logo
المتحدث باسم إدارة قناة بنما للجزيرة نت: ندير قناتنا باقتدار ولا نفوذ للصين فيها

المتحدث باسم إدارة قناة بنما للجزيرة نت: ندير قناتنا باقتدار ولا نفوذ للصين فيها

الجزيرةمنذ 4 أيام
بنما سيتي- منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم ثاني مرة في يناير/كانون الثاني الماضي، أصبحت بنما و قناة بنما في صدارة دائرة الأحداث العالمية بعدما عبَّر ترامب عن رغبته بإعادة القناة للسياسة الأميركية في ضوء ما يدّعيه من تغلغل النفوذ الصيني في بنما بما يهدد معه الأمن القومي الأميركي.
وكانت بنما أول محطات الزيارات الخارجية لوزير الخارجية والدفاع الأميركيين وسط ارتفاع حدة وحرارة الشكاوى الأميركية من مخاطر تشغيلية تهدد الملاحة بالقناة الشديدة الأهمية للجيش وللاقتصاد الأميركيين.
ولإلقاء الضوء على كل ما يتعلق بقناة بنما فنيا وتشغيليا، حاورت الجزيرة نت المتحدث الرسمي والمؤرخ في هيئة إدارة قناة بنما، خايمي ترويانو، عند أحد أرصفة مدخل القناة على المحيط الهادي، وهو صاحب كتاب شهير عن القناة بعنوان "100 عام من الفضول حول قناة بنما" الصادر عام 2015 باللغة الإسبانية، وتُرجم إلى العديد من اللغات.
وفي ما يلي نص الحوار:
أنا لست مسؤولا سياسيا كي أرد على ادعاءات الرئيس ترامب، لكن في ما يتعلق بالعملية التشغيلية الفنية للقناة، فلا يوجد أي مشاكل، والعمل يسير كما هو مخطط له بكفاءة كبيرة، وبأيد بنمية خالصة، موضوع قناة بنما يتداول إخباريا بصورة قاصرة لا تعكس واقع القناة ودورها الكبير في الحياة البنمية والمجتمع البنمي.
مياه القناة التي نستخدمها ليس فقط لتسيير السفن العابرة، إنها كذلك لتوفير المياه للسكان هنا في بنما، القناة، وما فيها من بحيرات وسدود وأنهار توفر ماء الشرب لأكثر من 2.5 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلاد.
كانت السنوات القليلة الماضية في قناة بنما صعبة نوعا ما بسبب موسم الجفاف أو ما نسميه ظاهرة "النينيو"، وهي دورة هطول الأمطار وما يعقبها من جفاف، بين حين وآخر.
لدينا إجراءات مختلفة نقوم بها لهذا النوع من التغيرات المناخية ، ولذلك ننقل المياه بطرق مختلفة لتوفيرها خلال موسم الجفاف، ولدينا اليوم أحواض "أهوسة" (منشأة ملاحية لنقل السفن وتمريرها) عليها أقفال يمكن معها توفير 60% من المياه، كما أنها يعاد تدويرها وتستخدم من جديد.
غادرت الولايات المتحدة رسميا بنما في 31 ديسمبر/كانون الثاني 1999، ومنذ أول يناير/كانون الأول 2000، تُدار قناة بنما بأيد بنمية وبعقول وفنيين ومهندسين وبحريين بنميين.
أؤكد لك أن ما يقرب من 8500 شخص يعملون في هيئة القناة هم من البنميين فقط، ويخضعون لفحوص وتدريبات خاصة نظرا لطبيعة عملهم الحساسة في كثير من جوانبها. وجودة التشغيل قبل عام 1999 وبعده هي نفسها، بل يمكنني القول إن جودة عمل قناة بنما قد ارتفعت بعد أن انسحبت واشنطن وتركت القناة للبنميين.
