
البناء: عدوان أميركي يستهدف مفاعلات إيران… وترامب من انتهينا… إلى تغيير النظام
إيران تؤكد حق الرد… وتلوّح بهرمز والقواعد الأميركية… وتتمسك بملاحقة الكيان
تفجير انتحاريّ إرهابيّ في كنيسة بدمشق يعيد القلق من حجم انتشار التكفير المحميّ
وطنية – كتبت صحيفة 'البناء': بالرغم من تباهي رئيس حكومة الكيان بإعلان النصر واحتفال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء المهمة، تؤكد السلطات الإيرانية، كما ورد في بيان الحرس الثوري، أن المنشآت الأساسية لتخصيب اليورانيوم تمّ نقلها من المباني المخصصة للمشروع النووي، خصوصاً في نطنز وأصفهان وفوردو، وأن الكميات المخصبة من اليورانيوم على نسب مرتفعة تمّ نقلها أيضاً، وأن خطة توزيع سرية نحو عشرات ومئات الأماكن قد تم اعتمادها قبل العدوان الأميركي، بينما يشكّك خبراء أميركيون بصحة الأنباء عن نجاح العملية في فوردو، ويتخوّف آخرون من تداعيات العدوان والرد الإيراني، بينما انتقل الرئيس ترامب بسرعة من الحديث عن إنجاز المهمة بنجاح إلى التلويح بالعمل على تغيير النظام في إيران، وهو ما كان ينفيه على الدوام، قبل أن يغرّد مساء أمس قائلاً، لنجعل إيران عظيمة، وإذا كان النظام الحالي عاجزاً عن ذلك فلم لا نغيّره، فيما كان مبعوثه للتفاوض مع إيران ينقل عنه تجديد الدعوة لإيران للعودة إلى المفاوضات.
في إيران نقاش مفتوح حول الردّ وتأكيد على حق الرد والإجماع على هذا الحق، وتلويح بأوراق القوة الإيرانية، سواء باستهداف القواعد الأميركية والأساطيل الأميركية في المنطقة، كما فهم من كلام مستشار الإمام علي الخامنئي الدكتور علي ولايتي، أو بالدعوة لإغلاق مضيق هرمز والتسبب بأزمة طاقة في العالم، كما كانت تقول مناقشات مجلس الشورى الإسلامي الذي ترك الأمر في النهاية في عهدة مجلس الأمن القومي، حيث قال عضو لجنة الأمن القوميّ في مجلس الشورى الإيراني إسماعيل كوثري إن المجلس وصل إلى نتيجة بخصوص إغلاق مضيق هرمز، لكن القرار النهائيّ بيد مجلس الأمن القومي. وصولاً إلى مناقشات على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ترتفع فيها الأصوات المنادية بامتلاك سلاح نووي، فيما كان الحرس الثوريّ يؤكد الإجماع على مواصلة استهداف كيان الاحتلال، بعدما أصدر بياناً يقول فيه، 'ذكرنا مراراً وتكراراً، فإن عدد القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، وانتشارها، وحجمها لا يشكل مصدر قوة، بل إنه ضاعف من ضعفها»، وأضاف «نذكركم بقوة أن التكنولوجيا النووية المحلية والسلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يتمّ تدميرها بأي هجوم، بل إن هذا الهجوم من شأنه أن يعزز إرادة العلماء الشباب الإيرانيين الملتزمين بالتقدم والتنمية»، وختم «رداً على هذه الاعتداءات والجرائم، فإن عملية «عودة صادق 3»، التي شهد الصهاينة 20 موجة منها حتى الآن، ستستمر بدقة وهدف وعنف ضد البنية التحتية والمراكز الاستراتيجية ومصالح النظام الصهيوني».
