
أنس بن صالح
ولا يغرب عن البال أن هذا الوعي الشقي جاء عاكسا لتبدل المزاج العام في أوروبا والولايات المتحدة، وفرض انزياحا أخلاقيا لدى شرائح وأطياف واسعة من المجتمعات في الغرب جعل منها أداة ضغط على حكوماتها ، وصوتا جهوريا يحث على تأصيل الشرعية الدولية واحترام القانون الدولي ، وينتصر لقيم الإنسانية في مواجهة التغول الإسرائيلي. أفضى ذلك كله إلى تبدل في مواقف الدول الغربية من إسرائيل وإلى دعوات لمراجعة شاملة للتعاون معها في تحول جذري هو ثمرة حراك شعبي جارف.
يقابل هذه الصحوة، انتكاسة في الوعي العام العربي وجمود حسِّي لم تفلح حتى مأساة بحجم غزة أن تنفخ الروح فيه ، وتعيد نبض الحياة إلى جسده العليل. ومع تسليم بأن الوعي تعريفا هو قدرة الإنسان على الإدراك الحسِّي والمادي لمحيطه والتفاعل معه، فإن العقل العربي ، يبدو في مواجهة فظاعات غزة الصادمة، وما رافقها من استباحة لخريطة العالم العربي وسيادته، في حالة غيبوبة، غير منتبه ولا مدرك لرهانات المرحلة وخطورتها، وهي تقود في خلاصاتها، إلى تنازلات مجانية وحالة هرولة إلى التطبيع مع إسرائيل مرغوب فيه في أحايين كثيرة.
ولا يجد المتأمل في حالة الجمود هذه أو الساعي لفهم مسبباتها الموضوعية كبير عناء في استنباط جذور نكوص الموقف العربي الرسمي. إذ إن مواقف الدول العربية حيال الحرب في غزة اتسمت في معظمها بالضعف والخذلان ، ولم ترق إلى حجم الخطر الوجودي الذي يتربص بسكان قطاع غزة والضفة الغربية، واقتصرت على بيانات الشجب والإدانة الفضفاضة ، وصمت قبور تنبعث منه رائحة التواطؤ والتآمر في الكثير من الأحيان.
على أن دواعي هذا الموقف، وهي متعددة ومتشعبة ، تكمن في ارتباط حركة حماس بإيران وأجنداتها بالمنطقة وارتهان مواقفها بطهران فيما يراد منه تقديم الحركة كأحد أذرع الجمهورية الإسلامية في المنطقة وليس مجرد حركة مقاومة ضد الاحتلال.
وفي هذا الباب ، يجب كذلك استحضار حقيقة أن بعض الأنظمة العربية تجهر بعدائها لحركة حماس ولكل ما يمت للإسلام السياسي بصلة ، وذلك في سياق الثورات المضادة التي شهدتها دول عربية عدة بعد الربيع العربي الذي جعل أحزابا إسلامية تصل لأول مرة في تاريخها للسلطة. بل إن أنظمة عربية محورية ومعها السلطة الوطنية الفلسطينية التي خرجت من رحم اتفاق أوسلو، أسرت للولايات المتحدة وإسرائيل بعدم ممانعتها لاستمرار الحرب في غزة آملة في دحر حركة حماس وقطع دابرها ، لأن انتصار المقاومة الإسلامية يعني بداهة إحياء لمشروع الإسلام السياسي ، وبالنتيجة الدفع باتجاه موجة ربيع عربي ثانية قد تطيح بهذه الأنظمة التي تفتقر لأي مشروعية ديموقراطية.
ويمكن كذلك فهم طبيعة هذا الموقف المتخاذل في تحاشي الأنظمة العربية إثارة غضب الولايات المتحدة وخصوصا إدارة الرئيس دونالد ترمب إن هي أبدت تعاطفا وتضامنا مع الفلسطينيين .
