
حماس تسلم ردها على مقترح ويتكوف للوسطاء
أعلنت حركة حماس مساء اليوم السبت أنها سلمت الوسطاء ردها على مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط،
ستيف ويتكوف
، بشأن الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة مع الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت في بيان صحافي "بعد إجراء جولة مشاورات وطنية، وانطلاقًا من مسؤوليتنا العالية تجاه شعبنا ومعاناته، سلّمت اليوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ردّها على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأخير إلى الإخوة الوسطاء، بما يحقّق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا شاملًا من قطاع غزة، وضمان تدفّق المساعدات إلى شعبنا وأهلنا في القطاع".
وأضاف البيان الذي نشرته عبر حسابها على منصة "تليغرام": "وفي إطار هذا الاتفاق، سيتمّ إطلاق سراح عشرة من أسرى الاحتلال الأحياء لدى المقاومة، إضافة إلى تسليم ثمانية عشر جثمانًا، مقابل عدد يُتّفق عليه من الأسرى الفلسطينيين".
ويتضمن مقترح ويتكوف وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً وإطلاق سراح 28 من المحتجزين الإسرائيليين من الأحياء والأموات خلال الأسبوع الأول، مقابل إطلاق سراح 125 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، ورفات 180 من الفلسطينيين الشهداء، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز". كما تتضمن الخطة التي تقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوسيطين مصر وقطر سيضمنون تنفيذها، إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، إضافة إلى إفراج الحركة عن آخر 30 محتجزاً بمجرد سريان وقف إطلاق نار دائم.
رصد
التحديثات الحية
إسرائيل تترقب رد حماس حول مقترح ويتكوف وتعارض "التنازل" مسبقاً
وكانت حركة حماس قد قالت إنها
تسلّمت
المقترح الجديد للمبعوث الأميركي، مضيفة أنها تعكف على دراسته "بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته، وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع"، فيما
أعلن البيت الأبيض
مساء الخميس أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتصر إسرائيل على نزع سلاح حماس بالكامل وتفكيك قوتها العسكرية وإنهاء إدارتها في غزة، إضافة إلى ضرورة إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في القطاع، وعددهم 58، قبل أن توافق على إنهاء الحرب. وترفض حماس التخلي عن سلاحها وتطالب إسرائيل بسحب قواتها من غزة والالتزام بإنهاء الحرب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
الإبادة الجماعية المبرمجة والذكاء الاصطناعي في غزّة
يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرباً استثنائية على غزّة، بالاستهداف المتواصل والمكثّف للمدنيين والمباني والمرافق الحيوية في القطاع، لتحقيق دمارٍ غير مسبوق. ولتحقيق خطّتها الإبادية في غزّة، اعتمدت إسرائيل كعادتها على الدعميْن، العسكري والمادي، والسياسي لحلفائها الطبيعيّين، لا سيّما الدعم المطلق للولايات المتحدة والدول الأوروبية، وبعض العرب، لكن تحقيق هذا الحجم الاستثنائي من الدمار لم يكن ممكناً لولا استعانة إسرائيل بالتطبيقات العسكرية والحربية