logo
أخبار العالم : "ليس إرهابيًا".. ما صحة التصريحات المنسوبة إلى ترامب عن الحشد الشعبي العراقي؟

أخبار العالم : "ليس إرهابيًا".. ما صحة التصريحات المنسوبة إلى ترامب عن الحشد الشعبي العراقي؟

نافذة على العالممنذ يوم واحد
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تداولت حسابات مقطع فيديو بزعم أنه يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدى إدلائه بتصريحات إيجابية عن قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية في العراق.
وصاحب وصف مُضلل الفيديو المتداول، يقول: "عن الحشد الشعبي اتضحت الصورة لهم من المرتزقة الذين يشوهون الحشد الشعبي أمام أسيادهم. وهذا بفضل المرجعية الرشيدة وأبطال الحشد الشعبي. الصورة المشرفة للدفاع عن الوطن. وأفعاله الخيرية وأسقط كل المخططات التوسعية في المنطقة"، بحسب التعليق.
لقطة شاشة لمنشور يحتوي الفيديو المُضلل
عندما تحقق موقع CNN بالعربية من الفيديو وجد أنه الترجمة العربية المسموعة في خلفية المقطع كانت مغايرة لما أدلى به الرئيس الأمريكي.
ظهر الفيديو للمرة الأولى إبان خطاب ترامب في 26 يوليو/تموز 2022، عندما كان يتحدث في قمة "أجندة أمريكا أولا" في فندق ماريوت ماركيز بواشنطن العاصمة. كانت شبكة سكاي نيوز قد نشرت مقتطفات من الخطاب في ذلك الوقت.
لقطة شاشة لمقتطفات نشرتها شبكة سكاي نيوز من خطاب ترامب في 26 يوليو/تموز 2022
وقتها، عاد ترامب إلى واشنطن للمرة الأولى منذ أن ترك منصبه وقت فترته الرئاسية الأولى في عام 2021، لإلقاء الكلمة الختامية الرئيسية في القمة.
وكان ترامب يلقي باللوم على السياسات الاقتصادية سلفه جو بايدن، وقال إنه جعل الولايات المتحدة "تركع على ركبتيها".
بينما جرت إعادة نشر الفيديو بصورة بسياق مٌضلل يزعم أنه كان يتحدث عن الحشد الشعبي العراقي بقوله: "هذا الحشد ليس إرهابيًا، وليس قاعدة قوية لحماية العراقيين بكافة أطيافهم... اليوم شاهدنا الحشد الشعبي هو صمام الأمان للدولة العراقية". وهي ترجمة غير صحيحة.
والمقطع المُضلل مأخوذ من خطاب ترامب البالغة مدته ساعة و30 نصف، ويبدأ كلامه خلاله من الدقيقة 2:51، بحسب فيديو المنشور في قناة صحيفة اندبندنت.
آنذاك، دققت شبكة CNN في ما قاله ترامب خلال هذا الحدث. وأظهرت التدقيق كيف تناقضت تصريحاته مع أفعاله، لا لاسيما خلال أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
ويأتي تداول الفيديو المُضلل تزامنًا مع الجدل حول مشروع قانون الخدمة والتقاعد للحشد الشعبي، الذي يناقشه البرلمان العراقي، وسط تحذيرات أمريكية من إقراره.
وتشكل الحشد الشعبي، الذي يتألف في جوهره من مجموعات شيعية مسلحة، عقب اجتياح تنظيم داعش مساحات واسعة في شمال وغرب العراق، في صيف 2014.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ارتفاع أسعار النفط إلى 68.06 دولارًا للبرميل بعد 5 أسابيع من التراجع وسط تهديدات تجارية أمريكية للهند
ارتفاع أسعار النفط إلى 68.06 دولارًا للبرميل بعد 5 أسابيع من التراجع وسط تهديدات تجارية أمريكية للهند

تحيا مصر

timeمنذ 5 دقائق

  • تحيا مصر

ارتفاع أسعار النفط إلى 68.06 دولارًا للبرميل بعد 5 أسابيع من التراجع وسط تهديدات تجارية أمريكية للهند

