
سقوط الأقنعة.. اختراق أسوار «الإخوان الإسرائيليين»: يحملون الجنسية ويتحالفون مع اليهود
غير أن الواقع السياسى والاجتماعى على الأرض، خاصة داخل إسرائيل نفسها، كشف عن علاقات مركبة، وأحيانًا متشابكة، بين الجماعة وأفرعها المختلفة وبين إسرائيل، وصلت فى بعض تجلياتها إلى تحالفات حكومية ومشاركة برلمانية مباشرة فى «الكنيست».
«الحركة الإسلامية» فى الداخل شاركت فى ائتلافات الحكومات العبرية
علاقة الإخوان بفلسطين بدأت من البوابة العقائدية، حيث اعتبر حسن البنا القضية الفلسطينية «قضية الأمة الإسلامية» و«بوابة الجهاد الأسمى»، وهذه الرؤية التى تكرست فى ميثاق حركة حماس عام ١٩٨٨، والذى اقتبس قول البنا: «ستقوم إسرائيل وتستمر حتى يبيدها الإسلام كما أباد ما قبلها».
هذا الطرح النظرى، الذى ادعته الجماعة، مع الأحاديث التاريخية المبالغ فيها عن إرسال التنظيم متطوعين للدفاع عن فلسطين، لم يصمد كثيرًا أمام اعتبارات الواقع السياسى، خاصة بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وصعود فروع الإخوان داخل إسرائيل. وقبل أوسلو، تأسست الحركة الإسلامية داخل إسرائيل فى سبعينيات القرن الماضى، على يد عبدالله نمر درويش، أحد شيوخ مدينة كفر قاسم، وبدأت كحركة دعوية وخيرية، لكنها سرعان ما اكتسبت طابعًا سياسيًا وتنظيميًا حركيًا مشابهًا لباقى أفرع جماعة الإخوان فى العالم العربى.
وفى التسعينيات انقسمت الحركة إلى جناحين هما: الجناح الشمالى، بقيادة رائد صلاح، الرافض علنًا الاندماج فى السياسة الإسرائيلية، والمتبنى علنًا خطابًا صداميًا يرتكز على شعار «الأقصى فى خطر»، بالإضافة إلى الجناح الجنوبى، بقيادة إبراهيم سرسور، ثم منصور عباس، الداعى إلى المشاركة فى انتخابات «الكنيست» والعمل من داخل مؤسسات إسرائيل.
وابتداء من هذه الفترة، بدأت مرحلة غير مسبوقة من التعاون بين الجماعة وإسرائيل، أسفرت عن وجود ممثل فعلى للحركة ذات الأصول الإخوانية داخل الكنيست الإسرائيلى، بل وضمن الائتلاف الحاكم نفسه، ما يعنى أن عناصر «الحركة الإسلامية» أقسموا قسم الولاء لإسرائيل والعمل على تحقيق مصالحها، لا غير ذلك.
وفى عام ٢٠٢١، دخلت القائمة العربية الموحدة «راعم»، المنبثقة من الجناح الجنوبى للحركة الإسلامية، الائتلاف الحكومى، الذى قاده نفتالى بينيت ويائير لابيد، رئيسا وزراء إسرائيل السابقان.
ورغم أن «بينيت» حاول حينها تصوير «راعم» كحزب إسلامى براجماتى يسعى لتحسين حياة العرب داخل إسرائيل، إلا أن جذور الحزب التنظيمية والعقائدية تعود بوضوح إلى جماعة الإخوان، ويعلن زعيمه منصور عباس عن أنه يدين بالولاء الفكرى لتيار عالمى ينادى بما يسمى بـ«عودة الخلافة».
دعم مالى وتنظيمى متبادل بين «إخوان الداخل» و«حماس»
تنظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى الحركة الإسلامية، حتى بجناحها الجنوبى، باعتبارها جزءًا من البنية التنظيمية العالمية لجماعة الإخوان، وتشير تقارير جهاز الأمن العام الإسرائيلى «الشاباك» إلى عدة ملاحظات عنها، أبرزها أن هناك نموذجًا هرميًا للتنظيم، يشمل قيادات من قطاعات مختلفة بهدف السيطرة على مراكز التأثير داخل المجتمع العربى فى إسرائيل، بالإضافة إلى تدفق التمويل عليها، وأنه رغم تعهدات الحكومات الإسرائيلية بتضييق الخناق على هذا التدفق إلا أن الأموال استمرت فى الوصول للحركة عبر جمعيات خيرية ومصادر خارجية فى أوروبا.
كما لفت «الشاباك» فى بعض تقاريره إلى ارتباط «الحركة الإسلامية» بـ«حماس»، وأنها تعد الذراع التمويلية لها داخل إسرائيل، حيث تمر الأموال فى الاتجاهين، وتستخدم لتقديم رواتب لعائلات منفذى العمليات، أو لإنشاء مؤسسات تعليمية ودينية واجتماعية تخدم أجندة الجماعة.
