
هل أفسدت حماس خطط نتنياهو؟
د. عُمر عبد الله
محلل سياسي وباحث استراتيجي مختص بالشأن الفلسطيني
تعد المقاومة في غزة، وفلسطين عامة، نتاجا طبيعيا لوجود الاحتلال الذي بدأ في فلسطين مع مطلع القرن العشرين، بأشكال مختلفة، وعبر أسماء وتنظيمات وهبّات شعبية متنوعة.
وبعد حدوث النكبتين في فلسطين: (1948، 1967)، لم تقف تلك المقاومة، بل أخذت أشكالا أكثر تنظيما ودقة، في العمل الفدائي الفلسطيني ضد وجود الاحتلال.
واستمر النضال الفلسطيني دون توقف لسنوات عديدة، وإن اختلفت أشكاله بين مرحلة وأخرى، حتى جاءت الانتفاضة الأولى 1987، والتي استمرت حوالي سبعة أعوام، واكبتها موجة من العمليات الاستشهادية علق عليها رئيس وزراء دولة الاحتلال إسحاق رابين قائلا: 'لا أستطيع أن أوقف شخصا يريد أن يموت'.. وقد دخلت تلك الانتفاضة/ الثورة القاموس العربي، والغربي، وأصبحت كابوسا يطارد الاحتلال.. فكان لا بد من احتوائها.
وهكذا، فيما كان الوفد الفلسطيني يفاوض في مدريد، للحصول على أفضل ثمرة للانتفاضة، كانت كواليس النرويج وغرفها المغلقة تشهد مفاوضات سرية بين منظمة التحرير وبين الاحتلال، لتخرج علينا في سبتمبر/ أيلول 1993، بما عرف باسم 'إعلان المبادئ لاتفاقيات أوسلو'، والذي تخلت فيه المنظمة عن فكرة الكفاح المسلح، وقبلت الاعتراف بشرعية الاحتلال، وتعديل ميثاقها، تحت عناوين المرحلية، والتكتيك، وخذ وطالب.. وهكذا.
الأخطر في اتفاقيات أوسلو، أن صاحب الحق، وهو الفلسطيني، يعطي المحتل ما لا يستحق، ويعترف بشرعيته في فلسطين.
ومما جاء ضمن بنودها، أنه تم الاتفاق على الذهاب إلى انتخابات فلسطينية عام 1996، يتم من خلالها اختيار رئيس السلطة الفلسطينية، وأعضاء المجلس التشريعي.
في تلك الانتخابات، توافق الاجتهاد السياسي لدى حركتي حماس والجهاد، على مقاطعة الانتخابات باعتبارها من إفرازات أوسلو.. فلم تشارك أي من الحركتين فيها. وقد تم انتخاب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، رحمه الله، رئيسا للسلطة الفلسطينية.
وبعد عقد من الزمان، شهد حالات من الرخاء والشد بين فصائل المقاومة، وخاصة الإسلامية منها، وبين السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، تمت الدعوة إلى انتخابات جديدة في مناطق السلطة الفلسطينية.. وكان 2006 هو عام الانتخابات الثانية للسلطة الفلسطينية.
وشاركت حركة حماس في الانتخابات، في محاولة منها للجمع بين المقاومة والحكم، في حال فازت في الانتخابات، مقاربة بنموذج حزب الله في لبنان.
وجاءت نتائج الانتخابات، خارج توقعات الجميع، فقد حصلت حركة حماس على أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، بما يؤهلها لتشكيل الحكومة.. ولم يرُق ذلك لصناع أوسلو.
فكانت سياسة وضع العصي في الدواليب، هي الأكثر حضورا في حق حركة حماس، الفائزة عبر صندوق الانتخابات.. وبدأت الشروط تنهال من الغرب والعرب عليها: إذا أردتم أن تشاركوا في السياسة فعليكم بالاعتراف 'بدولة إسرائيل'.
ولم ترضخ حماس، وتواصلت ضغوط أجهزة أمن السلطة في حق حركتي حماس والجهاد حتى بلغت حدا لا يطاق، من اعتقالات وتعذيب، وملاحقة ومحاكم أمن دولة، وسنوات سجن تمتد من سنة إلى المؤبد.
