logo
حماس: تجاهل نتنياهو مقترح الوسطاء يُثبت أنه المُعطل لأي اتفاق ولا يأبه بحياة أسراه

حماس: تجاهل نتنياهو مقترح الوسطاء يُثبت أنه المُعطل لأي اتفاق ولا يأبه بحياة أسراه

العربي الجديدمنذ 9 ساعات
قالت حركة حماس إن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، البدء بعملية (عربات جدعون 2) ضد مدينة غزة وقرابة المليون من سكانها والنازحين إليها، واعتزام رئيس حكومة الاحتلال
بنيامين نتنياهو
المصادقة عليها غداً الخميس "يمثّل إمعاناً في حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من اثنين وعشرين شهراً، واستهتاراً بالجهود التي يبذلها الوسطاء للوصول إلى وقفٍ للعدوان وتبادلٍ للأسرى".
وأضافت حماس في تصريح صحافي: "في الوقت الذي أعلنت فيه الحركة موافقتها على المقترح الأخير الذي قدّمه الوسطاء، تصرّ حكومة الإرهاب الصهيونية على المضي في حربها الوحشية ضد المدنيين الأبرياء، بتصعيد عملياتها الإجرامية في مدينة غزة، بهدف تدميرها وتهجير أهلها، في جريمة حرب مكتملة الأركان"، مؤكدة أن "تجاهل نتنياهو مقترح الوسطاء وعدم رده عليه، يثبت أنه المعطّل الحقيقي لأي اتفاق، وأنه لا يأبه لحياة أسراه وغير جاد في استعادتهم".
وأكدت الحركة "أن ما يسمى عملية "عربات جدعون 2" ستفشل كما فشلت سابقاتها من العمليات العسكرية، ولن يحقق الاحتلال أهدافه منها"، وأن "احتلال غزة لن يكون نزهة". وختمت: "أمام هذا التعنّت الصهيوني، فإننا ندعو الوسطاء إلى ممارسة أقصى الضغوط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة والتجويع ضد شعبنا الفلسطيني، ونحمّل الاحتلال والإدارة الأميركية كامل المسؤولية عن تداعيات هذه العملية الإجرامية التي تستهدف تدمير ما تبقّى من مقومات الحياة في غزة".
يأتي ذلك بينما أمر نتنياهو، اليوم الأربعاء، باحتلال غزة بشكل أسرع مما كان مخططاً له سابقاً. وفي تدوينة على حسابه بمنصة "إكس"، أشار مكتب نتنياهو إلى أن الأخير وقبيل الموافقة على خطط احتلال مدينة غزة "وجه بتقليص الجداول الزمنية" للخطط بدعوى السيطرة على "معاقل حماس الأخيرة وهزيمتها". وأضاف المكتب: "رئيس الوزراء يعبّر عن تقديره الكبير لمقاتلي الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم ولعائلاتهم، ولكل جنود الجيش الإسرائيلي".
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الوسطاء منذ أكثر من 48 ساعة رد تل أبيب على مقترح التهدئة بقطاع غزة، تجاهل نتنياهو ذلك، موجهاً بتسريع احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي ذلك إلى تدمير كامل للقطاع وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، أن القوات الإسرائيلية احتلت بالفعل ضواحي مدينة غزة، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيبدأ الهجوم البري الشامل.
تقارير عربية
التحديثات الحية
الاحتلال يحشد عسكرياً على حدود غزة ويماطل في الرد على مقترح الهدنة
ووافق وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في وقت سابق، على استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياطي إضافي للسيطرة على مدينة غزة. وذكرت تقارير إعلامية أنه من المقرر إجلاء سكان أكبر مدينة في قطاع غزة إلى مخيمات للاجئين، وسط القطاع المحاصر بحلول مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وفي 17 مايو/ أيار الماضي، أطلق الجيش عملية عسكرية ضد الفلسطينيين بالقطاع تحت مسمى "عربات جدعون" رغم إقرار سياسيين إسرائيليين وعسكريين سابقين بفشلها، وادعاء الجيش بأنه سيطر عبرها على "75% من قطاع غزة". وتتزايد المخاوف الدولية