في سورية، حدث كبير ضجّت به المنطقة، مع تفجير انتحاري تكفيري أدى الى استشهاد أكثر من عشرين مواطناً سورياً في كنيسة مار الياس في حي الدويلعة بدمشق، ما أعاد القلق الذي رافق مجازر الساحل السوريّ الطائفيّة التي ثبت تورط أجهزة الحكم الجديد فيها، ومن بعدها أزمة العلاقة مع منطقة السويداء السورية على أساس طائفي أيضاً، والخشية من أن يكون التكفيريّون يلقون تسهيلات من مواقع مؤثرة في أجهزة الحكم الجديد، في ظل أسئلة كبرى عن تكفير محميّ ينشر ثقافة التكفير، ويحاسب السوريين على هوياتهم الطائفية والمذهبية ويحظى برعاية وحماية مؤسسات الأمن في الحكم الجديد، بصفته أحد مكوّنات «الثورة».
بعد ساعات من تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيه إنّ الجيش الأميركيّ نفّذ «هجومًا ناجحًا جدًا» استهدف ثلاث منشآت نوويّة إيرانيّة هي: فوردو، نطنز وأصفهان، طالبت الخارجيّة الأميركيّة موظفيها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة لبنان بسبب الوضع الإقليميّ. في حين تابع وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي بقلق شديد التطورات العسكرية في الشرق الأوسط، وكان على تواصل مستمرّ مع كبار المسؤولين في الدولة وسفراء الدول المؤثرة في المنطقة، لتجنيب لبنان أي تداعيات يمكن أن تصيبه جراء الأحداث الأخيرة.
إلى ذلك أكدت مصادر سياسية لـ 'البناء' أن حزب الله متمسك بخياره بعدم الانخراط المباشر في الحرب، تفادياً لمنح 'إسرائيل' ذريعة لتوسيع جبهتها نحو لبنان، خاصة أن تل أبيب ماضية في خرق التهدئة من طرف واحد دون رادع. وترى المصادر أن انضمام الحزب للحرب لن يغيّر في موازين القوى العسكرية، كما أن تصريحات الحزب وقياداته هدفها تأكيد التضامن السياسي والمعنوي مع إيران، ولا تعني اتخاذ قرار عسكري ميداني. وتشير المعطيات إلى أن الحزب يتجنب التورط في قرارات غير محسوبة، بعدما كلفه انخراطه في معركة غزة أثماناً باهظة.
على خط آخر أفادت صحيفة العدو 'يديعوت أحرونوت' بأنّ الجيش الإسرائيليّ رفع مستوى التأهُّب على الحدود الشماليّة مع لبنان، تحسّبًا لأيّ ردود فعل أو تصعيد محتمل من جانب إيران أو حلفائها في المنطقة. واستهدفت طائرة حربيّة إسرائيليّة، مرتفعات تومات نيحا المُطلّة على منطقتي البقاع الغربي وإقليم التفّاح (شرق لبنان)، فأصابت مبنى للإرسال تستخدمه محطّات تلفزيونيّة وشبكات اتّصالات خلويّة كنقطة بثّ وتغطية، من بينها قناة 'المنار'، ما أدّى إلى تدميره بالكامل. وفي سياقٍ متّصل، سقط صاروخ اعتراضيّ إسرائيليّ في وسط الطريق الفرعيّ الواصل بين وادي السلوقي ومستشفى ميس الجبل، قرب قلعة دوبيّه جنوبي لبنان، من دون وقوع إصابات. كما وتسلّلت قوّة إسرائيليّة متمركزة في جبل البلاط إلى أطراف بلدة عيترون الشرقيّة (جنوب لبنان)، وفجّرت منزلًا غير مأهول عند تخوم البلدة.
