logo
نصائح غذائية فعَّالة ومجربة لتتغلب الحامل على غثيان الصباح

نصائح غذائية فعَّالة ومجربة لتتغلب الحامل على غثيان الصباح

مجلة سيدتي٢٨-٠٤-٢٠٢٥

عندما تشعرين بغثيان الصباح خلال الأسابيع الأولى من الحمل ، ترغبين في التخلص من الغثيان والقيء بسرعة. لحسن الحظ؛ هناك العديد من النصائح التي تساعد على تهدئة اضطراب المعدة، بما في ذلك أطعمة تخفف الغثيان في أثناء الحمل.
يمكن أن يحدث الغثيان في أثناء الحمل في أي وقت من النهار أو الليل. يبدأ عادةً بين الأسابيع الأربعة والستة الأولى من الحمل، ويتحسن بحلول الأسبوع الرابع عشر. ولأن ما يقرب من 75% من النساء يعانين من غثيان الصباح في مرحلة ما من الحمل؛ فهناك العديد من الطرق المجربة والفعَّالة لتخفيفه، مثل الالتزام بأفضل الأطعمة لعلاج غثيان الحمل.
ما سبب الغثيان الصباحي؟
لا يعاني جميع النساء من غثيان الصباح بالطريقة نفسها؛ فبعضهن يشعرن بالغثيان أحياناً فقط، وأخريات يشعرن به طوال اليوم من دون أن يتقيأن أبداً! هناك بعض الأسباب المحتملة لغثيان الصباح:
الهرمونات، حيث يبلغ هرمون الحمل"hCG" ذروته في الفترة التي يكون فيها غثيان الصباح في أسوأ حالاته. كما ترتفع مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون في أثناء الحمل؛ ما يُرخي عضلات الجهاز الهضمي ويُقلل من كفاءة الهضم "وقد يُسبب حرقة المعدة أيضاً".
حساسية الروائح، وقد تؤدي حاسة الشم القوية لديكِ في أثناء الحمل إلى إثارة بعض الروائح.
زيادة إفراز اللعاب؛ إذ يعتقد الخبراء أن هذه طريقة الجسم لحماية فمك وأسنانك وحلقك من الآثار التآكلية لحمض المعدة، التي قد تزداد عند الشعور بالغثيان.
الإجهاد العاطفي والتعب الشديد يؤديان إلى الغثيان.
الحمل لأول مرة، قد يزيد من ارتفاع الهرمونات والتغيرات الأخرى التي تمرين بها من احتمالية الغثيان.
الطقس الحار، خاصةً إذا كنتِ تعانين من ارتفاع درجة الحرارة.
العوامل الوراثية. إذا عانت أمك أو أختك من غثيان الصباح؛ فمن المرجح أن تعاني منه أيضاً.
أفضل الأطعمة لغثيان الصباح
الغثيان والقيء دائماً ما يكونان مزعجين ومجهدين. بالنسبة لبعض النساء، من الضروري تناول أطعمة معينة بشكل استباقي للمساعدة في علاج غثيان الصباح قبل أن يزداد سوءاً، في حين تجد بعض الأمهات الحوامل راحة من أطعمة ومشروبات معينة عند بدء الغثيان. من الضروري أيضاً تناول الطعام والشراب بعد التقيؤ لتعويض السوائل والأملاح والسعرات الحرارية. تابعي فهذه الأطعمة والمشروبات يمكن أن تساعد في علاج الغثيان في أثناء الحمل:
الأطعمة الغنية بفيتامين ب6 "الأفوكادو ومنتجات الألبان"
أطعمة غنية بالبروتين، مثل اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والبيض والحنطة السوداء ودقيق الشوفان والمكسرات والفاصوليا وبذور اليقطين وبذور دوار الشمس.
أطعمة خفيفة وسهلة الهضم
إحدى أقدم الحيل لتخفيف غثيان الصباح لا تزال ناجحة لسبب وجيه: فالأطعمة الخفيفة في أثناء الحمل سهلة الهضم. يتكون نظام BRAT الغذائي من الموز والأرز الأبيض وصلصة التفاح والخبز المحمص. تتميز هذه الأطعمة بنكهة خفيفة؛ لذا فهي أقل عرضة لاضطراب المعدة. كما أن النشا يمتص أحماض المعدة للمساعدة في تخفيف الشعور بالغثيان.
الأطعمة الغنية بالبروتين
وجد الخبراء أن الأطعمة الغنية بالبروتينات في أثناء الحمل يمكن أن تساعد في تخفيف الغثيان في أثناء الحمل. بروتينات مثل الدجاج وزبدة الفول السوداني والفاصولياء تهدئ من نوبات الغثيان عن طريق زيادة هرمون الجاسترين، الذي يساعد على الهضم.
ومن الأطعمة الأخرى الغنية بالبروتين التي تساعد في علاج الغثيان الصباحي البيض المسلوق، والجبن الصلب، والمكسرات، ومزيج المكسرات، ولحم البقر الخالي من الدهون، وفول الصويا، والزبادي اليوناني.
