logo
كاثرين فيني.. من مدونة أزياء إلى رائدة تمكين اقتصادي عالمي

كاثرين فيني.. من مدونة أزياء إلى رائدة تمكين اقتصادي عالمي

تُشكّل قصة نجاح كاثرين فيني نموذجًا فريدًا يمزج بين ريادة الأعمال، والعمل الاجتماعي، والتأثير الثقافي. هذه الكاتبة، والمستثمرة، والباحثة الأمريكية لم تكتفِ بتحقيق نجاحاتها الشخصية، بل كرّست جهودها لبناء بيئة اقتصادية أكثر عدلًا وتنوعًا.
ومن خلال تأسيسها لـ 'Genius Guild'، وهو صندوق رأس مال مُخاطر بقيمة 20 مليون دولار، تسعى كاثرين إلى تمكين رواد الأعمال السود، مؤكدةً أن الابتكار الحقيقي ينطلق من المجتمعات المهمشة ليخدم الجميع.
في حين أن أول إنجازاتها كرائدة أعمال تقنية كان من خلال بيع موقعها وشركتها الإعلامية The Budget Fashionista بعد 11 عامًا من إدارته. إذ توسع نطاق تأثيرها بشكلٍ كبير ليشمل الاستثمار في الشركات الناشئة، وبناء المجتمعات.
وكانت كاثرين شريكة عامة سابقة في Harriet Fund، وهو أول صندوق يركز على المؤسسات التي تمتلكها نساء ملونات. ما يؤكد التزامها بدعم التنوع في قطاع التكنولوجيا.
الحياة المبكرة والتعليم
وُلدت كاثرين فيني في ميلووكي بولاية ويسكونسن، ونشأت في مينيابوليس بولاية مينيسوتا. وتأثرت بوالدها، روبرت فيني، الذي كان عاملًا في مصنع جعة قبل أن يصبح مهندسًا أول في شركة مايكروسوفت، ولاحقًا في شركة EMC.
قاد والدها تطوير واحدة من أولى أكاديميات التكنولوجيا المدرسية في مدرسة سانت لويس بارك الثانوية. ما ألهم كاثرين للسير في مسار مشابه يجمع بين الشغف بالتكنولوجيا والتأثير الاجتماعي.
علاوة على ذلك تميزت أكاديميًا في مراحلها المبكرة؛ حيث تخرجت في مدرسة واشبورن الثانوية بمينيابوليس. وكانت رئيسة لفصلها الدراسي، وعضوة في الجمعية الوطنية للشرف، ومندوبة في برامج Girls State وGirls Nation.
كما حصلت على جائزة خدمة مدرسة واشبورن الثانوية. وفي عام 2019 تم اختيارها لإلقاء خطاب حفل التخرج، وهو تكريم يعكس مكانتها في مجتمعها.
درجة علمية رفيعة تُعزز من كفاءتها
نجحت كاثرين فيني؛ بفضل تفانيها الأكاديمي، في الحصول على درجة البكالوريوس بدراسات المرأة والسياسة من جامعة روتجرز
وخلال هذه الفترة لم تقتصر إنجازاتها على الجانب الأكاديمي، بل شملت أيضًا نشاطات متعددة. إذ شغلت عضوية حكومة طلاب الكلية وبرنامج الشرف. كما كانت ضمن فريق USA Today All Academic. وحصلت على زمالة James Dickson Carr، وانضمت إلى فريق الرجبي النسائي.
وعلاوة على ذلك توجَت مسيرتها الجامعية بجائزة الخريجين لعام 1998 تقديرًا لتميزها الأكاديمي وخدماتها المجتمعية.
في حين أبرزت هذه الفترة اهتمامها المبكر بالسياسة والعمل العام. لا سيما بعد انضمامها إلى مركز واشنطن وتدربها في البيت الأبيض ومكتب السيناتور الأمريكي بول ويلستون.
بعد ذلك واصلت كاثرين رحلتها الأكاديمية بنجاح، فحصلت على درجة الماجستير في الصحة العامة بمرتبة الشرف من جامعة ييل. فيما أظهرت خلال دراستها العليا التزامًا مجتمعيًا لافتًا؛ حيث كانت عضوًا في فريق الرجبي النسائي بالجامعة وقادت مؤتمرًا حول العنف الأسري.
إضافة إلى ذلك حازت على جائزة Courtland Van Creed. كما نالت زمالة Weinerman تقديرًا لعملها كإخصائية أوبئة دولية في جنوب إفريقيا. وأسهمت هذه التجارب الدولية في تعزيز رؤيتها العالمية وشغفها العميق بالعمل الإنساني.
المسيرة المهنية
بدأت مسيرة كاثرين المهنية بالعمل مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ومنظمات غير ربحية في غانا وجنوب إفريقيا. حيث اكتسبت خبرات قيّمة في مجال التنمية الدولية.
وشكَّلت هذه المرحلة نقطة انطلاقها نحو عالم ريادة الأعمال. ففي عام 2003 أطلقت مدونة الموضة المالية 'The Budget Fashionista' كهواية شخصية، لتتحول سريعًا إلى شركة إعلامية بدوام كامل بحلول عام 2004.
ولم تكن هذه المدونة عادية بل كانت من بين أوائل مدونات الموضة، والأولى التي تحصل على اعتماد لحضور أسبوع الموضة في نيويورك. بالإضافة إلى أنها أول من أبرمت صفقة كتاب كبرى في هذا المجال.
