logo
"العربية" الشاعرة تواجه "لغة العنف" في "أفينيون" الفرنسي

"العربية" الشاعرة تواجه "لغة العنف" في "أفينيون" الفرنسي

Independent عربية٠٣-٠٤-٢٠٢٥

تخصص الدورة الـ79 لـ"مهرجان أفينيون" التي تقام جنوب شرقي فرنسا في يوليو (تموز) المقبل، حيزاً رئيساً للعربية بوصفها "لغة النور والمعرفة"، إذ يرغب المنظمون في الاحتفاء بها بمواجهة "تجار الكراهية".
ويتضمن هذا المهرجان المسرحي الدولي الذي يقام ما بين الخامس والـ26 من يوليو المقبل، 42 عملاً يقدم منها 300 عرض، بينها 32 عملاً من عام 2025، بحسب برنامجه الذي أعلنه أمس الأربعاء مديره تياغو رودريغيز في أفينيون، وعلى صفحات المهرجان عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويتسم "بالمساواة التامة" على حد قوله.
مساحات للتفاهم
واختير لافتتاح المهرجان في "قاعة الشرف" بقصر الباباوات عرض بعنوان "نوت" (Not)، مستوحى من "ألف ليلة وليلة" لمصممة الرقصات من الرأس الأخضر مارلين مونتيرو فريتاس التي تعد من بين أبرز وجوه الرقص المعاصر، ونالت جائزة "الأسد الذهبي" في بينالي البندقية عام 2018.
وقال رودريغيز إن فريتاس التي درست الرقص في لشبونة وبروكسل فنانة تعرف كيف تخترع "صوراً وقصائد بصرية على المسرح"، ملاحظاً أن رقصاتها "تمزج بين العلاقة الملتهبة مع الجسد وكثافة الفكر الفلسفي".
وإذ وصف مدير المهرجان من مدينة أفينيون اللغة العربية بأنها "لغة النور والحوار والمعرفة والنقل"، رأى أنها "كثيراً ما تكون، في سياق شديد الاستقطاب، رهينة لدى تجار العنف والكراهية الذين يربطونها بأفكار الانغلاق والانطواء والأصولية".
وأضاف أن اختيار العربية لتكون ضيفة المهرجان "يعني اختيار مواجهة التعقيد السياسي بدلاً من تجنبه، والثقة بقدرة الفنون على إيجاد مساحات للنقاش والتفاهم"، وكذلك "احتفاء باللغة الخامسة في العالم والثانية في فرنسا، من ناحية عدد المتحدثين بها".
كوكب الشرق
ويتضمن برنامج المهرجان 12 عرضاً أو نشاطاً مرتبطاً باللغة أو التقاليد العربية، ومن بين الفنانين الذين يقدمونها المغربية بشرى ويزغن (أداء تشاركي) واللبناني علي شحرور (رقص وموسيقى ومسرح) والتونسيان سلمى وسفيان ويسي (رقص) والمغربي رضوان مريزيكا (رقص) والفرنسية- العراقية تمارا السعدي (مسرح)، والفلسطينيان بشار مرقص وخلود باسل (مسرح) والسوري وائل قدور (مسرح).