كما أن تناول الوجبات الخفيفة الغنية بالبروتين سيساعدك أيضاً على تلبية احتياجاتك المتزايدة من البروتين في أثناء الحمل، حيث يحتاج معظم النساء إلى حوالي 60 غراماً من البروتين يومياً.
المشروبات الباردة والوجبات الخفيفة
هل تعلمين أن الأطعمة والمشروبات الساخنة غالباً ما تحمل رائحة تُثير رد فعل التقيؤ؟ لكي يستشعر جهازك الشمي الرائحة، يحتاج إلى حرارة، فكلما كان الطعام دافئاً؛ زادت رائحته. أما الأطعمة الباردة؛ فرائحة الطعام أقل، لذا قد تكون ألذ عند الشعور بالغثيان في أثناء الحمل.
أحياناً يكون من الأسهل تناول السوائل عند الشعور بالغثيان؛ لذا تناولي المشروبات الباردة لتخفيف الغثيان في أثناء الحمل. من الخيارات الجيدة حليب اللوز البارد "الذي يُخفف حرقة المعدة في أثناء الحمل أيضاً" والعصائر "املئيها بمشروبات صحية!".
إذا كنت تواجهين صعوبة في الاحتفاظ بالسوائل؛ فحاولي تناول الشربات، والزبادي المجمد، والمثلجات، والفواكه المبردة، والآيس كريم.
الزنجبيل
خضع الزنجبيل لدراسات مكثفة، ويُستخدم على نطاق واسع في الطب الصيني منذ مئات السنين لعلاج الغثيان والقيء؛ لذا يُنصح بتجربته عند الشعور بالغثيان. أحياناً، تكفي رائحة الزنجبيل الطازج لتهدئة اضطراب المعدة.
تأكدي من احتواء الأطعمة والمشروبات التي تتناولينها على زنجبيل حقيقي "راجع الملصقات؛ فبعض الأطعمة المُجهزة لا تحتوي على زنجبيل حقيقي". وجربي مشروب الزنجبيل في أثناء الحمل ، وشاي الزنجبيل، وكعكات الزنجبيل، وبسكويت الزنجبيل، والزنجبيل المُبلور. استخدم الزنجبيل الطازج عند تحضير الحساء والقلي السريع.
تشمل الأفكار الأخرى لاستخدام الزنجبيل للمساعدة في علاج الغثيان الصباحي ما يلي:
رشي الزنجبيل المجفف على وجبة الشوفان في وجبة الإفطار.
أضيفيه إلى العصير.
أصبحت مصاصات وحلوى الزنجبيل تحظى بشعبية متزايدة.
يمكن إضافة جذر الزنجبيل الطازج المبشور إلى السلطة أو الصلصة الحارة.
المشروبات الغازية
تجد بعض النساء الحوامل أن المياه المعدنية والمشروبات الغازية الأخرى تُعَدُّ علاجاً جيداً لغثيان الصباح. تُساعد هذه المشروبات على تقليل حموضة المعدة، ما يُساعد على تخفيف الغثيان. حيث تتوافر المياه المعدنية بنكهات لا تُحصى، ويمكنكِ إضافة مشروبات الفاكهة الخاصة بكِ. كما تُساعد المشروبات الغازية السكرية للحامل في تخفيف غثيان الحمل، ولكن احرصي على شربها باعتدال.
لكن تذكري أن المشروبات الغازية قد تُشعرك بالشبع أسرع من المشروبات الأخرى؛ لذا اشربيها ببطء وانتبهي لأي آثار جانبية مزعجة كالانتفاخ. يُنصح أيضاً بشرب السوائل قبل نصف ساعة من الوجبة أو بعدها، وليس معها. واحرصي على شرب كميات قليلة من السوائل على مدار اليوم لتجنب الجفاف.
شاي الأعشاب والمرق
الحفاظ على رطوبة الجسم أمر بالغ الأهمية في بداية الحمل، وشرب كمية كافية من السوائل يساعد على تهدئة معدتك وترطيب جسمك بعد التقيؤ. الماء العادي خيار ممتاز دائماً، ولكن في بعض الأحيان يكون كوب من شاي الأعشاب مشروباً رائعاً لتخفيف الغثيان في أثناء الحمل.
ليست كل أنواع الشاي آمنة في أثناء الحمل؛ لذا التزمي بأنواع الشاي العشبية مثل البابونج، والتوت الأحمر، والليمون، والنعناع، والنعناع الفلفلي، والخوخ. إضافة الليمون أو الزنجبيل إلى الشاي يُخفف الغثيان.
كما يُعَدُّ احتساء مرق الحساء طريقةً رائعةً لترطيب الجسم وتغذيته مع تهدئة المعدة. يُهضم المرق بسهولة، ويحتوي على أملاح ومعادن أساسية للحفاظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي عند الحامل ؛ ما يمنع الجفاف ويخفف من غثيان الصباح.
إذا كان الشاي الساخن أو المرق عطرياً جداً؛ فحاولي تبريده أو إضافة الثلج إليه للحصول على تغيير مهدئ.
الفواكه والخضروات ذات المحتوى المائي العالي