بينما تتقاطع السياسة مع أسواق الطاقة العالمية، عادت اسعار النفط العالمي اليوم قفزت أسعار النفط خلال تعاملات صباح الأربعاء، بعد سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام متتالية، وذلك في أعقاب التهديدات الأمريكية للهند بفرض رسوم جمركية على خلفية استمرارها في شراء الخام الروسي، وهو ما أثار مخاوف من تراجع الإمدادات. أسعار النفط تقفز مجددًا بعد تهديدات ترامب وفي التفاصيل، ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة 0.6% لتسجل 68.06 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنفس النسبة ليبلغ 65.57 دولاراً للبرميل، وفقًا لما أوردته "CNBC عربية". وكان الخامان قد سجّلا تراجعًا تجاوز الدولار في ختام جلسة أمس الثلاثاء، ليبلغا أدنى مستوياتهما منذ أكثر من خمسة أسابيع، متأثرين بمخاوف من زيادة العرض بعد إعلان تحالف "أوبك+" خططًا لرفع الإنتاج بداية من سبتمبر. زيادة الإنتاج بنحو 547 ألف برميل يوميًا تحالف "أوبك+"، الذي يضم دول "أوبك" إلى جانب شركاء من خارجها، قرر في اجتماعه الأخير زيادة الإنتاج بنحو 547 ألف برميل يوميًا، في خطوة تسرّع من وتيرة العودة إلى مستويات ما قبل التخفيضات التي طُبّقت لدعم السوق خلال السنوات الماضية. غير أن التهديدات الأخيرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصعيد الإجراءات التجارية ضد الهند، في حال واصلت استيراد النفط الروسي، أثارت قلق المستثمرين بشأن استقرار الإمدادات، خاصة أن الهند تُعد من أكبر مستوردي الخام في آسيا. ووفق تصريحات ترامب، فإن هذه الخطوة تستهدف الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء النزاع في أوكرانيا، ملمّحًا إلى أن استمرار انخفاض أسعار الطاقة قد يُضعف قدرة موسكو على تمويل الحرب. في المقابل، ردّت الحكومة الهندية ببيان وصفت فيه التهديدات الأمريكية بأنها "غير مبررة"، مؤكدة تمسكها بحقوقها السيادية وحماية مصالحها الاقتصادية. تراجع في المخزونات بلغ 4.2 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس وعززت بيانات أمريكية إضافية من ارتفاع أسعار النفط، إذ كشف معهد البترول الأمريكي عن تراجع في المخزونات بلغ 4.2 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس، وهو رقم يفوق بكثير التوقعات التي قدّرتها "رويترز" بانخفاض 600 ألف برميل فقط. ومن المرتقب صدور التقرير الرسمي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية خلال الساعات المقبلة، ما سيمنح السوق مؤشراً أوضح على توجهات الطلب والعرض في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.

