
ماذا تحمل زيارة ترامب لفلسطين وغزة؟
استبقت القيادة الفلسطينية، زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، لـ3 دول خليجية هي السعودية والإمارات وقطر هذا الأسبوع، بجولة لحسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، بدأت بالسعودية ثم مصر وقطر وانتهت بالأردن.
وخلال جولته جدد الشيخ التأكيد على أن الأولوية في هذه المرحلة بالنسبة للقيادة الفلسطينية وتحركاتها "وقف الحرب والإغاثة العاجلة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى".
وأكد في منشور على حسابه بمنصة "إكس" في مستهل جولته "الانتقال بعد ذلك إلى مرحلة جديدة تفضي إلى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ، والدخول في عملية سياسية شاملة ترتكز على الشرعية الدولية وتنفيذ حل الدولتين".
ويزور ترامب الثلاثاء والأربعاء والخميس على التوالي السعودية وقطر والإمارات. ومع أن فلسطين وإسرائيل ليستا ضمن جدول الزيارة، إلا أن العدوان على غزة يفرض نفسه، وفق محللين، فماذا ينتظر من الزيارة فلسطينيا؟ وهل من أفق لوقف الحرب وبدء عملية سياسية؟
غطاء سياسي
عن هدف جولة الشيخ، يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو الهيجا للجزيرة نت إن ما يهم السلطة الفلسطينية أن يكون لها دور في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة، لكنه يضيف أن الدور "غير واضح كما أنه من غير الواضح مدى اعتراف الولايات المتحدة بهذا الدور".
ويضيف أن من أهداف جولة الشيخ "الحصول على غطاء سياسي إقليمي وعربي بعد تعيينه نائبا للرئيس، وكأنه يريد أن يقول إن هذا التعيين تم بناء على توافق وبمشاركة واستشارة إقليمية وتحديدا من السعودية".
وبرأي الكاتب الفلسطيني فإن كل ما تسعى له السلطة الفلسطينية في الفترة القادمة هو "إستراتيجية البقاء وأن تحافظ على الغطاء السياسي العربي والشرعية الإقليمية ليؤدي إلى غطاء سياسي وربما شرعية أميركية لاستمرارية البقاء والتعامل معها في ظل مخططات الضم التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية".
ولا يتوقع أبو الهيجا أعلى من سقف استمرار الاعتراف بالدور التقليدي وبقاء السلطة بنمط القيادة الحالية، مستبعدا وجود سقف أعلى خلال زيارة ترامب "فإذا حصلت السلطة على مرادها، سيكون هناك حدود معينة للتعامل الإسرائيلي معها في المرحلة المقبلة".
وفي كل الأحوال يستبعد الكاتب الفلسطيني "أي شكل من أشكال الاختراق السياسي في المرحلة القادمة" مضيفا أن القضية الفلسطينية ليست من أولويات ترامب ولا على أجندة هذه الزيارة أصلا".
دفع التطبيع وهدنة
من جهته، يرى خبير الشؤون الأميركية، والمحاضر في الجامعة العربية الأميركية، الدكتور أيمن يوسف، أن ملفاتٍ أهم من القضية الفلسطينية تتصدر جدول أعمال ترامب منها "بناء رؤية أميركية واضحة للشرق الأوسط ككل: الملف النووي الإيراني، العلاقة مع السعودية وتركيا ومصر وحتى الملف اليمني، وبالتأكيد الملف الفلسطيني والعدوان على غزة سيكون أحد الجزئيات".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن ترامب "سيركز بشكل أو بآخر على نموذج السلام الاقتصادي ودفع عملية التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية إلى الأمام".
مع ذلك لا يستبعد ضغوطات على إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو"لإنهاء المعركة في قطاع غزة أو إنهاء الحرب، لكن ليس بشكل دائم أو إستراتيجي".
ورجح أن يتحرك ترامب باتجاه أن تكون هناك صفقة لإطلاق بعض الأسرى الإسرائيليين في غزة لأن ذلك كان أحد شعاراته الانتخابية، ومن هنا قد يضغط باتجاه الذهاب إلى هدنة.