إن الحفاظ على رطوبة الجسم في أثناء الحمل من أفضل الطرق للوقاية من غثيان الصباح في بداية الحمل وما بعده. إذا زاد شرب السوائل من تفاقم الحالة؛ فحاولي تناول الفواكه والخضروات الغنية بالماء.
تتضمن الخيارات الجيدة التي يمكنك تجربتها ما يلي:
تقول بعض النساء الحوامل إن البطيخ هو أفضل فاكهة لغثيان الصباح، حتى عندما لا يبقى أي شيء آخر في المعدة؛ فبالإضافة إلى كونه منعشاً ولذيذاً، يُخفف البطيخ حرقة المعدة ويُقلل التورم، كما أن المعادن الموجودة فيه تُساعد في الوقاية من تقلصات العضلات. ولطفلكِ في مرحلة النمو، يُعَدُّ البطيخ غنياً بفيتامينات: أ، ج، ب6، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، وهي ضرورية لبصر طفلكِ ودماغه وجهازيه العصبي والمناعي.
الحمضيات
جربي شم الليمون عندما لا تكونين متأكدة مما يجب تناوله في أثناء الغثيان والحمل؛ فقد وجد الباحثون أن شم رائحة الليمون العطرية يُخفف الغثيان لدى النساء الحوامل. يُعَدُّ الليمون والحمضيات الأخرى، باعتدال، آمنة لكِ ولطفلكِ في أثناء الحمل؛ لذا أضيفيها إلى قائمة مشترياتكِ. وتشمل الاستخدامات الأخرى لليمون أو البرتقال ما يلي:
عصرها في الماء الخاص بك
لعق الشرائح
امتصي حلوى الليمون الحامضة
انقعي الليمون الكامل في الماء لتحضير شاي عطري
أضيفي قشر الليمون أو البرتقال إلى الزبادي أو الآيس كريم
احرصي على وضع بعض حلوى الليمون في حقيبتك قبل مغادرة المنزل. كما أن استنشاق زيت الليمون العطري قد يُخفف الغثيان.
النعناع
مثل الزنجبيل، لطالما كان النعناع علاجاً فعَّالاً لغثيان الصباح منذ مئات السنين. النعناع آمن لكِ ولطفلكِ عند تناوله باعتدال. جربي شاي النعناع، أو أضيفي شراب النعناع إلى الماء الفوار، أو انثري النعناع الطازج المفروم على أطباق الشرق الأوسط. إذا كنت ترغبين في ذلك، استمتعي بمشروب موخيتو خالٍ من الكحول مع نعناع مهروس إضافي! حلوى النعناع الصلبة أو علكة النعناع رائعة لتخفيف الغثيان في أثناء التنقل. لكن لا يُنصح بتناول زيت النعناع العطري في أثناء الحمل؛ فقد يُفاقم الارتجاع.
الأطعمة الغنية بفيتامين ب6
من المرجح أن يُناقَش فيتامين ب6 كثيراً خلال فترة الحمل وخلال الأشهر التسعة التالية؛ فهو فيتامين بالغ الأهمية لنمو دماغ طفلك وجهازه العصبي بشكل صحي.
قد ينصحكِ طبيبكِ بتناول مكملات فيتامين ب6 في بداية الحمل عندما يكون الغثيان والقيء في أشد حالاتهما. من المصادر الجيدة الأخرى لفيتامين ب6: سمك السلمون، والأفوكادو، وبذور دوار الشمس، والفستق، والدواجن، والفواكه المجففة كالخوخ والزبيب، والموز، والسبانخ، ولحم الخنزير أو البقر الخالي من الدهون.
هل يمكن لبعض الأطعمة أن تسبب الغثيان في أثناء الحمل؟
إذا كنتِ تشعرين بالفعل ببعض الغثيان الصباحي؛ فإن آخر ما ترغبين به هو تناول أي شيء يزيد الغثيان سوءاً، على سبيل المثال:
تجنبي الأطعمة السريعة الدهنية والمصنعة، التي يصعب هضمها، ولن تفعل أي شيء للمساعدة في علاج الغثيان الصباحي.
تجنَّبي الأطعمة الدهنية والحارة؛ لأنها قد تسبب الغثيان وحرقة المعدة.
قد تزعجك بعض روائح الأطعمة أكثر مما كنت عليه قبل الحمل؛ لذا قومي بتشغيل المراوح، أو اطلبي من شخص آخر أن يطبخ لك، أو تجنبي هذه الأطعمة تماماً.
تعمل المشروبات الغازية والحمضيات بوصفها علاجاً لغثيان الصباح لدى بعض النساء، ولكنها تفعل العكس لدى أخريات.
ما الفيتامين الذي يجب أن تحصلي عليه قبل النوم لتقليل غثيان الحمل الصباحي ؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليك استشارة طبيب متخصص.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: أدوية التخسيس المحقونة تؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال
دراسة: أدوية التخسيس المحقونة تؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال

الوئام

timeمنذ 4 أيام

  • الوئام

دراسة: أدوية التخسيس المحقونة تؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال

أظهرت دراسات سريرية حديثة أن الأدوية المحقونة لفقدان الوزن من فئة GLP-1 تُظهر فعالية أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال، وهو ما شكّل مفاجأة للكثيرين بالنظر إلى أن الحميات الغذائية والتمارين الرياضية غالبًا ما تعطي نتائج أسرع عند الرجال. هذا التفاوت اللافت في فعالية الأدوية بين الجنسين دفع العلماء إلى محاولة فهم أسبابه، بهدف تحسين توظيف هذه العلاجات القوية بما يخدم جميع المرضى. في أحدث دراسة، عُرضت نتائجها خلال المؤتمر السنوي للمؤتمر الأوروبي للسمنة، ونُشرت بالتوازي في مجلة 'نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن'، أُجريت مقارنة مباشرة بين عقارين شائعين لفقدان الوزن: سيماجلوتيد (Wegovy) وتيرزيباتيد (Zepbound). شملت الدراسة نحو 750 شخصًا يعانون من السمنة، قُسّموا عشوائيًا إلى مجموعتين: الأولى تلقت الجرعة القصوى الممكنة من ويغوفي، والثانية تلقت الجرعة القصوى من زيباوند. وقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين استخدموا زيباوند فقدوا وزنًا بنسبة أعلى بنحو 50% مقارنة بمستخدمي ويغوفي، مما عزز صورة الدواء الأحدث بوصفه الخيار الأكثر فعالية. لكن المثير في الدراسة لم يكن فقط تفوق زيباوند، بل ملاحظة أن جميع المشاركين خسروا وزنًا أقل بقليل من النتائج المسجلة في تجارب سابقة، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أن الرجال – الذين شكلوا 35% من العينة – فقدوا وزنًا أقل بنسبة 6% مقارنة بالنساء. هذا الفارق أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول الأسباب البيولوجية والسلوكية التي قد تفسّر فعالية الأدوية الأكبر لدى النساء. الباحثون طرحوا عدة تفسيرات. أولها متعلق بجرعات الدواء: فالنساء، غالبًا، أقل وزنًا من الرجال لكن يتلقين نفس الجرعات، ما قد يعني أن تأثير الجرعة يكون أعلى نسبيًا عليهن. ثانيًا، يتعلّق الأمر بتوزيع الدهون؛ إذ تخزن النساء الدهون تحت الجلد (دهون سطحية)، بينما تتركز الدهون لدى الرجال حول الأعضاء (دهون حشوية)، وربما تتأثر هذه الأنواع من الدهون بشكل مختلف عند استخدام أدوية GLP-1. جانب آخر لا يقل أهمية يتمثل في الدوافع النفسية والاجتماعية. فالنساء يتعرضن لضغوط اجتماعية أكبر تتعلق بالمظهر الخارجي والوزن، وهو ما قد يجعلهن أكثر التزامًا باستمرار تناول الأدوية رغم أعراضها الجانبية المزعجة مثل الغثيان، والإمساك، والقيء. الدكتورة ميلاني جاي، المتخصصة في السمنة بجامعة نيويورك، تقول إنها لاحظت من خلال تجربتها السريرية أن النساء يُبدين صبرًا أكبر تجاه الأعراض، في حين أن عددًا من الرجال توقفوا عن استخدام الأدوية مبكرًا بسبب عدم تحملهم لها. من الزاوية العلمية، يبرز تفسير آخر أكثر عمقًا: دور هرمون الإستروجين. فهرمون الإستروجين الذي يوجد بكميات أكبر لدى النساء قد يعزّز من فعالية GLP-1. الدكتورة كارولينا سكيبيكا، أستاذة الطب الجزيئي في جامعة غوتنبرغ، أوضحت من خلال دراساتها على الفئران أن الإستروجين يتفاعل مباشرة مع GLP-1 وغيره من الهرمونات المعوية، ما يجعل تأثيرها أقوى على الدماغ في ما يتعلق بتنظيم الشهية. كما أظهرت دراساتها أن إزالة تأثير الإستروجين من خلال مثبطات كيميائية يقلل بشكل ملحوظ من فاعلية GLP-1 في كبح الشهية. تشير سكيبيكا أيضًا إلى أن الإستروجين يزيد عدد المستقبلات الخلوية التي يرتبط بها GLP-1، مما يُضخّم تأثيره داخل الخلية. لكن رغم أهمية هذه التفسيرات، تبقى مجرد نظريات تحتاج إلى تأكيد عبر المزيد من التجارب السريرية. ورغم أن العديد من الدراسات لم تجد فروقات واضحة بين الرجال والنساء في التأثيرات النفسية لأدوية GLP-1، فإن بعضها أشار إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند استخدامها، مقارنة بالرجال. في المقابل، يبدو أن الرجال يحققون فوائد قلبية وعائية أكبر من هذه الأدوية. فهم هذه الفروقات قد يفتح آفاقًا علاجية أوسع، خصوصًا لدى النساء في مراحل ما بعد انقطاع الطمث، حيث تنخفض مستويات الإستروجين، أو لدى من يخضعن لعلاجات تمنع إنتاج الهرمونات بعد الإصابة بسرطان الثدي. كما يمكن أن يساعد هذا الفهم في معالجة من لا يستجيبون جيدًا للعلاج أو يتوقفون عن فقدان الوزن قبل بلوغ هدفهم. في النهاية، تؤكد الدكتورة جاي أن الفروقات البيولوجية بين الجنسين لا يمكن تجاهلها عند تصميم العلاجات. 'ربما نحتاج إلى تعديل الجرعات أو إضافة عناصر مساعدة لدى الرجال لتحسين استجابتهم. لا يمكننا أن نفترض أن ما يصلح للنساء سيصلح دائمًا للرجال.'

