logo
تنديد بخطة ترامب تلف وسائل منع الحمل بنحو 10 ملايين دولار في أوروبا

تنديد بخطة ترامب تلف وسائل منع الحمل بنحو 10 ملايين دولار في أوروبا

العربي الجديدمنذ 2 أيام
أثارت خطّة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتلف
وسائل منع الحمل
التي تناهز قيمتها 10 ملايين دولار أميركي، في أوروبا، غضب منظمات غير حكومية عالمية معنية بالصحة، من بينها "أطباء بلا حدود" التي ندّدت بهذا "الهدر غير المبرّر". وتشير تقارير صحافية إلى أنّ غرسات منع الحمل ولوالب رحمية بقيمة تبلغ 9.7 ملايين دولار، مخزّنة في بلجيكا، سوف تُحرَق في
فرنسا
بموجب خطة ترامب المشار إليها.
وكانت مصادر مختلفة قد أفادت وكالة رويترز، أخيراً، بأنّ إمدادات من وسائل منع الحمل سبق أن موّلتها واشنطن سوف تُحرَق في فرنسا، بعد رفض إدارة ترامب عروضاً من الأمم المتحدة ومنظمات تنظيم الأسرة لشراء هذه الإمدادات وشحنها إلى دول فقيرة. يُذكر أنّ هذه الإمدادات عالقة منذ شهور في مستودع بمدينة جيل في إقليم أنتويرب البلجيكي، بعد قرار ترامب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية منذ تسلّمه ولايته الرئاسية الثانية في يناير/ كانون الثاني 2025.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس إنّ واشنطن "اتّخذت قراراً أولياً بتلف بعض" وسائل منع الحمل مرتبطة بـ"عقود للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد) كانت قد أُبرمت في عهد (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن، وجرى إلغاؤها" عقب عودة خلفه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وكانت إدارة ترامب قد أوقفت أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ذراع المساعدات الخارجية للبلاد، عند تسلّمه ولايته الثانية.
من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الولايات المتحدة الأميركية أفريل بينوا إنّ "موانع الحمل منتجات صحية أساسية ومنقذة للحياة"، مشيرةً إلى أنّ "منظمة أطباء بلا حدود شهدت بنفسها الفوائد الصحية الإيجابية عندما تتمكّن النساء والفتيات من اتّخاذ قراراتهنّ الصحية بحرية باختيار منع الحمل أو تأخيره والعواقب الوخيمة عندما لا يتمكنّ من ذلك".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أنّ تكلفة عمليات التلف سوف تبلغ 167 ألف دولار، مضيفاً أنّ "أي أدوية لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية أو واقيات ذكرية لن تُتلَف".
قضايا وناس
التحديثات الحية
سياسات ترامب تهدّد بتلف مواد غذائية تكفي الملايين
وكانت لتفكيك ترامب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، من خلال فصل آلاف الموظفين ودمجها في وزارة الخارجية، عواقب وخيمة. فإلى جانب إلغاء سلسلة من البرامج التي تقدّم خدمات تنظيم الأسرة والإجهاض، اعترفت إدارة ترامب بتلف أطنان من الأغذية منتهية الصلاحية التي كانت مخصّصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ولم تُوَزَّع قط.
وأوضحت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الولايات المتحدة الأميركية، في بيان، أنّ "تلف المواد الطبية القيّمة التي دفع ثمنها دافعو الضرائب الأميركيون لا يساهم في مكافحة الهدر أو تحسين الكفاءة". أضافت بينوا أنّ "هذه الإدارة مستعدّة لحرق وسائل منع الحمل وترك الإمدادات الغذائية تتعفّن، الأمر الذي يعرّض صحة الناس وحياتهم للخطر من أجل تحقيق أجندة سياسية".
ولفتت منظمة أطباء بلا حدود إلى أنّ منظمات أخرى عرضت تغطية تكاليف شحن إمدادات وسائل منع الحمل تلك وتوزيعها، لكنّ الحكومة الأميركية رفضت الموافقة على ذلك.
يُذكر أنّ المشرّعين الأميركيين كانوا قد وافقوا، يوم الجمعة الماضي، على تخفيض نحو تسعة مليارات دولار من المساعدات المخصّصة بصورة أساسية لدول أجنبية.
وقالت عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية جين شاهين إنّ في الظروف العادية، "تصل مساعدات تنظيم الأسرة إلى أكثر من 47 مليون امرأة وثنائي سنوياً. وهي تمنع 8.1 ملايين حالة حمل غير مرغوب فيها، و5.2 ملايين حالة إجهاض غير آمن، و34 ألف حالة وفاة بين الأمّهات".
(فرانس برس، العربي الجديد)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوبزيرفر: الجوع في غزة لا يفتك بك جسدياً فحسب بل عقلياً أيضاً.. وألفا دولار لا تكفي لشراء خبز لأسبوعين
أوبزيرفر: الجوع في غزة لا يفتك بك جسدياً فحسب بل عقلياً أيضاً.. وألفا دولار لا تكفي لشراء خبز لأسبوعين