إلى ذلك وفيما يزور رئيس الحكومة نواف سلام قطر اليوم للبحث مع كبار المسؤولين في الأوضاع في المنطقة عموماً، ولبنان خصوصاً، في ضوء الحرب الإسرائيلية على لبنان إضافة الى المساعدات التي تقدّمها قطر للبنان، شكلت زيارة المبعوث الأميركي توماس باراك الى لبنان محل متابعة سياسية، إذ بات لبنان مطلوباً منه الانخراط في ترتيبات إقليمية تتجاوز حدوده، تشمل ضبط سلاح حزب الله وترسيم الحدود، في ظل اشتعال الحرب بين 'إسرائيل' وإيران. وبحسب مصادر سياسية لـ 'البناء' فإن الورقة الأميركية ليست تفاهماً بل فرض إرادات تحت التهديد بانهيار الدعم الدولي، مع تحميل الجيش مسؤولية التنفيذ. وهذا يضع حزب الله أمام اختبار مصيريّ: إما القبول بشروط تفرض نزع سلاحه تدريجياً، أو المجازفة بصدام مع الداخل والخارج. وفيما تشير المصادر إلى أن مصير الورقة يرتبط مباشرة بمسار الحرب الإقليمية ونتائجها على طهران، تشدّد على أن مباشرة الرؤساء الثلاثة بدراستها يعكس قلقاً لبنانياً من الضغوط الأميركية وتشكيل لجنة مشتركة هدفه إنتاج ردّ موحّد.
على خط آخر قدّم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تعازيه الحارة إلى كنيسة الروم الأرثوذكس بضحايا التفجير الإرهابي الذي وقع مساء الأحد في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى الذين أصيبوا في التفجير.
وأكد إدانته الشديدة لهذا الحادث الإجرامي، داعياً السلطات السورية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره وتوفير الحماية لدور العبادة ولروادها، ولجميع المواطنين السوريين إلى أي طائفة انتموا لأن وحدة الشعب السوريّ تبقى الأساس لمنع الفتنة ووأدها في مهدها.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الإرهاب لا طائفة ولا دين له، وأن رعاته سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول، هم أعداء لله ولرسالاته السماوية السمحاء التي جاءت من أجل كرامة الإنسان لأي دين أو طائفة انتمى.
وأكد رئيس الحكومة نواف سلام، في بيانٍ رسميّ أنّ 'هذا العملَ الإجراميَّ الدنيءَ يستهدف سورية، دولةً وشعبًا، ويهدف إلى زرع الفتنة وإحداث شرخٍ داخل النسيج الوطنيّ السوريّ'. وشدّد على 'تضامن الحكومة اللبنانيّة الكامل مع الجمهوريّة العربيّة السوريّة في جهودها لصون أمنها واستقرارها'، معلنًا 'استعدادَ لبنان للتعاون والتنسيق في كلّ ما من شأنه تعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب'. كما أعرب رئيس الوزراء عن ثقته 'بقدرة الدولة السوريّة ومؤسّساتها على تجاوز هذه المحن والتصدّي لأيّ مخطّطاتٍ خبيثةٍ تسعى إلى زعزعة الاستقرار أو المسّ بالوحدة الوطنيّة'.
وعلى خطٍّ موازٍ، صدر عن بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بيانٌ جاء فيه: 'في اليوم الذي تُقيم فيه كنيستُنا الأنطاكيّة ذكرى جميع القدّيسين الأنطاكيّين، امتدّت يدُ الإثمِ الغادرةُ وحصدت أرواحَنا مع أرواح أحبّتنا الذين سقطوا شهداءَ في القدّاس المسائيّ في كنيسة مار إلياس – الدويلعة / دمشق'. وأوضحت البطريركيّة أنّه 'بحسب المعلومات الأوّليّة المتوافرة لدينا حتى الآن، وقع انفجارٌ عند باب الكنيسة، ما أدّى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى من المصلّين والموجودين في محيط الكنيسة'. وأضاف البيان: 'فيما نقوم بإحصاء الشهداء والجرحى وجمع أشلاء أحبّتنا الذين لم نتمكّن حتى الساعة من إحصائهم بدقّة، تستنكر البطريركيّة هذا العملَ الشائن، وتَشجُب بأقسى العبارات هذه الجريمةَ المروّعة. كما تدعو السلطاتِ القائمةَ إلى تحمّلِ مسؤوليّاتها الكاملة حيال ما يجري من انتهاكٍ لحرمة الكنائس، وإلى تأمين الحمايةِ لجميع المواطنين'.
