. كما نشطت جمعيات 'استيطانية' مثل 'عطيرت كوهانيم' و'العاد' في الاستيلاء على عقارات فلسطينية داخل البلدة القديمة ومحيطها، خاصة في أحياء سلوان والشيخ جراح. تستخدم هذه الجمعيات أدوات 'قانونية' ومالية للسيطرة على الممتلكات، وتعمل على تهويد الحي الإسلامي والمسيحي، ما يهدد الطابع العربي والإسلامي للمدينة. وتحت شعار 'تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية' أطلقت حكومة العدو الإسرائيلي خطة 'القرار 3790' لـ'تطوير القدس الشرقية'، إلا أن هذه الخطة تُستخدم كغطاء لتهويد المدينة، من خلال تغيير المناهج التعليمية، وفرض اللغة العبرية، وتهميش المؤسسات الفلسطينية، بهدف دمج السكان الفلسطينيين قسرًا في المنظومة الإسرائيلية. ترافقت هذه السياسات مع إجراءات لعزل القدس الشرقية عن باقي الأراضي الفلسطينية، من خلال الحواجز الأمنية، وسحب الهويات، وهدم المنازل، ما يؤدي إلى تهجير قسري للسكان الفلسطينيين، وتقليص وجودهم في المدينة. فصل غزة عن الضفة الغربية يعمل الكيان المؤقت على تكريس الانقسام الجغرافي والسياسي بين غزة والضفة، عبر حصار غزة وتحويلها إلى كيان منفصل سياسيًا، تمهيدًا لفرض حل منفصل عليها دون ارتباط بمشروع الدولة الفلسطينية، بعد 'طوفان الأقصى' كثّف العدو الصهيوني جهود فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، مستغلا الحرب على غزة كغطاء لتسريع تنفيذ سياسات تقويض وحدة الأراضي الفلسطينية. فسارع الكيان الغاصب إلى إغلاق شامل للضفة الغربية، وعزل المدن والقرى بعضها عن بعض، من خلال إقامة حواجز عسكرية وكتل إسمنتية، ما حوّل الضفة إلى كانتونات معزولة. كما أنشأ جدرانًا معدنية تفصل القرى الفلسطينية عن الطرق الرئيسية، مثل الجدار الذي عزل بلدة سنجل عن الطريق رقم 60، بهدف فصل الفلسطينيين عن أراضيهم، وتسهيل توسع المغتصبات. إلى ذلك استغل العدو الإسرائيلي هذه الحرب لتسريع خطوات ضم الضفة الغربية، من خلال تكثيف البناء الاستيطاني، وشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية، وبناء شبكة طرق تربط المغتصبات بعضها ببعض، ما يعمّق الفصل بين الضفة وغزة، ويقوّض إمكانية إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا. وبإزاء ذلك شن العدو الإسرائيلي عمليات عدوانية واسعة النطاق في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، مثل مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، بهدف تهجير السكان، ومحو رمزية المخيمات كرمز لحق العودة. مشروع الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة ليس خافيا أن 'إسرائيل'، ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، تهدف إلى فرض نفسها كقوة مركزية في النظام الإقليمي الجديد، من خلال اختراق أنظمة الحكم العربية، وبناء تحالفات أمنية واستخباراتية تضمن تفوقها وتفكك الجبهة العربية. وبعد أن كانت فلسطين شرطًا لأي تطبيع عربي، باتت 'إسرائيل' تسعى لتطبيع مجاني عبر اتفاقيات أمنية وتجارية لا تتطلب منها أي تنازل سياسي، ما يُضعف القضية ويعزل الفلسطينيين عن عمقهم العربي. إلى ذلك تركز 'إسرائيل' على مشاريع الغاز في البحر المتوسط، وربط شبكات الكهرباء والاتصالات والموانئ بالدول المحيطة بفلسطين المحتلة، بما يجعلها مركزًا اقتصاديًا لا يمكن تجاوزه. وتعتمد 'إسرائيل' في كل ذلك على علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة والغرب، كما تعمل على توسيع نفوذها مع دول مثل الصين والهند، وذلك بهدف تقوية موقفها، والحصول على الدعم سياسيًا واقتصاديًا بما يمكنها من فرض أجندتها الإقليمية، كلاعبٍ رئيس ومهيمن على قطاعات الطاقة والثروة والتكنولوجيا. خلاصة: إن ما نشهده اليوم من أحداث لا يمكن اختزاله في نزاع جغرافي على حدود أو موارد، بل هو صراع وجودي يتجاوز المسائل السياسية التقليدية. إنه صراع على الهوية والكرامة والسيادة، وعلى حق شعب بأكمله في البقاء الحر على أرضه. ما يُراد تمريره تحت عنوان 'تصفية القضية الفلسطينية' ليس مجرد إنهاء لصراع دام عقودًا، بل هو محاولة ممنهجة لإعادة صياغة المنطقة برمّتها وفق رؤية صهيونية تستند إلى منطق التفوق والاستحواذ والإقصاء، وتسعى لتفكيك الهُويات الوطنية والقومية في خدمة مشروع توسعي طويل الأمد. ولهذا فإن مخاطر ما يسمى التطبيع السياسي، التجويع الاقتصادي، الترويج لخطاب الاستسلام في الإعلام، والتشويه المتعمد لحق الفلسطينيين بالمقاومة والعودة.. تتعدى خطورته فلسطين كبقعة جغرافية، إلى كامل الجغرافيا والعالم العربي والإسلامي. لذلك، فإن مواجهة هذا المشروع تتطلب وعيًا سياسيًا وشعبيًا عميقًا، يتجاوز ردود الفعل الآنية، ويتجه نحو بناء استراتيجية مقاومة شاملة وطويلة النفس. هذه الاستراتيجية يجب أن تجمع بين البعد الشعبي المقاوم على الأرض، والتحرك السياسي الموحد، والدور الإعلامي الفعّال في فضح الرواية الصهيونية، والضغط الدبلوماسي عبر المحافل الدولية. إنها معركة تتطلب وحدة الصف الفلسطيني والعربي والإسلامي، وتعزيز الوعي الجماهيري، واستثمار كل أدوات القوة المتاحة، من المقاطعة الاقتصادية إلى التأثير الرقمي، دفاعًا عن قضية لم تعد فقط فلسطينية، بل إنسانية بامتياز. إن الاستراتيجية التوعوية والعمليات الميدانية، التي يتصدى لها اليمن، وقيادته ممثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي، نابعة من الوعي الكبير بتلك المخاطر، والتنبه المبكر لطرق المواجهة الناجعة، وترتكز على مفاهيم إيمانية عميقة، وحقائق التاريخ والجغرافيا، وتجمع بين كل ذلك وبين رغبة الشعوب في التحرر من تلك الهيمنة، وبناء القدرات بعيدا عن التدخلات الخارجية الكارثية، فحرية الشعوب تبدأ من نفض غبار الهيمنة الأمريكية، ومواجهة العدو الإسرائيلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store