القدس العربي

timeمنذ 11 ساعات

  • القدس العربي

أوبزيرفر: الجوع في غزة لا يفتك بك جسدياً فحسب بل عقلياً أيضاً.. وألفا دولار لا تكفي لشراء خبز لأسبوعين

لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'أوبزيرفر' تقريرًا لمراسلتها روث مايكلسن، قالت فيه إن الجوع في غزة لا يفتك بالسكان جسديًا فقط، بل وعقليًا أيضًا، وإن مبلغ 2000 دولار لم يعد كافيًا لشراء خبز يكفي لأسبوعين. فمن لديه القدرة على شراء الطعام، وإن بأسعار باهظة، لا يتناول سوى وجبة صغيرة واحدة يوميًا، أما البقية فيمضون يومهم دون طعام. وبالنسبة لحسن، فإن النجاة من المجاعة تتعلق بالحسابات اليومية، بدءًا من كيفية تقسيم قطعة خبز، حيث يتحوّل كل ربع منها إلى وجبة. فهو يمشي يوميًا ثلاثة أميال بحثًا عن خضروات، ويجمع ما يجده من حطب لطهو ما توفر من طعام. بعد عثوره على 3 علب فاصولياء، قضى حسن وقتًا طويلًا يفكر في كيفية توزيعها على أفراد أسرته الخمسة، بل لجأ إلى 'تشات جي بي تي' للحصول على نصائح بشأن إستراتيجيات توزيع السعرات الحرارية وفي الأسبوع الماضي، قضى أربعة أيام بحثًا دون جدوى عن طحين أو معكرونة، وبدلاً من ذلك، شاهد أشخاصًا يُغمى عليهم في الشوارع بسبب الجوع. وبعد عثوره على ثلاث علب فاصولياء، قضى وقتًا طويلًا يفكر في كيفية توزيعها على أفراد أسرته الخمسة، بل لجأ إلى 'تشات جي بي تي' للحصول على نصائح بشأن إستراتيجيات توزيع السعرات الحرارية. فَقَدَ حسن 38 كيلوغرامًا منذ مارس/آذار، عندما بدأت إسرائيل حصارها المشدد على غزة وأصبح الطعام نادرًا. وقال: 'يجب أن نحسب كل شيء من أجل البقاء'، وأضاف: 'هذا النوع من التجويع لا يؤثر علينا جسديًا فقط، بل عقليًا أيضًا… إنه كفاح'. ورغم معاناته، يُعدّ حسن من القلة المحظوظة، إذ إن عمله في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يوفر له دخلًا ثابتًا، إلا أنه لا يكفي لإعالة أسرته. وقد أجلى زوجته وأطفاله مع بداية الحرب، وبقي في غزة لرعاية والديه المسنين. ويجمع دخله مع دخل شقيقيه لتوفير وجبة أو وجبتين يوميًا لوالديهم. وقد طلبت 'أونروا' عدم الكشف عن اسم حسن الحقيقي لحمايته. وبات الحصول على وجبة يومية رفاهية نادرة في غزة، حيث يقول الكثير من السكان إنهم يقضون أيامًا كاملة دون أن يدخل شيء إلى معدتهم. وقد توفي 100 شخص على الأقل، معظمهم من الأطفال، نتيجة سوء التغذية. ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن معظم سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، يعيشون على وجبة واحدة فقط يوميًا. أما برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فقد قدّر أن نحو نصف مليون شخص في غزة يعانون من جوع حاد. وقال حسن: 'بالنسبة لي، كشخص يتقاضى راتبًا جيدًا مقارنةً بغيري في غزة، أحصل على 2000 دولار شهريًا، لكن هذا لا يغطي تكلفة الخبز لأسبوعين فقط'. وبسبب نظام تحويل الأموال، يخسر نصف راتبه الذي يحصل عليه نقدًا، فضلًا عن ارتفاع الأسعار الجنوني، إذ يصل سعر كيلوغرام الطماطم إلى نحو 30 دولارًا، والخيار إلى 26 دولارًا، وكيس البصل إلى 47 دولارًا. ولذا فهو يشتري نوعًا واحدًا فقط في كل مرة. وفي بعض المحلات القليلة التي تبيع السكر والقهوة، تُباع