من إقدام إسرائيل على إعادة احتلال غزة، في ظل حديث نتنياهو قبل أيام عن "هجوم درسدن"، وأنه بإمكان الجيش أن يقصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيجتمع غداً (الخميس) للموافقة على خطط الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة"، والتي سبق أن وافق عليها كاتس، بحسب ما نقلت "الأناضول". وأردفت الصحيفة: "بالتوازي، تتواصل خلف الكواليس الاتصالات بشأن صفقة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين بغزة)، حيث إن نتنياهو أقل رغبة في صفقة جزئية كانت حماس قد وافقت عليها، لكنه لم يغلق الباب أمامها نهائياً بعد".
ونقلت الصحيفة عن مصدر كبير في الحكومة الإسرائيلية لم تسمه قوله إن "نتنياهو الآن أقل رغبة في صفقة جزئية. هو يفهم أن الصفقة الجزئية ليست أمراً صحيحاً، ويدرك أنه سيكون من الصعب جداً استئناف القتال بعد 60 يوماً من وقف إطلاق النار". وتابع المصدر: "الأميركيون يتوقعون أيضاً إنهاء القتال (حال إبرام صفقة جزئية)، ونتنياهو يدرك أنه سيجد صعوبة في الحصول على دعمهم إذا حاول استئناف القتال". وقالت الصحيفة: "من وجهة نظر نتنياهو، فإن احتلال مدينة غزة يمكن أن يشكّل رافعة ضغط كبيرة على حماس للموافقة على صفقة شاملة وفق شروط إسرائيل: نزع سلاح حماس ونفي قادتها وعدم مشاركة الحركة في الحكم المستقبلي".
إلى ذلك، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن العملية العسكرية الواسعة التي تخطط إسرائيل لشنها على مدينة غزة تنذر بكارثة إنسانية أشد فداحة، في ظل منع قوات الاحتلال الطواقم الطبية من الوصول إلى العالقين خلال هذه العمليات. وقال هشام مهنى، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، في تصريح له، إن القيود التي يفرضها الاحتلال تحول دون حصول المدنيين على الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية الأساسية، مؤكداً أن المساعدات التي دخلت خلال الأسابيع الماضية لم تكن كافية لمعالجة الأزمة، بسبب حالة الفوضى التي تعوق وصولها إلى غالبية السكان الذين يعتمدون بشكل كامل على الدعم الخارجي.
وأضاف أن المستشفيات في القطاع تعمل جزئياً فقط نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية والوقود، مما جعلها عاجزة عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى والمصابين، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الصحية بسبب البيئة المحيطة بهم. وأشار مهنى إلى أن حجم الدمار في مدينة غزة بات "أكبر بكثير مما كان عليه في بداية الحرب عام 2023"، حيث يضطر آلاف السكان إلى المبيت في الشوارع المدمرة أو داخل خيام مؤقتة بعد أن فقدوا منازلهم بالكامل.
وفي هذا السياق، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى ضرورة ضمان الوصول الإنساني الآمن للمدنيين، مذكراً بأن قوات الاحتلال منعت في عمليات سابقة الطواقم الطبية من إنقاذ المصابين، الأمر الذي أجبر بعض العائلات على دفن ذويها داخل منازلها، فيما قضى آخرون تحت أنقاض منازلهم.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أكد في وقت سابق اليوم أن العائلات في قطاع غزة "لا تواجه الجوع فقط، وإنما الموت جوعاً"، موضحاً أن معدلات سوء التغذية في القطاع تجاوزت مستويات الطوارئ، واصفاً إياها بـ"القاتل الصامت"، وشدد على الحاجة الملحة لتأمين وصول آمن للمساعدات الإنسانية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"هآرتس": تعتيم إسرائيلي متعمد على تفاصيل الرد على مقترح صفقة غزة
"هآرتس": تعتيم إسرائيلي متعمد على تفاصيل الرد على مقترح صفقة غزة