وهنا جاءت لحظة التغيير عندما قامت حركة حماس برفض قرارات السلطة، خاصة الأمنية منها. وبدأت اشتباكات مسلحة في قطاع غزة بين أجهزة أمن السلطة، والحركة عام 2007، حتى أسفرت عن سيطرة حماس على قطاع غزة بالكامل، ليُفرض بعدها الحصار الشديد على قطاع غزة.
البداية والتجهيز للطوفان
تعتبر حماس، حركة مقاومة ذات صبغة عقائدية ملتزمة، تتيح مساحة للاجتهاد السياسي وفقا للسياسة الشرعية ومتغيرات الواقع. وهي حركة ذات هيكلية تنظيمية قوية وصلبة، يعود تاريخها إلى ما قبل التأسيس، من خلال خبرتها في العمل المؤسساتي المجتمعي في غزة، تحت لافتات أخرى.
وبعد أن بدأت الحركة مرحلة الحكم في غزة، كان جليا أن لها مشروع مقاومة واضح الملامح، ظهرت قدرته لاحقا في طوفان الأقصى.. فمن اللحظة الأولى، وفي ظل عدم ملاحقة أجهزة أمن السلطة في غزة، بدأت حماس تعمل على مشروع المقاومة بطرق عملية ومنهجية تمثلت في النقاط التالية:
العمل على بناء الإنسان 'الجندي والقائد'، بناء عقائديا وروحيا وتدريبيا، ليصبح قادرا على مواجهة جنود الاحتلال في أي مواجهة قادمة.
حفر وبناء شبكة الأنفاق، التي زادت عن مئات الكيلومترات، والتي آتت أكلها في كل الحروب التي تعرضت لها غزة.. آخرها طوفان الأقصى.
إعطاء فصائل المقاومة فرصة للعمل بحرية أفضل، وتوفير أراضٍ مخصصة للتدريبات العسكرية لأبناء تلك الفصائل، خاصة حركة الجهاد الإسلامي.
عملت على إيجاد أدوات القتال، من عتاد وقوة.. فكانت الصواريخ، والعبوات، والقذائف، والمسيرات.
ملاحقة شبكات عملاء الاحتلال في قطاع غزة، حتى ضيقت على أجهزة مخابرات الاحتلال من خلال هذه الملاحقة.. ومن خلال الأمن الهجومي، بدلا من الأمن الدفاعي.
وما إن بدأت حركة حماس العمل بنمط جديد، حتى زاد الحصار، واشتد الخناق، لتبدأ رحلة السعي لاستئصالها، هي وكل المقاومة في غزة.. فكانت الحروب المتتالية: (2008، 2012، 2014) لتحقيق هذا الهدف.
السلطة والمقاومة مشروعان متناقضان
كل متابع موضوعي للشأن الفلسطيني، يستطيع أن يرى الفرق الواضح بين مشروع السلطة الفلسطينية في رام الله، ومشروع المقاومة في فلسطين عامة، وغزة خاصة. السبب في هذا الفرق، يرجع إلى سببين هما:
الخلفية السياسية والفكرية لكلا المشروعين.
الاتفاقيات التي كبّل الفلسطيني نفسه بها من خلال أوسلو.
فالمشروع الأول، يقوم على التعايش والسلام مع دولة الاحتلال، وبقائها في فلسطين. والمشروع الثاني، يقوم على مقاومة الاحتلال، وتحرير فلسطين، وكنس الاحتلال منها.
لكن السؤال هنا: ما علاقة طوفان الأقصى بالمشروع الوطني الفلسطيني والشرق الأوسط الجديد؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال، لا بد من الذكر أن الطوفان، كسر وإلى الأبد صورة هذا الاحتلال/الأسطورة.
فمنذ عقود طويلة، يتم العمل على تدجين العقول في العالم، ولا سيما العربي والإسلامي، للتسليم بأن هذا الاحتلال أسطورة، لا يمكن هزيمتها أو كسر هيبتها، فجاء الطوفان، وكسر هذه الأسطورة.