هذه المواد بالغرامات، ويُستخدم ميزان دقيق يُستعمل عادة لوزن المجوهرات. وتكلف كل علبة فاصولياء – التي وزعها حسن بحذر على أفراد أسرته – نحو 11 دولارًا، بينما كان سعرها قبل الحرب لا يتعدى شيكلًا واحدًا (نحو 30 سنتًا). ويتذكر حسن عندما كانت أقل كمية من السكر تُباع هي 3 كيلوغرامات، أما اليوم فتُباع بالغرام. وقال: 'طلبت مني والدتي في الأسبوع الماضي أن أبيع قطعة من أساورها التي احتفظت بها منذ مهرها، لأنها أرادت أن تشعر بأنها تساهم وليست عبئًا'، وقد وافق أولادها، بتردد، على بيعها. وأضاف حسن أنه يقضي أحيانًا ساعة كاملة في كتابة رسالة بريد إلكتروني واحدة بسبب ضعف التركيز الناتج عن الجوع. وقال مسؤولون من ثلاث مؤسسات تابعة للأمم المتحدة إنهم قلقون بشأن حالة الموظفين الذين ينهارون من الإعياء. وفي الأسبوع الماضي، قال صحفيون من ثلاث وكالات كبرى، من بينها 'بي بي سي'، إن زملاءهم في غزة يعانون من الظروف نفسها، وغير قادرين على العمل بسبب نقص الطعام. وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في 'أونروا': 'لدينا نحو 12,000 موظف، وهو أكبر عدد من موظفي الأمم المتحدة في غزة، ويقولون لنا إنهم غير قادرين على العمل بسبب الإجهاد… إنهم يسيرون أميالًا يوميًا بحثًا عن شيء يأكلونه، ويُغمى على بعضهم أثناء العمل، ولهذا فحتى الحراس في غزة بحاجة إلى من يرعاهم'. ومنذ أن شددت إسرائيل حصارها على غزة، في أوائل مارس/آذار، لم تدخل سوى كمية محدودة من المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة. وبدلاً من ذلك، دعمت كل من واشنطن وتل أبيب خطة عسكرية مثيرة للجدل تُعرف باسم 'مؤسسة غزة الإنسانية'، لتوزيع صناديق الطعام، وتزعم أنها وزعت ملايين الوجبات، رغم تفاقم المجاعة بشكل واضح. تُباع بعض المواد، مثل السكر والقهوة، بالغرامات، ويُستخدم ميزان دقيق يُستعمل عادة لوزن المجوهرات وقد ثبت أن هذه الخطة كانت قاتلة أيضًا – إذ يقدّر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 1,000 شخص قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات منذ بدء عمليات المؤسسة. وتُقدّر 'أونروا' أن لديها نحو 6,000 شاحنة محملة بالمساعدات متوقفة في الأردن ومصر، تنتظر السماح لها بالدخول. وأشارت السلطات الإسرائيلية إلى تكدس المساعدات عند معبر كرم أبو سالم جنوب غزة، متهمةً الأمم المتحدة بعدم قدرتها على جمعها. وأعرب ماكس رودينبيك، من مجموعة الأزمات الدولية، عن أسفه لانهيار محادثات وقف إطلاق النار، واصفًا المجاعة في غزة بأنها 'كارثة من صنع الإنسان'، داعيًا إسرائيل إلى فتح المعابر أمام المساعدات الدولية. وفي السياق ذاته، قالت أولغا شيريفكو، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، إن عملية جمع المساعدات تتطلب تنسيقًا دقيقًا مع السلطات الإسرائيلية، لأن نحو 90% من أراضي غزة أصبحت اليوم إما مناطق عسكرية أو خاضعة لأوامر إخلاء. وأضافت: 'إذا تمت الموافقة على مهمة لجمع المساعدات، فعليك الانتظار أحيانًا حتى 46 ساعة للتنقل، لأننا بحاجة إلى تنسيق مع القوات على الأرض لوقف القتال والسماح لنا بالتحرك… هذا قد يستغرق ساعات، أو لا يؤدي إلى شيء أبدًا، عندما ننتظر الضوء الأخضر الذي لا يأتي'.

