
كيف وصلنا إلى أول لوح من الشوكولاتة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 6 أيام
- BBC عربية
كيف وصلنا إلى أول لوح من الشوكولاتة؟
في اليوم العالمي للشوكولاتة، نروي في هذا الفيديو قصة اكتشافها وتصنيعها، من حضارة المايا إلى اليوم، مروراً بأبرز مراحل تصنيعها وصولاً إلى الطعم الذي نذوقه في يومنا هذا.


BBC عربية
منذ 6 أيام
- BBC عربية
الشوكولاتة: من "طعام إلهي" إلى "مال ينمو على الأشجار"
وأنتم تتجهون لشراء الشوكولاتة، محتارين بين أنواعها المختلفة ونكهاتها المميزة، هل تساءلتم يوماً كيف حصلنا على "هذه المكافأة"؟ وبعيداً عن أصلها المعروف كبذرة للكاكاو، كيف توصل الإنسان لاختراع الشوكولاتة؟ ماذا عن أول نكهة لسائل الشوكولاتة كيف كانت يا ترى؟ هل كانت حلوة الطعم، أم حارة، أم محشوة بأنواع المكسرات المختلفة وجوز الهند كما هو حالها اليوم. عندما بدأت كتابة هذا التقرير بمناسبة اليوم العالمي للشوكولاتة الذي يصادف السابع من تموز/أيلول. فاجأني تاريخ الشوكولاتة، وتقديسها لدى بعض الشعوب قديماً. وما نجده اليوم سهلاً في متناول اليد لاختلاف الأنواع والأسعار لم يكن كذلك سابقاً، إذ كانت الشوكولاتة في بعض العصور امتيازاً لا يملكه سوى الأثرياء. كيف كان شكل الشوكلاتة في الحضارات القديمة؟ "طعام إلهي"، هكذا اعتبرت أول حضارات اكتشفت أصل الشوكولاتة في أمريكا الوسطى، بين قبائل المايا والتولتك والأزتيك. على يد القبائل التي عاشت في أمريكا الوسطى، زُرعت قبل 3 آلاف عام شجرة الكاكاو، واستُخدمت كمشروب احتفالي. وتنقل موسوعة بريتانيكا أن شعوب المايا اعتبرت الشوكولاتة "غذاءً للآلهة، وقدست شجرة الكاكاو، ودفنت كبار الشخصيات مع أوعية من هذه المادة، إلى جانب أشياء أخرى اعتبروها مفيدة في الحياة الآخرة". "قبل قرون من تذوقنا لأول لوح شوكولاتة، كان الكاكاو يُستخدم كمشروب، لكن بعيداً عن طعمه الحلو المعروف لدينا اليوم، كان مشروب المايا من الكاكاو يميل إلى المذاق المالح أو اللاذع"، تقول المؤرخة المتخصصة في تاريخ الطعام سام بيلتون. وتوضح بيلتون في بحث لها نشرته عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة التراث الإنجليزي، إن حبوب الكاكاو في ذلك الوقت، كانت تطحن مع الذرة وتمزج بالماء، وقد يضاف إليها بعض التوابل مثل الفانيليا، وتوابل حارة تشبه الفلفل الأسود وأحياناً القرفة، وتؤخذ بعضها من "زهرة الأذن-ear flower". وتضيف: "كان مزيج الشوكولاتة يُصب بعد ذلك بين إناءين من ارتفاع معين، لتكوين مشروب رغوي". أما الأزتيك، فكانوا "يُضيفون المزيد من النكهة المشروب عبر مسحوق الفلفل الحار وملون طبيعي 'Achiote'، مما يُعطيه لوناً قرمزياً. وفي بعض الأحيان عملوا على غلي الشراب للحصول على نسخة بدائية من الشوكولاتة الساخنة التي نعرفها في وقتنا الحالي"، تقول بيلتون. تقول موسوعة بريتانيكا إن شعوب المايا والتولتك والأزتك استخدوا حبوب الكاكاو أيضاً كعملة نقدية. وصفتها بيلتون في بحثها بـ "المال على الأشجار". وحالياً يُشار إلى أن من مناطق إنتاج الكاكاو الرئيسية حول العالم، دول غرب أفريقيا مثل ساحل العاج وغانا، المسؤولة عن إنتاج 60 في المئة من الكاكاو حول العالم، وفق إحصائيات نشرتها الأمم المتحدة. لكن كيف بدأ انتشار الشوكولاتة في دول العالم، ثم في الأسواق؟ كيف تحولت الشوكولاتة من سائل مر إلى لوح؟ كانت إسبانيا أول دولة أوروبية تُدرج الشوكولاتة في مطبخها، ولكن كيفية حدوث ذلك بالضبط ليس واضحاً، تقول موسوعة بريتانيكا. لكن الموسوعة لفتت إلى أنه "من المعروف أن كريستوفر كولومبوس [الرحالة الإيطالي] أخذ حبوب الكاكاو إلى إسبانيا بعد رحلته الرابعة عام 1502، على الرغم من إثارة القليل حول الموضوع في ذلك الوقت". كما تحدثت الموسوعة عن اعتقاد سائد دون دليل حول تقديم حاكم الأزتك في المكسيك في عام 1519، مشروباً مراً من حبوب الكاكاو إلى القائد الإسباني هيرنان كورتيس، الذي أدخل المشروب لاحقاً إلى إسبانيا. ومن المحتمل أن الشوكولاتة وصلت لأول مرة إلى إسبانيا "في عام 1544 مع ممثلي شعب المايا-كيكتشي في غواتيمالا، الذين جاءوا حاملين الهدايا (بما في ذلك الشوكولاتة) لزيارة بلاط الأمير فيليب. ومع ذلك، لم تصل أول شحنة مسجلة من حبوب الكاكاو إلى إسبانيا من ولاية فيراكروز في المكسيك إلا في عام 1585". بعد ذلك تقول الموسوعة إن الشوكولاتة المحلاة والمنكهة بالقرفة والفانيليا، قٌدمت كمشروب ساخن وأصبحت شائعة جداً في البلاط الإسباني. ثم بعد سنوات عديدة دخلت الشوكولاتة إلى فرنسا وإنجلترا وغيرها. وفي عام 1657، افتتح رجل فرنسي متجراً لبيع الشوكولاتة الصلبة، لكن حينها كان هذا النوع من الشوكولاتة يستخدم لصنع الشراب الساخن منها. إلا أنه في ذلك الوقت أيضاً وبسبب سعرها المرتفع، ظلت الشوكولاتة منتشرة بين أوساط الأثرياء. وظهرت في لندن وأمستردام وعواصم أوروبية أخرى مصانع شوكولاتة راقية، تطور بعضها لاحقاً إلى نوادٍ خاصة شهيرة. تذكر الموسوعة أنه في لندن، استُخدمت العديد من مصانع الشوكولاتة كمقار اجتماعات للأحزاب السياسية. واستخدمت أيضاً لأنشطة المقامرة، كان المشاركون فيها يراهنون بمبالغ ضخمة أو ممتلكات ثمينة. ومن أشهر نوادي الشوكولاتة حينها كان "بيت شوكولاتة شجرة الكاكاو"، وعُرِف لاحقاً باسم "نادي شجرة الكاكاو"، وافتُتح عام 1698، و"بيت شوكولاتة وايت" الذي افتتحه فرانسيس وايت عام 1693. أعاقت بريطانيا العظمى انخفاض تكلفة مشروب الشوكولاتة عبر فرض رسوم جمركية على حبوب الكاكاو الخام، لذا لم تحصل الشوكولاتة على مكانتها الشعبية حتى منتصف القرن التاسع عشر. لكن انتشرت الشوكولاتة في هذه الأثناء وتطورت صناعتها في أماكن أخرى، مثل المستعمرات الأمريكية في ماساتشوستس ودورشيستر عام 1765. وتقول المؤرخة المتخصصة في تاريخ الطعام سام بيلتون إنه على الرغم من استهلاك الشوكولاتة في المقام الأول كمشروب، إلا أنها استُخدمت أيضاً في الحلويات منذ القرن الثامن عشر على الأقل. على سبيل المثال "في قاموس الطهاة والحلوانيين عام 1723، يقدّم جون نوت ستة تحضيرات للشوكولاتة، بما في ذلك بسكويت الشوكولاتة ونبيذ الشوكولاتة. أما معاصره تشارلز كارتر، فقدم وصفات لبودينغ الشوكولاتة وكريمة الشوكولاتة في كتابه (الطبخ العملي الكامل) عام 1730". وفي عام 1828، طور الكيميائي الهولندي كونراد يوهانس فان هوتن عملية "تحول الحبوب إلى مسحوق. مما سهّل خلطها بالماء وهضمها. ومكّن ذلك أيضاً من إنتاج الشوكولاتة بكميات كبيرة، وأخيراً أصبحت في متناول الجميع"، كما تشير