أهمية تناول السمسم لصحة المرأة
أهمية تناول السمسم لصحة المرأة

سويفت نيوز

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سويفت نيوز

أهمية تناول السمسم لصحة المرأة

جدة – سويفت نيوز: السمسم أحد أهم البذور الصحية المفيدة التي تحتوي على كم هائل من الزيوت والعناصر والفيتامينات التي يحتاجها جسم الأنثى بشكل خاص، فيطلق عليه البعض تسمية صديق الأنثى نظرًا لأنه له تأثير كبير في الهرمونات الأنثوية وتعزيزها. – تعزيز الهرمونات: يعزز الهرمونات ويعمل على توازنها لدى السيدات، فبذور السمسم الأبيض غنية بمركبات يقال أنها تحاكي هرمون الإستروجين، مما يساعد على تنظيم الدورة الشهرية وتقليل أعراض متلازمة ما قبل الحيض وتخفيف حدة التقلبات المزاجية وآلام الجسم والتشنجات المزعجة. – تعزيز صحة العظام: وهو أمر بالغ الأهمية لأن السمسم غني بالكالسيوم، خاصة السمسم الأبيض، وضروري لصحة العظام والمفاصل ويقي من هشاشة العظام ويحسن من قوة الجسم. – تعزيز البشرة المتوهجة: لأنه غني بمضادات الأكسدة والدهون الصحية، مما يجعل البشرة والجلد ناضرًا ويكافح علامات الشيخوخة وعلامات العمر والهرم. – تعزيز نمو الشعر: لاحتوائه على كم وفير من الزيوت الصحية والدهون الصحية، فيجعل الشعر ناعمًا أملسًا صحيًا. – تعزيز صحة القلب: لأن به مركبات مفيدة للقلب مثل السيتامول، والذي يخفض من مستويات الكوليسترول الضار ويقلل من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب. – تحسين الهضم: يحسن السمسم من الهضم ويقلل من مشكلاته ويقي من الإمساك ويحسن من صحة الأمعاء ويعزز من حرقة المعدة، لذا فهو مفيد للشعور بالخفة والنشاط. – تقليل القلق: يحتوي السمسم على كم وفير من المغنيسيوم، والذي يعتبر مصدرًا غنيًا به، ويعمل على تقليل أعراض القلق وتخفيف التقلصات العامة والتشنجات وتحقيق الاسترخاء والشعور بالهدوء. – تعزيز طاقة الجسم: لاحتوائه على الكثير من الحديد، مما يحسن من الطاقة والنشاط والتركيز والانتباه لدى المرأة. – إدارة الوزن كل امرأة ترغب في الحصول على جسم مثالي، وهو ما يحققه السمسم لأنه يساعد على إدارة الوزن لأنه غني بالألياف، يساعد على الشعور بالشبع والرضا ويقلل من استهلاك السعرات الحرارية ويزودك بالطاقة الدائمة على مدار ساعات اليوم. مقالات ذات صلة

هرمونات الجنس... «هرمونات دماغية»
هرمونات الجنس... «هرمونات دماغية»

الشرق الأوسط

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

هرمونات الجنس... «هرمونات دماغية»