وفي عام 2014 باعت كاثرين الموقع، لتسجِّل إنجازًا جديدًا بكونها من أوائل النساء السود اللاتي يبعن موقعًا إعلاميًا مربحًا. وهو ما يؤكد قدرتها على تحويل الشغف إلى مشروع تجاري ناجح.
تأسيس منظمة 'digitalundivided'
في الفترة بين عامي 2012 و2020 تابعت كاثرين فيني جهودها الريادية، فأسست منظمة 'digitalundivided' عام 2013. وذلك بعد نجاح مؤتمر FOCUS 100 الذي حظي بدعم مستثمرين بارزين. مثل: Andreessen Horowitz وGoogle وAmerican Express.
وكان أبرز إنجازات المنظمة إطلاق دراسة '#ProjectDiane' في عام 2016، التي تعد أول بحث شامل يستعرض حالة رائدات الأعمال السود واللاتينيات في الولايات المتحدة. ويسلط الضوء على التحديات التي تواجهها هذه الفئة.
واستكمالًا لهذه الجهود أسست كاثرين بعد ذلك مركز 'BIG Innovation Center' في أتلانتا. ليكون أول مركز ابتكار متخصص في دعم نجاح رائدات التقنية من النساء السود واللاتينيات.
صندوق دوني و'Genius Guild'
وفي لفتة إنسانية بادرت كاثرين في أبريل 2020 إلى تأسيس 'صندوق دوني'. والذي يحمل اسم جدتها، برأسمال شخصي قدره 10,000 دولار لمساعدة رائدات الأعمال السود خلال أزمة كوفيد-19.
ومنذ ذلك الحين قدم الصندوق، الذي يعمل كمنصة اجتماعية، استثمارات صغيرة لشركات بارزة. مثل: 'Partake' و'The Plug'. ما يعكس التزامها العميق بدعم مجتمع رائدات الأعمال السود.
وبالتوازي مع ذلك أسست في نفس العام شركة 'Genius Guild'، وهي عبارة عن صندوق رأس مال مخاطر واستوديو بقيمة 20 مليون دولار.
وتهدف الشركة إلى الاستثمار في رواد الأعمال السود الذين يبنون شركات قابلة للتوسع لخدمة المجتمعات السوداء.
وقبل إطلاق الصندوق نجحت في جمع أكثر من 5 ملايين دولار من شركاء ومستثمرين مرموقين، منهم: Pivotal Ventures التي أسستها ميليندا فرينش غيتس.
كتاب ومشاريع مستقبلية
يركز صندوق 'الدفيئة' التابع لـ'Genius Guild' على ثلاثة مجالات رئيسة: إعادة هيكلة تدفق رأس المال في المجتمعات السوداء، وبناء بيئات صحية، وتعزيز الترابط والانتماء.
وشملت أبرز استثماراته: منصة 'Health in Her Hue' وشبكة الفيديو 'Quirkchat'. الأمر الذي يؤكد تركيزها على المشاريع ذات الأثر الاجتماعي الحقيقي.
وفي عام 2022 أصدرت كاثرين كتابها الثاني 'Build the Damn Thing'. الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا في وول ستريت جورنال، ليضاف إلى سجلها الحافل بالإنجازات.
جوائز مرموقة ودكتوراه فخرية
نالت كاثرين العديد من الجوائز المرموقة تقديرًا لإسهاماتها. أبرزها: جائزة هاينز في الاقتصاد لعام 2023، وجائزة Maggie Lena Walker من باي بال لعام 2021. والتي تكرّم النساء اللاتي يوفّرن فرصًا للتقدم الاقتصادي في المجتمعات المحرومة.
علاوة على ذلك فازت بجائزة Rising Star Award من Falk Marques Group، واختارتها مجلة فوربس ضمن أفضل 50 امرأة في مجال التقنية بأمريكا.
وفي إطار التكريمات الأخرى كانت كاثرين فيني زميلة في برنامج Echoing Green لعام 2016، وحصلت على جوائز عدة.
من بينها: جائزة بطل التغيير من البيت الأبيض في عام 2013، وجائزة Social Impact ABIE من معهد أنيتا بورغ في عام 2016. كما أُدرج اسمها في قائمة EBONY Power 100 لعام 2013، وصنفت ضمن أفضل 10 نساء في مجال المال من AOL عام 2010.
تكريم خاص وتأثير ثقافي ممتد
ولم يقتصر التقدير على الجوائز؛ إذ كرّمها رئيس بلدية مانهاتن جيل بروير في عام 2015 بيوم خصص لها تحت اسم 'يوم كاثرين فيني'.
وفي عام 2017 حصلت على دكتوراه فخرية من كلية ماونت هوليوك، وهو ما يضيف إلى سجل إنجازاتها الأكاديمية والمهنية.
كما يعزى إليها صياغة مصطلحات تسويقية شهيرة، مثل: 'The Budget Fashionista'. و'أحب ما تشتريه واشترِ ما تحب'، و'Blogroots'. ما يؤكد تأثيرها الثقافي واللغوي الممتد في عالم الموضة والتدوين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخطوط السعودية تقترب من توفير إنترنت ستارلينك على متن طائراتها
الخطوط السعودية تقترب من توفير إنترنت ستارلينك على متن طائراتها

