logo
كل العوائق في الطريق إلى غزة

كل العوائق في الطريق إلى غزة

الغدمنذ 5 ساعات
يديعوت أحرونوت
اضافة اعلان
يوآف زيتونإحدى المسائل المركزية التي ستطرح أمام قيادة الجيش الإسرائيلي في الأسبوعين القريبين بالنسبة لخطة نتنياهو "احتلال غزة" التي اقرها الكابينت في الجلسة الليلية الطويلة بين الخميس والجمعة هي الموعد الذي يجند فيه عشرات آلاف جنود الاحتياط في صالح الخطوة الطموحة والطويلة – وكميتهم. إلى الألوية نفسها لم ينزل بعد أي أمر وفي الجيش أيضا سيكونون حذرين جدا في استخدام المقدر المنهك، الذي يبدو أحيانا هكذا عندما يعامل كأمر مفرغ منه.في نهاية الأسبوع فقط سيتلقى رئيس الأركان الفريق إيال زمير رؤوس أقلام عن الأفكار التي تتبلور في قيادة المنطقة الجنوبية بالنسبة للخطوة البرية الكبيرة التي اقرها الكابينت بأمر من نتنياهو. ومنذ الآن يتبين أن الخطوة الهجومية نفسها لن تخرج إلى حيز التنفيذ، بحجم ذي مغزى، على الأقل حتى نهاية شهر آب. في الجيش، بخلاف المستوى السياسي، يأخذون بالحسبان ليس فقط انهاك رجال احتياط كثيرين الذين يتم استدعاؤهم بتواتر عال منذ 7 أكتوبر إلى جولات أخرى فأخرى من القتال، بل وأيضا العطلة الصيفية للأطفال التي جعلت قادة الكتائب والألوية يسرحون في هذه الأسابيع رجال الاحتياط ويرتجلون بدائل من ضباط نظاميين من التأهيل ومن الدورات. وفقط بعد أن يقر رئيس الأركان الأفكار المركزية التي يخططون لها في قيادة المنطقة الجنوبية إلى جانب الفرق المختلفة ستنتقل لائحة المعركة للمناورة الجديدة إلى مرحلة إقرار الخطط في الكابينت أيضا وذلك بعد أن يخطط لتنفيذ أساليب القتال التي سيتم اختيارها والجداول الزمنية للمراحل التالية. كما أن اضطرارات مختلفة تطرح على الطاولة من كل الأنواع سيتم فحصها – من المسألة الإنسانية والضغوط السياسية عبر امزجة الرئيس دونالد ترامب وحتى مستويات الأهلية الفنية للدبابات والمجنزرات والمخزونات المختلفة في الجيش ولا سيما الذخيرة البرية وبخاصة حيال التهديدات بتوسع المقاطعة العسكرية التي تفرضها على إسرائيل دول مختلفة بما فيها ألمانيا.عائق آخر سيؤخذ بالحسبان في شكل الهجوم متعدد الفرق هو مكان المخطوفين. في الجيش يقدرون أن حماس ستوسع ليس فقط أسوار الدفاع عنهم وأساسا تحت الأرض بل قد توزعهم في أماكن مختلفة في الأسابيع القريبة القادمة. وأوضح رئيس الأركان زمير للقيادة السياسية بخلاف تلميحات وزراء مثل سموتريتش وستروك بان خطه الأحمر لن يتغير مهما كان: الجيش لن يهاجم مجالات فيها معلومات عن تواجد مخطوفين مثلما كانت سياسة الجيش حتى اليوم في معظم مراحل الحرب.