
المشترك بين نهر البارد وغزة
عاش سكانه كما بقية اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان ضمن ظروف صعبة، فقد مُنِعوا من العمل في أكثر من 70 مهنة وحرفة حتى عام 2005، عندما سمح لهم قانون جديد بالعمل في 50 وظيفة.. ورغم صعوبة أوضاعهم كانوا يعيشون بأمان؛ لديهم بيوتهم، وأحلامهم ومشاريعهم، لديهم مدارس وعيادات وأسواق وحركة تجارية نشطة.
في العام 2006 تسللت إلى المخيم تحت جنح الظلام مجموعات مسلحة عُرفت بـ»فتح الإسلام» بعد أن طُردت من مخيمَي شاتيلا والبداوي.. انشق هذا التنظيم عن حركة «فتح الانتفاضة»، بدعم من نظام بشار الأسد.. قبل خروجه للعلن بعام واحد، خرجت القوات السورية من لبنان، فقرر النظام العودة بطرق ملتوية، واستخدام أدواته لإثبات وجوده ولكن بطرق مخابراتية، فأرسل مجموعات تابعة له إلى العراق الذي كان يمر في ظروف حرب أهلية ويعاني من فتنة طائفية.
نفّذت تلك المجموعات بعض العمليات في العراق، ثم عادت إلى سورية ليُعاد تدريبها وإدخالها إلى لبنان لتستقر أخيراً في مخيم نهر البارد، وقد تبين لاحقاً أن أغلب قيادات التنظيم خرجت من السجون السورية قبل انتهاء مدة محكوميتها بما فيهم شاكر العبسي قائد التنظيم، كما فعل النظام لاحقاً مع «داعش»، حين أطلق مجموعات متشددة متهمة بالإرهاب بهدف تشويه الثورة السورية.. بمعنى آخر، الخروج السوري من لبنان ودخول «فتح الإسلام» إليه كانا مشهداً واحداً وإن اختلفت فصوله.
في تشرين الأول 2006 أُعلن رسمياً عن التنظيم، بعد أن تحصن في المخيم.. وبدا للمراقبين أنَّ تشكيل التنظيم بتلك الطريقة المكشوفة، وتمدّد وتوسع نفوذه سريعاً، بيّن طبيعة الدور الذي سيلعبه لاحقاً؛ أي إقامة إمارة إسلامية في لبنان، أو تحت هذه الدعوة سيتم العبث بأمن لبنان.
تحصّنت مجموعات مسلحة تتبع التنظيم في أكثر من مكان سري في طرابلس، وبدأت بتنفيذ هجمات ضد الجيش اللبناني، واقتحام عدة مصارف، والقيام بأعمال عدائية، منها تفجير حافلتين في عين علق، وهي قرية تقطنها أغلبية مسيحية بالقرب من بكفيا.. وفي 20 أيار 2007 داهمت الشرطة اللبنانية منزلاً في طرابلس كان يستخدمه مسلحون من مجموعة «فتح الإسلام». بدأت الجماعة المسلحة بعد ذلك بإطلاق النار على قوات الأمن اللبنانية التي ردت بدورها، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة. بعد ذلك، هاجم مسلحون من التنظيم نقطة عسكرية لبنانية عند بوابة مخيم نهر البارد، وقتلوا 27 جندياً خلال نومهم، واستولوا على عدة سيارات وقتلوا أيضاً عدداً غير محدد من المدنيين الذين جاؤوا لإنقاذ الجيش اللبناني.
اتخذت الحكومة قراراً حاسماً في القضاء على التنظيم، حيث استنفر الجيش في محيط المخيم بدعم عربي علني من معظم الدول العربية، التي أيّدت لبنان وحقه في الحفاظ على أمن أراضيه وسلامة مواطنيه. قام الجيش بتطويق المخيم من جميع الجهات. رفض شاكر العبسي ومجموعته تسليم أنفسهم، أو إلقاء سلاحهم، في المقابل أصر الجيش اللبناني على القضاء على الإرهاب.