صدى الالكترونية

timeمنذ 27 دقائق

  • صدى الالكترونية

الخطوط السعودية تقترب من توفير إنترنت ستارلينك على متن طائراتها

دخلت الخطوط الجوية السعودية في مرحلة متقدمة من المفاوضات مع شركة 'سبيس إكس' لاعتماد خدمة الإنترنت الفضائي عالي السرعة 'ستارلينك' على أسطولها، الذي يضم أكثر من 140 طائرة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ. ووفقًا لـ 'بلومبيرغ'، لم تحسم الصفقة بعد، إذ لا يزال أمام الشركة الوطنية خيار التوجه إلى مزودين آخرين حال تعثر المفاوضات، في وقت وقعت فيه شركة طيران الرياض اتفاقًا مع مزود الخدمة 'فياسات'. ومن المتوقع أن تمنح هذه الخطوة 'ستارلينك' حضورًا أوسع في الشرق الأوسط، ومنافسة أكبر لشركات قائمة في سوق الإنترنت الجوي، فيما تطور مجموعة نيو للفضاء المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة خدمة محلية مماثلة للاتصال عبر الأقمار الصناعية. وتسوق 'سبيس إكس' خدمتها لشركات الطيران عبر نموذج اشتراك، مع تكلفة أولية للأجهزة تتراوح بين 300 و500 ألف دولار للطائرة، إضافة إلى رسوم شهرية لكل مقعد. كما تسمح المملكة حاليًا باستخدام الخدمة في الطيران والقطاع البحري، بينما لا تزال بعض الدول المجاورة، مثل الإمارات، تفرض قيودًا على تشغيلها.

