ترامب رفع الراية البيضاء
فمهما حاول المجرم ترامب إخفاءَ الهزيمة والفشل في اليمن ، لكن رائحتها فاحت للجميع؛ فإجبارُ أمريكا على الرضوخ لليمن وترك القوات المسلحة اليمنية تستفردُ بالكيان الصهيوني، يعبِّرُ عن نصر كبير وهزيمة لأمريكا أسفر عن شقّ التخادُم الأمريكي الإسرائيلي.. أمريكا هي من سعت للهروب من المواجهة المكلفة مع اليمن ، بعد أن وجدت نفسها في مرمى صواريخ ومسيرات مرعبة غير تقليدية، وفشل ذريع أربك حضورها البحري وأضعف قدرة الردع الأمريكية من المواصلة ودفع فاتورة أكبر؛ لذلك أضطر المهزوم ترامب للتفاوض مع صنعاء عبر الوساطة العُمانية التي أعلنت التوصلَ إلى اتّفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والجمهورية اليمنية ، الذي جاء بعد اختراق الصاروخ الفرط صوتي لأربع منظومات في الكيان المحتل بدءً من منظومة ثاد الأمريكية ثم مقلاع داؤود وحيتس والقبة الحديدية التي أخرجت عن نطاق الخدمة، فهذا الصاروخ المعجزة استطاع أن يوجه ضربة قاضية لقوات الردع الأمريكية والإسرائيلية في عمق العدو داخل مطار اللد ما يسمى لدى العدو بمطار بن غوريون؛ لهذا جاء الرضوخ بشكل متسارع ومخزي، والأهم من هذا أنه تضمن اعتراف رسمي أمام العالم بالدولة اليمنية في صنعاء وشرعيتها، فأمريكا لا تجلس وتفاوض إلا الأقوياء، وهذا بحد ذاته انتصار ساحق.. كثر الكلام واللغط والتساؤلات بعد إعلان رضوخ أمريكا لليمن، فالكل لم يُصدق هذا الإعلان؛ لأن ترامب حاول اظهار أن صنعاء هي من طلبت الاستسلام، مع أن المعطيات في الميدان تؤكد فشلهم وانهزامهم مهما حاول المجرم ترامب تزييف الحدث، الواقع يشهد بفشل أمريكا الذريع والمخزي أمام القوات المسلحة، وأنهم من هرولوا للاستسلام، فالخاسر المستسلم هو الذي جاء بكل أنواع الأسلحة والطائرات وقال بالحرف الواحد:"لن نتوقف حتى نقضي على الحوثيين" ولم يحقق أي شيء يُذكر، وهو الذي خسر أكثر من 3 مليار دولار في شهر واحد وثلاث طائرات F18، وأكثر من 20 طائرةMQ-9 ، إذًا فالمستسلم الوحيد والفاشل هو الامريكي وعملائه.
ترامب هو من رفع راية الاستسلام والفشل؛ لأن جل همه هو المال واقتصاد بلاده وأن يأمن في زيارته لقطر والسعودية والإمارات، خاصة بعد أن وجه له الرئيس المشير الركن مهدي المشاط رسالة ضمنية بأن زيارته لن تمر بسلام، هذا ما جعله يتخلى عن العدوَّ الصهيوني بلا أية حماية، وبهذا تمكن اليمن من خلق شرخ بين أمريكا وكيان العدو الذي علق على تصريحات ترامب وأكد أنها مفاجئة للغاية وأن إسرائيل تُركت وحدها، وهذا ما أكده مراسل القناة 12 الإسرائيلية "ألموغ بوكير" الذي علق على تصريح ترامب بالقول: "سوف يتعين علينا أن ندافع عن أنفسنا لوحدنا بعد أمريكا تخلت عنا"، هذا التصريح جاء ليؤكد حالة الاحباط المتزايد داخل الأوساط الصهيونية من تراجع الالتزام الأميركي بالدفاع عن كيان الاحتلال ميدانيًا، خاصة في ظل تزايد الضربات القادمة من صنعاء ، والتي طالت العمق الصهيوني في يافا المحتلة"تل أبيب" وحيفا وعسقلان وفرض الحصار الجوي على مطار اللد "بن غوريون"، التي فضحت أمريكا أمام العالم أنها مجرد قشة كما قال الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي- رضوان الله عليه .