الإستروجين سلاحٌ مُتعدد الاستخدامات للهرمونات، ويُعرف بين العلماء بتنوع استخداماته، فإلى جانب دوره الرئيس في تعزيز الصحة الجنسية والإنجابية، فإنه يقوّي العظام، ويحافظ على ليونة الجلد، وينظم مستويات السكر بالدم، ويزيد من تدفق الدم، ويقلل الالتهابات، ويدعم الجهاز العصبي المركزي. في هذا السياق، أوضحت روبرتا برينتون، عالمة الأعصاب ومديرة «مركز الابتكار في علوم الدماغ»، التابع لجامعة أريزونا، أن «أي عضو تسميه، ستجد أن الإستروجين يعزز صحته». تأثيرات الإستروجين على الدماغ ومع ذلك، فإن تقدير الدور الأوسع للإستروجين تأخر كثيراً. وقد جرى التعرف على هذا المركب لأول مرة عام 1923، ومنذ ذلك الحين عُرف بهرمون الجنس الأنثوي – وهو وصف أحادي البعد ارتبط باسمه. يأتي اسم «الإستروجين» estrogen من الكلمة اليونانية «أوستروس» (oestrus)، وتعني حرفياً «ذبابة مزعجة»، تشتهر بإثارة الماشية ودفعها نحو نوبة غضب جنونية. ولكن علمياً، أصبح مصطلح estrus «الشبق» يعني الفترة في دورات التكاثر لدى بعض الثدييات، التي تكون فيها الإناث خصبة ونشيطة جنسياً. أما البشر، فيدخلون مرحلة «الشبق»، بل يحيضون. ومع ذلك، حين أُطلق اسم «الإستروجين»، حُصر دوره في إثارة الشهوة الجنسية ودعم الصحة الجنسية الأنثوية. أما اليوم، فيجري الاعتراف بدور الإستروجين الذي قد يكون أهم أدواره على الإطلاق: تأثيره على الدماغ. من ناحيتهم، اكتشف علماء الأعصاب أن الإستروجين ضروري لنمو الدماغ بشكل صحي، لكنه يساهم كذلك في حالات مثل التصلب المتعدد ومرض ألزهايمر. أضف إلى ذلك أن التغيرات في مستويات الإستروجين – سواء جراء الدورة الشهرية أو مصادر خارجية – يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصداع النصفي، ونوبات الصرع، وأعراض عصبية شائعة أخرى. عن ذلك، قال الدكتور هيمان شيبر، طبيب الأعصاب بجامعة ماكجيل: «هناك عدد هائل من الأمراض العصبية، التي يمكن أن تتأثر بتقلبات الهرمونات الجنسية. وتنبغي إعادة توظيف الكثير من العلاجات المستخدمة في الطب التناسلي لعلاج هذه الأمراض العصبية». يذكر أنه أدرج اثني عشر منها في مراجعة حديثة نُشرت في «دورية طب الدماغ» (Brain Medicine). واليوم، ترتب على إدراك أن الهرمونات الجنسية هي بالوقت ذاته هرمونات دماغية، تغيير في الطريقة التي يتعامل بها الأطباء مع صحة الدماغ والأمراض المرتبطة به؛ ما يساعدهم في توجيه العلاج، وتفادي التفاعلات الضارة، وتطوير علاجات جديدة تعتمد على الهرمونات. المستقبلات في كل مكان لدى النساء، يجري إنتاج الإستروجين بشكل رئيس في المبايض، مع كميات أقل تُنتجها الغدد الكظرية والخلايا الدهنية. أما لدى الرجال، فيُحوّل الإستروجين من التستوستيرون في الخصيتين، ويلعب دوراً حيوياً في إنتاج الحيوانات المنوية، وتقوية العظام، ووظائف الكبد، واستقلاب الدهون، وغيرها. إلا أنه في كلا الجنسين، ينتج الدماغ كذلك إستروجينه الخاص؛ ما يؤكد أهميته العصبية. عن ذلك، شرحت ليزا موسكوني، عالمة الأعصاب ومديرة «مبادرة حماية دماغ المرأة»، التابعة لكلية طب وايل كورنيل، أن: «الدماغ يعدّ، جزئياً، عضواً غدياً صمّاوياً». إن الدماغ غني بمستقبلات الإستروجين، التي تومض نشاطاً وخموداً طوال الحياة. وفي السابق، ساد اعتقاد بأن هذه المستقبلات تتمركز حول بُنى ذات وظائف تناسلية محددة، مثل الغدة النخامية pituitary والوطاء hypothalamus. في الواقع، «إنها موجودة بكل مكان»، حسبما ذكرت موسكوني، التي طورت تقنية PET (التصوير البوزيتروني) لرصد المستقبلات داخل الدماغ الحي. وأضافت: «لم نتمكن حتى من العثور على منطقة فارغة تماماً». داخل الدماغ، يمكن للإستروجين أن يرتبط مباشرة بمستقبلات داخل الخلايا العصبية وخلايا أخرى، محدِثاً سلسلة من التفاعلات. كما يمكن كذلك أن يتحلل إلى نواتج أيضية، تُعرف باسم «الستيرويدات العصبية» neurosteroids، التي لها تأثيرات بعيدة المدى خاصة بها. وأصبحت بعض هذه الستيرويدات العصبية، تُستخدم في علاجات منفصلة: «ألوبريغنانون»، Allopregnanolone ناتج أيضي من البروجستيرون، يشكل أساس دواء يُستخدم لعلاج بعض أنواع الصرع. ويجري حالياً اختباره في تجربة سريرية، بصفته علاجاً تجديدياً محتملاً لمرض ألزهايمر. وداخل الرحم، يساعد الإستروجين القادم من الأم في تنظيم دوائر الدماغ العصبية للجنين، وتوجيه إنتاج