
الفنان احسان دعدوش: بحجة الكوميديا استبعدت عن الدراما
بغداد - واع
تصوير: علي هاشم
منح الابتسامة للجمهور وأدخل البهجة في بيت كل عراقي عبر ما يقدمه من فن كوميدي رصين، بات يشكل حضوراً فنياً لافتاً، فأعماله تحظى بمشاهدة كبيرة من مختلف الجمهور، حريص على عمله الفني لذلك نجده قد يرفض أعمالاً كثيرةً لا تناسبه، ولد وسط أسرة محبة للفن وللابتسامة ما شجعه لدخول عالم الكوميديا من أوسع أبوابه، منحه الفنان الراحل، راسم الجميلي أول فرصة للمشاركة في مسرحية شعبية بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1992 فاستطاع أن يلفت الأنظار حينها، يؤمن بأن الفنان الكوميدي يجب أن يبحث في ثنايا الحياة بأدق التفاصيل لالتقاط المشاهد الحقيقية وتوظيفها في الفن، لديه رصيد كبير من محبة الناس الذين يلتفون حوله أينما حل ليقابلهم بابتسامته التي لا تفارق محياه .
الفنان القدير، إحسان دعدوش كان بضيافة "وكالة الأنباء العراقية" (واع) مررنا بمسيرته الفنية واستذكرنا بعضاً من محطات حياته عبر هذا الحوار الموسع.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
* منحت الابتسامة للجمهور وأدخلت الفرح لملايين من الناس، فهل استطعت أن تمنح الابتسامة لنفسك؟
* لله الحمد أنني استطعت أن أكون سبباً في إسعاد كثير من الناس من خلال أعمالي الفنية، أنا سعيد في الواقع ليس بالمطلق طبعاً لكن الى حد ما بين أسرتي وأصدقائي المقربين فدائماً لا أبتعد عن الروح المرحة التي تضفي طابعاً محبباً بين الناس.
* يبدو أن الفنان الكوميدي بالذات مهمته أصعب من الفنان العادي أو التراجيدي؟
* بالتأكيد، فالفنان الكوميدي يجب أن يبحث دائماً عن الأفكار وفي ثنايا الحياة بأدق التفاصيل وما بين السطور والتقاط المشاهد الآنية المناسبة وتوظيفها في الفن فضلاً عن الفطرة الأولى للفنان ومدى استحسانه في المواقف الكوميدية، هذه ليست مهمة الفنان العادي بل الكوميدي، لذلك الفنان الكوميدي مهمته شاقة ودقيقة وهي تختلف ما بين فنان وآخر فبعضهم فنان يؤدي فقط والآخر مجتهد مبدع لذلك تراني قد أتجاوز أحياناً على النص وأشاكسه ضمن حدود الإطار الإبداعي بموافقة المخرج لأقدم مشهداً قوياً غير ممل، لذلك من الصعب أن تكون فناناً كوميدياً ناجحاً.
* البيئة الأولى للفنان لها تأثيرها في تحديد مساراته الفنية، هل دفعتك بيئتك نحو الكوميدية؟
* البيئة الأولى للفنان مهمة في تحديد مساراته الفنية، بيئتي ساعدتني في الجينات في دخول الكوميديا فوالدي ووالدتي كانا يمتلكان الروح المرحة والابتسامة الدائمة، فضلاً عن شغفي في مشاهدة سينما الأطفال وأفلام شارلي شابلن والنشاطات المدرسية، من هنا تولد لدي حلم أن أصبح فناناً.
* أول عمل فني شاركت به هل تتذكره؟
* بعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة جاءتني فرصة للمشاركة في مسرحية شعبية عام 1992 بترشيح من الفنان الراحل، راسم الجميلي رحمه الله بعنوان (الإمبراطور)، فكنت خجولاً ولم يسبق لي المشاركة في مسرح شعبي حيث كنت أتدرب على الأعمال المسرحية باللغة العربية الفصحى التي تقدم في المعهد، استطعت ان أثبت حضوري في المسرحية وأعمل فارقاً، لذا بعد تجربتي المسرحية جاءتني فرصة أخرى للمشاركة في مسلسل (عالم الست وهيبة) بعد ان أعجب بي المخرج الراحل، فاروق القيسي ورشحني للمسلسل.