خلاصة القول: لن نتخلى عن نصرة غزة بإذن الله، فنحن معهم على نفس الطريق صمدنا لأكثر من عشر سنوات ضد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا ولم نتراجع، واليوم لن نتراجع أبداً عن موقفنا الثابت الديني والإنساني في دعم ومساندة غزة مهما بلغت التحديات والظروف، فإيماننا بالله عز وجل والتفافنا وتولينا للسيد القائد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله- هو عز قوتنا، ولن يجدنا العدو الأمريكي والصهيوني إلا حيث يكره، سنظل صامدين وثابتين كالجبال الرواسي، فقد حان الوقت لأن يدفع الأعداء ثمن حربهم الهمجية معنا وحان زوال الكيان المؤقت من أراضينا المحتلة ، ولن يمر كل هذا العبث دون عقاب وردع، ليدركوا أن اليمن الجبار لن ينكسر أو ينحني ولن يتوقف حتى تحقيق النصر لأهلنا في غزة ، فإما أن ننتصر معهم أو نهلك معهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يمني برس
منذ ساعة واحدة
- يمني برس
أمريكا في مواجهة ' التنين' الصيني
يمني برس – بقلم – طه العامري ذات يوم من أيام ' أمريكا والبيت الأبيض' التقى الرئيس الأمريكي ' بوش _الابن' بالرئيس الأمريكي الأسبق 'جيمي كارتر' الذي كان قد افتتح مركز ' كارتر للدراسات'، اللقاء كان بناء على طلب من ' بوش' الذي كان يبحث عن إجابة على سؤال يعتمل في تفكيره، ونصحه ثعلب السياسة الأمريكية خلال الحرب الباردة' هنري كيسنجر' بأن يلتقي بـ 'كارتر 'ويسأله عما يشغله ويشغل الدولة العميقة في أمريكا ومراكز أبحاثها..! في إحدى شرفات البيت الأبيض والتي تفصل بين قاعتي ' لينكولن' و'إيزنهاور' وتطل على حديقة البيت الأبيض.. كانت الشرفة قد خصصت لاستراحة الرئيس وكبار مستشاري الأمن القومي، حين يكون الرئيس منهمكاً بقضية ما مرتبطة بالأمن القومي الأمريكي..! في تلك الشرفة قابل الرئيس 'بوش' الرئيس الأسبق ' كارتر' وأحد أكثر رؤساء أمريكا ثقافة ومعرفة وخبرة وقدرة على استشراف آفاق التحولات الجيوسياسية.. قبل أن ' يرتشف كارتر' رشفة من كأس ' القهوة – إسبرستو' الذي وضع أمامه، كان الرئيس ' بوش' يوجه سؤالاً أرهق تفكيره، وأربك مستشاريه في مكتب الأمن القومي، فيما مراكز الدراسات ما انفكت في تفسيره دون أن تصل إلى جوهر الإجابة عنه..! كان سؤال 'بوش' لرئيسه الأسبق : لماذا تتقدم' الصين ' بهذه الطريقة الدرامية المضطردة، فيما نحن نقف على 'خط الدفاع'؟! رد ' كارتر' على سؤال رئيسه، بسؤال آخر، قائلاً : سيدي الرئيس إذا عرفت الإجابة، هل بمقدورك ' إعادة' النظر باستراتيجية البلاد الخارجية؟ الرئيس 'بوش' إن كانت هذه ' الإعادة' تخدم أمننا القومي فلم لا..! 