logo
بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود مِنْ الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! .. (61)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود مِنْ الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! .. (61)

26 سبتمبر نيتمنذ 2 أيام
هُناك الكثير من اللغط والجدل الكبير المُثار على نطاق واسع، حول طبيعة وتأثير الولايات المتحدة الأمريكية من خلال سلوكها المشبوه في إثارة الأزمات والقلاقل والإضرابات في العديد من دول العالم المختلفة خلال المائة السنة المنصرمة تحديداً،
ومنها بلا شك دول عربية وإسلامية كانت ولا تزال أمريكا سببًا رئيسيًا لزعزعة أمنها واستقرارها، وهذا ما أوضحه اجمالاً الكاتب والباحث سعد شاكر شبلي في موضوع له بهذا الخصوص نُشِر مُؤخراً تحت عنوان (نظرة على السلوك الأمريكي في إثارة الأزمات في العالم)، يقول شبلي: "يُثار الجدل حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في إثارة الأزمات العالمية، منذ منتصف القرن العشرين وبنهاية الحرب العالمية الثانية 1945م، أصبحت قوة عالمية تتمتع بثروة وازدهار لم تعرفها دولة أخرى، ووصلت إلى أعلى مراتب القوة ، ووسعت من مصالحها وتأثيرها إلى ما هو أبعد كثيراً من حدودها"، ويبين شبلي أكثر طبيعة وشكل الدور والسلوك الأمريكي في العالم وتجاذباته وتأثيراته العديدة المتداخلة والمتواصلة قائلاً: "فالتجارة الأمريكية بالسفن والطائرات كانت تصل إلى أبعد المدن، والدولار الأمريكي أصبح مقياس العملات العالمية، والبنوك والاستثمارات الأمريكية أصبحت في كل مكان، والأغذية والملابس والأفلام السينمائية والآلات الأمريكية أصبحت مُنتشرة في العالم، والمساعدات الاقتصادية والقواعد العسكرية الأمريكية أصبحت في أماكن كثيرة من العالم وبشكل غير مسبوق، من قوة عالمية أخرى" .
وتأسيسًا على ما تقدم ذكره فأن (خروج الولايات المتحدة الأمريكية) بحسب شبلي: "ارتبط من الحرب العالمية الثانية، كقوة عظمى باختلال توزيع القوة عالميًا، أو بإعادة هيكلة توزيع القوة، حيث أصبحت أمريكا مُسيطرة على القوة الأسيوية الأكبر (اليابان)، بينما كان الإتحاد السوفياتي السابق في مرحلة بناء القوة الاقتصادية ودخلت الدول المُستَعمَرة (بفتح الميم الثانية) في مرحلة فراغ قوة"، وهذا يعني وفقًا لنفس الكاتب المذكور "إن قوة الولايات المتحدة الأمريكية ارتبطت بضعف القوى الخارجية، غير أن ذلك الضعف لا يخلق وحده قوة عظمى، فعناصر القوة الأمريكية عناصر داخلية بالأساس، ثم جاء انهيار الإتحاد السوفيتي عام 1991م، أو ما عُرف بالمعسكر الشرقي الشيوعي الذي كان يضم دول شرق أوروبا وغيرها من دول العالم الأخرى التي اعتمدت النظام الاشتراكي حينها، ليسمح للولايات المتحدة الأمريكية لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم وآخر الإمبراطوريات، ثم باتت بنهاية القرن العشرين (الذي جرى تسميته اصطلاحًا بـ"القرن الأمريكي، في إشارة إلى تفرد أمريكا بالسيطرة على العالم وفرض هيمنتها عليه في ظل نظام أحادي القطب)، وفي ظل هكذا أجواء وأوضاع كانت سائدة، ولا تزال، تمكنت أمريكا وبسهولة من أن تستحوذ منفردة على قوة عسكرية واقتصادية وثقافية لا تُدانيها قوة أخرى في العالم، وبصورة غير مسبوقة في التاريخ السياسي والإنساني للبشرية، وتتحكم في ظل نظام أحادي القطب بمصير العالم شرقه وغربه، وتسرح وتمرح فيه كما تشاء، وتغزو هذه الدولة وتسقط نظامها، وتتدخل في شؤون ذلك البلد بحجج واهية تروج لها مسبقًا وتسوقها لتقنع بها الرأي العام في الداخل والخارج من أجل خدمة أجندتها ومصالحها الخاصة .