ورغم ما يبدو من تعارض ظاهر، فإن الحركة الإسلامية فى إسرائيل نجحت فى ترسيخ وجودها تحت مظلة «المواطنة داخل إسرائيل»، وشاركت فى الانتخابات، حيث فازت ببلدية أم الفحم، وتمددت نحو العمل البرلمانى داخل الكنيست.
ولم يعارض إخوان إسرائيل أبدًا المشاركة والتصويت فى انتخابات الكنيست، كونهم جميعًا يحملون الجنسية الإسرائيلية، وحتى «الجبهة الشمالية» للتنظيم- والتى تعد الأكثر تشددًا من الجبهة الجنوبية- لا تدعو إلى مقاطعة الكنيست، بل تُبرر المشاركة بأنه واقع قانونى.
وفى ذلك، تمارس جماعة الإخوان نوعًا من «التقية السياسية»، حيث يتماهى الخطاب العام مع لغة مدنية، بينما يبقى الخطاب الداخلى إسلاميًا محافظًا ذا بعد إخوانى.
الجماعة بنت سرديتها الزائفة باعتبارها تيارًا إسلاميًا يعادى المشروع الصهيونى
العلاقات وصلت إلى تحالفات حكومية ومشاركة برلمانية مباشرة فى «الكنيست»
أئمة الجماعة موظفون فى «الداخلية» الإسرائيلية ويقودون التظاهر ضد مصر
نموذج الإخوان فى إسرائيل لا نظير له فى أى مكان آخر حول العالم، فالعلاقة ليست علاقة صدام كما يبدو فى الخطاب الإعلامى، بل هى علاقة أكثر تعقيدًا وتشابكًا مما يعتقد، تمتزج فيها البراجماتية بالمراوغة، والانخراط السياسى بالانتماء العقائدى، والخطاب المدنى بالسردية الدينية.
وتبرز تلك العلاقة أكثر عند التدقيق فى معايير اختيار أئمة المساجد فى بلدات «عرب ٤٨»، خاصة البلدات التى ينتشر فيها تنظيم الإخوان، فالأئمة يعدون موظفين فى وزارة الداخلية الإسرائيلية، والتى تتضمن قسمًا خاصًا بالأقليات، ويتبعون الدائرة الإسلامية بالوزارة.
وتشمل المعايير ألا تكون للإمام سوابق جنائية، وأن يكون حسن السلوك، وحاصلًا على شهادات عليا فى الشريعة، وأن يكون حاملًا الجنسية الإسرائيلية.
وتتضمن المعايير خضوع الأئمة لاختبارات شفوية وتحريرية، عن طريق اللجنة الإسلامية فى الوزارة، وتشمل الاختبارات التحريرية ما يخص الدين والشريعة، أما الشفوية فتكون للتعرف على شخصية الإمام وتوجيه عدة أسئلة اجتماعية ودينية، والحديث حول كيفية التعامل مع اليهود والمسيحيين والعلاقة معهما.
وفى واحدة من أبرز المؤشرات الحديثة على تشابك العلاقة بين إسرائيل وجماعة الإخوان، سمحت وزارة الداخلية الإسرائيلية بترخيص مظاهرة أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، يقودها هؤلاء الأئمة من «إخوان الداخل»، بدعوى «دعم غزة» و«إنهاء المجاعة هناك»، رغم أن إسرائيل هى المتسبب فيها من الأساس.
المدهش فى تلك الواقعة لم يكن فقط طبيعة الرسائل المعادية لمصر، بل فى التفاصيل التنظيمية والتعاون الأمنى الإسرائيلى مع فرع الإخوان لديها.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية ترخيص المظاهرة رسميًا، لكنها تعمدت إخفاء اسم الجهة المنظمة، رغم أن المعلومة كانت معروفة مسبقًا، وهى أن «اتحاد أئمة المساجد فى الداخل الفلسطينى»، وهو هيئة معروفة بانتمائها المباشر لجماعة الإخوان داخل إسرائيل، هو من دعا إلى تنظيم تلك التظاهرة.
اللافت أن رئيس الاتحاد، نضال أبوشيخة، أعلن بنفسه عن تقديم طلب الترخيص، ما يؤكد أن التعتيم الإسرائيلى لم يكن بدافع الغموض، بل بهدف حماية «الواجهة الإخوانية»، وتفادى ربط المؤسسة الإسرائيلية بتمكين جماعة تصنفها العديد من الدول كـ«تنظيم إرهابى».
