
هل تتحفظ إسرائيل على خسائرها العسكرية؟ وما دور الملاجئ؟
يشهد الداخل الإسرائيلي جدلا واسعًا حول حقيقة الخسائر التي تكبدتها إسرائيل نتيجة الهجمات التي تشنها إيران في العمق الإسرائيلي، وسط اتهامات للحكومة والجيش بتعمد التعتيم، وظهور أصوات تشكك في قدرتهما على حماية المدنيين ومنع تصاعد الهجمات الإيرانية.
وبشأن الأرقام الواقعية لخسائر إسرائيل في هذه المواجهات، يرى محللون وباحثون -تحدثت إليهم الجزيرة نت- أن إسرائيل لا تتعمد التكتم على عدد القتلى بقدر إخفائها أي معلومة عن حجم الأضرار والخسائر في الأهداف العسكرية التي تصيبها إيران. وأرجعوا ذلك إلى عدم تقديم أي معلومات عسكرية قد تفيد إيران في تحسين ضرباتها مستقبلا.
وأشار المحللون أيضا إلى أن "تأثير حجم الدمار الضخم المتوقع من الصواريخ الإيرانية سيزداد مع مرور الأيام على تأييد المجتمع الإسرائيلي للحرب"، وأن "الحكومة تحرص على تقليل أو إخفاء الخسائر لاحتواء تداعيات نفسية أو سياسية سلبية قد تهز تماسك الجبهة الداخلية"، وأن طبيعة المباني والملاجئ أسهمت إلى حد كبير في تقليل الخسائر البشرية.
يأتي ذلك في وقت صرح فيه قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد محمد باكبور بأن طهران ستواصل مهمتها حتى لو توقفت الهجمات الإسرائيلية. وقال في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية "إن إسرائيل تخفي العدد الحقيقي لخسائرها"، فقد "استهدفت الهجمات الإيرانية مبنى يضم 70 إسرائيليا ودمرناه بالكامل".
إخفاء الخسائر العسكرية فقط
وقد تكون المعلومات والأرقام أدوات مهمة في التوظيف العسكري والسياسي في خضم مواجهات ممتدة وتأخذ أبعادا مختلفة مع مرور الوقت، وهذا ما تمارسه السلطات في إسرائيل على الإعلام في هذا التوقيت، حيث لا تسمح بالنشر إلا بما يخدم أهدافها ومصالحها العليا في الداخل والخارج.
ويقدم مدير برنامج دراسات إسرائيل في مركز مدى الكرمل امطانس شحادة تفاصيل كثيرة عن هذا النهج في الإعلام الإسرائيلي، مبينا أن "إسرائيل لا تتكتم على الخسائر البشرية في صفوف المدنيين أو العسكريين عادةً، لكن التكتم يتمحور حول أماكن سقوط الصواريخ الإيرانية في المناطق العسكرية تحديدا".
ويشير شحادة -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أنه "عندما تسقط الصواريخ في مناطق مدنية يتم الإعلان عن ذلك فورًا، بينما يتم التحفظ على أي معلومات عن سقوط وإصابات في مناطق عسكرية أو إستراتيجية منعًا لمنح معلومات استخبارية لإيران".
ويضيف الباحث في مركز مدى الكرمل أن "الرقابة العسكرية هي الجهة التي تمنع نشر معلومات حول الإصابات والأضرار، وليس الإعلام ذاته، الذي أصبح في هذه المرحلة مجنّدًا بالكامل ويلتزم بأوامر الرقابة".
ملمح آخر يشير إليه الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى يتعلق بأن إسرائيل لا تتعمد إخفاء أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين أو العسكريين بشكل مباشر، "لأن ذلك شبه مستحيل في مجتمع مفتوح".
لكن المتحدث نفسه يعود ويؤكد أن الحكومة الإسرائيلية "تخفي تفاصيل تتعلق بحجم الدمار ودقة الاستهداف، خاصة إذا كانت الضربات طالت مواقع حساسة مدنية أو عسكرية". مبينا أن سبب ذلك يعود إلى "منع إيران من تقييم نتائج هجماتها والاستفادة منها في تحسين ضرباتها المستقبلية".