وطبقًا لما ذكره شبلي في اطروحته الخاصة بالسلوك الأمريكي في العالم والجدل المُثار حوله، فإن من المُلاحظ: "من خلال تتبع السياسة الخارجية الأمريكية بصورة عامة، بأنها سياسة تهدف إلى زعزعة استقرار العديد من دول العالم الأخرى، خاصة تلك التي لا تدور في فلكها، على الرغم من الرأي القائل: بأن تدخل أمريكا في بعض الأزمات ضروري لحفظ السلام والأمن الدوليين"، وهذا برأيي زعم لا أساس له من الصحة والأهم ليس له ما يدعمه ويُؤيده من الواقع المعاش، فأمريكا ما كانت ولن تكون حريصة على أمن واستقرار بلد من البلدان، ولا يمكن أن تكون مصدر خير ورخاء لأي شعب، ولا يهمها أحد في هذا العالم إلا مصالحها أولاً وأخيراً .
كذلك فبحسب ما تناوله الكاتب شبلي أيضًا بشأن سلوك أمريكا الشاذ والمشبوه في زعزعة أمن واستقرار العالم، وجاء متطابقًا مع تناولات مماثلة لكتاب وآراء من محللين سياسيين، فإنه يمكن تأكيد السياسة الخارجية التي انتهجتها أمريكا كقوة عظمى وإمبراطورية استعمارية غربية كاسحة وغاشمة في نفس الوقت، من خلال مجموعة من الأبعاد، لعل من أهمها: "التاريخ"، حيث لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً مباشراً أو غير مباشر في العديد من الأزمات العالمية خلال تاريخها الممتد على مدى 250 عامًا منذ انشائها، مثل حرب فيتنام، وحرب الخليج الأولى والثانية، واحتلال الصومال وافغانستان والعراق والأزمة الأوكرانية .
وحول النقطة المتعلقة بسياستها الخارجية، سنلاحظ أن أمريكا تدعي بأنها تتبع سياسة خارجية قائمة على مبادئ "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" وما تُسميه واشنطن دومًا "مكافحة الإرهاب"، وهذه المزاعم تنسجم مع طبيعة السلوك الأمريكي الغير سوي في استهداف أمن واستقرار بلدان ودول ذات سيادة متى قررت واشنطن ذلك، ورأت أن بعض من تلك الدول والبلدان بدأت تتمرد عليها وتشكل خطراً على مصالحها وتهديداً مباشراً لها، وقد عاني العالم ولا يزال الكثير جراء سياسة أمريكا الرعناء المرتكزة على الإستكبار وحب النفوذ والسيطرة، واستهداف المناوئين لهم وتصنيفهم ضمن قائمتها الخاصة بـ" الإرهاب والإرهابيين" وفرض عقوبات عليهم سواء كانوا دول أو أفراد أو جماعات أو حتى شركات، بمعنى أن أمريكا تتعامل مع أي دولة في العالم لا تكون معها وتدور في فلكها بإعتبارها عدو وتشكل خطراً وتهديداً لمصالحها، وهذا ما يحتم عليها القيام ضدها بعملية استباقية، وهو ما فعلته مع عدة دول وبلدان ضمن استراتيجيتها المعروفة "من لم يكن معنا فهو ضدنا" .
...... يتبع ......
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صحيفة عبرية: واشنطن أوقفت هجماتها على الحوثيين خشية استهداف حاملة طائرات
صحيفة عبرية: واشنطن أوقفت هجماتها على الحوثيين خشية استهداف حاملة طائرات