تواصل القتال في أطراف المخيم ووسطه، ما أثار هلع السكان وخوفهم، فيما واصلت المدفعية والدبابات اللبنانية قصفها للمخيم. وامتدّت الاشتباكات من 20 أيار حتى 3 أيلول، ما أدى إلى نزوح سكان المخيم جميعهم، وتدمير المخيم بالكامل ومقتل عدد كبير من الطرفين. وبعد انتهاء المعركة بدمار شامل للمخيم، اختفى شاكر العبسي، وتضاربت المعلومات حول مصيره إن كان قد قُتل أو فر إلى أحد المخيمات في المنطقة، اختفى العبسي تاركاً وراءه كومة خراب، وقد صار المخيم قاعاً صفصفاً.. وظل اختفاؤه لغزاً حتى اليوم، يُضاف إلى ألغاز مقتل أسامة بن لادن، وأبو بكر البغدادي، وغيرهم من أدوات الاستخبارات العربية والأجنبية.
لا يوجد أي تشابه أو وجه للمقارنة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، هذا لا شك فيه.. ولا مقارنة بين «حماس» وبين تنظيم «فتح الإسلام».. لكن التشابه بين ما حدث في مخيم نهر البارد وما يجري منذ سنتين في غزة من حرب عدوانية يمكن رصده في أكثر من جانب:
كانت مجموعة «فتح الإسلام» ترفع شعارات تحرير فلسطين، والعودة إلى الإسلام، وتحكيم الشريعة، ومقاتلة الأنظمة الرجعية، وتزعم أنها حركة وطنية إسلامية، وجزء من المقاومة، أو حتى تدعي تمثيلها.. لكنها رفعت السلاح في وجه شعبها الذي تدعي الانتماء له، وضد الدولة اللبنانية، وهددت السلم الأهلي، وأصرت على موقفها ورفضت التسليم أو الانسحاب رغم إدراكها أنها تخوض حرباً خاسرة، وأنَّ من يدفع الثمن هم المدنيون، واللاجئون الفلسطينيون، والأطفال والنساء.. الذين أُجبروا على النزوح من مخيمهم وترك بيوتهم التي تدمرت بالكامل.
كل الشعارات البراقة التي حملها التنظيم تبين أنها خادعة ومضللة، وأنه مجرد أداة رخيصة في يد مخابرات بشار الأسد، وتنفذ أجندات سياسية لا علاقة لها بفلسطين، ولا بالمقاومة، ولا بالإسلام.. وظلت تقاتل حتى النهاية بعقلية عدمية، وتحت شعار «عليّ وعلى أعدائي»، غير آبهة بمصير الناس، ولا بمصير قضية اللاجئين، التي أخطر ما يواجهها تدمير المخيمات.
