محمد خروب يكتب: «صفقة» ترامب «العقارِية» .. بـِ«عيون إسرائيلية»
بقلم :
فيما يمضي الرئيس الأميركي/ترامب, قدُماً في تسويق صفقته العقارية (كما وصفها هو حرفياً), لـ» تطهير» قطاع غزة من سُكانه, غير آبه بالرفض العربي وخصوصاً العالمي, مواصلاً اتخاذ مزيد من الإجراءات والقرارات, الرامية تقويض أسس وأعراف وقواعد القانون الدولي, وما تواضعت عليه المؤسسات الدولية التي قامت, للتقريب بين أسرة الشعوب ودفعها الى تنكّب طريق الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية, وخصوصا إنهاء الاستعمار ومساعدة الشعوب التي ابتُليت بجرائمه وارتكاباته.
يمضي/ترامب في مشروعه مانحاً العدو الصهيوني المزيد من صفقات السلاح, ولم يتردّد في الموافقة على تزويدها بما «رفضَ» أسلافه بمن فيهم الرئيس الصهيوني/ بايدن منحه إياها, ما وُصِفَت على الدوام بأنها «أم القنابل", ذات القوة التفجيرية الهائلة, والمعروفة إختصارا بـ(MOAB). ما ترجمته: «الانفجار الجويّ الضخم المُنظم». إضافة الى صفقة «ضخمة» تزيد قيمتها على ستة مليار دولار, تشمل أسلحة برية وجوية وبحرية متطورة, مُتعددة المهمات والقدرات, تكاد لا تتوافر لأي دولة في العالم, حتى تلك المنضوية تحت راية حلف/الناتو.
ماذا صفقة ترامب العقارية؟
ثمة في دولة العدو, مَن «لا» يرى فيها «حلاً» للصراع الفلسطيني ــ الصهوني. رغم «مهرجان» الفرح والتهليل, الذي قوبلت به مقترحات ترامب, من قِبل أجنحة اليمين الصهيوني الفاشي, وعلى رأسهم مُجرم الحرب/نتنياهو, الذي يفوق الكاهاني/ بن غفير ورئيس حزب الصهيونية الدينية/ سوتريتش, تطرفاً وعنصرية, ما يستدعي الإشارة الى مقالة «أسرة تحرير» صحيفة/هآرتس اول أمس/الجمعة. سألتْ فيها ترامب: لماذا ترى في «حماس» إرهاباً, ولا تراه في «دولة» تُمارس الاحتلال والقتل والطرد؟. جاء فيها: إعلان الرئيس الأمريكي/ترامب نقلَ سكان غزة إلى دول أ?رى في الشرق الأوسط،, استولى على الاهتمام العام في إسرائيل والعالم. تسبب الاقتراح ــ أضافت ــ بفرحة كبرى لدى أجزاء واسعة من الجمهور الإسرائيلي، وهو ما ينبغي ــ لفتت ــ أن يُقلق المواطنين الراغبين بالعيش في دولة سوية العقل, تفهَم بأن الطريق الوحيد لحل النزاع تمرّ, بـ"اتفاقات سياسية مع جيراننا الفلسطينيين ــ وليس بحلول مُلفقة تدّعي إخفاء مئات آلاف الناس من الأفق بعصا سحرية.
حماس تنظيم «إرهابي» يستخدِم المَخطوفين كورقة مساومة بالشكل الأكثر تهكماً. لكن ــ ختمَتْ ــ نتنياهو وحكومته «أُناس مُعقدون» أيضاً، مُعقّدون بطمع الحكم والاحتلال والاستيطان, الذي يفوق حرصهم على حياة الإنسان. سيكون ترامب مُلزَماً بالضغط بكل قوته على الطرفين لـِ"يعود كل المخطوفين إلى بيوتهم وتصل الحرب إلى نهايتها».
