
لنتحدث بصراحة.. كيف يجدر النظر لإيران؟!
اضافة اعلان
في العام 2015، نشرت مجلة "ذي وويك"، رسما كاريكاتوريا لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في السرير مع العم سام، في إشارة، فهمها كثير من القراء على أنها تعني أن كلا الجانبين منخرطين في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي. لكن المعنى الحقيقي للرسم يتعدى ذلك كثيرا، نحو تفاصيل معقدة من علاقة عضوية حكمت الجانبين، كانا خلالها، وفي كثير من الأحيان، يشكلان فريقا واحدا يعمل للهدف نفسه، تقريبا.واحد من أوجه التعاون المبكر جاء بأعقاب إخراج الجيش العراقي من الكويت، عندما أشعلت إيران والموالون لها ما عرف باسم "انتفاضة 1991"، في محافظات الجنوب العراقي، تبعتها انتفاضة أخرى مشابهة في مدن الشمال الكردية، وذلك بعد وقت قصير من خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، ودعوته العراقيين إلى الثورة والإطاحة بحكم الرئيس العراقي صدام حسين.كانت إيران تقف خلف الأحداث، بتحريكها أحزابا وجهات موالية لها ولدمشق، مثل حزب الدعوة والحزب الشيوعي وحزب البعث المنشق الموالي لسورية، وغيرها. لكن الأحداث فشلت بإسقاط نظام صدام حسين، وكان لا بد لطهران أن تنتظر 12 عاما لتمهد لها واشنطن الطريق من جديد للنجاح بمسعاها. بعدها، رأت طهران الفرصة سانحة لمد نفوذها الحقيقي إلى دول أخرى عن طريق سيطرتها على الجغرافيا العراقية، فامتد نفوذها إلى دمشق، لتشكل ما يشبه "الأوتوستراد" النافذ من طهران إلى بيروت.هيمنت طهران على دمشق، ووجهت الأسد بإغراق العراق بمقاتلي القاعدة والفصائل الدينية الأخرى، لإثارة أكبر قدر من عدم الاستقرار في الجارة الشرقية، لتسريع سحب واشنطن جنودها منه. في نوفمبر 2009، اتهم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، سورية، بدعم منفدي تفجيرات دموية في بغداد، مطالبا بإيقاف "تصدير القتلة والإرهابيين"، بل وحذر من أن الذين يحتضنون المجرمين سيدفعون الثمن، وهو ما حدث بالفعل لنظام الأسد. لكن الأمر لم يكن في يد الأسد، فقد كانت إيران صاحبة القرار في بلده.في فترة لاحقة، سيحاول الأسد "مقاومة" النفوذ الإيراني في بلده، خصوصا بالاستناد إلى القوة الروسية التي استقدمها هي الأخرى لقمع شعبه وإنقاذ نظامه، لكن الأمر سيكون قد فات على ذلك، فإيران تغلغلت عميقا في جميع مفاصل الدولة والبلد والنسيج المجتمعي، وكان قاسم سليماني ينثر الموت والدمار في كامل أرجاء سورية وهو يقود بشكل مباشر الفرقة الآلية الرابعة السورية، ومقاتلي حزب الله اللبناني، وحركة النجباء، وكتائب حزب الله العراقية، ولواء أبو فضل العباس، وفرقة "الفاطميون"، فنفذ احتلالا دينيا، و"هندس" التغيير الديموغرافي فيها، باستقدام عشرات آلاف المرتزقة من الطائفة الشيعية من أفغانستان وباكستان وغيرها، منحوا الجنسية السورية، وسكنوا بيوت أهل البلد الأصليين بعد قتلهم أو طردهم بالقوة.خلال تلك الفترة، عانى الأردن كثيرا من محاولات الاختراق، ولم يخف سليماني رغبته بـ"السيطرة" على عمان، فتم توجيه آلاف الإرهابيين ومهربي المخدرات والسلاح إلى الحدود الأردنية، لكن القوات المسلحة استطاعت التعامل مع الأمر بحرفية واقتدار.