وتستند الحكومة الإسرائيلية في هذا المنع إلى "قانون الطوارئ في زمن الحرب، الذي يمنحها صلاحيات فرض التعتيم على المعلومات العسكرية أو ما يمس الأمن القومي المباشر"، حسب ما قاله مهند مصطفى.
لكن الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية محمد غازي الجمل يرى أن هناك "تعمدًا رسميًا لكتمان حجم الخسائر البشرية أو المادية" في إسرائيل. مستشهدا بما يجري في حروب غزة السابقة أو الحالية، إذ "ظهر لاحقًا أن أعداد المصابين كانت أضعاف ما تم الإعلان عنه رسميًا.
ويوضح الجمل أن "الأهم في هذه المواجهة ليس الأرقام فقط، بل نوعية الإصابات أو حجم المؤسسات الحيوية التي تستهدفها الضربات الإيرانية، حيث "تهدف إيران إلى عرقلة عمل دولة الاحتلال بضرب مراكز الطاقة والتطوير العلمي كمركز وايزمان".
تصدع الجبهة الداخلية
وفي هذا السياق، يشير الجمل إلى أن "حجم الدمار الضخم المتوقع من الصواريخ الإيرانية سيزداد تأثيره مع مرور الأيام على تأييد المجتمع الإسرائيلي للحرب"، ومن أجل هذا "تحرص الحكومة على تقليل أو إخفاء الخسائر لاحتواء تداعيات نفسية أو سياسية سلبية قد تؤثر على تماسك الجبهة الداخلية" ومدى الالتفاف حول قرار شن حرب على إيران من عدمه.
هذه الحالة التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي يصفها مهند مصطفى بأنها "صدمة غير مسبوقة"، ويقول "بعد نشوة الضربة الأولى، بدأ المجتمع يشعر بأن لهذه الحرب أثمانًا لم يتوقعها ولم يعتدها على الإطلاق".
ويمضي في تحليله للجزيرة نت إلى أن "الجيل الحالي لم يعش من قبل دمارًا بهذا الحجم داخل إسرائيل؛ إذ اعتاد الإسرائيليون أن تدور المعارك في جبهة العدو، وأن تبقى الصواريخ التي تطلق من غزة أو لبنان محدودة الأثر مقارنة بما يحدث الآن".
ويحذر الخبير في الشأن الإسرائيلي من أن "قدرة المجتمع الإسرائيلي على تحمل هذه الأثمان لن تدوم، وسيبدأ الجمهور في السؤال عن موعد نهاية المواجهة". مستشهدا بما يتم رصده الآن من "بوادر أصوات تشير إلى أن الحكومة خدعت الناس في تقدير الكلفة المتوقعة للمواجهة، وأنها مستمرة في خداعهم بزعم قدرتها على منع الهجمات الإيرانية".
ورغم شدة الضربات الإيرانية في العمق الإسرائيلي على نحو "غير مسبوق"، فإن الخسائر البشرية التي يتم الإعلان عنها لا تتناسب مع قوة الهجمات واتساع رقعتها في البنية السكنية، ويعود السبب في ذلك إلى قواعد البناء المعتمدة في إسرائيل.
إذ إن قانون التنظيم والبناء يفرض وجود غرفة محصنة في كل منزل، إلى جانب وجود الملاجئ العامة في الأحياء، "مما يقلل عدد القتلى حتى في حال سقوط صواريخ مباشرة"، حسب ما قاله مصطفى.
إعلان
ويشدد المتحدث نفسه على أن "المجتمع الإسرائيلي شديد الالتزام بتعليمات الدفاع المدني، كما أن الجيش طوّر منظومات إنذار مبكر تسمح للناس بالاحتماء في الملاجئ مسبقًا".
ويدعم شحادة هذا الطرح، موضحًا أن "الالتزام بإجراءات الحماية، وتوفر البنية التحتية المناسبة، يفسران انخفاض عدد الضحايا رغم كثافة ودقة الهجمات". كما يؤكد أن "إسرائيل تستثمر الأرقام المعلنة للضحايا في حملتها لتبرير الرد العسكري على إيران واستهداف مواقع مدنية هناك".