إسرائيل تعلن استئناف عمليات إسقاط المساعدات جوا في غزة
إسرائيل تعلن استئناف عمليات إسقاط المساعدات جوا في غزة

القدس العربي

timeمنذ يوم واحد

  • القدس العربي

إسرائيل تعلن استئناف عمليات إسقاط المساعدات جوا في غزة

جثمان الطفلة الفلسطينية زينب أبو حليب، التي توفيت بسبب سوء التغذية، في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، 26 يوليو 2025 'القدس العربي': قال متحدث عسكري إسرائيلي لوكالة رويترز، مساء السبت، إن جيش الاحتلال بدأ عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية في غزة. وأعلن الجيش السبت أن عمليات إسقاط المساعدات جوا في القطاع المحاصر ستستأنف خلال الليل، وإنه سيعمل على إنشاء ممرات إنسانية لضمان النقل الآمن لقوافل الأمم المتحدة المحملة بالطعام والأدوية. وأورد في بيان 'الليلة، يستأنف (الجيش الإسرائيلي) عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية، كجزء من الجهود الجارية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة وتسهيل دخولها'، مضيفا أن عمليات الإسقاط الأولى ستشمل سبع حمولات تحتوي على الدقيق والسكر وأغذية معلبة وفرتها منظمات دولية. تزامنا، أعلنت الإمارات أنها ستستأنف عمليات إسقاط المساعدات جوا في غزة 'على الفور'. وفي وقت سابق من اليوم السبت، اعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية بالقطاع. وقال لازاريني في تدوينة على منصة إكس إن 'الإمدادات الجوية لن تعكس واقع الجوع المتفاقم (في غزة) فهي مكلفة وغير فعالة، بل قد تودي بحياة مدنيين جائعين'. #Gaza: airdrops will not reverse the deepening starvation. They are expensive, inefficient & can even kill starving civilians. It is a distraction & screensmoke. A manmade hunger can only be addressed by political will. Lift the siege, open the gates & guarantee safe movements… — Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) July 26, 2025 (وكالات)

غزة أمام خطر المجاعة وحرب مصطلحات حول قطاع مدمر ومحاصر
غزة أمام خطر المجاعة وحرب مصطلحات حول قطاع مدمر ومحاصر