علّق رئيس 'التيّار الوطنيّ الحرّ' النائب جبران باسيل على منصة 'إكس' قائلًا: 'إنّ دماءَ المسيحيّين السوريّين المهدورةَ في كنيسة مار إلياس تضع الحُكمَ السوريَّ أمام مسؤوليّةِ محاسبةِ المجرمين المعروفين منه، وتضع حلفاءَه الدوليين ورفاقَه اللبنانيين أمام تحدّي الحفاظ على جميع مكوّنات المجتمع، مع حقّها في حرّيّة المعتقد والرأي. حمى الله سوريا وأعان أهلها على البقاء موحَّدين على أرضها'.
واكد مسؤول العلاقات المسيحيّة في حزب الله محمد الخنسا، تضامن حزب الله الكامل مع الشعب السوريّ بجميع مكوّناته، مشيرًا إلى أنّ 'مثل هذه الجرائم لن تنجح في كسر وحدة الشعب السوريّ، الذي سيلفظ الجماعات الإرهابيّة الدخيلة على نسيجه الوطنيّ وهويّته الأصيلة وفكره المعتدل'. واختتم الخنسا تصريحه مشدّدًا على أهمّيّة الوحدة الوطنيّة في مواجهة المخطّطات التكفيريّة والإرهابيّة التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الفجر
منذ 32 دقائق
- بوابة الفجر
هل حسمت أمريكا المعركة ضد إيران بعد ضرب فوردو؟.. باحث يوضح
قال الدكتور توفيق طعمة، الباحث والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي وشؤون الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تُسوق لضربتها العسكرية على إيران على أنها ناجحة، لكن الوقائع والتقارير الدولية تشير إلى العكس تمامًا. وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية رشا مجدي، في برنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن صراحة أن الضربة دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، واحتفى بذلك أمام الرأي العام الأميركي والإسرائيلي، إلا أن هذا الترويج، حسب طعمة، هدفه سياسي بحت لتسجيل إنجاز في سجله الانتخابي، في وقت تعاني فيه الإدارة الأمريكية من انقسام داخلي حاد حول هذه العملية. وأكد طعمة أن الضربة لم تحقق أهدافها الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن منشأة "فوردو" النووية الواقعة في أعماق الجبال لا يمكن تدميرها بالقنابل الأمريكية المستخدمة، ومنها "B2" و"GBU-57"، وأن ما حدث كان مجرد تدمير جزئي فقط، لافتًا إلى أن إيران سبقت الضربة بإخراج مواد اليورانيوم وتخزينها في أماكن أخرى. وشدد طعمة على أن الولايات المتحدة لم تحسم المعركة، وكل ما يُقال عن نجاح العملية مجرد دعاية سياسية، مؤكدًا أن إيران ما زالت تحتفظ ببنيتها النووية الأساسية وأن الحديث عن تدمير كامل غير دقيق. وكشف طعمة أن الهدف الحقيقي من الضربة ليس وقف البرنامج النووي فقط، بل إسقاط النظام الإيراني بالكامل، مشيرًا إلى أن ترامب بدأ يتحدث صراحة عن "تغيير النظام"، كما أن لقاءات تُعقد داخل الكونجرس مع معارضين إيرانيين مناهضين لحكم طهران. وأكد طعمة أن النهج الذي تتبعه إدارة ترامب هو "نفخ الفوضى" في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا المسار يخدم إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لتفكيك المنطقة وتمزيق وحدة الدول العربية، وهو ما وصفه بأنه "مصلحة استراتيجية لإسرائيل".


