logo
ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع

ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع

سكاي نيوز عربيةمنذ 6 ساعات

وبينما أعلنت إسرائيل أنها أضعفت من تصفه بـ"العدو" ووجهت ضربة "استباقية" قاسية لطموحاته النووية، دخلت طهران في حالة من الترقب الاستراتيجي، تُراجع فيها أولوياتها الداخلية وتعيد حساباتها الخارجية، في ظل مشهد دولي بالغ التعقيد، وتوازنات هشة تختبر عند كل منعطف جديد.
في هذا السياق المتفجر، انطلقت في الداخل الإيراني نقاشات صريحة حول شكل المرحلة المقبلة، وسط انقسام بشأن البرنامج النووي والصاروخي.
الردع أم معيشة المواطن
تشير الوقائع إلى أن الحرب التي اندلعت كانت لها آثار مزدوجة على الداخل الإيراني، فمن جهة، وحدت الصفوف مؤقتا خلف القيادة السياسية، وأعادت المعارضة إلى مربع "الدفاع عن الوطن" ضد عدوان خارجي، لكن من جهة أخرى، فإنها عمقت أزمات كانت قائمة أصلا، مثل البطالة، وتراجع مستوى المعيشة، وانكماش الاقتصاد المتأزم بفعل العقوبات الأميركية والأوروبية.
في حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسين رويوران، أن الحرب "جمعت الإيرانيين خلف النظام"، وأن "الكثير من وجوه المعارضة الذين كانوا يتخذون مواقف نقدية صارمة تجاه النظام، أبدوا تضامنهم الكامل مع الدولة في لحظة الدفاع عن النفس"، مشيرا إلى أن هذه الوحدة تشكل "رأسمالا استراتيجيا" يمكن البناء عليه في المرحلة المقبلة.
ومع ذلك، يؤكد رويوران، أن "مطالب الداخل الاقتصادية لا تزال قائمة"، موضحا أن الحرب خلقت مطالب جديدة تتعلق بتعزيز الدفاعات الجوية، كأولوية خرجت من رحم الصدمة العسكرية الأخيرة، وبات النظام الإيراني مطالبا بإدارة معادلة مزدوجة، الاستجابة لضرورات تحسين الوضع المعيشي، وفي الوقت ذاته الاستثمار في تعزيز البنية الدفاعية للردع".
ثمة انقسام واضح بين جناحين أساسيين في إيران ، الأول يدعو إلى التهدئة وفتح قنوات التفاوض مع الغرب، انطلاقا من أولوية رفع العقوبات وتوفير متنفس اقتصادي للبلاد، والثاني يتمسك بمنطق "الاستقلال الاستراتيجي"، ويعتبر أن إيران يجب ألا تُكرر خطأ الوثوق بأميركا التي "أعلنت الحرب من خلال إسرائيل" بينما كانت طهران لا تزال على طاولة المفاوضات.
ويذهب رويوران أبعد من ذلك، حين يؤكد أن الثقة "باتت معدومة تماما" في إدارة الرئيس ترامب ، وأن "أي عودة إلى التفاوض يجب أن تتم وفق شروط وظروف جديدة"، على رأسها إشراك روسيا والصين ضمن صيغة تفاوضية موسّعة، تعكس التغييرات التي طرأت على المشهد الجيوسياسي العالمي.
البرنامج النووي والصاروخي
رغم استهداف منشآت نووية رئيسية، فإن إيران لا تزال تعتبر برنامجها النووي "حقا مكتسبا"، لا يمكن التخلي عنه. وقد تؤدي هذه المواقف إلى مزيد من الاحتكاك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، في ظل دعوات متزايدة لتغيير سلوك إيران تجاه المفتشين الدوليين.
وبحسب رويوران، فإن الضربات الإسرائيلية فشلت في تحقيق أحد أهدافها الأساسية، وهو تقويض القدرات الصاروخية الإيرانية، التي وصفها بأنها "آلمت إسرائيل وأربكت حساباتها".
واعتبر أن تل أبيب لم تنجح في الحد من قدرة طهران على الرد، مما يمنح إيران "رصيدا تفاوضيا جديدا"، ويعزز موقف "الردع المتبادل".
من بين التداعيات اللافتة للحرب الأخيرة، ما تم رصده من مؤشرات على تراجع نسبي لدور الأذرع الإيرانية في الإقليم، أو على الأقل انفصال تكتيكي بين طهران وبعض حلفائها التقليديين.
وتبرز بوادر لانفتاح إيراني أوسع على المحور الشرقي، حيث أشار رويوران إلى احتمالات متزايدة لتوسيع التعاون مع الصين وروسيا، خصوصًا في ظل ما وصفه بـ"العدوان الغربي الجماعي"، الذي كشف عن حجم التحدي الذي تواجهه إيران في علاقتها مع الناتو والولايات المتحدة.
في المقابل، يستثمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، ما بعد الحرب لتكريس صورته كزعيم "صاحب اليد العليا".
ووفق ما نقله مراسل "سكاي نيوز عربية" نضال كناعنة، فإن نتنياهو يُسوّق نفسه باعتباره من "أنقذ إسرائيل من الإبادة"، ويرى في "الإنجاز العسكري" ضد إيران وسيلة لتعزيز موقعه الداخلي، وربما التمهيد لانتخابات جديدة لا يخشى خوضها بعد أن كان مقيدا بنتائج حرب غزة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران.. اعتقال 700 "مرتزق" خلال الحرب مع إسرائيل وإعدام 3
إيران.. اعتقال 700 "مرتزق" خلال الحرب مع إسرائيل وإعدام 3

