
نقطة تحول في إسرائيل: الليبراليون يتصارعون مع فكرة الإبادة الجماعية
اضافة اعلان
أوري غولدبرغ* - (نيو لاينز) 1/8/2025بعد أشهر من الإنكار الشامل عبر مختلف أطياف المجتمع الإسرائيلي، بدأ البعض يعترفون الآن بأن سياسات حكومتهم تتسبب في إبادة ومجاعة جماعية في غزة.* * *يشعر الليبراليون الإسرائيليون بقلق متزايد بشأن مفهوم الإبادة الجماعية. ولا يمكن للأغلبية الساحقة من اليهود الإسرائيليين حتى أن يحلموا باستخدام كلمة "الإبادة الجماعية" لوصف ما فعله بلدهم في غزة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. ومع ذلك، أصبح الشعور بعدم الراحة ملموسًا اليوم أكثر بكثير مما كان عليه قبل أسابيع قليلة فقط. وأصبح المعلقون البارزون يُعانون عندما يُطلب منهم وصف صور الأطفال والبالغين الهزيلين التي تأتي من القطاع. وفي بودكاست محترم بُث مؤخرًا حول الشؤون الراهنة، تحدث أحد الضيوف، وهو صحفي من "هآرتس" يُدعى نير حسون، عن آخر فكرة اقترحها وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس -حول بناء "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح.حسب الاقتراح، سيتم سَوق مئات آلاف الفلسطينيين إلى داخل هذه "المدينة" بعد إخضاعهم لفحوصات أمنية مطولة (للتحقق من أنهم ليسوا أعضاء في حماس). وبمجرد أن يدخلوا إليها، لن يُسمح لهم بالخروج. والضيف، صحفي "هآرتس" نير حسون، هو واحد من مجموعة صغيرة للغاية من الصحفيين الإسرائيليين المستعدين لاستخدام عبارة "الإبادة الجماعية" لوصف ما يجري في القطاع. وسأل حسون مضيف البودكاست عما إذا كانت "المدينة الإنسانية" تذكره بشيء. وبدا على المضيف الارتباك بوضوح، وتردد قبل أن يقول إن هذا يذكره بـ"سجن". فصححه حسون بلطف: "إنه غيتو"، مثل الغيتوهات التي أنشأها النازيون لحبس اليهود وتجويعهم. وفي بودكاست آخر مشابه، لم يستطع المضيف ولا الضيف قول كلمات "معظمهم أبرياء" لوصف سكان غزة، وبدلًا من ذلك أرغما نفسيهما على قول إن بعض السكان في غزة أبرياء.ما تزال خبرة الهولوكوست تلقي بثقلها على ضمير الليبراليين الإسرائيليين، على الرغم من سهولة التنصل من الصدى الصاخب الذي أثارته الصور القادمة من القطاع. وقد اختار قادة حركة الاحتجاج، المعروفة باسم "التحالف المناهض لنتنياهو"، الذين يطالبون بوقف إطلاق النار باسم التوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن المتبقين، منهجًا ذا اتجاهين. إنهم يغردون الآن بأن ما يتم فعله في غزة "ليس باسمهم"، ثم ينتقلون مباشرة إلى الحديث عن التحضيرات للانتخابات المقبلة التي يخططون لهزيمة نتنياهو فيها. والرسالة الضمنية، كما كان حالها منذ سنوات، هي: "إن حكومة نتنياهو هي انحراف يدفع إسرائيل نحو مستقبل متطرّف. نحن معتدلون. دعونا نستعد السيطرة وسترون كيف ستتسق الأمور". ومع ذلك، يبقى عدم ارتياحهم واضحًا، حتى وإن ظهر ذلك فقط في شدة إنكارهم. لكنّ الفلسطينيين أنفسهم، هذه المرة، هم الغائبون عن الروايات الليبرالية السائدة عن غزة.عندما يعترف المرء بأن إسرائيل ترتكب جرائم في غزة والضفة الغربية، فمن هم ضحايا هذه الجرائم؟ عندما تنظر يونيت ليفي، المذيعة الأكثر مشاهدة في إسرائيل، إلى الكاميرا وتصف أعمال بلدها في غزة بأنها ليست مجرد فشل استراتيجي، بل أخلاقي أيضًا، ماذا تكون ظروف وتداعيات هذه الإخفاقات؟ إن ليفي هي اسم مألوف في كل بيت؛ وقد دعمت الحرب من دون تحفظ تقريبًا حتى وقت قريب، إلى جانب الغالبية العظمى من الإعلام الإسرائيلي. لكن النقاط تم الوصل بينها الآن. لم يعد الأمر "مجرد" احتلال عسكري استمر طويلًا حتى أصبح الآن مُطبعًا ومألوفًا تمامًا. إننا ننظر الآن إلى أسوأ جريمة من بين كل الجرائم على الإطلاق، يقوم بارتكابها مباشرة، بالبث المباشر، مئات آلاف الإسرائيليين المتواطئين في جوانبها المتعددة. وربما يكون الأهم من أي شيء هو أن النتائج الظاهرة لهذه الجريمة تضع الليبراليين الإسرائيليين في موقع غير مريح بشكل ملحوظ.لماذا الآن؟ ما الذي تسبب في بلوغ لحظة التحول الحاسمة هذه؟ يمكنني التفكير في سببين رئيسيين مترابطين: الأول هو الطابع المنهجي لتجويع إسرائيل لغزة. إن الجوع الذي يدفع الناس الآن إلى الهلاك أو الإغماء أثناء سيرهم في أشباح ما كان شوارع ذات مرة، لم يأتِ فجأة، بل هو نتيجة عمل طويل لا هوادة فيه، والذي كان النظام الإسرائيلي كله متواطئًا فيه. معظم اليهود الإسرائيليين، الذين لديهم على الأقل بعض التجربة في الخدمة العسكرية، يعتبرون الأعمال الفردية الكثيرة التي تتكوّن منها "الحرب" أمورًا مشروعة بطبيعتها. والموت هو، بعد كل شيء، إحدى نتائج "الحرب"، مع مبرراتها التي لا نهاية لها للقتل والعنف: "الأشياء الجيدة تحدث للأشخاص السيئين"؛ "أحيانًا عليك أن تفعل أشياء سيئة لتحقيق أهداف جيدة"... وهكذا. فإذا ما طُلب منك تنفيذ قصف جوي أو إطلاق النار بهدف القتل على أي شخص (بما في ذلك أم وأطفالها) يدخل "منطقة قتل"، لا ينبغي أن تتحمل مسؤولية فردية عن أفعالك. إن ضغطك على زر، أو على زناد، قد يؤدي إلى نتائج "سيئة"، بينما تظل أنت "شخصًا طيبًا". في الحرب، بعد كل شيء، يبقى الأمر دائمًا "نحن" أو "هم".لكنّ الجوع مختلف. وأنا أستخدم مصطلح "الجوع" بدلاً من "المجاعة" للتعبير عن التوتر بين الشعور الفردي المباشر والمألوف بالجوع من جهة، والواقع متعدد المراحل وطويل الأمد الذي يجب أن يحدث حتى يتسع الجوع ويجتاح مجتمعًا بكامله من جهة أخرى. إن الجوع لا يشبه "الحرب". لا شيء في صناعة الجوع يمكن أن يكون طبيعيًا، بدءًا من "الخطط" الأولى (هل تذكرون "خطة الجنرالات" لحصار أجزاء من غزة بعد إخلاء المدنيين من أجل تجويع مقاتلي حماس؟) إلى التنفيذ النهائي. عندما يموت الناس جوعًا، فإن هذا يكون نتاج عملية معقدة. إنهم لا بد أن يكونوا قد حُرموا ليس من الغذاء فحسب، بل من البنية التحتية اللازمة لطهي وتوزيع الطعام (الكهرباء، الطرق)، وكذلك من الرعاية الطبية وغيرها من الأساسيات التي لا يمكن تمني محوها بأقوال مثل تلك المذكورة آنفًا.الجوع، المعقّد والمركب بطبيعته الخاصة، يرسم خطًا واضحًا ومباشرًا بين الذين هم جائعون والذين ليسوا كذلك. وبينما يمكن لليبراليين الإسرائيليين أن ينظروا إلى أنفسهم كضحايا معذَّبين عليهم التزام أخلاقي بتدمير أعدائهم، فإنه لا يمكنهم أن يفكروا في أنفسهم كجائعين. ثمة أولئك من اليمين الإسرائيلي الذين يعبرون عن الغضب من وسائل الإعلام الإسرائيلية، لأنها تنقل للجمهور صور أطفال هزيلين يموتون مثل الهياكل العظمية، بينما "الأطفال يجوعون في إسرائيل، والإعلام الليبرالي لا يُظهرهم على الإطلاق". وعندما يسخر الليبراليون الإسرائيليون من مثل هذه التصريحات، يكون واضحًا أنهم يعرفون تمامًا أي جانب من الخط هو الذي يقفون عليه. إن الجوع هو ثابت إنساني جامع.