logo
نداء الوطن: الحملة تشتد على نواف سلام: أنتَ رئيس حكومة بفضل دعم الثورة الإيرانية.. 'نداء الوطن' تنشر الأسماء المرجَّحة في تعيينات اليوم

نداء الوطن: الحملة تشتد على نواف سلام: أنتَ رئيس حكومة بفضل دعم الثورة الإيرانية.. 'نداء الوطن' تنشر الأسماء المرجَّحة في تعيينات اليوم

وزارة الإعلاممنذ 2 أيام

كتبت صحيفة 'نداء الوطن': أمس أيضاً، ومن دون هوادة، تواصلت حملةُ 'حزب الله' على رئيس الحكومة تمام سلام، وقد دخل المعركة، إلى جانب 'الحزب' المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي شنَّ هجوماً عنيفاً على سلام من باب الإشادة بالثورة الإيرانية، مخاطباً إياه بالقول: 'من باب الأخلاقيات التاريخية، أقول: أنت رئيس حكومة لبنان بفضل دعم الثورة الإيرانية للمقاومة التي حررت لبنان واستعادت الدولة والأرض وهزمت إسرائيل، والمفروض شكر من وقف مع لبنان بلحظة الشدة لا التنديد به'.
هذا الكلام جاء رداً على قول سلام: 'إن زمن تصدير الثورة الإيرانية قد ولَّى'.
قبلان هاجم سلام بسبب رفضه منطق 'ثنائية السلاح'، فقال: 'بخصوص ثنائية السلاح، المنطق السيادي يقول: لا سلاح شرعياً أكثر من شرعية السلاح الذي حرّر لبنان وما زال يحميه، وبمنطق الأرض والتاريخ والتحرير: لا شرعية فوق شرعية سلاح المقاومة والجيش اللبناني، وحين يحصل لبنان على طائرات أف 35 و'منظومات ثاد' عندها نناقش 'سلاح المقاومة' الذي قاد أعقد المعجزات لتحرير وحماية لبنان'.
الهوة تتّسع وبري صامت
كلام الشيخ قبلان، معطوفاً على كلام رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد، يعني أن الهوَّة أصبحت عميقة بين الرئاسة الثالثة و'حزب الله'، لكن، في المقابل، لوحِظ صمت الرئاسة الثانية، بشخص الرئيس نبيه بري، وابتعاده عن هذا السجال، وكأنه يقف في الوسط بين سلام و'الحزب'.
ويبدو أن سلام مستاء جداً من الهتافات في المدينة الرياضية، والتي تضمنت'نواف سلام صهيوني'، ولم يعتبر أن استنكار 'حزب الله' لهذه الهتافات كافٍ، وحين سئل في المقابلة التي أجرتها معه محطة 'سكاي نيوز عربية' عن الهتافات وعن استنكار 'حزب الله' لها، قال للمذيع: 'لا تزني ولا تتصدقي' وتابع موجهاً كلامه إلى 'حزب الله': 'لا تزنوا ولا تتصدقوا'، هذا القول هو الشطر الثاني من بيت شعرٍ يقول:
'كَمُطعِمَةِ الأيتام مِن (…) لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي'.
وكأنه يقول لـ 'حزب الله': 'لا تهاجموا ثم تستنكرون'.
وزير الخارجية يردّ على الشيخ قاسم
في موقف متقدِّم، رد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي على كلام الأمين العام لـ 'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم حول معادلة 'جيش وشعب ومقاومة'، قائلاً: 'يستطيع أن يقول ما يشاء، إنما الشعب اللبناني لم يعد يريد هذه الثلاثية الخشبية، انتهى'. وفي حديثٍ لصحيفة 'القدس العربي'، أكد رجي أن 'الدولة اللبنانية لا تفاوض على سيادتها' واصفاً 'حزب الله' بـ 'التنظيم المسلح الخارج عن القانون وبأنه ليس شرعياً'، ومتوجهاً إليه بالقول: 'سلّم سلاحك وشكّل مع مناصريك حزباً سياسياً عادياً مع العقيدة التي تريدون'. رجي اعتبر أن التهجم عليه سببه أنهم 'لا يريدون أن تتم حصرية السلاح في البلد مهما كان'.