كما تحدث زمير في الأيام الأخيرة علنا عن تشديد إضافي من ناحيته، لن يتغير رغم إرادات الوزراء: القوات التي ستعمل في غزة في العملية الجديدة ستحصل على إنعاشات وهدن حتى لو كان التبديل للإجازات ستطيل ا لقتال من 4 – 6 اشهر إلى اكثر من ذلك. في هذا الجانب حاول رئيس الأركان أن يبث منذ نهاية الأسبوع لقادة الجيش نقصا آخر حرج جدا لجنودهم، ولا سيما في الوحدات القتالية: انعدام اليقين. وعود كثيرة للجيش خرقت، ولا سيما في السنة الأخيرة، وآخرها كان خدمة احتياط لكل مقاتل لشهرين ونصف فقط في العام 2025. هذا الوعد خرق في شهر نيسان على خلفية حملة "عربات جدعون" والحرب مع إيران. وقالوا في الجيش أمس إن "الهدف هو تبليغ رجال الاحتياط على الأقل بالتغييرات المرتقبة في استدعائهم حتى نهاية شهر آب. يوجد مقاتلو احتياط يفترض أن يأتوا في تشرين الثاني – كانون الأول لانشغالات عملياتية في غزة أو في الضفة وهم في غموض حول الأشهر القادمة بالنسبة لهم ولعائلاتهم، وذلك بعد أن قدموا قرابة سنة متراكمة من الخدمة منذ 7 أكتوبر. هذا واقع غير عادل تجاههم ويجعل الأمور صعبة على الجيش وعلى حياتهم".مهما يكن من أمر، فان خطة العمل في غزة ستكون بطيئة ومتدرجة لأجل الضغط على حماس والسماح للوسطاء بنوافذ أخرى من المفاوضات لتحقيق صفقة مخطوفين.الجمود في الوضع القائم، رغم قرار الكابينت المبدئي، ينقل السيطرة على التفاصيل ووتيرة التجسيد إلى ايدي الجيش، الذي عارض قائده الخطوة – لكن ليس فقط. المخاطرة التي اتخذها نتنياهو في الزيادة الدراماتيكية للمساعدات إلى غزة تعزز حماس من يوم إلى يوم، وتوقفات النار في غزة التي تتواصل بمبادرة إسرائيل من طرف واحد تسمح لحماس بان تنقل المؤن والمقاتلين بين المجالات المختلفة. معظم المقاتلين المتبقين في قطاع غزة ينشغلون أساسا بمهام الدفاع عن النفس وتسوية المباني بالأرض، وفقط في قلة من الأماكن، مثلما في حي الزيتون في جنوب مدينة غزة توجد خطوات هجومية على نطاق محدود من اجتياح كتائبي أو لوائي. وبخلاف التسريبات عن حجوم التجنيد لنحو 250 ألف جندي احتياط في الجيش يقدرون بأن الأعداد ستكون اصغر بكثير، وذلك في ظل معدلات الامتثال المتدنية بسبب مصاعب الخادمين. حتى الآن معدلات الامتثال وصلت هذه السنة بالمتوسط إلى نحو 60 – 70 في المئة.من غير المستبعد أن يكون تمديد الاستعدادات المختلفة لخطوة احتلال غزة، التي ستصل حسب نتنياهو إلى الموعد النهائي 7 أكتوبر 2025، ستؤدي إلى أن بعد شهرين فقط ستكمل قوات الجيش تطويق المدينة على نحو عشرة آلاف مخرب عادوا إليها في الأشهر الأخيرة، قبل أن تدخل عمليا إلى أزقتها وأنفاقها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صحفيو غزة.. إصرار على نقل الحقيقة بالكاميرا والأرواح
صحفيو غزة.. إصرار على نقل الحقيقة بالكاميرا والأرواح

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

صحفيو غزة.. إصرار على نقل الحقيقة بالكاميرا والأرواح

سماح بيبرس اضافة اعلان عمان- على الرغم من أن المواثيق الدولية وضعت إطاراً قانونياً لحماية الصحفيين أثناء الحروب والنزاعات المسلحة، لكن الواقع على الأرض يكشف عن صورة مختلفة تماماً، بخاصة في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ عامين لعدوان احتلالي غاشم ومتواصل، طال البشر والحجر، ولم يسلم منه حتى حَمَلة الكاميرا وأصحاب الكلمة، فالصحافة في غزة تدفع ثمناً باهظاً، حيث تحوّل الميدان إلى ساحة استهداف مباشر للإعلاميين، في محاولة لإسكات أصواتهم وطمس الحقائق.ومع المجزرة الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال أول من أمس، بقصف خيمة للصحفيين قرب مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد ستة صحفيين، ارتفع عدد الشهداء من الإعلاميين في القطاع إلى 238 منذ بداية الحرب، وهو ما اعتبرته المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان بأنّه "الأكبر منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتوثيق الانتهاكات بحق الإعلاميين"، وهو ما أشار إليه نقيب الصحفيين طارق المومني بأنّه دليل إضافي على استخفاف الاحتلال بكل المواثيق والمعاهدات الدولية.ونصّت المادة 79 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية على "أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين".وفي دراسة للجنة الدولية للصليب الأحمر عن القواعد العرفية للقانون الدولي الإنسان جاءت المادة 34 من الفصل العاشر بما يلي: "يجب احترام وحماية الصحفيين المدنيين العاملين في مهام مهنية بمناطق نزاع مسلح ما داموا لا يقومون بجهود مباشرة في الأعمال العدائية".كما أنّ القرار 1738 لمجلس الأمن الدولي كان قد نص على "1- إدانة الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين وموظفي وسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم أثناء النزاعات المسلحة. و2- مساواة سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام والأطقم المساعدة في مناطق النزاعات المسلحة بحماية المدنيين هناك. و3- اعتبار الصحفيين والمراسلين المستقلين مدنيين يجب احترامهم ومعاملتهم بهذه الصفة. و4- اعتبار المنشآت والمعدات الخاصة بوسائل الإعلام أعيانا مدنية لا يجوز أن تكون هدفا لأي هجمات أو أعمال انتقامية."وكانت خان أكدت في تصريحات أول من أمس أنّ على المحكمة الجنائية الدولية التحرك، و"على الدول الغربية الحليفة لإسرائيل أن تثبت التزامها بحرية الصحافة عبر خطوات عملية"، مشيرة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يسعى إلى "قتل الحقيقة" بإسكات كل صوت يروي ما يجري في قطاع غزة.وقالت خان إن "الصحفيين في قطاع غزة يدفعون حياتهم ثمنا لإبقاء العالم على اطلاع على الفظائع التي يرتكبها الاحتلال، مضيفة أن تحذيراتها السابقة لم تردع الجيش الإسرائيلي عن المضي في استهدافه المباشر للصحفيين."ورأت خان أن هذه الجريمة جزء من سياسة ممنهجة لإسكات أي شاهد على ما يجري، معتبرة أن الاحتلال يعتقد أنه قادر على طمس الرواية الفلسطينية، لكنه "لن يتمكن من قتل الحقيقة".وأضافت إن الصحفيين في غزة يدفعون حياتهم ثمنا لنقل الوقائع، وإن إسرائيل تريد "إسكات أي صوت وأي عين تشهد على الفظائع" التي يرتكبها جيشها، مشددة على أن العالم بحاجة إلى رفع وتيرة الإدانة والتحرك الفوري.وقالت إن استمرار الإفلات من العقاب وعدم محاسبة قادة الاحتلال على قتل عشرات الآلاف من الغزيين، ومن بينهم عشرات الصحفيين، يشجع إسرائيل على المضي في مسلسل الاغتيالات، داعية إلى فرض مزيد من الضغوط والعقوبات على تل أبيب.نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني، قال في تصريحات لـ"الغد" إنّ استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين يؤكد أنه لا يريد شهوداً على جرائمه، وهو استهداف ممنهج للحقيقة والصحفيين الذين يحاولون الكشف عنها.وقال المومني إنّ "إسرائيل لا تريد شهودا على جرائمها التي تستهدف البشر والحجر"، ولا تريد الكشف عن حجم الكوارث الإنسانية التي بات العالم يتحدث عنها".وأضاف إنّ "العدو المجرم يحاول قتل الحقيقة واستهداف رسلها الذين يحاولون كشف ما يجري في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ إسرائيل تعتبر نفسها فوق المواثيق والأعراف الدولية.ودعا إلى حملة من كافة الدول والمؤسسات الدولية والمعنية بالإعلام والصحافة لممارسة الضغط على إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها التي ترتكبها تجاه الشعب الفلسطيني والصحفيين، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل في كل مرّة تفلت من المساءلة والعقاب، فهي تعتبر نفسها فوق المواثيق والأنظمة الدوليّة".وكان المومني وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين دانوا جريمة الاحتلال الإسرائيلي باغتيال الستة صحفيين ومصورين وهم: محمد الخالدي، محمد قريقع، أنس الشريف، والمصورون إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، ومحمد نوفل.واستنكر المجلس هذا الاعتداء السافر والمتعمد الذي يأتي في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة، تحت مرأى ومسمع العالم أجمع، دون رادع أو محاسبة، في محاولة لتغييب الرواية الحقيقية لما تشهده غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث.وأشار المجلس إلى أن الاحتلال يمنع دخول ممثلي وسائل الإعلام إلى قطاع غزة، في مسعى لطمس حجم جرائمه بحق الإنسان والحجر، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه الحرب المدمرة، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، وتمكين وسائل الإعلام من دخول القطاع لتغطية ما يحدث على الأرض.وأكد المجلس في هذا السياق الموقف الأردني الثابت، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في التصدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، ورفضه المستمر للانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، ودعمه الدائم لحقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، كما يشيد بجهود جلالته في المحافل الدولية للدفاع عن القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتوظيف الدبلوماسية الأردنية للضغط من أجل وقف العدوان وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.وشدد المجلس على ضرورة عدم إفلات الاحتلال من العقاب، ومحاسبته على جرائمه، مؤكداً أن غياب المساءلة يشجعه على التمادي في قتل الصحفيين، وهم شهود الحقيقة.كما أعرب المجلس عن تضامنه الكامل مع الزملاء الصحفيين والمصورين في قطاع غزة، الذين يواصلون أداء رسالتهم المهنية وسط ظروف كارثية، متمسكين بنقل جزء من حقيقة ما يجري إلى العالم.