يذكر أن مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي قال اليوم الاثنين إن 24 إسرائيليا قتلوا وأصيب نحو 600 آخرين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي منذ الجمعة الماضي.
وقال الإعلام الحكومي الإسرائيلي -في بيان- إن إيران "أطلقت أكثر من 370 صاروخا باليستيا، سقط منها 30 صاروخا في إسرائيل".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 25 دقائق
- الجزيرة
الدويري: هذا ما ساعد إيران في اختراق منظومة إسرائيل الدفاعية
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن الهجوم الإيراني على إسرائيل كشف خللا واضحا في أداء المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، لافتا إلى أن الأضرار التي لحقت بالأراضي المحتلة كانت الأكبر منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي عام 1948. واعتبر الدويري في تحليل عسكري على قناة الجزيرة أن الصور والمشاهد التي وثقت الضربات الإيرانية هي الرد الواقعي على قدرة إسرائيل الدفاعية، إذ أطلقت أكثر من 300 صاروخ، تمكن عدد منها من تجاوز أنظمة الاعتراض وألحق دمارا وصفه بـ"غير المسبوق". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أشارت إلى أن الدفاعات الجوية لم تتمكن من التصدي لجميع المقذوفات، رغم تفعيل القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومة "حيتس"، بالإضافة إلى الاستعانة بدعم أميركي في تشغيل نظام "ثاد" المضاد للصواريخ. وأشار إلى أن نجاح إيران في هذا الهجوم يعود إلى مجموعة مرتكزات عسكرية استخدمتها طهران، أبرزها ما سماه "التزامن والتكامل"، أي الجمع بين أنواع مختلفة من الأسلحة بشكل متزامن، بما يؤدي إلى تشتيت قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي. التزامن والتكامل وأوضح الدويري أن "التزامن" تمثل في إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية وصواريخ فرط صوتية، بحيث تصل جميعها إلى الأهداف في توقيت متقارب، مما أحدث ارتباكا لدى المنظومات الدفاعية دون أن تتمكن من الإغلاق الكامل. أما "التكامل"، بحسب اللواء المتقاعد، فيعني استغلال جميع القدرات العسكرية المتاحة، سواء كانت كبيرة أو محدودة الفاعلية، ضمن منظومة متكاملة تخدم بعضها البعض، حتى وإن اختلف توقيت استخدامها جزئيا، مما يعزز التأثير الشامل للهجوم. وشدد الدويري على أن الهجوم لم يكن عشوائيا بل اتسم بتصعيد كمي ونوعي، بدأ باستخدام أدوات تقليدية، ثم انتقل إلى أسلحة متطورة مثل الصواريخ الفرط صوتية، مما وضع المنظومات الإسرائيلية في حالة إرباك دائم خلال فترة المواجهة. وأضاف الدويري أن طهران اعتمدت أيضا على ما وصفه بـ"التمدد الأفقي والعمودي"، إذ رغم تركيز الهجوم على مناطق الشمال والوسط، وهي مناطق تمثل الثقل الأمني والاقتصادي والاجتماعي لإسرائيل، فإن إيران عززت التهديد من عدة جبهات إقليمية. وفيما يتعلق بكفاءة الرادارات الإسرائيلية في المناورة واعتراض الصواريخ، قال اللواء الدويري إن المنظومات الدفاعية تعتمد على خوارزميات دقيقة وليس على الجهد البشري، بدءا من الرصد وصولا إلى الاشتباك مع الهدف لتقليل الكلفة التشغيلية. عناصر القبة الحديدية وبيّن أن نظام القبة الحديدية يتكون من 3 عناصر رئيسية: منظومة الرادار، ووحدة المعالجة والتحقق، ثم وحدة المشاغلة، حيث يتم إرسال البيانات ومقارنتها بالمعطيات السابقة قبل اتخاذ قرار الاشتباك مع الأهداف المعادية. ولفت إلى أن منظومة "مقلاع داوود" تعتمد ذات الأسس، لكنها تمتلك تقنيات أكثر تطورا، في حين تمتاز منظومتا "حيتس" و"ثاد" بقدرة أكبر على التمييز بين الصواريخ الحقيقية والصواريخ الخداعية وتغيير المسار تلقائيا أثناء الطيران. وأوضح أن الاختلاف الجوهري بين "حيتس" و"ثاد" يتمثل في آلية تدمير الهدف، حيث يعتمد الأول على الاصطدام المباشر، بينما يستخدم الثاني الطاقة الحركية، إذ ينفجر الصاروخ إلى جانب الهدف لتدميره دون الحاجة للاصطدام به مباشرة. وأوضح اللواء الدويري أن إيران لم تحقق تزاوجا كاملا بين القدرات المختلفة، لكنها استطاعت عبر استخدام نسبي وذكي لهذه الإمكانيات أن تُحدث اختراقا إستراتيجيا عجزت المنظومات الإسرائيلية عن احتوائه بالكامل.