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

صحيفة عبرية: واشنطن أوقفت هجماتها على الحوثيين خشية استهداف حاملة طائرات

كشفت صحيفة كالكاليست العبرية، الثلاثاء، أن قرار البنتاغون وقف الهجمات ضد الحوثيين في مايو الماضي جاء خوفًا من نجاحهم في إصابة حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" بصاروخ باليستي في البحر الأحمر، وهو ما اعتبرته الصحيفة "ضربة محتملة لصورة الولايات المتحدة العسكرية". وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين استخدموا صاروخًا فرط صوتيًّا إيراني الصنع يحمل اسم "خليج فارس"، بمساعدة معلومات استخباراتية يُعتقد أنها جاءت من إيران أو روسيا. وقد أدى الحادث إلى سقوط مقاتلة F-18 أثناء مناورة لتفادي الهجوم، وهو ما دفع قادة البنتاغون لتحذير الرئيس ترامب من تداعيات استمرار الحملة الجوية، وفقًا لمصادر في البحرية الأمريكية. وفي حادث منفصل، أفادت الصحيفة بأن صاروخًا مضادًا للسفن أُطلق في فبراير 2024 كاد أن يصيب المدمرة الأمريكية "يو إس إس غرافيلي"، قبل أن يتم اعتراضه على بعد ميل واحد فقط. يأتي هذا التقرير ليعزز تصريحات سابقة لمسؤولين أمريكيين، بينهم الأدميرال براد كوبر، الذين وصفوا العمليات في البحر الأحمر بأنها "أكبر معركة بحرية منذ الحرب العالمية الثانية"، وسط مخاوف من تنامي القدرات العسكرية للحوثيين بدعم من موسكو وطهران. وتفسر هذه المخاوف تموضع السفن الحربية الأمريكية بعيدًا عن مدى الصواريخ الإيرانية خلال الهجوم على إيران في يونيو الماضي، بحسب التقرير. ويسيّر الغرب قوتين منفصلتين في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، 'حارس الرفاهية' بقيادة الولايات المتحدة، و'أسبيديس' الأوروبية بقيادة فرنسا لتأمين مرور سفن الشحن الدولية.

ثمن الإبادة والتجويع.. كيف غيّرت غزة مسار العلاقات الدولية مع إسرائيل؟ التجويع
ثمن الإبادة والتجويع.. كيف غيّرت غزة مسار العلاقات الدولية مع إسرائيل؟ التجويع

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 9 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