بوابة الفجر
منذ 32 دقائق
- بوابة الفجر
ترامب: أضرار جسيمة لحقت بالمواقع النووية الإيرانية على عمق كبير تحت الأرض
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات جديدة، أن المواقع النووية الإيرانية تعرضت لأضرار جسيمة، خاصة في البُنى التحتية الواقعة على أعماق كبيرة تحت سطح الأرض، وذلك في أعقاب الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت استراتيجية داخل إيران. وجاءت هذه التصريحات في وقت حرج تشهده المنطقة، وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر بين طهران وواشنطن وتل أبيب، في ظل ضربات متبادلة وحرب كلامية تدفع الشرق الأوسط نحو مزيد من الاشتعال. البيت الأبيض: ترامب يعقد اجتماعًا طارئًا مع فريق الأمن القومي وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الرئيس ترامب سيعقد اجتماعًا عاجلًا مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض ظهر اليوم الإثنين، لبحث تداعيات التصعيد العسكري الأخير، وسبل الردع الاستراتيجي ضد إيران. وأشارت الشبكة إلى أن الاجتماع سيضم كبار قادة البنتاغون، ووكالات الاستخبارات، إلى جانب مستشار الأمن القومي، لمراجعة نتائج الضربات الأخيرة وتقييم تأثيرها على قدرات إيران النووية والدفاعية. صور الأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار في المنشآت الإيرانية وبحسب تصريحات ترامب، فإن صور الأقمار الصناعية أظهرت بوضوح حجم الدمار الذي طال منشآت نووية داخل إيران، مؤكدًا أن الاستهداف لم يكن سطحيًا، بل امتد إلى "أعماق تحت الأرض" حيث توجد غرف التحكم ومراكز تخصيب اليورانيوم الحساسة. وقال الرئيس الأمريكي: "الضرر الأكبر الذي لحق بالمواقع النووية الإيرانية وقع على عمق كبير تحت سطح الأرض، وهذه رسالة واضحة لنظام طهران بأننا نعرف أين نضرب، ومتى نضرب" .


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
نتائج "مطرقة نصف الليل": ما نعرفه عن الضربات الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية
يقول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة نفّذت هجوماً "ناجحاً" بقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران، و"تدميرها تماماً". وصرّح البنتاغون الأحد، بأن تقييم آثار الهجوم بالكامل سيستغرق بعض الوقت، على الرغم من أنه يبدو أن جميع المواقع لحقت بها "أضرار بالغة للغاية". وتقول إسرائيل إنها كانت على "تنسيق كامل" مع الولايات المتحدة في التخطيط للضربات. أكد المسؤولون الإيرانيون استهداف المنشآت، لكنهم نفوا تعرضها لأضرار كبيرة. تمثل هذه الضربات تصعيداً كبيراً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. إليكم ما نعرفه. ما الذي قصفته الولايات المتحدة.. وما الأسلحة التي استخدمتها؟ صرّح الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بأن عملية "مطرقة منتصف الليل" شارك فيها 125 طائرة عسكرية أمريكية، بما في ذلك سبع قاذفات شبح من طراز بي-2. وقالت الولايات المتحدة إن ثلاث منشآت نووية استُهدفت، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. وخلال إحاطة في البنتاغون، صرّح كين بأن قاذفات انطلقت من الولايات المتحدة في رحلة استغرقت 18 ساعة، واتجه بعضها غرباً نحو المحيط الهادئ "بغرض الخداع"، بينما توغلت فرقة الضربات الرئيسية، المكونة من سبع قاذفات بي-2، في إيران. وأضاف أنه قبل دخول الطائرات المجال الجوي الإيراني مباشرة، أُطلق أكثر من عشرين صاروخ توماهوك