وللتدليل على هذا التقاعس تكفي الإشارة إلى أن الدول العربية أحجمت جميعها عن الانضمام لجنوب إفريقيا في القضية التي رفعتها ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين ، وساهم بعضها في تشديد الحصار على الفلسطينيين ومنع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع وبحث ترتيبات سرية في الكواليس مع الإدارة الأمريكية بشأن مستقبل القضية الفلسطينية ومرحلة ما بعد الحرب في غزة. وبينما ارتفع سقف الخطاب السياسي المناهض للعربدة الإسرائيلية في الدول الغربية ، وازداد صلابة في نقد سياسة التجويع والقتل في غزة بلغة لا لبس فيها، بدت مواقف الدول العربية أكثر وهنًًا واستحياء وأقل حدة وشراسة . أبعد من ذلك لم تبادر أي دولة عربية مرتبطة بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلى قطع هذه العلاقات أو تجميدها في الحد الأدنى ، بل إنها استماتت في الدفاع عن هذه العلاقات وإيجاد المسوغات لها فيما أن روابط بعض الأنظمة العربية مع إسرائيل ازدادت ، وفق تقديرات غربية ، متانة وارتقى مستوى التنسيق معها ، أمنيا وعسكريا واستخباراتيا ، إلى مستويات غير مسبوقة خصوصا بعد السابع من أكتوبر.
على أن حالة الشلل التي اعترت الموقف الرسمي العربي من الحرب في غزة امتدت على نحو معد للشارع العربي و للأوساط الشعبية مع استثناءات محدودة . وكان لافتا أن زخم التضامن مع القضية الفلسطينية انحسر على نحو صادم في خريطة العالم العربي حتى كادت تختفي المسيرات وفعاليات التضامن على ضآلتها وقلة المشاركين فيها. وبات الجهر بدعم غزة والمقاومة ومناهضة التطبيع مع إسرائيل شبهة وجريرة تجر على صاحبها نقمة الحكام ، واتخذت منها السلطات فزاعة لترهيب المواطنين والنخب المحلية لتحجيم رقعة التضامن مع غزة.
إن هذا الصمت هو في مجمله نتيجة حتمية لمشاريع تدجين البنى السياسية النشطة في المجتمعات العربية ، وضعف قدرة الأحزاب والنقابات على تأطير الشارع، وامتداد لثقافة تبخيس قيمة الحرية ، وتجريف العمل السياسي ، ومصادرة الحق في التعبير وتقييد حرية الرأي الذي مارسته الأنظمة العربية على شعوبها على مدى عقود طويلة.
إن مستوى تفاعل الشارع العربي مع الحرب في غزة ، وقد اختلفت درجاته من مجتمع لآخر باختلاف السياقات والظروف، ليس مرده إلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية كما يروج هنا وهناك ، ولا إلى تغيير في سلم أولويات المواطن العربي جراء تبعات الربيع العربي بترجيحه كفة القضايا الاجتماعية والاقتصادية على حساب القضايا السياسية والأمن القومي العربي ، بل لسيادة ثقافة الخوف وتكميم الأفواه التي جعلت من أصوات الشعوب همسا يكاد لا يسمع له صدى في بيئة تعادي الديموقراطية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- المغرب اليوم
مسؤول إسرائيلي يصرّح بأن الكابينت وافق على اقتراح نتنياهو الذي يقضي باحتلال كامل لقطاع غزة
نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع أن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت" صادق على اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باحتلال مدينة غزة. وبحسب القناة 13 الإسرائيلية فإن الكابينت قرر احتلال القطاع ، رغم تحذيرات رئيس الأركان. وقالت إن الوزراء صادقوا على اقتراح رئيس الوزراء باحتلال غزة في ختام نقاش استمر لأكثر من 10 ساعات، وذلك رغم تحذيرات رئيس الأركان من أن احتلال غزة سيعرض حياة المحتجزين للخطر، وسيسبب إنهاكاً كبيراً للقوات. وقالت القناة 12 إنه خلال نقاش الكابينت حول مستقبل الحرب في غزة، أغلق نشطاء حركة "أمر 9" اليمينية الطريق أمام شاحنات المساعدات عند المعبر. وذكرت القناة 12 أن المصطلح الذي يستخدمه