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

إيران.. اعتقال 700 "مرتزق" خلال الحرب مع إسرائيل وإعدام 3

كشفت تقارير صحفية إيرانية أن طهران اعتقلت 700 من المتعاملين مع إسرائيل، خلال 12 يوما هي فترة الحرب بين البلدين، وأعدمت 3 بتهمة التخابر لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). وحسب وصف وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، فإن إيران اعتقلت 700 "مرتزق إسرائيلي". وأفادت الوكالة أنه "منذ بداية العدوان الإسرائيلي على إيران، كانت شبكة التجسس التابعة للنظام الصهيوني نشطة للغاية في البلاد، وتمكنت أجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية من اعتقال أكثر من 700 منهم خلال 12 يوما". وأفادت أن معظم الاعتقالات كانت في محافظات كرمانشاه وأصفهان وخوزستان وفارس ولرستان على التوالي، بينما لم يتم حتى الآن الإعلان عن الإحصائيات الدقيقة لعدد الاعتقالات في محافظة طهران. ومن بين التهم المنسوبة إلى المعتقلين، توجيه ومراقبة طائرات صغيرة و طائرات مسيّرة انتحارية، وتصنيع قنابل محلية، وتصوير مراكز عسكرية حساسة، وإرسال معلومات للجيش الإسرائيلي. وفي السياق ذاته، ذكرت وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، أنه جرى الأربعاء إعدام 3 أشخاص بعد إدانتهم بالتخابر لصالح الموساد، وتهريب معدات تستخدم في الاغتيالات. وتستند الإحصائيات إلى التقارير الرسمية التي نشرتها المؤسسات الأمنية والقضائية في إيران، ولا تشمل القضايا المتعلقة بالمواطنين الأجانب المحتجزين.

ترامب يرد على تقرير "نتائج ضرب إيران"
ترامب يرد على تقرير "نتائج ضرب إيران"

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

ترامب يرد على تقرير "نتائج ضرب إيران"

