
جهاد مساعده يكتب : لماذا يحبون الملك؟
أخبارنا :
بقلم: جهاد مساعده
في عالمٍ مليءٍ بالمتغيرات، يبقى هناك قادةٌ لا يتبدلون، بل يزدادون رسوخًا، ويثبتون في كل موقفٍ أن القيادة ليست لقبًا، بل مسؤوليةٌ والتزامٌ ووضوح. نحبه لأننا نرى فيه الحكمة حين تشتد التحديات، والشجاعة حين تتطلب المواقف الحسم، والذكاء حين يكون الرد ميزانًا بين الصلابة والاتزان. لم يكن يومًا بعيدًا عن شعبه، بل كان في قلب المشهد، متقدمًا في الرؤية، قريبًا في الإحساس، ثابتًا في المبادئ.
لهذا نحبه، لأنه حين يتكلم، يكون حديثه مرجعًا، وحين يقرر، يكون قراره موقفًا، وحين يواجه، يكون في المقدمة. نحبه لأننا حين ننظر إليه، لا نرى فيه زعيمًا يراوغ في حديثه، ولا قائدًا يُجمل كلماته ليكسب ودّ الآخرين، بل نرى رجلًا يقول الحق كما هو، بلا وجلٍ ولا تردد، فتصبح كلماته حدًّا قاطعًا، وجوابًا كافيًا، وموقفًا ثابتًا لا يتغير مع الأيام.
لأن القادة الحقيقيين لا يُقاسون بعدد الأوسمة التي يحملونها، بل بقدر الثبات الذي يظهرونه عندما تعصف الأزمات، وبحجم الأمل الذي يغرسونه في قلوب شعوبهم. نحبه لأنه قائدٌ لم يأتِ ليملأ فراغ السلطة، بل ليصنع الفارق، وليكون في مقدمة الصفوف حين يشتد الخطب، فلا يوارب في حديثه، ولا يلتف حول الحقائق، بل يجعل كلماته أشبه بالسيف، إذا خرجت وضعت الأمور في نصابها، بلا مواربةٍ أو مجاملة.
ليس في قاموسه التردد، ولا في نهجه الالتفاف، بل هو رجل الموقف الصريح، والكلمة الحاسمة، والرؤية التي لا يحجبها ضباب المصالح. نحبه لأنه لم يكن ملكًا بعيدًا عن شعبه، بل كان في قلب المشهد، في عمق الميدان، حيث يكون التحدي أكبر، والمسؤولية أعظم.
وحين يتعلق الأمر بفلسطين، فإنه لا يساوم، ولا يهادن، ولا يهادن من يساوم. إنها ليست عنده ملفًا سياسيًا يُفتح حين تقتضي المصالح، بل هي عقيدةٌ راسخةٌ كجبال الأردن، وقضيةٌ ممتدةٌ بامتداد إرثه الهاشمي. في كل محفل، يكون صوته أعلى من محاولات التناسي، وأشد وضوحًا من تعقيدات السياسة، فهو لا يتكلم بعباراتٍ منمقة، بل يخاطب العالم بلغةٍ لا تحتمل التأويل. موقفه واضحٌ لا يخفى، وثابتٌ لا يتغير، فلا مساومة على القدس، ولا تراجع عن الحق، ولا صمت حين يُراد للصوت أن يخفت.
أما في السياسة، فلا يحتاج إلى الاستطراد، ولا يُغرق في الكلام ليشرح موقفه، بل يختصر القول فتكون كلماته حدًّا فاصلاً بين الحقيقة والادّعاء، وبين الحزم والتردد. حين يحاول أحدٌ أن يضعه في موقفٍ محرج، يكون جوابه قاطعًا، واضحًا، لا يترك مجالًا للمناورة. إذا سُئل أجاب، وإذا تحدث أوجز، فلا يفتح بابًا يُستغل، ولا يترك ثغرةً يُتلاعب بها. كل حرفٍ عنده بحساب، وكل عبارةٍ محسوبةٌ بميزان، فلا إفراط في الكلام، ولا مواربةٌ في المواقف.