في الواقع، نحقق المزيد من الدخل المادي بجميع أنحاء قناة بنما، لأننا قمنا ببناء أقفال جديدة وأحواض واسعة تستوعب السفن العملاقة ذات السعة الضخمة بنسب تتخطى 5 أضعاف كمية الحاويات القديمة، وهذه التطورات والتحديثات تفيد بنما ماليا من خلال ارتفاع عوائد المرور، وتفيد دول العالم والتجارة الدولية.
ما يمكنني قوله إنه خلال 25 عاما منذ عودة القناة للجمهورية البنمية، كان ذلك أفضل بكثير للتجارة العالمية وكذلك لبلادنا.
وما رأيك في ما يقال عن النفوذ الصيني المتزايد في إدارة القناة؟
حسنا، في الواقع ليس لي أن أجيب عن هذا السؤال، الإجابة تجدها لدى الحكومة. لكن من موقعي هنا، أؤكد عدم وجود شيء كهذا مطلقا، هي قناة بنمية تدار بسواعد وأيد بنمية بنسبة 100%.
تدير شركة صينية تتخذ من هونغ كونغ ميناءين عند مدخل القناة على المحيط الهادي و الأطلنطي ، لكن هذه الشركة تدير مئات الموانئ في العالم. وبعد تهديدات ترامب، أعتقد أننا بصدد رؤية شركة أميركية تشتري حق إدارة هذه الموانئ من الشركة الصينية، لكن إدارة هذه الموانئ ليس لها أي دور بمرور السفن من قناة بنما، وهي تركز على الأعمال اللوجستية قبل مرور السفن من القناة وبعده.
ما نظام إدارة السفن الحربية الأميركية ومرورها؟ وهل لها معاملة تفضيلية؟
كما رأيت أنت بنفسك كيف ندير ممر سفينة تجارية مثل التي تمر الآن، نعمل معها بالطريقة نفسها مع السفن العسكرية الأميركية وغير الأميركية منها.
يقوم قبطان بنمي بإدارة مرور كل سفينة عابرة لقناة بنما، ويساعده طاقم فني بنمي يشعلون قمرة السفينة المارة من مدخل القناة حتى خروجها بلا استثناءات، هذا هو نظام إدارة السفن المارة، لا نترك ذلك بيد قبطان أجنبي، نحن الذين ندير ونتحكم بمرور السفن جميعها خلال ساعات العبور العشر.
ولا فرق بهذه الطريقة بين السفن التجارية أو العسكرية، ولا فرق بين السفن الأميركية والسفن غير الأميركية، هذا ما نصت عليه اتفاقية حياد قناة بنما والتي بدورها أعادت لنا السيطرة على القناة.
هل يسمح بمرور السفن العسكرية غير الأميركية عبر القناة؟
نعم، بنما دولة محايدة، وقناة بنما ممر مائي دولي محايد لا نفرض فيه أي قيود على مرور سفن دول محددة، القناة مفتوحة للجميع. بالطبع تمر الكثير من السفن العسكرية الأميركية بين جانبي القناة، لكن في الوقت ذاته يمكن مرور أي سفن عسكرية لأي دولة من قناة بنما من دون أي تمييز أو معاملات خاصة.
بموجب اتفاقية إعادة قناة بنما للشعب البنمي، أصبحت بنما دولة محايدة بلا جيش نظامي، وإن كان هناك قوات أمن حسنة التدريب والتسليح.
نحن نحمي قناة بنما، ونديرها، وهي قناة محايدة لا تمثل تهديدا لأحد ولا يجب أن يستهدفها أحد، وأقول لك إن الشعب البنمي هو الذي يحمي قناته، وإن احتاج لملايين الأشخاص للدفاع عنها سيهبّون لذلك، لما تمثله لنا جميعا من رمز ومصدر للرخاء الاقتصادي والهوية الوطنية.