ورغم الأزمة في العلاقة الشخصية بين نتنياهو وترامب يقول المحلل الفلسطيني إن العلاقات الأميركية الإسرائيلية "علاقات بنيوية وعلاقات وثيقة جدا".
وعن فرص فتح مسار سياسي فسطيني-إسرائيلي، يضيف يوسف "يمكن الحديث عن فتح مسار سياسي باتجاه التطبيع مع العرب مقابل حل القضية الفلسطينية، هذا مقترح موجود في حديث ترامب تحديدا مع السعوديين، لكن لا أعتقد بوجود اختراق على المستوى الفلسطيني الإسرائيلي لأن الفلسطينيين غير جادين؛ لوجود الانقسام من جهة، ولوجود حكومة يمينية في إسرائيل مع رئيس وزراء متعنت من جهة أخرى".
وعاد الأكاديمي الفلسطيني ليؤكد أن "ترامب يدرس المنطقة بكل ملفاتها وعينه على الصين وروسيا وأوكرانيا والصراع الصيني الباكستاني، فهو معني بالقيادة الأميركية للمنطقة".
أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني معين عوده، المقيم في الولايات المتحدة ومع إشارته لأهمية زيارة أي رئيس أميركي لمنطقة الشرق الأوسط فإنه يرى أهمية خاصة لزيارة ترامب في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتوترات الشديدة حتى على مستوى العالم.
وأضاف أن الفارق بين زيارة ترامب للمنطقة عام 2017 وزيارته هذا الأسبوع أن الأولى شملت إسرائيل ، لكن هذه المرة على الأغلب لن يزورها وسيكتفي بزيارة بعض الدول العربية "وهذه بحد ذاتها رسالة واضحة أن الأجندة السياسية لهذه الزيارة ليست كبيرة وربما غير موجودة".
وأضاف أن "الملفات المدرجة على أجندة الزيارة اقتصادية، سواء لصالح ترامب، أو الولايات المتحدة حيث هناك رغبة كبيرة جدا في توقيع أكبر كمية من العقود الاقتصادية، وإقناع دول الخليج باستثمارٍ أكبر للأموال في أميركا، دون إغفال الحرب التجارية مع الصين ورغبته في وقوف العرب إلى جانبه فيها".
وفق الكاتب الفلسطيني، حتى ملف إيران متأخر عن الملفات الاقتصادية، ومع ذلك يسعى لاحتوائها قدر الإمكان ونزع فتيل أي مواجهة عسكرية معها، مستخدما الوساطة الخليجية والعمانية تحديدا لمحاولة التوصل لاتفاق نووي جديد.
وتوقع عودة "القليل من الحديث" عن الوضع في غزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي رغم وجودهما في عقول وأذهان الحكومات العربية، وفي عقل ترامب.
مبادرة وهدنة
ورجح أن يسعى ترامب إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي الكامل والتجويع في غزة مع وصوله إلى الشرق الأوسط إذ "يبدو أن اتفاقا كهذا قد يرى النور خلال أسبوعين أو أقل وسيسمَح بموجبه بإدخال مواد غذائية ومياه صالحة للشرب إلى غزة، كبادرة حسن نية من ترامب والإدارة الأميركية لدول الخليج لإظهار حسن نوايا أو رغبته حتى في إنهاء هذه الحرب، والتوصل لاتفاقات طويلة المدى لوقف النار".
يشير عودة إلى أن ترامب كرجل أعمال يؤمن بالصفقات، لكنه اكتشف أن الصفقات السياسية بمنطقة الشرق الأوسط وباقي العالم ليست بسهولة الصفقات العقارية التي كان يعقدها، وبالتالي قرر التوقف عن محاولة الضغط على طرف واحد وهو الطرف الفلسطيني، وحاليا هناك رغبة أميركية على ما يبدو في إنهاء هذه الحرب.
وبدون رفع سقف التوقعات، لا يستعبد المحلل الفلسطيني أن تكون الإدارة الأميركية قد وصلت إلى مرحلة التعب الشديد من نتنياهو وربما وجهت له رسالة "بأننا (الولايات المتحدة) من يقرر في الشرق الأوسط" وهذا كان واضحا في وقف الهجمات على الحوثيين والحديث المباشر مع حركة حماس والحديث الحالي مع الإيرانيين؛ كلها ملفات ترفضها إسرائيل بشدة، ولم تكن تعتقد أن الولايات المتحدة ستقوم بها، لكنها قامت بها على شكل غير متوقع.
ترامب تغيّر
ويشير عودة إلى أن حديث ترامب اليوم مختلف عنه قبل 3 أشهر، فهو بدأ حديثه بتصريحات شديدة عن ترحيل سكان غزة لكنه اليوم يتجاهل كلامه، وفيما يبدو هناك اعتراف أميركي ضمني بفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق نتائج على الأرض ، فضلا عن أن استمرار الحرب لفترة طويلة يضر بأميركا والاقتصاد الأميركي، ولذا تسعى لتهدئة هذا الملف.
ورجح عودة أن يتبع إدخالَ المساعدات خطوات إضافية لمحاولة الحصول على الرهائن من جهة ووقف نار طويل المدى من جهة أخرى.
ويضيف أنه من غير الواضح إن كانت هناك عملية سياسية في المستقبل القريب، ولكن ستخف ولو بشكل جزئي معاناة الغزيين على أمل أن يحاول العرب الضغط على ترامب من خلال استثماراتهم وقدراتهم المالية لمحاولة الحصول على إنجاز -على الأقل- إيقاف الحرب في غزة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 43 دقائق
- الجزيرة
أسانج يشارك في "كان" بقميص يوثق أسماء آلاف الأطفال الفلسطينيين الشهداء
ظهر مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج مرتديا قميصا يحمل أسماء 4 آلاف و986 طفلا فلسطينيا قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة خلال مشاركته في فعاليات مهرجان "كان" السينمائي. وأوضح بيان على حساب لجنة دعم أسانج في منصة "إكس" -"تويتر" سابقا- أمس الثلاثاء، أن جوليان يشارك في مهرجان كان السينمائي في فرنسا من أجل عرض الفيلم الوثائقي "رجل الستة ملايين دولار" (The Six Million Dollar Man) حول أسانج. وأشار البيان إلى أن أسانج شارك في المهرجان مرتديا قميصا يحمل أسماء 4 آلاف و986 طفلا دون سن الخامسة قتلتهم إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ولفت إلى أن الجانب الآخر من القميص يحوي عبارة "أوقفوا إسرائيل". وانطلقت فعاليات المهرجان بدورته الـ78 في 13 مايو/أيار الحالي وتستمر حتى 24 من الشهر ذاته. وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 175 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ترامب الابن: ربما أسعى لخلافة والدي في يوم من الأيام
ألمح دونالد ترامب الابن إلى احتمال ترشحه لمنصب سياسي في المستقبل أو السعي لخلافة والده الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقالت وكالة بلومبيرغ إن ترامب الابن سئل عن الأمر خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي فأجاب "لا أدري، ربما أسعى في يوم من الأيام إلى دخول الحياة السياسية وربما خلافة والدي في منصب الرئاسة". وأردف قائلا "أعتقد أن والدي غيّر فعلًا الحزب الجمهوري. أصبح الآن حزب أميركا أولًا، أو حزب MAGA، أيًّا كان ما تفضّلون تسميته". وعلى الرغم من أنه نادرًا ما تحدث عن طموحاته السياسية، فإن ترامب الابن أصبح شخصية بارزة في الساحة السياسية، إذ شارك في الحملة الانتخابية لوالده بانتظام، وظهر كثيرًا على وسائل الإعلام، وألقى خطابًا رئيسيا خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري. ومن جهته، لا يزال ترامب الأب يلمّح إلى إمكانية ترشحه مرة أخرى في عام 2028، رغم أن الدستور الأميركي يحدد فترتين رئاسيتين فقط. وفي فترته الأولى، لعبت ابنته إيفانكا وصهره جاريد كوشنر دورًا بارزًا كمستشارين في البيت الأبيض ، أما في الوقت الحالي فقد أصبح دورهما أقل ظهورًا. وقد أمضى ترامب الابن معظم مسيرته المهنية في منظمة ترامب التي تركز على تطوير العقارات الفاخرة، ويُعد من أبرز المدافعين عن السياسات الاقتصادية لوالده. وبرز دوره بشكل أكبر في الولاية الثانية لترامب، حيث دعم ترشيح السيناتور جيه دي فانس لمنصب نائب الرئيس. وبرز ترامب الابن كأحد أبرز أفراد العائلة منذ عودة والده إلى البيت الأبيض، رغم أنه لا يشغل أي منصب رسمي في الإدارة. بدلًا من ذلك، انضم إلى شركة "1789 كابيتال"، وهي شركة استثمار تركز على الشركات ذات التوجهات المحافظة، أسسها المستثمر عميد مالك. ومن على منصة المنتدى في الدوحة، وجّه ترامب الابن انتقادات لبيئة الأعمال في أوروبا، مشيدًا ببيئة الاستثمار في الخليج، مشيرًا إلى أن "الناس هنا يعملون بجدّ، ولا يتعاملون مع مناخ تنظيمي خانق كما هو الحال في أوروبا الغربية".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
النرويج تصف إسرائيل بـ"كيان غير متجانس" وتطالب بفرض عقوبات عليها
طالب نائب وزير الخارجية النرويجي أندرياس موتسفيلدت كرافيك، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي بالتحرك وفرض عقوبات على إسرائيل من أجل تغيير سلوكها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وحذر كرافيك -في حديث للجزيرة- من تبعات مأساوية على سكان قطاع غزة"إذا لم تغيّر إسرائيل سلوكها"، مؤكدا أنه من غير المقبول أن يُمنَع دخول المساعدات إلى غزة، وهناك شعب يعاني. وشدد على ضرورة الضغط أكثر على إسرائيل لإقناعها بالتفاوض لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن أوسلو تريد من تل أبيب إنهاء الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات. وتتوالى التصريحات الغربية المنتقدة لإسرائيل بسبب استمرار حربها الوحشية على غزة وفرضها حصارا خانقا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها القطاع منذ نحو 20 شهرا، في ظل استخدامها سياسة التجويع سلاحا. وبشأن الانقسام الداخلي الإسرائيلي، قال كرافيك إن "إسرائيل ليست كيانا متجانسا، وهناك قوى داخلها تطالب بوقف الأعمال العدائية"، في إشارة إلى أحزاب المعارضة التي تطالب بوضع حد للحرب، ووضع استعادة الأسرى المحتجزين بغزة كأولوية قصوى. ووفق المسؤول النرويجي، فإن الأعمال العدائية في الضفة الغربية وغزة لا تتوافق مع القانون الدولي ويجب إيقافها، مطالبا إسرائيل بحماية الدبلوماسيين واحترام حصانتهم الدولية. وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي بشكل مباشر وكثيف باتجاه وفد دبلوماسي أثناء وجوده بمدخل مخيم جنين في الضفة الغربية ، للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم. وكذلك، وصف كرافيك المستوطنات في الضفة الغربية بأنها غير قانونية ويجب إزالتها، لافتا إلى دعم بلاده كل العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على المستوطنين المتطرفين. وطالب نائب وزير الخارجية النرويجي إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني"وإلا عليها مواجهة تبعات خرقه". وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد نقلت عن مصدر في الخارجية الإسرائيلية قوله إن إسرائيل في أسوأ وضع مرت به على الإطلاق، وإنها أمام تسونامي حقيقي سيزداد سوءا. وقال المصدر بوزارة الخارجية الإسرائيلية إن المقاطعة الصامتة موجودة، لكنها ستتسع وتشتد، ويجب على إسرائيل ألا تقلل من خطرها، محذرا "لن يرغب أحد في أن يرتبط اسمه بإسرائيل". ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلا كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت حرب الإبادة، التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.