logo
كيف تحافظ على صحة قلبك؟

كيف تحافظ على صحة قلبك؟

الأياممنذ 11 ساعات

Getty Images
يؤدي قلبك دوراً ضرورياً لصالح جميع وظائف الجسم لتعمل بشكل صحيح وتستمر الحياة
القلب السليم هو أساس عمل الجسم بكفاءة، إذ يضخ الدم ويوصل الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية إلى مختلف أنحاء الجسم.
وتُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة حول العالم، حيث تودي بحياة قرابة 18 مليون شخص سنوياً، بحسب منظمة الصحة العالمية. ومن بين كل خمس وفيات بأمراض القلب، أربع حالات يعود سببها إلى النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. ويؤكد أطباء القلب أن الحفاظ على صحة القلب أمر يمكن تحقيقه من خلال ممارسات يومية، ويُقاس ذلك لدى البالغين بمعدل نبض يتراوح بين 60 و100 ضربة في الدقيقة أثناء الراحة. ويقول الدكتور إيفان ليفين، طبيب القلب من الولايات المتحدة: "يمكننا تقليل الأضرار التي تصيب القلب في وقت مبكر من الحياة عبر نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين". لكن، هل الأمر بهذه البساطة؟ هل يعني القلب السليم بالضرورة أن يُقلّل خطر الإصابة بنوبة قلبية؟
بدايةً، ما هي النوبة القلبية؟
Getty Images
إذا كنت تشكّ في إصابتك بنوبة قلبية، فاتصل بخدمة الطوارئ على الفور
النوبة القلبية تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب فجأة. وعندما ينقطع تدفق الدم الذي يحمل الأكسجين إلى القلب، قد تتضرر عضلة القلب أو تبدأ بالموت. بدون علاج فوري، قد تتعرض عضلات القلب لأضرار لا يمكن معالجتها. وإذا تلف جزء كبير من القلب بهذا الشكل، قد يتوقف القلب عن النبض، وهو ما يعرف بالسكتة القلبية، مما يؤدي إلى الوفاة. نصف الوفيات الناتجة عن النوبات القلبية تحدث خلال الساعات الثلاث إلى الأربع - الأولى بعد ظهور الأعراض، لذلك من الضروري التعامل مع أعراض النوبة القلبية كحالة طارئة تستدعي العلاج الفوري. ويُعد مرض الشريان التاجي السبب الأكثر شيوعاً للنوبات القلبية، حيث تتراكم مادة دهنية تُسمى "اللويحات" على جدران الشرايين، مما يجعلها ضيقة جداً، ويؤدي إلى إعاقة تدفق الدم بسهولة. يُصاب حوالي 805 آلاف شخص في الولايات المتحدة بنوبة قلبية كل عام، منهم 605 آلاف لأول مرة، و200 ألف شخص سبق وأن أصيبوا بها من قبل. ويعني ذلك أن شخصاً واحداً يُعاني من نوبة قلبية كل 40 ثانية تقريباً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
كيف أعرف أنني أعاني من نوبة قلبية؟
Getty Images
يمكن أن ينتشر ألم النوبة القلبية من الصدر إلى الذراعين
يُمكن أن تحدث النوبة القلبية مصحوبة بمجموعة من الأعراض، أكثرها شيوعاً ألمٌ في الصدر، ولكن مع ضغط شديد وضيق في الصدر، وليس مجرد ألم حاد. وقد تشعر بعض النساء بآلام في الصدر، بالإضافة إلى ألم في الرقبة والذراعين. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان، طبيبة القلب من كاليفورنيا، إن النوبة القلبية قد تُشخّص في البداية على أنها عسر هضم. ولكن، على عكس عسر الهضم، غالباً ما تُسبب النوبة القلبية ألماً في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الذراع الأيسر والفك والظهر والمعدة. ومن الأعراض الأخرى للنوبة القلبية الدوخة أو اختلال في التوازن، التعرق المفرط، ضيق التنفس، وصوت صفير عند التنفس. وعلى الرغم من أن بعض النوبات القلبية تحدث فجأة، إلّا أنه قد تظهر أحياناً علامات تحذيرية قبل ساعات أو حتى أيام من حدوثها. قد يكون ألم الصدر الذي لا يزول مع الراحة بمثابة إنذار. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان: "بعد ثلاث ساعات، قد تبدأ عضلة القلب المتضررة بالموت إذا لم يُستعَدْ تدفقُ الدم، لذا أنصح بمضغ قرص أسبرين حتى وصول المسعفين". ويؤكد أطباء القلب على ضرورة الحصول على العلاج فوراً إذا كنت تشكّ في إصابتك بنوبة قلبية. ويقول طبيب القلب الأمريكي الدكتور إيفان ليفين: "يجب أن تعرف من أنت وعوامل الخطر لديك؛ العمر، والوزن، وعادات التدخين وتناول المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى تاريخ عائلتك. إذا كانت كل هذه العوامل تؤثر عليك وتشعر بضغط في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية الطارئة".
كيف تقي نفسك من النوبة القلبية؟
Getty Images
إن نمط الحياة الصحي هو مفتاح الوقاية من النوبات القلبية
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية، وأبرزها خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول من خلال اتّباع النظام الغذائي وممارسة الرياضة. والكوليسترول مادة موجودة في الدم ضرورية لبناء خلايا صحية. ومع ذلك، فإن ارتفاع مستويات بعض أنواعه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويؤكد أطباء القلب على أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي كإجراء يومي لحماية القلب. واتّباع نظام غذائي متوازن يتضمن خفض الدهون وزيادة الألياف، مع تقنين الملح إلى أقل من 6 غرامات يومياً، يُعد خطوة مهمة للحفاظ على ضغط دم طبيعي. ويُوصَى بتقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وتلك التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، لما لها من تأثير سلبي في رفع الكوليسترول الضار، وتشمل هذه الأطعمة: فطائر اللحم، المخبوزات السكرية، منتجات المعجنات، اللحوم المصنعة، الزبدة، والمنتجات التي تحتوي على زيت النخيل. في المقابل، من المهم أن يحتوي النظام الغذائي على الدهون غير المشبعة، فهي ترفع الكوليسترول الجيد وتساعد في تنظيف الشرايين من التراكمات. وتوجد هذه الدهون المفيدة في: الأسماك الدهنية، والأفوكادو، والمكسرات، والزيوت النباتية. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان، إن "حمية البحر الأبيض المتوسط ممتازة، وقد ثبت علمياً أنها تقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية". ويُعتبر الجمع بين نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من أكثر الطرق فعالية للحفاظ على صحة القلب. كما أن الحفاظ على وزن صحي يقلل من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وينصح طبيب القلب الدكتور إيفان ليفين بممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً، خمسة أيام في الأسبوع. لكن نصيحته الأهم لنمط حياة صحي هي: "لا تدخن أبداً، ولا تستخدم السجائر الإلكترونية". ووجدت دراسة أُجريت على 24,927 شخصاً أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية معاً يواجهون نفس مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بمن يدخنون السجائر التقليدية فقط، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية. في حين أن من يستخدمون السجائر الإلكترونية فقط، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 30 في المئة إلى 60 في المئة. وتشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن واحداً من كل خمسة مرضى أُصيبوا سابقاً بنوبة قلبية، قد يُعاد إدخاله إلى المستشفى نتيجة نوبة قلبية أخرى خلال فترة خمس سنوات. لكن وصف أدوية مثل "الستاتين" و"الإيزيتيميب" بعد النوبة القلبية الأولى، اللذين يعملان على خفض الكوليسترول في الدم، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بنوبة ثانية، وفقاً لدراسات من كلية إمبريال لندن وجامعة لوند في السويد. وتوضح الدكتورة بارسيغيان في ختام حديثها، أن هناك أدلة متراكمة منذ سنوات تؤكد العلاقة المطردة بين انخفاض مستوى الكوليسترول الضار وانخفاض فرصة الإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية.
ارتفاع النوبات القلبية بين الشباب
Getty Images
يشعر أطباء القلب بالقلق من أن نمط حياة الشباب يساهم في ارتفاع حالات الإصابة بالنوبات القلبية
رغم أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزداد عادةً مع التقدم في العمر، إلّا أن بيانات المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة تُظهر تزايداً في الحالات بين الشباب الأصغر سناً. ففي عام 2019، تعرض نحو 0.3 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً لنوبة قلبية، بينما ارتفعت النسبة إلى 0.5 في المئة بحلول عام 2023. ويُفسّر الدكتور إيفان ليفين هذا الارتفاع إلى تغيّرات في أنماط الحياة، أبرزها الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة وقلّة ممارسة النشاط البدني لدى هذه الفئة العمرية. ويقول: "نحن جميعاً بحاجة إلى التحرك أكثر. ليس بالضرورة الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، ولكن على الأقل ممارسة أي نوع من النشاط. ما يقلقني هو أن أنماط الحياة الخاملة والسلبية أصبحت أكثر شيوعاً منذ وباء كورونا، خاصة بين من يعملون من المنزل". ورغم أن التدخين معروف بدوره في الإصابة بتصلب الشرايين (تراكم الدهون داخل الشرايين)، إلا أن أطباء القلب، ومنهم الدكتور ليفين، يعبّرون عن قلقهم المتزايد من التأثيرات غير المعروفة للسجائر الإلكترونية على صحة الشباب. وتضيف الدكتورة أيلين بارسيغيان: "العوامل الوراثية، مثل فرط كوليسترول الدم العائلي، تسهم أيضاً في زيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية المبكرة. كما أن العوامل البيئية مثل التوتر المزمن وقلة النوم تُعد اليوم من الأسباب المتزايدة التي لا ينبغي تجاهلها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

للأمم المتحدة: حالة سوء التغذية وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر في مخيمات تندوف
للأمم المتحدة: حالة سوء التغذية وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر في مخيمات تندوف

يا بلادي

timeمنذ 10 ساعات

  • يا بلادي

للأمم المتحدة: حالة سوء التغذية وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر في مخيمات تندوف

تفاقمت الأزمة الإنسانية في مخيمات تندوف، وفقًا لما لاحظته وكالات الأمم المتحدة. وأظهرت النتائج الأولية لدراسة تغذوية حديثة، أجريت في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف في الجزائر، تدهورًا حادًا في الحالة التغذوية للسكان، خاصة بين الأطفال والنساء. هذه النتائج تثير القلق من احتمال وقوع حالة طوارئ تغذوية في واحدة من أقدم الأزمات الإنسانية في العالم، حسبما حذرت المنظمة العالمية. وقد وصل معدل سوء التغذية الحاد العام إلى 13.6%، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ عام 2010. ووفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية، فإن هذا المعدل قد بلغ مستويات حرجة. وتشكل هذه الأزمة الإنسانية تهديدًا لصحة وبقاء الأطفال دون سن الخامسة، حيث يعاني طفل من كل ثلاثة من تأخر في النمو، مما يعكس سوء التغذية المزمن. بالإضافة إلى ذلك، يعاني 65% من الأطفال و69% من النساء في سن الإنجاب وغير الحوامل من حالات فقر الدم. ومن الأمور المثيرة للقلق أيضًا أن 25% فقط من الأسر تتمتع بنظام غذائي يعتبر مقبولًا، وفقًا لتحذيرات الأمم المتحدة. وتأتي هذه النتائج في وقت لم يعد فيه المانحون التقليديون للبوليساريو يقدمون المساعدات بشكل كبير. فقد تم تأمين 34% فقط من أصل 103.9 مليون دولار المطلوبة لخطة الاستجابة للاجئين الصحراويين للعامين 2024-2025، كما تعترف سافينا أماساري، منسقة الأمم المتحدة المقيمة في الجزائر. ولا تشارك وكالات الأمم المتحدة في عملية استقبال ونقل وتوزيع المساعدات الإنسانية المخصصة لسكان مخيمات تندوف. ويُذكر أن المغرب، عبر ممثله الدائم لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قد ندد مرارًا بتحويل قادة البوليساريو للمساعدات الإنسانية المخصصة لسكان المخيمات بشكل كبير ومنهجي.

كيف تحافظ على صحة قلبك؟
كيف تحافظ على صحة قلبك؟

الأيام

timeمنذ 11 ساعات

  • الأيام

كيف تحافظ على صحة قلبك؟

Getty Images يؤدي قلبك دوراً ضرورياً لصالح جميع وظائف الجسم لتعمل بشكل صحيح وتستمر الحياة القلب السليم هو أساس عمل الجسم بكفاءة، إذ يضخ الدم ويوصل الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية إلى مختلف أنحاء الجسم. وتُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة حول العالم، حيث تودي بحياة قرابة 18 مليون شخص سنوياً، بحسب منظمة الصحة العالمية. ومن بين كل خمس وفيات بأمراض القلب، أربع حالات يعود سببها إلى النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. ويؤكد أطباء القلب أن الحفاظ على صحة القلب أمر يمكن تحقيقه من خلال ممارسات يومية، ويُقاس ذلك لدى البالغين بمعدل نبض يتراوح بين 60 و100 ضربة في الدقيقة أثناء الراحة. ويقول الدكتور إيفان ليفين، طبيب القلب من الولايات المتحدة: "يمكننا تقليل الأضرار التي تصيب القلب في وقت مبكر من الحياة عبر نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين". لكن، هل الأمر بهذه البساطة؟ هل يعني القلب السليم بالضرورة أن يُقلّل خطر الإصابة بنوبة قلبية؟ بدايةً، ما هي النوبة القلبية؟ Getty Images إذا كنت تشكّ في إصابتك بنوبة قلبية، فاتصل بخدمة الطوارئ على الفور النوبة القلبية تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب فجأة. وعندما ينقطع تدفق الدم الذي يحمل الأكسجين إلى القلب، قد تتضرر عضلة القلب أو تبدأ بالموت. بدون علاج فوري، قد تتعرض عضلات القلب لأضرار لا يمكن معالجتها. وإذا تلف جزء كبير من القلب بهذا الشكل، قد يتوقف القلب عن النبض، وهو ما يعرف بالسكتة القلبية، مما يؤدي إلى الوفاة. نصف الوفيات الناتجة عن النوبات القلبية تحدث خلال الساعات الثلاث إلى الأربع - الأولى بعد ظهور الأعراض، لذلك من الضروري التعامل مع أعراض النوبة القلبية كحالة طارئة تستدعي العلاج الفوري. ويُعد مرض الشريان التاجي السبب الأكثر شيوعاً للنوبات القلبية، حيث تتراكم مادة دهنية تُسمى "اللويحات" على جدران الشرايين، مما يجعلها ضيقة جداً، ويؤدي إلى إعاقة تدفق الدم بسهولة. يُصاب حوالي 805 آلاف شخص في الولايات المتحدة بنوبة قلبية كل عام، منهم 605 آلاف لأول مرة، و200 ألف شخص سبق وأن أصيبوا بها من قبل. ويعني ذلك أن شخصاً واحداً يُعاني من نوبة قلبية كل 40 ثانية تقريباً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. كيف أعرف أنني أعاني من نوبة قلبية؟ Getty Images يمكن أن ينتشر ألم النوبة القلبية من الصدر إلى الذراعين يُمكن أن تحدث النوبة القلبية مصحوبة بمجموعة من الأعراض، أكثرها شيوعاً ألمٌ في الصدر، ولكن مع ضغط شديد وضيق في الصدر، وليس مجرد ألم حاد. وقد تشعر بعض النساء بآلام في الصدر، بالإضافة إلى ألم في الرقبة والذراعين. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان، طبيبة القلب من كاليفورنيا، إن النوبة القلبية قد تُشخّص في البداية على أنها عسر هضم. ولكن، على عكس عسر الهضم، غالباً ما تُسبب النوبة القلبية ألماً في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الذراع الأيسر والفك والظهر والمعدة. ومن الأعراض الأخرى للنوبة القلبية الدوخة أو اختلال في التوازن، التعرق المفرط، ضيق التنفس، وصوت صفير عند التنفس. وعلى الرغم من أن بعض النوبات القلبية تحدث فجأة، إلّا أنه قد تظهر أحياناً علامات تحذيرية قبل ساعات أو حتى أيام من حدوثها. قد يكون ألم الصدر الذي لا يزول مع الراحة بمثابة إنذار. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان: "بعد ثلاث ساعات، قد تبدأ عضلة القلب المتضررة بالموت إذا لم يُستعَدْ تدفقُ الدم، لذا أنصح بمضغ قرص أسبرين حتى وصول المسعفين". ويؤكد أطباء القلب على ضرورة الحصول على العلاج فوراً إذا كنت تشكّ في إصابتك بنوبة قلبية. ويقول طبيب القلب الأمريكي الدكتور إيفان ليفين: "يجب أن تعرف من أنت وعوامل الخطر لديك؛ العمر، والوزن، وعادات التدخين وتناول المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى تاريخ عائلتك. إذا كانت كل هذه العوامل تؤثر عليك وتشعر بضغط في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية الطارئة". كيف تقي نفسك من النوبة القلبية؟ Getty Images إن نمط الحياة الصحي هو مفتاح الوقاية من النوبات القلبية هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية، وأبرزها خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول من خلال اتّباع النظام الغذائي وممارسة الرياضة. والكوليسترول مادة موجودة في الدم ضرورية لبناء خلايا صحية. ومع ذلك، فإن ارتفاع مستويات بعض أنواعه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويؤكد أطباء القلب على أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي كإجراء يومي لحماية القلب. واتّباع نظام غذائي متوازن يتضمن خفض الدهون وزيادة الألياف، مع تقنين الملح إلى أقل من 6 غرامات يومياً، يُعد خطوة مهمة للحفاظ على ضغط دم طبيعي. ويُوصَى بتقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وتلك التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، لما لها من تأثير سلبي في رفع الكوليسترول الضار، وتشمل هذه الأطعمة: فطائر اللحم، المخبوزات السكرية، منتجات المعجنات، اللحوم المصنعة، الزبدة، والمنتجات التي تحتوي على زيت النخيل. في المقابل، من المهم أن يحتوي النظام الغذائي على الدهون غير المشبعة، فهي ترفع الكوليسترول الجيد وتساعد في تنظيف الشرايين من التراكمات. وتوجد هذه الدهون المفيدة في: الأسماك الدهنية، والأفوكادو، والمكسرات، والزيوت النباتية. وتقول الدكتورة أيلين بارسيغيان، إن "حمية البحر الأبيض المتوسط ممتازة، وقد ثبت علمياً أنها تقلل من أمراض القلب والأوعية الدموية". ويُعتبر الجمع بين نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من أكثر الطرق فعالية للحفاظ على صحة القلب. كما أن الحفاظ على وزن صحي يقلل من فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وينصح طبيب القلب الدكتور إيفان ليفين بممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً، خمسة أيام في الأسبوع. لكن نصيحته الأهم لنمط حياة صحي هي: "لا تدخن أبداً، ولا تستخدم السجائر الإلكترونية". ووجدت دراسة أُجريت على 24,927 شخصاً أن الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية معاً يواجهون نفس مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بمن يدخنون السجائر التقليدية فقط، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية. في حين أن من يستخدمون السجائر الإلكترونية فقط، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة تتراوح بين 30 في المئة إلى 60 في المئة. وتشير جمعية القلب الأمريكية إلى أن واحداً من كل خمسة مرضى أُصيبوا سابقاً بنوبة قلبية، قد يُعاد إدخاله إلى المستشفى نتيجة نوبة قلبية أخرى خلال فترة خمس سنوات. لكن وصف أدوية مثل "الستاتين" و"الإيزيتيميب" بعد النوبة القلبية الأولى، اللذين يعملان على خفض الكوليسترول في الدم، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بنوبة ثانية، وفقاً لدراسات من كلية إمبريال لندن وجامعة لوند في السويد. وتوضح الدكتورة بارسيغيان في ختام حديثها، أن هناك أدلة متراكمة منذ سنوات تؤكد العلاقة المطردة بين انخفاض مستوى الكوليسترول الضار وانخفاض فرصة الإصابة بمشاكل في القلب والأوعية الدموية. ارتفاع النوبات القلبية بين الشباب Getty Images يشعر أطباء القلب بالقلق من أن نمط حياة الشباب يساهم في ارتفاع حالات الإصابة بالنوبات القلبية رغم أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزداد عادةً مع التقدم في العمر، إلّا أن بيانات المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة تُظهر تزايداً في الحالات بين الشباب الأصغر سناً. ففي عام 2019، تعرض نحو 0.3 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و44 عاماً لنوبة قلبية، بينما ارتفعت النسبة إلى 0.5 في المئة بحلول عام 2023. ويُفسّر الدكتور إيفان ليفين هذا الارتفاع إلى تغيّرات في أنماط الحياة، أبرزها الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة وقلّة ممارسة النشاط البدني لدى هذه الفئة العمرية. ويقول: "نحن جميعاً بحاجة إلى التحرك أكثر. ليس بالضرورة الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، ولكن على الأقل ممارسة أي نوع من النشاط. ما يقلقني هو أن أنماط الحياة الخاملة والسلبية أصبحت أكثر شيوعاً منذ وباء كورونا، خاصة بين من يعملون من المنزل". ورغم أن التدخين معروف بدوره في الإصابة بتصلب الشرايين (تراكم الدهون داخل الشرايين)، إلا أن أطباء القلب، ومنهم الدكتور ليفين، يعبّرون عن قلقهم المتزايد من التأثيرات غير المعروفة للسجائر الإلكترونية على صحة الشباب. وتضيف الدكتورة أيلين بارسيغيان: "العوامل الوراثية، مثل فرط كوليسترول الدم العائلي، تسهم أيضاً في زيادة احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية المبكرة. كما أن العوامل البيئية مثل التوتر المزمن وقلة النوم تُعد اليوم من الأسباب المتزايدة التي لا ينبغي تجاهلها".

كيف تحمي بشرتك الحساسة من موجات الحر؟
كيف تحمي بشرتك الحساسة من موجات الحر؟

العالم24

timeمنذ 13 ساعات

  • العالم24

كيف تحمي بشرتك الحساسة من موجات الحر؟

مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة، أصبحت موجات الحر تحديًا صحيًا لا يُستهان به، خصوصًا بالنسبة لأولئك الذين يعانون من بشرة حساسة. فالبشرة التي تتفاعل بسرعة مع العوامل البيئية تجد نفسها في وضع هشّ أمام أشعة الشمس المباشرة، الرطوبة المرتفعة، والتلوث. هذه التغيرات المناخية المتسارعة، التي أكدت منظمة الصحة العالمية خطورتها، تفرض علينا فهمًا علميًا دقيقًا لكيفية العناية بالبشرة الحساسة خلال فترات الحر، لتفادي الالتهابات، الاحمرار، أو تفاقم الحالات الجلدية المزمنة. تُعرف البشرة الحساسة بكونها مفرطة التفاعل مع المهيّجات، سواء كانت طبيعية أو صناعية، وهي تتجلى غالبًا في هيئة احمرار، حكة، إحساس بالوخز أو حرقة، وأحيانًا طفح جلدي متكرر. وتشير إحصائيات الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية إلى أن نسبة لا يُستهان بها من النساء والرجال يعانون من درجات مختلفة من تحسس البشرة، لا سيما في الفصول الحارة. وفي هذا السياق، يتزايد خطر ظهور مشكلات جلدية عند ارتفاع درجات الحرارة، مثل الطفح الحراري الناتج عن انسداد قنوات العرق، أو حروق الشمس التي تؤثر حتى على طبقات الجلد العميقة، فضلًا عن جفاف البشرة وفقدانها للتوازن الطبيعي في ترطيبها، وهو ما يُمكن أن يمهد لظهور التهابات جلدية أو عدوى بكتيرية. للوقاية من هذه التأثيرات، يوصي خبراء الجلدية بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، التي تمتد عادة من الحادية عشرة صباحًا إلى الرابعة مساءً، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أقصى مستوياتها. وفي حال الاضطرار للخروج، يجب ارتداء قبعات واقية ونظارات شمسية، مع الاعتماد على واقٍ شمسي واسع الطيف بمعامل حماية لا يقل عن SPF 30، شرط أن يكون خاليًا من العطور والكحول لتجنّب تهيج الجلد. وتجدر الإشارة إلى أهمية تجديد الواقي الشمسي كل ساعتين أو بعد السباحة والتعرق. ولا تقل أهمية الترطيب الداخلي والخارجي للبشرة عن الحماية من الشمس. فالإكثار من شرب الماء يعزّز توازن السوائل في الجسم، ما ينعكس إيجابًا على نضارة البشرة ومرونتها، بينما يساعد استخدام مرطّب مناسب – يحتوي على مكونات مهدئة مثل الألوفيرا أو حمض الهيالورونيك – في حماية الطبقة السطحية من الجفاف والتشقق. وتُنصح الفئات الحساسة باختيار مرطبات خالية من المواد الحافظة القوية والعطور الصناعية، لأن هذه المكونات تُعد من العوامل المحفزة للتهيج. كما يُستحسن الاستحمام بماء فاتر بدلًا من الساخن، مع تجنّب الفرك العنيف للبشرة، والاعتماد على مناشف قطنية ناعمة لتجفيف الجسم. أما على مستوى اللباس، فتوصي هيئة الصحة البريطانية بارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة، مصنوعة من القطن أو الألياف الطبيعية، لأن الأقمشة الصناعية قد تحتفظ بالحرارة والرطوبة، مما يزيد من احتمال حدوث الطفح أو الاحمرار. كذلك، من الأفضل اعتماد ألوان فاتحة لأنها تعكس أشعة الشمس بدل امتصاصها، ما يقلل من سخونة الجلد. لكن، وعلى الرغم من اتخاذ كل هذه التدابير، قد تظهر أحيانًا أعراض لا يجب تجاهلها مثل احمرار شديد لا يزول، أو بثور مؤلمة، أو إحساس دائم بالحكة، وهي إشارات تدعو إلى استشارة طبيب مختص في الأمراض الجلدية. فالطبيب وحده يستطيع التمييز بين تفاعل جلدي عابر وحالة مرضية تحتاج إلى تدخل علاجي منظم. في النهاية، لا يمكن إنكار أن تغير المناخ فرض واقعًا جديدًا يستدعي وعيا أكبر بكيفية العناية بالبشرة، خاصةً الحساسة منها، خلال فترات الحر الشديد. إن الوقاية والاحتياط لم يعودا ترفًا، بل ضرورة صحية، لأن تجاهل الإشارات الأولية قد يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة. لذا، نؤكد في الختام على أهمية التشاور مع طبيب الجلدية عند حدوث أي أعراض غير مألوفة، فالرأي الطبي المختص هو الضمانة الأفضل لسلامة البشرة وصحتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store