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستكون "كوكب الشرق"، المطربة المصرية أم كلثوم التي توفيت قبل 50 عاماً، محور عمل موسيقي من إخراج اللبناني زيد حمدان بمشاركة المغنيتين الفرنسية كاميليا جوردانا والفرنسية- الجزائرية سعاد ماسي ومغني الراب الفرنسي- الجزائري دانيلن، بعد حفلة أولى في مهرجان "برينتان دو بورج".
كذلك تقام أمسية من الحفلات الموسيقية والعروض والقراءات بعنوان "نور"، بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس.
ويتضمن البرنامج أيضاً تنظيم مناقشات ومؤتمرات و"مقاهي أفكار"، تستضيف مثلاً الكاتبة الفرنسية- المغربية ليلى سليماني والصحافي اللبناني نبيل واكيم والكاتب الفلسطيني إلياس صنبر.
وعلى مسرح في "مقلع بولبون" للحجارة، تحية إلى المغني البلجيكي الراحل جاك بريل يقدمها الثنائي المكون من مصممة الرقص البلجيكية آن تيريزا دي كيرسماكر والراقص الفرنسي سولال ماريوت، الآتي من عالم الـ"بريك دانس".
وبالتعاون مع مهرجان "فيينا" (جنوب شرقي)، يحيي الكاتب المسرحي سيرفان ديكل والمخرج ميلو رو أمسية من القراءات الممسرحة للمحاكمة المتعلقة باغتصابات مازان، والمرتكبة في حق الفرنسية جيزيل بيليكو التي كان زوجها السابق يخدرها ليغتصبها غرباء.
مسرح جذري
ومن ضيوف المهرجان مخرجون مسرحيون بارزون كالألماني توماس أوستيرماير الذي سيقدم "البطة البرية" (The Wild Duck) لهنريك إبسن، والسويسري كريستوف مارثالر الذي يقدم عمله لعام 2025 "القمة".
ويعود لأفينيون أيضاً "المسرح الجذري" لفرنسوا تانغي الذي توفي عام 2022، ويعود كذلك لـ"قاعة الشرف" في قصر الباباوات العمل المسرحي البارز في تاريخ المهرجان "حذاء الساتان" (Le Soulier de satin) لبول كلوديل، من إخراج مدير مسرح "كوميدي فرانسيز" إريك روف.
وفي الوقت نفسه، "يقدم أكثر من نصف الفنانين (58 في المئة) عروضهم للمرة الأولى"، بحسب تياغو رودريغيز، كالراقصة الدنماركية ميته إنغفارتسن والفنان الألباني المتعدد التخصصات ماريو بانوشي.
ويقدم مدير المهرجان أحدث أعماله بعنوان "المسافة" (La distance)، وهي مسرحية سوداوية تروي قصة جزء من سكان الأرض أصبحوا فريسة لعواقب الاحترار المناخي ولجأوا إلى المريخ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"سعفة كان" الفخرية تفاجئ دينزل واشنطن: أنا متأثر
"سعفة كان" الفخرية تفاجئ دينزل واشنطن: أنا متأثر

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

"سعفة كان" الفخرية تفاجئ دينزل واشنطن: أنا متأثر

فوجئ الممثل الأميركي دينزل واشنطن بحصوله على جائزة السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان "كان" السينمائي مساء أمس الإثنين، تقديراً لمسيرته الفنية المتميزة وفق ما قال منظمو المهرجان. وكان واشنطن (70 سنة) في جنوب فرنسا لحضور العرض الأول لفيلم "هايست تو لويست" للمخرج الأميركي سبايك لي، وهو مقتبس من فيلم "هاي أند لو" للمخرج الياباني أكيرا كوروساوا. ويقوم واشنطن الذي انضم إليه على السجادة الحمراء النجمان المشاركان آيساب روكي وجيفري رايت، بدور ديفيد كينغ في فيلم الجريمة والإثارة، وهو العمل الخامس الذي يجمعه مع سبايك لي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال واشنطن خلال التكريم "لقد كانت هذه مفاجأة بالغة بالنسبة إليّ، لذا أنا متأثر قليلاً، ولكنني أشكركم جميعاً من أعماق قلبي". واشتبك النجم الأميركي مع مصور على السجادة الحمراء قبيل حصوله المفاجئ على جائزة السعفة الذهبية الفخرية. وبحسب صور تلفزيونية، أمسك المصور بذراع واشنطن على السجادة الحمراء للحصول على انتباهه. ثم اقترب واشنطن من الرجل رافعاً إصبع السبابة وقال مراراً "توقف". وبينما كان واشنطن يحاول المغادرة، أمسك المصور بذراعه مرة أخرى، ومجدداً طلب منه واشنطن التوقف. وتراوحت أدوار واشنطن الذي فاز بجائزتي "أوسكار"، السينمائية ما بين دور الناشط الأسود مالكوم إكس، ودور الطيار السكير البطل في فيلم "فلايت". ونال واشنطن جائزة "أوسكار" الثانية له عام 2002 عن دوره في فيلم "تريننغ داي"، بعد فوزه الأول عام 1990 عن فيلم "غلوري". وأخرج وقام ببطولة فيلم "ذا غريت ديبيترز" عام 2007 الذي يدور حول أستاذ قام بتدريب فريق للمناظرة من كلية أميركية للسود وقاده إلى المجد الوطني. كما أنتج وقام ببطولة الفيلم الدرامي "أنطون فيشر". وحصل الممثل الأميركي روبرت دي نيرو على جائزة السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل إنجازاته التي أُعلن عنها مسبقاً، في حفل افتتاح المهرجان الأسبوع الماضي، حيث استخدم خطاب قبوله للجائزة في الدعوة إلى تنظيم احتجاجات مناهضة للرئيس الأميركي دونالد ترمب. ومن المقرر عرض فيلم "هايست تو لويست" في دور العرض السينمائية بالولايات المتحدة في الـ22 من أغسطس (آب) المقبل . اشتبك النجم الأميركي الشهير دينزل واشنطن مع مصور على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي الدولي قبيل حصوله المفاجئ على جائزة السعفة الذهبية الفخرية.