الجزيرة
منذ 28 دقائق
- الجزيرة
محللون إسرائيليون: انتقلنا من نشوة بداية الحرب إلى القلق من تداعياتها
القدس المحتلة- عاشت إسرائيل لحظة من النشوة بعد توجيه ضربات جوية إلى إيران، حتى مساء السبت الماضي، لكن مشاعر النشوة تبددت فور سقوط الصواريخ الإيرانية الأولى في مناطق رمات غان ووسط تل أبيب ، والتي كانت محاولة على ما يبدو لاستهداف مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية "الكرياه". وفي لحظات النشوة، تبنت إسرائيل تكتيك الضغط الشعبي على إيران، عبر قصف مناطق سكنية مجاورة لمنشآت عسكرية في طهران، أملا بإثارة غضب داخلي على النظام، لكن هذه الإستراتيجية، التي فشلت سابقا في غزة ولبنان، تبدو غير مجدية في دولة بحجم إيران وسكانها. الشعور بالنصر الذي حاول تسويقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب ل لمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- تلاشى سريعا تحت وقع الضربات الإيرانية والخسائر الثقيلة في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لتُثبت التجربة مجددا أن الحروب لا تحسم بالضربة الأولى، بل بخواتيمها. فرغم الحماسة الإسرائيلية المعتادة في بدايات الحروب، أكدت قراءات لمحللين أن الواقع سرعان ما يفرض نفسه، فالنجاحات الإستراتيجية لا تحسم جويا، بل تختبر على الأرض ومع مرور الوقت. كما أظهرت الصواريخ الإيرانية دقة عالية بدورها، إذ خلفت أضرارا جسيمة في مناطق مثل تل أبيب الكبرى وحيفا و ريشون لتسيون ، وبات يام، وبني براك، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، إذ تتعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لضغوط غير مسبوقة. الجبهة الداخلية صرح ضابط كبير في الجبهة الداخلية في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتعامل وحداته مع موقع دمار شامل واحد، أما الآن، ومنذ الأيام الأولى من الهجمات الصاروخية الإيرانية فقد شهدت البلاد ما يقرب من 10 مواقع بهذا التصنيف. ويقول محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "هآرتس" يوسي ميلمان "في الوقت الراهن تواجه إسرائيل ثمنا داخليا باهظا، عشرات القتلى ومئات الجرحى جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، ودمار غير مسبوق للبنى التحتية، بينما لحقت أضرار جسيمة بمئات المباني". ومع تأكيده أن سلاح الجو الإسرائيلي، إلى جانب الاستخبارات العسكرية و الموساد ، أظهروا قدرات مبهرة في تنفيذ عمليات دقيقة ومعقدة، إلا أنه يضيف أن "التاريخ يُظهر أن هذا لا يكفي لحسم الحروب" مستشهدا بالحروب التي جرت في فيتنام و أوكرانيا و غزة ولبنان. وأوضح محلل الشؤون الاستخباراتية أن إيران أظهرت مرارا صلابة غير متوقعة، وقال "النظام الذي تحكمه مؤسسة دينية متجذرة، مستند إلى تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، لم ينهَر تحت الضربات". واستشهد ميلمان ب الحرب الإيرانية العراقية ، مشيرًا إلى أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين راهن على هزيمة سريعة، لكن إيران صمدت لـ8 سنوات، ووحدت صفوفها رغم القصف و الأسلحة الكيميائية ، وخرجت بعقيدة ردع صاروخية راسخة. ويحذر محلل الشؤون الاستخباراتية من انزلاق إسرائيل إلى حرب استنزاف قد تعجز عن كسبها، لذا وسعت هجماتها لتطال قطاع الطاقة الإيراني، مخاطرة بأزمة نفط عالمية قد تستدعي تدخل قوى كبرى كالصين دفاعا عن مصالحها. ويرى ميلمان أن "الجبهة الداخلية الإسرائيلية تبدو متماسكة حتى الآن، لكن لا يجوز التعويل على صبرها طويلا، ومع الإنجازات الحالية"، ويضيف "يجب فتح مسار سياسي عبر واشنطن، نحو اتفاق يقلص البرنامج النووي الإيراني، حتى إن لم ينهه بالكامل كما يطالب نتنياهو". فخ النشوة يقول رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب ميخائيل ميلشتاين إن "إسرائيل بدأت حملتها ضد إيران بإنجازات وأداء لافت، توجته إسرائيل باغتيال قيادات أمنية بارزة في طهران، لكن هذا النجاح المبكر لا يجب أن يقود إلى التهاون أو النشوة الزائدة، أو إلى الاعتماد على شعارات سحرية مثل الإبادة النووية أو توقع استسلام العدو فورًا بسبب الصدمة". ويؤكد ميلشتاين ضرورة إعادة النظر في شعار "تدمير البرنامج النووي"، مشيرا إلى أنه هدف لا يتحقق عسكريا فقط، بل يتطلب اتفاقًا دبلوماسيًا، مؤكدا أن التمسك الأعمى به قد يجر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة مع قوة إقليمية يصعب التقليل من شأنها. وفي ظل الضربة والخسائر التي تتكبدها الجبهة الداخلية جراء الصواريخ الإيرانية، يعتقد مليشتاين أن "الجمهور الإسرائيلي يجب أن يطالب بقيادة واضحة، وأن تظهر القيادة اهتمامها الجدي بهذا الأمر، للحفاظ على متانة الجبهة الداخلية التي بدت متآكلة جراء القتال المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023". وحذر الكاتب الإسرائيلي من الوقوع في فخ النشوة الزائدة والانزلاق نحو التدمير الذاتي، إذا لم تدر الحملة بحذر وحكمة، مذكرا أن إيران -وعلى خلاف خصوم آخرين- لا تكتفي بالصمود رغم الخسائر، بل تسعى لخلق توازن فعال في الرد، من خلال استهداف منظم للبنى التحتية الحيوية، والمؤسسات الأمنية، وكبار المسؤولين داخل إسرائيل. اختبار لنتنياهو وتحت عنوان "وقت اختبار لنتنياهو: رأب الصدع الداخلي لهزيمة التهديد الإيراني"، كتب الدكتور نحمان شاي، عميد كلية الاتحاد العبري في معهد القيادة اليهودية بالقدس، مقالا في صحيفة "معاريف" تناول فيه التحديات العميقة التي تواجه المجتمع الإسرائيلي في ظل استمرار الحرب. وأوضح أنه في الأيام الأولى للحملة ضد إيران، عاش نتنياهو لحظة نشوة بفعل الإنجازات السريعة، لكن مع تصاعد الرد الإيراني ووصول الضربات للداخل، "تبدد التفوق، وظهرت هشاشة الجبهة الداخلية"، ليواجه نتنياهو والجمهور الإسرائيلي وجه الحرب الحقيقي، كما يقول شاي. وسلط الضوء على ما وصفه بـ"التصدع في الجبهة الداخلية" والانقسام المتجذر داخل المجتمع الإسرائيلي، والذي لم يختفِ رغم التهديدات الأمنية المتعاظمة، بل تم تأجيله مؤقتا بفعل تصاعد المواجهة مع إيران، وبرأيه، فإن نجاح إسرائيل المؤقت في الحرب لا يكفي أن يقاس بالإنجازات العسكرية، بل بقدرتها أيضا على إعادة ترميم وحدتها الداخلية. وذكر الكاتب بأن الحرب الحالية، رغم ما تحقق فيها من ضربات استباقية نوعية ضد إيران، كشفت في الوقت ذاته هشاشة البنية الاجتماعية والسياسية داخل إسرائيل. واعتبر أن نتنياهو، وهو في ذروة لحظة تاريخية في قيادته، مطالب اليوم بخطوة شجاعة لوقف ما وصفه بـ"الانقلاب القضائي" وإعادة الثقة بالمؤسسات، كشرط أساسي لتماسك الجبهة الداخلية. واختتم شاي مقاله بالتأكيد على أن مواجهة الخطر الإيراني تتطلب أكثر من التفوق العسكري، فهي بحاجة إلى مجتمع موحد، وقيادة تمتلك الشجاعة لتجاوز الخلافات الداخلية، حتى لا تتحول الحرب الخارجية إلى مقدمة لانهيار داخلي.