السبب الثاني لانزعاج الليبراليين الإسرائيليين يتعلق بالصور نفسها. إننا نعرف هذه الصور. وقد نشأنا على هذه الصور. يتم تعليم اليهود الإسرائيليين عن المحرقة منذ رياض الأطفال. والأطفال لا يرون صور معسكرات الموت، لكن البذور الأولى تُزرع. وهم يفهمون الرسالة: "ثمة أناسٌ سيئون أرادوا أن يرتكبوا أشياء سيئة ضدنا لأننا يهود، لكننا في النهاية هزمناهم لأننا بنينا وطننا حيث نعيش كيهود بحرية". ثم يتم رفع حضور المحرقة برفق -ولكن بثبات- مع تقدم الأطفال الإسرائيليين في العمر. هناك يوم وطني لإحياء الذكرى. وعندما كنت مراهقًا، كنا نلتقي غالبًا مع ناجين من المحرقة يشاركوننا تجاربهم. وفي ذلك اليوم، لا تُعرض الكوميديا على التلفاز، وتُغلق المطاعم في مساء اليوم السابق. هذه الأشياء كلها هي جزء من الحياة في إسرائيل. لكن الصور، تلك التي تُظهر اليهود وهم يتعرضون للإهانة والاضطهاد، الصور (وهي الأكثر رعبًا على الإطلاق) لما كان يُعرف في معسكرات الإبادة النازية بـ"المسليمان"** -رجال ونساء وأطفال بعيون جوفاء، هزيلون إلى حد فقدان الهيئة الإنسانية تقريبًا- هذه الصور تحتل أعمق طبقة في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية عن المحرقة.إننا لم نشاهد فقط صور الناجين الهزيلين من معسكرات الموت، بل إننا نفهم الرسالة التي تحملها هذه الصور: "الفرق الوحيد بيننا وبين أولئك اليهود هو أن لدينا دولة مستقلة". وبالنسبة للعالم، نتعلم -من دون أن يُقال لنا ذلك بالضرورة بشكل مباشر- أننا نحن أبناء أولئك الهزالى. هذا الإحساس متجذّر بعمق إلى درجة يصعب معه التعبير عنه بالكلمات.يرى الإسرائيليون أنفسهم كضحايا دائمين، ويتماهَون مع الضحايا في كل مكان في العالم بسبب تلك الصور. والارتباط بين ذلك وبين الطبيعة المنهجية للجوع يبدو شبه بديهي. لا يمكن لليهود أن يكونوا "النظام" الذي يصنع المجاعات الجماعية. نحن شعب قائم بذاته، مرفوض حتى الموت من الجميع، من أيٍّ كان. ومجرد فكرة أننا نمتلك هذه القوة، وأننا قد نستخدمها عن طيب خاطر، وأننا جميعًا مشاركون فيها، هي تجربة صادمة.إنني أحتاج -وسأقول شيئًا عن احتياجاتي في نهاية هذا النص- إلى أن أؤكد مرة أخرى: هذا الأمر هنا لا يتعلق بالأخلاق. ما يزال الإسرائيليون يرون أن أفعالهم، الفردية والجماعية، في غزة شرعية. "لقد نهضنا لنقتل من كانوا سيقتلوننا، أليس كذلك؟ وإذا كان هناك من هو مذنب بالإبادة الجماعية، فهو حماس؛ لقد توقفوا فقط بسبب العوائق اللوجستية، وليس لنقص في النية. اقرأوا ميثاقهم! انظروا إلى جرائمهم في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) -(تاريخ بلا سنة، سيبرز وحده من بين جميع السنوات الآتية)!".