بعد دمار المخيم لم يعد كما كان، وما زال ينتظر حتى الآن إعادة إعماره.. فيما بحث معظم سكانه عن خيارات الخلاص الفردي.. تشتتوا في لبنان وخارجه، في ربوع الأرض، وقد نسيهم العالم. كل ما تحتاجه إسرائيل هو عدو غبي متطرف يرفع شعارات براقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين الآن
منذ 11 ساعات
- فلسطين الآن
مسؤولون إسرائيليون يهاجمون مظاهرة سيدني التي نددت بالإبادة في غزة
وكالات - فلسطين الآن هاجم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، وزعيم المعارضة يائير لابيد، مظاهرة حاشدة انطلقت في مدينة سيدني الأسترالية دعما للفلسطينيين وللمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة. وزعم ساعر، في تدوينة بالإنجليزية على إكس، أن "التحالف المشوَّه بين اليسار الراديكالي والإسلام الأصولي يجر الغرب للأسف إلى هامش التاريخ". وأرفق منشوره بصورة لأحد المتظاهرين في سيدني يحمل صورة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، معلقا "في الصورة متظاهرون متطرفون عند جسر ميناء سيدني اليوم يحملون صورة المرشد الأعلى لإيران، الزعيم الأكثر خطورة في الإسلام الأصولي، وأكبر مُصدّر للإرهاب في العالم ومنفّذ جماعي لعمليات الإعدام"، على حد قوله. من جهته، هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد، المتظاهرين في سيدني، زاعمًا أنهم "ساروا تحت رايات طالبان والقاعدة". وقال في منشور عبر منصة إكس: "إلى المتظاهرين في سيدني، الذين ساروا تحت رايات طالبان والقاعدة، فقط للتأكد، هل تدركون أنكم تظاهرتم دعمًا لقتل أفراد مجتمع الميم (مثليو الجنس)، ولضرب النساء واضطهادهن، وللاعتداء الجنسي كسلاح في الحروب، ولخطف الأطفال؟"، وفق ادعاءاته التي تم تفنيدها وإثبات عدم صحتها على مستويات واسعة في أوقات سابقة. وأضاف: "ألم يشرح لكم أحد كل هذا؟ ربما حان الوقت لتسألوا ما الذي نُسي أيضًا أن يُذكر لكم عندما دعوكم للانضمام إلى الاحتجاج". تظاهر نحو 90 ألفا في مدينة سيدني الأسترالية، الأحد، في مسيرة ضخمة للاحتجاج على جرائم الإبادة والتجويع الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية "ABC" أن المتظاهرين التقوا على جسر ميناء سيدني بولاية نيو ساوث ويلز، ونظموا احتجاجهم رغم هطول الأمطار. ودعا المتظاهرون الحكومة الأسترالية إلى الاعتراف بدولة فلسطين، مشددين على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية في غزة. ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في السابع تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها في الثاني آذار/ مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


وكالة خبر
منذ 11 ساعات
- وكالة خبر
المشترك بين نهر البارد وغزة
كان مخيم نهر البارد في شمال لبنان مزدهراً بأسواقه التجارية المتنوعة التي يعتمد عليها سكانه في تأمين لقمة العيش الكريم، ويضم المخيم آلاف المتعلمين من أطباء ومهندسين وأيدٍ عاملة ذات مهارة عالية، وبعض رجال الأعمال؛ لذلك طغى عليه الطابع التعليمي والتجاري. وعُدَّ السوق الرئيس لشمال لبنان بأكمله، لا سيما منطقة عكار. وبلغ عدد سكانه أكثر من 38000 نسمة. عاش سكانه كما بقية اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان ضمن ظروف صعبة، فقد مُنِعوا من العمل في أكثر من 70 مهنة وحرفة حتى عام 2005، عندما سمح لهم قانون