أما في صحيفة «معاريف» الصهيونية فكتبَ «ليلاخ سيغل» اول أمس/الجمعة, تحت عنوان: لهذا أرادَ ترامب تحويل دفة العالم الإعلامية بـ"قنبلته الصوتية» حول التهجير, قال فيها: فعلَ ترامب هذا الأسبوع ما يطيب له أن يفّعله.. إبقاء الجميع في صدمة. لكنه فعل هذا مع قول أساسي صحيح لدرجة الألم. فلماذا ــ تساءلَ ــ يبقى الفلسطينيون في غزة إذا كانت هذه مكاناً رهيباً، ولا يلحق بهم إلا المعاناة والموت؟. في أماكن مُشابهة في العالم، يُوزّع اللاجئون على الدول التي تُوافق على استيعابهم، وعندها يُحاولون إعادة تأهيلهم. ترامب في واقع ال?مر تحدّى الفكرة الفلسطينية الأساسية, التي تحاول تخليد وضعية اللجوء والمَسكنة منذ 1948، وكثير من الدول الغربية أخطأت بقبولها، وذرف دمعة وغض النظر عن «الإرهاب والملاطفة».
لكنه ـ تابعَ ــ حدثٌ أظهرَ كل شيء إلا ما بدا عليه. قبل الدخول إلى تحليل مُعمق للمؤتمر الصحافي الدراماتيكي في واشنطن، يجدر بنا أن نذكر شيئاً آخر حصلَ منذ وقت غير بعيد. في الأول من تموز/2020 كان «يفترَض بإسرائيل ــ أن تضم مناطق «يهودا والسامرة/ يقصد الضفة الغربية المحتلة»، حسب إعلان نتنياهو قبيل إحدى جولات الانتخابات. الضم عملياً لم يحصل، واتفاقات إبراهيم وُقعِت في 15 أيلول/2020، بعد شهرين ونصف من ذلك. الكثير من الأسئلة ــ اردفَ ــ تعتمِل تحت سطح المؤتمر الصحافي اللامع, الذي طحنته وسائل الإعلام العالمية حتى?أصبح دقيقاً. لكن الأسئلة الحقيقية ــ استطردَ ــ ستجد حلها, بعد أن يتسرّب غبار النجوم قليلاً. فقد ألقى ترامب قنبلة صوتية: موقف بداية مجنون قبيل مفاوضات «التطبيع» مع ودول عربية أخرى. سيكون مُشوِّقاً أن نرى نِيّته الحقيقية لاحقاً.
اما أورييل داسكال فكتبَ مقالة «لافتة» لموقع «والّلاه» العِبري, قال فيها:إن الجميع يتحدّث اليوم عن اقتراح ترامب بشأن الاستيلاء على غزة ونقل 1.8 مليون فلسطيني، لكن الحقيقة ــ تابعَ ــ أن هذا هو بالضبط ما يريده ترامب, وهو» تحويل الأنظار عن ما يحدث في واشنطن». لافتا ان كل شيء يسير وفقًا لخطة «ستيف بانون/مستشار/ترامب السابق»، الذي وصفَ استراتيجيته الإعلامية بأنها «إطلاق النار بأسرع مُعدّل»، مُضيفاً:نظرًا لأن وسائل الإعلام «تتكوّن من أشخاص أغبياء»، فلا يُمكنها التركيز إلا على شيء واحد، لذا علينا «أن نُغرِقهم بسي?ٍ من الأخبار المُثيرة، وسيفقِدون السيطرة على ما هو مهم حقًا.. بانج، بانج، بانج، ولن يتعافوا». لهذا السبب أردفَ، يُلقي ترامب بمقترحات غير واقعية, إذ بينما تنشغل وسائل الإعلام برؤية ترامب لغزة، يجري في واشنطن «تفكيكٌ منهجي وسريع للحكومة وأجهزة الاستخبارات الأميركية».
kharroub@jpf.com.jo
الراي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوكيل
منذ 2 ساعات
- الوكيل
الإعلان عن اسمي الموظفين اللذين قُتلا بإطلاق النار في...