يختبر الليبراليون الإسرائيليون ما يكفي من الانزعاج لدفعهم إلى النأي بأنفسهم عن الإبادة الجماعية، لأن المحرقة تُشكّل عنصرًا ابتدائيًا في الهوية الإسرائيلية. لم يعد بالإمكان إنكار التشابهات مع المحرقة، لأنها تقدم لليبراليين الإسرائيليين حقائق وصورًا يقاومها كيانهم بالكامل. "نحن" لا يمكن أن نكون النظام الذي يرتكب التسبب بالجوع. يمكن أن نكون مقاتلين، يمكن أن نكون مواطنين مخلصين، ويمكن حتى أن نضع الأخلاق جانبًا عندما نضطر إلى ارتكاب شيء شنيع من أجل إنقاذ الجماعة. لا يمكن أن نكون نحن النظام. وحتى الحقيقة الأقل تصريحًا، لا يمكن أن نكون نحن من تسبب في وصول الأطفال إلى هذه الحالة. لا يمكننا. نحن كنا أولئك الذين كُتب عليهم أن ينتهوا إلى جثث هزيلة. وقد بذلنا كل جهدنا ومواردنا لتفادي هذا المصير. من المستحيل تقبّل أننا أكملنا الدائرة وأصبحنا الآن الجلادين، لا الضحايا. لا يمكن أن يكون هذا نتيجة لأخلاقنا. لا يمكن أن يكون انعكاسًا لوجودنا. لا يمكن أن نكون قد أصبحنا ما نحن عليه اليوم.لقد تطلّب التغلب على المحرقة وتجاوزها في إسرائيل دومًا قدرًا من الإنكار. تتحدث الأساطير المؤسسة لإسرائيل عن "اليهود الجدد"، الذين أخذوا مصيرهم بأيديهم، ولم يعودوا معتمدين على حسن نية الآخرين. عندما جاء الناجون من المحرقة إلى إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية، استُقبلوا بمزيج من الرهبة والشفقة، ولكن أيضًا بالازدراء، على أساس أنهم ساروا باستسلام سلبي إلى الذبح كما تُساق الخراف. ما كان اليهود الذين وُلدوا وتربّوا في أحضان الصهيونية ليسمحوا بحدوث شيء كهذا. كنا سنحميهم بما أنهم كانوا بوضوح في حاجة إلى الحماية. لكننا سنرفض كل ما يمكن أن يقدموه ليكون أساسًا لنهوض ثقافة يهودية جديدة. سوف نتذكرهم ونتعلم عنهم فقط لكي نضمن ألا نصبح ما كانوه أبدًا. سوف نتسامح مع وجود إخوتنا في "الشتات"، لكن التراتبية دائمًا واضحة -نحن الأفضل لأننا لا نحتاج إليهم. أما هم، فسيحتاجون إلينا بلا شك (عندما نُلقي بإبادتنا الجماعية على أكتافهم الضيقة ونُصرّ على أن أي انتقاد لإسرائيل هو معاداة للسامية). لقد رفض اليهود الإسرائيليون، على مدى ما يقرب من عامين، أي مقارنة بين ما فُعل بأسلافهم في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية وما يفعله جيشهم بالفلسطينيين في غزة اليوم. ومع ذلك، مهما حاولوا لم يعد بإمكانهم إنكار الصور والأرقام القادمة من غزة، والجوع الذي خططت له إسرائيل وأدامته.سوف أختم بملاحظة شخصية: لم يكن من السهل عليّ كتابة هذا النص. إنني في النهاية نتاج ثقافتي. وقد استبطنتُ آليات الرفض والإنكار هذه منذ سن مبكرة جدًا. والتفكير فيها، وتحديد علاقات القوة والسياسات التي تنتجها هذه المبادئ "المقدسة" في العالم، لم يكن ولن يكون أمرًا سهلاً بالنسبة لأي إسرائيلي. كنت ناقدًا صريحًا لأفعال إسرائيل في غزة والضفة الغربية لسنوات طويلة، بل بشكل أشد خلال الواحد والعشرين شهرا الماضية، ووجدت نفسي أتراجع خطوتين مقابل كل خطوة إلى الأمام في محاولتي التعبير عن التحول الذي يختبره الليبراليون الإسرائيليون. معظم الليبراليين الإسرائيليين سعيدون جدًا بالامتثال؛ باعتناق سردية أن إسرائيل يمكن أن تكون فردوسًا -فقط لو أنهم كانوا هم في موقع المسؤولية. قد لا يشير عدم ارتياحهم إلى تحوّل جذري، أو حتى إلى أي تحوّل على الإطلاق. وقد ينتهي الأمر بأن تكون هذه مجرد زخرفة بلاغية على أبعد تقدير؛ تركيزًا على إبراز مكانة الليبراليين الإسرائيليين لا أكثر.