نقطة تحول في إسرائيل: الليبراليون يتصارعون مع فكرة الإبادة الجماعية
نقطة تحول في إسرائيل: الليبراليون يتصارعون مع فكرة الإبادة الجماعية

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

نقطة تحول في إسرائيل: الليبراليون يتصارعون مع فكرة الإبادة الجماعية

ترجمة: علاء الدين أبو زينة اضافة اعلان أوري غولدبرغ* - (نيو لاينز) 1/8/2025بعد أشهر من الإنكار الشامل عبر مختلف أطياف المجتمع الإسرائيلي، بدأ البعض يعترفون الآن بأن سياسات حكومتهم تتسبب في إبادة ومجاعة جماعية في غزة.* * *يشعر الليبراليون الإسرائيليون بقلق متزايد بشأن مفهوم الإبادة الجماعية. ولا يمكن للأغلبية الساحقة من اليهود الإسرائيليين حتى أن يحلموا باستخدام كلمة "الإبادة الجماعية" لوصف ما فعله بلدهم في غزة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. ومع ذلك، أصبح الشعور بعدم الراحة ملموسًا اليوم أكثر بكثير مما كان عليه قبل أسابيع قليلة فقط. وأصبح المعلقون البارزون يُعانون عندما يُطلب منهم وصف صور الأطفال والبالغين الهزيلين التي تأتي من القطاع. وفي بودكاست محترم بُث مؤخرًا حول الشؤون الراهنة، تحدث أحد الضيوف، وهو صحفي من "هآرتس" يُدعى نير حسون، عن آخر فكرة اقترحها وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس -حول بناء "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح.حسب الاقتراح، سيتم سَوق مئات آلاف الفلسطينيين إلى داخل هذه "المدينة" بعد إخضاعهم لفحوصات أمنية مطولة (للتحقق من أنهم ليسوا أعضاء في حماس). وبمجرد أن يدخلوا إليها، لن يُسمح لهم بالخروج. والضيف، صحفي "هآرتس" نير حسون، هو واحد من مجموعة صغيرة للغاية من الصحفيين الإسرائيليين المستعدين لاستخدام عبارة "الإبادة الجماعية" لوصف ما يجري في القطاع. وسأل حسون مضيف البودكاست عما إذا كانت "المدينة الإنسانية" تذكره بشيء. وبدا على المضيف الارتباك بوضوح، وتردد قبل أن يقول إن هذا يذكره بـ"سجن". فصححه حسون بلطف: "إنه غيتو"، مثل الغيتوهات التي أنشأها النازيون لحبس اليهود وتجويعهم. وفي بودكاست آخر مشابه، لم يستطع المضيف ولا الضيف قول كلمات "معظمهم أبرياء" لوصف سكان غزة، وبدلًا من ذلك أرغما نفسيهما على قول إن بعض السكان في غزة أبرياء.ما تزال خبرة الهولوكوست تلقي بثقلها على ضمير الليبراليين الإسرائيليين، على الرغم من سهولة التنصل من الصدى الصاخب الذي أثارته الصور القادمة من القطاع. وقد اختار قادة حركة الاحتجاج، المعروفة باسم "التحالف المناهض لنتنياهو"، الذين يطالبون بوقف إطلاق النار باسم التوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن المتبقين، منهجًا ذا اتجاهين. إنهم يغردون الآن بأن ما يتم فعله في غزة "ليس باسمهم"، ثم ينتقلون مباشرة إلى الحديث عن التحضيرات للانتخابات المقبلة التي يخططون لهزيمة نتنياهو فيها. والرسالة الضمنية، كما كان حالها منذ سنوات، هي: "إن حكومة نتنياهو هي انحراف يدفع إسرائيل نحو مستقبل متطرّف. نحن معتدلون. دعونا نستعد السيطرة وسترون كيف ستتسق الأمور". ومع ذلك، يبقى عدم ارتياحهم واضحًا، حتى وإن ظهر ذلك فقط في شدة إنكارهم. لكنّ الفلسطينيين أنفسهم، هذه المرة، هم الغائبون عن الروايات الليبرالية السائدة عن غزة.عندما يعترف المرء بأن إسرائيل ترتكب جرائم في غزة والضفة الغربية، فمن هم ضحايا هذه الجرائم؟ عندما تنظر يونيت ليفي، المذيعة الأكثر مشاهدة في إسرائيل، إلى الكاميرا وتصف أعمال بلدها في غزة بأنها ليست مجرد فشل استراتيجي، بل أخلاقي أيضًا، ماذا تكون ظروف وتداعيات هذه الإخفاقات؟ إن ليفي هي اسم مألوف في كل بيت؛ وقد دعمت الحرب من دون تحفظ تقريبًا حتى وقت قريب، إلى جانب الغالبية العظمى من الإعلام الإسرائيلي. لكن النقاط تم الوصل بينها الآن. لم يعد الأمر "مجرد" احتلال عسكري استمر طويلًا حتى أصبح الآن مُطبعًا ومألوفًا تمامًا. إننا ننظر الآن إلى أسوأ جريمة من بين كل الجرائم على الإطلاق، يقوم بارتكابها مباشرة، بالبث المباشر، مئات آلاف الإسرائيليين المتواطئين في جوانبها المتعددة. وربما يكون الأهم من أي شيء هو أن النتائج الظاهرة لهذه الجريمة تضع الليبراليين الإسرائيليين في موقع غير مريح بشكل ملحوظ.لماذا الآن؟ ما الذي تسبب في بلوغ لحظة التحول الحاسمة هذه؟ يمكنني التفكير في سببين رئيسيين مترابطين: الأول هو الطابع المنهجي لتجويع إسرائيل لغزة. إن الجوع الذي يدفع الناس الآن إلى الهلاك أو الإغماء أثناء سيرهم في أشباح ما كان شوارع ذات مرة، لم يأتِ فجأة، بل هو نتيجة عمل طويل لا هوادة فيه، والذي كان النظام الإسرائيلي كله متواطئًا فيه. معظم اليهود الإسرائيليين، الذين لديهم على الأقل بعض التجربة في الخدمة العسكرية، يعتبرون الأعمال الفردية الكثيرة التي تتكوّن منها "الحرب" أمورًا مشروعة بطبيعتها. والموت هو، بعد كل شيء، إحدى نتائج "الحرب"، مع مبرراتها التي لا نهاية لها للقتل والعنف: "الأشياء الجيدة تحدث للأشخاص السيئين"؛ "أحيانًا عليك أن تفعل أشياء سيئة لتحقيق أهداف جيدة"... وهكذا. فإذا ما طُلب منك تنفيذ قصف جوي أو إطلاق النار بهدف القتل على أي شخص (بما في ذلك أم وأطفالها) يدخل "منطقة قتل"، لا ينبغي أن تتحمل مسؤولية فردية عن أفعالك. إن ضغطك على زر، أو على زناد، قد يؤدي إلى نتائج "سيئة"، بينما تظل أنت "شخصًا طيبًا". في الحرب، بعد كل شيء، يبقى الأمر دائمًا "نحن" أو "هم".لكنّ الجوع مختلف. وأنا أستخدم مصطلح "الجوع" بدلاً من "المجاعة" للتعبير عن التوتر بين الشعور الفردي المباشر والمألوف بالجوع من جهة، والواقع متعدد المراحل وطويل الأمد الذي يجب أن يحدث حتى يتسع الجوع ويجتاح مجتمعًا بكامله من جهة أخرى. إن الجوع لا يشبه "الحرب". لا شيء في صناعة الجوع يمكن أن يكون طبيعيًا، بدءًا من "الخطط" الأولى (هل تذكرون "خطة الجنرالات" لحصار أجزاء من غزة بعد إخلاء المدنيين من أجل تجويع مقاتلي حماس؟) إلى التنفيذ النهائي. عندما يموت الناس جوعًا، فإن هذا يكون نتاج عملية معقدة. إنهم لا بد أن يكونوا قد حُرموا ليس من الغذاء فحسب، بل من البنية التحتية اللازمة لطهي وتوزيع الطعام (الكهرباء، الطرق)، وكذلك من الرعاية الطبية وغيرها من الأساسيات التي لا يمكن تمني محوها بأقوال مثل تلك المذكورة آنفًا.الجوع، المعقّد والمركب بطبيعته الخاصة، يرسم خطًا واضحًا ومباشرًا بين الذين هم جائعون والذين ليسوا كذلك. وبينما يمكن لليبراليين الإسرائيليين أن ينظروا إلى أنفسهم كضحايا معذَّبين عليهم التزام أخلاقي بتدمير أعدائهم، فإنه لا يمكنهم أن يفكروا في أنفسهم كجائعين. ثمة أولئك من اليمين الإسرائيلي الذين يعبرون عن الغضب من وسائل الإعلام الإسرائيلية، لأنها تنقل للجمهور صور أطفال هزيلين يموتون مثل الهياكل العظمية، بينما "الأطفال يجوعون في إسرائيل، والإعلام الليبرالي لا يُظهرهم على الإطلاق". وعندما يسخر الليبراليون الإسرائيليون من مثل هذه التصريحات، يكون واضحًا أنهم يعرفون تمامًا أي جانب من الخط هو الذي يقفون عليه. إن الجوع هو ثابت إنساني جامع.