logo
الجامعة الهاشمية تنظّم يوما بيئيا مفتوحا

الجامعة الهاشمية تنظّم يوما بيئيا مفتوحا

الدستور٣٠-٠٤-٢٠٢٥

الزرقاء- بترا-
نظّمت الجامعة الهاشمية، ممثلة بكلية الأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية والبيئة، فعاليات "اليوم البيئي المفتوح" الثاني تحت شعار: "بيتنا.. مسؤوليتنا جميعًا"، برعاية رئيس الجامعة الدكتور خالد الحياري، بحضور نواب الرئيس، وعمداء الكليات، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، ومشاركة واسعة من المؤسسات البيئية والوطنية، وطلبة الجامعة، وممثلين عن المجتمع المحلي.
وفي كلمته خلال افتتاح الفعالية، قال الدكتور الحياري: "نلتقي اليوم لنؤكد مسؤوليتنا تجاه البيئة التي وهبنا الله إياها سكنًا ومعاشًا، ويجدر بنا أن نصونها ونرعاها، فشعار اليوم البيئي يحمل معاني سامية تؤكد أن الحفاظ على البيئة مسؤولية جماعية"، مضيفا أن التحديات البيئية، كالتغيّر المناخي والتلوّث وأنماط الاستهلاك غير المسؤولة، تفرض علينا تضافر الجهود لإيجاد حلول مستدامة تضمن للأجيال القادمة حياة كريمة، وتحقق التوازن بين الإنسان والطبيعة.
وأكد الحياري أن الجامعة تولي التوعية البيئية أهمية كبيرة، من خلال إدماج قضايا البيئة في الخطط الدراسية، وطرح مساقات متخصصة، وإشراك الطلبة في نشاطات ومبادرات بيئية، ما يسهم في رفع مستوى الوعي وتغيير السلوكيات اليومية نحو ممارسات أكثر استدامة.
ودعا الحياري الطلبة إلى طرح أفكار ومشاريع ريادية خضراء، مشددًا على أن "كل فكرة صغيرة يمكن أن تتحول إلى مشروع كبير يخدم الوطن والمجتمع"، مشيرا إلى أن الجامعة، إلى جانب دورها الأكاديمي، تُعد حاضنة للوعي ومركزًا حضاريًا لإحداث التغيير الإيجابي، مشيدا بالدور البارز لكلية الأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية، التي تقدم نماذج علمية وأبحاثًا تطبيقية تهدف إلى إيجاد حلول بيئية مستدامة، ما يعزز من مكانة الجامعة كمؤسسة رائدة في دعم التنمية المستدامة وحماية الموارد.
من جانبه، أكد عميد الكلية الدكتور سلمان الكوفحي أن الكلية تسعى لتقديم تعليم بيئي نوعي، من خلال برامج أكاديمية تشمل تخصصات في البكالوريوس والماجستير تُعنى بإدارة الموارد الطبيعية والمياه والتغير المناخي، مشيرًا إلى تعزيز الجانب العملي عبر مختبرات متقدمة، ورحلات ميدانية، ومشاريع تطوعية.
وأوضحت منسقة الفعالية الدكتورة جوان عبيني أن اليوم البيئي يعكس توجه الكلية في الربط بين النظرية والتطبيق، مشيرة إلى أن مساق "التطوع البيئي" يتيح للطلبة تنفيذ مبادرات واقعية، معربة عن فخرها بروح المبادرة لدى الطلبة وشغفهم بخدمة البيئة.
وتضمن اليوم البيئي محاضرات علمية متخصصة، منها محاضرة للدكتورة نسرين الحمود، مديرة مركز السلامة والأمن الحيوي في الجمعية العلمية الملكية، بعنوان: "رصد الصحة المجتمعية من خلال تحليل عينات المياه العادمة"، تناولت فيها دور هذه التقنية في دعم السياسات البيئية والصحية. كما ألقى الباحث الأمريكي روبرت سميث من برنامج فولبرايت محاضرة بعنوان: "دور الحديقة النباتية الملكية في حفظ الطبيعة وتطوير البحث العلمي".
وافتتح نائب رئيس الجامعة الدكتور خالد أبوالتين المعرض البيئي العلمي وبازار "التطوع البيئي"، بمشاركة طلابية ومؤسسية واسعة، عُرضت فيه نماذج تطبيقية لمشاريع بيئية في مجالات الزراعة المائية، والدراسات الجيولوجية، وإدارة المشاريع البيئية الناشئة. كما ضم البازار منتجات صديقة للبيئة من صنع الطلبة، خُصص ريعها لدعم الأنشطة الطلابية.
وشهدت الفعالية تقديم مجموعة من المبادرات الطلابية ضمن مساق "التطوع البيئي"، تضمنت حملات توعية، مشاريع إعادة التدوير، أنظمة الزراعة السمكية، وعروضًا فنية بيئية. وفي ختام اليوم، كرّمت الجامعة المشاركين والداعمين، ومنحت جائزة "صانع الفرق" للسيد أحمد قاموق من دائرة المشاغل الهندسية، تقديرًا لجهوده في دعم الأنشطة البيئية الطلابية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحاج جمال محمد القماز الخريسات في ذمة الله
الحاج جمال محمد القماز الخريسات في ذمة الله