جديد بالعمل في 50 وظيفة.. ورغم صعوبة أوضاعهم كانوا يعيشون بأمان؛ لديهم بيوتهم، وأحلامهم ومشاريعهم، لديهم مدارس وعيادات وأسواق وحركة تجارية نشطة. في العام 2006 تسللت إلى المخيم تحت جنح الظلام مجموعات مسلحة عُرفت بـ»فتح الإسلام» بعد أن طُردت من مخيمَي شاتيلا والبداوي.. انشق هذا التنظيم عن حركة «فتح الانتفاضة»، بدعم من نظام بشار الأسد.. قبل خروجه للعلن بعام واحد، خرجت القوات السورية من لبنان، فقرر النظام العودة بطرق ملتوية، واستخدام أدواته لإثبات وجوده ولكن بطرق مخابراتية، فأرسل مجموعات تابعة له إلى العراق الذي كان يمر في ظروف حرب أهلية ويعاني من فتنة طائفية. نفّذت تلك المجموعات بعض العمليات في العراق، ثم عادت إلى سورية ليُعاد تدريبها وإدخالها إلى لبنان لتستقر أخيراً في مخيم نهر البارد، وقد تبين لاحقاً أن أغلب قيادات التنظيم خرجت من السجون السورية قبل انتهاء مدة محكوميتها بما فيهم شاكر العبسي قائد التنظيم، كما فعل النظام لاحقاً مع «داعش»، حين أطلق مجموعات متشددة متهمة بالإرهاب بهدف تشويه الثورة السورية.. بمعنى آخر، الخروج السوري من لبنان ودخول «فتح الإسلام» إليه كانا مشهداً واحداً وإن اختلفت فصوله. في تشرين الأول 2006 أُعلن رسمياً عن التنظيم، بعد أن تحصن في المخيم.. وبدا للمراقبين أنَّ تشكيل التنظيم بتلك الطريقة المكشوفة، وتمدّد وتوسع نفوذه سريعاً، بيّن طبيعة الدور الذي سيلعبه لاحقاً؛ أي إقامة إمارة إسلامية في لبنان، أو تحت هذه الدعوة سيتم العبث بأمن لبنان. تحصّنت مجموعات مسلحة تتبع التنظيم في أكثر من مكان سري في طرابلس، وبدأت بتنفيذ هجمات ضد الجيش اللبناني، واقتحام عدة مصارف، والقيام بأعمال عدائية، منها تفجير حافلتين في عين علق، وهي قرية تقطنها أغلبية مسيحية بالقرب من بكفيا.. وفي 20 أيار 2007 داهمت الشرطة اللبنانية منزلاً في طرابلس كان يستخدمه مسلحون من مجموعة «فتح الإسلام». بدأت الجماعة المسلحة بعد ذلك بإطلاق النار على قوات الأمن اللبنانية التي ردت بدورها، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة. بعد ذلك، هاجم مسلحون من التنظيم نقطة عسكرية لبنانية عند بوابة مخيم نهر البارد، وقتلوا 27 جندياً خلال نومهم، واستولوا على عدة سيارات وقتلوا أيضاً عدداً غير محدد من المدنيين الذين جاؤوا لإنقاذ الجيش اللبناني. اتخذت الحكومة قراراً حاسماً في القضاء على التنظيم، حيث استنفر الجيش في محيط المخيم بدعم عربي علني من معظم الدول العربية، التي أيّدت لبنان وحقه في الحفاظ على أمن أراضيه وسلامة مواطنيه. قام الجيش بتطويق المخيم من جميع الجهات. رفض شاكر العبسي ومجموعته تسليم أنفسهم، أو إلقاء سلاحهم، في المقابل أصر الجيش اللبناني على القضاء على الإرهاب. تواصل القتال في أطراف المخيم ووسطه، ما أثار هلع السكان وخوفهم، فيما واصلت المدفعية والدبابات اللبنانية قصفها للمخيم. وامتدّت الاشتباكات من 20 أيار حتى 3 أيلول، ما أدى إلى نزوح سكان المخيم جميعهم، وتدمير المخيم بالكامل ومقتل عدد كبير من الطرفين. وبعد انتهاء المعركة بدمار شامل للمخيم، اختفى شاكر العبسي، وتضاربت المعلومات حول مصيره إن كان قد قُتل أو فر إلى أحد المخيمات في المنطقة، اختفى العبسي تاركاً وراءه كومة خراب، وقد صار المخيم قاعاً صفصفاً.. وظل اختفاؤه لغزاً حتى اليوم، يُضاف إلى ألغاز مقتل أسامة بن لادن، وأبو بكر البغدادي، وغيرهم