خريف لبناني حاسم... السلاح أوّلاً!
يتفاءل الفرنسيون بإمكان عقد هذا المؤتمر قريباً، حيث يعود الموفد الرئاسي جان إيف لودريان إلى بيروت لهذه الغاية واستشراف المرحلة المقبلة، لا سيما بعد القرار الحكومي الأخير بحصر السلاح وتكليف الجيش اللبناني بإعداد خطة لهذه الغاية قبل 31 آب الجاري، وتنفيذها قبل نهاية العام.
ولكن هل يكفي قرار مجلس الوزراء، الذي لاقى ترحيباً دولياً وعربياً كبيراً، لانعقاد مؤتمر الخريف الذي يُعوَّل عليه كثيراً لإخراج لبنان من أزمته الاقتصادية والمالية وإطلاق ورشة إعادة الإعمار؟
يشير الخبير الاقتصادي العميد المتقاعد غازي محمود، في حديث لموقع mtv، أنه "منذ مؤتمر سيدر الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس في 11 كانون الأول 2018، أصبحت مساعدات ومساهمات المجتمع الدولي ولا سيما الغربي منه، للبنان مشروطة بإصلاحات اقتصادية بنيوية. علماً ان مؤتمر سيدر تحدث عن قروض مشروطة وليس عن مساعدات أو مساهمات مالية".
ويضيف محمود: "اليوم مع عودة الحديث عن مؤتمر جديد في باريس خلال الخريف القادم لدعم لبنان، أعتقد أن شرط الإصلاحات سيبقى على الطاولة، مع العلم ان ثمة إصلاحات تحققت خصوصاً في ما يتعلق بتعديل قانون السرية المصرفية وقانون إصلاح المصارف. إلا أن تحقيق إصلاحات ملموسة لا يزال دونه الكثير من العقبات، كإقرار قانون الانتظام المالي أو الفجوة المالية وكذلك الأمر بالنسبة الى تحقيق استقلالية السلطة القضائية فعلياً بعد إقرار القانون المتعلق بها".
ويشدد على أنه "يجب ألا ننسى أهمية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والذي يُشكل ممراً لا بد منه للوصول إلى النتائج المرجوة من مؤتمر الخريف المزمع عقده".
هذا في الاقتصاد، ولكن ماذا عن الأمن والسياسة؟
يجيب محمود: "تبقى العقبة الأساسية أمام المؤتمر مسألة حصرية السلاح، والمضي قدماً في تنفيذه قبل انعقاد المؤتمر الذي لم يحدد موعده بعد. وعلى الرغم من أهمية إيفاء العهد الجديد والحكومة الجديدة بالإصلاحات الاقتصادية، إلا ان أي خلل في تنفيذ حصر السلاح بالدولة اللبنانية من دون سواها من سائر القوى السياسية، قد يؤدي بمؤتمر الخريف الى نتيجة مشابهة لمؤتمر سيدر، أي وعود مع وقف التنفيذ".
ويستطرد محمود: "بتعبير آخر لم تعد تكفي الوعود للمجتمع الدولي للحصول على المساعدات، بل لا بدّ من نتائج ملموسة على صعيد الإصلاحات الاقتصادية من جهة وحصر السلاح بيد الدولة من جهة ثانية".
يكمن بيت القصيد في ملف السلاح، وأي عبور نحو مرحلة استقدام الاسثمارات والمساعدات إلى لبنان لن يحصل قبل إنجاز هذا الاستحقاق وتنفيذ القرار الحكومي بحذافيره، وبالتالي الورقة الأميركية. وهذا ما يفسّر عدم الحماسة العربية والدولية للمسعى الفرنسي حتى الآن. فهل سيبقى مؤتمر الخريف مجرّد موعد افتراضي؟
نادر حجاز - mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
مأساة.. "سكتة قلبية" تُنهي حياة عسكريّ في مركز عمله
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... توفي العسكريّ في الجيش محمد يوسف إثر إصابته بسكتة قلبية مُفاجئة خلال تواجده في مركز عمله. يُشار إلى أنّ العسكري الراحل هو من منطقة جبل محسن في طرابلس. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
الكرملين: لقاء بوتين وترامب قد يستمر 6 أو 7 ساعات
قدّر الكرملين، الجمعة، أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في ألاسكا لمناقشة النزاع في أوكرانيا، قد يستمر "6 أو 7 ساعات على الأقل"، تشمل اجتماعهما والمؤتمر الصحافي المشترك. وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي: "بشكل عام، يمكننا أن نتوقع أن الأمر سيستغرق 6 أو 7 ساعات على الأقل"، موضحاً أن الزعيمين سيلتقيان بشكل فردي، قبل مفاوضات أوسع بين وفديهما يليها مؤتمر صحافي مشترك. كما أضاف بيسكوف أنه من الممكن عقد اجتماع ثلاثي في وقت لاحق إذا تحققت نتائج خلال محادثات ألاسكا. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
صحيفة أميركية تتحدث عن خطوة أولى اتخذها لبنان نحو استعادة سيادته.. هذا ما كشفته