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان أعربت السفارة الإسرائيلية في واشنطن عن أسفها لمقتل اثنين من موظفيها في حادث إطلاق النار عند المتحف اليهودي في المدينة مؤخرًا، وكشفت أن اسميهما يارون، وسارة.وحسب ما صرّحت به رئيسة شرطة العاصمة باميلا سميث، فإن الموظفين كانا قد غادرا فعالية أُقيمت في متحف العاصمة اليهودي، عندما اقترب منهما مشتبه به وأطلق النار باتجاه مجموعة من الأشخاص.وقالت سميث إن المشتبه به صرخ بعد اعتقاله قائلًا: "Free, free Palestine".وقد أعلنت الشرطة أن المشتبه به يُدعى إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 30 عامًا، وهو من سكان مدينة شيكاغو. وأشار نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) دان بونجينو إلى أن الحادث يبدو أنه "عمل عنف مستهدف".وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحئيل لايتر، إن الشابين كانا يخططان للخطوبة، موضحًا أن الشاب كان قد اشترى خاتمًا هذا الأسبوع، وكان ينوي التقدم لطلب الزواج الأسبوع المقبل في القدس.وأوضحت سميث أن السلطات لا تعتقد أن هناك تهديدًا مستمرًا للمجتمع، وأضافت أن المشتبه به شوهد وهو يتجول بالقرب من المتحف قبل إطلاق النار، ثم دخل المتحف بعد الهجوم، حيث تمكن أمن الفعالية من توقيفه.وفي بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس، قال إنه "مصدوم" من الهجوم الذي وصفه بأنه "مروع ومعادٍ للسامية"، مضيفًا: "نحن نشهد ثمنًا فظيعًا لمعاداة السامية وللتحريض الوحشي ضد إسرائيل".وقال نتنياهو إنه أوعز إلى البعثات الإسرائيلية حول العالم بتعزيز الإجراءات الأمنية عقب الهجوم.ويأتي هذا الحادث بعد أسبوع فقط من حصول المتحف على تمويل ضمن برنامج منحة بلغت قيمته 500 ألف دولار (ما يعادل 372,495 جنيهًا إسترلينيًا) لتعزيز إجراءات الأمن. وقد أصدر المتحف بيانًا قال فيه إنه "حزين ومروع" بسبب واقعة إطلاق النار.

سرايا الإخبارية
منذ 4 ساعات
- سرايا الإخبارية
"أنا آسف ليس لدي طائرة لأعطيك إياها" .. وسم "رئيس جنوب إفريقيا" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي
سرايا - خاص - تصدر وسم "رئيس جنوب إفريقيا" منصات التواصل الاجتماعي؛ بعد لقاء جمع بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا في البيت الأبيض. وخلال اللقاء الذي شهده البيت الأبيض، وجه أحد المراسلين سؤالًا حول التقارير التي تشير إلى قبول الولايات المتحدة طائرة من الحكومة القطرية يُحتمل استخدامها كطائرة رئاسية؛ الأمر الذي أثار غضب ترامب الذي قاطع المراسل قائلًا:"ما الذي تتحدث عنه؟ أتعلم؟ عليك الخروج من هنا، وما علاقة هذا بالطائرة القطرية؟". الأمر الذي دفع الرئيس رامافوزا إلى التعليق على ذلك بطريقة ساخرة؛ حيث مازح ترامب قائلًا: "أنا آسف، ليس لدي طائرة لأعطيك إياها"، ليرد عليه ترامب مبتسمًا: "لو عرضت طائرة، فسأقبلها". وعبّر عدد من المغردين عن إعجابهم بتعليق رامافوزا الساخر، معتبرين أنه يظهر ذكاءً دبلوماسيًا ساعد في تخفيف حدة الموقف، وفي المقابل رأى آخرون أن ترامب بدا وكأنه مستعد لقبول الطائرة حتى على سبيل المزاح، وقال أحدهم ساخرًا: "أهم شي طيارة ". "أنا آسف ليس لدي طائرة لأعطيك إياها".. وسم "رئيس جنوب إفريقيا" يعتلي منصات التواصل الاجتماعي - فيديو #سرايا #الاردن — وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) May 22, 2025