أورتاغوس تثني على موقف رجّي
واللافت أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس أثنت على موقفين للوزير رجي وأعادت نشرهما (repost) على حسابها على منصة 'إكس'، وهما حديثه مع 'القدس العربي'، وكلمته أثناء تمثيله رئيس الجمهورية في مؤتمر 'إطلاق الأكاديمية الدبلوماسية' في جامعة الروح القدس في الكسليك.
جيش وشعب وأهالي
رسائل 'حزب الله' بالاعتداء على قوات 'اليونيفيل' تتوالى، وأحدثها أمس في مواجهة بين 'الأهالي' من بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل، وجاء الإشكال على خلفية دخول دورية 'اليونيفيل' إلى أحد الأحياء في البلدة، وقد تطور الإشكال إلى إشهار السلاح من قبل جنود 'اليونيفيل' بوجه الأهالي، وعلى أثر ذلك توجهت إلى مكان الحادثة قوة من الجيش اللبناني، التي عملت على حل الإشكال بالتنسيق مع الارتباط في 'اليونيفيل'. وقد انسحبت الدورية إلى خارج البلدة وتابعت طريقها.
وكانت الاعتداءات على 'اليونيفيل' قد أدت سابقاً إلى مقتل جندي إيرلندي هو 'شون روني' وإصابة 3 آخرين، وأخفق لبنان في محاكمة المتهم بالقتل محمد عيّاد مع آخرين، ما خلّف استياء إيرلندياً.
الإشكالات المتكررة يتوقَّع أن تُثار في مجلس الأمن الدولي خلال جلسة التجديد لـ 'اليونيفيل' في آب المقبل، والمعلوم أنه وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، فإن قوات 'اليونيفيل' لا تحتاج إلى مواكبة من الجيش اللبناني، ولديها كامل حرية الحركة عند تحرك دورياتها.
تعيينات أو لا تعيينات
في ملف التعيينات، علمت 'نداء الوطن' أنه على رغم ترجيح إتمام التعيينات في مجلس الإنماء والإعمار وأوجيرو اليوم، إذا لم تحصل مفاجآت، فإنه من المتوقع حصول كباش حاد في مجلس الوزراء بين عدد من الوزراء الذين يعترضون على الآلية، أو على طريقة التعيين حيث يطَّلع الوزراء على التعيينات خلال الجلسة، وعليهم التصويت على الأسماء، وسط طرح علامات استفهام على عمل لجنة آلية تعيين موظفي الفئة الأولى.
بالنسبة إلى تعيينات اليوم في مجلس الإنماء والإعمار فستتضمن أميناً عاماً ، بين منى طرزي وغسان خيرالله، والأرجحية لخيرالله. نائبي الرئيس، يوسف كرم وإبراهيم شحرور، علماً أن اسم شحرور لم يُحسَم بعد ، وعلمت 'نداء الوطن' أن لقاءً بعيداً من الإعلام جمع أمس بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب في حين أن مصادر القصر الجمهوري لم تنفِ أو تؤكد ذلك.
وفي معلومات 'نداء الوطن' أن بري عبّر خلال اللقاء، عن عدم ارتياحه لتعيين إبراهيم شحرور عن المنصب الشيعي في مجلس الإنماء والإعمار، لاعتبارات لها علاقة بالولاء، ولم يعرف ما إذا تم الاتفاق على اسم آخر. مفوض الحكومة : زياد نصر، المدير العام للسكك الحديد. أعضاء غير متفرغين: حسام عيتاني، وليد حنا، وهبة ابو عكر. ولم تتضح أسماء الأعضاء الباقين، مدير عام أوجيرو أحمد عويدات.