ذكرت صحيفة 'The Hill' الأميركية أنه 'في الأسبوع الماضي، اتخذت الحكومة اللبنانية خطوة تاريخية نحو استعادة السلطة الكاملة على أراضيها من خلال الالتزام بنزع سلاح كل الفصائل المسلحة، وأبرزها حزب الله. لأكثر من أربعة عقود، مارس الحزب نفوذًا عسكريًا وسياسيًا في لبنان، مُقوِّضًا استقلال البلاد ومُزعزعًا استقرار المنطقة. والآن، ولأول مرة منذ سنوات، تعمل الدولة على تأكيد سيادتها وبسط سيطرتها على كامل البلاد، وهي خطوة لم تكن لتخطر على بال أحد قبل عام واحد فقط، عندما كانت قبضة الحزب على البلاد تبدو راسخة'. وبحسب الصحيفة، 'لقد وجهت حملة القصف الإسرائيلية المدمرة في لبنان وإيران خلال العام الماضي، والتي أعقبتها خسارة الحليف الأكثر أهمية مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، ضربة مدمرة للبنية التحتية وترسانة حزب الله العسكرية. ومع ذلك، لا يزال الحزب يحتفظ ببعض النفوذ محليًا، رغم عزلته. وإلى أن يُلقي سلاحه، سيظل يُشكل تهديدًا للبلاد، بل لاستقرار المنطقة. ومؤخرا، طرح المبعوث الأميركي إلى سوريا والسفير الأميركي الحالي في تركيا، توم برّاك، بعد جولات عدة من المحادثات في بيروت، خطة متعددة المراحل لإنهاء التصعيد العسكري المستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ توقيع بيروت وتل أبيب على اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024'. وتابعت الصحيفة، 'لقد أدرك رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزاف عون أنه من دون اتخاذ إجراءات حاسمة لدعم الاقتراح الأميركي بتفكيك ترسانة حزب الله مرة واحدة وإلى الأبد، فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاءها سوف يعيدون النظر في الدعم الدبلوماسي والمالي المستقبلي للبنان الذي مزقته الحرب والمفلس. كما أقر رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يمثل عددا كبيرا من السكان الشيعة في لبنان، بأهمية هذه اللحظة المحورية عندما اتخذت الحكومة قرارها الجريء في السابع من آب بنزع سلاح حزب الله بالكامل بحلول نهاية عام 2025'. واضافت الصحيفة، 'يُعدّ هذا المرسوم خطوةً أولى، وما زال العمل الأصعب ينتظرنا. وبعد إقراره، تعهدت قيادة حزب الله بعدم تسليم سلاحها أبدًا، وهددت بالعودة إلى العمل العسكري. كل هذا يعني أن المخاطر حقيقية، ليس فقط من الناحية النظرية، بل من الناحية العملية والفورية. وبعد أيام قليلة من الإعلان، قُتل ستة جنود من الجيش أثناء تفكيك مصنع قنابل تابع لحزب الله. يتعين على لبنان الآن أن يدرك أنه سيخسر الكثير إذا تعثر التنفيذ، ولا يمكنه أن يتحمل التقصير في الوفاء بالتزاماته بموجب هذا الاتفاق. إن الوفاء بالتزاماته سيضمن وفاء الدول الأخرى المعنية بالتزاماتها، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية. إنها فرصة تاريخية للبنان للتحرر من قبضة الفصائل غير الحكومية واستعادة احتكار الدولة للسلاح، لكن النجاح يعتمد على وفاء كافة الأطراف بالتزاماتها'. وبحسب الصحيفة، 'بموجب الخطة الأميركية، ستوقف إسرائيل كل عملياتها العسكرية البرية والجوية والبحرية بموجب مرسوم الحكومة اللبنانية، مما يضمن لها البدء في تنفيذ خطة نزع السلاح. ومن المتوقع أن يتم خلال 120 يومًا تحييد كل الفصائل وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. في المقابل، تعهدت الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية بتعزيز قدرة الجيش على فرض الاتفاق وحماية سيادة البلاد، فضلاً عن تنظيم مؤتمر اقتصادي دولي لتحفيز تعافي لبنان وإعادة إعماره. ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها وضع آليات لضمان تطبيق الاتفاق، وستحظى هذه الرقابة بترحيب الشعب اللبناني، المتلهف لإنهاء دوامة العنف والفساد. ويمكن لواشنطن أيضا أن ترسل إشارة ثقة قوية من خلال إعطاء الأولوية لتمويل الجيش لتنفيذ مهمته، وهي المساعدة التي أقرتها بالفعل إدارتا ترامب وبايدن، وكذلك الكونغرس، إذا اتخذ لبنان إجراءات حاسمة كما فعل الأسبوع الماضي'. وتابعت الصحيفة، 'يتم تشجيع فرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية على العمل جنباً إلى جنب مع الآخرين لتعزيز الجيش والنظر في تقديم الجدول الزمني لمؤتمر المانحين الاقتصادي المقترح، إذا كانت الأطراف تفي بشروط الاتفاق في الوقت المحدد. ومن خلال إطلاق هذه العملية، أرسل زعماء لبنان رسالة واضحة إلى مواطنيهم والعالم: إنهم ملتزمون بالوحدة الوطنية وسيادة القانون والاستقرار الإقليمي. وينبغي للمجتمع الدولي أن يقف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة التحولية من خلال تقديم المشاركة الدبلوماسية المستدامة، وتنفيذ القوانين، والمساعدة المالية، والدعم الأمني لضمان متابعة الالتزامات الأمنية وتعزيز الإصلاحات التي تعزز المؤسسات وتسرع جهود إعادة الإعمار'. وختمت الصحيفة، 'إن السلام بين لبنان وإسرائيل في متناول اليد، ولكن فقط إذا قام كل الأطراف بدورهم'.