تدر القناة ما لا يقل عن 7 مليارات دولار سنويا للخزينة البنمية، مع ذلك رأيت تدهورا اقتصاديا وانخفاضا في مستوى المعيشة بمدينة كولن عند مخرج القناة على المحيط الأطلنطي، كيف تفسر ذلك؟
حسنا، القناة لها إدارة خاصة بها، ونحن في الواقع نبلغ الحكومة البنمية بجميع الإيرادات التي نحققها كل عام. لذا، فإن الحكومة البنمية تتحمل مسؤولية استخدام الأموال في مشاريع تنموية مختلفة، لكن الأمر متروك للحكومة للقيام بهذا النوع من المشاريع، واختيار أماكن القيام بها، لذلك ليس من شأني أو مهامي أن أعلق على انتشار الفقر في مدن مرتبطة وملتصقة بالقناة مثل كولن.
كيف يتم اختيار موظفي هيئة قناة بنما؟ وهل توفر هذه الوظائف عيشا كريما لهم؟
في المتوسط يحصل العاملون هنا على أجور وامتيازات مجزية، ولا أعرف متوسط الأجور، لكن العمل في إدارة قناة بنما يمنح العاملين بها مكانة اجتماعية مرموقة وسط المجتمع البنمي نظرا لأهمية القناة للدولة البنمية.
كما يتم التعيين بعملية شفافة علنية ومسابقات مفتوحة منعا للرشاوى والتلاعب، ويعتمد الأمر ليس فقط على ما يقدمه المتقدم للوظيفة والخبرة التي لديه حتى يتمكن من الحصول على وظائف عليا، ولدينا أجور مختلفة هنا في القناة.
هل هناك أي تعاون أو تنسيق بينكم هنا في قناة بنما وبين قناة السويس المصرية؟
تلعب القناتان دورا رئيسيا في حركة التجارة العالمية، قناة بنما بين المحيطين الهادي والأطلنطي، و قناة السويس بين البحرين الأحمر و الأبيض المتوسط. لكن في الواقع لا يوجد تنسيق بيننا، حيث إننا نعمل بطرق مختلفة، السويس لا تعرف ما نعرفه من اختلاف مستوى ارتفاع البحرين، ومن ثم لا تلجأ إلى الأهوسة والأحواض كما الحال في قناة بنما، ومع ذلك وفي مناسبات مختلفة نتبادل بعض الخبرات والأفكار.
بعد عمليات التوسع وشق ممرات أوسع تسمح باستيعاب السفن الضخمة، أصبحت الطبيعة والتغيرات المناخية هي همنا الأول، لدينا مطر على الأقل من 8 إلى 9 أشهر كل عام، لذلك تعمل القناة مع الطبيعة، لهذا السبب ترى في جميع أنحاء قناة بنما وحولها غابات كثيفة تصنعها الأمطار، نحن بحاجة إلى حماية كل هذه الأرض حتى تتمكن من الاستمرار في هطول الأمطار.
لكن بالطبع، يعد الاحتباس الحراري مشكلة أخرى لدينا، نظرا لحقيقة أن مواسم الجفاف هذه أطول مما كانت عليه من قبل، الآن موسم الجفاف هنا في بنما وتظهر بوضوح تأثيرات ظاهرة النينيو.
كانت الظاهرة موجودة منذ افتتاح القناة، لكنها الآن أكثر وضوحا مما كانت عليه من قبل، لذلك أعتقد أن أحد اهتماماتنا الرئيسية في الوقت الحالي هو العمل لمواجهة التغيرات المناخية التي تؤثر بصورة مباشرة علينا وعلى القناة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جنوب أفريقيا ترفض تقرير حقوق الإنسان الأميركي وتصفه بـ"المتحيز"
جنوب أفريقيا ترفض تقرير حقوق الإنسان الأميركي وتصفه بـ"المتحيز"