بيلتون. وتشرح الموسوعة البريطانية أن براءة الاختراع التي حصل عليها هوتن كانت نتاج، عصر معظم الدهون، أو زبدة الكاكاو، من حبوب الكاكاو المطحونة والمحمصة، للحصول على مسحوق الكاكاو. وفي عام 1847، عملت شركة "فراي آند سانز-Fry and Sons" الإنجليزية، على دمج زبدة الكاكاو مع سائل الشوكولاتة والسكر لإنتاج شوكولاتة حلوة تصلح للأكل - وأصبحت أساس غالبية حلويات الشوكولاتة. وفي عام 1876، أضاف السويسري دانيال بيتر الحليب المجفف لصنع شوكولاتة الحليب. وسرعان ما تبع ذلك انتشار أطعمة الشوكولاتة المنكهة والصلبة والمغلفة. ومن أوروبا، انتقلت الشوكولاتة لاحقاً إلى دول الشرق الأوسط. مثل سوريا التي أدخل إليها صادق الغراوي الشوكولاتة عام 1931، بعد رحلة إلى العاصمة الفرنسية باريس. لماذا نحب الشوكولاتة؟ لا يفترض هذا السؤال أننا جميعاً نحب الشوكولاتة، لكن إجابته موجهة لمحبيها. الطبيب الراحل مايكل موسلي في مقال له عبر بي بي سي قبل سنوات بحث عن إجابات لهذا السؤال مع عالم النبات جيمس وونغ. وأجاب: "تؤدي عملية تحميص حبوب الكاكاو الأساسية في صنع الشوكولاتة إلى إطلاق مجموعة من المركبات الكيميائية مثل حمض 3-ميثيل بيوتانويك، ثلاثي كبريتيد ثنائي الميثيل... وينتج عن تفاعل هذه الجزيئات العطرية مع غيرها، بصمة كيميائية فريدة تعشقها أدمغتنا". وأضاف أن الشوكولاتة تحتوي على عدد من المواد الكيميائية المؤثرة نفسياً، منها الأنانداميد، وهو ناقل عصبي اشتق اسمه من اللغة السنسكريتية - "أناندا"، ويعني "الفرح، النعيم، البهجة". تقول أخصائية التغذية العلاجية فاتن النشاش لـبي بي سي، إن الانجذاب للشوكولاتة نابع من أسباب كيميائية وأخرى سلوكية. وتشرح أن الأسباب الكيميائية تعود لاحتواء الشوكولاتة على "مركبات تؤثر بشكل مباشر على الدماغ والجهاز العصبي أبرزها الحمض الأميني تريبتوفان، ويدخل في تكوين السيروتونين الناقل العصبي المسؤول عن تحسين المزاج وشعورنا بالسعادة والراحة". كما تحتوي أيضاً على القليل من الكافيين كجرعة منبهة تزيد من التركيز والشعور بالنشاط، تضيف. وتلفت النشاش أيضاً إلى مكونات الشوكلاتة من الدهون والسكر، "المكونان المرتبطان بنظام المكافأة في الدماغ. وعند حصولنا عليهما يطلق الدوبامين"، -وهو ناقصل عصبي أيضاً ومادة كيميائية مرتبط بالمتعة والتحفيز ويعرف باسم هرمون السعادة-. الصحفي الطبي موسلي قال إنه من النادر أن تجد مستويات عالية من السكر والدهون معاً في الطبيعة. لكن بالنظر إلى عبوات العديد من الشوكولاتة الممزوجة بالحليب فإنها غالباً ما تحتوي على 20-25 في المئة من الدهون و40-50 في المئة من السكر، ما يؤدي إلى استمتاعنا بالشوكولاتة. أما سلوكياً، فتجد النشاش أن حب الشوكولاتة ناجم عن ارتباطها بالمناسبات السعيدة مثل الأعياد وحفلات الزفاف وغيرها من العادات الاجتماعية السعيدة. وقد يتجه البعض عند التوتر لتناول الشوكولاتة، وهذا سبب سلوكي مرتبط بالأسباب الكيميائية، وفق قولها. وتلفت إلى أن الشوكولاتة الداكنة هي النوع المفيد للقلب لاحتوائها على مضادات الأكسدة. والكمية المناسبة لتناولها يومياً هي 30 غراماً. "لن يشعر دماغك بدفعة كيميائية كبيرة من تناول بضع قطع. ومع ذلك، فإنها قد تلعب دوراً صغيراً في إغواء حواسنا"، لفت موسلي.