خلايا الدماغ، والتأثير في نمو مناطق الدماغ المختلفة. وخلال التحولات الكبرى، مثل البلوغ، والحمل، وانقطاع الطمث، يساعد الإستروجين في تشذيب وإعادة تشكيل الدماغ من جديد. ومع ذلك، يدرك الباحثون الآن أن الإستروجين يؤثر في تشكيل الدماغ في جميع مراحل الحياة؛ فهو قادر على تنظيم نشاط الخلايا العصبية، وتقليل الالتهاب، وزيادة اللدونة العصبية، والمساعدة في تحويل الغلوكوز طاقةً، ومنع تراكم اللويحات، وتحسين تدفق الدم داخل الدماغ. إلا أن ما ينبغي الانتباه إليه أنه ليس كل هذه التأثيرات إيجابية، فقد وجد الدكتور شيبر، من خلال تجارب على القوارض، أن الاستخدام طويل الأمد للإستروجين، يمكن أن يؤدي إلى تقدم بعض مناطق الدماغ في السن. وقال: «لا يوجد هرمون يفعل شيئاً واحداً فقط»، مضيفاً: «أنا أرى الإستروجين سيفاً ذا حدين». الحمل وحماية الدماغ فيما مضى، كان علماء الأعصاب يعلمون أن للإستروجين تأثيرات تتجاوز الجهاز التناسلي، لكنهم اختاروا عدم دراستها: قبل عام 2016، كانوا يستبعدون إناث الحيوانات من التجارب عموماً، لتجنب التعامل مع الفروقات السلوكية والفسيولوجية الناتجة عن تغيّرات الهرمونات خلال الدورة الشهرية. في هذا الإطار، تساءلت الدكتور روندا فوسكول، اختصاصية الأعصاب في «برنامج سن اليأس الشامل»، بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس: «كيف ستعرف ما إذا كان الإستروجين يحمي الأعصاب، إذا لم تُجرِ أي تجارب على الإناث؟!». عام 1998، كانت فوسكول تبحث عن جزيء يحمي الدماغ من آثار التصلب اللويحي، الذي يهاجم الجهاز المناعي الخلايا العصبية، ويجردها من غلافها الواقي. ويُصيب التصلب اللويحي قرابة مليون أمريكي، معظمهم من النساء. وقد بدأ بحثها بملاحظة سريرية: من المعروف أن الحمل يحمي النساء من أعراض التصلب المتعدد، ففي الثلث الأخير من الحمل، تنخفض معدلات الانتكاس بنسبة 70 في المائة؛ ويبدو أن الحمل فعال بقدر فاعلية أفضل الأدوية. ومع ذلك، تبقى هذه الحماية مؤقتة، فبعد الولادة، يتفاقم خطر الانتكاس بشكل حاد. من جهتها، كانت فوسكول مدركة للأمر لأن الجهاز المناعي يهدأ في أثناء الحمل، على الأرجح لحماية الجنين الذي يُعد نسيجاً نصف غريب. إلا أنها اشتبهت في أن هناك سبباً أعمق عن ذلك. وقالت: «من المنطقي أن تمتلك الأم شيئاً لا يقتصر فقط على كونه مضاداً للالتهاب، بل يحمي الأعصاب كذلك». وبالفعل، تبيَّن أن هذه المادة - الإيستريول ـ نوع من الإستروجين يُنتج أساساً عن طريق المشيمة. عام 2016، أظهرت فوسكول، من خلال تجربة سريرية عشوائية على 164 امرأة، أن علاج الإيستريول على مدار عامين، قلل بشكل ملحوظ من انتكاسات التصلب المتعدد. كما بدا أنه يُحسن وظائف الإدراك، ويُقلل من ضمور المادة الرمادية في الدماغ. وكان الإيستريول estriol معروفاً بكونه آمناً؛ إذ تستخدمه المريضات اللائي يعشن مرحلة انقطاع الطمث في أوروبا منذ عقود. وعلى عكس الإستراديول estradiol، لا يرتبط الإيستريول بقوة بمستقبلات الثدي؛ ما يعني أنه لا يحمل نفس خطر الإصابة بسرطان الثدي على المدى الطويل. ولذلك؛ وصفته فوسكول بأنه: «هدية للعلماء». بالتأكيد، تبدو هذه نتائج واعدة لمرضى التصلب المتعدد. واليوم، تعكف فوسكول على دراسة ما إذا كانت هذه النتيجة تنطبق ليس فقط على مرضى التصلب المتعدد، بل على جميع النساء في سن اليأس. وقد طورت علاجاً هرمونياً نال براءة اختراع، يُدعى «بيرل باك» (PearlPAK)، يحتوي على الإستريول، وتبيعه شركة «كليوباترا آر إكس»، التي تشغل منصب مستشارة طبية لديها. وبحسب الموقع الإلكتروني، فإن «بيرل باك» قادر على معالجة «مشكلات الذاكرة والصحة الإدراكية الناتجة عن انقطاع الطمث». وهذه الفرضية التي تحاول فوسكول اختبارها، من خلال مراقبة النساء اللواتي يستخدمن «بيرل باك» سنوياً، عبر الاختبارات الإدراكية. وعن هذا، قالت: «أنا فقط أطبق الطريقة التي نتبعها في علاج التصلب المتعدد على انقطاع الطمث». ونبَّهت إلى إن النتائج لن تكون بمستوى قوة نتائج التجارب العشوائية، لكنها أشارت إلى أن شركات أخرى متخصصة في التعامل مع مشكلات سن اليأس، كانت تروج لفوائد مماثلة دون أدلة كافية. وأضافت: «على الأقل لدينا مادة حقيقية». إرث مشحون هذه ليست المرة الأولى التي يُروَّج فيها لعلاج الإستروجين، بصفته حلاً شاملاً لمشكلات الإدراك لدى النساء في سن