الوزراء هو السيطرة على القطاع وهذا له أهمية من الناحية القانونية، خاصة فيما يتعلق بالمسؤولية تجاه السكان المدنيين وأن عمق التنفيذ سيكون مرهونًا بنتنياهو. وأشارت إلى أن الحديث يدور عن منطقة شديدة الاكتظاظ، بمعنى أن الجيش يخشى من الإخلاء وتحمل المسؤولية عن هذا العدد الكبير من الناس. ونقلت شبكة إن بي سي الأميركية عن مصادر أن صورا للأقمار الاصطناعية أظهرت أن إسرائيل تحشد قواتها لغزو بري محتمل لغزة، كما أظهرت الصور تحركات وتشكيلات لقوات إسرائيلية ما يشير إلى عملية برية كبرى وشيكة. ونقلت إن بي سي عن مسؤول أميركي أن نتنياهو طلب سرا إجراء مكالمة هاتفية مع ترمب بعد تصريحه بأن هناك مجاعة حقيقية في غزة و أنه أبلغ ترمب أن المجاعة المنتشرة في غزة ليست حقيقية وأنها من تدبير حماس. وقال المسؤول الأميركي للشبكة إن ترمب قاطع نتنياهو وبدأ بالصراخ قائلا إنه لا يريد أن يسمع أن المجاعة في غزة مزيفة، وقال ترمب لنتنياهو أيضا إن مساعديه أطلعوه على أدلة تبرهن أن الأطفال بغزة يتضورون جوعا. وبحسب الشبكة الأميركية نقلا عن المسؤول أن واشنطن لا تشعر فقط بأن الوضع مزر بل أنها تتحمل مسؤوليته بسبب صندوق غزة الإنساني. وقالت إن بي سي عن مسؤول غربي إن مسؤولين إسرائيليون أعربوا عن ارتياحهم لزيارة ويتكوف إلى غزة، كما اعتبروا لغة جسد ويتكوف مؤشرا على قدرتهم على إيصال التحديات بفعالية. ونقلت إن بي سي عن المتحدثة باسم البيت الأبيض قولها: "لا نعلق على محادثات ترمب الخاصة وهو يركز على إعادة المحتدزين وإطعام غزة.


صوت العدالة
منذ 2 ساعات
- صوت العدالة
حفلات الطلاق..حرية تعبير أم انحلال قيمي؟
رضوان النايلي: باحث في العلوم القانونية والاجتماعية شهد المغرب في السنوات الأخيرة بروز سلوكيات اجتماعية جديدة أثارت الكثير من الجدل القانوني والأخلاقي، من أبرزها ظاهرة 'حفلات الطلاق' العلنية، التي توثَّق بالصوت والصورة وتُبث على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في هذه الحفلات، يُقدم الطلاق كإنجاز شخصي يستحق الزغاريد والتهليل، لا كقرار استثنائي مؤلم يستوجب المراجعة والمحاسبة. فهل يمكن إدراج هذا السلوك ضمن حرية التعبير المضمونة دستورًا؟ أم أنه يمثل مساسًا بالنظام العام الأخلاقي وخرقًا لفلسفة التشريع المغربي المستمدة من المرجعية الإسلامية؟ من الجانب القانوني فالطلاق في مدونة الأسرة هو ميثاق لا يُستهان بفكه، اذ تنص المادة 4 من مدونة الأسرة على أن الزواج 'ميثاق تراض وترابط شرعي'، يقوم على المودة والرحمة والمسؤولية المشتركة. وعليه، فالطلاق ليس مجرد فك رباط قانوني، بل هو تقويض لبناء اجتماعي له امتداداته النفسية والتربوية والاقتصادية، خاصة حين يكون هناك أطفال. وقد أحاط المشرع المغربي الطلاق بقيود شكلية وجوهرية، أبرزها: إلزام القاضي بمحاولة الصلح قبل الإذن بالطلاق المادة 82 وما بعدها مراعاة مصلحة الأطفال بعد الانفصال المادة 97 وبالتالي، فإن تصوير الطلاق كتحرر واحتفال علني يتعارض مع فلسفة المدونة التي تتعامل مع الطلاق كملاذ أخير، لا كمناسبة اجتماعية للتباهي. من جهة حرية التعبير وحدود النظام العام، يقر الدستور المغربي لسنة 2011، في الفصل 25، حرية الرأي والتعبير، غير أن هذه الحرية ليست مطلقة، بل مقيدة بحدود النظام العام والآداب العامة. ومن أبرز المقتضيات القانونية ذات الصلة: الفصل 483 من القانون الجنائي الذي يجرّم كل فعل علني مخل بالحياء. قانون الصحافة والنشر الذي يمنع نشر محتوى يمس الحياء العام أو يحرض على الفجور. وبالنظر إلى مضمون هذه الحفلات، من رقص وإشارات تهكمية وألفاظ إيحائية، يمكن تكييف بعض هذه الوقائع كأفعال مخلة بالحياء العام، بل وقد ترتب مسؤولية