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

جنوب أفريقيا ترفض تقرير حقوق الإنسان الأميركي وتصفه بـ"المتحيز"

رفضت حكومة جنوب أفريقيا بشدة ما ورد في تقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2024 بشأن أوضاع حقوق الإنسان، ووصفت الوثيقة بأنها "متحيزة، وغير دقيقة، وتفتقر إلى المصداقية"، في تصعيد جديد للتوتر بين البلدين، على خلفية ما اعتبرته واشنطن"انتهاكات ممنهجة ضد الأقليات العرقية" في الدولة الأفريقية. اتهامات وتصعيد دبلوماسي وكان التقرير الأميركي، الذي صدر بعد أشهر من التأجيل، قد اتهم حكومة جنوب أفريقيا باتخاذ "خطوات مقلقة نحو مصادرة أراضي الأفريكانرز"، مشيرا إلى "تصاعد الانتهاكات بحق الأقليات العرقية". كما رصد التقرير ما سماه "تدهورا ملحوظا" في الوضع الحقوقي مقارنة بتقرير العام الماضي، الذي لم يسجل تغييرات جوهرية. وفي خطوة أثارت جدلا واسعا، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا العام أمرا تنفيذيا يدعو إلى إعادة توطين الأفريكانرز في الولايات المتحدة، واصفا إياهم بأنهم "ضحايا لعنف ممنهج ضد ملاك الأراضي من الأقليات". وقد اعتبرت حكومة جنوب أفريقيا هذه التصريحات "ترديدا لادعاءات اليمين المتطرف". طعن في أهلية واشنطن الحقوقية وفي بيان رسمي شديد اللهجة، قالت حكومة جنوب أفريقيا إن التقرير الأميركي "يعكس ازدواجية في المعايير"، مضيفة "من المفارقة أن تصدر هذه الاتهامات من دولة انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولم تعد ترى نفسها خاضعة لنظام المراجعة الدولية، ثم تدّعي إصدار تقارير موضوعية دون أي آلية للتدقيق أو الحوار". وأضاف البيان أن التقرير "يفتقر إلى المنهجية، ويعتمد على مصادر غير موثوقة، ويخدم أجندات سياسية لا علاقة لها بحقوق الإنسان". خلفيات سياسية وتغييرات داخلية يأتي هذا التصعيد في سياق إعادة هيكلة داخل وزارة الخارجية الأميركية، شملت إقالة مئات الموظفين من مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، وهو الجهة المسؤولة عن إعداد التقرير السنوي. كما أدخلت الإدارة الأميركية تصنيفات جديدة مثل "الحياة" و"الحرية" و"أمن الفرد"، في إطار ما وصفه مسؤولون بأنه "تحسين لقابلية القراءة"، بينما اعتبره منتقدون "تسييسا للوثيقة". وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد نشر مقالا في أبريل/نيسان الماضي اتهم فيه المكتب بأنه "منصة لنشطاء يساريين"، متعهدا بإعادة توجيه عمله نحو "القيم الغربية". انتقادات حقوقية واسعة واجه التقرير الأميركي انتقادات من منظمات حقوقية وخبراء سابقين في الوزارة، الذين اعتبروا أن الوثيقة "تتجاهل الانتهاكات التي ترتكبها دول حليفة لواشنطن"، مثل إسرائيل والسلفادور، بينما تصعّد لهجتها تجاه دول تختلف معها سياسيا، مثل جنوب أفريقيا والبرازيل. وقال جوش بول، المسؤول السابق في الخارجية ومدير منظمة "سياسة جديدة"، إن التقرير "أقرب إلى دعاية سوفياتية منه إلى وثيقة صادرة عن نظام ديمقراطي"، مضيفا أن "الحقائق تم تهميشها لصالح أجندات سياسية".

بوتين شريك أم خصم؟ خبراء أميركيون يفككون آفاق قمة ألاسكا
بوتين شريك أم خصم؟ خبراء أميركيون يفككون آفاق قمة ألاسكا

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

بوتين شريك أم خصم؟ خبراء أميركيون يفككون آفاق قمة ألاسكا

واشنطن- يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا يوم غد الجمعة، في أول دعوة من رئيس أميركي لنظيره الروسي لعقد محادثات خاصة على الأراضي الأميركية منذ عام 2007. وتأتي القمة في ظل تباين كبير بين مواقف واشنطن وموسكو حول ما يمكن أن يُقبل في أي اتفاق سلام مستقبلي، وسط توقعات بأنها قد تمثل خطوة نحو إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، رغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم تتم دعوته للقمة، وأعلن مسبقا رفضه التخلي عن أي أراض أوكرانية لمصلحة روسيا. وتظهر واشنطن تفاؤلا حذرا حول المقترح الروسي لوقف إطلاق النار، الذي قد يتضمن تنازلات إقليمية كبيرة لصالح روسيا في شرق أوكرانيا ، إلى جانب الدعم الأميركي المحتمل للاعتراف الدولي بهذه المناطق كأراض روسية. وخلال الشهرين الماضيين، مهّد ترامب الطريق للقمة عبر تصعيد الضغط على الكرملين ، شمل إقناع أعضاء الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي، واعتبار المساعدات العسكرية لأوكرانيا جزءا من الإجمالي، وتهديد روسيا بعقوبات جديدة، بالإضافة إلى رفع التعريفات الجمركية على الهند لضمان استمرارها في شراء النفط الروسي. آراء خبراء واستطلعت الجزيرة نت آراء خبيرين أميركيين متخصصين في السياسة الخارجية تجاه روسيا وأوروبا وحلف الناتو حول 5 نقاط رئيسية، تتعلق باختيار ألاسكا مكانا للقمة، والملفات المطروحة للنقاش، وسبب عدم دعوة الرئيس الأوكراني، والموقف الأوروبي، وواقع إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام. واعتبر ماثيو والين الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي (مركز بحثي يركز على الشؤون العسكرية) أن اختيار ألاسكا "ليس مصادفة"، إذ تقع قريبة من روسيا، وتؤدي إقامة الاجتماع هناك بدلا من واشنطن العاصمة أو دولة ثالثة إلى تقليل الطابع الرسمي وإضفاء شرعية أقل على الحدث، رغم أن دعوة بوتين إلى الولايات المتحدة تحمل رسالة سياسية واضحة. موضحا أن الهدف الحقيقي لترامب هو "وقف القتل"، وليس دعم أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات إلا إذا كان هناك عائد مباشر أو صفقات شراء. وحدد والين أن القمة ستركز على شروط وقف إطلاق النار أو الانسحاب الروسي، مؤكدا أن الولايات المتحدة تملك نفوذا محدودا، يقتصر على زيادة العقوبات المستهدفة، وتسليح أوكرانيا، وتقديم الدعم الاستخباراتي. وأضاف أن ترامب يعتقد أنه سيكتشف سريعا مدى جدية بوتين في المفاوضات، وإذا تحقق تقدم، فقد تُناقش مطالب موسكو مقابل وقف إطلاق النار دون توقع انسحاب كامل للقوات الروسية. وفيما يخص غياب زيلينسكي، أشار المتحدث إلى أن ترامب ليس من المعجبين بالرئيس الأوكراني ولا يهتم بتفاصيل المظالم والدبلوماسية المعقدة، ويركز على صفقات ثنائية مع بوتين. وأضاف أنه من هذا المنطلق يرى الأوروبيون القمة خطوة إيجابية لكنها تثير الشكوك حول قدرة ترامب على ضمان سلامة أراضي أوكرانيا ومستقبلها، خاصة أن ترامب يميل إلى احترام بوتين، وقد يصدق وعوده، في حين يسعى لإعلان نصر دبلوماسي بغض النظر عن نتائج الحرب. نزع السلاح ويختم ماثيو بالقول إن الوضع الميداني الحالي يعزز نفوذ موسكو التفاوضي، مع إنجازات محدودة لأوكرانيا رغم الإمدادات الغربية الكبيرة، في حين يواصل بوتين حربه مع استعداد للتضحية بالموارد البشرية والمادية. من جهته، يقول خبير الشؤون الأوروبية ونزع السلاح بمعهد بروكينغز ستيف بايفر إن اجتماع ترامب مع بوتين قد يكون خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب، لكنه يرى أن البيت الأبيض حاول خفض التوقعات واصفا القمة بـ"تجربة استماع". وأوضح بايفر أن المسؤولين الروس كانوا واضحين في مطالبهم، التي تميل إلى استسلام أوكرانيا، وأن القمة ستتركز أساسا على الملف الروسي الأوكراني، حيث يسعى بوتين للتفاوض مع ترامب بعيدا عن زيلينسكي، مستفيدا من معرفة دقيقة بالملفات، مقابل محدودية معرفة ترامب بالتفاصيل. وأشار إلى أن العلاقات الاقتصادية قد تكون على جدول الأعمال، وهي محور اهتمام ترامب، إلا أن الإمكانيات التجارية والاستثمارية بين البلدين محدودة بسبب البيئة الاستثمارية الصعبة في روسيا. ولفت الخبير إلى أن أي تطبيع واسع للعلاقات الأميركية الروسية دون اعتدال في المطالب الروسية لأوكرانيا قد يثير انتقادات داخل الولايات المتحدة. وبشأن غياب الرئيس الأوكراني، أكد بايفر أن ترامب يسعى للقاء بوتين بشكل مباشر، وتغيب زيلينسكي يجعل التقدم في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية صعبا، خاصة أن الأوكرانيين لن يقبلوا صفقات تتم دون مشاركتهم. وأضاف أن القادة الأوروبيين حاولوا تعزيز موقف زيلينسكي قبل القمة، عبر مقترحات لوقف إطلاق النار، وسحب القوات المتبادل من بعض المناطق، وضمان أمني صارم لأوكرانيا، وهو ما قد يصعب على ترامب تبنيه. واختتم بايفر بالقول إن التوصل إلى اتفاق سلام واقعي يبدو صعبا للغاية، إذ إن الموقف الروسي متصلب ويستند إلى مطالب تصل إلى استسلام كييف، بينما أظهرت أوكرانيا بعض المرونة التفاوضية، لكن الفجوة بين المواقف كبيرة جدا.

ما المتوقع من لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا؟
ما المتوقع من لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا؟

الجزيرة

timeمنذ 13 ساعات

  • الجزيرة

ما المتوقع من لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا؟

موسكو- تتجه أنظار العالم غدا الجمعة إلى حدث دبلوماسي يوصف في الأوساط السياسية الروسية بأنه الأكثر أهمية منذ سنوات على خط الأزمة المشتعلة بين موسكو و كييف ، إذ يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب لعقد محادثات ثنائية مباشرة في ولاية ألاسكا الأميركية يوم الجمعة المقبل. هذا التطور جاء بعد أن أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي ما كان ترامب قد أعلنه قبل أيام عن القمة المرتقبة، مشيرا إلى أن أجندة المباحثات ستركز بشكل أساسي على بحث جميع الخيارات المطروحة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة وطويلة الأمد للحرب الروسية الأوكرانية تنهي حالة النزاع المسلح وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة، وربما إعادة صياغة التوازنات في أوروبا الشرقية. وبخلاف التقارير الإعلامية السابقة التي رجحت انعقاد اللقاء في إحدى العواصم الأوروبية المحايدة تم الاتفاق على أن يكون في ولاية ألاسكا، الإقليم الذي كان خاضعا للسيادة الروسية حتى بيعه للولايات المتحدة عام 1867. وتاريخيا، لم تشهد ألاسكا سوى حدث دبلوماسي رفيع واحد خلال العقود الماضية، وهو اللقاء الأميركي الصيني الرفيع في مارس/آذار 2021 في عهد الرئيس السابق جو بايدن ، مما يمنح القمة المرتقبة رمزية خاصة من الناحيتين السياسية والتاريخية. زيارة استثنائية وإذا تم اللقاء كما هو مخطط له فستكون هذه أول زيارة للرئيس بوتين إلى الأراضي الأميركية منذ عام 2007، باستثناء زياراته للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ويأتي هذا التطور بعد زيارة ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترامب إلى موسكو في الأيام الماضية، حيث حمل رسالة مباشرة من ترامب للرئيس الروسي. واللافت أن خطاب ترامب تجاه الكرملين شهد تحولا ملحوظا في الآونة الأخيرة، إذ وصف عمليات القصف الروسي للمدن الأوكرانية بأنها "مقززة وغير مبررة"، مما فهم على أنه ضغط علني على موسكو للقبول بخطوط تسوية جديدة. وكان ويتكوف قد ألمح إلى إمكانية عقد اجتماع ثلاثي يضم بوتين وترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، لكن الرد الروسي جاء متحفظا، مما يعكس تفضيل الكرملين التركيز على قمة ثنائية مع واشنطن أولا قبل إشراك الأطراف الأخرى. ملامح اتفاق غير معلن بدوره، يرى الخبير في النزاعات الدولية فيودور كوزمين في حديث للجزيرة نت أن مجرد الإعلان عن القمة مؤشر على أن الطرفين توصلا مبدئيا إلى تفاهمات أساسية، أو على الأقل وضع خطوط عريضة لاتفاق محتمل. ويضيف كوزمين أن عدم فرض عقوبات جديدة على موسكو عقب زيارة ويتكوف والاكتفاء بالإعلان عن لقاء القمة يعكسان رغبة واشنطن في اختبار إمكانية التوصل إلى صفقة سياسية، ربما تتضمن تجميد خطوط القتال الحالية، وقبول أوكرانيا بالتنازل عن بعض أراضيها، مع التراجع عن مطلب الانضمام إلى حلف الناتو ، مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على روسيا. ويتوقع كوزمين أن تسيطر موسكو بشكل كامل على مناطق خيرسون وزاباروجيا وجمهورية دونيتسك الشعبية، في حين تحتفظ كييف بمناطق سومي وخاركيف ودنيبروبيتروفسك، مع ضرورة حسم مسألة الاعتراف بشرعية زيلينسكي كقائد قادر على ضمان تنفيذ أي اتفاقات يتم التوصل إليها. كما يلفت إلى أن اختيار ألاسكا مكانا للقمة يحمل بعدا رمزيا عميقا، فهي أرض كانت روسية حتى النصف الثاني من القرن الـ19، وشكلت خلال الحرب العالمية الثانية جسرا جويا بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي ، حيث تم تزويد موسكو بالطائرات الحربية عبرها. قضايا تمتد لما وراء أوكرانيا من جانبه، يرى مدير مركز التنبؤات السياسية دينيس كوركودينوف أن القمة المرتقبة لن تكون محصورة في بحث الملف الأوكراني فحسب، بل ستتطرق إلى ملفات إستراتيجية أخرى، مثل الوضع في الشرق الأوسط ، ومستقبل الأزمة السورية، والتوترات مع إيران ، وقضية منع انتشار الأسلحة النووية، إلى جانب التعاون في مجال الفضاء. ويشير كوركودينوف في حديث للجزيرة نت إلى أن أي وقف لإطلاق النار سيكون مجرد خطوة أولى نحو سلام شامل، لكنه لن يكون كافيا لحل جذور النزاع ما لم ترافقه معالجة مسائل أوسع، مثل توسع الناتو شرقا والسياسات العدائية الأوروبية تجاه روسيا. كما يعتقد أن استبعاد زيلينسكي من القمة قد يثير قلقا واسعا في كييف وعواصم أوروبية خشية إبرام صفقة على حساب المصالح الأوكرانية. ويضيف أن اختيار ألاسكا أيضا له مزايا لوجستية واضحة، إذ لن تحتاج روسيا لعبور أجواء دول أوروبية فرضت قيودا صارمة على رحلاتها منذ فبراير/شباط 2022، فضلا عن أن المكان يرسل رسالة ضمنية بعدم إشراك الحلفاء الأوروبيين مباشرة في المفاوضات الكبرى بين موسكو وواشنطن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store