أخبار العالم : على فوهة البركان
أخبار العالم : على فوهة البركان

نافذة على العالم

timeمنذ 5 دقائق

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : على فوهة البركان

الأربعاء 6 أغسطس 2025 10:40 مساءً نافذة على العالم تعيش المنطقة لحظة هي الأخطر منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر قبل الماضي. التطورات الأخيرة تشير إلى انتقال إسرائيل من منطق العمليات محدودة الأهداف السياسية إلى الاستعداد للحرب الشاملة. قرار نتنياهو احتلال قطاع غزة بالكامل رغم تحذيرات جيشه من الكلفة البشرية والعسكرية الهائلة يأتي في إطار التصعيد المجنون الذي قد يقود المنطقة كلها إلى الانفجار. كل الحسابات المنطقية تشير إلى تهور الخطوة التي يستعد نتنياهو لاتخاذها. لكن الدوافع الحقيقية لا تكون بالضرورة معلنة في مشهد يكشف عمق الأزمة داخل إسرائيل حول الإجراء، اعترض رئيس الأركان الصهيوني أيال زامير على قرار احتلال قطاع غزة نظرا لخطورته، فما كان من نتنياهو الذي بدا وكأنه يعتبر القرار مسألة مصيرية هدد رئيس أركانه: نفذ القرار أو قدم استقالتك ضوء أخضر أمريكي من ترامب يبدو أنه وراء اندفاع نتنياهو نحو إعادة احتلال القطاع متعللا بأن الحرب لن تتوقف إلا بتحقيق ثلاثة أهداف: تدمير حماس نهائيا، تحرير الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مستقبلا. هذه هي أهداف نتنياهو المعلنة، أما الهدف الحقيقي من وراء إعادة احتلال غزة هو بدء تنفيذ مخطط التهجير القسري سياسة التجويع التي اتبعها الاحتلال الإسرائيلي لم تدفع أهالي غزة لهجرة القطاع لكنها لطخت سمعة الحكومات الغربية وضاعفت الضغوط الشعبية، كما أن مشهد الأسرى الإسرائيليين الذي يعانون المجاعة شأنهم في ذلك شأن الغزاويين أضاف بُعدا جديدا للضغط الدولي. ما يشير إلى نية الصهاينة لتصفية القضية الفلسطينية، أن الضفة الغربية تشهد حاليا بالتوازي مع التصعيد في غزة، حدثا غير مسبوق منذ نكسة 1967. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قاد اقتحاما ضخما بمشاركة آلاف المستوطنين، وأقام صلاة تلمودية كاملة داخل ساحات الأقصى، في كسر واضح للوضع القائم التاريخي والقانون المستمر منذ العهد العثماني. هذه الخطوة تمثل إعلانا عمليا بأن إسرائيل لم تعد تعترف بالخطوط الحمراء، وتتعامل مع الأقصى باعتباره هدفا مشروعا، في تمهيد مباشر لهدمه وإقامة "الهيكل الثالث" الذي يقوم عليه الفكر الصهيوني اليميني المتطرف. هذه الجريمة كفيلة بأن تنتقل بالمنطقة إلى مستوى جديد من التصعيد. الثابت تاريخيا أن الشعوب الإسلامية قد تصبر على الاحتلال والجوع والاستبداد، لكنها تنتفض فور المساس بالمقدسات الإسلامية. سيناريو هدم المسجد الأقصى سيؤدي حتما إلى ولادة تنظيمات أكثر تطرفا من كل التنظيمات الإرهابية التي استغلت القضية الفلسطينية لشرعنة وجودها. لو تعلم الحكومات العربية ما ينتظر المنطقة من أحداث كارثية حال نجاح إسرائيل في تنفيذ مخططاتها ما سمحت أبدا لدولة الاحتلال بالتمادي في هذا الجنون، لكن المؤسف، ورغم