من أدوات الاستخبارات العربية والأجنبية. لا يوجد أي تشابه أو وجه للمقارنة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، هذا لا شك فيه.. ولا مقارنة بين «حماس» وبين تنظيم «فتح الإسلام».. لكن التشابه بين ما حدث في مخيم نهر البارد وما يجري منذ سنتين في غزة من حرب عدوانية يمكن رصده في أكثر من جانب: كانت مجموعة «فتح الإسلام» ترفع شعارات تحرير فلسطين، والعودة إلى الإسلام، وتحكيم الشريعة، ومقاتلة الأنظمة الرجعية، وتزعم أنها حركة وطنية إسلامية، وجزء من المقاومة، أو حتى تدعي تمثيلها.. لكنها رفعت السلاح في وجه شعبها الذي تدعي الانتماء له، وضد الدولة اللبنانية، وهددت السلم الأهلي، وأصرت على موقفها ورفضت التسليم أو الانسحاب رغم إدراكها أنها تخوض حرباً خاسرة، وأنَّ من يدفع الثمن هم المدنيون، واللاجئون الفلسطينيون، والأطفال والنساء.. الذين أُجبروا على النزوح من مخيمهم وترك بيوتهم التي تدمرت بالكامل. كل الشعارات البراقة التي حملها التنظيم تبين أنها خادعة ومضللة، وأنه مجرد أداة رخيصة في يد مخابرات بشار الأسد، وتنفذ أجندات سياسية لا علاقة لها بفلسطين، ولا بالمقاومة، ولا بالإسلام.. وظلت تقاتل حتى النهاية بعقلية عدمية، وتحت شعار «عليّ وعلى أعدائي»، غير آبهة بمصير الناس، ولا بمصير قضية اللاجئين، التي أخطر ما يواجهها تدمير المخيمات. بعد دمار المخيم لم يعد كما كان، وما زال ينتظر حتى الآن إعادة إعماره.. فيما بحث معظم سكانه عن خيارات الخلاص الفردي.. تشتتوا في لبنان وخارجه، في ربوع الأرض، وقد نسيهم العالم. كل ما تحتاجه إسرائيل هو عدو غبي متطرف يرفع شعارات براقة.


فلسطين الآن
منذ 7 أيام
- فلسطين الآن
هولندا تحظر دخول سموتريتش وبن غفير لأراضيها وتعلن الأسباب
القدس المحتلة - فلسطين الآن حظرت الحكومة الهولندية دخول الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لأراضي هولندا، في خطوة أثارت ردودا غاضبة في "إسرائيل". وقالت الحكومة الهولندية في رسالة نشرتها في وقت متأخر مساء أمس الاثنين، إنها ستستدعي سفير "إسرائيل" في البلاد للتنديد بالوضع 'الذي لا يحتمل ولا يمكن الدفاع عنه' في قطاع غزة. وأضافت أنها فرضت حظرا يمنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول هولندا، متهمة إياهما بالتحريض المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين والدعوة إلى تطهير عرقي في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الهولندية أنها تؤيد توصية الاتحاد الأوروبي بالحد من وصول إسرائيل إلى برنامجها الرئيسي لتمويل الأبحاث الجامعية، وأنها ستضغط من أجل فرض عقوبات تجارية أوروبية على إسرائيل. وسارع سموترتيتش إلى التنديد بقرار منعه من دخول هولندا، قائلا 'الأهم بالنسبة لي من دخول هولندا أن يتمكن أطفالي وأحفادي وأحفاد أحفادي، وأولئك من جميع اليهود في العالم، من العيش في دولة إسرائيل في أمان لعقود وقرون قادمة'. وأضاف، في منشور على منصة إكس الثلاثاء، 'في هولندا وأوروبا عموما، لم يكن اليهود يعيشون في أمان في بداية القرن الماضي، وإذا حكمنا من خلال النفاق الأوروبي، واستسلام قادتها لأكاذيب الإسلام المتطرف، ومعاداة السامية المتزايدة هناك، فلن يتمكن اليهود من العيش هناك في أمان في المستقبل أيضا'. من جانبه، قال بن غفير بعد إعلان الحكومة الهولندية حظر دخوله أراضيها 'إرهابيون أحرار ويهود محظورون'.