السبب الثاني لانزعاج الليبراليين الإسرائيليين يتعلق بالصور نفسها. إننا نعرف هذه الصور. وقد نشأنا على هذه الصور. يتم تعليم اليهود الإسرائيليين عن المحرقة منذ رياض الأطفال. والأطفال لا يرون صور معسكرات الموت، لكن البذور الأولى تُزرع. وهم يفهمون الرسالة: "ثمة أناسٌ سيئون أرادوا أن يرتكبوا أشياء سيئة ضدنا لأننا يهود، لكننا في النهاية هزمناهم لأننا بنينا وطننا حيث نعيش كيهود بحرية". ثم يتم رفع حضور المحرقة برفق -ولكن بثبات- مع تقدم الأطفال الإسرائيليين في العمر. هناك يوم وطني لإحياء الذكرى. وعندما كنت مراهقًا، كنا نلتقي غالبًا مع ناجين من المحرقة يشاركوننا تجاربهم. وفي ذلك اليوم، لا تُعرض الكوميديا على التلفاز، وتُغلق المطاعم في مساء اليوم السابق. هذه الأشياء كلها هي جزء من الحياة في إسرائيل. لكن الصور، تلك التي تُظهر اليهود وهم يتعرضون للإهانة والاضطهاد، الصور (وهي الأكثر رعبًا على الإطلاق) لما كان يُعرف في معسكرات الإبادة النازية بـ"المسليمان"** -رجال ونساء وأطفال بعيون جوفاء، هزيلون إلى حد فقدان الهيئة الإنسانية تقريبًا- هذه الصور تحتل أعمق طبقة في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية عن المحرقة.إننا لم نشاهد فقط صور الناجين الهزيلين من معسكرات الموت، بل إننا نفهم الرسالة التي تحملها هذه الصور: "الفرق الوحيد بيننا وبين أولئك اليهود هو أن لدينا دولة مستقلة". وبالنسبة للعالم، نتعلم -من دون أن يُقال لنا ذلك بالضرورة بشكل مباشر- أننا نحن أبناء أولئك الهزالى. هذا الإحساس متجذّر بعمق إلى درجة يصعب معه التعبير عنه بالكلمات.يرى الإسرائيليون أنفسهم كضحايا دائمين، ويتماهَون مع الضحايا في كل مكان في العالم بسبب تلك الصور. والارتباط بين ذلك وبين الطبيعة المنهجية للجوع يبدو شبه بديهي. لا يمكن لليهود أن يكونوا "النظام" الذي يصنع المجاعات الجماعية. نحن شعب قائم بذاته، مرفوض حتى الموت من الجميع، من أيٍّ كان. ومجرد فكرة أننا نمتلك هذه القوة، وأننا قد نستخدمها عن طيب خاطر، وأننا جميعًا مشاركون فيها، هي تجربة صادمة.إنني أحتاج -وسأقول شيئًا عن احتياجاتي في نهاية هذا النص- إلى أن أؤكد مرة أخرى: هذا الأمر هنا لا يتعلق بالأخلاق. ما يزال الإسرائيليون يرون أن أفعالهم، الفردية والجماعية، في غزة شرعية. "لقد نهضنا لنقتل من كانوا سيقتلوننا، أليس كذلك؟ وإذا كان هناك من هو مذنب بالإبادة الجماعية، فهو حماس؛ لقد توقفوا فقط بسبب العوائق اللوجستية، وليس لنقص في النية. اقرأوا ميثاقهم! انظروا إلى جرائمهم في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) -(تاريخ بلا سنة، سيبرز وحده من بين جميع السنوات الآتية)!".يختبر الليبراليون الإسرائيليون ما يكفي من الانزعاج لدفعهم إلى النأي بأنفسهم عن الإبادة الجماعية، لأن المحرقة تُشكّل عنصرًا ابتدائيًا في الهوية الإسرائيلية. لم يعد بالإمكان إنكار التشابهات مع المحرقة، لأنها تقدم لليبراليين الإسرائيليين حقائق وصورًا يقاومها كيانهم بالكامل. "نحن" لا يمكن أن نكون النظام الذي يرتكب التسبب بالجوع. يمكن أن نكون مقاتلين، يمكن أن نكون مواطنين مخلصين، ويمكن حتى أن نضع الأخلاق جانبًا عندما نضطر إلى ارتكاب شيء شنيع من أجل إنقاذ الجماعة. لا يمكن أن نكون نحن النظام. وحتى الحقيقة الأقل تصريحًا، لا يمكن أن نكون نحن من تسبب في وصول الأطفال إلى هذه الحالة. لا يمكننا. نحن كنا أولئك الذين كُتب عليهم أن ينتهوا إلى جثث هزيلة. وقد بذلنا كل جهدنا ومواردنا لتفادي هذا المصير. من المستحيل تقبّل أننا أكملنا الدائرة وأصبحنا الآن الجلادين، لا الضحايا. لا يمكن أن يكون هذا نتيجة لأخلاقنا. لا يمكن أن يكون انعكاسًا لوجودنا. لا يمكن أن نكون قد أصبحنا ما نحن عليه اليوم.