كيفين دي بروين يترك مانشستر سيتي أمام سؤال مستحيل
كيفين دي بروين يترك مانشستر سيتي أمام سؤال مستحيل

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

كيفين دي بروين يترك مانشستر سيتي أمام سؤال مستحيل

ستكون الليلة مخصصة لكيفين دي بروين، ومع ذلك لا يبدو هذا النوع من المناسبات، من بعض الجوانب، يعكس شخصيته. فقد كان دي بروين النجم المتواضع في مانشستر سيتي، لاعب الكرة الذي يقوم بتوصيل أطفاله إلى المدرسة، والآن سيكون هناك عرض ضوئي بعد مباراته الأخيرة على ملعب الاتحاد. عندما ارتبط اسم دي بروين بالأضواء، كان ذلك بسبب موهبته وليس لرغبته، وبفضل طريقته في التحكم بالكرة لا سعيه وراء الشهرة. وقد لا يكون اختار هذه اللحظة، تماماً كما لم يختر الرحيل هذا العام. لكن التوديع يتطلب اعترافاً واحتفالاً، احتفالاً بعقد من الزمن حصد فيه 19 لقباً، وسجل 108 أهداف، وقدم 173 تمريرة حاسمة، ولحظات لم يستطع أحد تخيلها، ناهيك بتنفيذها. سيكون هناك ممر شرفي من زملائه في الفريق، وجولة شكر للجماهير، وعروض نارية وهدايا، بعضها سيسلم من ماري وجون بيل، زوجة وابن كولين بيل. الرجل الذي كثيراً ما اعتبر أعظم لاعب في تاريخ النادي، والآن يبدو أن هذا اللقب ربما أصبح من نصيب دي بروين. سيقدم سيتي تحيته لدي بروين، لكن ما قد لا يتضمنه ذلك، هو مشاركته أساسياً في المباراة على ملعب كثيراً ما تألق فيه، فلم يعد غوارديولا بذلك، ولم يضمن له حتى مشاركة قصيرة، وقد لا تكون ليلته داخل المستطيل الأخضر. خلال فترة دي بروين في إنجلترا، أصبح مانشستر سيتي الفريق الأبرز في أوروبا. أما الآن فهم يحتلون المركز السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويحتاجون إلى إنهاء الموسم ضمن أفضل خمسة مراكز. وقال غوارديولا "ما يريده كيفين هو أن نفوز بالمباراة لنضمن التأهل لدوري أبطال أوروبا"، مما يعني أن هدية الوداع قد تكون من اللاعب للنادي. طوال معظم العقد الماضي، كان إشراك دي بروين أفضل وسيلة لحسم لقاء ضد بورنموث، لكن ساقيه المتعبتين شاركتا لأكثر من 100 دقيقة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ويعمل غوارديولا على معرفة ما إذا كانت خطته المثلى تتماشى مع وداع مثالي لديك بروين. حفلة جيمي فاردي مع ليستر الأحد الماضي لم يكن لها تبعات، أما هذه المباراة فنتائجها بالغة الأهمية، لذا على غوارديولا أن يقرر ما إذا كان دي بروين سيشارك في مباراة الثلاثاء، ومن زاوية أخرى قد يكون ضمن فريقه المثالي عبر الزمن. فعند استرجاعه لأكثر من ثلاثة عقود قضاها مع لاعبين من الطراز العالمي، كلاعب ومدرب، يرى أن البلجيكي من بين أفضل الممررين الذين رآهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) لقد لعب مع رونالد كومان وميشيل لاودروب، ودرب أساتذة التيكي تاكا: تشافي وأندريس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس في برشلونة، وذهب إلى بايرن ميونيخ، إذ كان فيليب لام وتياغو ألكانتارا وباستيان شفاينشتايغر، وفي مانشستر سيتي قاد وسطاً ضم إلكاي غوندوغان ورودري وديفيد وبرناردو سيلفا، وجميعهم كانوا مميزين في تمرير الكرة. فماذا عن دي بروين؟ قال غوارديولا "إنه واحد من أفضل ثلاثة رأيتهم أو تعاملت معهم على الإطلاق"، مما دفع لسؤال بدهي: من الآخران؟ على رغم أن جزءاً من الجواب كان واضحاً. وقال المدرب الذي يضع ميسي في الصدارة دائماً تقريباً "الأول هو (ليونيل) ميسي، والثاني دعني أفكر، حسناً سأضع كيفين في المركز الثاني". وتابع غوارديولا "ميسي هو الأفضل لأن ما يفعله يكون قريباً جداً من منطقة الجزاء، أما كيفن فهو هناك أيضاً، الأرقام والأهداف والتمريرات الحاسمة التي يقدمها للفريق في الثلث الأخير والموهبة. في المباراة الأخيرة (نهائي كأس الاتحاد)، مرر تمريرتين أو ثلاث وضعت لاعباً وجهاً لوجه مع الحارس. هذا أمر فريد، ولهذا كان أحد أعظم اللاعبين في تاريخ هذا النادي. هذه كلمات كبيرة، لأنه لاعب استثنائي". وإذا كان هناك تمايز، فقد كان غوارديولا يتحدث عن نوع محدد من الممررين، فبوسكيتس وتشافي وإنييستا كانوا يمررون أكثر خلال المباراة، وبنسبة دقة أعلى من دي بروين، وربما غوارديولا نفسه في ذروة مستواه. لكن مثل ميسي، يعد دي بروين ممرراً إبداعياً، ذلك اللاعب الذي يقدم التمريرة الحاسمة، الذي يفتح الدفاع برؤية ثاقبة وإلهام حاد. وكما أشار غوارديولا، فإن دي بروين يفعل ذلك من مسافات أبعد: وقلائل يمتلكون قدرته على تسديد وثني وتوجيه الكرة من مسافة 30 أو 40 ياردة. وبدا فيه لمحات من ديفيد بيكهام، ولمسة من ستيفن جيرارد، وتأثير مدمر وضعه غوارديولا في المرتبة الثانية بعد ميسي. وكل هذا يجعل من مهمة الصيف للمدرب، ولمديري الكرة الراحلين والجدد، تشيكي بيغيريستين وهوغو فيانا، شبه مستحيلة. فكيف يمكنهم إيجاد بديل للاعب وصفه غوارديولا بـ"الفريد"؟ وقال غوارديولا متأملاً "هناك لاعبون يصعب جداً تعويضهم، لأسباب عدة. ونحن نعلم ذلك، لكن بالطبع علينا أن نمضي قدماً". وهو يأمل أن يكون ذلك في دوري أبطال أوروبا، ويعلم أنه سيكون من دون دي بروين، والبدائل المحتملة قد تشمل فلوريان فيرتز أو تيغاني رايندرز أو مورغان غيبس وايت، وكلهم لاعبون ممتازون، يمتلكون القدرة على صناعة الفرص وتسجيل الأهداف، لكن القاسم المشترك بينهم هو أن لا أحد منهم هو دي بروين، الممرر الذي صنفه غوارديولا ثانياً بعد ميسي.

"نسور الجمهورية" فيلم سطحي يحط في مهرجان كان
"نسور الجمهورية" فيلم سطحي يحط في مهرجان كان

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

"نسور الجمهورية" فيلم سطحي يحط في مهرجان كان

من "حادثة النيل هيلتون" إلى "ولد من الجنة"، رسم المخرج السويدي المصري طارق صالح لنفسه صورة سينمائي معارض، لا يساوم ولا يداري. هذه الصورة راقت للغرب، واستفزت النظام المصري، وفتحت لطارق صالح أبواب المهرجانات الدولية. كل شيء كان يعد بمسيرة تصاعدية، تضعه في مصاف الأصوات السينمائية النادرة التي تملك الشجاعة لقول ما لم نعتده في العالم العربي. لكن صالح، مع فيلمه الأحدث "نسور الجمهورية"، يواصل سينماه السطحية التي تهتم بالقشور لا بالجوهر، في عمل أقلّ ما يُقال عنه إنه تعثّر فني وفكري، يفشل في أن يكون هجاءً سياسياً أو دراما ذات معنى. يختتم ما يعرّفه بـ"ثلاثية القاهرة" مواجهاً أعلى مرجعية سياسية في بلاده، بنتيجة لن تكون لصالحه. منذ اللحظة التي أُعلن فيها عن مشاركة الفيلم في مهرجان كانّ الثامن والسبعين (13 - 24 مايو/ أيار)، ارتفعت التوقعات. الفيلم الذي عُرض في اطار المسابقة، بدا وكأنه نسخة مشوشة من مشروع لا يجهل إلا ما يطمح إليه. حتى الفكرة ساذجة: فنان مصري شعبي يدعى جورج فهمي (الممثل السويدي اللبناني الأصل فارس فارس)، يُطلب منه أداء دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في فيلم دعائي عن انجازاته. ترغب السلطة في الاستفادة من شعبيته. الممثل معارض للرئيس ولكن في الختام، يرضخ للضغوط والابتزاز. موضوع عمل الفنان تحت الضغط السياسي يحمل وحده بذور عشرات الأسئلة السياسية، النفسية، السينمائية، ولكن بدلاً من زراعة هذه البذور، يختار صالح رشّها بماء الكليشيهات والسهولة والتهافت. في لحظة عبثية، يُستدعى فيها لتجسيد الريس، رغم أن الفارق في الطول بينهما عشرون سنتيمتراً على الأقل. لكن الطول ليس المشكلة الوحيدة، بل ربما هو التفصيل الأكثر واقعية في فيلم لا يُقنعك بشيء. الطامة الكبرى، وهذه كانت مشكلة فيلمه السابق، أن صالح لا يقيم وزناً للمصداقية. تخيلوا أن معظم الممثلين قادمون من خارج مصر: لبنان، المغرب، فلسطين، الجزائر، السويد، هم أبناء الانتشار العربي وبناته ، وحتى المصريون الأقحاح الذين في الفيلم، كانوا قد غادروا بلادهم منذ زمن أو فقدوا اتصالهم بالشارع الذي يُفترض أن الفيلم يدّعي قول شيء عنه، فهذا هو الهدف من أي فيلم يحكي عن السلطة وممارساتها. غربة عن مصر مصر التي نراها في الفيلم مختصرة بالحد الأدنى، فطارق صالح لا يستطيع الذهاب إلى مصر كي يصور فيها كما يحلو له. الفيلم يحاول أن يلعب على فكرة "الفيلم داخل الفيلم"، فنرى جورج يؤدي مشاهد يفترض أنها جزء من فيلم السيسي، وأمامه ممثل يؤدي دور مرسي. مشاهد مغرقة في الكاريكاتورية. ثم ننتقل إلى الحوارات، لتدخل شخصية زوجة أحد الساسة التي تشرح لنا أن هناك عقدة جنسية لدى الرجل العربي. كل هذا يبدو وكأن الفيلم كُتب خصيصاً ليتوافق مع مزاج جمهور أوروبي وغربي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يعاني الفيلم من خلل بنوي عميق، فيتنقل بين مواضيع كثيرة من دون أن يلتقط واحداً منها فعلاً. لا يرصد، لا يفسّر، لا يحلّل، ولا حتى يصدم. هو فقط يُلقي إشارات، كمن يوزّع بطاقات تعريفية على جمهور ليس لديه وقت للمزيد. بيد ان أخطر ما في "نسور الجمهورية" هو أنه، من دون أن يقصد، يُلمّع صورة النظام الذي يدّعي نقده. فما نشاهده طوال أكثر من ساعتين لا يختلف عن ممارسات أي نظام سلطوي منذ فجر البشرية. بل إن تصوير هذا النظام بهذا الشكل المختزل والركيك، لا يصب في مصلحة من عانوا منه. الواقع المصري أقوى بحيث يبدو الفيلم وكأنه نسخة لطيفة من أي كابوس يرزح تحته مواطن أو فنان. الخاتمة، الغامضة وغير المفهومة، تأتي في استعراض 6 أكتوبر. مشهد كان من المفترض أن يكون قوياً، رمزياً، مفاجئاً… فإذا به امتداد لكل ما سبقه من ارتباك. لا لحظة صدمة، لا نهاية درامية، لا وضوح، فقط إحباط يتراكم إلى آخر الطريق. "نسور الجمهورية" مثال حيّ على الفصام: فيلم ينجزه معارض من الخارج مكتفياً بملامسة السطح، ظناً منه أن تناول موضوع كهذا يكفي لتصنيفه في عداد الشجعان. لكن كل مشهد في الفيلم يذكرنا بأن استعراض النوايا شيء وإنجاز عمل سياسي ذي تأثير، شيء آخر. من الواضح ان ملامح التيار السينمائي المعارض الذي بدأ يتكوّن منذ بضع سنوات خارج الدول العربية، لا تزال تصطدم بحاجز جوهري: الغربة عن الأصل. كلما ابتعد السينمائي عن واقعه، خسر شيئاً من دقّته ونظرته إلى الأشياء، وأحياناً من شرعيته. وهذا ما فهمه جيداً السينمائيون الإيرانيون المعارضون الذين ظلوا في بلادهم رغم كل ما تعرضوا له، لمناكفة السلطة وإنجاز أفلام كبيرة عنها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store