BBC عربية
منذ 6 أيام
- BBC عربية
لماذا ينُمّ البشر؟ وماذا يقول خبراء نظريات التطور عن النميمة؟
قد تضر النميمة سمعتك، وربما تكون في ذات الوقت انعكاساً لسلوكك وشخصيتك، ففي حين تعتبر النميمة مُسلية للبعض، يراها كثيرون على أنها "خطيئة". لاحظ علماء الأنثروبولوجيا - علم مقارنة المجتمعات البشرية حول العالم وعبر الزمن - انتشار سلوك النميمة في معظم الثقافات، من البيئات الحضرية إلى البيئات الريفية والزراعية النائية. وتقول الدكتورة نيكول هاغن هيس، الأستاذة المساعدة في الأنثروبولوجيا التطورية بجامعة ولاية واشنطن، إن "الجميع يثرثرون ويمارسون النميمة في كل ثقافة، إذا توافرت الظروف المناسبة". وعندما نفكر في النميمة، قد نتخيل أنها التحدث عن شخص ما من وراء ظهره بنية خبيثة، لكن الدكتورة هيس تُقدم رؤية أوسع، إذ تقول إن النميمة هي تبادل "أي معلومات ذات صلة بالسمعة". وتضيف: "قد يعني ذلك ما يقوله الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء أو حتى المنافسون عنا - ولكنه يشمل أيضاً ما يُقال في التقارير الإخبارية أو حتى نتائج حدث رياضي"، موضحة أنه ليس بالضرورة وجود طرف ثالث غائب نتحدث عنه - فقد يكون واقفاً أمامك مباشرةً. وتقول هيس إنه "إذا كنت تتحدث عن شخص، أو أبديت رأيك في ملابسه، أو عما فعله، فسأعتبر ذلك نميمة". لكن لماذا ينخرط البشر في هذا السلوك؟، هو سؤال لا يزال الباحثون يحاولون حلّه حتى اليوم. وإليكم بعض النظريات الرئيسية التي طرحوها. الترابط الاجتماعي يروج البروفيسور روبن دنبار، عالم الأنثروبولوجيا التطورية، لفكرة أن النميمة قد تلعب دوراً إيجابياً في المجتمع. ووفقاً لنظريته، يُعد سلوك تنظيف الثديات - كالقردة مثلاً - لبعضها البعض، سلوكاً اجتماعياً وصحياً في آنٍ واحد، فإلى جانب أنه إحدى الوسائل للترابط بينها، يمكن أن يكون وسيلة للتصالح بعد المشاجرات، وتخفيف التوتر، وتحديد المكانة في التسلسل الاجتماعي. وتُعرف هذه العملية باسم "التنظيف الاجتماعي (allogrooming) ". لكن ولأن البشر لا يمتلكون فرواً كباقي الثديات، فقد تكون النميمة والدردشة اليومية بمثابة الشكل الحديث لسلوك "التنظيف الاجتماعي"، إذ تؤدي غرضاً مشابهاً في بناء العلاقات، وتحديد مكانة الفرد في التسلسل الاجتماعي، وتبادل المعلومات الاجتماعية، مثل: بمن تثق! ومن لا تثق. ويرى البروفيسور دنبار، أن اللغة نفسها تطورت أيضاً، حتى تُمكّن الناس من النميمة. وفي دراسة أجريت عام 2021 من جامعة دارتموث في الولايات المتحدة، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يثرثرون ويمارسون النميمة معاً، لم يؤثروا فقط على آراء بعضهم البعض، بل ازدادوا قرباً من بعضهم البعض. وكتب الباحثون: "نتوقع أن المشاركين قد كوّنوا شعوراً بالتشابه فيما بينهم، ما خلق (واقعاً مشتركاً) ساهم في التأثير على سلوكياتهم ووجهات نظرهم، مع إشباع رغبتهم الفطرية في التواصل الاجتماعي". كما اكتشفوا أن النميمة ساعدت في تعزيز التعاون في بيئة جماعية، حيث لاحظوا أن المشاركين في التجربة كانوا على استعداد للمساهمة بمزيد من المال في لعبة جماعية عندما أتيحت لهم فرصة النميمة مع بعضهم البعض. وخلص الباحثون إلى أن "النميمة ليست مفهوماً متجانساً، بل هي أكثر تعقيداً من التعريف الضيق للحديث الفاحش والسيئ الذي لا أساس له، ويعكسه حدسنا البشري". تُدرك كيلسي ماكيني، مقدمة بودكاست "نورمال غوسيب" أو "النميمية العادية" - الذي يتشارك الناس فيه ثرثرتهم ويمارسون النميمة - كيف يمكن لحكاية طريفة أن تجمع الغرباء معاً. فخلال جائحة كورونا، واجبار الناس على الحجر الصحي، ازدادت الحاجة إلى الحديث ورواية القصص. وتقول ماكيني إنها أدركت أن الناس "بحاجة ماسة للتحدث"، وأضافت: "جزء كبير من حياتنا وطريقة رؤيتنا للعالم تتم من خلال ما نحكيه، والقيل والقال هو تلك الحكاية. نخبر بعضنا البعض عن أنفسنا، وبالتالي هناك مخاطرة، لكن هناك أيضا الكثير من الخير". البقاء على قيد الحياة وعلى مدى ملايين السنين، تطور البشر ليتعلموا أفضل السبل لحماية أنفسهم ومن حولهم من أي أذى محتمل. وبالنسبة لبعض النساء، تُعد النميمة أداة حيوية في استراتيجية البقاء، خاصةً عند التعامل مع تهديدات مثل فرصة مواعدة خطرة. وتقول الدكتورة نيكول هاغن هيس إن "النساء يكنّ في وضع جسدي أضعف بكثير عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أنفسهن أمام رجل، وهي معلومة بالغة الأهمية، من الطبيعي أن ترغب في مشاركتها مع قريباتها وحليفاتها المقربات". كما يعتمد البقاء على قيد الحياة ومكانتنا في المجتمع بشكل كبير على السمعة. وتشرح الدكتورة نيكول أن السمعة السيئة قد تكون مدمرة، إذ قد تضر بمكانتك الاجتماعية، وتحد من فرصك الاقتصادية، بل وتؤثر على قدرتك على الوصول إلى موارد كالطعام. وتضيف: "لذا، عندما يتحدث الناس عنك بسوء، فقد يُسبب ذلك ضرراً بالغاً لك". ترى الدكتورة نيكول أن النميمة هي أيضاً شكل من أشكال الضبط الاجتماعي، تُستخدم للحفاظ على مكانة الفرد في التسلسل الاجتماعي أو تحسينها. وتقول إن "الناس يحاولون إدارة كيف ينظر الآخرين لهم داخل شبكاتهم الاجتماعية، لذا فهم يراقبون بعضهم البعض من خلال النميمة"، مضيفةً أنهم "يستخدمونها أيضاً لحماية سمعتهم، وأحياناً لتقويض منافسيهم". وتضيف أن "البشر بطبيعتهم يتنافسون مع أفراد جنسهم، وهو أمر من الصعب التخلص منه". الترفيه والمتعه قد تبدو النميمة بالنسبة لمعظم الناس متعةً غير ضارة. وتقول مُقدّمة البودكاست كيلسي ماكيني "هذا هو نوع النميمة الذي أتخصص فيه". ينبع شغفها بالنميمة - وشغفها برواية القصص - من نشأتها في أسرة متدينة حيث تعلّمت أن النميمة تعد إثماً. وتضيف "النميمة العظيمة هي ما يتردد في ذهنك فوراً". لكن، ماذا عن عالم بدون نميمة؟ تضحك قائلة "يا إلهي. ممل!". وتقول "سواءً كان الأمر يتعلق بالمتعة، أو البقاء، أو الترابط الاجتماعي، فقد أصبحت النميمة سمة ثابتة في حياتنا - "أمرٌ بشريٌّ عام" لا ينبغي تجاهله" وتوضح أن "للنميمة عواقبها على أرض الواقع. فلو كانت مجرد حديث عشوائي، كاذب، وغير رسمي، لما أثرت على كيف يوزيع الناس المنافع على أفراد مجتمعاتهم".