ومع ذلك، فإن انزعاجهم ينبع من أعمق الأماكن وأكثرها ظلمة في الهوية الإسرائيلية. حتى هم لم يعودوا في مأمن من آثار الإبادة الجماعية التي نرتكبها في غزة.*أوري غولدبرغ Ori Goldberg: أستاذ جامعي سابق، كتب بكثافة عن إيران وإسرائيل والعلاقة بين الدين والسياسة في الشرق الأوسط.*نشر هذا المقال تحت عنوان: A Tipping Point in Israel: Israeli Liberals Grapple With the G-Wordهامش المترجم:**مُسليمان Muselmänner: مصطلح ألماني كان يُستخدم في معسكرات الاعتقال النازية أثناء الهولوكوست لوصف السجناء الذين في حالة إنهاك شديد، وعلى وشك الموت من الجوع أو المرض أو الإرهاق. كان هؤلاء الأشخاص يتسمون بضعف شديد في الجسد، ومشية متمايلة، ونظرة شاردة، وفقدان للإرادة تقريبًا، حتى بدا وكأنهم مستسلمون تمامًا للموت. والمصطلح نفسه يعني حرفيًا "المسلمون" بالألمانية، لكنه في هذا السياق كان يحمل دلالة مهينة ومجردة من المعنى الديني، ويُعتقد أن سبب التسمية يعود إلى مظهرهم المنحني أو استسلامهم القدري الذي شبّهه الحراس بتصوراتهم النمطية عن المسلمين في الصلاة أو الخشوع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 14 دقائق
- رؤيا نيوز
حـــمـــ.اس 'متغلغلة'.. واشنطن ترفض انتقاد إسرائيل بشأن استهداف صحفيين في غزة
رفضت الولايات المتحدة الثلاثاء توجيه انتقادات لإسرائيل بشأن مقتل صحفيين عاملين في قناة الجزيرة في، محيلة أيّ أسئلة بهذا الصدد إلى الدولة العبرية. واتّهم مراسل 'الجزيرة' أنس الشريف، أحد أبرز وجوه تغطية القناة للحرب في غزة، بأنه كان 'قائدًا لخلية إرهابية في حركة حماس الإرهابية، وكان مسؤولا عن هجمات صاروخية على المدنيين الإسرائيليين وقوات الجيش'. وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي برس للصحافيين إنّ 'ما سأقوله لكم هو أنّنا نحيلكم إلى إسرائيل في أيّ معلومات تتّصل بالشريف'. وأبدت احترامها للصحفيين الذين يتولّون تغطية مناطق الحرب، لكنها لفتت إلى أن عناصر حماس 'متغلغلون في المجتمع، ويتظاهرون بأنهم صحافيون'. ودانت دول أوروبية وعربية والأمم المتحدة ومنظمات تعنى بحماية الحريات الإعلامية الضربة الإسرائيلية. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس 'ثمة حاجة في حالات مماثلة إلى تقديم دليل واضح، في إطار احترام سيادة القانون، لتجنّب استهداف صحافيين'. وقالت الجزيرة إن ثلاثة من عامليها قتلوا مع الشريف في الضربة التي استهدفت خيمتهم في مدينة غزة وهم مراسلها محمد قريقع والمصوّران إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل. وكانت 'الجزيرة' أشارت في بادئ الأمر إلى أن مؤمن عليوة الذي قتل أيضا بالضربة كان عاملا في القناة، لكنها أوضحت الثلاثاء أنه كان مصورا حرا، مضيفة أن محمد الخالدي، الصحافي السادس الذي قتل بالضربة، كان هو أيضا مصورا حرا. ويقول صحافيون محليون كانت تربطهم به معرفة، إنّ الشريف عمل في بداية مسيرته المهنية في المكتب الإعلامي لحماس، وكان مكلّفا الترويج لفاعليات تنظّمها الحركة التي تحكم قطاع غزة منذ العام 2006.