وهذا يعني، أن هزيمة دولة الاحتلال ممكنة، ولم تعد مستحيلة.
فإذا كانت غزة وحدها بمقاومتها وحاضنتها الشعبية، قد حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فكيف سيكون الحال لو كان هناك مشروع وطني جامع للكل الفلسطيني، ومعه حركات التحرر العربية والإسلامية التي تؤمن بتحرير فلسطين؟
وهذا يأخذنا إلى السؤال، عن الطوفان، وعلاقته بالشرق الأوسط الجديد.
طوفان الأقصى محطة فارقة في الصراع
قبيل الطوفان بفترة وجيزة، وقف رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمام الأمم المتحدة، رافعا خريطة للشرق الأوسط الجديد. وهو الذي دأب على التبشير بتغيير وجه الشرق الأوسط، إلى آخر جديد خالٍ من كل حركات المقاومة، وتكون دولة الاحتلال، هي الكبرى فيه، من حيث المساحة والقدرة والنفوذ.
ولكن المفاجأة هي ما ذكرته كتائب القسام، من أنها كانت لديها معلومات دقيقة عن نية الاحتلال بدء هجوم كبير على المقاومة في غزة، ومن بعدها في الإقليم، ضد كل من يؤمن بالمقاومة في مواجهة دولة الاحتلال التوسعية.
وهنا بادرت الحركة ببدء الطوفان في فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ردًّا على تلك الخطط التي أعدّها الاحتلال، ولتدمير أحلام نتنياهو بخريطة جديدة للشرق الأوسط.
ويمكن القول إن طوفان الأقصى استطاع، حتى هذه اللحظة، تأخيرَ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وعرقلته، رغم كل ما فعله الاحتلال ضد حركات المقاومة.
البناء على الطوفان
رغم تكلفته العالية التي قدمها الشعب الفلسطيني، لا بد من استثمار هذا الطوفان، والبناء عليه بقوة، وهذا البناء يكون من خلال:
أولا: في داخل فلسطين:
إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني التحرري، مع ضرورة العمل على توسيع دائرته لتشمل كل ألوان الطيف السياسي المقاوم في فلسطين، التي تؤمن بضرورة العمل لتحرير فلسطين.
ويجب القفز عن العراقيل التي يمكن أن يضعها البعض أمام تحقيق هذا الهدف، ومن ذلك زعم بعضهم أن إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني هو خطوة لاستبدال منظمة التحرير الفلسطينية.. وهو ليس كذلك، بل إن من أبجديات هذا المشروع، إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية نفسها، كبيت جامع للكل الفلسطيني تحت مشروع مقاومة الاحتلال.
ثانيا: خارج فلسطين
وإذا تم التوافق على مشروع وطني فلسطيني موحد- ويفضل أن يكون تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية- فإن العمل خارج فلسطين يصبح خطوة مكملة وداعمة لهذا المشروع، من خلال التعاون مع جميع حركات التحرر التي تؤمن بضرورة تحرير فلسطين، وكذلك مع الأنظمة التي تتبنى هذا الهدف.
وينبغي أن يتم هذا التعاون ضمن إطار وطني موحد تشرف عليه مؤسسة جامعة تمثل الكل الفلسطيني، لأن وجود مثل هذا الإطار يسهل التنسيق مع تلك الأنظمة، ويعزز من قوة المشروع، ويراكم الإنجازات.
وعلى عاتق هذا المشروع الجامع تقع المهام الأصعب، وفي مقدمتها طلب الدعم بكافة أشكاله من الأنظمة الملتزمة بقضية فلسطين، وذلك وفق قاعدة العمل المشترك التي يجسدها شعار: 'فلسطين تجمعنا'.
محددات نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد
وينبغي أن ندرك أنه حتى يتم تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، فإن هناك محددات لا بد من توفرها، وهي:
توفر الرغبة لدى أصحاب المشروع ووجود الإرادة لتحقيق تلك الرغبة.
وجود أنظمة تساعد على ذلك. غياب وانتهاء حركات المقاومة من المشهد.
غياب الجماهير عن دورها الفاعل في التصدي للمشروع.
ويمكن القول إن طوفان الأقصى أسهم في تثبيت حضور المقاومة في الميدان، لا سيما في غزة، وأعاد للجماهير دورها الفاعل في الساحات، وإن كان هذا الدور يشهد تراجعا وتقدما بحسب الظروف.
أما ما يتعلق بالأنظمة، فهو جزء أساسي من المشروع الوطني الفلسطيني، الذي يحملها مسؤولياتها التاريخية تجاه فلسطين وشعبها، ويطالبها بالوقوف إلى جانب هذا المشروع التحرري.
أما المحدد الأول، والمقصود به توفر الإرادة لدى أصحاب مشروع 'الشرق الأوسط الجديد'، فيمكن القول إن المقاومة، حتى الآن، نجحت في تعطيل هذا المسار وعرقلة تقدمه.
خلاصة
فكرة هزيمة الاحتلال ممكنة، وممكنة جدا، خاصة بعد ما فعله طوفان الأقصى. وسنن الله في التغيير حاضرة وبقوة.. وأحد أخطر سننه في هذه المواجهة: 'وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم'.
فكرة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني من خلال منظمة التحرير، وعلى قاعدة تحرير فلسطين، هي الرد الأقوى على حجم الزيف والموت الذي يوزعه الغرب ومشروعه الصهيوني في فلسطين.
من أجل الجيل القادم، لا بد من العمل والمثابرة، حتى لو لم نحضر التغيير والنصر.. فيكفينا شرفا، أننا كنا من أهل غزة.. ولا زلنا نقبض على جمرة الدين، وجمرة الوطن.. حتى نلقى الله، ونحن كذلك.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


إيطاليا تلغراف
منذ 20 دقائق
- إيطاليا تلغراف
عمالة الفقيه بن صالح تحتفي باليوم الوطني للمهاجر في نسخة مميزة
إيطاليا تلغراف بلاغ صحفي في إطار الاحتفاء باليوم الوطني للمهاجر، الذي يخصه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بعناية ورعاية خاصة، احتضنت عمالة إقليم الفقيه بن صالح أيام 9 و10 و11 غشت 2025 فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى المهاجر، بشراكة مع فعاليات مدنية ومؤسساتية، وتحت إشراف عامل الإقليم، وبمشاركة نخبة من الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج. تميزت هذه الدورة بحضور شخصيات رسمية من بينها النائبة الأولى للقنصل العام للمملكة بميلانو – إيطاليا، التي كانت ضيف شرف اليوم الوطني للمهاجر، وممثلي المصالح الخارجية، وجمعيات المجتمع المدني داخل وخارج المغرب، إضافة إلى عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وممثلي مؤسسات عمومية وخاصة، في أجواء جسدت قوة الروابط بين الوطن وأبنائه في المهجر. شهد الملتقى لحظات اعتراف وامتنان لعدد من أبناء الجالية المنحدرين من الإقليم، تقديرا لعطاءاتهم وإسهاماتهم في تعزيز صورة المغرب بالخارج، وهم: نبيلة حمزة – عداءة مغربية متوجة بإيطاليا، د. سعيد العلام – كاتب وباحث في الفكر والشأن العام وفائز بجائزة كتارا الدولية للرواية، فهد لمهيضر – مهندس في الذكاء الاصطناعي بألمانيا ورئيس مجال الذكاء الاصطناعي بالمكتب الشريف للفوسفاط، عتيقة فنون – أول سائقة حافلة مغربية بإيطاليا، عبد الله خزراجي – مدير شركة متخصصة في تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية لفائدة الجالية بإيطاليا، الحسين أولباز – إعلامي ومنتج دولي بالولايات المتحدة ومؤسس شركة United Com بالمغرب، ومصطفى رقيب – نائب رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ومدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح. احتضن الملتقى ندوة تحت شعار: 'ورش الرقمنة: تعزيز خدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم'، بمشاركة المهندس فهد لمهيضر والمدرسة العليا للتكنولوجيا، والمجلس الإقليمي، والمجلس الجماعي، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، والمركز الجهوي للاستثمار، حيث تم استعراض مشاريع رقمنة الخدمات العمومية، التي تساهم في تسهيل الإجراءات على المرتفقين وتحفيز الاستثمار، انسجاما مع السياسة العمومية التي تعتبر الرقمنة ركيزة أساسية لربط الجالية بوطنها الأم. كما شهد الملتقى ندوة ثانية تناولت دور مغاربة العالم في تحقيق التنمية المحلية والجهوية، بمشاركة أكثر من 250 كفاءة من إقليم الفقيه بن صالح، ومن تأطير البشير بوخرواعة، رئيس أنظمة البيانات الاقتصادية بصندوق النقد الدولي، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والمسؤولين المحليين، الذين تجاوبوا مع أكثر من 45 سؤالًا. وشهدت هذه النسخة حضور وفد من المستثمرين الإيطاليين، الذين أبدوا اهتماما بالفرص الاقتصادية بالإقليم، خاصة في مجالات الفلاحة والصناعات الغذائية والخدمات، حيث وفر الملتقى فضاء للتواصل المباشر مع الفاعلين المحليين واستكشاف إمكانيات التعاون. وفي إطار البرنامج، نُظمت زيارة خاصة لوفد من الجالية برئاسة عامل الإقليم إلى الزاوية البصيرية بإقليم الفقيه بن صالح، وهي الزيارة التي كان لها طابع خاص وأضفت بعدا روحيا وثقافيا مميزا على الملتقى. وتنوعت فقرات الملتقى بين سباق العدو الريفي، ودوري في كرة القدم لفائدة الشباب والأطفال، وعروض 'التبوريدة' التي أبرزت جمالية التراث المغربي الأصيل. كما تخلل الملتقى سهرات موسيقية بمشاركة الفنان زكرياء الغافولي، والفنان يوسف لوزيني فايف ستار، والثنائي الكوميدي سعيد ووديع، إضافة إلى فرق فنية محلية. وقد حضر السهرة الختامية أزيد من 1000 متفرج من المدينة ونواحيها، في أجواء سادها الاحترام والتفاعل الإيجابي، دون تسجيل أي حادثة شغب، مما عكس روح المسؤولية لدى الجمهور المحلي. وكان عرض 'ملحمة الخاوة العميرية الموساوية' من أبرز الفقرات، بمشاركة 82 فنانا محليا جسدوا تنوع الفنون الشعبية بالإقليم. وفي إطار البرنامج، نظمت زيارات ميدانية لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاطلاع عن قرب على مجموعة من المشاريع التنموية بالإقليم، شملت البناية الحديثة للمعهد العالي للتكنولوجيا الذي يستقطب أكثر من 1500 طالب وطالبة ويتوفر على أكثر من 12 تخصصا، والمستشفى الإقليمي الجديد للفقيه بن صالح، الذي يقترب من الانتهاء بعد استكمال الإجراءات والتصليحات النهائية، إضافة إلى زيارة مركز الانفتاح والمنطقة الصناعية بمنطقة البرادية التابعة للإقليم. وقد أسهمت هذه الزيارات في تعزيز التواصل بين الجالية ووطنها، وفتحت آفاقا جديدة للتعاون والتنمية المحلية والجهوية. وفي تصريح باسم إدارة الملتقى، أكد المنظمون أن الحدث تجاوز كونه مناسبة للاحتفاء باليوم الوطني للمهاجر ليصبح فضاء ديناميكيا للتفاعل البنّاء مع قضايا الجالية وتطلعاتها. وأشاروا إلى أن عدد المسجلين في خيمة الاستقبال بالفقيه بن صالح تجاوز 1400 مهاجر من دول مختلفة خلال أسبوع فقط، مما يعكس أهمية الملتقى في تعزيز الروابط بين مغاربة العالم ووطنهم الأم، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتنمية، وهو ما يرسخ دوره كرافد حقيقي لدعم التنمية المحلية وتوفير فرص الشغل. وأجمع المشاركون في ختام الملتقى على أنه أصبح منصة عملية للنقاش وطرح الحلول الواقعية المتعلقة بالسياسات العمومية المرتبطة بمغاربة العالم، مؤكدين أهمية استدامة هذه المبادرة لما تحقق من تعزيز الروابط بين الجالية ووطنها الأم، والمساهمة في دفع عجلة التنمية المحلية والجهوية. إيطاليا تلغراف


التلفزيون الجزائري
منذ 20 دقائق
- التلفزيون الجزائري
ربيقة يعزي في وفاة المجاهد هاروني رابح – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الأربعاء، بتعازيه الخالصة لعائلة المجاهد هاروني رابح، عضو جيش التحرير الوطني الذي وافته المنية. وجاء في نص التعزية: 'ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المجاهد هاروني رابح، عضو جيش التحرير الوطني تغمده الله برحمته الواسعة'. وأضاف الوزير 'ولا يسعني في هذا المصاب الجلل إلا أن أتقدم إلى عائلته الكريمة ورفاقه في الجهاد بأخلص التعازي، داعيا الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويتقبله إلى جوار النبئيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا'. وخلص الوزير بالقول: 'وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون'.