لقد تطلّب التغلب على المحرقة وتجاوزها في إسرائيل دومًا قدرًا من الإنكار. تتحدث الأساطير المؤسسة لإسرائيل عن "اليهود الجدد"، الذين أخذوا مصيرهم بأيديهم، ولم يعودوا معتمدين على حسن نية الآخرين. عندما جاء الناجون من المحرقة إلى إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية، استُقبلوا بمزيج من الرهبة والشفقة، ولكن أيضًا بالازدراء، على أساس أنهم ساروا باستسلام سلبي إلى الذبح كما تُساق الخراف. ما كان اليهود الذين وُلدوا وتربّوا في أحضان الصهيونية ليسمحوا بحدوث شيء كهذا. كنا سنحميهم بما أنهم كانوا بوضوح في حاجة إلى الحماية. لكننا سنرفض كل ما يمكن أن يقدموه ليكون أساسًا لنهوض ثقافة يهودية جديدة. سوف نتذكرهم ونتعلم عنهم فقط لكي نضمن ألا نصبح ما كانوه أبدًا. سوف نتسامح مع وجود إخوتنا في "الشتات"، لكن التراتبية دائمًا واضحة -نحن الأفضل لأننا لا نحتاج إليهم. أما هم، فسيحتاجون إلينا بلا شك (عندما نُلقي بإبادتنا الجماعية على أكتافهم الضيقة ونُصرّ على أن أي انتقاد لإسرائيل هو معاداة للسامية). لقد رفض اليهود الإسرائيليون، على مدى ما يقرب من عامين، أي مقارنة بين ما فُعل بأسلافهم في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية وما يفعله جيشهم بالفلسطينيين في غزة اليوم. ومع ذلك، مهما حاولوا لم يعد بإمكانهم إنكار الصور والأرقام القادمة من غزة، والجوع الذي خططت له إسرائيل وأدامته.سوف أختم بملاحظة شخصية: لم يكن من السهل عليّ كتابة هذا النص. إنني في النهاية نتاج ثقافتي. وقد استبطنتُ آليات الرفض والإنكار هذه منذ سن مبكرة جدًا. والتفكير فيها، وتحديد علاقات القوة والسياسات التي تنتجها هذه المبادئ "المقدسة" في العالم، لم يكن ولن يكون أمرًا سهلاً بالنسبة لأي إسرائيلي. كنت ناقدًا صريحًا لأفعال إسرائيل في غزة والضفة الغربية لسنوات طويلة، بل بشكل أشد خلال الواحد والعشرين شهرا الماضية، ووجدت نفسي أتراجع خطوتين مقابل كل خطوة إلى الأمام في محاولتي التعبير عن التحول الذي يختبره الليبراليون الإسرائيليون. معظم الليبراليين الإسرائيليين سعيدون جدًا بالامتثال؛ باعتناق سردية أن إسرائيل يمكن أن تكون فردوسًا -فقط لو أنهم كانوا هم في موقع المسؤولية. قد لا يشير عدم ارتياحهم إلى تحوّل جذري، أو حتى إلى أي تحوّل على الإطلاق. وقد ينتهي الأمر بأن تكون هذه مجرد زخرفة بلاغية على أبعد تقدير؛ تركيزًا على إبراز مكانة الليبراليين الإسرائيليين لا أكثر.ومع ذلك، فإن انزعاجهم ينبع من أعمق الأماكن وأكثرها ظلمة في الهوية الإسرائيلية. حتى هم لم يعودوا في مأمن من آثار الإبادة الجماعية التي نرتكبها في غزة.*أوري غولدبرغ Ori Goldberg: أستاذ جامعي سابق، كتب بكثافة عن إيران وإسرائيل والعلاقة بين الدين والسياسة في الشرق الأوسط.*نشر هذا المقال تحت عنوان: A Tipping Point in Israel: Israeli Liberals Grapple With the G-Wordهامش المترجم:**مُسليمان Muselmänner: مصطلح ألماني كان يُستخدم في معسكرات الاعتقال النازية أثناء الهولوكوست لوصف السجناء الذين في حالة إنهاك شديد، وعلى وشك الموت من الجوع أو المرض أو الإرهاق. كان هؤلاء الأشخاص يتسمون بضعف شديد في الجسد، ومشية متمايلة، ونظرة شاردة، وفقدان للإرادة تقريبًا، حتى بدا وكأنهم مستسلمون تمامًا للموت. والمصطلح نفسه يعني حرفيًا "المسلمون" بالألمانية، لكنه في هذا السياق كان يحمل دلالة مهينة ومجردة من المعنى الديني، ويُعتقد أن سبب التسمية يعود إلى مظهرهم المنحني أو استسلامهم القدري الذي شبّهه الحراس بتصوراتهم النمطية عن المسلمين في الصلاة أو الخشوع.