القدس العربي

timeمنذ يوم واحد

  • القدس العربي

غزة أمام خطر المجاعة وحرب مصطلحات حول قطاع مدمر ومحاصر

باريس: إن كانت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية تحذر من خطر مجاعة وشيكة ومعممة في قطاع غزة، إلا أنه لا يمكن إعلان المجاعة رسميا إلا بموجب معايير محددة تقوم على أدلة علمية. ومن المستحيل حاليا جمع هذه الأدلة لأسباب عدة أبرزها صعوبة الدخول إلى القطاع أو حتى التنقل فيه في ظل الحصار الإسرائيلي المحكم عليه. ما هي المجاعة؟ تم تعريف مصطلح 'المجاعة' منذ العام 2004 بموجب مقاييس دقيقة وصارمة تستند إلى مؤشر لقياس الأمن الغذائي يعرف بـ'التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي' (IPC) ويقوم على معايير علمية دولية. المجاعة هي المرحلة الخامسة والأشدّ من هذا المقياس (IPC5)، وتتميز بـ'الحرمان الشديد من الغذاء'. تحدث المجاعة في منطقة محددة عند بلوغ ثلاث عتبات، وهي حين تواجه 20% من الأسر فيها نقصا حادا في الغذاء، ويعاني 30% من الأطفال سوء التغذية الحاد، ويموت شخصان بالغان من كل عشرة آلاف يوميا 'كنتيجة مباشرة للجوع أو للتفاعل بين سوء التغذية والمرض'. وعندما تتحقق هذه المعايير، يعود للجهات المعنية على مستوى البلاد كالحكومات ووكالات الأمم المتحدة أن تعلن حالة المجاعة. ما هو الوضع في غزة؟ أعلنت أماند بازيرول منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود 'لا يمكننا اليوم إجراء التحقيقات التي تسمح لنا بتوصيف المجاعة رسميا'، مضيفة 'من المستحيل علينا معاينة (السكان).. لأخذ مقاساتهم وتقييم نسبة الوزن إلى الطول وما إلى ذلك'. من جانبه، قال جان رافايل بواتو مسؤول الشرق الأوسط في منظمة 'العمل ضد الجوع' إن 'ما يعقد الأمور إلى حد بعيد كل هذه التنقلات المتواصلة (نزوح السكان القسري مع إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بالإخلاء)، وتعذر الذهاب إلى شمال (القطاع) كما إلى أماكن كثيرة حيث السكان الأكثر عرضة' لنقص الغذاء. وأوضح نبيل طبال من برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية 'واجهنا صعوبات على صعيد البيانات والوصول إلى المعلومات'، مشددا 'نحن في حاجة ماسة للاستناد إلى بيانات موثوقة… وهذا العمل جار'. والمؤشرات القليلة المتوافرة ترسم صورة مقلقة عن الوضع الغذائي في القطاع، في وقت حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بأن 'نسبة كبيرة' من السكان 'تتضور جوعا'. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن ربع أطفال غزة بين سن الستة أشهر والخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات الذين قصدوا عياداتها للمعاينة الأسبوع الماضي، كانوا يعانون سوء التغذية الحاد، متهمة إسرائيل باستخدام الجوع 'سلاح حرب'. من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الجمعة أن حوالي ثلث سكان القطاع 'لا يأكلون لأيام'، مشيرا إلى تزايد سوء التغذية بشكل كبير. وأكد أحد مستشفيات غزة الثلاثاء وفاة 21 طفلا خلال 73 ساعة جراء سوء التغذية والجوع. والمواد الغذائية النادرة جدا المتوافرة في القطاع لا يمكن الحصول عليها بسبب ارتفاع أسعارها إلى حدّ باهظ، حيث بلغ سعر كيلوغرام الطحين مئة دولار، في وقت جعلت الحرب الأراضي الزراعية غير صالحة. وتفيد المنظمات غير الحكومية بأن شاحنات المساعدات العشرين تقريبا التي تدخل القطاع يوميا تتعرض بشكل منتظم للنهب، وهي بالأساس غير كافية إطلاقا لسد حاجات أكثر من مليوني نسمة من سكان غزة. وقالت أماند بازيرول 'بات الأمر محض تقني أن نشرح أننا في وضع انعدام حاد للأمن الغذائي من الدرجة الرابعة على التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يطال السكان بصورة شبه كاملة، فهذا لا يعني شيئا للناس، في حين أننا في الواقع نتوجه بسرعة إلى المجاعة، هذا مؤكد'. هل ما زال من الممكن تفاديها؟ دعت حوالي مئة منظمة غير حكومية دولية بينها أطباء بلا حدود وأطباء من العالم وكاريتاس ومنظمة العفو الدولية وأوكسفام، إسرائيل إلى فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية. لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفي أن يكون يمنع دخول المساعدات، وأكد الثلاثاء أن ثمة 950 شاحنة مساعدات في غزة تنتظر أن تتسلمها الوكالات الدولية لتوزيعها. غير أن المنظمات غير الحكومية تندد بالقيود الصارمة التي تفرضها سلطات الاحتلال، وتنتقد نظام التوزيع الذي أقامته إسرائيل والولايات المتحدة عبر هيئة خاصة تُعرف بـ'مؤسسة غزة الإنسانية'. واتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص في غزة منذ نهاية أيار/ مايو أثناء سعيهم للحصول على مساعدات إنسانية، وكان معظمهم قرب مراكز مؤسسة غزة الإنسانية. وترى فرنسا أن 'خطر المجاعة' في غزة هو 'نتيجة الحصار' الذي تفرضه إسرائيل، على ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأربعاء. ورد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر 'ليس هناك في غزة اليوم مجاعة تسببت بها إسرائيل' متهما حركة حماس بمنع توزيع المساعدات وبنهبها، وهو ما تنفيه الحركة. ويرى البعض أن هذا الجدل الفني أو اللفظي حول إعلان المجاعة لا معنى له إزاء الوضع الطارئ والحاجات الملحة. وقال جان مارتان باور مدير تحليل الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي إن 'أي إعلان مجاعة… يأتي بعد فوات الأوان. حين تعلن المجاعة رسميا، تكون أزهقت أرواح كثيرة'. ففي الصومال، حين أعلنت المجاعة رسميا عام 2011، كان نصف العدد الإجمالي لضحايا الكارثة قضوا جوعا قبل ذلك الحين. (أ ف ب)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store