كروز من غواصة أمريكية على أهداف في موقع أصفهان. وقال كين إنه مع دخول القاذفات المجال الجوي الإيراني، استخدمت الولايات المتحدة "عدة أساليب خداع، بما في ذلك طُعم"، إذ عملت الطائرات المقاتلة على إخلاء المجال الجوي أمامها، للتحقق من وجود طائرات معادية أو صواريخ أرض-جو. ثم أسقطت القاذفة بي-2 الرئيسية قنبلتين من طراز GBU-57 الخارقة للتحصينات على الموقع النووي في فوردو. وأعلن كين عن إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منطقتين مستهدفتين. وقال كين إن الأهداف الثلاثة للبنية التحتية النووية الإيرانية تعرضت للقصف، بين الساعة 18:40 إلى الساعة 19:05، بتوقيت شرق الولايات المتحدة. ثم غادرت القاذفات المجال الجوي الإيراني وبدأت عودتها إلى الولايات المتحدة. وقال كين "لم تُحلّق المقاتلات الإيرانية، ويبدو أن أنظمة الصواريخ أرض- جو الإيرانية لم ترَنا". وفي الإحاطة نفسها، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث إن العملية لم تستهدف القوات الإيرانية أو الشعب الإيراني. وأضاف أن المهمة "لم تكن تهدف أبداً إلى تغيير النظام". وأعرب وزير الدفاع عن تقديره "لحلفائنا في إسرائيل" للدعم الذي قدموه، مضيفاً أن العمليات استغرقت شهوراً وأسابيع من التخطيط. يوجد موقع فوردو النووي في منطقة جبلية نائية، ويضم منشأة لتخصيب اليورانيوم، وهو أمر حيوي لطموحات إيران النووية. هذا الموقع جنوب طهران، ويُعتقد أنه أعمق تحت الأرض من نفق القناة الواصل بين بريطانيا وفرنسا. ونظراً لعمق منشأة فوردو تحت الأرض، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك قنبلة "خارقة للتحصينات" كبيرة بما يكفي لاختراق الموقع. ويبلغ وزنها نحو 13,000 كيلوغرام، ويمكنها اختراق نحو 18 متراً من الخرسانة أو 61 متراً من الأرض قبل أن تنفجر، وفقاً للخبراء. وبسبب عمق أنفاق فوردو، فإن نجاح قنبلة خارقة للتحصينات غير مضمون، لكنها القنبلة الوحيدة التي يمكن أن تقترب من ذلك. أكد كاين أن القاذفات السبع من طراز "بي-2 سبيريت" استخدمت 14 قنبلة خارقة للتحصينات (MOP)، ضمن "75 سلاحاً موجهاً بدقة" في الضربات التي نُفذت ضد إيران. ما هو المعروف عن تأثير الهجمات؟ صرّح الجنرال كين بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لتقييم مدى الضرر الناجم عن الهجوم الأمريكي بشكل كامل. لكنه قال إن "التقييم الأولي لأضرار المعركة يشير إلى أن المواقع الثلاثة لحقت بها أضرار ودمار شديد للغاية". تُظهر صور حديثة التُقطت عبر الأقمار الصناعية في 22 يونيو/حزيران ست حفر جديدة في موقع فوردو النووي، يُرجح أنها كانت نقاط دخول الذخائر الأمريكية، بالإضافة إلى غبار رمادي وحطام متناثر على سفح الجبل. بعد تأكيد الولايات المتحدة استخدام قنابل GBU-57 في الهجوم، صرّح ستو راي، كبير محللي الصور في شركة ماكنزي للاستخبارات، لوحدة تقصي الحقائق في بي بي سي: "لن تلاحظوا تأثير انفجار هائل عند نقطة الدخول، لأنها ليست مصممة للانفجار عند الدخول، بل في عمق المنشأة". وأضاف أنه يبدو أن ثلاث ذخائر منفصلة أُلقيت على نقطتي اصطدام منفصلتين، وأن اللون الرمادي على الأرض يُظهر حطاماً خرسانياً تناثر بفعل الانفجارات. وأضاف راي أيضاً أن مداخل النفق يبدو أنها سُدّت. نظراً لعدم وجود حفر مرئية أو نقاط اصطدام بالقرب منها، بما يُشير إلى أن هذه ربما كانت محاولة إيرانية "للتخفيف من حدة الاستهداف المتعمد للمداخل بالقصف الجوي". ووصفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قصف