* عملت حلاقاً وفي مجال تأسيس الكهرباء هل عانيت من شظف العيش؟
* هذا صحيح عملت في الكهرباء والحلاقة في فترة ما، لأننا كنا من ذوي الدخل المحدود ووالدي يعمل في الصحة ونحن أسرة كبيرة مكونة من ستة إخوان وسبع أخوات لذلك حاولت الاعتماد على نفسي لأعيل نفسي وأسرتي، تعبت وعانيت كثيراً لأصل الى ما أنا عليه الآن.
* بداياتك كانت من الإعلانات التلفزيونية، لو سألتك بماذا اختلفت إعلانات اليوم عن قبل التي تروج من قبل الفنانين؟
* عملي في مجال الإعلانات قربني من الجمهور، حيث كان الفنان من الصعب ان يحصل على فرصة للظهور في التلفزيون في التسعينيات، فحققت شهرة واسعة بظهوري في الإعلانات بترشيح أيضا من المخرج الراحل، فاروق القيسي وأصبحت معروفاً في الشارع واسمي كان متداولاً في الفن، أما إعلانات اليوم فأصبحت غير عميقة ولا تؤدي الغرض منها وغياب السيناريو الإعلاني الذي يضفي أهمية وتشويقاً للإعلان فضلاً عن أمانة المعلن وصدق المنتجات المعلنة.
* هل نستطيع القول إن الفنان إحسان دعدوش امتداد لمدرسة الفنان الراحل راسم الجميلي والفنانة الراحلة أمل طه في المجال الكوميدي؟
* أتشرف أن أكون امتداداً لمدرسة الراحلين الكبيرين، الفنان راسم الجميلي والفنانة أمل طه وأيضا الفنان الكبير، محمد حسين عبد الرحيم واعتبر نفسي محظوظاً كوني عملت وعاصرت هؤلاء العمالقة في الفن الكوميدي العراقي، وأيضا يوجد جيل جديد سيكمل مسيرتنا أيضا.
* ظهور عدد من الوجوه الفنية الشابة الكوميدية بعد جيلكم في الساحة الفنية، برأيك هل استطاعوا أن يؤثروا ويحدثوا فارقاً كوميدياً؟
* للأسف الجيل الجديد أغلبهم يهتمون بالشهرة والظهور أكثر من المحتوى الفني، مجال الكوميديا ليس مجالاً آنياً بمعنى لن يمنح الشهرة سريعاً يجب المطاولة في المجال وإثبات الذات، هناك محاولات جميلة من قبل بعض الفنانين الكوميديين الشباب لكنهم لم يستمروا واتجهوا للأعمال الدرامية الجادة، مثلاً يعجبني كادر ولاية بطيخ وبما قدموه من طروحات جميلة رغم تحفظي على بعض الحوارات التي وردت في البرنامج وأنا أعطيتهم بعض الملاحظات.
* هل تعتقد أن المخرجين قد ظلموك حينما وضعوك في خانة الكوميديا فقط، بمعنى الكوميديا أبعدتك عن الدراما كثيراً؟
* هذا صحيح، ليس ظلماً بل أن المخرجين وضعوني في خانة الكوميديا فقط وهذا غير صحيح وأضروني به ما أبعدني كثيراً عن الأعمال الدرامية لسنوات طوال بحجة أنني كوميدي فقط!، الفنان يلعب جميع الأدوار وليس دوراً واحداً، ومن هنا أوجه سؤالاً الى الجهات الإنتاجية والمخرجين، لماذا إحسان دعدوش مستبعد عن الأعمال الدرامية؟ بعضهم قد يعتقد أنني محتكر لجهة ما وهذا غير صحيح أعلنها من خلال وكالة الأنباء العراقية أنني لست محتكرا لأي جهة في تقديم أعمالي الفنية ومن ضمنها قناة (MPC) عراق ليس لدي عقد احتكار إطلاقاً.