هاجس الأردن الأكبر
هاجس الأردن الأكبر

الغد

timeمنذ 4 ساعات

  • الغد

هاجس الأردن الأكبر

اضافة اعلان التطورات الجارية في الضفة الغربية حاليا، هي الهاجس الأكبر لدوائر القرار الأردني. حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وظفت أحداث السابع من أكتوبر لتسريع خطط الضم في الضفة الغربية. أخطر الوزراء في حكومة نتنياهو؛ سموتريتش وبن غفير هما من يديرا الملف في الأراضي الفلسطينية المحتلة.وفق معلومات أردنية، الحكومة الإسرائيلية كانت على وشك اتخاذ قرار ضم بعض المناطق"ج" قبل أسابيع، ثم تأجل الأمر لاعتبارات سياسية. لكن النية ما تزال قائمة وربما تتم الخطوة خلال الفترة القصيرة المقبلة.لم يعد من رادع داخلي أو خارجي لخطوة كهذه. اليمين الصهيوني يهيمن على الخريطة السياسية في إسرائيل، والإدارة الأميركية لا تنوي على ما يبدو الوقوف في وجه مخطط الضم.قرار حكومة نتنياهو بتوسيع دائرة الحرب في غزة وإطالة أمدها تم بموافقة أميركية، ومعارضة أوروبية أضعف من أن توقف الخطط. استمرار الحرب في غزة، يمثل غطاء لتنفيذ خطط الضم في الضفة الغربية.تقرير نيويورك تايمز وقف على الحقيقة؛ إسرائيل بدأت بتوسيع حدودها بشكل فعلي. تحتل خمسة نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وتفعل الشيء ذاته على نطاق أوسع داخل الأراضي السورية، حيث أقامت ست نقاط عسكرية داخل المنطقة العازلة، ونقاط أخرى في عمق الأراضي السورية، إضافة إلى حفر خندق بطول 30 كيلو مترا يمتد على طول الحدود السورية.الخطوة التوسيعة الأهم بالنسبة لإسرائيل ستكون، ابتلاع ما يعادل 60 % من أراضي الضفة الغربية، ومن ضمنها غور الأردن.إسرائيل مصممة على تحويل انتصاراتها في غزة ولبنان وسوريةوحربها ضد إيران، إلى مكاسب إستراتيجية دائمة، تخدم أهداف الحركة الصهيونية، والاتجاهات الأكثر تطرفا داخلها، وهي المسيطرة اليوم على الحكومة.هذه التحولات الخطيرة في المشهد، تضع الأردن في مواجهة حسابات دقيقة ومصيرية. الضم يعني قتل ما تبقى من فرص لقيام دولة فلسطينية مستقلة. وهذا لم يعد سرا إنما هدف معلن لحكومة نتنياهو.في غزة يخطط نتنياهو لحرب تهجير جديدة تنتهي بالقضاء على حماس وتسليم حكم القطاع لهيئة مدنية تحت غطاء أمني إسرائيلي. وفي الضفة الغربية، ستكون الخطوة التالية للضم، تفكيك السلطة الفلسطينية، وتحويلها إلى" كانتونات" بلدية لا يعود معها ممكنا قيام سلطة مركزية في أراضي الضفة الغربية، بل نظام حكم إداري على غرار روابط القرى التي أنشأتها إسرائيل في سبعينيات القرن الماضي.مثل هذه الخطوات النوعية، ستجعل خيار" الترانسفير" مطروحا على طاولة اليمين الصهيوني المندفع بقوة لإنجاز مشروعه التاريخي.هذا السيناريو يرفع من منسوب القلق في الأردن، لكنه في ذات الوقت يجعل الدولة في حالة انتباه ويقظة حيال كل خطوة تجري هناك. فعندما يتعلق الأمر بمصالح الأمن القومي العليا، لن يتردد الأردن من اتخاذ كل الخطوات التي من شأنها حماية وجوده وكيانه السياسي، بمنع التهجير أو فرض حلول على حسابه.إسرائيل على علم بموقف الأردن هذا، ولا شك أن الإدارة الأميركية كذلك بصورة ما يدور في العقل السياسي الأردني.الأكيد أن هناك تصميما أردنيا على جميع المستويات بالوقوف في وجه أي محاولة لفرض واقع جديد على حساب الأردن.الأسابيع والأشهر المقبلة حبلى بالأحداث والتطورات. ليس مطلوبا منا أن نقف ونراقبها، بل التحرك وعلى الأصعد كافة لحماية مصالحنا والدفاع عن بلادنا. ولدينا من الأوراق ما يمنحنا فرصا غير قليلة للتأثير بمجريات الأمور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store