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

"هآرتس": تعتيم إسرائيلي متعمد على تفاصيل الرد على مقترح صفقة غزة

أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أمس الأربعاء، بأنّ صياغة الرد الإسرائيلي على مقترح الصفقة المطروح من قبل الوسطاء والذي وافقت عليه حركة المقاومة الفلسطينية ( حماس ) تجري في أجواء من التعتيم المقصود، فيما لا يزال مقرّبون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يجهلون موعد اتخاذه القرار النهائي بهذا الشأن. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطّلع قوله إنّ اتصالات مكثفة جرت خلال اليومين الماضيين مع الوسطاء، في إطار التحضير لتحديد الموقف الرسمي من مقترح وقف إطلاق النار في غزة. كما نقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي أنّ تل أبيب مستعدة للدخول في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق "حتى في ظل استمرار إطلاق النار". وأضاف المصدر أنّ الخطة الإسرائيلية المتعلقة بالسيطرة على قطاع غزة لا تشكّل عائقاً أمام المضي في محادثات تهدف إلى التوصل لتفاهمات أو اتفاق محتمل. وبحسب الصحيفة، يحرص مكتب نتنياهو على إبقاء تفاصيل الموقف طي الكتمان، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية لحسم الموقف من المبادرة. ويأتي ذلك بينما أمر نتنياهو أمس الأربعاء باحتلال غزة بشكل أسرع مما كان مخططاً له سابقاً. وفي تدوينة على حسابه بمنصة إكس، أشار مكتب نتنياهو إلى أن الأخير وقبيل الموافقة على خطط احتلال مدينة غزة "وجّه بتقليص الجداول الزمنية" للخطط بدعوى السيطرة على "معاقل حماس الأخيرة وهزيمتها". وأضاف المكتب: "رئيس الوزراء يعبّر عن تقديره الكبير لمقاتلي الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم ولعائلاتهم، ولكل جنود الجيش الإسرائيلي". أخبار التحديثات الحية حماس: تجاهل نتنياهو مقترح الوسطاء يُثبت أنه المُعطل للاتفاق وفي الوقت الذي ينتظر فيه الوسطاء منذ أكثر من 48 ساعة ردّ تل أبيب على مقترح التهدئة في قطاع غزة، تجاهل نتنياهو ذلك، موجّهاً بتسريع احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي ذلك إلى تدمير كامل للقطاع وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين أنّ القوات الإسرائيلية احتلت بالفعل ضواحي مدينة غزة، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيبدأ الهجوم البري الشامل. ووافق وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في وقت سابق، على استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياطي إضافي للسيطرة على مدينة غزة. وذكرت تقارير إعلامية أنه من المقرر إجلاء سكان أكبر مدينة في قطاع غزة إلى مخيمات للاجئين في وسط القطاع المحاصر بحلول مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وفي 17 مايو/ أيار الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية ضد الفلسطينيين بالقطاع تحت مسمى "عربات جدعون" رغم إقرار سياسيين إسرائيليين وعسكريين سابقين بفشلها، وادعاء الجيش أنه سيطر عبرها على "75% من قطاع غزة". وتتزايد المخاوف الدولية من إقدام إسرائيل على إعادة احتلال غزة، في ظل حديث نتنياهو قبل أيام عن "هجوم درسدن"، وأنه بإمكان الجيش أن يقصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية (1939-1945).

"هآرتس": تعتيم إسرائيلي متعمد على تفاصيل الرد على مُقترح صفقة غزة
"هآرتس": تعتيم إسرائيلي متعمد على تفاصيل الرد على مُقترح صفقة غزة