'كارتر' سيدي الرئيس : خلال العقود الماضية أنفقت أمريكا أكثر من' ستة وثلاثين ألف مليار' على حروبها الخارجية، فيما ' الصين' منهمكة في تنمية قدراتها وهذا ما انعكس على وضعها اليوم.. لم تنشغل 'الصين' بما انشغلنا فيه، لم تحارب دولاً، ولم تساهم في الانقلابات، ولم تشارك في إسقاط أنظمة، ولم تتدخل بشؤون دول وأنظمة العالم، لا بواسطة الحكومة وأجهزتها، ولا عبر شركاتها ورجال أعمالها، كما هو الحال مع أمريكا.. يقول المفكر والفيلسوف الأمريكي الذي رحل عن الدنيا العام الماضي 'نعوم تشومسكي' : إن لقاء 'بوش' – ' كارتر ' الذي كان مخصصاً له ' 20 دقيقة' من وقت الرئيس، امتد ' لثلاث ساعات ونصف' قدم خلال هذا الوقت 'كارتر' إحصائيات دقيقة وموثقة عن حالة الاقتصاد الأمريكي، وما أنفقته أمريكا في الصراعات والحروب الخارجية، وما قدمته لأطراف هذه الصراعات، كما قدم احتياجات أمريكا الداخلية المتعلقة بتحديث البنية التحتية للمرافق الخدمية فيها، التي تبدأ من تجديد وتحديث شبكة الهاتف الثابت، وتجديد وتحديد شبكات خطوط الكهرباء، وتجديد وتحديث الطرقات، وشبكات السكك الحديدية، والموانئ والمطارات، والمرافق والمباني الخدمية الاتحادية والفيدرالية، وقدرة احتياجات أمريكا لتحقيق كل هذا خلال عشرة أعوام، تبدأ من لحظة لقاء ' بوش _كارتر ' بقرابة' عشرة تريليونات دولار '.. لم تؤخذ نصائح' كارتر ' فبعث بعدها بعام برسالة مطولة للرئيس' بوش ' جدد فيها رؤيته محذراً من' شيخوخة 'شاملة تواجه أمريكا، وترهل حضاري، لا ينطبق عليه علم' الشد ' ولن تنفع معها كل أدوات ومستحضرات التجميل . غادر' بوش 'البيت الأبيض، وجاء آخر، وآخر بعده، ورحل عن الدنيا ' كارتر 'و' كيسنجر' وحتى 'نعوم تشومسكي'..! جاء ' ترمب' فكانت فترة رئاسته الأول منسجمة مع أغنية عربية تقول 'الحب الأول تجربة'..! خلفه 'بايدن 'فكانت أزمة ' الكابيتول' المؤشر الأول لبدء ' ترهل' امبراطورية الليبرالية و' عاصمة العالم الحر'..! ' بايدن' 'الصهيوني ' والقائل' لو لم توجد الصهيونية لأوجدانها' اعتمر' القلنسوة'، وذهب لمنازلة ' التنين' و'الدب الروسي' وجعل' من ' زيلينسكي' الدمية والبطل ' في مسرحية درامية تجسد درامية 'عقدة أوديب' أبطالها يرجون التوبة ولكنهم يفصلون العقاب كلاً كما يرغب أن يكون عقابه..! من أفغانستان والعراق إلى' غزة ' التي دقت آخر مسمار في كرسي عرش' بايدن' فرحل مدثراً' بعار غزة ' وفضيحة أوكرانيا..! عاد ' ترمب ' ولكنها عودة مختلفة، عودة مجبولة بنشوة الانتصار، ورغبة الانتقام، ولكن وفق جدلية ' الربح والخسارة'.. لكنه تاجر والسياسة بنظره تجارة ' ولأنه كذلك أدرك أزمة بلاده ، التي تقف، في مواجهة' التنين الصيني '، مواجهة تبدأ من' شريحة الهاتف ' إلى' تقنية الفضاء 'وبينهما آلاف القضايا المعقدة بأبعادها الاقتصادية والتجارية، والعسكرية، والسياسية، والعلمية، والمعرفية، وعليها تخوض الدولتان معركة تنافسية، ظاهرها تجاري واقتصادي، لكن أبعادها الجيوسياسية حافلة بالأخطار والمخاطر..! بين ' توحش أمريكا الترامبية ' وسعيها لفرض أمر واقع في الشرق الأوسط، وأوروبا، وعلى تخوم جغرافية روسيا وأوكرانيا.. يبدو ' التنين الصيني' أكثر هدوءاً وسكينة، يتعامل مع كل الظواهر المحيطة به بأعصاب فولاذية، رغم إدراكه أنه المستهدف من كل هذا التوحش، إلا أن ثقافة 'اليوجا ' وحكم' كونفيشوس ' منحت هذا 'التنين' مناعة وحصانة، مكنته من المضيء ببط، ولكن بثبات، بحكمة، ولكن دون تمكين الخصم من إعاقة حركته..! من 'أفغانستان' غادرت أمريكا، لم تترك ' كيس دقيق، ولا أرز، ولا زيت'، ولكنها تركت فيها ' أسلحة بالمليارات' ومن أحدثها، وكأن أملها، أن تكون تلك' الأسلحة' وقوداً لـ(حركة طالبان)، كي تشق طريقها ومجاهديها، عبر النفق الحدودي، الرابط بين أفغانستان وبين أكبر 'الأقاليم الإسلامية الصينية ' لكن ' طالبان' 2020م تختلف عن تلك التي كانت وحاول العالم 'شيطنتها'، فعملت على تطبيع علاقتها بجيرانها من 'بكين' إلى 'موسكو'..! تركت 'الصين' خصمها اللدود يذهب بطريق العربدة دون اعتراض، وكثيراً ما كانت تفسح له الطريق..! سقطت 'دمشق 'حليفة' بكين ' فرد' التنين ' الفاكهة اليانعة إن سقطت من شجرتها دعها فلم تعد صالحة '..! فزادت بالمقابل توغلاً وارتباطا بـ' دول الخليج ' و' أفريقيا' و' دول آسيان '..! 'تايوان 'ومضيقها وبحر الصين، نطاقات محسومة الانتماء.. تدرك واشنطن هذه الحقيقة.. فكانت ' التعريفة الجمركية ' أداة مبتكرة من أدوات الصراع، لكنها زادت من برودة أعصاب' التنين '..! وفتحت له آفاقاً لطريق لم يكن يتوقع سهولة اجتيازها، فدفعت' تعريفة ترمب ' أوروبا ' للاحتماء بـ' سور الصين العظيم '..! ' تتلذذ بكين ' بـ' جموح حصان الكابوي' وتدفعه بصمتها نحو مزيد من 'الحماقات' وتريده يسقط ذاتيا دون أن يضطرها' لإطلاق رصاصة الرحمة' على الطريقة الأمريكية، بل تريده يسقط على طريقة' كونفيشوس ' ووفق حكمة ' الحصان الجامح يقتل نفسه وصاحبه '..! تبقى' غزة ' بما يجري فيها بنظر' بكين ' بمثابة' مقبرة ' للقيم الأمريكية..!! غير ' إننا كعرب ومسلمين ' وفي سياق هذا الصراع الجيوسياسي، والتنافس القطبي، من يدفع تكاليف الصراع دماً، ودموعاً، و أموالاً، وآهات، وحسرات، وقهر، على مكانة تندثر، وقيم مكتسبة تنهار تحت'حوافر خيول المتنافسين '..!


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
شخصية ترامب من منظور علم النفس السياسى (1-4)
كتب كثيرون أن الرئيس دونالد ترامب يعد ظاهرة فريدة فى عالم السياسة، وأثار سلوكه غير المألوف والمفاجئ فى كثير من الأحيان اهتمام الباحثين، وخصوصا فى مجال علم النفس السياسي، وسعوا لتفسير هذه السلوكيات فى ضوء سماته الشخصية،وتكوينه النفسي،والعوامل التى أثرت عليه. وظهر عديد من الكتب والبحوث العلمية فى المجلات المتخصصة حول السمات الشخصية لترامب، بناء على سلوكه ومواقفه وكيفية تعامله مع الآخرين. يتفق الباحثون على أن السمة الرئيسية لشخصية ترامب هى « النرجسية»، وهو مفهوم مُتفق عليه فى علم النفس يشير إلى حب الذات المفرط، والثقة بالقدرة على الإنجاز وحل المشاكل المستعصية، والشعور بالتفرد والاستثنائية، وأحيانا بالعظمة التى تستحق الاهتمام الدائم من جانب الآخرين. لذلك، فإن الأشخاص ذوى النزعة النرجسية يسعون إلى جذب أنظار الآخرين لهم والاستماع إلى مديحهم وإطرائهم. فى ضوء ذلك، يمكن تفسير كثرة حديث ترامب عن إنجازاته وشخصه، حتى أنه -وقبل أن يصبح رئيسا-حرص على وضع اسمه على كل ممتلكاته من ناطحات السحاب وشركات وكازينوهات. وتشير إحدى الدراسات إلى أنه فى الكلمة التى ألقاها فى حفل تأبين والده عام 1999، فقد تحدث ترامب كثيرا عن نفسه، معتبرا أن اهم إنجازات الأب الراحل هو إنجابه ابنًا «لامعًا ومشهورًا» مثله. يهدف ترامب إلى تعزيز صورته كشخصية عظيمة وناجحة وقوية، قادرة على إنجاز ما فشل الآخرون فى تحقيقه.ومن العبارات الدالة على تركيبته، ما كتبه على موقع «سوشيال تروث» يوم 19 فبراير 2025، بعد نجاحه فى توفير الأموال اللازمة لتطوير نظام النقل الجماعى المتهالك فى نيويورك، فقد وضع صورته وكتب أعلاها « لقد تم إنقاد مانهاتن وكل نيويورك...عاش الملك»، وذلك إشارة لنفسه. وجدير بالذكر أن الصفحة الرسمية للبيت الأبيض على موقع إكس، نشرت صورة لترامب وعلى رأسه تاج ملكى كُتب عليها «يحيا الملك». ترتبط سمة النرجسية بأربع سمات أخرى، وهي: 1.الانبساطية المنفتحة جدًا والاجتماعية إلى حد كبير Extroversion، يظهر ترامب كشخص اجتماعى صاخب يستمد طاقته من التفاعل مع الناس والأضواء، ويستمتع بها فهو دائم الحضور والحركة ومليء بالحيوية، لا يكاد يهدأ أو يتوقف عن النشاط والعمل. أكد ترامب ذلك فى كتابه فن الصفقة، عندما ذكر أنه يمضى أيامه غارقًا فى الاجتماعات والمكالمات ولا يحتاج إلا لقليل من النوم. هذه الطاقة الجامحة ترتبط برغبة شديدة فى تحقيق المكاسب والمتعة، فالشخص المنفتح عادة ما يبحث عن الإنجازات والشعور الإيجابي، الذى يتحقق من خلال الاستحسان الاجتماعي،والشهرة، والثروة. 2.انخفاض درجة التوافق الاجتماعى والتعاطُف مع الاخرينlow social Agreeability and empathyوالسعى لفرض رغباته وآرائه عليهم، والذى يصل أحيانا لدرجة العداء والميل إلى الخشونة والمواجهة. فتشير الدراسات إلى أن ترامب يفصح عن سلوك عدائى بصورة ملحوظة، ويتسم أسلوبه العام بخشونة الطباع وقلة المجاملة، فهو يعطى الأولوية لما يؤمن به من أفكار وما يدافع عنه من مصالح، ويكون على استعداد لمواجهة الآخرين حتى وإن كانوا من الحلفاء والأصدقاء، ويتبع سلوكا هجوميًا ما لم تتم الاستجابة لمطالبه. وينطبق نفس الشيء فى التعامل مع معاونيه والعاملين معه، إذا لم يقوموا بعملهم على النحو الذى يرغبه، فيتعرضون لنقده اللاذع وسخريته الحادة. وباختصار، فإن قدرة ترامب على التعاطُف مع الآخرين محدودة خاصة إذا تعارضت وجهات نظرهم مع سرديته الذاتية، وذلك باعتبار أنه على حق، وأنه هو «الفائز الدائم». 3. الحساسية الشديدة تجاه النقد، والميل إلى الغضب ورد الفعل العنيف. فهو سريع الاستثارة إذا تعرّض للانتقاد، ويرد «الصاع صاعين»، مستخدما أشد عبارات الهجوم والسخرية بما فى ذلك إضحاك الجمهور عبر النكات والألقاب الساخرة التى يطلقها على منتقديه ومعارضيه، وذلك لإظهار تفوقه وهيمنة شخصيته. وتفاخر أكثر من مرة، بانه لا يدع هجوما شخصيا عليه يمر دون رد. ويزداد سلوكه ضراوة فى حالة انتقاد أحد معاونيه السابقين له، ويستخدم فى وصفهم كلمات مثل «المختل» و»فاقد الاستقرار» و»الأحمق». ويمكن إرجاع حساسيته المفرطة للنقد إلى سمة النرجسية، والشعور بالتفوق والعظمة، وتوقع المديح والإطراء، واعتبار النقد تجاوزا غير مقبول وتعديا على مكانته ودوره. 4.الاكتفاء بالعموميات وعدم الدخول فى التفاصيل. فهو معروف بعدم رغبته فى الاطلاع على التقارير المطوّلة أو الدخول فى تفاصيلها، ويفضّل الملخصات الموجزة،أو عرض الموضوعات شفاهة عليه. وغالبا، لا يتقبل ما يجده فى أحد التقارير إذا كان يتعارض مع أفكاره وتصوراته المسبقة، ويصفه بالخطأ أو التحيز ضد سياساته. وفى ذلك تعبير عن اعتداد ترامب المطلق برأيه، وهو نادرًا ما يعترف بالخطأ أو يغيّر رأيه علنًا، حتى إذا كان قد غيره فى الواقع ولم يعد يشير إليه. وهكذا، يمكن تلخيص السمات الشخصية للرئيس ترامب فى نرجسية مفرطة تتجلى فى حب الظهور والعظمة وتوقع الإعجاب، وانفتاح اجتماعى عالٍ يجعله عاشقًا للتجمعات والجماهير وتوقع المكافآت المعنوية والمادية، وانخفاض مستوى التعاطف مع الآخرين وهو ما يظهر فى أسلوبه الصدامى مع المُخالفين له فى الرأى سواء كانوا خصومًا أو حُلفاء، وحساسية شديدة للنقد تدفعه للهجوم العنيف على من ينتقده، واندفاعية وثقة مطلقة بالحدس الشخصى له مع عزوف عن التفاصيل والآراء المُتخصصة الخبيرة التى لا تتماشى مع رغباته. هذه السمات فى مجملها تمثل نمطا لشخصية غير مألوفة تقود الدولة الأكثر تأثيرًا فى العلاقات الدولية والنظام الدولى الراهن.فما هى العوامل الشخصية والاجتماعية التى أحاطت بحياة ترامب فى الطفولة والشباب والتى أكسبته تلك السمات؟ وهذا هو موضوع مقال الأسبوع القادم إن شاء الله.