* غالباً ما تتهم الكوميديا العراقية بالساذجة بماذا تعلق؟
* الكوميديا العراقية ليست ساذجة إطلاقاً، الكوميديا إحدى أدوات التغيير لذلك في زمن الإغريق والرومان منعوا تقديم المسرحيات الكوميدية وحرقوا كل النصوص كونها تحرض الشعب على طبقة النبلاء والحكومة آن ذاك، أما السذاجة في الكوميديا فكانت بسبب البعض من الذين قدموا كوميدي رخيصة لا ترتقي للفن الكوميدي، لذلك بعض الفنانين سطحوا مفهوم الكوميديا وألبسوها ثوباً رخيصاً.
* دورك في مسلسل (عالم الست وهيبة) الجزء الثاني بشخصية (حسيب) كان دوراً محدوداً لم يتناسب مع إمكاناتك الفنية، كيف تقيم ذلك؟
* هذا صحيح وهو تشخيص دقيق، أنا تفاجأت بمساحة الدور ولم أطلع على السيناريو وامتداد الشخصية في العمل، لذلك قلت للمخرج، سامر حكمت بأنني مثلت دور حسيب في عام 1996 في الجزء الأول من المسلسل كان من المفترض أن تأخذ الشخصية دوراً أكبر في الجزء الثاني، لذلك قبلت العمل على مضض من اجل إكمال الدور في الجزء الثاني وهذا الدور ليس طموحي إطلاقاً ولا يتناسب مع اسمي الفني ولن أكرر هذه التجربة.
* برأيك ما الذي يحتاجه المشاهد العراقي اليوم بصورة مكثفة، الأعمال الكوميدية أم التراجيدية؟
* المشاهد يحتاج الى الأعمال الكوميدية والتراجيدية لأنهما خطان متوازيان، لكن لو سألتني عن الحاجة الأكثر طلباً ومشاهدة فأكيد ستكون الأعمال الكوميدية كونها بصيص أمل للجمهور وراحة للنفس، وأتمنى ان نبتعد عن قصص العصابات في الدراما ونغادر هذه المنطقة ونتجه الى القصص الاجتماعية ذات المضمون العميق.
* لماذا كتب اسمك في تايتل مسلسل (عالم الست وهيبة) بجزئه الأول (الوجه الجديد) وكنت قد ظهرت تلفزيونياً في كثير من الإعلانات والبرامج؟
* لأن المسلسل منع من العرض حينها، صور عام 1996 وعرض عام 1998 تأخر سنتين عن العرض، خلال هذه الفترة عملت في مجال الإعلانات وأصبحت معروفاً في الشارع لذلك عندما عرض المسلسل لم يتم تصحيح اسمي في تتر المسلسل وظل (الوجه الجديد) لذلك استغرب الجمهور من هذا الأمر.
* لديك وجه فني آخر ربما لم يعرفه الكثيرون إنك مارست تجربة الإخراج السينمائي والتلفزيوني، حدثنا عن هذه التجربة؟
* نعم درست الإخراج وأخرجت أربعة أفلام سينمائية قصيرة ضمن النشاط المدرسي الذي أعمل به في وزارة التربية، وواحد من الأفلام حاز على جائزة، وأخرجت أيضا مسلسلاً درامياً لصالح قناة السلام بعنوان (مقصات)، وآخر عمل أخرجته بعنوان (تخدير موضعي) لقناة دجلة الفضائية، وهناك فيلمان كوميديان أعمل على تحضيرهما في الأيام المقبلة.
* ما الشيء الذي لو يعود بك الزمن لن تفعله مطلقاً؟
* لربما لو لم أكن طيباً أكثر من اللازم لكان أفضل، طيبتي خسرتني أشياء كثيرة وفسرت على أنها مسامحة واستغلال من الآخرين.
* هل يضحكك إحسان دعدوش على الشاشة؟
* نعم أضحك عندما أشاهد نفسي على الشاشة وأحيانا أتفاجأ بأعمالي وأقول مستغرباً هل هذا أنا !، بعد مرور الأعمال بعملية المونتاج والمؤثرات الفنية.
* هل تتفق على أن الفنان الكوميدي معرض للنقد أكثر من غيره؟
* هذا صحيح، لأن الفنان الكوميدي دائماً ما يكون قريباً من الناس والشارع لذلك قد يكون عرضة للنقد، وبالطبع هناك نقد بناء ونقد جارح مدفوع، غايته أن يقلل من قيمة الفنان أمام الجمهور ولا تستوقفني التعليقات الجارحة.