المتطوّرة، لا سيّما بالوجه القبيح للذكاء الاصطناعي، ليفتتح بنيامين نتنياهو وجيشه حرباً حديثةً ومتطوّرةً تقوم على إبادة الفلسطينيين، من خلال الاستعانة بتطبيقات القتل والدمار، التي يوفّرها الذكاء الاصطناعي، من أجل تنفيذ مشروع التخلّص من الفلسطينيين المتجذّر في عمق العقيدة الصهيونية. من أجل تدمير غزّة، وإبادة وتهجير أهلها، يستخدم الجيش الإسرائيلي (تساهال)، أحدث الأسلحة وأفتكها، لكنّ إشباع غريزة القتل والتدمير لدى نتنياهو وأتباعه أتاحت لهم الفرصة غير المسبوقة لاستعمال وتجربة تقنيات عسكرية متطوّرة جداً، كالتي يوفّرها الذكاء الاصطناعي، ليتحوّل إلى مختبر للتدمير والقتل الجماعي للأطفال والنساء وكبار السنّ في غزّة. يعدّ "لافندر" جزءاً من ترسانة تشمل الذكاء الاصطناعي المعروف باسم "Gospel"، ويستطيع تحديد حوالى مائة هدف في اليوم الواحد لقد سارعت إسرائيل منذ سنين، وعلى نحوٍ مُتزايد، إلى استعمال أنظمة متطوّرة جداً في المجال العسكري لقمع الفلسطينيين، شملت روبوتات ودبّابات بذكاء اصطناعي. بالإضافة إلى هذا، عرف استعمال الذكاء الاصطناعي توسّعاً لا نظير له في مجال مراقبة الفلسطينيين، باعتماد نظام رقابة "Blue Wolf" الذي يخزّن تفاصيل كلّ ما يتعلّق بالفلسطينيين، كالصور وأرقام هوياتهم وأعمارهم وجنسهم وعنوانهم وأرقام لوحات سياراتهم... توسّعت هذه البيانات لتشمل أرقام الهواتف والأنشطة في مواقع التواصل الاجتماعي، والانضمام إلى مجموعات "واتساب" التي يوجد فيها أحد المناضلين، وتغيير العناوين وأرقام الهواتف، والمتابعة المستمرّة لما يجرى يومياً في غزّة. وتهدف إسرائيل من خلال المراقبة العامّة للفلسطينيين إلى تخزين أكبر عدد ممكن من المعلومات حول الفلسطينيين تمهيداً لتوظيفها في برنامج تصفية انتقائي. ومن أجل تنفيذ إبادة الفلسطينيين، التي لطالما حلم بها الصهاينة، اعتمد جيش "تساهال" الذي يعتبر الجهة المنفّذة لأولى إبادة جماعية في العصر الحديث، على نظام قتل وتدمير شامل يجمع بين برمجيات مختلفة، لها أهداف محدّدة، وذلك لتحقيق دمار واسع في غزّه، بل لتدميرها تدميراً كلياً. "الخُزامَى" (Lavender): نظام الذكاء الاصطناعي القاتل للفلسطينيين بعد تحليل برنامج لافندر للمعلومات، التي جُمعت عن معظم سكّان قطاع غزّة، وعددهم 2.3 مليون نسمة، يحدّد البرنامج لكلّ شخص من السكّان درجةً من 1 إلى 100. هذه الدرجة تعكس مستويات انضمام الشخص إلى حركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أو احتمال أن يكون مقاتلاً. وبعد تحديد مكان الشخص المستهدف يعطى الأمر للجيش بتصفيته. وقالت مصادر، لمجلة 972+ وموقع Local Call، إن الجيش اعتمد، في الأسابيع الأولى من الحرب، بصورة شبه كاملة على "لافندر"، الذي حدّد ما يصل إلى 37 ألف فلسطينيّ بصفتهم مسلّحين مشتبهاً فيهم، من أجل تصفيتهم. ووفقاً لـ"972+"، تقرّر في بداية الحرب أن مقتل ما بين 15 أو 20 مدنياً بعد تحديد الهدف من نظام لافندر كان عدداً مقبولاً، لكن في حالة استهداف شخصيات أعلى في التسلسل الهرمي لحركة حماس، يمكن أن يرتفع عدد الضحايا المدنيين (الأضرار الجانبية) إلى مائة، لأن "لافندر" يعتبر هذا الاستهداف "مشروعاً"، وهو ما يبرّر ارتفاع عدد الضحايا من الأبرياء، الأطفال والنساء، في عديد من حالات الاستهداف. ويطرح هذا القتل المتعمّد للمدنيين بأمر من الآلة تساؤلات ومخاوف حول اعتماد هذا النهج المتساهل تجاه الخسائر البشرية من الفلسطينيين. لإبادة الفلسطينيين، اعتمد جيش تساهال، الجهة المنفّذة لأولى إبادة جماعية في العصر الحديث، على نظام قتل وتدمير شامل يجمع بين برمجيات مختلفة ويعدّ "لافندر" جزءاً من ترسانة تشمل الذكاء الاصطناعي المعروف باسم "Gospel"، ويستطيع تحديد حوالى مائة هدف في اليوم، وهو ما يبرّر تكثيف العمليات العسكرية ضدّ سكّان غزّة في مدار الأسابيع والأشهر الماضية. وتتأكّد شراسة "لافندر" و"Gospel" من خلال التهديدات المتتالية التي يلوّح بها نتنياهو بتوسيع دائرة القتل كلّ مرّة، نظراً إلى إلمامه بالقدرات التدميرية للبرنامجَين المذكورَين. "الإنجيل" (Habsora): نظام الذكاء الاصطناعي المدمّر للمباني حبسورا (الإنجيل بالعبرية) هو البرنامج العسكري الذكي الذي يستعمله "تساهال" لاختيار المباني التي سيضربها، وجاء استخدامه من أجل الإسراع في اختيار الأهداف في قطاع غزّة، وذلك من أجل الزيادة في وتيرة الهجمات بغية توسيع دائرة القتل الجماعي والدمار العمراني. ويصف ضابط سابق في المخابرات حبسورا بأنه "مصنع للقتل الجماعي"، إذ "ينصبّ التركيز في الكمّ وليس النوع". و يشمل نظام الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي، وهو الذراع العلمية لإبادة الفلسطينيين، على برامج أخرى مثل "أين أبي" (Where's Daddy)، الذي يستهدف فئات محدّدة من القيادات في غزّة. لكن عقيدة القتل والدمار لدى تساهال، التي تعمل على تنفيذ مخطّط إبادة جماعية ضدّ الفلسطينيين، لم تفرّق في استهدافها للفلسطينيين مهما تعدّدت مهامهم، بل إنها عمدت منذ بداية الحرب إلى تصفية كلّ الفلسطينيين، من الأطفال والنساء والشيوخ، وتبيّن ذلك من خلال قصف العديد من المباني المأهولة ليلاً من أجل تحقيق أكبر عدد من الضرر، وسط المدنيين. بل استهدفت مبانٍ لم تتواجد فيها الشخصيات المستهدفة من البرنامج، لأن الحرب على غزّة لم تكن موجّهةً ضدّ "حماس"، بل كانت تستهدف الفلسطينيين كلّهم، لهذا قصفت المروحيات والدبابات من دون تردّد آلاف المباني في غزّة، مخلّفةً، في بعض الحالات، أكثر من ألف شهيد في الضربة الواحدة. ولا يمكن فصل هذه الوحشية المفرطة عن إرادة الجيش في تحقيق دمار كلّي، تحقيقاً للرغبات المتجذّرة للجيش الصهيوني في إبادة الفلسطينيين وتهجيرهم. وجود ترسانة من برامج الذكاء الاصطناعي المختصّة في قتل الفلسطينيين هو دليل على إرادة فعلية لإبادة الفلسطينيين وتدمير القطاع يثير حجم الدمار الذي أحدثه استعمال التطبيقات المختلفة للذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية في غزّة يثير مخاوف أخلاقية واستراتيجية متعدّدة بشأن مستقبل النزاعات في ظلّ التقدّم التكنولوجي، لا سيّما حول الوجه القبيح للذكاء الاصطناعي، لذا تفتح التطبيقات القاتلة للذكاء الاصطناعي، التي جُرِّبت في غزّة، الباب أمام مستقبل قاتم للإنسانية، إذا لم يجرِ الحدّ من الاستعمال القاتل لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في النزاعات. لا يمكن اعتبار تنفيذ الإبادة الجماعية والتهجير الجماعي في غزّة ردّة فعل عابرة، بل إنها تنفيذ لمشروع متجذّر في