معظم الأردنيين وجيرانهم السوريين وقسم كبير من العراقيين، يعتبرون إيران نظاما إرهابيا تسبب بإزهاق ملايين الأرواح في المنطقة لإنجاح مشروعه التوسعي على حسابنا. لكن، "تجارته" بالقضية الفلسطينية هي فقط لذر الرماد في العيون. ورغم هذه الحقائق التي لا يمكن دحضها، فكثير منها موثق بمراجع ثابتة لمن يريد أن يتثبت منها، ما يزال هناك قسم من الأردنيين يعتبر إيران دولة تريد الانتصار لقضايانا!وجهات النظر المتضادة هذه، لا تخلق انسجاما مجتمعيا، بل وتهدد الأمن والسلم المجتمعيين، وتضع الأردنيين في مواجهة بعضهم بعضا، فإذا كان الوطن هو ما يوجب الاصطفاف في حالات التهديد الوجودي، فلماذا إذن هناك من لا يكترث بهذا التهديد، ومن الممكن أن يمنح لأي جهة أو جماعة أولوية على مصالح بلده.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
تقرير يكشف تفاصيل تجنيد إسرائيلي لاغتيال كاتس بأوامر إيرانية
كشفت القناة الإسرائيلية الـ12، مساء السبت، أن شابا إسرائيليا يبلغ من العمر 24 عاما، تم اعتقاله في أبريل الماضي، بتهمة التجسس لصالح إيران، ووضع متفجرات قرب منزل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس. وحسبما نقل موقع 'تايمز أوف إسرائيل' عن تقرير القناة الإسرائيلية الـ12، فإن روي مزراحي كان يعمل على 'مخطط إيراني لاغتيال الوزير كاتس'. ووجهت لمزراحي تهمة 'مساعدة العدو في وقت الحرب'، وهي من أخطر التهم الأمنية في القانون الإسرائيلي. وأشار تقرير القناة الإسرائيلية إلى أن المتفجرات التي وضعها مزراحي قرب منزل كاتس، كانت معدّة للانفجار عند مرور الوزير بالموقع، وأن الإيرانيين 'كانوا قريبين جدا من تنفيذ العملية بنجاح'، على حدّ وصفها. تجنيد عبر 'تلغرام' ومهام تصوير حساسة وفق التقرير فقد تم تجنيد مزراحي عبر تطبيق 'تلغرام'، حيث بدأ التواصل مع عميل إيراني يُدعى 'أليكس'، وقام لاحقا بتجنيد صديقه ألموغ أتياس. وفي المرحلة الأولى، قام مزراحي وأتياس بتصوير مواقع حساسة داخل إسرائيل، من بينها مقر جهاز الشاباك وأبراج في تل أبيب، وأرسلا المواد إلى 'أليكس'. ولاحقا، طُلب منهما زرع كاميرتي تجسس في بلدة كفار أحيم، مسقط رأس وزير الدفاع كاتس، جنوب وسط إسرائيل. واستلم مزراحي وأتياس الكاميرتين من منزل في مدينة حولون، وتوجّها إلى الموقع، لكنهما ارتبكا عند مرور مركبة أمنية، فقررا التخلص من الكاميرتين. كشفت القناة الإسرائيلية الـ12، مساء السبت، أن شابا إسرائيليا يبلغ من العمر 24 عاما، تم اعتقاله في أبريل الماضي، بتهمة التجسس لصالح إيران، ووضع متفجرات قرب منزل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس. وحسبما نقل موقع 'تايمز أوف إسرائيل' عن تقرير القناة الإسرائيلية الـ12، فإن روي مزراحي كان يعمل على 'مخطط إيراني لاغتيال الوزير كاتس'. ووجهت لمزراحي تهمة 'مساعدة العدو في وقت الحرب'، وهي من أخطر التهم الأمنية في القانون الإسرائيلي. وأشار تقرير القناة الإسرائيلية إلى أن المتفجرات التي وضعها مزراحي قرب منزل كاتس، كانت معدّة للانفجار عند مرور الوزير بالموقع، وأن الإيرانيين 'كانوا قريبين جدا من تنفيذ العملية بنجاح'، على حدّ وصفها. تجنيد عبر 'تلغرام' ومهام تصوير حساسة وفق التقرير فقد تم تجنيد مزراحي عبر تطبيق 'تلغرام'، حيث بدأ التواصل مع عميل إيراني يُدعى 'أليكس'، وقام لاحقا بتجنيد صديقه ألموغ أتياس. وفي المرحلة الأولى، قام مزراحي وأتياس بتصوير مواقع حساسة داخل إسرائيل، من بينها مقر جهاز الشاباك وأبراج في تل أبيب، وأرسلا المواد إلى 'أليكس'. ولاحقا، طُلب منهما زرع كاميرتي تجسس في بلدة كفار أحيم، مسقط رأس وزير الدفاع كاتس، جنوب وسط إسرائيل. واستلم مزراحي وأتياس الكاميرتين من منزل في مدينة حولون، وتوجّها إلى الموقع، لكنهما ارتبكا عند مرور مركبة أمنية، فقررا التخلص من الكاميرتين.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