مدنية أو جنحية إذا اقترنت بتشهير أو قذف أو نشر صور تمس بالحياة الخاصة (الفصل 447 من القانون الجنائي، المادتان 83 و84 من قانون الصحافة والنشر من حيث المرجعية الإسلامية فالرؤية الشرعية للطلاق ودورها في حفظ الأسرة في الإسلام، الزواج هو رباط مقدس مبني على الرحمة والمودة والسكينة، وهو أساس بناء الأسرة والمجتمع. وعلى الرغم من أن الطلاق جائز شرعًا كحل أخير في حالة تعذر استمرار العلاقة الزوجية، فإن الإسلام يؤكد على أنه 'أبغض الحلال إلى الله' كما ورد في الحديث الشريف. قال النبي محمد ﷺ: 'إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فيقول: ما تركته حتى فرّقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نِعْمَ أنت' رواه مسلم . هذا الحديث النبوي يبيّن خطورة التفريق بين الزوجين، فهو عمل مكروه يغذيه الشيطان ويسعى لتدمير الروابط الأسرية التي هي صلب استقرار المجتمع. لذلك، يحث الإسلام على بذل الجهود كافة للصلح والتسامح، ويضع الضوابط التي تقلل من وقوع الطلاق، محافظًا على وحدة الأسرة قدر الإمكان. إن تحويل الطلاق إلى مناسبة للفرح أو الاحتفال العلني يتناقض مع هذه المبادئ الدينية السامية، ويُمثل انقلابًا على الروح التي جاء بها الإسلام والتي تدعو إلى التروي والحكمة في معالجة الأزمات الأسرية. في المجتمع المغربي، الذي يستمد تشريعاته من المرجعية الإسلامية، تُعَد مدونة الأسرة تجسيدًا لهذه القيم التي تسعى إلى الحفاظ على وحدة الأسرة، وتوفير الحماية القانونية للأطفال والزوجين على حد سواء. وبالتالي، فإن احتفالات الطلاق علنًا وترويجها على وسائل التواصل الاجتماعي يُعدّ خروجًا عن هذه القيم، وينذر بانزياح خطير في المفاهيم الاجتماعية والدينية، يستدعي تدخلًا واعيًا من المؤسسات الدينية والقانونية والثقافية للحفاظ على الأسرة وصونها من التفكك. رابعا: آثار اجتماعية ونفسية مدمرة. من منظور علم الاجتماع، الأسرة هي الخلية الأولى لبناء المجتمع، وأي سلوك علني يُضعف هيبتها يعد شكلًا من أشكال التفكك الرمزي قبل أن يكون واقعيًا. الاحتفال بالطلاق علنًا يبعث رسائل خطيرة للأجيال الناشئة، منها: التطبيع مع التفكك الأسري. تشويه صورة الزواج وتحويله إلى مشروع مؤقت لا يحتاج إلى صبر أو تضحية. تعميق أزمة الهوية لدى الأطفال الذين يشاهدون آباءهم أو أمهاتهم يحتفلون بانهيار أسرهم، مما يغرس لديهم ثقافة اللامبالاة الأسرية. وحسب إحصائيات وزارة العدل، يسجل المغرب ما يقارب 24 ألف حالة طلاق سنويًا، ما يجعل أي ترويج رمزي للطلاق كـ'مهرجان تحرر' خطرًا مضاعفًا على استقرار الأسرة. و ختاما، حماية الأسرة بين القانون والوعي المجتمعي حفلات الطلاق ليست تعبيرًا بريئًا عن حرية شخصية، بل مساس مباشر بمكانة الأسرة في الوعي الجماعي. وهي ظاهرة تستدعي: تشديد الرقابة القانونية على المحتوى الرقمي الذي ينشر مظاهر احتفالات الطلاق، خاصة إذا تضمن خرقًا للحياء العام أو إساءة للحياة الخاصة للأفراد. تفعيل القوانين الزجرية ضد من ينشرون أو يروّجون لمثل هذه المحتويات التي تضر بالقيم الأسرية والاجتماعية، بموجب القانون الجنائي وقانون الصحافة والنشر. تطوير آليات قانونية جديدة لمواكبة ثورة التواصل الرقمي، لضبط المحتوى بشكل أكثر فاعلية وحماية الأسرة من التشويه الإعلامي. تعزيز البرامج التربوية في المدارس لترسيخ القيم الأسرية الأصيلة، وتعريف الناشئة بأهمية الزواج والأسرة ودور الصبر والتسامح في استقرارها. تحفيز الإعلام المسؤول على تقديم محتوى يبرز أهمية الوحدة الأسرية، ويعكس دور الأسرة في بناء المجتمع بدلاً من الترويج للتفكك والفرقة. دعم الدور التوعوي للمؤسسات الدينية في التأكيد على قدسية الزواج، وتحذير المجتمع من مخاطر الطلاق المفرط وتحويله إلى حدث احتفالي. تشجيع المبادرات المجتمعية التي تساند الأسرة وتوفر لها الدعم النفسي والاجتماعي، وتعمل على التوعية بخطورة المظاهر السلبية المرتبطة بالطلاق. إجراء دراسات وأبحاث اجتماعية مستمرة لرصد تأثير مثل هذه الظواهر على استقرار الأسرة والمجتمع، واستغلال النتائج في صياغة سياسات وقائية. مساندة الأسر المتضررة نفسيًا واجتماعيًا من الطلاق، خاصة الأطفال، بتوفير خدمات استشارية ونفسية تهدف إلى الحد من تداعيات الطلاق السلبية. فالأسرة ليست عقدًا هشًا يُكسر أمام عدسات الهواتف، ولا مسرحًا للتباهي الشخصي، بل مسؤولية شرعية وقانونية وأخلاقية. ومن يفرغها من معناها، إنما يعبث بأمن المجتمع واستقراره قبل أن يعبث بحياته الخاصة.


الأيام
منذ 2 ساعات
- الأيام
أنباء عن 'تفاهمات' تتبلور في اجتماع الكابينت الإسرائيلي حول 'سيطرة عسكرية تدريجية' على القطاع
Getty Images أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن تفاهماً بدأ يتبلور داخل المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ورئيس هيئة الأركان، إيال زامير، يقضي بأن تكون العملية المزمعة لاحتلال قطاع غزة "تدريجية"، وتشمل في مراحلها الأولى فرض طوق أمني حول مدينة غزة. ووفقاً للهيئة، من المتوقع أن يعرض نتنياهو على المجلس خطة "مخففة وذات طابع أقل هجومية" على هذا الصعيد.جاء ذلك في وقت يواصل فيه المجلس الوزاري المصغر، اجتماعاً لمناقشة توسيع القتال في غزة، رغم مؤشرات تفيد بأن قرار نتنياهو في هذا الشأن قد اتُّخذ بالفعل، بحسب هيئة البث.وأشارت الهيئة في تقريرٍ لها، إلى أن الموافقة على خطة نتنياهو، تعني أنه سيكون من المتوقع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي العمل في مناطق جديدة لم ينشط فيها حتى الآن في قطاع غزة، بما يشمل السيطرة على المخيمات الواقعة في وسط القطاع ومدينة غزة، وذلك رغم تحذيرات رئيس الأركان من تبعات مثل هذه الخطوة. ونقل التقرير عما وصفه بمصادر مطلعة قولها إن "الخطة التدريجية" محل البحث حالياً تشمل عدة مراحل: الأولى تتمثل في توجيه نداء لسكان المناطق المستهدفة بالتحرك نحو الجنوب، والثانية هي فرض طوق أمني على مدينة غزة، أمّا المرحلة الثالثة فتتمثل في تنفيذ عمليات اقتحام إضافية داخل التجمعات السكنية لاحقاً.كما ستُعرض خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر المنعقدة حالياً، التبعات المحتملة لإقرار هذه الخطة على مصير الرهائن والمحتجزين في غزة.وفي هذا الخصوص، يُنتظر أن يقدم اللواء في الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، ومسؤول ملف الرهائن، نيتسان ألون، تقييماً مفصلاً حول المخاطر المحتملة في هذا الصدد. وقبيل الاجتماع، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، إن إسرائيل "تستعد للسيطرة على قطاع غزة بالكامل"، لكنه أشار إلى أنه لا نية لاحتفاظ إسرائيل بالقطاع أو "البقاء فيه كسلطة حاكمة".وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تهدف إلى "تحرير سكّان قطاع غزة من حماس ونقل السيطرة إلى جهة أخرى"، دون أن يقدّم تفاصيل إضافية في هذا الشأن.من جانبها، اتهمت حركة حماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ "التضحية" بالرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة خدمة لـ "مصالحه الشخصية".وقالت حماس في بيان إن "ما طرحه نتنياهو من مخططات لتوسيع العدوان على غزة يؤكّد أنه يسعى فعلياً للتخلّص من أسراه والتضحية بهم، من أجل مصالحه الشخصية وأجنداته الأيديولوجية المتطرّفة"، على حدّ تعبيرها.