
ترمب يتحدث عن "تقدم" بشأن غزة و"حماس": تكثيف الاتصالات من أجل هدنة
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن "تقدم كبير" بشأن الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة، وقال ترمب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي "أعتقد أن تقدماً كبيراً يتحقّق في ما يتعلق بغزة وأعتقد أن السبب هو الهجوم الذي نفّذناه"، ملمحاً الى أن الضربات الأميركية على منشآت نووية في إيران قد تنعكس إيجاباً على الوضع في الشرق الأوسط. وعكس ترمب تفاؤلا بتوقعه "أنباء جيدة جداً" بشأن القطاع المدمّر جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 20 شهراً، ويواجه أزمة انسانية حادة.
اتصالات مكثفة
في المقابل، أكدت حركة "حماس" أن الاتصالات بشأن التوصل الى هدنة في القطاع تكثّف خلال الساعات الماضية، وقال القيادي في الحركة طاهر النونو "اتصالاتنا مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لم تتوقف وتكثفت في الساعات الأخيرة"، لكنه شدد على أن الحركة "لم تتلقَ أي مقترح جديد بشأن وقف النار حتى الآن".
ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على أي مباحثات جديدة، واكتفت بالقول إن "الجهود لاستعادة الرهائن الإسرائيليين في غزة مستمرة، سواء ميدانياً أو عبر المفاوضات".
قتلى المساعدات
ميدانياً أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 20 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي، بينهم ستة كانوا ينتظرون المساعدات في وسط القطاع المدمر، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء أن سبعة من عسكرييه قُتلوا في حادثة واحدة في جنوب قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية، إن ستة أشخاص في الأقل قُتلوا وأصيب 30 جراء استهداف القوات الإسرائيلية بالرصاص الحي وقذائف الدبابات لآلاف المواطنين من منتظري المساعدات، الذين تجمعوا فجر الأربعاء على طريق صلاح الدين قرب جسر وادي غزة بوسط القطاع.
وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول القتلى والمصابين إليها، وأوضح في بيان أن من بين المصابين "عدد من الحالات الخطرة والحرجة".
ورداً على استفسار لوكالة الصحافة الفرنسية، لم يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور.
وتعد حادثة الأربعاء امتداداً لسلسلة من الحوادث المميتة اليومية في محيط مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، حيث قُتل مئات الفلسطينيين من منتظري المساعدات خلال الأيام الماضية، إذ يتجمعون قرب هذه المراكز وهم يحاولون للحصول على بعض المواد الغذائية.
ويواجه قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، أوضاعاً إنسانية قاسية، في ظل تفشي المجاعة بعدما منعت إسرائيل كل الإمدادات الغذائية والدوائية من مارس (آذار) الماضي، لكن الجيش الإسرائيلي سمح منذ أسابيع بإدخال كميات محدودة من المساعدات.
من جهة ثانية، قال بصل إن طواقمه ومسعفين نقلوا إلى مستشفى محلي "6 قتلى بينهم طفلة و20 مصاباً حال بعضهم خطرة جراء استهداف غارة جوية منزلاً في مخيم النصيرات".
وأوضح أنه نقل أيضاً 3 قتلى وعدد من المصابين في غارة إسرائيلية على منزل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
كما قتل 5 أشخاص وأصيب عدد آخر في غارة جوية إسرائيلية فجر الأربعاء، استهدفت منزلاً في دير البلح وسط قطاع غزة، وفق بصل الذي أشار إلى أن القتلى والمصابين نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وغالباً ما تمنع القيود الإسرائيلية المفروضة على وسائل الإعلام وخطورة التنقل في القطاع، التحقق بشكل مستقل من الأعداد والتفاصيل التي يقدمها الدفاع المدني.
وبحسب أحدث حصيلة صادرة الثلاثاء، عن وزارة الصحة في غزة التابعة لـ"حماس"، قُتل ما لا يقل عن 516 شخصاً وأصيب نحو 3800 آخرين بنيران إسرائيلية أثناء سعيهم للحصول على مساعدات غذائية منذ أواخر مايو (أيار).
مقتل 7 جنود إسرائيليين
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء أن سبعة من عسكرييه قُتلوا في حادثة واحدة في جنوب قطاع غزة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العسكريين السبعة كانوا في مدينة خان يونس عندما انفجرت عبوة ناسفة زُرعت في مركبتهم، مما أدى إلى اندلاع النيران فيها.