عمون

timeمنذ 3 ساعات

  • عمون

الحاج جمال محمد القماز الخريسات في ذمة الله

عمون - انتقل إلى رحمة الله تعالى الحاج جمال محمد سالم القماز الخريسات (ابو خالد) والد خالد واحمد والفاضلة سارة وسيشع جثمانه الطاه يوم غد الخميس ٢٢-٥-٢٠٢٥ بعد صلاة الظهر من مسجد العيزرية الى مقربتها وتقبل التعازي في ديوان عشرة الخريسات / سوادا ولمدة ثلاثة ايام للرجال والنساء من الساعة الرابعة عصرا وحتى الساعة العاشرة مساء إنا لله وإنا اليه راجعون..

من كل بستان زهرة – 102- سواليف
من كل بستان زهرة – 102- سواليف

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 8 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

من كل بستان زهرة – 102- سواليف

من كل #بستان #زهرة – 102- #ماجد_دودين مَثِّلْ وُقُوفَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ عِريَانا … مُسْتَعْطِفًا قَلِقَ الأحْشَاءِ حَيْرانَا النَّارُ تَزْفُر مِنْ غَيْظٍ وَمِن حَنَقٍ … عَلَى العُصَاةِ وَتَلْقَ الرَّبَ غَضْبَانَا اقْرَأ كِتَابَكَ يَا عَبْدِي عَلَى مَهَلٍ … وَانْظُرْ إِليه تَرَى هَل كَانَ مَا كَانا لَمَّا قَرَأت كِتابًا لَا يُغَادِر لِي … حَرفًا وَمَا كَانَ فِي سِرٍّ وَإعْلانَا قال الجليل خُذُوْهُ يَا مَلَائِكَتِي … مُرُوا بِعَبْدِي إِلَى النِّيْرَانِ عَطْشَانًا يَا رَبِّ لَا تَخْزِنَا يَوْمَ الْحِسَابِ وَلا … تَجْعَلْ لَنَارِكَ فِيْنَا اليَوْمَ سُلْطَانَا اللهم ارزقنا أنفسًا تقنع بعطائك، وترضى بقضائك، وتصبر على بلائك، وتوقن بلقائك وتشكر لنعمائك وتحب أوليائك وتبغض أعداءك واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين. السعداء هم الذين تركوا الدنيا فأصابوا، وسمعوا منادي الله فأجابوا، وحضروا مشاهد التقى فما غابوا، واعتذروا مع التحقيق ثم تابوا وأنابوا، وقصدوا باب مولاهم فما ردوا ولا خابوا. قال ابن القيم في وصف عرائس الجنّة: فَاسْمَعْ صِفَاتِ عَرَائِس الْجَنَّاتِ ثُمَّ … اخْتَر لنَفْسُكَ يَا أَخَا العِرْفَانِ حُوْرٌ حِسَانٌ قَدْ كَمَلْنَ خَلائِقًا … وَمَحَاسِنًا مِنْ أَجْمَلِ النِّسْوَانِ حَتَّى يَحَارُ الطَّرْفِ فِي الْحُسْنِ الَّذِي … قَدْ ألْبِسَتْ فَالطَّرْفُ كَالْحَيْرَانِ وَيَقولُ لَمَّا أَنْ يُشَاهِدَ حُسْنَهَا … سُبْحَان مُعْطِي الْحُسْنِ وَالإِحْسَانِ وَالطَّرْفُ يَشْرَبُ مِن كِئوسِ جَمَالِهَا … فَتَراهُ مِثْلَ الشَّارِب النَّشْوَانِ كملت خلائقها وأكمل حسنها … كالبدر ليل الست بعد ثمان والشمس تجري في محاسن وجهها … والليل تحت ذوائب الأغصان فتراه يعجب وهو موضع ذاك من … ليل وشمس كيف يجتمعان فيقول سبحان الذي ذا صنعه … سبحان متقن صنعة الإنسان وكلاهما مرآة صاحبه إذا … ما شاء يبصر وجهه يريان فيرى محاسن وجهه في وجهها … وترى محاسنها به بعينان حمر الخدود ثغورهن لآليء … سود العيون فواتر الأجفان والبدر يبدو حين يبسم ثغرها … فيضيء سقف القصر بالجدران من كان داؤه المعصية، فشفاؤه الطاعة، ومن كان داؤه الغفلة، فشفاؤه اليقظة، ومن كان داؤه كثرة الأشغال، فشفاؤه في تفريغ المال. فمن تفرغ من هموم الدنيا قلبه، قل تعبه، وتوفر من العبادة نصيبه، واتصل إلى الله مسيره، وارتفع في الجنة مصيره، وتمكن من الذكر والفكر والورع والزهد والاحتراس من وساوس الشيطان، وغوائل