تعيينات تلفزيون لبنان
في ملف تعيينات تلفزيون لبنان، تسرّبت معلومات عن توجه إلى تخفيض المعدل المطلوب لمنصب المدير العام، ليضاف اسم أو اسمان إضافة إلى السيدتين اللتين وصلتا إلى مرحلة المقابلات. مصادر مطلعة استهجنت هذا الحل وأكدت أن الأفضل الاستغناء عن هذه 'الآلية الغبية'، كما وصفتها. فمن بين 14 مرشحاً كاثوليكياً، طغى الانسجام مع الآلية على حساب التميز والخبرة، وضاعت أسماء مشهود لها بالكفاءة والخبرة، ففي هذا المجال يظهر التميز وحسن الاختيار في سيرة المرشح الذاتية وسجل عمله، وشرط السيَر الذاتية غاب عن الآلية المعتمدة وترك لتقدير الوزراء المعنيين.
التشكيلات الدبلوماسية لم تنضج بعد
علمت 'نداء الوطن' أن التعيينات الدبلوماسية مؤجلة إلى حين الاتفاق على السفراء من خارج الملاك، وهم يتوزعون بين 2 سنة و 3 موارنة وواحد علوي، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فلا يريد أي سفير شيعي من خارج الملاك بل يعمل على ترفيع الموجودين.
ملف المستشفيات الحكومية
من جهة ثانية، تبدي أوساط متابعة امتعاضها من بعض الهفوات الحاصلة في التعيينات، إضافة إلى التباطؤ غير المبرر، ولا سيما في الملفات الملحة وأبرزها المتعلقة بصحة الناس. وحتى اليوم لم يوضع ملف تعيين رؤساء مجالس إدارات المستشفيات الحكومية على سكة الحل، وسط انهيار شامل في هذه المستشفيات، لأن معظمها يسير بلا مجالس إدارات فعلية. وما يزيد المعاناة هو شكاوى المرضى من تراجع الخدمات الطبية فيها وانتشار الفوضى والهدر والفساد في معظمها، ما يضع وزارة الصحة والحكومة أمام مسؤوليات مضاعفة، لأن هذه المستشفيات هي مستشفيات الفقراء والطبقة المتوسطة، وتهدر أموال وزارة الصحة فيها من دون الحصول على خدمات صحية وسط عدم وجود أي سبب لتأخير التعيينات فيها.
جعجع يرد على قاسم
رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وفي حديث تلفزيوني، رد على الشيخ نعيم قاسم بأن 'الحزب' لا ينوي تسليم سلاحه، فقال: 'هو يؤخّر حصر السلاح في الدولة، ولكن هناك أيضاً من يتأخّر في فرض هذه الحصرية'. وأكّد أن الدولة هي صاحبة القرار، مشيراً إلى أن 'قرار حصر السلاح بيد الدولة هو قرار ثابت. الدولة هي من يجب أن تفرض سلطتها'.
وأوضح جعجع أن المهلة التي حدّدها رئيس الجمهورية لحسم ملف السلاح واضحة، وقال: 'حتى رئيس الجمهورية، في أحد خطاباته، أو في أحد تصريحاته، قال بوضوح: من الآن وحتى نهاية العام، ونحن جميعاً متّفقون على هذا الإطار الزمني'.
وشكر جعجع رئيس الحكومة على مواقفه، قائلاً: 'إنني أُوجّه تحية كبيرة لرئيس الحكومة بسبب المواقف التي يتخذها، والتي أراها واضحة جدّاً'. وأوضح موقفه من الدعوات إلى الحوار لتسليم السلاح والتهدئة، قائلاً: 'لا أحد يتحدث عن صدام، ولا أحد يريد صداماً، ولا أحد سيسعى إلى صدام'.
اغتيال محمد السنوار بعد يحيى السنوار
في تطور أمني بالغ الأهمية في الحرب المستمرة في غزة، اغتالت إسرائيل زعيم 'حماس' في قطاع غزة محمد السنوار، أحد أهم المطلوبين، والشقيق الأصغر لزعيم الحركة الراحل يحيى السنوار.