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

"هآرتس": تعتيم إسرائيلي متعمد على تفاصيل الرد على مُقترح صفقة غزة

أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن صياغة الرد الإسرائيلي على مقترح الصفقة المطروح من قبل الوسطاء والتي وافقت عليه حركة المقاومة الفلسطينية " حماس " تجري في أجواء من التعتيم المقصود، فيما لا يزال مقربون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يجهلون موعد اتخاذه القرار النهائي بهذا الشأن. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطّلع قوله إن اتصالات مكثفة جرت خلال اليومين الماضيين مع الوسطاء، في إطار التحضير لتحديد الموقف الرسمي من المبادرة. كما نقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي أن تل أبيب مستعدة للدخول في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق "حتى في ظل استمرار إطلاق النار". وأضاف المصدر أن الخطة الإسرائيلية المتعلقة بالسيطرة على قطاع غزة لا تشكّل عائقًا أمام المضي في محادثات تهدف إلى التوصل إلى تفاهمات أو اتفاق محتمل. وبحسب الصحيفة، يحرص مكتب نتنياهو على إبقاء تفاصيل الموقف قيد الكتمان، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية لحسم الموقف من المبادرة. ويأتي ذلك بينما أمر نتنياهو الأربعاء باحتلال غزة بشكل أسرع مما كان مخططاً له سابقاً. وفي تدوينة على حسابه بمنصة "إكس"، أشار مكتب نتنياهو إلى أن الأخير وقبيل الموافقة على خطط احتلال مدينة غزة "وجه بتقليص الجداول الزمنية" للخطط بدعوى السيطرة على "معاقل حماس الأخيرة وهزيمتها". وأضاف المكتب: "رئيس الوزراء يعبّر عن تقديره الكبير لمقاتلي الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم ولعائلاتهم، ولكل جنود الجيش الإسرائيلي". وفي الوقت الذي ينتظر فيه الوسطاء منذ أكثر من 48 ساعة رد تل أبيب على مقترح التهدئة بقطاع غزة، تجاهل نتنياهو ذلك، موجهاً بتسريع احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي ذلك إلى تدمير كامل للقطاع وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، أن القوات الإسرائيلية احتلت بالفعل ضواحي مدينة غزة، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيبدأ الهجوم البري الشامل. أخبار التحديثات الحية حماس: تجاهل نتنياهو مقترح الوسطاء يُثبت أنه المُعطل للاتفاق ووافق وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في وقت سابق، على استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياطي إضافي للسيطرة على مدينة غزة. وذكرت تقارير إعلامية أنه من المقرر إجلاء سكان أكبر مدينة في قطاع غزة إلى مخيمات للاجئين، وسط القطاع المحاصر بحلول مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وفي 17 مايو/ أيار الماضي، أطلق الجيش عملية عسكرية ضد الفلسطينيين بالقطاع تحت مسمى "عربات جدعون" رغم إقرار سياسيين إسرائيليين وعسكريين سابقين بفشلها، وادعاء الجيش بأنه سيطر عبرها على "75% من قطاع غزة". وتتزايد المخاوف الدولية من إقدام إسرائيل على إعادة احتلال غزة، في ظل حديث نتنياهو قبل أيام عن "هجوم درسدن"، وأنه بإمكان الجيش أن يقصف غزة كما قصف الحلفاء مدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية (1939-1945). وفي سياق متصل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيجتمع اليوم الخميس للموافقة على خطط الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة"، والتي سبق أن وافق عليها كاتس، بحسب ما نقلت "الأناضول". وأردفت الصحيفة: "بالتوازي، تتواصل خلف الكواليس الاتصالات بشأن صفقة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين بغزة)، حيث إن نتنياهو أقل رغبة في صفقة جزئية كانت حماس قد وافقت عليها، لكنه لم يغلق الباب أمامها نهائياً بعد".