ثمن الإبادة والتجويع.. كيف غيّرت غزة مسار العلاقات الدولية مع إسرائيل؟ التجويع

أحدثت حرب الإبادة الجماعية، التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ قرابة عامين، تغيرًا ملحوظًا في الموقف الدولي تجاه كيان الاحتلال، سواء على المستوى الشعبي أو في تقديرات كثير من الأنظمة التي لم تكن تبرح موضع الدفاع عن إسرائيل حتى وقت قريب. ومع طول أمد الحرب، وتفاقم الأزمة الإنسانية، حتى تعددت أشكالها بين قصف وتجويع وحصار، لم تجد الأنظمة الغربية بُدًّا من أن تُغير خطابها -بل ومواقفها- تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، حتى لو لم تُؤدّ تلك المواقف إلى الإسهام في وقف هذه الحرب. ويمثل هذا التطور الذي وصفه رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا بأنه 'إنذار حقيقي للمجتمع الدولي'، تحركًا لم يقتصر تأثيره على الشارع الشعبي، بل امتد ليطال أروقة صنع القرار في العواصم الأوروبية والأمريكية. الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة: الولايات المتحدة باتت اليوم لا تقنع أحدا، لا الأوروبيين ولا الأمم المتحدة، فطريقة الإدارة الأمريكية في التعامل مع ملف غزة يجعلها شريكا حقيقيا فيما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي. وفي تحذير جديد من عواقب كارثية للمجاعة في القطاع، قال مرصد عالمي للجوع إن السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يلوح في الأفق حاليًّا في القطاع. وأكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في العالم، أن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض تسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع. ويضيف التحذير أن أحدث البيانات تشير إلى أن استهلاك الغذاء بلغ حد المجاعة لدى المواطنين في أنحاء قطاع غزة، وأن سوء التغذية الحاد يتركز في مدينة غزة. الخبير بالشأن الإسرائيلي بلال الشوبكي: الأرضية الجماهيرية التي يستند إليها ترمب بدأت تتضايق من الصور التي تأتي من قطاع غزة، وتعتبر أن الولايات المتحدة تُستنزف ليس فقط ماديا إنما أخلاقيا كونها شريكة فيما. ويكشف الوضع الراهن عن إستراتيجية تجويع ممنهجة بدأت منذ اللحظات الأولى للعدوان، كما يوضح الشوا الذي يشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بحساب السعرات الحرارية والكميات التي تدخل إلى القطاع، ونفذ تدميرًا ممنهجًا للبنى الاقتصادية والاجتماعية لزيادة اعتمادية السكان على المساعدات. ووصف هذه السياسة خبراء إسرائيليون أنفسهم بأنها الأكثر منهجية وتنظيمًا منذ الحرب العالمية الثانية، وقد تركت آثارًا عميقة على النخب الإسرائيلية ذاتها. وفي هذا السياق، يشهد المجتمع الإسرائيلي حراكًا متزايدًا ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية؛ حيث يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن أكاديميين وفنانين وأدباء إسرائيليين بدأوا يشاهدون كيف تغرق إسرائيل في وحل أخلاقي سيرافقها لعشرات السنوات. وتجسد هذا الحراك في بيانات من 5 جامعات إسرائيلية ومطالبات بحل مشكلة قطاع غزة، مما يعكس قلقًا متزايدًا من انهيار الصورة الدولية لإسرائيل التي كانت تعتبر نفسها ضحية وممثلة للهولوكوست اليهودي. وبينما يتصاعد الضغط الداخلي الإسرائيلي، تشهد الساحة الأوروبية تحركات جدية نحو فرض عقوبات على إسرائيل، كما يوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي أن أوروبا بدأت تقود حملة داخل الاتحاد الأوروبي لتعليق الاتفاقيات التجارية والتعاون العلمي مع إسرائيل. ويحمل هذا التهديد بالعقوبات الأوروبية تأثيرًا مضاعفًا على إسرائيل، نظرًا لأن البحث العلمي والتطوير الإسرائيلي مبني بالكامل على العلاقة العلمية مع الاتحاد الأوروبي، كما يشرح مصطفى، حيث إن التلويح بقطع هذا التعاون يعني انهيار عملية البحث العلمي والتطوير في إسرائيل نهائيًّا، مما يفسر الحراك الأكاديمي الإسرائيلي المتزايد ضد سياسات الحكومة. وفي وقت سابق، قررت هولندا منع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها. وكان وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب قد أعلن في وقت سابق، في رسالة وجهها إلى البرلمان الهولندي، أن الوزيرين لن يتمكنا من دخول هولندا بسبب تحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين ودعوتهما إلى توسيع المستوطنات غير الشرعية، ودعواتهما كذلك إلى التطهير العرقي في قطاع غزة. بعد سنوات من الولاء الأعمى لتل أبيب… هولندا توجّه أقسى صفعة دبلوماسية للاحتلال الإسرائيلي وتدرجها ضمن قائمة التهديدات لأمنها القومي! وعلى الصعيد السياسي، يشهد ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية تطورات مهمة، بدءًا من الموقف الفرنسي وصولًا إلى التصريحات البريطانية الأخيرة. فقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستعترف رسميا بالدولة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وهو نفس القرار الذي أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي ربطه بشرط عدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع 'المروع' في غزة. بَيد أن النائبة السابقة في البرلمان البريطاني كلوديا ويب تنتقد بشدة ربط الاعتراف بشروط، معتبرة أن الدولة الفلسطينية حق لا يمكن إنكاره وليس وسيلة للمقايضة والمساومة مع إسرائيل. نائبة سابقة في البرلمان البريطاني: إسرائيل تجوع أهالي غزة بشكل متعمد، والساسة في العالم بإمكانهم أن يوقفوا إسرائيل ويعاقبوها إذا أرادوا. وتأتي هذه التطورات في ظل تنامي الضغوط الشعبية في الدول الأوروبية، حيث تشير ويب إلى أن الشعب البريطاني يخرج في مظاهرات كل يوم وفي كل عطلة نهاية أسبوع دفاعًا عن فلسطين، لأن الناس لم يعودوا يتحملون رؤية هذه الفظائع تحدث أمام أعينهم يوميًّا. وهو نفس الضغط الشعبي الذي يلاحظه عبيدي في جميع أنحاء أوروبا، لافتًا إلى أنه بدأ يؤثر على قرارات المفوضية الأوروبية وحكومات القارة. ورغم هذه التطورات الإيجابية، يبقى التحدي الأكبر في تحويل هذه المواقف إلى إجراءات فعلية على الأرض؛ حيث يؤكد الشوا أن الشعب الفلسطيني لن يفقد الأمل مهما حدث. ولكنه يشدد على ضرورة أن تتحول هذه المواقف إلى إجراءات وتدابير حقيقية وليس فقط ربطها ببعض الأمور الإنسانية، مطالبًا بمسار سياسي حقيقي لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود مِنْ الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! .. (61)
بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود مِنْ الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! .. (61)