سواليف احمد الزعبي
منذ 4 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
جوليان أسانج يرتدي قميصًا يحمل أسماء آلاف الأطفال الذين استشهدوا في غزة- (فيديو)
#سواليف ظهر مؤسس موقع ' #ويكيليكس ' #جوليان_أسانج في 'مهرجان كان السينمائي'، هذا الأسبوع، مرتديًا قميصًا طُبعت عليه أسماء 4,986 طفلًا فلسطينيًا استشهدوا خلال القصف الإسرائيلي على قطاع #غزة، في مشهد أثار تفاعلًا واسعًا وحمل رسالة سياسية لافتة. جاءت هذه اللفتة قبيل عرض الفيلم الوثائقي The Six Billion Dollar Man (الرجل الذي كان يساوي ستة مليارات دولار)، والذي يروي قصة #أسانج الشخصية. وقد وقف على درج قصر المهرجانات إلى جانب زوجته ستيلا أسانج، مرتديًا #القميص الذي كُتب على ظهره بالخط العريض: 'Stop Israel – أوقفوا إسرائيل'، في تعبير واضح عن تضامنه مع ضحايا الحرب. ووصفت صحيفة 'لومانيتي' الفرنسية هذه المبادرة بأنها تأكيد على أن 'نضال أسانج من أجل الحقيقة لا يزال حيًا ومؤثرًا'. In a powerful humanitarian gesture, WikiLeaks founder Julian Assange appeared at the Cannes International Film Festival wearing a shirt bearing the names of 5000 Palestinian children who lost their lives due to Israeli airstrikes. Huge respect 👏🏻🇵🇸 مقالات ذات صلة الرسالة الأخيرة لمنفذ عملية إطلاق النار بواشنطن May 21, 2025 أسانج، الصحافي والناشط الأسترالي، عُرف بتأسيسه منصة 'ويكيليكس' عام 2006، والتي سرّبت ملايين الوثائق السرية، منها تقارير عسكرية ودبلوماسية أمريكية، ما أثار ضجة عالمية وسلط الأضواء على تجاوزات خطيرة ارتكبتها دول كبرى. بدأ حياته كمبرمج ومخترق، وشارك في مشاريع برمجية متعددة قبل إطلاق 'ويكيليكس'، معلنًا أن هدفه هو فضح الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، ودعم حرية الصحافة كوسيلة لمحاسبة السلطة. من أبرز ما كشفه الموقع كان عام 2010، حين نشر تسريبات حول حربي العراق وأفغانستان، تضمنت شريطًا مصورًا يُظهر مروحيات أمريكية وهي تطلق النار على مدنيين في العراق. في عام 2012، لجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور في لندن لتجنب تسليمه إلى السويد، حيث كان يواجه اتهامات ينفيها ويعتبرها ذات دوافع سياسية. ظل في السفارة لسبع سنوات، حتى سُحبت منه الحماية عام 2019 واعتقلته الشرطة البريطانية. ومنذ ذلك الحين، خاض معارك قضائية طويلة لمقاومة تسليمه إلى الولايات المتحدة، التي وجهت له تهمًا بالتجسس وتهديد الأمن القومي. وفي يونيو 2024، أُفرج عنه بموجب تسوية قانونية مع السلطات الأمريكية، مكّنته من مغادرة #السجن دون تنفيذ عقوبة طويلة. منذ ذلك الحين، عاد إلى الساحة العامة، مستأنفًا نشاطه السياسي والإعلامي.