وكانت تقارير قد أفادت بوجود خلافات بين زامير ونتنياهو بشأن توسيع العمليات العسكرية في غزة، حيث اعتبر زامير الأمر بمثابة "مصيدة عسكرية".من جهته، أكد زامير أنه سيواصل التعبير عن موقفه "دون خوف"، وذلك خلال لقائه كبار ضباط الجيش، وفق ما نقل بيان عسكري، الخميس.وبالتزامن مع اجتماع الكابينت، تظاهر في القدس مئات الإسرائيليين ومن بينهم رهائن سابقون.وتجمع المتظاهرون أمام مكتب نتنياهو، حاملين شعار: "سنعيدهم"، حيث لوحوا بالأعلام الإسرائيلية ورفعوا صوراً للرهائن الذين لا يزالون محتجزين، داعين إلى إنهاء الحرب. "عرقلة العمليات الإنسانية في غزة" قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيراً للغاية.جاء ذلك في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء، الخميس، بعد أن اطلعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، على وضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل الشهر الماضي بشأن تعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.وأضاف المسؤول أن هناك بعض التطورات الإيجابية فيما يتعلق بتوريد الوقود، وإعادة فتح بعض الطرق، وارتفاع في عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يومياً، وإصلاح بعض البنى التحتية الحيوية.ومع ذلك، أضاف المسؤول الأوروبي أن "عوامل معيقة كبيرة لا تزال تُقوّض العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات إلى غزة، وأبرزها عدم وجود بيئة عمل آمنة تسمح بتوزيع المساعدات على نطاق واسع". الصحة العالمية: 99 وفاة بسبب سوء التغذية والأرقام الفعلية أكبر Getty Images توفي العديد من الأطفال في غزة بسبب الجوع ونقص التغذية وتتزايد الانتقادات الدولية إزاء معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، جراء نقص الماء والطعام والوقود، حيث تحذر الأمم المتحدة من انتشار سوء التغذية وخطر المجاعة واسعة النطاق.وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس، أن 99 شخصاً لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية في قطاع غزة منذ بداية العام الجاري 2025، وهو رقم يُرجَّح أنه أقل من العدد الحقيقي.وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، للصحفيين إنه ومنذ بداية العام، توفي 99 شخصاً بسبب سوء التغذية بينهم 29 طفلاً دون الخامسة، لكنه أشار إلى أن من المرجح أن تكون هذه الأرقام أقل من العدد الفعلي.وقال تيدروس لجمعية مراسلي الأمم المتحدة إن سكان غزة "يصلون بشكل محدود إلى الخدمات الأساسية، وواجهوا نزوحاً متكرراً، ويعانون حالياً من حصار على الإمدادات الغذائية".وحذر من أن "سوء التغذية منتشر على نطاق واسع، ومن أن الوفيات المرتبطة بالجوع تزداد".وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن 12 ألف طفل دون الخامسة شُخّصوا على أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد في شهر يوليو/تموز، وهو "أعلى رقم شهري يُسجّل على الإطلاق". EPA/Shutterstock صورة تظهر أفراداً من عائلات الرهائن المحتجزين في غزة خلال إبحارهم قبالة سواحل قطاع غزة. وأبحرت، الخميس، قوارب تقل عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة قبالة سواحل القطاع وذلك للمطالبة بالإفراج عنهم.وانطلقت القوارب من ميناء عسقلان، ونقلت أكثر من 20 شخصاً يحملون رايات صفراء وصوراً للرهائن هاتفين بأسمائهم.وقال المنظمون إن أقارب الرهائن أرادوا "الاقتراب قدر الإمكان من أحبائهم" المحتجزين منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.ومن أصل 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم حركة حماس الذي أشعل فتيل الحرب في غزة، ما زال 49 داخل القطاع، بينهم 27 تقول إسرائيل إنهم لقوا حتفهم.