النفس. ومن كثر في الدنيا همه، أظلم طريقه، ونصب بدنه، وضاع وقته، وتشتت شمله، وطاش عقله، وانعقد لسانه عن الذكر، لكثرة همومه وغمومه، وصار مقيد الجوارح عن الطاعة، من قلبه في كل واد شعبة، ومن عمره لكل شغل حصة. تَبْغِيْ الوُصُولَ بسَيْرَ فيه تَقْصِيْرُ … لاَ شَكَّ أنَّكَ فِيْما رُمْت مغْرُوْرُ قَدْ سَار قَبْلَكَ أَبْطَالٌ فَمَا وَصِلُواْ … هَذا وفي سَيْرهَمْ جِدٌ وَتَشْمِيْرُ يا مُدَّعِي الحُبَّ في شَرْعِ الغَرامِ وَقَدْ … أَقَامَ بَيَّنَةً لَكِنّهَا زُوْرُ أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ … هَذَا وَأَنْتَ بَعْيدُ الدَّارِ مَهْجُوْرُ لَوْ كَانَ قَلْبُكَ حَيًا ذُبْتَ مِنْ كَمَدٍ … مَا لِلْجرَاح بَجِسْمِ المَيْتِ تَأْثِيْرُ لا تغتم إلا من شيء يضرك في الآخرة، ولا تفرح بشيء لا يسرك غدًا، وأنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي، وأطال الحزن منك على ما فاتك من الطاعة، وألزمك الفكر في بقية عمرك. عليك بصحبة من تذكرك الله عز وجل رؤيته، وتقع هيبته على باطنك ويزيد في عملك منطقه. ويزهدك في الدنيا عمله، ولا تعصي الله ما دمت في قربه، يعظك بلسان فعله ولا يعظك بلسان قوله. خُذْ مَا صَفَا لَكَ فَالْحَيَاةُ غُروْرُ … وَالْمَوتُ آَتٍ وَاللَّبِيْبُ خَبِيْرُ لَا تَعْتِبَنَّ عَلَى الزَّمَانِ فَإِنَّهُ … فَلَكٌ عَلَى قُطْبِ الْهِلاكِ يَدورُ تَعْفُو السُّطوْرُ إِذَا تَقَادَمَ عَهْدُهَا … وَالْخَلْقُ فِي رِقِّ الْحَيَاةِ سُطُوْرُ كُلّ يَفرُ مِن الرَّدَى لِيَفُوتَهُ … وَلَه إِلَى مَا فَر مِنْهُ مَصِيْرُ فَانْظُرْ لنَفْسُكَ فَالسَّلَامَة نُهْزَةٌ … وَزَمَانُهَا ضَافِي الْجَنَاحِ يَطِيْرُ مِرْآةُ عَيْشِكَ بِالشَّبَابِ صَقِيْلَةٌ … وَجَناحُ عُمْرَك بِالْمَشِيْبِ كَسِيْرُ بَادِرْ فَإِنَّ الوَقْتَ سَيْفٌ قَاطِعٌ … وَالعُمْرُ جَيْشٌ وَالشَّبَابُ أَسِيْرُ بذكر الله تحيا القلوب من موت غفلتها فالله الله بالمداومة على ذكر الله سرًا وجهارًا ليلاً ونهارًا قيامًا وقعودًا ماشين ومضطجعين. ذاكر الله لا يستطيع الشيطان في ظله مقيلا، ذاكر الله لا يجد الشيطان إلى إغوائه سبيلا، ذاكر الله لا يزال شيطانه مدحورًا ذليلا، ذاكر الله قد تكفل الله بحفظه وكيف يضيع من كان الله به كفيلا، بذكر الله تطمئن القلوب وتحيا، قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨]. وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: ١٥٢( وَالذِّكرُ فِيْهِ حَيَاةٌ لِلْقُلُوبِ كَمَا … تَحْيَا البِلَادُ إِذَا مَا جَاءَهَا الْمَطَرُ قال أحد الزهّاد: مَا لِي وَلِهَذَا الْخَلْق كنت فِي صلب أبي وحدي … … ثم صرت في بطن أمي وحدي … …ثم دخلت الدنيا وحدي … …ثم تقبض روحي وحدي … … ثم أدخل في قبري وحدي … …ثم يأتيني منكر ونكير فيسألاني وحدي … …فإن صرت إلى خير صرت وحدي … … ثم يوضع عملي وذنوبي في الميزان وحدي … …وإن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي … … فما لي وللناس؟!! … .. قال الحسن البصري ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني إذا مضيت لا أعود. وَمَا الْمَرْءُ إِلَاّ رَاكِبٌ ظَهْرَ عُمْرِه … عَلَى سَفَرٍ يُفِنْيِه بِاليَوْمِ وَالشَّهْرِ يَبِيْتُ وَيُضْحِى كَل يَومٍ وَلَيْلَةٍ … بَعِيْدًا عَنْ الدُّنْيَا قَرَيْبًا إِلَى