خطورة التطور، فإن ردود الفعل العربية والإسلامية بقيت محدودة، ما يعكس حالة شلل استراتيجي في مواجهة أكثر التهديدات وضوحًا للأمن القومي العربي والهوية الإسلامية. لقد انعدمت ردود الفعل العربية إلا من خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي شكل تحولا كبيرا في الموقف المصري المعلن، مؤكدا على تعبير "الإبادة الجماعية" لوصف ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، وكرر الاتهام ثلاث مرات بشكل صريح: الحرب في غزة تجاوزت أي منطق أو مبرر وأصبحت حربا للتجويع والإبادة الجماعية وأيضا تصفية القضية الفلسطينية.. نرى أن هناك إبادة ممنهجة في القطاع.. هناك إبادة ممنهجة لتصفية القضية." هذا الخطاب بمثابة خطوة سياسية وقانونية مهمة، ويعيد تعريف الصراع في لغة المجتمع الدولي من نزاع مسلح إلى "جريمة إبادة ممنهجة"، ويعكس مدى التعثر التفاوضي وخطورة المخطط الإسرائيلي لفرض التهجير والاحتلال الكامل. حديث الرئيس السيسي يوجه الرسالة الصحيحة في الوقت المناسب، لكن المطلوب اليوم هو "مضاعفة هذه الرسالة وتوسيع نطاقها" مستفيدين من موجة التعاطف الشعبي الدولي والغضب الرسمي تجاه إسرائيل، عبر خطة عمل متكاملة تشمل: أولا تكثيف الرسالة الإعلامية عبر تكرارها في تصريحات رسمية من كبار المسؤولين والناطقين باسم الدولة، وباستخدام نقاط حديث منسقة ومتجددة تناسب تطورات الأحداث. ثانيا: تحريك السفارات المصرية عالميا لتكثيف المقابلات والاتصالات مع الحكومات والبرلمانات والشخصيات العامة والصحافة والمجتمع المدني، ليس فقط لتوضيح الموقف المصري، بل للمطالبة بمواقف وتحركات محددة تجاه إسرائيل. ثالثا: تفعيل التحرك الجماعي بالعمل مع الدول العربية والإسلامية وحركة عدم الانحياز، والتنسيق مع مجموعة لاهاي ومؤتمر بوجوتا، والضغط على الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي لتطوير مواقفهما بما يتناسب مع حجم الجرائم الإسرائيلية. رابعا: مضاعفة الضغط الأممي عبر أجهزة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية والإقليمية لاستصدار قرارات، وتشكيل لجان تحقيق، واتخاذ إجراءات عملية تجاه إسرائيل. خامسا: التحرك القانوني المباشر سواء بالانضمام الى القضايا المرفوعة حاليا أمام محكمة العدل الدولية، أو رفع دعاوى جديدة بشأن الجرائم المستجدة في غزة أو الانتهاكات الإسرائيلية لالتزاماتها تجاه مصر. ليس بعد حرق الزرع جيرة كما يقول المثل الشعبي، وإسرائيل بمخططاتها تمثل التهديد الأول للأمن القومي المصري وأمن الإقليم كله هذه الخطوات تمثل الحد الأدنى للتحرك الفاعل، دون التلويح بالعمل العسكري، ومن شأنها أن تعزز الموقف المصري والعربي أمام المجتمع الدولي، وتضع إسرائيل تحت ضغط سياسي وقانوني متصاعد، وتنفي المزاعم حول أن الدول العربية صامتة لأنها متواطئة مع مخططات الاحتلال. هذه ليست لحظة بيانات أو حسابات ضيقة، بل لحظة تحرك دبلوماسي وقانوني وإعلامي مكثف، لإيقاف التوحش الإسرائيلي، وحماية الأمن القومي المصري والعربي، ومنع تغيير معالم المنطقة للأبد.