المواقع النووية الثلاثة بأنه "انتهاك سافر" للقانون الدولي. وأكدت كل من المملكة العربية السعودية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، عدم وجود أي زيادة في مستويات الإشعاع بعد الهجوم. وصرّح نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسن عابديني، بأن إيران أخلت هذه المواقع النووية الثلاثة "منذ فترة". وفي ظهور له على التلفزيون الرسمي، قال إن إيران "لم تتلقَّ ضربةً كبيرةً لأن المواد كانت قد أُزيلت بالفعل". كيف ستردّ إيران؟ في غضون ساعات من القصف الأمريكي، أطلقت إيران وابلاً جديداً من الصواريخ، أصاب أجزاءً من تل أبيب وحيفا. وأفاد مسؤولون بإصابة ما لا يقل عن 86 شخصاً. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأحد، إن الولايات المتحدة "يجب أن تتلقى رداً على عدوانها". وقال في بيان: "لطالما أكدنا استعدادنا للانخراط والتفاوض في إطار القانون الدولي، ولكن بدلاً من قبول المنطق، طالب الطرف الآخر باستسلام الأمة الإيرانية". يقول فرانك غاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، إنه على إيران الآن الاختيار بين ثلاثة مسارات عمل استراتيجية رداً على الهجوم الأمريكي: عدم القيام بأي شيء. هذا قد يجنّبها المزيد من الهجمات الأمريكية. قد تختار إيران حتى المسار الدبلوماسي وتنضم مجدداً إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة. لكن التقاعس يجعل النظام الإيراني يبدو ضعيفاً، خاصة بعد كل تحذيراته من عواقب وخيمة في حال شنت الولايات المتحدة هجوماً. قد يرى النظام الحاكم أن خطر إضعاف قبضته على شعبه يفوق تكلفة أي هجمات أمريكية أخرى. الرد بقوة وسرعة. لا تزال إيران تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية بعد تصنيعها وإخفائها لسنوات. ولديها قائمة أهداف تضم نحو 20 قاعدة أمريكية للاختيار من بينها في الشرق الأوسط الكبير. كما يمكنها شن هجمات على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية، باستخدام أسراب من الطائرات بدون طيار وزوارق طوربيد سريعة. الرد لاحقاً في الوقت الذي تختاره. هذا يعني الانتظار حتى يهدأ التوتر الحالي، وشن هجوم مفاجئ عندما لا تكون القواعد الأمريكية في حالة تأهب قصوى. ماذا قال دونالد ترامب وكيف كان رد فعل السياسيين الأمريكيين؟ في منشور على منصته "تروث سوشيال" الساعة 19:50 بتوقيت شرقي الولايات المتحدة، أكد ترامب الضربات على فوردو ونطنز وأصفهان. بعد ساعتين تقريباً، وبرفقة نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع هيغسيث، ألقى ترامب خطاباً متلفزاً. وقال إن الهجمات المستقبلية ستكون "أشد وطأة"، ما لم تتوصل إيران إلى حل دبلوماسي. وأضاف: "تذكروا، لا يزال هناك العديد من الأهداف". أصدر العديد من زملاء ترامب الجمهوريين بيانات مؤيدة لهذه الخطوة، بمن فيهم السيناتور عن ولاية تكساس، تيد كروز، الذي "أشاد" بالرئيس. ووصف السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، الذي وجه في السابق انتقادات لترامب، هذه الخطوة بأنها "رد حكيم على دعاة الحرب في طهران". لكن لم يكن كل الجمهوريين داعمين لهذه الخطوة، إذ قالت مارجوري تايلور غرين، عضوة الكونغرس عن ولاية جورجيا، وهي من أشد مؤيدي ترامب، "هذه ليست معركتنا". ووصف عضو الكونغرس الجمهوري، توماس ماسي، الذي قدّم في وقت سابق من هذا الأسبوع مشروع قانون يمنع ترامب من مهاجمة إيران دون موافقة المشرعين، الضربات بأنها "غير دستورية". في