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 2 أيام

  • 26 سبتمبر نيت

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود مِنْ الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! .. (61)

هُناك الكثير من اللغط والجدل الكبير المُثار على نطاق واسع، حول طبيعة وتأثير الولايات المتحدة الأمريكية من خلال سلوكها المشبوه في إثارة الأزمات والقلاقل والإضرابات في العديد من دول العالم المختلفة خلال المائة السنة المنصرمة تحديداً، ومنها بلا شك دول عربية وإسلامية كانت ولا تزال أمريكا سببًا رئيسيًا لزعزعة أمنها واستقرارها، وهذا ما أوضحه اجمالاً الكاتب والباحث سعد شاكر شبلي في موضوع له بهذا الخصوص نُشِر مُؤخراً تحت عنوان (نظرة على السلوك الأمريكي في إثارة الأزمات في العالم)، يقول شبلي: "يُثار الجدل حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في إثارة الأزمات العالمية، منذ منتصف القرن العشرين وبنهاية الحرب العالمية الثانية 1945م، أصبحت قوة عالمية تتمتع بثروة وازدهار لم تعرفها دولة أخرى، ووصلت إلى أعلى مراتب القوة ، ووسعت من مصالحها وتأثيرها إلى ما هو أبعد كثيراً من حدودها"، ويبين شبلي أكثر طبيعة وشكل الدور والسلوك الأمريكي في العالم وتجاذباته وتأثيراته العديدة المتداخلة والمتواصلة قائلاً: "فالتجارة الأمريكية بالسفن والطائرات كانت تصل إلى أبعد المدن، والدولار الأمريكي أصبح مقياس العملات العالمية، والبنوك والاستثمارات الأمريكية أصبحت في كل مكان، والأغذية والملابس والأفلام السينمائية والآلات الأمريكية أصبحت مُنتشرة في العالم، والمساعدات الاقتصادية والقواعد العسكرية الأمريكية أصبحت في أماكن كثيرة من العالم وبشكل غير مسبوق، من قوة عالمية أخرى" . وتأسيسًا على ما تقدم ذكره فأن (خروج الولايات المتحدة الأمريكية) بحسب شبلي: "ارتبط من الحرب العالمية الثانية، كقوة عظمى باختلال توزيع القوة عالميًا، أو بإعادة هيكلة توزيع القوة، حيث أصبحت أمريكا مُسيطرة على القوة الأسيوية الأكبر (اليابان)، بينما كان الإتحاد السوفياتي السابق في مرحلة بناء القوة الاقتصادية ودخلت الدول المُستَعمَرة (بفتح الميم الثانية) في مرحلة فراغ قوة"، وهذا يعني وفقًا لنفس الكاتب المذكور "إن قوة الولايات المتحدة الأمريكية ارتبطت بضعف القوى الخارجية، غير أن ذلك الضعف لا يخلق وحده قوة عظمى، فعناصر القوة الأمريكية عناصر داخلية بالأساس، ثم جاء انهيار الإتحاد السوفيتي عام 1991م، أو ما عُرف بالمعسكر الشرقي الشيوعي الذي كان يضم دول شرق أوروبا وغيرها من دول العالم الأخرى التي اعتمدت النظام الاشتراكي حينها، ليسمح للولايات المتحدة الأمريكية لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم وآخر الإمبراطوريات، ثم باتت بنهاية القرن العشرين (الذي جرى تسميته اصطلاحًا بـ"القرن الأمريكي، في إشارة إلى تفرد أمريكا بالسيطرة على العالم وفرض هيمنتها عليه في ظل نظام أحادي القطب)، وفي ظل هكذا أجواء وأوضاع كانت سائدة، ولا تزال، تمكنت أمريكا وبسهولة من أن تستحوذ منفردة على قوة عسكرية واقتصادية وثقافية لا تُدانيها قوة أخرى في العالم، وبصورة غير مسبوقة في التاريخ السياسي والإنساني للبشرية، وتتحكم في ظل نظام أحادي القطب بمصير العالم شرقه وغربه، وتسرح وتمرح فيه كما تشاء، وتغزو هذه الدولة وتسقط نظامها، وتتدخل في شؤون ذلك البلد بحجج واهية تروج لها مسبقًا وتسوقها لتقنع بها الرأي العام في الداخل والخارج من أجل خدمة أجندتها ومصالحها الخاصة . وطبقًا لما ذكره شبلي في اطروحته الخاصة بالسلوك الأمريكي في العالم والجدل المُثار حوله، فإن من المُلاحظ: "من خلال تتبع السياسة الخارجية الأمريكية بصورة عامة، بأنها سياسة تهدف إلى زعزعة استقرار العديد من دول العالم الأخرى، خاصة تلك التي لا تدور في فلكها، على الرغم من الرأي القائل: بأن تدخل أمريكا في بعض الأزمات ضروري لحفظ السلام والأمن الدوليين"، وهذا برأيي زعم لا أساس له من الصحة والأهم ليس له ما يدعمه ويُؤيده من الواقع المعاش، فأمريكا ما كانت ولن تكون حريصة على أمن واستقرار بلد من البلدان، ولا يمكن أن تكون مصدر خير ورخاء لأي شعب، ولا يهمها أحد في هذا العالم إلا مصالحها أولاً وأخيراً . كذلك فبحسب ما تناوله الكاتب شبلي أيضًا بشأن سلوك أمريكا الشاذ والمشبوه في زعزعة أمن واستقرار العالم، وجاء متطابقًا مع تناولات مماثلة لكتاب وآراء من محللين سياسيين، فإنه يمكن تأكيد السياسة الخارجية التي انتهجتها أمريكا كقوة عظمى وإمبراطورية استعمارية غربية كاسحة وغاشمة في نفس الوقت، من خلال مجموعة من الأبعاد، لعل من أهمها: "التاريخ"، حيث لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً مباشراً أو غير مباشر في العديد من الأزمات العالمية خلال تاريخها الممتد على مدى 250 عامًا منذ انشائها، مثل حرب فيتنام، وحرب الخليج الأولى والثانية، واحتلال الصومال وافغانستان والعراق والأزمة الأوكرانية . وحول النقطة المتعلقة بسياستها الخارجية، سنلاحظ أن أمريكا تدعي بأنها تتبع سياسة خارجية قائمة على مبادئ "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان" وما تُسميه واشنطن دومًا "مكافحة الإرهاب"، وهذه المزاعم تنسجم مع طبيعة السلوك الأمريكي الغير سوي في استهداف أمن واستقرار بلدان ودول ذات سيادة متى قررت واشنطن ذلك، ورأت أن بعض من تلك الدول والبلدان بدأت تتمرد عليها وتشكل خطراً على مصالحها وتهديداً مباشراً لها، وقد عاني العالم ولا يزال الكثير جراء سياسة أمريكا الرعناء المرتكزة على الإستكبار وحب النفوذ والسيطرة، واستهداف المناوئين لهم وتصنيفهم ضمن قائمتها الخاصة بـ" الإرهاب والإرهابيين" وفرض عقوبات عليهم سواء كانوا دول أو أفراد أو جماعات أو حتى شركات، بمعنى أن أمريكا تتعامل مع أي دولة في العالم لا تكون معها وتدور في فلكها بإعتبارها عدو وتشكل خطراً وتهديداً لمصالحها، وهذا ما يحتم عليها القيام ضدها بعملية استباقية، وهو ما فعلته مع عدة دول وبلدان ضمن استراتيجيتها المعروفة "من لم يكن معنا فهو ضدنا" . ...... يتبع ......

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store