العقيدة الصهيونية، وفي ممارسات الكيان الصهيوني منذ 1948. وبالتالي، يمكن من دون تردّد الحديث عن وجود إرادة قتل جماعي للفلسطينيين. ولعلّ ما يبرّر وجود إرادة فعلية لإبادة الفلسطينيين وجود ترسانة من برامج الذكاء الاصطناعي المختصّة في قتل الفلسطينيين، وتدمير القطاع، لأن مَن بدأ بفرض رقابة رقمية على الفلسطينيين، وصمّم برامج قتل متطوّرة، كان يخطّط مسبقاً لإبادة الفلسطينيين، لأن مشروع إبادة أكثر من مليونَي شخص يستحيل أن يكون وليد اللحظة.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
إيلون ماسك خارج إدارة ترامب: إرث "التطهير" والفوضى والفضائح
لا يختلف أميركيان في الولايات المتحدة، على أن الحكومة في واشنطن ينخرها الفساد، لكن أن يكون إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ، على رأس الفريق الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب ، لتوفير تريليون دولار من النفقات الحكومية، وتطهير الإدارات من الموظفين الإضافيين، ومحاربة الفساد، فهذا أمر لم يهضمه الأميركيون كثيراً، وحتى من داخل قاعدة ترامب. ويُغادر ماسك ، مالك شركتي تسلا وسبايس إكس وموقع إكس، وزارة الكفاءة الحكومية ، بعدما أدارها لأشهر معدودة، بنسبة تأييد شعبي لعمله في حدود الثلاثينات، وقد تكون العلاقة التي نسجها مع ترامب، وتأثيره على الأخير والمال الذي أنفقه لدعمه مرشحاً للرئاسة للمرة الثالثة، أكثر إلهاماً للكتابة، من عمله نفسه الذي لم يدم طويلاً، إلا إذا كان الحديث عمّا تمكّن إيلون ماسك من معرفته من أسرار ومعلومات وبيانات والاطلاع عليه في كواليس فترة عمله القصيرة، لا سيما حين كان يُنظر إليه في البداية على أنه "الرجل القوي" في إدارة ترامب، وصاحب الحظوة لدى الرئيس الذي كان "مستشاره". إيلون ماسك يودع هيئة الكفاءة الحكومية وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات مصورة لماسك، في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، يوم الجمعة الماضي، في حفل "توديعه" كمسؤول هيئة الكفاءة الحكومية التي من مهماتها إدارة وتقليص النفقات الحكومية، على أن يبقى بعد إكماله 130 يوماً من العمل، "صديقاً ومستشاراً" للرئيس و"يعود بين الحين والآخر" للعمل داخل الإدارة، بحسب ترامب ومن دون توضيح. فيما أشار متابعون إلى أن المناسبة كانت لإظهار الوحدة، إذ يعدّ ماسك ثاني مسؤول كبير يُبعده ترامب عن العمل في إدارته بولايته الثانية، بعد مستشار الأمن القومي السابق مايك والتز. وحضر ماسك حفل توديعه بعين سوداء ومنتفخة، قال إن ابنه الصغير "إكس" لكمه عليها، فيما أثار الإعلام تكهنات عدة بشأن لائحة "مشتبه فيهم"، ومن بينهم "كل الموظفين الإداريين الذين طردهم"، و"على الأقل سيدتان" من النساء الكثيرات اللواتي له منهن أولاد (المعروف أن له 14 ولداً)، وربما "مؤيدو ترامب الذين يكرهونه"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة الماضي. وانضمت فضيحة جديدة إلى لائحة أخبار إيلون ماسك الصاخبة الخاصة، وهي ادعاء شريكة سابقة له، آشلي سانت كلير، أن له أولادا كثرا آخرين حول العالم، وأن الملياردير المتحدر من جنوب أفريقيا، والبالغ من العمر 53 عاماً، يعرض خدماته للنساء اللواتي يرغبن في الإنجاب، حيث بحسب زعمها، فإنه