ترمب: نتنياهو بطل.. ولن نتسامح مع استمرار محاكمته في إسرائيل
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع استمرار محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم فساد. وكتب ترمب، عبر حسابه على موقع تروث سوشيال: «إنه لأمر فظيع ما يفعلونه في إسرائيل مع بنيامين نتنياهو، إنه بطل حرب، ورئيس وزراء قام بعمل رائع بالعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق نجاح كبير في التخلص من التهديد النووي الخطير في إيران، والأهم من ذلك، أنه الآن بصدد التفاوض على صفقة مع حماس، والتي ستتضمن استعادة المحتجزين»ز وانتقد ترمب الادعاء العام الإسرائيلي بشأن محاكمة نتنياهو الجارية بتهم الفساد، متسائلا: «كيف يمكن إجبار رئيس وزراء إسرائيل على الجلوس في قاعة المحكمة طوال اليوم، من أجل لا شيء، إنها مطاردة سياسية». وأضاف: «ستتداخل هذه المهزلة مع مفاوضات كل من إيران وحماس، إنه جنون أن تفعل ما يفعله المدعون العامون الخارجون عن السيطرة مع بنيامين نتنياهو». وأشار ترمب إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية تنفق مليارات الدولارات سنويًّا، أكثر بكثير مما تنفقه أي دولة أخرى، لحماية ودعم إسرائيل»، وبالتالي فإن واشنطن «لن تقبل بهذا الأمر». واختتم بالقول: «لقد حققنا للتو نصرًا عظيمًا بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهذا يُشوِّه نصرنا بشكل كبير، دعوا بيبي يرحل، فلديه مهمة كبيرة ليقوم بها». وأضاف الرئيس الأميركي: «صدمت لسماع أن إسرائيل، التي شهدت للتو واحدة من أعظم لحظاتها في التاريخ، والتي يقودها بقوة نتنياهو، تواصل حملتها السخيفة ضد رئيس وزرائها في زمن الحرب العظمى». جدل في إسرائيل وأثارت تصريحات ترمب حول المحاكمات التي يواجهها نتنياهو، جدلا في أوساط السياسيين الإسرائيليين. ودفعت تلك التصريحات عددا من السياسيين إلى اعتبار ذلك تدخلا في الشأن الإسرائيلي. وقال زعيم المعارضة يائير لابيد: «نحن نعترف بالجميل للرئيس ترمب، لكن لا يفترض بالرئيس أن يتدخل في إجراء قضائي في دولة مستقلة، أفترض أن هذا هو التعويض الذي يمنحه ترمب لنتنياهو مقابل إغلاق موضوع غزة وإنهاء الحرب». كما اعتبر عضو الكنيست نعمة لازيمي أن نتنياهو يحاول الاستعانة بترمب لإلغاء محاكماته. أما عضو الكنيست عن حزب الديمقراطيين غلعاد كريف، فقد وجه حديثه إلى ترمب، قائلا: «سيدي الرئيس تُعلمنا التقاليد اليهودية أنه لا يوجد إنسان فوق القانون، حتى لو كان رئيس وزراء، لقد رسّخنا هذا المبدأ الهام في قوانين دولتنا اليهودية الديمقراطية، شكرًا من أعماق القلب على دعمك لإسرائيل ولأمننا». وأضاف كريف: «نرجو أن تواصل مساعدتنا في استعادة المحتجزين وإنهاء الحرب على غزة». وفي رسالة مطوَّلة نشرها على منصّته تروث سوشيال، يوم الأربعاء، ادعى ترمب أن المحاكمات التي يواجهها نتنياهو هي حملة اضطهاد لرجل قدَّم الكثير. وزعم ترمب أن نتتياهو «يستحقّ أفضل من ذلك بكثير، وكذلك إسرائيل»، مطالبا بإلغاء محاكمة نتنياهو أو أن يصدر