على فوهة البركان
على فوهة البركان

الدستور

timeمنذ 30 دقائق

  • الدستور

على فوهة البركان

تعيش المنطقة لحظة هي الأخطر منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر قبل الماضي. التطورات الأخيرة تشير إلى انتقال إسرائيل من منطق العمليات محدودة الأهداف السياسية إلى الاستعداد للحرب الشاملة. قرار نتنياهو احتلال قطاع غزة بالكامل رغم تحذيرات جيشه من الكلفة البشرية والعسكرية الهائلة يأتي في إطار التصعيد المجنون الذي قد يقود المنطقة كلها إلى الانفجار. كل الحسابات المنطقية تشير إلى تهور الخطوة التي يستعد نتنياهو لاتخاذها. لكن الدوافع الحقيقية لا تكون بالضرورة معلنة في مشهد يكشف عمق الأزمة داخل إسرائيل حول الإجراء، اعترض رئيس الأركان الصهيوني أيال زامير على قرار احتلال قطاع غزة نظرا لخطورته، فما كان من نتنياهو الذي بدا وكأنه يعتبر القرار مسألة مصيرية هدد رئيس أركانه: نفذ القرار أو قدم استقالتك ضوء أخضر أمريكي من ترامب يبدو أنه وراء اندفاع نتنياهو نحو إعادة احتلال القطاع متعللا بأن الحرب لن تتوقف إلا بتحقيق ثلاثة أهداف: تدمير حماس نهائيا، تحرير الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مستقبلا. هذه هي أهداف نتنياهو المعلنة، أما الهدف الحقيقي من وراء إعادة احتلال غزة هو بدء تنفيذ مخطط التهجير القسري سياسة التجويع التي اتبعها الاحتلال الإسرائيلي لم تدفع أهالي غزة لهجرة القطاع لكنها لطخت سمعة الحكومات الغربية وضاعفت الضغوط الشعبية، كما أن مشهد الأسرى الإسرائيليين الذي يعانون المجاعة شأنهم في ذلك شأن الغزاويين أضاف بُعدا جديدا للضغط الدولي. ما يشير إلى نية الصهاينة لتصفية القضية الفلسطينية، أن الضفة الغربية تشهد حاليا بالتوازي مع التصعيد في غزة، حدثا غير مسبوق منذ نكسة 1967. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قاد اقتحاما ضخما بمشاركة آلاف المستوطنين، وأقام صلاة تلمودية كاملة داخل ساحات الأقصى، في كسر واضح للوضع القائم التاريخي والقانون المستمر منذ العهد العثماني. هذه الخطوة تمثل إعلانا عمليا بأن إسرائيل لم تعد تعترف بالخطوط الحمراء، وتتعامل مع الأقصى باعتباره هدفا مشروعا، في تمهيد مباشر لهدمه وإقامة "الهيكل الثالث" الذي يقوم عليه الفكر الصهيوني اليميني المتطرف. هذه الجريمة كفيلة بأن تنتقل بالمنطقة إلى مستوى جديد من التصعيد. الثابت تاريخيا أن الشعوب الإسلامية قد تصبر على الاحتلال والجوع والاستبداد، لكنها تنتفض فور المساس بالمقدسات الإسلامية. سيناريو هدم المسجد الأقصى سيؤدي حتما إلى ولادة تنظيمات أكثر تطرفا من كل التنظيمات الإرهابية التي استغلت القضية الفلسطينية لشرعنة وجودها. لو تعلم الحكومات العربية ما ينتظر المنطقة من أحداث كارثية حال نجاح إسرائيل في تنفيذ مخططاتها ما سمحت أبدا لدولة الاحتلال بالتمادي في هذا الجنون، لكن المؤسف، ورغم خطورة التطور، فإن ردود الفعل العربية والإسلامية بقيت محدودة، ما يعكس حالة شلل استراتيجي في مواجهة أكثر التهديدات وضوحًا للأمن القومي العربي والهوية الإسلامية. لقد انعدمت ردود الفعل العربية إلا من خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي شكل تحولا كبيرا في الموقف المصري المعلن، مؤكدا على تعبير "الإبادة الجماعية" لوصف ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، وكرر الاتهام ثلاث مرات بشكل صريح: الحرب في غزة تجاوزت أي منطق أو مبرر وأصبحت حربا للتجويع والإبادة الجماعية وأيضا تصفية القضية الفلسطينية.. نرى أن هناك إبادة ممنهجة في القطاع.. هناك إبادة ممنهجة لتصفية القضية." هذا الخطاب بمثابة خطوة سياسية وقانونية مهمة، ويعيد تعريف الصراع في لغة المجتمع الدولي من نزاع مسلح إلى "جريمة إبادة ممنهجة"، ويعكس مدى التعثر التفاوضي وخطورة المخطط الإسرائيلي لفرض التهجير والاحتلال الكامل. حديث الرئيس السيسي يوجه الرسالة الصحيحة في الوقت المناسب، لكن المطلوب اليوم هو "مضاعفة هذه الرسالة وتوسيع نطاقها" مستفيدين من موجة التعاطف الشعبي الدولي والغضب الرسمي تجاه إسرائيل، عبر خطة عمل متكاملة تشمل: أولا تكثيف الرسالة الإعلامية عبر تكرارها في تصريحات رسمية من كبار المسؤولين والناطقين باسم الدولة، وباستخدام نقاط حديث منسقة ومتجددة تناسب تطورات الأحداث. ثانيا: تحريك السفارات المصرية عالميا لتكثيف المقابلات والاتصالات مع الحكومات والبرلمانات والشخصيات العامة والصحافة والمجتمع المدني، ليس فقط لتوضيح الموقف المصري، بل للمطالبة بمواقف وتحركات محددة تجاه إسرائيل. ثالثا: تفعيل التحرك الجماعي بالعمل مع الدول العربية والإسلامية وحركة عدم الانحياز، والتنسيق مع مجموعة لاهاي ومؤتمر بوجوتا، والضغط على الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي لتطوير مواقفهما بما يتناسب مع حجم الجرائم الإسرائيلية. رابعا: مضاعفة الضغط الأممي عبر أجهزة الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية والإقليمية لاستصدار قرارات، وتشكيل لجان تحقيق، واتخاذ إجراءات عملية تجاه إسرائيل. خامسا: التحرك القانوني المباشر سواء بالانضمام الى القضايا المرفوعة حاليا أمام محكمة العدل الدولية، أو رفع دعاوى جديدة بشأن الجرائم المستجدة في غزة أو الانتهاكات الإسرائيلية لالتزاماتها تجاه مصر. ليس بعد حرق الزرع جيرة كما يقول المثل الشعبي، وإسرائيل بمخططاتها تمثل التهديد الأول للأمن القومي المصري وأمن الإقليم كله هذه الخطوات تمثل الحد الأدنى للتحرك الفاعل، دون التلويح بالعمل العسكري، ومن شأنها أن تعزز الموقف المصري والعربي أمام المجتمع الدولي، وتضع إسرائيل تحت ضغط سياسي وقانوني متصاعد، وتنفي المزاعم حول أن الدول العربية صامتة لأنها متواطئة مع مخططات الاحتلال. هذه ليست لحظة بيانات أو حسابات ضيقة، بل لحظة تحرك دبلوماسي وقانوني وإعلامي مكثف، لإيقاف التوحش الإسرائيلي، وحماية الأمن القومي المصري والعربي، ومنع تغيير معالم المنطقة للأبد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store