والأكثر دلالة كان ظهور الشيخ رائد صلاح، رئيس «الجناح الشمالى للحركة الإسلامية»، وسط المتظاهرين وإلى جانب نواب الكنيست، من «القائمة العربية الموحدة»، رغم أنه مصنف سابقًا كمتطرف ومحرض لدى إسرائيل وسبق اعتقاله وتحريره بعد عدة ساعات أكثر من مرة، فى سياسة توضح مدى التناقض فى العلاقة بين التنظيم والدولة العبرية.
وذلك الظهور لم يكن رمزيًا فحسب، بل رسالة صريحة مفادها أن الجهة المنظمة الحقيقية هى كامل «الحركة الإسلامية داخل إسرائيل»، التى تعد «الذراع المحلية» لجماعة الإخوان، وأن إسرائيل، رغم معرفتها الدقيقة بطبيعة الهيكل الحركى الإخوانى لديها، تغض الطرف عن التنظيم، بل وتسهل له التحرك، طالما أن تحركاته لا تهدد أمنها المباشر بل تخدم بعض مصالحها، خصوصًا حين توجه العداء نحو طرف مشترك، مثل مصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ ساعة واحدة
- خبر صح
ألف فنان إسرائيلي يطالبون نتنياهو بإنهاء الحرب على غزة
وقع نحو ألف فنان إسرائيلي عريضة تطالب حكومة بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب في قطاع غزة، مقابل إعادة المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، وفقًا لما ذكرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل. ألف فنان إسرائيلي يطالبون نتنياهو بإنهاء الحرب على غزة مقال له علاقة: خبراء يؤكدون أن دعوة آبي أحمد لحضور افتتاح سد النهضة تعتبر خطوة استفزازية وأعرب الفنانون الموقعون عن رفضهم للأحداث الفظيعة في غزة، مشيرين بشكل خاص إلى مقتل الأطفال والأبرياء، وتجويع السكان، وتهجير المدنيين، والتدمير العبثي لمدن القطاع. رفض الشارع الإسرائيلي لاستمرار الحرب في غزة ودعت العريضة صناع القرار ومنفذي الأوامر العسكرية إلى وقف جرائم الحرب، مؤكدة على ضرورة عدم التخلي عن القيم الإنسانية. وفي سياق متصل، دعت 31 شخصية عامة إسرائيلية بارزة، من بينهم أكاديميون وفنانون ومثقفون، إلى فرض عقوبات معوقة من قبل المجتمع الدولي على إسرائيل بسبب تجويع قطاع غزة. ووجهت الشخصيات في بيان نشرته وسائل إعلام عبرية اتهامات لإسرائيل بشن حملة وحشية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتسبب في تجويعهم حتى الموت، مع التفكير في الإزالة القسرية لملايين الفلسطينيين من القطاع، كما طالبت بوقف إطلاق نار دائم، في رسالة وجهت إلى صحيفة 'الجارديان' البريطانية. التجويع في قطاع غزة وبعد مرور 22 شهرًا على الحرب المدمرة التي اندلعت إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بات قطاع غزة مهددًا بالمجاعة على نطاق واسع، وفقًا للأمم المتحدة، حيث يعتمد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية التي تُنقل إما عبر الشاحنات أو يتم إلقاؤها من الجو. مواضيع مشابهة: محاولة اغتيال رئيس أركان جيش إيران في غارات إسرائيل على طهران وفقاً لإعلام عبري إدخال المساعدات ونزع سلاح حماس من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى توسيع نطاق إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدًا ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين داخل القطاع، مجددًا تأكيده على ضرورة نزع سلاح حماس وإقصائها من أي دور مستقبلي في إدارة القطاع. وفي تحول استراتيجي كبير، كشفت مصادر لموقع أكسيوس التابع للاستخبارات الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيد صياغة نهجها في مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة. ووفقًا للمصادر، فإن واشنطن قررت العدول عن سياسة الاتفاقات المرحلية التي اتُّبعت في الفترة الماضية، وتتجه حاليًا نحو التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن إنهاء الحرب بالكامل وإعادة جميع الرهائن دفعة واحدة، مع إدراج بند أساسي يتعلق بنزع سلاح حركة حماس. وخلال اجتماع امتد لساعتين في تل أبيب، أبلغ المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف عائلات الرهائن الإسرائيليين أن الإدارة الأمريكية تعتبر أن النهج التدريجي أثبت فشله وأن الوقت قد حان لاعتماد مقاربة شاملة 'إما الكل أو لا شيء'. وأضاف أن الخطة الجديدة، رغم كونها لا تزال قيد النقاش، تمثل بارقة أمل لإنهاء الأزمة، مشيرًا إلى أن واشنطن لم تعد ترى جدوى في الصفقات المرحلية التي لم تحقق أي تقدم ملموس. يأتي هذا التحول في ظل تعثر واضح في مسار المفاوضات، بعد أن أدى اتفاق جزئي تم في يناير الماضي إلى إطلاق سراح 33 رهينة، ثم توقفت العملية إثر استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية في مارس.