يعتبر ذلك جزءاً من "حبّه لفعل الخير" مع الناس. أنفق ماسك 250 مليون دولار على حملة ترامب الانتخابية ومع مغادرة ماسك الإدارة الجمهورية، بعدما أنفق 250 مليون دولار على حملة ترامب الانتخابية، فإن ذلك لم يشفع له حتى لدى محبي الرئيس، لا سيما مع توالي التقارير التي تتحدث عن سلوكه الغريب، وإدمانه المخدرات. وكذّب ماسك نفسه، خلال اليومين الماضيين، تقريراً نشرته "نيويورك تايمز"، تحدث عن إدمانه حبوب الكيتامين المخدرة، قائلاً إنه جرّبها بوصفة طبية قبل سنوات، مقرّاً بأن هذه الحبوب "تساعد على الخروج من أزمات نفسية خانقة"، لكنه لم يعد يتناولها. لكن بحسب مصادر الصحيفة، فإنه يتناول أيضاً الفطر المهلوس ومنشطات "إكستازي"، واعترف لمقرّبين منه بأنها باتت تضرّ بصحته، وقد أظهر "سلوكاً غير منتظم، وأهان موظفين، ورفع التحية النازية"، خلال فترة عمله، فيما يتصف مزاجه بأنه "متقلب"، وفق "نيويورك تايمز". وقد غادر ماسك الإدارة، بتأييد شعبي منخفض، وكان آخر استطلاع نشر في أواخر إبريل الماضي وأجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة آب بي سي وشركة إيبسوس، أظهر أن 35% فقط من الأميركيين يؤيدون عمله الحكومي. آراء دراما إيلون ماسك... ذكاء علمي وغباء سياسي توترات متلاحقة مع ترامب وربما لكل الأثرياء في العالم، ومن بينهم الأكثر ثراء، حياة شخصية صاخبة ومليئة بالمشاكل والتعقيدات. لكن بعيداً عن ذلك، والذي كان تحت مجهر الإعلام منذ ما قبل دخوله المعترك السياسي، فإن علاقة ترامب بماسك، وُصفت كثيراً بأنها نابعة من "تبادل مصالح"، فمالك "إكس" الذي ساهم مالياً إلى حدّ كبير في دعم ترامب ومرشحين جمهوريين آخرين العام الماضي، حصل من ترامب على مكافأته، بإدخاله من الباب العريض إلى الإدارة الجمهورية، لا سيما أنه تمكن من إقناع الرئيس بقدرته على تقليص النفقات الحكومية بأكثر من تريليون دولار، وهو ما لم تثبت صحته، ما جعل ترامب يشكّك أخيراً في القدرة على ذلك، بحسب ما استفهم من مقربين منه، وفق ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، يوم الجمعة الماضي. ووصفت الصحيفة العلاقة بين الرجلين بـ"المعقدة"، وذكرت أن ترامب والمقربين منه شعروا أخيراً بالإحباط من وجود إيلون ماسك داخل الإدارة، والمناوشات التي أحدثها مع وزراء داخل اجتماعات الحكومة، فضلاً عن تعطّل حملة "التطهير" جرّاء صدّ المحاكم إجراءاتها والبطء الناجم عن طبيعة العمل البيروقراطي في واشنطن. ولكن بحسب الصحيفة، فإن خلافات أعمق، دفعت ماسك لاتخاذ قرار مغادرة هيئة الكفاءة الحكومية، وتتعلّق بسياسة ترامب، ومصالح مالك "سبايس إكس" الاستثمارية العملاقة، علماً أن المغادرة أعلن عنها في تغريدة على "إكس". لكن القرار كان اتخذ في البيت الأبيض. وكان ماسك أكد لـ"واشنطن بوست"، الأسبوع الماضي، أن "وضع البيروقراطية الأميركية أسوأ مما كنت أظن". لكن مشروع قانون الضرائب الذي مرّره مجلس النواب الأميركي أخيراً، بضغط من ترامب، قد يكون النقطة التي أفاضت كأس التوتر بين الرجلين، إذ يعتبر ماسك أن المشروع مكلف للغاية، ولن يساعد على خططه لخفض النفقات. فضلاً عن ذلك، فإن ماسك دفع من أجل "صفر تعرفات جمركية" بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. حاول ماسك عرقلة صفقة تقودها "أوبن إيه آي" في أبوظبي وبحسب الإعلام الأميركي أيضاً، فإن ماسك حاول أخيراً عرقلة صفقة تقودها شركة "أوبن إيه آي" لبناء واحد من أكبر مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي في العالم في أبوظبي، وذلك في محاولة منه لتضمين شركة ناشئة له (إكس إيه آي) في المشروع. ولم يخف ماسك غضبه حين علم بمرافقة الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي"، سام ألتمان، لترامب خلال جولته في منطقة الشرق الأوسط، في شهر مايو الماضي. وسحب ترامب أخيراً تسمية الملياردير جاريد إيزاكمان لقيادة وكالة الفضاء الأميركية "ناسا". وإيزاكمان، هو شريك لإيلون ماسك، وكان اشترى سلسلة رحلات فضائية من "سبايس إكس"، والتي لها عقود عمل كثيرة مع "ناسا". وكان الإعلام الأميركي خلال الأشهر القليلة الماضية، قد طرح أيضاً أسئلة عدة، حول علاقة إيلون ماسك التجارية والاستثمارية مع الصين، وما إذا كان ذلك قد يعدّ ضمن ما يعرف بـ"تضارب المصالح"، أو مضراً للأمن القومي الأميركي. وتعدّ الصين سوقاً مهمة لشركة ماسك الأخرى، "تسلا" للسيارات الكهربائية، وقد يفسّر ذلك بعض أسباب قلّة شعبيته لدى بعض من قاعدة ترامب، التي تنظر أيديولوجياً إلى الصين، كعدوة اقتصادية للولايات المتحدة، والتي تسرق منها الوظائف والفرص والصناعات. أما ماسك، فيعتبر ضمن هذه الدائرة "مدافعاً عن الصين"، والتي جنّبها لسانه السليط، وتعليقاته السياسية، ودعمه لمرشحين وسياسيين، خصوصاً في القارة الأوروبية، حيث دافع عن اليمين المتطرف ومرشحيه الانتخابيين تحت شعار أنه "مناصر دائم لحرّية التعبير". وبعد مغادرته العمل الإداري، لن يكون إرث إيلون ماسك كبيراً، لكنه العلامة الفارقة، التي قد يكون تركها، هي تمكنه من فرض اقتطاعات كبيرة على المساعدات الأميركية الخارجية، ودوره في تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية (يو أس إيد)، والتي سرّح منها آلاف الموظفين المحليين والدبلوماسيين وموظفي الخدمة المدنية المُكلفين بالعمل في الخارج، فضلاً عن محاربته دولته الأم، جنوب أفريقيا، التي أوقف ترامب عنها المساعدات، ومنها المخصصة لمكافحة مرض الـ"إيدز"، حيث اتهمها بتحريض من ماسك، بالعدوانية تجاه "المواطنين البيض". سوشيال ميديا التحديثات الحية إيلون ماسك والذكاء الاصطناعي: "أزمة" الإبادة الجماعية


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
سفينة الحرية وأسطول الانهزامية
في توقيت واحد تقريباً، كانت مجموعتان بصدد تحدّي الحصار الصهيوني على الشعب الفلسطيني: تجمّعت أولاهما في ساحل صقلية، جنوبي إيطاليا، تضم 12 شخصاً، بعضهم من النشطاء في مجال حقوق الإنسان وشخصيات دولية مؤثرة، مثل الناشطة في مجال التغير المناخي، السويدية غريتا ثانبرغ، والممثل ليام كانينغهام والبرلمانية الأوروبية ريما حسن. وضمّت الثانية وزراء خارجية عرب، ومعهم مدير دار المناسبات المعروفة باسم جامعة الدول العربية، تجمّعوا في عمّان. قصدت المجموعة الأولى شواطئ غزّة واستقلت السفينة"مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية، أبحرت من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية بجنوب إيطاليا ظهر أمس، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي وتوصيل مساعدات إنسانية. أما المجموعة الثانية فقد أعلنت، بكل ثقة قبل يومين، أنها في طريقها إلى رام الله في الضفة الغربية لعقد اجتماعها هناك (أمس الأحد)، فأظهرت إسرائيل العين الحمراء، وأعلنت أنها ستمنع وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن، وأحمد أبو الغيط، من دخول الضفة. لم تمتثل مجموعة السفينة مادلين للتهديدات الإجرامية الصهيونية بالاعتداء على السفينة إن أصرّت على كسر الحصار المفروض على الفلسطينيين في غزّة، محمّلة بمساعدات إنسانية ورسائل إنسانية وسياسية بالغة الرقي. وقرّر فريق الحرية الإبحار، على الرغم من الأخطار المؤكّدة التي تنتظر السفينة ومن عليها، والتي تشمل القصف والاعتقال، كما جرى في محاولاتٍ سابقةٍ لتحالف أسطول الحرية. أما مجموعة دار المناسبات (جامعة الدول العربية) فقد امتثلت لقرار الكيان الصهيوني بمنعها من الذهاب إلى رام الله، وجلست في عمّان تندب حظها، وتشكو إلى السماء قسوة إسرائيل معها، على الرغم مد الأيادي بعروض التطبيع والسلام الذي هو أبشع من الاستسلام، الأمر الذي جعل وزراء الخارجية يطلقون مجموعة من التصريحات الباليستية الفتّاكة التي استقبلتها تل أبيب بابتسامة أفعى سامّة، فقال وزير الخارجية الأردني بكل حزن "إن قرار إسرائيل منع زيارة الوفد الوزاري العربي إلى رام الله يعكس عنجهيتها وتطرّفها". ثم لحقه وزير الخارجية السعودي بتصريح أبعد مدى، قائلًا "إن رفض إسرائيل زيارة وفد اللجنة الوزارية يؤكّد رفضها مسار السلام وهذا يزيدنا عزيمة"، من دون أن يحدّد نوع هذه العزيمة وموضوعها واتجاهها. لكن وزير الخارجية المصرية كان أكثر شراسة، فاعتبر أن"سياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل في قطاع غزّة تنتهك أبسط حقوق البشر". لم يحدّد وزراء الخارجية العرب بالضبط الجهة المستهدفة بهذا النحيب الدبلوماسي الرقيق، وإنْ غلب الظن أنهم يتوجّهون بالشكوى إلى البيت الأبيض، الذي يرى في المطالبة بوقف العدوان وإدخال المساعدات وانسحاب الاحتلال من غزّة نوعاً من الإرهاب الذي تمارسه حركة حماس. كما ينظر إلى ما يعرف باسم "مقترح ويتكوف" بوصفه نصّاً تلموديّاً مقدّساً لا تجوز مناقشته أو التعاطي معه حذفاً أو إضافة، إذ يعلن مبعوث البيت الأبيض السيد ويتكوف شخصيّاً أن رد "حماس" على المقترح الأميركي غير مقبول، إذ يبقى المتاح فقط أمام الفلسطينيين والعرب أن يبصموا على ما تخطّه إسرائيل بيدها وترسله لهم مع الإدارة الأميركية. هل عرف تاريخ العرب منذ خلقهم الله مثل هذه العُمق السحيق للإحساس بالدونيّة والعجز أمام سبعة ملايين لقيط مزروعين قهراً وعدواناً في قطعة من الأرض العربية الخالصة، تحميهم عنصرية أوغاد الكوكب، ودونيّة نظام عربي يحرص على امتلاك أسباب حالة الضعف أكثر بآلاف المرّات مما يحرص على امتلاك أدوات القوة؟. مشهد وزراء خارجية العرب في عمّان، وهم يتصنّعون قلة الحيلة، لم يكن نتيجة غلظة صهيونية وقحة، بقدر ما هو تعبير عن موقف استراتيجي يناضل من أجل تصدير حالةٍ من الانهزامية المقصودة، تصلح مهرباً سهلاً من أية مسؤوليات تاريخية وجغرافية، أو مقرّراتٍ والتزاماتٍ أعلنها العرب الرسميون بأنفسهم ذرّاً للرماد في عيون شعوبٍ تموت كل يوم كمداً على هوانها على حكّامها قبل أعدائها.