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
شركات التقنية الكبرى على خطوط القتال
الخدمات السحابية التي تتصل بها هواتفنا وتعتمد عليها أجهزتنا الإلكترونية المختلفة، والتي تخزن البيانات والملفات الشخصية والمؤسسية، وتعالجها بالذكاء الاصطناعي وبغيره، وتتحكم بنا بقدر ما نتيجة لذلك، هي ذاتها الأدوات الأهم والأحدث في عالم التجسس والحروب، ليس فقط على المستوى التجاري، بل والمستوى الإستراتيجي والعسكري وصارت تلعب دوراً في العمليات التكتيكية من الملاحقة والاستهداف إلى اتخاذ القرار بالقتل. ما كشفته صحيفة «الغارديان» البريطانية وشركاء إعلاميون عن حدود العلاقة بين وحدة 8200 -الذراع الاستخبارية الأشهر في الجيش الإسرائيلي- وشركة مايكروسوفت قدّم جديدا في المدى الذي بلغه التعاون بين شركات المعلومات الكبرى والجيوش الباطشة، وعرض مثالاً للحدّ الذي تلعبه هذه التقنيات في المراقبة والتخزين السحابي غير المحدود ونماذج الذكاء الاصطناعي. كشف التقرير أن الجيش الإسرائيلي يخزّن ما يصل إلى «مليون مكالمة في الساعة» على خوادم مايكروسوفت ويعالجها ضمن مشروع ضخم، يحفظ أرشيفاً صوتياً لمكالمات الفلسطينيين، ويغذي آلة الاستهداف وقرارات القتل في غزة والضفة، وبالشراكة بين مايكروسوفت و»Open AI» لا يعود التخزين السحابي مجرد خدمة 'محايدة'، بل بنية تحتية قتالية قادرة من خلال الذكاء الاصطناعي على توجيه النيران وتحويل أنفاس الناس إلى مؤشرات للإعدام، وفي كل خطأ أو «هلوسة» في معالجة الصوت العربي وهو كثير، تتسع الهوة الأخلاقية، وتزداد ضبابية الحدود بين المدني والعسكري، لتضع شركات التقنية الكبرى في قلب أسئلة بقايا الضمير، وأطلال القانون. وإذا كان التحقيق قد خصّ مايكروسوفت في بحثه، فإن الشركاء الآخرين من – عمالقة الحوسبة السحابية جوجل وأمازون – لهم أيضاً مشروعهم المشهور «نيمبوس»، والذي يوفّر بنية سحابيّة متقدمة للحكومة والجيش في إسرائيل، وكان مثار احتجاجات داخلية وحقوقية واسعة، مما يطرح أسئلةً على البشرية: كيف يمكن أن نتعامل مع ظاهرة تسخير الشركات المدنية أدواتها لأهداف قتالية واستخبارية؟ لندرك أننا لسنا بإزاء «حوسبة سحابية» بقدر ما نحن أمام إعادة هندسة للفضاء المدني برمته، حيث تتضافر المنصات السحابية مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتُنسج علاقات شراكة بين الجيوش، والتقنيات الفتّاكة، والثروات الهائلة ليصبح السؤال مركباً: كيف يمكن أن نضمن المدى الذي بلغته أو تسعى أن تبلغه هذه الإمكانات الهائلة في حياتنا ومماتنا؟ في كارثة غزّة هنالك مواقف مستترة اتخذت، وأعمال مورست في الخفاء، ظهر منها إلى العلن الكثير، وبقي الكثير بانتظار الكشف والإعلان، كبرت الأسئلة الصغيرة، وتحققت والهواجس ، ولعل من أبرز أمثلتها الانكشاف التقني والمعلوماتي : فالإمكانات التقنية باتت عنصراً استراتيجياً في علاقات الدول، في السلم كما في الحرب مثل: جمع البيانات وحفظها ومعالجتها، وتخزينها سحابيّا، ووضع ضوابط وحواجز للوصول إليها: وهذه جميعها تشكل أدوات سيادية جديدة، تتحكّم بها شركات ليست من الأرحام، ولا تُنتخب لكنها تُؤثر، وتفاوضها حكومات تعرف أن «الحياد» صار شيئاً من الرفاهية. لذلك يتحتم على الدول اليوم قبل الغد مراجعة القوانين التي تنظم هذه العملية، والتعامل مع أمن المعلومات كقضية أمن قومي وإلا فإنها سوف تجد أن هذه البيانات الخطيرة قد أضحت سلعة يتاجر بها.


أخبارنا
منذ 4 ساعات
- أخبارنا
علي ابو حبلة : غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية
أخبارنا : نداء من ذاكرة الألم المشتركة قبل ثمانين عامًا، خرج العالم من ظلام المحرقة وهو يردد: «لن يتكرر ذلك أبدًا». كان هذا الوعد عهدًا إنسانيًا قبل أن يكون يهوديًا، تعهّدًا بأن لا يُسمح لأي قوة أن تحاصر شعبًا أو تقتل أطفاله أو تهدم منازله لمجرد انتمائه العرقي أو الديني. اليوم، غزة تحترق تحت حصار خانق وقصف لا يفرق بين طفل وجندي. آلاف الجثث، أحياء كاملة تُسوى بالأرض، وأطفال يموتون جوعًا أو تحت الركام. هذا المشهد الذي يوثق بالصور والتقارير الأممية يضع اليهودية التقدمية أمام اختبار تاريخي: هل «لن يتكرر» تعني للجميع أم للبعض فقط؟ أرقام تعري الصمت منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل في غزة أكثر من 50 ألف إنسان، معظمهم مدنيون، وفق بيانات الأمم المتحدة والأونروا. 70% من الضحايا نساء وأطفال، فيما أُصيب عشرات الآلاف، ودُمرت المستشفيات، وارتفع خطر المجاعة إلى مستوى الكارثة الإنسانية[^1]. أصوات من رحم الهولوكوست ليس الفلسطينيون وحدهم من يصرخون. ناجون من المحرقة وذووهم أصدروا بيانًا جاء فيه:> «لن يكون ‹أبدًا› صادقًا إن لم يشمل الجميع.»[^2] هذه الكلمات ليست اتهامًا لليهودية، بل دعوة لها للوفاء بجوهر قيمها: العدالة، الرحمة، حماية المستضعفين. تحذير من الداخل من قلب إسرائيل، حذّر قادة أمنيون وأكاديميون وصحافيون من أن التطرف القومي والديني لن يدمر الفلسطينيين فقط، بل سيفتك بالمجتمع الإسرائيلي ذاته. صحيفة هآرتس كتبت أن الإفلات من العقاب لعنف المستوطنين «يدفع إسرائيل نحو عزلة دولية وانهيار أخلاقي»[^3]. معاداة السامية تعريف لا يعرف استثناءات معاداة السامية ليست حكرًا على اضطهاد اليهود. إنها، في جوهرها، كراهية إنسان لمجرد انتمائه لهوية معينة. وعندما يُحاصر شعب ويُقتل أطفاله ويُهدم بيته بسبب هويته، فإن ذلك مهما كانت الذرائع شكل من أشكال معاداة السامية ضد الإنسانية جمعاء رسالة إلى اليهودية المعتدلة إذا كانت ذاكرة المحرقة قد علمت العالم شيئًا، فهو أن الصمت شريك في الجريمة. اليوم، يملك اليهود المعتدلون في إسرائيل وخارجها فرصة تاريخية: أن يرفعوا صوتهم ضد القتل الجماعي، وأن يمدوا جسور التضامن مع الفلسطينيين، لا بوصفهم خصومًا، بل شركاء في الإنسانية. لأن الدفاع عن المساواة والكرامة اليوم في غزة، هو دفاع عن مستقبل اليهودية ذاتها، وعن حق أبنائكم وأحفادكم في أن يعيشوا في عالم لا مكان فيه لاضطهاد أي إنسان بسبب هويته. خاتمة من أوشفيتز إلى غزة، خيط واحد يربط الضحايا: إنسانيتهم. والتاريخ لن يحكم على الشعارات، بل على الأفعال. فإما أن يكون «لن يتكرر» عهدًا عالميًا صادقًا، أو يتحول إلى عبارة فارغة تتكرر مع كل جيل من الضحايا