أرامكو السعودية توقع صفقة بقيمة 11 مليار دولار في مشاريع معالجة ونقل الغاز بالجافورة
أرامكو السعودية توقع صفقة بقيمة 11 مليار دولار في مشاريع معالجة ونقل الغاز بالجافورة

الوئام

timeمنذ 27 دقائق

  • الوئام

أرامكو السعودية توقع صفقة بقيمة 11 مليار دولار في مشاريع معالجة ونقل الغاز بالجافورة

وقعت أرامكو السعودية صفقة استئجار وإعادة تأجير بقيمة 11 مليار دولار مع ائتلاف دولي بقيادة صناديق 'جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز' التابعة لشركة بلاك روك، تشمل مرافق معالجة الغاز في حقل الجافورة. ويعد الجافورة أكبر مشروع لتطوير الغاز غير المصاحب في المملكة، ويقدر حجم الاحتياطي فيه بنحو 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، و75 مليار برميل من المكثفات. وتأتي الصفقة ضمن خطة أرامكو لزيادة الطاقة الإنتاجية للغاز بنسبة 60% بين عامي 2021 و2030 لتلبية الطلب المتنامي. وبموجب الصفقة، ستستأجر شركة الجافورة لنقل ومعالجة الغاز (جي إم جي سي) حقوق التطوير والتشغيل لمعمل الغاز ومرفق رياس لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي، قبل إعادة تأجيرها إلى أرامكو لمدة 20 عامًا، مع حصول 'جي إم جي سي' على تعرفة مقابل معالجة الغاز المستخرج من الجافورة. وستحتفظ أرامكو بحصة أغلبية 51% في الشركة، بينما يمتلك المستثمرون بقيادة 'جي آي بي' نسبة 49% المتبقية. وأوضح المهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، أن الصفقة تعزز برنامج التوسع في مجال الغاز غير التقليدي، وتبرز جاذبية أرامكو للاستثمار الأجنبي طويل المدى، مؤكدًا أن الجافورة ستلعب دورًا رئيسًا في دعم قطاع البتروكيميائيات ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في المملكة. من جانبه، قال بايو أوجونليسي، رئيس مجلس إدارة 'جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز': 'يسعدنا تعزيز شراكتنا مع أرامكو من خلال الاستثمار في البنية التحتية للغاز الطبيعي في المملكة، بما يخدم أمن الطاقة العالمي ويتيح الوقود النظيف بأسعار مناسبة للمستهلكين'. الصفقة أثارت اهتمامًا واسعًا بين المستثمرين الدوليين، وتشكل خطوة مهمة لتعظيم قيمة أصول أرامكو ودعم خطط تطوير حقل الجافورة في المراحل المقبلة.

صحيفة أمريكية: الأمم المتحدة ساعدت الحوثيين بتحويل سفينة إنقاذ بيئي إلى محطة لتهريب الوقود
صحيفة أمريكية: الأمم المتحدة ساعدت الحوثيين بتحويل سفينة إنقاذ بيئي إلى محطة لتهريب الوقود

الأمناء

timeمنذ 39 دقائق

  • الأمناء

صحيفة أمريكية: الأمم المتحدة ساعدت الحوثيين بتحويل سفينة إنقاذ بيئي إلى محطة لتهريب الوقود

قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن الأمم المتحدة ساعدت مليشيا الحوثي الإرهابية، من خلال تمكينها من استخدام ناقلة نفط عملاقة اشترتها بمبلغ 55 مليون دولار حولتها المليشيا إلى محطة لتهريب الوقود. وذكرت الصحيفة، في تقرير حديث، أن المنظمة الدولية اشترت الناقلة التي سميت لاحقاً 'يمن' عام 2023 بتمويل من حكومات وشركات مانحة، بهدف تفريغ شحنة النفط من السفينة المتهالكة 'صافر' الراسية قبالة سواحل البحر الأحمر، والتي كانت مهددة بالتسرب والتسبب بكارثة بيئية هائلة قد تكلف نحو 20 مليار دولار. وبحسب الصحيفة، كان من المفترض أن يتم تشغيل الناقلة الجديدة من قبل شركة النفط اليمنية الحكومية تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلا أن الواقع أظهر أن السفينة باتت تعمل كمحطة وقود عائمة لصالح الحوثيين. وأضاف التقرير أن الأمم المتحدة نقلت ملكية السفينة على الورق إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، لكن السيطرة الفعلية عليها باتت في أيدي الحوثيين، ما حول مشروع الإنقاذ البيئي إلى أداة لدعم اقتصاد المليشيا وتمويل أنشطتها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store