التقييم الذي نقلته شبكة "سي إن إن"، وصحيفتا "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" ووسائل إعلام أخرى، شكك في نتائج الضربات الأميركية. وردا على ذلك، جدد ترامب التأكيد على أن الضربة العسكرية الأميركية "دمرت بالكامل" المواقع النووية الإيرانية الثلاثة التي استهدفتها. وكتب ترامب في منشور على منصة "تروث سوشال، أن "شبكة (سي إن إن) للأخبار الكاذبة، بالتعاون مع صحيفة (نيويورك تايمز) الفاشلة، ضافرتا جهودهما لتشويه سمعة إحدى أنجح الضربات العسكرية في التاريخ. المواقع النووية في إيران دُمرت بالكامل". كما قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت لـ"سي إن إن": "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما، وصنف على أنه سري للغاية، لكنه مع ذلك سُرب إلى (سي إن إن) من شخص مجهول المستوى في مجتمع الاستخبارات". وأضافت ليفيت: "تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة لتشويه سمعة الرئيس ترامب ، وتشويه سمعة الطيارين المقاتلين الشجعان الذين نفذوا مهمة محكمة التنفيذ للقضاء على البرنامج النووي الإيراني". وتابعت: "الجميع يعلم ما يحدث عندما تسقط 14 قنبلة، وزن كل منها 30 ألف رطل (أكثر من 13 طنا)، على أهدافها بدقة: إبادة كاملة". وكان التقييم الأميركي خلص إلى أن الضربات التي شنتها واشنطن على 3 منشآت نووية إيرانية لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي لطهران، بل على الأرجح أعادته للوراء عدة أشهر فقط. التقييم الذي وصفه 3 أشخاص مطلعين على الأمر لـ"سي إن إن"، أعدته وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ولم يخرج إلى العلن بعد. وقال أحد المصادر إن التقرير يستند إلى تقييم للأضرار أجرته القيادة المركزية الأميركية، في أعقاب الضربات على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية، التي أعلن عنها ترامب فجر الأحد. وحسب "سي إن إن"، لا يزال تحليل الأضرار التي لحقت بالمواقع وتأثير الضربات على طموحات إيران النووية مستمرا، وقد يتغير مع توافر المزيد من المعلومات الاستخباراتية. وقال اثنان من الأشخاص المطلعين على التقييم إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يدمَّر، وأضاف أحد المصادر أن "أجهزة الطرد المركزي سليمة إلى حد كبير". وتتعارض هذه النتائج الأولية مع مزاعم ترامب المتكررة بأن الضربات "دمرت تماما" منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وتصريحات وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، الأحد، عندما قال إن طموحات إيران النووية "قُضي عليها".

تصويت في مجلس النواب على تحرك لعزل ترامب: 344 مقابل 79
تصويت في مجلس النواب على تحرك لعزل ترامب: 344 مقابل 79

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

تصويت في مجلس النواب على تحرك لعزل ترامب: 344 مقابل 79

وجاء التحرك المفاجئ بمبادرة من النائب الديمقراطي آل غرين من ولاية تكساس، علما أن حزبه انقسم بشأن المبادرة، إذ انضم معظم الديمقراطيين إلى الأغلبية الجمهورية للتصويت على تأجيل النظر في القرار، بينما أيد عشرات الديمقراطيين مسعى غرين. وانتهى التصويت بنتيجة 344 معارض للمبادرة مقابل 79 مؤيد لها. وقال غرين قبل التصويت: "أفعل هذا لأن لا شخص واحدا يجب أن يمتلك السلطة لدفع أكثر من 300 مليون شخص في الحرب من دون التشاور مع الكونغرس". وتابع: "أفعل هذا لأن الدستور إما أن يكون له معنى أو سيكون بلا معنى". ورغم أن هذه الخطوة ليست أول محاولة لعزل ترامب منذ بداية ولايته الثانية في يناير، إلا أنها تعكس حالة القلق لدى العديد من الديمقراطيين تجاه إدارته، لا سيما بعد الهجوم المفاجئ على المنشآت النووية الإيرانية، الذي اعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر للتدخل في شؤون الشرق الأوسط. وفي وقت سابق من الثلاثاء، هاجم ترامب بشدة، مستخدما ألفاظا نابية، النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك، بعد أن وصفت عمليته العسكرية ضد إيران بأنها "جريمة تستوجب العزل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store