القَبْرِ فالذي ينبغي للإنسان أن يحافظ على وقته أعظم من محافظته على ماله، وأن يحرص على الاستفادة منه في كل لحظة فيما ينفعه في دينه وفي دنياه، مما هو وسيلة إلى الدار الآخرة. قال حكيم من أمضى يومًا من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه. قال بعض العلماء أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء. انشغالهم بالنعمة عن شكرها. ورغبتهم في العلم وتركهم العمل. وإقبال الآخرة وهم معرضون عنها. والاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بفعالهم. وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها. والمسارعة إلى المعاصي والذنوب وتأخير التوبة. وَكَمْ ذِيْ مَعَاصٍ نَالَ مِنْهُنَّ لَذَّةً … وَمَاتَ وَخضلَاّهَا وَذَاقَ الدَّوَاهِيَا تَصَرَّمُ لذات المعاصي وتنقضي … وتبقى تباعات المعاصي كما هيا فَيَا سَوْءَتَا وَاللهِ رَاءٍ وَسَامِعٌ … لِعَبْدٍ بِعَيْنِ اللهِ يَغْشَى الْمَعَاصِيَا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كَأَنَّكَ غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. قالوا في شرح هذا الحديث معناه لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنًا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا تشتغل فيها إلا بما يشتغل به الغريب فقط الذي يريد الذهاب إلى أهله، وأحوال الإنسان ثلاث: حال لم يكن فيها شيئًا وهي قبل أن يوجد. وحال أخرى وهي من ساعة موته إلى ما لا نهاية له في البقاء السرمدي فإن لنفسك وجود بعد خروج الروح من البدن إما في الجنة وإما في النار وهو الخلود الدائم وبين هاتين الحالتين حالة متوسطة وهي أيام حياته في الدنيا فانظر إلى مقدار ذلك بالنسبة إلى الحالتين يتبين لك أنه أقل من طرفة عين في مقدار عمر الدنيا. يَا غَافِلَ الْقَلْبِ عَنْ ذِكْرِ الْمَنَيَّاتِ … عَمَّا قَلِيْل سَتُلْقَى بَيْنَ أَمْوَاتِ فَاذْكُر مَحَلَّكَ مِن قَبْل الْحُلُولِ بِهِ … وَتُبْ إِلَى الله مِنْ لَهْوٍ وَلَذَّاتِ إِنَّ الْحِمَامَ لَهُ وَقْتٌ إِلَى أَجَلٍ … فَاذْكُرْ مَصَائِبَ أَيَّامٍ وَسَاعَاتِ لَا تَطْمَئِنَّ إِلَى الدُّنْيَا وَزِيْنَتَهَا … قَدْ آنَ لِلمَوْتِ يَا ذَا اللَبِّ أَنْ يِأْتِي ليس العجب من انهماك الكفرة في حب الدنيا والمال فإن الدنيا جنتهم وإنما العجب أن يكون المسلمون يصل حب المال والدنيا في قلوبهم إلى حد أن تذهل عقولهم وأن تكون الدنيا هي شغلهم الشاغل ليلاً ونهارًا وهم يعرفون قدر الدنيا من كتاب ربهم وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم – أليس كتاب الله هو الذي فيه {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى: ٢٠) ويقول: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً} [الإسراء: ١٩ . قال أحد العلماء رحمه الله تعالى أعلم أن الدنيا رأس كل خطيئة كما قال – صلى الله عليه وسلم – وقد صارت عدوة لله وعدوة لأوليائه وعدوة لأعدائه، أما عداوتها لله تعالى فلأنها قطعت الطريق بينه وبين أوليائه. ولهذا فإنه لم ينظر إليها منذ خلقها، وأما عداوتها لأوليائه فلأنها تزينت لهم بزينتها وغمرتهم بزهرتها وتزهت لهم بنضارتها حتى تجرعوا مرارات الصبر في مقاطعتها وتحملوا المشاق في البعد منها. وأما عداوتها لأعدائه فلأنها استدرجتم بمكرها ومكايدها واقتنصتهم