المقابل وصف ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، ماسي بأنه "خاسر مثير للشفقة". وتمنح المادة الأولى من دستور الولايات المتحدة سلطة إعلان الحرب للكونغرس، أي للمشرعين المنتخبين في مجلسي النواب والشيوخ. لكن المادة الثانية تنص على أن الرئيس هو القائد الأعلى، وتمنحه سلطة إصدار أمر باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن الولايات المتحدة، ضد الهجمات الفعلية أو المتوقعة. وقال حكيم جيفريز، الديمقراطي الأمريكي البارز، إن ترامب يُخاطر بتوريط الولايات المتحدة "في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط"، بينما اتهمه آخرون بتجاوز الكونغرس لشن حرب جديدة. كيف كان رد فعل قادة العالم؟ دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران إلى تجنب أي إجراء، من شأنه أن يزيد من "زعزعة استقرار" الشرق الأوسط. وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس إنهم "أكدوا بوضوح تام أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً"، وأعربوا عن دعمهم لأمن إسرائيل. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربات الجوية الأمريكية بأنها تصعيد خطير، بينما حثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأعربت المملكة العربية السعودية عن "قلقها البالغ"، بينما أدانت سلطنة عُمان الضربات ودعت إلى خفض التصعيد. وصرّح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بأنه تحدّث إلى الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، ودعا إلى "الحوار والدبلوماسية كسبيل للمضي قدماً". وقال السياسي الروسي ديميتري ميدفيديف، حليف الرئيس فلاديمير بوتين: "ترامب، الذي جاء رئيساً كصانع سلام، بدأ حرباً جديدة للولايات المتحدة". "مع هذا النوع من النجاح، لن يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام"، يضيف. كيف بدأ الصراع الأخير؟ شنت إسرائيل هجوما مفاجئاً على عشرات الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية، في 13 يونيو/حزيران. وقالت إن طموحها هو تفكيك برنامج طهران النووي، الذي قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيمكّنها قريباً من إنتاج قنبلة نووية. تصرّ إيران على أن طموحاتها النووية سلمية. ورداً على ذلك، أطلقت طهران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. واستمرت الدولتان في تبادل الضربات منذ ذلك الحين، في حرب جوية استمرت لأكثر من أسبوع. لطالما صرّح ترامب بأنه يعارض امتلاك إيران لسلاح نووي. ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلكه، رغم أنها لا تؤكد ذلك ولا تنفيه. في مارس/آذار، صرّحت تولسي غابارد، مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية، بأنه على الرغم من زيادة إيران لمخزونها من اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة، إلا أنها لا تُصنّع سلاحاً نووياً - وهو تقييم وصفه ترامب مؤخراً بـ"الخاطئ". وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترامب الإدارات الأمريكية السابقة لانخراطها في "حروب غبية لا نهاية لها" في الشرق الأوسط، وتعهد بإبعاد الولايات المتحدة عن الصراعات الخارجية. وكانت الولايات المتحدة وإيران تجريان محادثات نووية، وقت الهجوم الإسرائيلي المفاجئ. وقبل يومين فقط من الهجوم الأمريكي، صرّح ترامب بأنه سيمنح إيران أسبوعين للدخول في مفاوضات جادة قبل توجيه ضربة عسكرية، لكن تبيّن أن هذه المهلة أقصر بكثير.