الجزيرة
منذ 37 دقائق
- الجزيرة
نتنياهو: إيران تدفعنا نحو شفا حرب نووية
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الاثنين إيران تريد حربا لا نهاية لها وتدفع نحو شفا حرب نووية، مشيرا إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل للقضاء على البرنامج النووي الإيراني. وأضاف نتنياهو لشبكة إيه بي سي أن "إسقاط النظام في إيران قد يكون نتيجة للعمليات العسكرية"، وامتنع عن التعليقا على إمكانية اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال "لن أفصل خططنا في العلن لكن سنفعل كل ما يتطلبه الأمر. وزعم نتنياهو أن إسرائيل في طريقها لتحقيق النصر، قائلا إن "الإيرانيين يحاولون صناعة أسلحة نووية وصواريخ باليستية ونحن نعمل على منعهم من ذلك. وأضاف نتنياهو أن هدف إسرائيل القضاء على البرنامج النووي الإيراني "وسنحقق هذه النتيجة ولدينا أهداف أخرى، لافتا إلى أن "التهديد الصاروخي وجودي" وأنه مصمم على القيام بإزالته. وادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي القضاء على نصف المسيّرات الإيرانية ومهاجمة الرادارات المركزية المهمة، مؤكدا استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني. وأكد نتانياهو أن بلاده "تغير وجه الشرق الأوسط" بحملة ضرباتها على إيران، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية داخل إيران نفسها". وأضاف نتانياهو "قمنا بتصفية القيادة الأمنية الإيرانية، بمن فيهم ثلاثة رؤساء أركان، وقائد سلاحهم الجوي، وقائدان للاستخبارات". وتابع "نعمل على القضاء عليهم واحدا واحدا". وقال نتنياهو إنه يتواصل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويقدر المساعدة التي قدمها لإسرائيل، مشيرا إلى أن "العملية في إيران ستحقق الهدف الأكبر لكنني لن أغفل عن المخطوفين في غزة". وكان نتنياهو قال أمس الأحد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية- إن " إسرائيل بدأت الهجوم على إيران لأننا كنا نواجه تهديدا وشيكا.. كنا نواجه تهديدا وجوديا يشمل تسريع صُنع قنابل ذرية وزيادة الترسانة الباليستية". إعلان وأضاف "حصلنا على معلومات أطلعنا عليها واشنطن أن إيران كانت تعمل سرا لتحويل اليورانيوم لسلاح نووي وأنها "تنوي تقديمها للحوثيين وغيرهم"، وفق تعبيره. وادعى نتنياهو أن الضربات الحالية المستمرة على إيران "أرجعت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء كثيرا، قائلا "دمرنا المنشأة النووية الرئيسية في نطنز ، ودمرنا مفاعل أصفهان ، ومن دونه لا يمكن الوصول إلى سلاح نووي". وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران، بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا.