
كيف أسقط المغرب زعيم أخطر شبكات المخدرات ببريطانيا؟
العملية، التي وُصفت بأنها ضربة قوية للجريمة المنظمة على الصعيد الدولي، جاءت نتيجة تنسيق محكم بين المغرب وعدد من الشركاء الأوروبيين في مجال مكافحة التهريب العابر للحدود.
وبحسب ما أوردته صحيفة 'ذا صن' البريطانية، فإن كونور ماكغريغور كان يترأس شبكة إجرامية منظمة تنشط أساسًا في منطقة 'موراي' شمال اسكتلندا، قبل أن تمتد عملياتها إلى باقي جهات بريطانيا، معتمدة على شبكة اتصالات مشفرة تُعرف باسم 'إنكروتشات'، والتي تم استخدامها لتأمين التواصل بين أعضاء العصابة، وتحديد مواقع التخزين، وتنسيق عمليات البيع، وتحريك الأموال الناتجة عن الاتجار في المخدرات.
وكشفت الصحيفة ذاتها أن ماكغريغور كان يقيم في إسبانيا خلال السنوات الأخيرة من نشاطه، غير أن اختراقًا أمنيًا واسع النطاق استهدف شبكة 'إنكروتشات' من طرف أجهزة إنفاذ القانون الأوروبية، أتاح جمع معلومات دقيقة عن تحركاته وموقعه، لتتمكن السلطات المغربية من تحديد مكان تواجده وتوقيفه بتاريخ 19 يوليوز 2024، في عملية وصفت بالدقيقة والناجحة.
عملية التسليم، حسب التقرير، تمت بعد استيفاء الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه القضايا، حيث جرى ترحيله إلى المملكة المتحدة في يناير 2025، ليُقدَّم بعدها أمام المحكمة العليا في غلاسكو، حيث اعترف بضلوعه في أنشطة إجرامية منظمة شملت استيراد المخدرات، توزيعها، والإشراف على تحصيل عائداتها المالية، وذلك خلال الفترة الممتدة من ماي 2019 إلى يوليوز 2022، مع تأكيد السلطات البريطانية وجود أدلة على استمرار نشاطه بعد هذا التاريخ.
ووفقا للصحيفة، فإن التحقيقات الأمنية التي أجريت في المملكة المتحدة أظهرت أن زعيم الشبكة كان يُسوّق شهريًا لما يصل إلى 10 كيلوغرامات من الكوكايين، بقيمة سوقية تتراوح بين 5 و7.5 ملايين جنيه إسترليني، إضافة إلى بيع كميات من الحشيش تتراوح بين 10 و20 كيلوغرامًا شهريًا، ما وفر له عائدات ناهزت 950 ألف جنيه خلال فترة قصيرة من سنة 2023.
كما تبيّن من خلال فحص مراسلات "إنكروتشات" أن ماكغريغور أشرف شخصيًا على صفقات لنقل الهيروين والأمفيتامين، وكان يعطي تعليمات مفصلة لشركائه، بمن فيهم أشخاص كان يدفع لهم ما يصل إلى 400 جنيه أسبوعيًا مقابل تخزين المخدرات، وفقا لما ورد في الصحيفة.
ولم يكن نشاط الشبكة الإجرامية مقتصرًا على الاتجار، بل شمل تنظيمًا محكمًا أشبه بالمافيا، حسب الصحيفة، حيث كان ماكغريغور يستخدم كلمات مرور محددة لتأمين الصفقات، من بينها 'Juventus'، وكان يتابع بنفسه تفاصيل التوزيع داخل المدن البريطانية، مع حرص كبير على تجنب الملاحقة الأمنية عبر تغيير مواقع التخزين والتواصل عبر تطبيقات مشفرة يصعب اختراقها.
كما أسفرت التحقيقات عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات التابعة للشبكة في عمليات أمنية مختلفة داخل بريطانيا، من بينها حجز شحنة بلغت قيمتها 1.4 مليون جنيه في سيارة بمدينة أفييمور في ماي 2020، وضبط كميات أخرى بقيمة 253 ألف جنيه داخل كوخ خشبي ببلدة أبرلور سنة 2022.
ويندرج توقيف ماكغريغور وتسليمه إلى المملكة المتحدة في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة المغربية في التصدي للجريمة المنظمة الدولية، وتعزيز التعاون الأمني مع عدد من الدول الأوروبية، خاصة في ملفات التهريب والاتجار غير المشروع بالمخدرات.
وقد أظهرت الرباط، خلال السنوات الأخيرة، قدرة كبيرة على تتبع المطلوبين دوليًا، والقيام بعمليات توقيف نوعية، انتهت في عدد من الحالات بترحيل مجرمين خطيرين إلى بلدانهم الأصلية، على غرار فرنسا، هولندا، بلجيكا، وبريطانيا.
ويؤكد هذا التعاون أن المغرب أصبح شريكًا موثوقًا في الحرب الدولية ضد الشبكات الإجرامية، بفضل كفاءة أجهزته الأمنية وخبرتها في الرصد والتتبع عبر الحدود، ما جعله طرفًا فاعلًا في العديد من العمليات المشتركة التي تستهدف التنظيمات المتورطة في تهريب المخدرات، والاتجار بالبشر، وتبييض الأموال.
وتنتظر السلطات القضائية البريطانية إصدار الحكم النهائي في حق ماكغريغور خلال الأسابيع المقبلة، بعد استكمال مسطرة التحقيق واعتراف المتهم بجميع التهم الموجهة إليه.
وتُعد هذه القضية من بين أبرز الضربات الموجَّهة إلى شبكات المخدرات المنظمة في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، كما أنها تشكل نموذجًا للتنسيق الأمني الناجح بين الدول، في مواجهة تهديدات عابرة للحدود تتطلب ردودًا جماعية حازمة وفعالة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ يوم واحد
- هبة بريس
اعتقالات في بريطانيا خلال احتجاجات مؤيدة لحركة 'بالستاين أكشن'
هبة بريس – متابعة شهدت مدن بريطانية، يوم السبت، حملة توقيفات طالت العشرات من المشاركين في احتجاجات مؤيدة لحركة 'بالستاين أكشن'، التي قررت الحكومة تصنيفها مؤخرًا كـ'منظمة إرهابية' بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000. وأعلنت شرطة لندن أنها أوقفت 55 شخصًا في ساحة البرلمان بمنطقة ويستمنستر، على خلفية رفعهم لافتات تعبّر عن دعمهم للحركة، في انتهاك مباشر لتصنيفها كمجموعة محظورة منذ بداية يوليوز الجاري. كما تم اعتقال ثمانية متظاهرين آخرين خلال تجمع ثانٍ في العاصمة، إلى جانب ثمانية آخرين في مدينة ترورو جنوب غرب إنجلترا، فيما أفادت مصادر أمنية بتوقيف ما لا يقل عن 35 شخصًا في مدن إدنبره وبريستول ومانشستر. وحمل بعض المحتجين في لندن لافتات كتب عليها: 'أنا ضد الإبادة الجماعية، وأنا مع بالستاين أكشن'، في تعبير صريح عن تضامنهم مع مواقف الحركة المناهضة للسياسات الإسرائيلية. وأثناء اعتقاله، صرخ أحد المتظاهرين قائلاً: 'حرية التعبير ماتت في هذا البلد. عار على شرطة لندن'. في حين علّقت مجموعة 'Defend Our Juries' عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقًا) قائلة: 'الحكومة البريطانية متواطئة في الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل، وتحاول إسكات كل من يعارض هذا التواطؤ'. وكان البرلمان البريطاني قد صادق، مطلع يوليوز الجاري، على قرار تصنيف 'بالستاين أكشن' كمنظمة إرهابية، بعد حادثة اقتحام نفذها نشطاء من الحركة استهدفت قاعدة عسكرية في جنوب البلاد، وقاموا خلالها برش طلاء أحمر على طائرتين عسكريتين، مما تسبب بخسائر قُدّرت بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 9.5 ملايين دولار). وأُحيل أربعة من أعضاء المجموعة إلى الحبس الاحتياطي بانتظار نتائج التحقيق، فيما رفضت المحكمة العليا في لندن طلبًا بتعليق قرار الحظر. من جانبهم، أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم من هذا التصنيف، معتبرين أن الأضرار التي ألحقتها الحركة لم تشكّل تهديدًا مباشراً على الأرواح، ولا ترتقي إلى مستوى 'العمل الإرهابي'.


هبة بريس
منذ يوم واحد
- هبة بريس
اعتقالات في بريطانيا خلال احتجاجات مؤيدة لحركة "بالستاين أكشن"
هبة بريس – متابعة شهدت مدن بريطانية، يوم السبت، حملة توقيفات طالت العشرات من المشاركين في احتجاجات مؤيدة لحركة 'بالستاين أكشن'، التي قررت الحكومة تصنيفها مؤخرًا كـ'منظمة إرهابية' بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000. وأعلنت شرطة لندن أنها أوقفت 55 شخصًا في ساحة البرلمان بمنطقة ويستمنستر، على خلفية رفعهم لافتات تعبّر عن دعمهم للحركة، في انتهاك مباشر لتصنيفها كمجموعة محظورة منذ بداية يوليوز الجاري. كما تم اعتقال ثمانية متظاهرين آخرين خلال تجمع ثانٍ في العاصمة، إلى جانب ثمانية آخرين في مدينة ترورو جنوب غرب إنجلترا، فيما أفادت مصادر أمنية بتوقيف ما لا يقل عن 35 شخصًا في مدن إدنبره وبريستول ومانشستر. وحمل بعض المحتجين في لندن لافتات كتب عليها: 'أنا ضد الإبادة الجماعية، وأنا مع بالستاين أكشن'، في تعبير صريح عن تضامنهم مع مواقف الحركة المناهضة للسياسات الإسرائيلية. وأثناء اعتقاله، صرخ أحد المتظاهرين قائلاً: 'حرية التعبير ماتت في هذا البلد. عار على شرطة لندن'. في حين علّقت مجموعة 'Defend Our Juries' عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقًا) قائلة: 'الحكومة البريطانية متواطئة في الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل، وتحاول إسكات كل من يعارض هذا التواطؤ'. وكان البرلمان البريطاني قد صادق، مطلع يوليوز الجاري، على قرار تصنيف 'بالستاين أكشن' كمنظمة إرهابية، بعد حادثة اقتحام نفذها نشطاء من الحركة استهدفت قاعدة عسكرية في جنوب البلاد، وقاموا خلالها برش طلاء أحمر على طائرتين عسكريتين، مما تسبب بخسائر قُدّرت بنحو 7 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 9.5 ملايين دولار). وأُحيل أربعة من أعضاء المجموعة إلى الحبس الاحتياطي بانتظار نتائج التحقيق، فيما رفضت المحكمة العليا في لندن طلبًا بتعليق قرار الحظر. من جانبهم، أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم من هذا التصنيف، معتبرين أن الأضرار التي ألحقتها الحركة لم تشكّل تهديدًا مباشراً على الأرواح، ولا ترتقي إلى مستوى 'العمل الإرهابي'. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


أخبارنا
منذ يوم واحد
- أخبارنا
مزارع في الـ83 يفارق الحياة بعد هجوم عنيف من بقرة
في حادثة مأساوية هزّت مقاطعة إينفيرنيس بأسكتلندا، لقي المزارع المخضرم فريزر جونستون، البالغ من العمر 83 عاماً، مصرعه بعد تعرضه لهجوم مميت من بقرة خلال محاولته رعاية عجلها في مزرعته الواقعة قرب منطقة بالنوران. ووفقاً لصحيفة ذا صن، باغتت البقرة الرجل المسن أثناء تقديمه الطعام للعجل، حيث ثبتته على الحائط قبل أن تطرحه أرضاً وتدوس على صدره وجسده بعنف. ورغم إصاباته المروعة، تمكن جونستون من الزحف إلى منزله القريب ليخبر زوجته بما حدث، وكان وجهه ملطخاً بالدماء وعليه كدمات شديدة. وبعد استدعاء الإسعاف، نُقل جونستون إلى مستشفى رايغمور، حيث حاول الأطباء إنقاذه، لكن حالته تدهورت سريعاً بسبب كسور متعددة وإصابات سحق أدت إلى فشل في الأعضاء الحيوية، وتوقف القلب لاحقاً، ما دفع أسرته إلى اتخاذ قرار بإيقاف أجهزة الإنعاش. وأظهر التحقيق في الحادث أنه كان عرضياً تماماً، دون وجود إهمال أو خلل في أنظمة السلامة بالمزرعة. وأكدت القاضية أن جونستون كان على دراية كاملة بمخاطر التعامل مع الماشية، وأنه واصل عمله بشغف حتى آخر أيامه. تكريماً لذكراه، أطلقت عائلته حملة تبرعات لصالح جمعية "تشست هارت آند ستروك سكوتلاند"، ونجحت في جمع 1,300 جنيه إسترليني، في وقت أعرب فيه مكتب الادعاء العام عن تعازيه، مؤكداً شفافية التحقيق وتوثيق كل تفاصيل الحادث أمام القضاء.