أما ذكاؤه السياسي، فهو البوصلة التي تُوجّه دفة السفينة حين تضطرب الأمواج، وهو المعيار الذي يجعل حتى أكثر السياسيين دهاءً يقفون أمام منطقه موقف المتعلم أمام المعلم. في حضرته، تصبح المراوغات مكشوفة، والمناورات قصيرة الأمد، لأنه لا يتحدث ليجامل، بل يختصر الجواب فتكون كلماته حدًّا فاصلاً بين الحقيقة والوهم، وبين القوة والتردد. من أراد أن يحرجه، وجد نفسه في موقف المُحرج، ومن ظنّ أنه قادرٌ على تطويقه، أدرك أنه كان يواجه رؤيةً أوسع، وحكمةً أعمق، وذكاءً لا تلتقطه الحسابات التقليدية.
نحبه لأنه لم يكن يومًا بحاجةٍ إلى أن يُثبت قوته بالصوت المرتفع، ولا بالوعود الفضفاضة، بل كان منطقه وحده كافيًا ليُخرس محاولات التشكيك، ويُحبط رهانات المراوغين. حين يتحدث، تصمت الحسابات الصغيرة، وحين يقرر، لا يتردد، وحين يتحرك، يكون قراره درسًا في الحكمة والقوة معًا.
لهذا نحبه، لأنه حين يكون القادة الآخرون منهمكين في تدوير زواياهم، يكون هو في خطٍ مستقيمٍ نحو الهدف، لا يحيد عنه قيد أنملة. نحبه لأنه رجل العهد والوفاء، رجل الصدق والاتزان، رجل القوة والحنكة. نحبه لأننا حين نبحث عن قائدٍ يحمل الراية بثبات، ويقف أمام العواصف بجسارة، ويمضي نحو المستقبل بثقة، نجد أنه هو الإجابة، وهو النموذج، وهو القائد الذي لا تُغيره الأيام، ولا تُزعزعه التحديات، ولا تضعف عزيمته الرياح العابرة.
هو الملك عبدالله الثاني، زعامةٌ تجسّدت في المواقف، وثباتٌ اختبرته الأزمات، وحكمةٌ لم تهتز أمام الصعاب. فالزعامةُ موقفٌ، والموقفُ حسمٌ، وهو القائد الذي لا يحتاج إلى أن يرفع صوته ليُسمع، ولا أن يفسر كلماته لتُفهم، ولا أن يكرر مواقفه لتترسخ، فهي واضحةٌ كالشمس، ثابتةٌ كثبات الجبال، مضيئةٌ كما يليق بقائدٍ يُلهم ولا يُقلَّد. هو الملك الذي كلما تحدث، كان الرد الوحيد: صدقت.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة تبدأ الاثنين مع ثغرات كبيرة
قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي -اليوم الأحد- إن آلية توزيع المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة، ستبدأ العمل الاثنين، بوجود ثغرات كبيرة، وذلك بالتعاون مع شركات أميركية خاصة. ونقلت إذاعة الجيش عن مصدر عسكري أنه سيتم تشغيل 4 مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية، 3 في رفح وواحد في وسط القطاع، مشيرا إلى أن كل مواطن سيحصل على حزمة غذائية لمدة أسبوع لأفراد أسرته. وأوضح المصدر أن كل مركز توزيع قادر على إطعام نحو 300 ألف شخص أسبوعيا، وأن الخطة لن توفر حلا لوصول المساعدات الإنسانية لشمال قطاع غزة، وستشمل فقط 50% من السكان. وقالت الإذاعة الرسمية إن الآلية الجديدة تعاني من ثغرات كبيرة ولن تكون قادرة على تلبية احتياجات جميع سكان القطاع، دون مزيد من التفاصيل. وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة. تفاصيل مثيرة وكانت وكالة أسوشيتد برس كشفت تفاصيل رسالة مثيرة للجدل بشأن خطة ما باتت تعرف بـ'مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة' التي أُنشئت مؤخرا والتي تديرها شركات أمنية أميركية خاصة. وكانت الرسالة موجهة من رئيس المؤسسة جاك وود، وهو جندي سابق في المارينز، إلى وكالة الجيش الإسرائيلي المكلفة بتحويل المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية. وجاء في الرسالة أن جاك وود اتصل برؤساء مجالس إدارات 6 منظمات إغاثية لمناقشة الخطط الجديدة. وتخطط المؤسسة لتوزيع الغذاء في جنوب ووسط غزة تحت إشراف مسلحين من شركات أمنية خاصة، وستفتح نقاط توزيع في شمال غزة خلال شهر. واستنادا للرسالة، ستواصل وكالات الإغاثة توزيع المساعدات بالتزامن معها على الأقل حتى تدير المؤسسة الأميركية 8 مواقع. وتشير المعطيات إلى أن إسرائيل قد تسعى للسيطرة الكاملة على المساعدات في غزة ومنع المنظمات التي عملت لسنوات هناك. وتدير 'مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة' شركات أمنية خاصة وجنود عملوا سابقا في الجيش الأميركي، كما أنها تحظى بدعم إسرائيل. ومن غير الواضح -حتى الآن- من يمول هذه المؤسسة التي بحوزتها 100 مليون دولار تبرعت بها حكومة دولة أجنبية لم يذكر اسمها. وفي سياق، آخر، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن وقف المساعدات عن غزة كان خطأ فادحا وارتُكب لأسباب سياسية داخلية. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن وزير الخارجية غدعون ساعر حذر نتنياهو من أن وقف المساعدات عن غزة لن يؤدي إلى إضعاف حركة حماس بل سيبعد حلفاء إسرائيل عنها، مشيرا إلى أن ساعر رأى أن إسرائيل ستضطر للرضوخ واستئناف المساعدات تحت الضغط.


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
الخارجية الأردنية تؤكد ضرورة إنهاء الحصار المفروض على غزة
أكد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي الأحد من مدريد على أهمية إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح جميع المعابر بشكل فوري ودون شروط وضمان تدفق المساعدات الإنسانية. وشارك الصفدي في الاجتماع الوزاري الموسع لمجموعة مدريد، الذي دعت إليه إسبانيا بمشاركة 20 دولة لبحث الجهود الدولية الهادفة لإنهاء الحرب على غزة، والوضع الإنساني الكارثي في القطاع، وسبل إدخال المساعدات الإنسانية. وكان الصفدي بحث مع نظيره الإسباني في وقت سابق الأحد، قُبَيل انعقاد الاجتماع الوزاري، التحركات الإقليمية والدولية للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة. وقال الصفدي خلال اللقاء بحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، إنّ "وقف العدوان وإدخال المساعدات فوراً إلى غزة يجب أن يكونا أولوية دولية فورية؛ حمايةً للشعب الفلسطيني وحقه في الحياة والغذاء والماء والدواء، وحمايةً للقانون الدولي الذي قوّض عجزُ المجتمع الدولي عن وقف الحرب على غزة صدقيّته". وكانت إسبانيا دعت في 21 مايو/أيار الجاري، إلى عقد اجتماع في 25 مايو لوزراء خارجية بعض الدول الأوروبية والإسلامية في "مجموعة مدريد"، التي أنشئت لدعم فلسطين، بسبب الوضع في قطاع غزة. وأوضح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، في بيان آنذاك، أن "مجموعة مدريد"، التي ستجتمع "لمنع تحول غزة إلى مقبرة جماعية"، تضم بعض الدول الأوروبية والعربية والإسلامية. المصدر: وكالات


الغد
منذ 3 ساعات
- الغد
الشرع يوجه كلمة إلى الشعب السوري
اضافة اعلان وقال الشرع في كلمة متلفزة: "لا أنسى ترحيب الملك عبدالله الثاني الحار، وموقف المملكة من القضايا الساخنة".ورحّب الشرع بقرار "تاريخي شجاع" اتخذه الرئيس الأميركي برفع العقوبات التي فرضت على دمشق خلال حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.وأضاف الشرع، أن "قرار رفع العقوبات (كان) قرارا تاريخيا شجاعا أزال به معاناة الشعب، وساعد على نهضته وأرسى أسس الاستقرار في المنطقة". (المملكة)