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
وزير خارجية إسرائيل يهاجم مظاهرة في أستراليا طالبت بوقف الإبادة في غزة
جدعون ساعر: التحالف المشوَّه بين اليسار الراديكالي والإسلام الأصولي يجر الغرب للأسف إلى هامش التاريخ هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، مظاهرة حاشدة انطلقت في مدينة سيدني الأسترالية دعما للفلسطينيين وللمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.وتظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص، صباح الأحد، على جسر ميناء سيدني الشهير ضد إسرائيل ومن أجل الفلسطينيين في غزة، حاملين لافتات تصور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هيئة أدولف هتلر، ولوحوا بلافتات تحمل تعليقات مثل "(فلسطين) من البحر إلى النهر" و"إسرائيل تقتل الأطفال في غزة"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.وتعليقا على ذلك، زعم ساعر، في تدوينة بالإنجليزية على إكس، أن "التحالف المشوَّه بين اليسار الراديكالي والإسلام الأصولي يجر الغرب للأسف إلى هامش التاريخ".وأرفق منشوره بصورة لأحد المتظاهرين في سيدني يحمل صورة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.وعلق وزير الخارجية الإسرائيلية: "في الصورة متظاهرون متطرفون عند جسر ميناء سيدني اليوم يحملون صورة المرشد الأعلى لإيران، الزعيم الأكثر خطورة في الإسلام الأصولي، وأكبر مُصدّر للإرهاب في العالم ومنفّذ جماعي لعمليات الإعدام"، على حد قوله.وجرى تنظيم مظاهرة سيدني تحت شعار "مسيرة من أجل الإنسانية"، وحمل بعض المشاركين أواني طهي رمزا للمجاعة في غزة.وردد المتظاهرون هتافات من بينها "أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"كلنا فلسطينيون" وظهر الكثيرون منهم وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية، وفق "يديعوت أحرونوت".ومنذ بدئها الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
كاتب صحفي: نحن أمام مسرحية عبثية تنفذها الإخوان لمساعدة تل أبيب
قال الكاتب الصحفي شريف عارف، إن ما نراه اليوم من ادعاءات متكررة بالمظلومية من جماعة الإخوان وحركة حماس، بعد سقوط مشروعهم في مصر والمنطقة، ما هو إلا جزء من مسرحية عبثية مكشوفة، كشفها الشعب المصري منذ اللحظة الأولى. وأوضح في مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز" أن ادعاء المظلومية لم يكن يومًا بريئًا، بل تم توظيفه بشكل ممنهج من قبل الإخوان، على غرار ما فعلته الصهيونية العالمية عقب الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن الجماعتين الصهيونية والإخوان هما أخطر حركتين أيديولوجيتين أثرتا على العالم في القرن العشرين، وكان بينهما تلاقٍ وظيفي وتنظيمي على أرض الواقع. وسخر الشريف عارف من مشهد رفع أعلام حماس إلى جوار أعلام إسرائيل في تظاهرات نُظّمت أمام السفارة المصرية داخل دولة الاحتلال، متسائلًا: "كيف لمتظاهرين أن يصلوا بهذه التنظيمات المنظمة إلى هذا الحد؟ ومن الذي وفر الحماية لهم؟ إنها الشرطة الإسرائيلية ذاتها". واعتبر أن ذلك المشهد يكشف تنسيقًا خفيًا لكنه واضح المعالم بين جهات يُفترض أنها متصارعة، لكنها في الحقيقة متوافقة على هدف واحد: تقويض الدور المصري، وترويج الأكاذيب حول موقف الدولة من القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن فكرة "الشرق الأوسط الجديد" ليست حديثة، بل تعود إلى مطلع الألفية، وقد تم تفعيلها سياسيًا عبر التواصل والتنسيق المباشر بين قيادات الإخوان والإدارة الأمريكية، كما كشفت وثائق بريد هيلاري كلينتون. وتوقف عارف عند تصريحات مرشد الجماعة الأسبق محمد بديع، الذي لمّح صراحة إلى قبول استضافة الفلسطينيين في مخيمات بشمال سيناء، في سياق ما بدا أنه جزء من صفقة مشبوهة هدفها تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري. وأكد أن وصول الإخوان إلى الحكم في مصر عام 2012 لم يكن هدفه سوى تمهيد الأرض لهذا المخطط، وأن ثورة 30 يونيو جاءت ككسر حاسم لهذا المشروع، ما دفع قوى غربية، على رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى التحرك لوقف المسار المصري الوطني.