بوابة الأهرام
منذ 2 ساعات
- بوابة الأهرام
تحذيرات من استعدادات صينية لتغيير ميزان القوى.. الرئيس الأمريكى يعلن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب
فى قرار مفاجئ يأتى بعد مرور 24 ساعة على إصدار محكمة استئناف فيدرالية قرارًا مؤقتًا يسمح باستمرار سريان تعريفاته الجمركية، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس، زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب الأجنبية من 25% إلى 50%، بدءاً من 4 يونيو الحالى، مما يزيد الضغط على منتجى الصلب فى العالم ويهدد بتوسيع نطاق حربه التجارية. وقال ترامب عبر منصة «تروث سوشيال»: إنه لشرف عظيم أن أرفع الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم من 25% إلى 50%، اعتباراً من الأربعاء 4 يونيو.. ستعود صناعاتنا للصلب والألومنيوم إلى سابق عهدها كما لم يحدث من قبل .. ستكون هناك العديد من الأخبار الرائعة لعمالنا فى مجال الصلب والألومنيوم». وأعلن ترامب عن زيادة الرسوم، خلال خطاب ألقاه قرب مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا حيث أشاد باتفاقية بين شركتى «نيبون ستيل» اليابانية و»يو إس ستيل» الأمريكية. وأوضح أن الصفقة التى تبلغ قيمتها 14.9 مليار دولار ستساعد، شأنها شأن الرسوم الجمركية، فى الحفاظ على وظائف عمال الصلب فى الولايات المتحدة. وفى وقت لاحق، أعلن ترامب أن زيادة الرسوم الجمركية ستطبق أيضاً على منتجات الألومنيوم، وأنها ستدخل حيز التنفيذ فى الرابع من يونيو. وكانت الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم من بين أوائل الرسوم التى فرضها ترامب لدى عودته إلى منصبه فى يناير. فى غضون ذلك، قال كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين ريوسى أكازاوا إن اليابان والولايات المتحدة أكدتا فى الجولة الرابعة من مفاوضات الرسوم الجمركية بينهما فى واشنطن أمس الأول، أن مناقشاتهما تتقدم باتجاه إبرام اتفاق، مشيرا إلى أنه تمت الموافقة على إجراء جولة أخرى من المناقشات قبل قمة مجموعة السبع فى كندا فى منتصف يونيو الحالى. من جانبه، حذر وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث، من أن القوات العسكرية الصينية «تتدرب على المهمة الحقيقية»، بينما تستعد لغزو محتمل لتايوان. وقال هيجسيث خلال منتدى شانجريلا الأمنى فى سنغافورة: «من المعروف أن «شي» أمر جيشه بأن يكون قادرا على غزو تايوان بحلول عام 2027. وجيش التحرير الشعبى يقوم ببناء القوات العسكرية للقيام بذلك ويتدرب من أجل ذلك يوميا على المهمة الحقيقية». وحض هيجسيث حلفاء واشنطن الآسيويين على تعزيز إنفاقهم العسكرى بسرعة فى مواجهة التهديد الصيني. وحذّر وزير الدفاع الأمريكى من أن الصين «تستعد بوضوح وثقة لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى فى منطقة المحيطين الهندى والهادى». وقرر وزير الدفاع الصينى دونج جون عدم المشاركة فى المنتدى الأمنى الآسيوى الرئيسى، واكتفت بكين بإرسال وفد أكاديمي. على صعيد آخر، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية بمراجعة الأنشطة الإلكترونية لجميع الأفراد الذين يتقدمون بطلبات للحصول على تأشيرة من أجل الالتحاق بجامعة هارفارد، وفقا لتقارير إعلامية. وأصدرت الوزارة تعليمات للسفارات والقنصليات الأمريكية ببدء العملية على الفور، حسبما ذكرت شبكة «سى إن إن» وموقع «بوليتيكو»، حيث أشارا إلى توجيه داخلى من الوزارة. وتردد أن هذه المراجعة لا تؤثر على الطلاب فحسب، ولكن أيضا على الباحثين والمتحدثين الضيوف. وأفادت تقارير إعلامية أمريكية بأن التقييم سيتضمن «فحصا كاملا لوجود المتقدمين للحصول على التأشيرة على شبكة الإنترنت». وإذا لم يكن لدى مقدم الطلب وجود على الإنترنت أو تم تحديد ملفاته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعى على وضع خاص، يتم توجيه موظفى القنصلية لتقييم ما إذا كان هذا قد يشير إلى سلوك تهرب ويضع مصداقية مقدم الطلب موضع تساؤل. وتردد أن الهدف من هذا الإجراء هو تحديد ما إذا كان مقدمو طلبات التأشيرة قد شاركوا فى أنشطة معادية للسامية.