* ما الشيء الذي يشعرك بأكبر قدر من الحرج؟
* تصرفات الجمهور غير المحسوبة أحيانا تصيبني بالحرج مثلاً طلب تصوير فيديو بصورة مفاجئة حينما أكون غير مستعد أو الظرف لا يسمح بذلك، أو التقاط الصور بوقت غير ملائم لذلك أتعامل بحذر مع الجمهور حتى لا تؤخذ بغير منحى.
* أخيراً هل من كلمة؟
* أشكر وكالة الأنباء العراقية على هذا الحوار الشيق، وأشكرك شخصياً لربما أطلت عليك في تحديد موعد الحوار، الإعلام حلقة وصل ما بين عملنا وجمهورنا، أشكر حسن استقبالكم لاسيما جهود الأخ المصور، علي هاشم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
مشوار بيرم (2) .. 'المسلة'.. و'الخازوق'
خاص: بقلم- طارق يوسف: وِلَــمَّــا عِــدِمْــنَــا بِــمَـصْـرَ الْـمُـلُـوكْ جَـابُـوكْ الِانْـجِـلِـيـزْ يَـا فُؤَادْ قَعَّدُوكْ تِـمَـثِّـلْ عَـلَـى الْـعَـرْشِ دُورِ الْـمُـلُـوكْ وِفِـيـنْ يِـلْـقُـوا مُـجْـرِمْ نَظِيرَكْ ودُونْ وِخَــلُّــوكْ تِــخَــالِــطْ بَــنَـاتِ الْـبِـلَادْ عَـلَـى شَـرْطِ تِـقْـطَـعْ رِقَـابِ الْـعِـبَـادْ وِتِــنْــسَـى زَمَـانْ وَقْـفِـتَـكْ يَـا فُـؤَادْ عَـلَـى الْـبَـنْـكِ تِـشْـحَتْ شِوَيِّةْ زَتُونْ بَــذَلْــنَــا وِلِــسَّــهْ بِــنِــبْـذِلْ نُـفُـوسْ وِقُـلْـنَـا عَـسَـى اللـهْ يِزُولِ الْكَابُوسْ مَا شُفْنَا الَّا عَرْشَكْ يَا تِيسِ التُّيُوسْ لَا مَــصْـرِ اسْـتَـقَـلِّـتْ وَلَا يَـحْـزَنُـونْ بهذا الزجل تحت عنوان: (مجرم ودون)، استقبل 'بيرم' في منفاه، خبر تنصيب الإنجليز لـ'فؤاد' ملكًا على مصر، عقب تصريح 28 (شباط) فبراير 1926، الذي اعترفت فيه بريطانيا بالاستقلال الذاتي لمصر، وتحولت مصر بذلك من سلطنة إلى مملكة. بعد أن أصدر السلطان 'فؤاد' الأمر بإغلاق جريدة (المسلة)، لم يستّكن 'بيرم'، قرر معاندته وأصدر جريدة جديدة بعنوان: (الخازوق)، والتي صدَّر منها عدد واحد فقط ثم أغلقت. إبّان ثورة الشعب المصري عام 1919، وجّه 'بيرم' أزجاله لمناهضته الاستعمار الإنجليزي، كما انفرد بمهاجمته السلطان 'فؤاد'، عن طريق نشر فضائحه الشخصية.. فعندما أصدر جريدة (الخازوق) سنة 1920، بدأها بمهاجمة السلطان، عن طريق نشر فضائح أخته الأميرة 'فايقة'، بأسلوب ساخر فكاهي.. فقد صدَّر العدد بمانشيت كبير بعنوان: 'لعنة الله على المحافظ'، وفيها ساق 'بيرم' قصة موظف بسيّط وغلبان، ضاع راتبه في أول الشهر، فقد وضع الراتب في المحفظة وذهب لمولد السيدة زينب، وفي المولد، قام أحد النشالين بسرقة المحفظة بما فيها، فوقف الرجل في وسط الطريق يهتف بصوت عالٍ: 'ألا لعنة الله على المحافظ'، ويُلاحظ هنا التورية: 'المَحافِظ'؛ (جمع محفظة)، و'المُحافِظ' (الذي هو محافظ القاهر).. وعلى الفور، تم مصادَّرة الجريدة وغلقها، لأن السلطان وصله المغزى من المانشيت، ذلك أن محافظ القاهرة وقتها كان 'محمود فخري باشا' زوج 'الأميرة فايقة' ابنة السلطان.. وكانت كثرت الأقاويل وقتها، وشاع بين الناس أن محافظ القاهرة 'حسين فخري' على علاقة غير شريفة بالأميرة، فطلب 'فؤاد' من المحافظ أن يتزوجها فرفض، فعرض الأمر على أخيه 'محمود فخري باشا'، وأغراه بتعييّنه في منصب مرموق فقبل.. بعد إغلاق (الخازوق)، ضاق 'فؤاد' ذرعًا بـ'بيرم' وأزجاله التي لا ترحم، فلجأ إلى الإنجليز ليساعدوه في الطلب من السلطات الفرنسية بترحيل 'بيرم'؛ (حيث كان بيرم حماية فرنسية، فلم يكن لديه جنسية مصرية، بل تونسية).. وبالطبع رحب الاحتلال الإنجليزي بالمساعدة في ترحيل 'بيرم' لأنه كان يُشارك بأزجاله في مهاجمة الاحتلال وتأجيج روح الثورة لدى المصريين.. أزجال أقوى من القنابل شارك 'بيرم' في الثورة المصرية عام 1919، ولكن على طريقته الخاصة كما يقول: 'اشتركت في الثورة على طريقتي الخاصة.. لم أقذف بالحجارة.. ولم أحطم مصابيح النور.. وإنما نظمت مقطوعات زجلية مناسبة للمقام.. فكانت أشد وأقوى من الحجارة.. بل ومن القنابل أيضًا'. ففي زجل بعنوان: 'يامتعتع الحجر'، يُهاجم 'بيرم' الاستعمار، ويصف حالة الفلاح المصري وقت الاحتلال الإنجليزي.. نقتطف منه هذا الجزء: بِعْت عفشي وبعت ملكي وبعت بابي والطاحونة والحمار والبطانية أسأل البنك العقاري وبنك رومة تعرف المبلغ وشيكات العزومة والتِلِم مش طالع إلا بالحكومة إن كانت تنفع وبالقدرة القوية قلت أنا في عرضك يا أبو العباس يا مرسي زحلق البَلْوَة وحق الزيت عليا ونقتطف أيضًا بعضًا مما كتب ضد الاحتلال الإنجليزي: مزارع جوها دافي وطولها وعرضها وافي وليه يمشي ابنها حافي يمد الإيد ويطويها ……………………. اتركونا ننتفع من خير بلادنا… مش بلادكم اسمحوا نسبق حديدنا… مش حديدكم والسماد عايزين سمادنا… مش سمادكم ياللي ناوين تذبحون …………………….. القطن برضُه لْمِزْرُاحِي ولْقِرْدَاحِي وابن البلد يُقْعُد ماحِي في بلادُه يتيم أقطانه هو إللي زرعها وإللي جَمَعْها ما تلمِّلُه لما يبيعها حق البرسيم وكتب في تحفيز الشعب والشد من أزره: شد اللجام بزيادة كلام وامشي لْقُدَام الساعد اللي بني الأهرام هُوّاه موجود يخلق بدال الأنتيكا ميت فَبْريكَة ويبيع لأمة أمريكا وبتوع فِري جود …………………… قومي اقلعي الطرحة السودة يا ام الهَرَمين.. وركبي الورده الموضة.. بين النهدين.. يا أم الخصال المعبودة.. أنا أحطك فين !! …………………… يا مصري ليه تِرْخِي دراعك.. والكون ساعك.. ونيل جميل حلو بتاعك.. يشفي اللهاليب.. خلق إلهك مَقْدونيا.. على سَرْدينيا.. والكل زايطين في الدنيا.. ليه انت كئيب.. ماتْحُطْ نفسك في العالي..وتتباع غالي.. وتْتِفْ لي ع اللي في بالي.. من غير ماتعيب بيرم إلى المنفى تم طرد 'بيرم' في 25 (آب) أغسطس 1920؛ ولم يُسمح له حتى بوداع أهله، وكان عمره وقتها 27 عامًا.. خرج من مصر في اليوم الذي كان فيه المسلمون يحتفلون بعيد الأضحى المبارك. يوم الدبايح كان آخر مواعيدك وقفت لك فرحان أنصب رايات عيدك وافرش لك الريحان واسمع زغاريدك زعق غراب البين فصلت أكفاني خيبة أمل ومرام واعد ومِتْعَسر ياريتهُ كان في منام يصبح ويتْفَسر أو حلم بالإعدام ع الناس بيتسطر ماكان تشوف العين حالي اللي بكاني ع السين يا مصر مشيت اياكِ تسليني عليه عبد جولييت تركي على صيني يا ما لقيت ورأيت جمال ينسيني واتفكر الهرمين تجري الدموع تاني ويذهب 'بيرم' إلى المنفى؛ ليقضي به 20 عامًا بعيدًا عن مصر، قضى معظمها متنقلًا بين مدن فرنسا، بحثًا عن الرزق في أشق الأعمال وأكثرها قسوة ومرارة.. وفي مشوار بيرم (3) نتتبع رحلته المضنية والشاقة في المنفى.. فإلى لقاء


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
لقد اسقطتك الأمواج أيها الربان في عرض البحر
منذ أكثر من سنة ونيف، وأنت تخطط في دعوة أبناء عمومتك لمضيفك العامر، فقد بذلت الغالي والرخيص من أجل أن تكون مضيافاً رافعاً لرأسك بين أهاليك وسط رافديك الجميلين لاستقبالهم . لقد جلبت عواميد بيتكالشعري من بلاد الهند والسند، وأصواف جوادره من الشعرالمطعم بالأسود والبيجي والجوزي من وبر الإبل الإسترالي، وفراش سجاد أرضيتك من أصفهان عاصمة التأريخ الجميل، ووسادات مضيفك من قضاء الحي منأطراف الكوت الواسطي، وقهوتك العربية من صنعاء بلقيساليمن، وطعامهم من عنبر المشخاب المعطر، وسمك الزبيدي من خور عبد الله العراقي ! ورغم ذلك، فلم يلبوا دعوتك،ويكرموك بالزيارة المرتقبة! فقط ارسلوا مرسالهم مبررين ذلك بانشغالهم بأمور العشيرة والعباد والدنيا الفانية، والصلاة والتعبد، خوفاً من الله سبحانه وتعالى، لان محكمة العدالة قريبة جداً، التي لا تنفع فيها كل الدفوع القانونية التي تقدم من أي محام كان، مهما كان تصنيف هويته ودرجته . انت ونحن نعرف سبب غياب أبناء عموتك لبيتك، فقد زارهم …….!، واتعبهم بالرقص والتصفيق أمامه …..!،وامتص دمائهم بالحجامة الصحية، فلا طاقة لهم من ركوب خيولهم ، والقدوم اليك في شهر مايو الحار، وتحمل عناء السفر الى أبناء عمومتهم في مشرقها، ومع ذلك نقول : أهلاوسهلاً لمن قدم اليك، وليعلم الجميع ، تبقى بيوتنا مفتوحة لأبناء عمومتنا لا نغلقها أبد الدهر، فهذه ليست من أخلاقنا أو شيمنا، فنحن أبناء حمايل، مثلما تقول أمثالنا، ولكن لنا غصة في أفواهنا لعدم المجيء، لماذا، هذا الجفاء؟


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
مجموعات المثقفين
ينظر كثير من الناس للمثقف على انه الشخص المتعلم او الحامل للشهادة العليا او السياسي او الشاعر او الكاتب او ذاك الذي يحفظ اسماء الكتاب والعلماء ويحفظ اقوالهم. هذه الفهم لمعنى المثقف هو فهم ساذج, لا ينم عن معرفة ودراية بالمعنى الحقيقي للثقافة والمثقف, فالثقافة هي سلوك اكثر مما هي علم, وهي منهج حياة اكثر مما هي دراسة, فقد تجد شخصا بسيطا ولم يحظى بتعليم جيد لكنه مثقف. يقول الاعلامي الدكتور نجم عبد