الجهل عدوّ الكرامة
الجهل عدوّ الكرامة

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

الجهل عدوّ الكرامة

يلحّ على كُثرٍ، ومنهم صاحب هذه السطور، سؤال الانكفاء العربيّ عن مأساة غزّة، شعوباً ونظماً وحكومات وهيئات اجتماعية ونقابات وغالبية مفكّرين ومثقّفين، باستثناء قلّة من هؤلاء قياساً بحجم أمّة عربية وإسلامية هائلة تعداداً. ولتهدئة نفوسنا حيال هذا المشهد المهين والمملوء خذلاناً وانعدام إحساس بالكرامة العربية والإسلامية والمسيحية والإنسانية المنتهكة، نحاول أن نجد أعذاراً ومبرّرات للانكفاء والخمول والتهاون، لدى الشعوب أولاً وبخاصّة، فنظنّ بحسن نيّة أنّ القمع والعَوز وهمّ تحصيل العيش هي أسباب مخفِّفة ربّما، إلّا أنّنا لا نقتنع تماماً بمبرّرات كهذه، ولا نراها كافيةً للإقفال على السؤال. وأيّ من تلك الافتراضات لا يوفّر إجابةً مقنعةً، فالقمع يمكن تجاوزه والتصدّي له بحجم الاحتجاج الشعبي الضخم الذي يُحرج السلطات وأجهزتها العسكرية والأمنية، ويشلّ فعلها. تستحقّ مأساة غزّة (وفلسطين) تظاهرات مليونية في مصر (في أول القائمة) وسورية (رغم انهماكها بصراعاتها ومجازرها الطائفية) والعراق (رغم تناقضاته الكثيرة وانقساماته الطائفية والإثنية) والأردن (رغم موقعه الصعب وواقعه الحرج) ولبنان (الغارق أيضاً في تناقضاته وانقساماته)، ولو هبّت هذه الشعوب هبّة رجل واحد لزلزلت الأرض تحت أقدام كيان الإبادة، ولشعر نتنياهو وعصابته المتوحّشة وجمهوره الدموي بتردّدات الزلزال تحت أقدامهم، ولأُرغم على وقف مقتلته الفريدة بوحشيتها في التاريخ. هذا عذرٌ أوّل يسقط. أمّا عذر الجوع ولقمة العيش، فلا أحد يُحمّل نفساً وِزراً أثقل من طاقتها على الاحتمال، إذ يكفي الفقراء في مجتمعاتنا العربية (وهم الأكثرية الساحقة) أن يخرجوا بعد صلاة الجمعة من مساجدهم إلى الشارع ويشكّلوا لساعات قليلة جمهوراً مليونياً يُطلق عالياً صراخ الاحتجاج من أجل غزّة. هل هذا كثير؟ وهل يسلب تحصيل لقمة العيش وقتاً طويلاً؟ بالتأكيد لا، فالمشكلة على ما يبدو هي في مكان آخر عنوانه الجهل. أقصد بالجهل (سبباً للانكفاء) عدم المعرفة الكافية والضرورية بالعدوّ، وقد سبق لزميلنا رئيس تحرير "العربي الجديد"، معن البياري، أن أفاض في مقالته " في تذكُّر اعرف عدوّك " (2/6/2025) في شرح المعرفة والضرورة، مكرّراً الدعوة إلى معرفة العدوّ، وإلى اكتشاف "إسرائيل" التي لا نعرفها، واكتشاف "جهلنا الطويل بها"، وفق تعبيره، وإلى التعريف بتاريخ القضية الفلسطينية ومساراتها ضمن مناهج التدريس العربية. والدعوة هذه فيها كثير من الحقيقة والنباهة، ووضع الإصبع على جرح الجهل الذي تشكو منه مجتمعاتنا، وعدم معرفة الخطر الذي تمثّله الصهيونية في أرض فلسطين وأرضنا العربية وفي العالم كلّه. أليس جهلاً عدم التنبّه إلى أن الخطر الصهيونيّ مقبل نحو الشعوب والأوطان العربية كافّةً بعد فلسطين؟ أليس جهلاً الاستخفاف بخطر الكيان الإسرائيليّ المحتلّ لأرض عربية على المسلمين والمسيحيين تحت راية اليهودية، المعادية بعمقها اللاهوتي والعَقَدي لباقي الأديان؟ أليس جهلاً الدخول مع عدوّ مجرم وطامع في شراكات اقتصادية أو تطبيعية أو إبراهيمية، وهو طرفٌ خبيثٌ لعينٌ غير مأمون الجانب الآن ومستقبلاً؟ أليس جهلاً ترك غزّة المنكوبة والمتألمة والمذبوحة لمصيرها، وعدم التحرّك لنصرتها التي هي نصرة للذات وللدين وللانتماء إلى الأمّة ذات المصير والإيمان المشتركَين؟... إن لم يكن هذا جهلاً من النظم والحكومات العربية والإسلامية، وفئات شعبية واسعة، فهو تواطؤ وخيانة واستسلام أحمق لعدو فاجر سيجتاح في يوم قريب العروش والكراسي وثروات الأرض، ولأمّة الإسلام بعد ذلك بئس المصير! إن بقيت على خذلانها وتفرّجها على المأساة وانعدام شعورها بالكرامة. تكونُ أمّة جاهلة في هذه الحال، والجهل عدوّ الكرامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store