اليأس. قال شيفر: «قبل عام 2000، كان يبدو أن الإستروجين دواءً سرياً». في ذلك الوقت، كان يُعتقد أن الهرمون يحمي الدماغ من السكتات الدماغية ومرض ألزهايمر ـ وهو اعتقاد مدعوم بالكثير من الدراسات على الحيوانات وبعض الدراسات الرصدية على البشر. إلا أنه عام 2003، انقلبت الأمور، فقد كشفت «دراسة مبادرة صحة ذاكرة المرأة» — تجربة سريرية محورية تتبعت التأثيرات طويلة الأمد للعلاج الهرموني لدى النساء، بعد انقطاع الطمث — عن أن النساء الأكبر سناً اللاتي تناولن الإستروجين فقط (وليس الإستروجين مع البروجسترون)، كُن أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار الضعف، مقارنة بالنساء اللاتي تناولن علاجاً وهمياً. وقد توقّف الأطباء عن وصف الإستروجين للنساء بعد انقطاع الطمث، وتوقفت النساء عن تناوله، خوفاً من هذه النتائج. وعلقت مارغريت مكارثي، عالمة الأعصاب بجامعة ميريلاند: «كان موقف الكثير من العلماء على النحو الآتي: لماذا ندرسه؟ لن تتناول النساء الإستروجين بعد الآن، فلا فائدة من البحث»، مضيفة: «كان ذلك كارثياً على الأبحاث». في وقت لاحق، تبيّن أن هذه النتيجة تنطبق فقط على النساء اللواتي بدأن العلاج بالإستروجين في سن 65 أو أكثر، أي بعد مرور أكثر من 10 سنوات على آخر دورة شهرية. أما فيما يخص النساء بين سن 50 و55، فقد وجدت مراجعة شاملة أن تأثير الإستروجين على خطر الإصابة بالخرف كان محايداً. ولم تُدرج النساء الأصغر سناً في الدراسة الأصلية. والآن، أصبح على الباحثين تجاوز فكرة أن الإستروجين يحمي الدماغ، وطرح سؤال أكثر دقة: متى بالضبط، وكيف، يحمي هذا الهرمون الدماغ؟ التركيز على جذور ألزهايمر يصل دور الإستروجين في صحة الدماغ إلى أكثر مستويات الجلاء والوضوح في سن اليأس، حين يسهم تراجعه في ظهور أعراض إدراكية تعرفها النساء جيداً وتكرهها: الهبّات الساخنة، اضطرابات النوم، وضبابية الدماغ. ويعتقد بعض علماء الأعصاب أن فقدان الإستروجين أحد الأسباب الرئيسة لكون النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، بمقدار الضعف مقارنة بالرجال. مع انحسار مستويات الإستروجين، يتغير كذلك الدماغ، فحتى سن اليأس، يعتمد الدماغ بشكل كبير على الغلوكوز مصدراً للطاقة، ويُساعد الإستروجين في تحويله طاقةً. أما بعد انقطاع الطمث، فيبدأ الدماغ في الاعتماد على مصادر بديلة للطاقة، بما في ذلك استهلاك مادته البيضاء، حسبما كشفت برينتون في دراسات أجرتها على الحيوانات. وقالت برينتون: «إنه استجابة للجوع»، مضيفة: «لا علاقة لهذا بالقدرة الإنجابية، بل بكل ما يتعلق بالدماغ الذي يمر بمرحلة انتقالية». وقد تكون هذه المرحلة نقطة البداية التي يظهر فيها الضعف الإدراكي المرتبط بألزهايمر — ومن الناحية النظرية، قد يكون هذا الوقت الذي يمكن أن يساعد فيه العلاج بالإستروجين أو تدخل آخر في الوقاية من التدهور المعرفي. إلا أن برينتون لم تكن تمتلك وسيلة لرؤية ذلك داخل دماغ الإنسان. وفي عام 2014، تواصلت مع موسكوني، خبيرة تصوير الأعصاب، للحصول على المساعدة. في ذلك الوقت، كان الأطباء قادرين على قياس مستويات الإستروجين في الدم فقط، لكن موسكوني أدركت أن ملايين الأميركيين يستعينون بنوع من العلاج القائم على الإستروجين، ولا أحد يعرف تأثيره على أدمغتهم. لذا؛ طورت تقنية تصوير تسمح برؤية مستقبلات الإستروجين في الدماغ، من خلال إعادة استخدام مادة مشعة تُستخدم أصلاً للكشف عن المستقبلات نفسها في سرطان الثدي. عام 2024، فوجئت هي وبرينتون حين اكتشفتا أن عدد مستقبلات الإستروجين في الدماغ يبدو أنه يزداد بشكل كبير بعد انقطاع الطمث، ربما في محاولة لجذب المزيد من هذا الهرمون. أما المثير للاهتمام حقاً أنه كلما زاد عدد مستقبلات الإستروجين لدى المرأة، كانت نتائج ذاكرتها وقدراتها الإدراكية أسوأ. وفي فبراير (شباط)، أطلقت موسكوني برنامج أبحاث بقيمة 50 مليون دولار، بتمويل من مؤسسة «ويلكم ليب»، تحت اسم «تقليل خطر ألزهايمر من خلال علم الغدد الصماء». وتأمل موسكوني في رصد تحديد النساء الأكثر عرضة للإصابة بألزهايمر، بسبب تغيرات الدماغ المرتبطة بالإستروجين، ومعرفة ما إذا كان العلاج الهرموني المُقدم خلال فترة زمنية حرجة يمكن أن يُساعد في خفض خطر الإصابة لديهن. * خدمة «نيويورك تايمز»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store