الكريم 'إن المثقف هو من يقلص اكبر قدر من السلبيات, ويوسع دائرة الايجابيات, قد يكون فلاحا او قد يكون نجارا او قد يكون عامل او قد يكون وزيرا او قد يكون امير' هذه النظرة للمثقف جعلت بعض المتحذلقين من الذين يملكون مهارات لغوية او خطابية او شعرية او كتابية يتصدرون المشهد, ويصدروا انفسهم على انهم متنوروالمجتمع, وهم سادته وقادته, وان رأيهم السداد, وقولهم الفصل, وفهمهم النهاية, فصاروا يشكلون لوبيات ومجاميع تدعم بعضها البعض, وتقدم بعضها البعص في حلقات ضيقة وخاصة وانطوائية, ولا يسمحون لاحد ان يلجها, فكل من هو غيرهم هو قاصر, متندي المرتبة حسب رايهم, واخذ هؤلاء المتقمصين من التواصل الاجتماعي والمهرجات والفعاليات الخاصة والعامة وسيلة لدعم بعضهم البعض, فيعمدون لإنشاء حسابات وهمية, وينشرون نشاطات احدهم ويشاركونها, ويعلقون عليها حتى يظن الظان ان هذا الشخص هو فهيم الزمان, وطبيب العلل, وبلسم الجراح. اكاد اجزم اني اول من اطلق لقب شعراء الكيا بعد سقوط حكم البعث الدموي عام 2003, واجرم اني لي شهادة براءة اختراع هذا اللقب, والكيا لمن لا يعرفها هي سيارة نقل عام,بأحد عشر راكبا كانت قد عملت في العراق نهاية التسعينات, وخبا بريقاها بعد دخول السيارات الحديثة كالستاريكس واليوكن والهايس. ان فكرة شعراء الكيا هي ان يقوم شخص له قدرة بسيطة على كتابة الشعر, باستئجار سيارة نوع كيا ويأخذ فيها اصدقاءه للمنتديات, وحين يصلون الى مقاعد القاعة يتفرقون بينها, ويتوزعون وفقط خطة مرسومة ومتفق عليها مسبقا, وما ان يعتلي صاحبهم المنصة حتى تبدأ الفعاليات الكاذبة, حيث ينهض احدهم من هناك وبصورة انفعالية ويصيح 'الله الله' اعجابا بالشعر, ثم ينهض اخر من مكان اخر وينادي 'اعد اعد' مع تمثيل مشارع جياشة, واظهار الانفعال العاطفي الخدّاع. هذه الحالة ' شعراء الكيا' انتقلت الى كل مفصل من مفاصل الثقافة, حتى صارت لدينا كروبات للكتاب,وللمحللين السياسيين, ولعرفاء الاحتفالات, وللفنانين وغيرهم. ان مشكلة 'المثقف' في بلادنا تكمن في تعاليه على مجتمعه, بل الاساءة له والتنكر لحميد خصاله, والامعان في تشويهه, ولا يسعى هذا المثقف الى رفعة مجتمعه او اعلاء شانه, يقول الكاتب السوداني دفع الله حسن بشير 'أما في السياق الشرقي فإذا قابلتم شخصاً ينظُر إلى نفسه على أنه ينتمي إلى طبقة متميزة تعلو على طبقات الشعب الأخرى، وتظن أنها تمتلك وحدها حق تحديد مصائر العامة، وتدبير شؤون الحياة، ولا تمانع هذه الطبقة إذا اضطرتها الأوضاع في فرض وصايتها على الشّعب من خلال ممارسة نوع من الاستبداد المستنير، والأكثر من ذلك تمتلك هذه الطبقة قدراً من ازدراء الطبقات الأخرى خصوصا الطبقة العاملة، والاستعلاء عليها إلى درجة تمكّنها من التصريح بعدم أهلية تلك الطبقات للمشاركة في تحديد شؤون الحياة العامة، فأنتم أمام شخص يمكن أن تطلقوا عليه وبلا تردد لفظ 'مُثقّف'.