وتمت ترقية محمد السنوار إلى الصف الأول في قيادة 'حماس' بعد أن قتلت إسرائيل شقيقه يحيى في معركة في الحرب الدائرة في غزة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟
هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟

ليبانون 24

timeمنذ 35 دقائق

  • ليبانون 24

هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟

ما يمكن استنتاجه من كلام كلٍ من الأمين العام لـ " حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في مناسبة ذكرى يوم " المقاومة والتحرير"، ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" الحاج محمد رعد بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، هو كلام سياسي بامتياز. وهذا الكلام، على رغم بعض الشعارات القديمة – الجديدة، يؤشّر إلى أن القيادة السياسية في "الحزب" قد بدأت تلتقط أنفاسها بعد الضربة الموجعة التي تلقتها "المقاومة الإسلامية" باغتيال السيد حسن نصرالله ، الذي كان يشكّل لها رافعة سياسية ومعنوية لا تُعوّض، إضافة إلى "عملية البيجر"، التي اُعتبرت من بين أكثر ما أزعج "المقاومة"، وذلك قبل أن تتحوّل إسرائيل من حربها المحدودة، أو ما كان يُسمى بـ "قواعد الاشتباك"، إلى حرب شاملة ومفتوحة استخدمت فيها كل ما لديها من تكنولوجيا وطائرات حربية متطورة، ولا تزال حتى الساعة، محدثة دمارًا في البلدات والقرى الحدودية وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وفي أكثر من منطقة بقاعية. والتقاط الأنفاس، كما تراها أوساط سياسية مراقبة، لا يعني بالضرورة العودة إلى حرب المواجهة، بل تعني أن "حزب الله" قد بدأ يقترب إلى الواقع وما فيه من حقائق. ومن بين هذه الحقائق الآخذة إلى التبلور يومًا بعد يوم قراءة متأنية لما حصل بواقعية وموضوعية بعيدًا عن الشعارات القديمة. وهذه القراءة تفرض على "حزب الله" الأخذ في الاعتبار ما استجدّ من تطورات محلية وإقليمية ودولية منذ اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى" حين قرّر توحيد الساحات، وفتح الجبهة الجنوبية لمساندة فلسطينيي غزة، الذين لا يزالون يتعرّضون لأبشع حروب الإبادة الجماعية. وهذه التطورات توجب على القيادة السياسية في "حزب الله" إعادة تقويم داخلي للمسار السياسي، أي بمعنى تحديد الأولويات بالنسبة إلى علاقته ببيئته، التي بدأ بعض منها بمطالبته بتوضيح بعض النقاط، التي لا تزال غامضة، والتي أدّت إلى ما أدّت إليه من خسائر بشرية ومادية. وفي المعلومات غير الرسمية أن "حارة حريك" بدأت بالفعل عملية "نقد ذاتي" لمرحلة ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار، وما تخّلل المفاوضات، التي قادها الرئيس نبيه بري مع الجانب الأميركي، وتبيان النقاط غير الواردة في الاتفاق، والتي على أساسها لا تزال إسرائيل تحتل التلال اللبنانية الحدودية الخمس، مع استمرار ما تقوم به من اعتداءات يومية في أكثر من منطقة لبنانية حتى خارج جغرافية جنوب نهر الليطاني. أمّا ما له من علاقة مباشرة بين "حزب الله" وسائر المكونات السياسية اللبنانية فإن البداية في هذا المسار، الذي يتطلب