حدث كم
منذ 2 ساعات
- حدث كم
'14 غشت' ذكرى استرجاع وادي الذهب: محطة تاريخية كبرى في ملحمة الوحدة وتكريس مسار تنموي متواصل
13/08/2025 تحل يوم غد الخميس 14 غشت 2025 الذكرى السادسة والاربعين لاسترجاع اقاليم وادي الذهب الى حظيرة الوطن الأم .، ففي مثل هذا اليوم من كل سنة يستحضر الشعب المغربي هذه المحطة التاريخية الكبرى، وملحمة الوحدة الوطنية ومبدع المسيرة الخضراء ، الراحل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، لاسترجاع اقاليم الصحراء المغربية. وتعود هذه الذكرى إلى يوم 14 غشت 1979، حين ألقى وفد من علماء وفقهاء وشيوخ القبائل وأعيان من إقليمي أوسرد ووادي الذهب بين يدي جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه نص البيعة معلنين ارتباطهم الوثيق بالمغرب. وكانت هذه البيعة تعبيرا من قبل وفود هذه المناطق المسترجعة عن تشبثهم الأكيد والثابت بمغربيتهم وبوحدة التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة محبطين بذلك كل مخططات ومناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وفي اطار الجهوية المتقدمة التي عرفها المغرب، حظيت الجهات الثلاثة للاقاليم الجنوبية : كلميم واد نون، العيون الساقية الحمراءن والداخلة وادي الذهب، بمشاريع تنموية هائلة اطلقها جلالة الملك محمد السادس غلافها المالي حوالي 77 مليار درهم .. كما سبق وان عرفت هذه الجهات والاقاليم عدة منجزات تنموية، منها على سبيل المثال، قطاعات الإسكان والسياسة العمرانية حيث خصصت لها استثمارات تتجاوز قيمتها مليار و500 مليون درهم لتصحيح الاختلالات وتحقيق تنمية ترابية متوازنة وذلك من خلال تفعيل عدة برامج جديدة في إطار مقاربة استباقية تروم التأهيل الحضري وتصحيح ما يمكن تصحيحه في النسيج العمراني. وعلى مستوى المنشآت المينائية فقد عرف ميناء الداخلة الجديد عملية توسيع بميزانية تبلغ 334 مليون درهم وتندرج هذه العملية في إطار تحسين جودة البنيات التحتية لميناء الداخلة على اعتبا ر الأهمية التي يكتسيها قطاع الصيد البحري في الرفع من الاقتصاد الإقليمي والجهوي. وبفضل هذه المجهودات التنموية أصبح الإقليم يتوفر على بنيات تحية حديثة ومرافق اجتماعية في مستوى التطلعات جعلت منه منطقة استقطاب لاستثمارات وطنية وأجنبية همت مجالات السياحة والصيد البحري وتربية الإبل وزراعة الخضروات بالإضافة إلى بعض الأنشطة الرياضية التي تجلب روادا من داخل البلاد وخارجها وبعض اللقاءات الدولية والوطنية. وتتواصل بهده الجهات ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسيرة البناء والتشييد في ظل الإجماع الوطني من طنجة إلى الكويرة . ح/م