بحبائلها وأقصدتهم بسهامها حتى وثقوا بها وعولوا عليها. فخذلتهم أحوج ما كانوا إليها وغدرت بهم أسكن ما كانوا إليها فاجتنوا منها حسرة تنقطع دونها الأكباد. وحرمتهم السعادة الأخروية على طول الآماد فانتبه يا من اغتر بها قبل أن يصيبك مثل ما أصاب المغترين بها. قال بعض العارفين إذا كان أبونا آدم عليه السلام بعد ما قيل له أسكن أنت وزوجك الجنة صدر منه ذنب واحد فأمر بالخروج من الجنة فكيف نرجو دخولها مع ما نحن مقيمون عليه من الذنوب المتتابعة والخطايا المتواترة. يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدًا له ولا يغتر بشبابه وصحبته فإن أقل من يموت الشيوخ الطاعنين في السن. وأكثر من يموت الشبان خصوصًا في زمننا الذي كثرت فيه الحوادث ولهذا يندر من يكبر وقد أنشدوا: يَعَمَّرُ وَاحدٌ فَيَغُرُّ قَوْمًا … وَيُنْسَى مَن يَمُوتُ مِن الشَّبَابِ آخر: لَا تَغْتَرِرْ بِشَبَابٍ نَاعِمٍ خَضِلٍ … فَكَمْ تَقَدَّمَ قَبْلَ الشَّيْبِ شُبَّانُ ومما يعنيك على الجد والاجتهاد في الطاعة تصور قصر عمرك وكثرة الأشغال، وتصور قوة الندم على التفريط والإضاعة عند الموت، وطول الحسرة على البدار بعد الفوت. وتصور عظم ثواب السابقين الكاملين وأنت ناقص، والمجتهدين وأنت متكاسل، واجعل نصب عينيك ما يلي: قوله تعالى: {تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ} [يونس: ٣٠ وقوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً} [آل عمران: ٣٠ وقوله تعالى: {يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} [النبأ: ٤٠ وقوله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} [الزمر: ٥٦ وقوله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [مريم: ٣٩ . فتصور الحسرة والندامة والحزن عندما ترى الفائزين. إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِن التُّقَى … وَأَبْصَرْتَ بَعْدَ الْمَوتِ مَن قَد تَزَودَّا نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لَا تَكُونَ كَمِثْلِهِ … وَأَنَّكَ لَمْ تُرْصَدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا فالبدار البدار والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً. وإنما يقدم على المعاصي ويؤخر التوبة لطول الأمل وتبادر الشهوات. وتنسى التوبة والإنابة لطول الأمل وتفقد أوقاتك وما عملت فيها من الذنوب. وتنسى التوبة والإنابة لطول الأمل فيا أيها المهمل وكلنا كذلك انتهز فرصة الإمكان وتفقد أوقاتك وما عملت فيها من الذنوب. فبادر في محوها بالتوبة النصوح وأكثر من الدعاء والاستغفار كل وقت خصوصًا أوقات الإجابة

الحاج رشيد ملحم (ابو رائد) في ذمة الله
الحاج رشيد ملحم (ابو رائد) في ذمة الله

جفرا نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • جفرا نيوز

الحاج رشيد ملحم (ابو رائد) في ذمة الله

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، ننعى وفاة الحاج رشيد حسين ملحم (أبو رائد)، الذي انتقل إلى جوار ربه، وسيوارى جثمانه الثرى يوم الأربعاء بعد صلاة العصر في بلدة جديتا، نسأل الله عز وجل أن يغفر له، ويرحمه، ويتقبله مع الصالحين، ويجعل مثواه الجنة، وأن يربط على قلوب ابناءه وأهله وأحبّته، ويلهمهم الصبر والسلوان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store