المزيد من الوقت، انطلقت عبر المحادثات الثنائية بينه وبين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي أخذ على عاتقه المضي قدمًا في حوار هادئ وبنّاء توصلًا إلى إيجاد حلّ عقلاني لملف سلاح "المقاومة الإسلامية". المطلعون على بعض ما في كواليس هذه الانطلاقة يشيرون إلى أن الخطوة الأولى هي بمثابة وضع حجر الأساس في ورشة شاملة تتطلب الكثير من الصبر والتأني والحكمة وعدم التسّرع في إطلاق الأحكام المسبقة، من دون أن يعني ذلك بالطبع عدم تسريع الخطوات، التي من شأنها أن تفضي إلى نتائج عملية ومدروسة وغير متهورة، باعتبار أن إقفال هذا الملف هو المدخل الحقيقي لعملية التعافي ولخطّة النهوض، التي لا يمكن بلوغها قبل أن يستعيد لبنان ثقة العالم به وبمقدراته، وقبل أن تتمكّن القوى الأمنية والعسكرية الشرعية من بسط سلطة الدولة دون سواها من قوى الأمر الواقع على كامل الأراضي اللبنانية. ومن بين النقاط التي بدأ "حزب الله" يأخذها في الاعتبار علاقته المباشرة مع إيران ، وقد سبق له أن ابدى انزعاجه خلال خوضه منفردًا أقسى حرب له مع العدو المشترك مما أُعتبر "تلكؤًا" إيرانيًا في مدّ "المقاومة الإسلامية" بما يوفّر لها من مقومات الصمود في وجه الآلة الإسرائيلية المتطورة تكنولوجيًا ما وفّر لها فرص استهداف قيادات الصف الأول. فانطلاقًا من هذه الوقائع المفترض أن تتبلور أكثر فأكثر كنتيجة حتمية للقراءة الموضوعية فإن ما يتوقّعه هؤلاء المطلعون يؤشّر إلى إمكانية إحداث نقلة نوعية في المحادثات، التي بدأت في القصر الجمهوري ، ولكن هذه التوقعات لا تعني بالضرورة أن يذهب بعض المتفائلين إلى ابعد من حدود ما يفرضه المنطق السليم.

إنهاء "اليونيفيل": مهمّة مستحيلة
إنهاء "اليونيفيل": مهمّة مستحيلة

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

إنهاء "اليونيفيل": مهمّة مستحيلة

يَجزم مطّلعون بأنّ زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس المرتقبة للبنان ستشمل في جزء منها ملفّ التجديد لقوّات الطوارئ الدولية 'اليونيفيل'، في ظلّ تزايد الضغوط الدولية على لبنان على مستوى تسليم السلاح والإصلاحات. حتّى الساعة، تتقاطع كلّ المعطيات عند حدّ التأكيد أنّ الاستغناء عن خدمات 'اليونيفيل'، بوصفه مطلباً إسرائيليّاً بالدرجة الأولى، ليس بالأمر السهل. في 28 آب الماضي، تاريخ التجديد لقوّات 'اليونيفيل'، وسط اشتداد 'الكباش' العسكري بين إسرائيل و'الحزب'، وقبل شهر واحد تماماً من اغتيال الأمين العامّ لـ'الحزب' السيّد حسن نصرالله، قال روبرت وود نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتّحدة: 'من الآن فصاعداً، نحتاج إلى التصدّي للطرق التي يعيق بها 'الحزب'، وجهات ضارّة أخرى، التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701، ويحدّون من قدرة 'اليونيفيل' على تنفيذ عملياتها بحرّيّة، ويهدّدون قوّات حفظ السلام'. 'مشروع التصدّي' لـ'الحزب' جنوباً، من خلال عمل 'اليونيفيل'، شكّل دوماً مطلباً إسرائيلياً-أميركياً، وجد مبرّرات إضافية له في تداعيات حرب الإسناد، و'تنكيل' إسرائيل بقرار وقف إطلاق النار، والتزام لبنان من جانب واحد بتنفيذه. والأهمّ، تصرّف العدوّ على أنّه صاحب مصلحة كبرى في جعل الجنوب السوري، وجنوب لبنان، منطقتين خاليتين تماماً من UNDOF وUNIFIL، كي يتمكّن من تنفيذ أجندة السيطرة والتوسّع على حدوده الشمالية والشرقية. برّي: مع 'اليونيفيل' في الآونة الأخيرة تزايدت الضغوط الأميركية – الإسرائيلية على لبنان، في ملفّ السلاح والإصلاحات والتلويح بإنهاء مهامّ 'اليونيفيل' أو تقليص عددها تحت حجّة تقليص النفقات. هذا 'اللوبي' الضاغط الذي يجد من يسوّق له في الداخل اللبناني، سياسيّاً وإعلاميّاً، و'يُحمّل' أورتاغوس 'عصا المحاسبة' على التقصير، من رئيس الجمهورية ونزولاً، ويُهدّد بحرب إسرائيلية وشيكة إذا لم يتمّ التزام الأجندة المطلوبة، تقابله غرفة عمليات أميركية – دولية تتعاطى بواقعية أكبر مع عناوين المرحلة، بعيداً عن صخب التهويل والتهديد، في ظلّ تباعد أميركي- إسرائيلي في شأن ملفّات إيران وغزّة وسوريا. قد تكون نهاية آب المقبل المعركة الأصعب للبنان منذ عام 2006 لفرض خيار الإبقاء على مهامّ 'اليونيفيل' في ظلّ موقف رسمي لبناني يتقدّمه حليف 'الحزب' الرئيس نبيه برّي الذي يُعلن تمسّكه بمهامّ قوّات حفظ السلام، ويستنكر الاحتكاكات التي حصلت أخيراً بين الأهالي في الجنوب وقوات 'اليونيفيل'، ويُصنّفها في سياق 'الأخطاء التي قد تستفيد منها الأطراف الساعية إلى إنهاء مهامّها أو تقليص عددها'. هذا مع العلم أنّ ملف التجديد لليونيفيل شكّل أحد عناوين اللقاء الذي جَمَع الرئيسين جوزف عون ونبيه بري أمس في القصر الجمهوري. تقليص العدد… قريباً تقول مصادر لبنانية بارزة، على اطّلاع على كواليس التحضير لـ'استحقاق آب': 'لكثير من الاعتبارات لن يكون ممكناً راهناً أخذ القرار بإنهاء مهام 'اليونيفيل' أو تقليص عددها بشكل كبير. ما سيحدث، وفق آخر المعطيات، هو تغيير طفيف في بعض النصوص الذي لن يكون له تأثير على أرض الواقع. فالتوجّه الأمميّ الجدّيّ، المدعوم أميركياً، هو منح الجيش المزيد من مساحة العمل لإنجاز دوره واستكمال انتشاره، بمؤازرة مستمرّة من 'اليونيفيل'. فأيّ تعديل محتمل لن يكون إلّا في سياق دعم القوى الشرعية، على رأسها الجيش، في ظلّ خطّ أحمر عريض، يسمعه كلّ الموفدين الدوليّين من رئيس الجمهورية، هو تجنّب الصدام العسكري أو فرض أيّ خيار بالقوّة'. لكن تحت عنوان 'تقليص النفقات' الذي تلتزمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكلّ برامج المساعدات والتمويل، ووصول 'حمّى' الـcut budget إلى مفوضيّة الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، التي أبلغت أخيراً الدولة اللبنانية توقّفها الكامل عن التغطية الاستشفائية للنازحين السوريين بدءاً من تشرين الثاني المقبل، ضمن سياق مسار الضغط نفسه، تؤكّد المعلومات أنّه بعد إنجازالتجديد لـ'اليونيفيل' في آب، بناءً على تعديلات محدودة، سينطلق عمل جدّي من داخل أروقة الأمم المتّحدة لدراسة الجدوى الاعتيادية سنويّاً، أو التحقيق inquiry، التي قد تفضي على الأرجح إلى تقليص أعداد جنود حفظ السلام. الفصل السّابع؟ هنا يسلّم كثيرون بأنّ عدد جنود 'اليونيفيل' ليس مُهمّاً، بل الدور والفعّاليّة. صحيح أنّ قراراً كهذا ستكون له تأثيرات مالية سلبية تبدأ من البقعة الجنوبية التي تستفيد بشكل كبير من الحركة الشرائية والاقتصادية للقوّات الدولية، لكنّ تقليص العدد سيعني مباشرة منح دور أكبر للجيش وتعزيزه. أمّا الحديث عن قوّة نخبة عسكرية دولية تُنفّذ بالقوّة القرار 1701، فيتنافى مع 'عصر النفقات'، ومع الرضى الدولي عن عمل الجيش جنوب الليطاني، وسيتمّ التصدّي له في مجلس الأمن. هذا مع العلم أنّه تمّ تداوله خلال زيارات أورتاغوس الأولى للبنان، ولم يأخذ منحى جدّيّاً. يقول معنيّون: 'أمّا هناك قوّات حفظ سلام أو فرض سلام؟ تحت الفصل السابع، بوجود الجيش يعني إلغاء دور الجيش، وليس هذا الهدف أميركيّاً ودوليّاً، بل العكس تماماً، وفق الآليّة التنفيذية للقرار 1701 التي تقول إنّ الجيش يجب أن يكون السلطة الوحيدة جنوباً'. كان لافتاً خلال مشاركة قائد قوّات 'اليونيفيل' أرولدو لازارو في الاحتفال بـ'اليوم الدولي لحفَظة السلام'، بحضور قائد قطاع جنوب الليطاني العميد نقولا تابت، قوله إنّ 'إحدى الخطوات المُهمّة في الأشهر الأخيرة كانت نشر المزيد من جنود الجيش اللبناني في الجنوب، ويجب الحفاظ على وجودهم، بصفتهم الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها، ولهذا لا بدّ للأفرقاء الدوليين من الاستمرار في تقديم المساعدات'. وقال لازارو إنّ 'الوضع على طول 'الخطّ الأزرق' لا يزال متوتّراً، وأيّ خطأ قد يؤدّي إلى عواقب وخيمة'، مشيراً إلى 'الانتهاكات الإسرائيلية المتكرّرة'. تتضافر حتّى الساعة كلّ المعطيات التي تجعل من تطيير 'اليونيفيل' في آب المقبلmission impossible. فتوجُّه الحكومة الذي سيُترجم بكتاب رسمي إلى مجلس الأمن هو التمسّك بتفويض 'اليونيفيل' من دون أيّ تعديل في المهامّ. ويعكس لازارو موقفاً دوليّاً شفّافاً يفيد بأنّ 'المانع لتحقيق الاستقرار هو الاحتلال الإسرائيلي المستمرّ، فيما الجيش يقوم بمهامّه وواجباته'. ومن جهتها ستقف فرنسا وروسيا والصين بوجه أيّ قرار يُشكّل انقلاباً على مهامّ 'اليونيفيل'، ويجعل الجنوب ساحة مستباحة لإسرائيل، فيما سيبرز الدور الفرنسي للتوصل إلى صيغة تسوية تحمل تأجيلاً عملياً، للقرار الحاسم في المستقبل بإنهاء خدمات 'اليونيفيل'. من جهة أخرى، تقول مصادر لبنانية رسمية لـ'أساس' إنّ 'التطوّرات الأخيرة تدخل في سياق الضغط على الجيش والسلطة والحكومة ورئيس الجمهورية من أجل التزام أجندة متشدّدة، ليست بالضرورة هي الانعكاس الحقيقي لمداولات الكواليس. هذا مع العلم أنّ العديد من الموفدين الدوليين فوجئوا بصلابة الموقف اللبناني تجاه هذه الضغوط، الذي ينطلق من واقع أنّ أيّ شيء إضافي مطلوب من لبنان مرتبط أوّلاً بانسحاب الجيش الإسرائيلي ووقف الاعتداءات وعودة الأسرى، وفي الوقت الذي يتمسّك فيه رئيس الجمهورية بأن يكون الحوار مع 'الحزب' مدخلاً حتميّاً لحسم مصير السلاح، وإن كان المعطى الإيراني – الأميركي له تأثيراته الحتميّة'. ملاك عقيل - اساس ميديا انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store