عفو عنه. رفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته ورفضت محكمة إسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، طلب نتنياهو إرجاء الإدلاء بشهادته في محاكمته المستمرة منذ مدة طويلة بتهم فساد. وقال قضاة المحكمة المركزية في قرارهم إن طلب نتنياهو «في صيغته الراهنة، لا يوفر أي أساس أو تبريرا مفصلا لإلغاء جلسات الاستماع». وفي أول رد فعل على رفض المحكمة تأجيل جلسات نتنياهو لأسبوعين قال وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إن المؤسسة القضائية منفصلة عن الواقع وسنفعل كل ما بوسعنا لإلغاء محاكمة نتنياهو. بينما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن النيابة والمحاكم لا يملكون رؤية استراتيجية ولا يعرفون المصالح القومية لإسرائيل. وقال رئيس الائتلاف أوفير كاتس، هناك فجوة عميقة تفصل المؤسسة القضائية عن الواقع في إسرائيل.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
قطاعنا الخاص.. متشتت في دمشق
للأسف، أثارت لدي زيارة القطاع الخاص الأردني إلى دمشق مؤخرا استغرابا كبيرا، بسبب غياب التنسيق بين مختلف القطاعات المشاركة، إذ توجه القطاع التجاري، والقطاع الصناعي، وقطاع المقاولات إلى دمشق في نفس التوقيت دون تنسيق مشترك بينهم، فهل يعقل هذا التشتت؟. نعم ادرك واعلم انها غرف «مستقلة ومنتخبة» وكل منها تمثل اعضاءها، لكن هذا لايجوز خارج البلاد وعند تمثيل الوطن اقتصاديا وفق المصالح العليا، لهذا أجد ان على الحكومة ان تتدخل وتمنع هذا التشتت اذا ماكنا فعلا عازمين على الاستفادة من «اعادة اعمار» سوريا و«انطلاقتها الاقتصادية»، فتخيلوا ان المسؤول السوري نفسه في نفس اليوم التقى القطاع التجاري وبعد ساعتين التقى الصناعيين وبعدها المقاولين. بصراحة انا متأكد ان ثمة حالة انفصام اصاب اي مسؤول سوري قابل تلك الجهات بذات الوقت وبنفس اليوم بالتأكيد، فهذا يريد ان يستورد ويعيد التصدير،وهذا يريد ان يصدر ويحمي الصناعة وذاك يريد ان يدخل في عملية اعمار دون اي تنسيق مشترك ما بين القطاعين لدينا، و«الوزراء ذهبوا وحدهم» والقطاع الخاص كذلك ذهب متفرقا دون رؤية واضحة تحاكي المصلحة العليا، فما الحل؟. استقبال المسؤولين السوريين لكل قطاع على حدة وفي «أوقات متقاربة» يؤدي إلى «تشتت الرسائل» وضعف الاستفادة من الفرص، ولهذا اجد ان الحل يكمن في توحيد الجهود من خلال تشكيل لجنة مشتركة تضم كافة القطاعات (التجارية،الصناعية، المصرفية، الخدمية، السياحية، المقاولات، والصحية) وبإشراف حكومي مباشر لوضع استراتيجية تكاملية تخدم المصلحة الوطنية العليا بفعالية. انا شخصيا اقدر الجهود التي بذلت من قبل غرفة تجارة الاردن وغرفة صناعة الاردن واجتهادهم واسراعهم في الذهاب الى سوريا، غير انني أسأل لماذا لم تكن زيارة مشتركة؟ولماذا ذهب القطاع التجاري وحده كما ان القطاع الصناعي كذلك وحتى المقاولين؟ وكلها اسئلة برسم الاجابة عليها. خلاصة القول، القطاع الخاص الاردني اكثر من يطالب بتفعيل الشراكة مع الحكومة، الا انه وللاسف لايجيد تفعيل الشراكة فيما بينهم، فتجدهم متشتتين ومتبعثرين ومنقسمين، ولابد من ايجاد آلية عمل واضحة، تعمل على توحيد رؤية القطاع الخاص ولو خارجيا على اقل تقدير، فهم يمثلون الاقتصاد الوطني الذي لا يحتمل الا المصلحة العليا وليس المصالح الضيقة او مصلحة قطاع على مصلحة قطاع اخر.