وقال الجيش في بيان إن العسكريين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و21 عاماً ينتمون إلى كتيبة الهندسة القتالية 605 المسؤولة خصوصاً عن تدمير الأنفاق والبنى التحتية العسكرية الأخرى لحركة "حماس" في القطاع الفلسطيني، وإزالة الألغام، وفتح الطرق للمشاة والمركبات المدرعة أثناء القتال. وأضاف الجيش في بيان أن جندياً آخر أصيب بجروح بالغة، أمس الثلاثاء، في حادثة منفصلة بجنوب القطاع. وبذلك يكون قد قُتل أكثر من 430 عسكرياً إسرائيلياً منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
تمويل أميركي
من جهة أخرى، ستقدم الولايات المتحدة 30 مليون دولار لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل التي تقدم مساعدات في القطاع الذي مزقته الحرب، وذلك على رغم من قلق بعض المسؤولين الأميركيين من العملية المستمرة منذ شهر ومقتل فلسطينيين قرب مواقع توزيع الغذاء، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" عن أربعة مصادر ووثيقة اطلعت عليها.
وتدعم واشنطن منذ فترة طويلة "مؤسسة غزة الإنسانية" دبلوماسياً، لكن هذا هو أول إسهام مالي معروف من الحكومة الأميركية التي تستفيد من شركات عسكرية ولوجيستية أميركية خاصة لنقل المساعدات إلى القطاع الفلسطيني لتوزيعها في ما تسمى بالمواقع الآمنة.
وأظهرت الوثيقة أن منحة الوكالة الأميركية للتنمية البالغة 30 مليون دولار لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" أُقرت الجمعة الماضي، بموجب "توجيه ذي أولوية" من البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وأظهرت الوثيقة صرف دفعة أولية قدرها 7 ملايين دولار.
وقال مصدران طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن الولايات المتحدة قد توافق على منح شهرية إضافية قيمتها 30 مليون دولار للمؤسسة.
وأحال البيت الأبيض الأسئلة المتعلقة بالموضوع إلى وزارة الخارجية. ولم ترد وزارة الخارجية على طلب للتعليق بعد. وأحجمت المؤسسة عن التعليق على التمويل الأميركي أو على مخاوف بعض المسؤولين الأميركيين بشأن العملية.
ولم ترد السفارة الإسرائيلية بعد على طلب للتعليق على المنحة الأميركية البالغة 30 مليون دولار.
وأضافت المصادر أن وزارة الخارجية، بموافقتها على التمويل الأميركي لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، أعفت المؤسسة التي لم تعلن عن مواردها المالية من التدقيق الذي يُطلب عادة من المنظمات التي تتلقى منحاً من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لأول مرة.
وقال مصدر، وهو مسؤول أميركي كبير سابق، إن مثل هذا التدقيق "يستغرق عادة أسابيع طويلة، إن لم يكن عدة أشهر". وقالت المصادر، إن المؤسسة استثنيت أيضاً من التدقيق الإضافي المطلوب للمنظمات التي تقدم المساعدات إلى غزة للتأكد من عدم وجود أي صلات لها بالتطرف.
وتعمل "مؤسسة غزة الإنسانية" في القطاع مع شركة لوجيستية هادفة للربح تدعى "سيف ريتش سوليوشنز" يرأسها ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وشركة خدمات أمنية تابعة لها تدعى "يو جي سوليوشنز"، التي توظف جنوداً أميركيين سابقين.
عارض مسؤولون أميركيون منح أي أموال للمؤسسة بسبب مخاوف بشأن العنف بالقرب من مواقع توزيع المساعدات (أ ب)
مخاوف بشأن العنف
ذكرت "رويترز" هذا الشهر أن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس دونالد ترمب منح 500 مليون دولار لـ"مؤسسة غزة الإنسانية". وأفادت مصادر بأن الأموال ستأتي من الوكالة الأميركية للتنمية التي يجري دمجها مع وزارة الخارجية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً للمصادر الأربعة، عارض مسؤولون أميركيون منح أي أموال للمؤسسة بسبب مخاوف بشأن العنف بالقرب من مواقع توزيع المساعدات وقلة خبرة المؤسسة وضلوع شركات لوجيستية وعسكرية أميركية خاصة وهادفة للربح.
ومنذ أن أنهت إسرائيل حصاراً على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة استمر 11 أسبوعاً في 19 مايو، مما سمح باستئناف وصول شحنات محدودة من الأمم المتحدة، تقول المنظمة الدولية إن أكثر من 400 فلسطيني قتلوا وهم يسعون للحصول على مساعدات من المنظمة و"مؤسسة غزة الإنسانية".
وقال جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأحد الماضي، "معظم الضحايا قُتلوا بالرصاص أو القصف في أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع الأميركية الإسرائيلية المقامة عمداً في مناطق عسكرية".
وأضاف، "قتل آخرون عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على حشود فلسطينية تنتظر الطعام على الطرق... وقتل أو جرح بعض الأشخاص على يد عصابات مسلحة".
ورداً على ذلك، قالت "مؤسسة غزة الإنسانية"، أمس الثلاثاء، إنها وزعت حتى الآن 40 مليون وجبة في غزة، وذلك بينما تواجه الأمم المتحدة ومنظمات أخرى صعوبة في توزيع المساعدات بسبب نهب شاحناتها ومستودعاتها.
وأكد متحدث باسم المؤسسة عدم تعرض أي من شاحناتها للنهب. وقال "مساعداتنا تصل بأمان. وبدلاً من المشاحنات وتبادل الإهانات من بعيد، نرحب بانضمام الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى إلينا لإطعام سكان غزة. نحن مستعدون للتعاون معهم ومساعدتهم في إيصال مساعداتهم إلى المحتاجين".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري أوقفت المؤسسة عمليات تسليم المساعدات ليوم واحد، مطالبة إسرائيل بتعزيز سلامة المدنيين بالقرب من مواقع توزيعها بعد مقتل العشرات من الفلسطينيين الراغبين في تلقي المساعدات. وأكدت المؤسسة عدم وقوع أي حوادث جديدة في مواقعها.
وتواجه الأمم المتحدة صعوبة في توزيع المساعدات في غزة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية والقيود التي تفرضها إسرائيل على الوصول إلى غزة وفي جميع أنحائها وأعمال النهب التي تقوم بها العصابات المسلحة. وأكدت الأمم المتحدة أنه عندما يعلم الناس بوجود تدفق مستمر للمساعدات، تهدأ أعمال النهب.
دفن إسرائيلي قتل في هجوم 7 أكتوبر
شارك مئات الإسرائيليين، يتقدمهم الرئيس إسحق هرتسوغ، في تل أبيب، أمس الثلاثاء، في جنازة شاب قتل في الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 واحتجز جثمانه في قطاع غزة إلى أن أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين الماضي، استعادته مع رفات رهينتين أخريين.
وخلال جنازة يوناتان سامرانو الذي قتل عن 21 سنة، خاطبته والدته آيليت بالقول "جثتك هنا لكن روحك معنا إلى الأبد".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الإثنين، أنه استعاد رفات ثلاث من الرهائن الذين قُتلوا قبل 625 يوماً على أيدي حركة "حماس" التي اختطفت جثامينهم واحتجزتها في قطاع غزة.
وخلال الجنازة، قدم الرئيس هرتسوغ اعتذاره للراحل بسبب "عدم تمكننا من حمايتك أو إعادتك في وقت أبكر".
وغطي النعش بالعلم الإسرائيلي وسار خلفه أصدقاء يوناتان وأفراد عائلته. وشارك في الجنازة كثير من أقارب الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة وكذلك رهائن محررون.
وجرت الجنازة بعيد ساعات من بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وأكد الرئيس الإسرائيلي في كلمته أنه لن يكون هناك "انتصار كامل ما لم يعد جميع الرهائن، الأحياء منهم والأموات".
ومن أصل 251 شخصاً خطفوا في السابع من أكتوبر 2023، لا يزال 49 محتجزين في قطاع غزة بينهم 27 تقول السلطات الإسرائيلية إنهم فارقوا الحياة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
«الناتو» يتجه لإقرار أكبر زيادة في الإنفاق الدفاعي
ويهدف الاجتماع الذي ينعقد على مدى يومين إلى إرسال إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن حلف الأطلسي متحد وعازم على تعزيز دفاعاته وردع أي هجوم من موسكو رغم انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترمب السابقة للحلف العسكري. وقال زيلينسكي في فعالية لقطاع الدفاع على هامش القمة «روسيا تعتزم شن عمليات عسكرية جديدة على أراضي حلف شمال الأطلسي، أي دولكم». وجاءت هذه التعليقات بعد ساعات من مقتل 11 شخصا على الأقل في جنوب شرق أوكرانيا بصواريخ روسية. وأضاف «لا شك أننا يجب أن نوقف بوتين الآن ولا سيما في أوكرانيا. لكن علينا أن ندرك أن أهدافه تتجاوز أوكرانيا. على الدول الأوروبية زيادة إنفاقها الدفاعي». هذا وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أنّ المملكة المتّحدة ستعيد العمل في إطار حلف شمال الأطلسي، بالردع النووي المحمول جوّا جنبا إلى جنب مع قدراتها النووية الحالية المقتصرة على الغواصات، من خلال شرائها 12 مقاتلة من طراز إف-35 قادرة على إطلاق صواريخ مزوّدة رؤوسا نووية. وقال داونينغ ستريت في بيان إنّ رئيس الوزراء كير ستارمر سيعلن خلال القمة قرار بلاده شراء هذه المقاتلات، في «أكبر تعزيز للوضع النووي للمملكة المتحّدة منذ جيل» ما سيمكّنها من زيادة مشاركتها في مهمة الردع الأطلسي. ونقل البيان عن ستارمر قوله إنّ «مقاتلات إف-35 ذات الاستخدام المزدوج هذه ستطلق عصرا جديدا لقواتنا الجوية الملكية الرائدة عالميا وتردع تهديدات عدائية تطال المملكة المتحدة وحلفاءنا». كما نقل البيان عن الأمين العام للناتو مارك روته ترحيبه بالإعلان، واصفا إياه بأنه «مساهمة بريطانية قوية جديدة في حلف شمال الأطلسي».


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
ما بعد هدنة ترمب!
بطريقته المعهودة، رسم الرئيس الأميركي دونالد ترمب صورة درامية للضربة الأميركية على إيران، وقال إنها أنهت الحرب، منتقداً كل من حاول التقليل من أثرها، وبشكل خاص بعض الإعلام الأميركي الذي ذكر أن الضربة أعادت البرنامج النووي الإيراني شهوراً للوراء وليس سنوات. ترمب ليس من النوع الذي يقبل بأي توصيفات أقل من الإبهار، لذلك لم يكتفِ بهجومه على الصحافيين الذين ألمحوا إلى أن تأثير الغارة لم يكن بالقدر الذي صورت به، وعاد إلى الموضوع في قمة (الناتو) أمس مستخدماً مقاربة مع ضربتي هيروشيما وناغازاكي إبان الحرب العالمية الثانية، قائلاً إنهما مثلما أنهتا تلك الحرب، فإن الضربة على إيران أنهت هذه الحرب. في إطار ترتيبات ما بعد الضربة الأميركية والرد الإيراني الرمزي، ضغط ترمب لوقف سريع لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل من دون الكثير من التفاصيل حول شروطه وآلياته، ومن دون أن يكون هناك اتفاق مكتوب وموقع عليه. في كل الأحوال رمى ترمب بكل ثقله وراء وقف النار ولن يقبل بانهياره لأنه يريد أن يخرج منتصراً من تدخله العسكري، ولأنه يريد أن يحتوي الخلافات الداخلية التي برزت في معسكر مؤيديه الذين عارض بعضهم جره أميركا للتدخل خدمة لإسرائيل، وذكّروه بأن ذلك يخرق تعهداته الانتخابية بأنه يريد أن يكون «رئيس السلام» ولن يقود أميركا إلى حروب بلا نهاية. لذلك بدا الرئيس الأميركي غاضباً عندما سأله الصحافيون عن خرق وقف النار في لحظاته الأولى، فدعا إسرائيل علناً إلى أن تستدعي طائراتها من الجو عندما كانت في طريقها لشن غارة على إيران. كشفت تلك اللحظات عن أن نتنياهو ربما كانت لديه تحفظات على الوقف السريع لإطلاق النار وأراد تفجيره، لكن رسائل واشنطن الغاضبة أوقفته. ترمب يريد أن يقول للعالم إن استراتيجية «الرجل القوي» التي مارسها، نجحت، أولاً في توجيه ضربة قوية للبرنامج النووي الإيراني؛ وثانياً في تحقيق وقف النار و«إنهاء» الحرب؛ وثالثاً، وهي المرحلة التالية، في إعادة إيران إلى طاولة التفاوض وهي في موقف أضعف. هذه الحرب فيها الكثير من الخبايا والمناورات والتفاهمات التي بدا بعضها يتكشف. فمن مجريات الأمور وضح أن ترمب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة إيران في 13 يونيو (حزيران)، وساعدها بممارسة التمويه والخداع مع إيران. وفي اليوم العاشر من الحرب جاء التدخل الأميركي بعملية «مطرقة منتصف الليل»، ثم الرد الإيراني «الرمزي» والمنسق الذي استهدف أهم القواعد الأميركية في المنطقة من دون أن يحدث أضراراً تذكر. وضمن سريالية المشهد شكر ترمب إيران لأنها أبلغتهم قبل وقت كافٍ سمح بإخلاء المواقع، ووضع الدفاعات في حال استعداد لإسقاط كل الصواريخ. هذا الإنذار المسبق لم يكن الوحيد، إذ سبقه إنذار آخر وفقاً لتقارير ذكرت أن أميركا أبلغت إيران مسبقاً بالضربة التي شنتها عليها، ما أتاح لها نقل معدات وكميات من اليورانيوم من موقع فوردو إلى أماكن أخرى. أما بالنسبة لموضوع تغيير النظام فلم يكن سوى ورقة ضغط، إذ إن ترمب بدأ يقول الآن إنه سيعني حدوث فوضى ولا أحد يريد ذلك. مع وقف النار يستطيع كل طرف أن يقول إنه خرج منتصراً رغم أي ثمن تحمله. ترمب سيقول إن استراتيجيته انتصرت، وسيعزز صورة «الرجل القوي» التي يحبها. وسيقول أيضاً إنه الرئيس الذي يحقق السلام لأنه أوقف هذه الحرب وأنقذ المنطقة، كما أوقف قبلها المواجهة العسكرية بين باكستان والهند، ما يجعله مستحقاً لنوبل للسلام، وفق ما يأمل. نتنياهو سيقول إنه حقق أهدافه و«دمر» قدرات إيران النووية وأعادها إلى الوراء سنوات، وحد من قدرات إيران الصاروخية باستنزاف كميات منها وتدمير مراكز تصنيع، كما اغتال عدداً من علماء إيران النوويين وقتل قادة عسكريين ومسؤولين ودمر مراكز عسكرية. إيران من جانبها تستطيع أن تقول إنها رغم ما خسرته، فإنها صمدت وأثبتت قدرتها على الرد وكبدت إسرائيل خسائر مادية واقتصادية وبشرية واستراتيجية كبيرة على رأسها مبدأ الردع. كما جربت أسلحتها في أرض معركة حقيقية، ومنها صواريخ جديدة ومسيّرات، ونجحت في تجاوز منظومات الدفاع الإسرائيلية مرات عدة. منطقتنا هي الخاسر من الحروب التي تدار فوق رؤوسها وعلى حساب استقرارها، وفي وسط كل هذا تم نسيان معاناة غزة غير المسبوقة، كما نسيت حرب السودان وغيرها. ماذا بعد؟ التوصل للهدنة ربما كان الجزء الأسهل. الجزء الأصعب الآن هو المفاوضات لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني. فترمب سيطلب السقف الأعلى، وإيران سترفض، ما يعني أن الهدنة الحالية قد تكون مجرد مهلة قبل اندلاع حرب أكبر، أو يتم التوصل إلى اتفاق على أرضية وسطى بين مطلب واشنطن بعدم استئناف التخصيب، وموقف طهران بالتمسك بحق التخصيب ولو بنسبة 3 في المائة. ستعود المقايضات بعد أن رسم كل طرف «حدوده» ومعالم «انتصاراته» وفق رؤيته في حرب الموازنات والمفاجآت والتفاهمات... لإعادة ترتيب المنطقة.


الوئام
منذ 3 ساعات
- الوئام
ترمب يلمّح لتخفيف القيود على بيع النفط الإيراني لدعم إعادة الإعمار
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لم تتخلّ عن سياسة 'الضغط الأقصى' تجاه إيران، بما في ذلك القيود المفروضة على صادراتها النفطية، لكنه أشار إلى احتمال تخفيف تطبيق العقوبات لدعم جهود إعادة إعمار البلاد. وأوضح ترمب، خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في هولندا: 'هم بحاجة إلى المال لإعادة بناء بلدهم… ونحن نريد أن نراهم ينجحون في ذلك'، وذلك ردًا على سؤال بشأن ما إذا كانت واشنطن تخفف القيود على صادرات النفط الإيراني. وكان ترمب قد صرّح في وقت سابق أن الصين يمكنها الاستمرار في شراء النفط الإيراني بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، إلا أن البيت الأبيض سارع إلى توضيح أن تصريحاته لا تعني تخفيفًا رسميًا للعقوبات الأميركية المفروضة. وتُعد الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني، وكانت قد عارضت مرارًا العقوبات التي فرضتها واشنطن على صادرات طهران. وقد شملت هذه العقوبات العديد من المصافي المستقلة الصينية المعروفة بـ'مصافى إبريق الشاي'، بالإضافة إلى مشغلي الموانئ المشاركين في استيراد النفط الإيراني. ومن جانبه، أوضح ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب للشرق الأوسط، في تصريحات لشبكة CNBC أن تصريحات الرئيس بشأن الصين كانت 'إشارة إيجابية لبكين، تُظهر رغبتنا في التعاون وعدم الإضرار باقتصادها'، وأضاف: 'نأمل أن تصل هذه الرسالة أيضًا إلى الإيرانيين'.