
تغير المناخ يطيل موسم الحساسية في الولايات المتحدة؟
يشهد موسم حساسية الربيع في الولايات المتحدة تغيرات لافتة بفعل تغير المناخ، إذ تسجل المدن الكبرى مستويات قياسية من غبار الطلع، في وقت يحذر العلماء من أن هذا الموسم قد يطول أكثر من المعتاد.
وفي مدينة نيويورك، أسهم الطقس الدافئ في رفع مستويات غبار الطلع بشكل كبير، تزامناً مع اجتياح دخان حرائق الغابات للمنطقة، وسط توقعات بعدم تراجع هذا الوضع في أي وقت قريب.
وبحسب ما أفادت به الدكتورة نيدي كومار لقناة "سي بي أس" الإخبارية، فإن "الخبراء يتوقعون أن يمتد موسم الحساسية في شمال شرقي البلاد إلى 180 يوماً، أي أطول بـ 20 يوماً من المعدل المعتاد". وأضافت: "هذا أحد التأثيرات المباشرة لتغير المناخ."
وتؤكد التوقعات الصادرة عن موقع "أكيوويذر" AccuWeather أن مستويات غبار الطلع ستبقى "مرتفعة" في مدينة نيويورك خلال الأسبوع الحالي، في حين تتشابه التوقعات في بوسطن، باستثناء يومي الأربعاء والخميس حيث من المتوقع أن تنخفض إلى مستوى "معتدل".
ولا تقتصر هذه الظاهرة على الساحل الشرقي، إذ سجلت أتلانتا أعلى مستويات غبار الطلع في تاريخها، كما أعلنت هيوستن عن أعلى نسبة منذ عام 2013، وفقاً لمؤسسة الربو والحساسية الأميركية. وتشير التوقعات إلى أن مدن الجنوب ستكون من بين الأكثر تضرراً.
تتسبب هذه المستويات العالية من غبار الطلع بأعراض مزعجة، مثل سيلان الأنف وحكة العينين، لنحو ربع البالغين في الولايات المتحدة، مع احتمال استمرار الأعراض حتى أشهر الصيف.
وفي سياق متصل، أشار تقرير صادر عن منظمة "كلايمت سنترال" Climate Central وهي مؤسسة أبحاث غير ربحية إلى أن ملايين الأميركيين في مختلف المدن باتوا يعانون من مواسم حساسية تبدأ في وقت مبكر، وتدوم لفترات أطول، وتكون أكثر حدة، نتيجة التأثيرات المتسارعة لتغير المناخ الذي تسببه الأنشطة البشرية.
واستناداً إلى بيانات إدارة المحيطات والغلاف الجوي الوطنية الأميركية NOAA، ذكر التحليل أن دفء فصل الربيع وبدءه في وقت مبكر أديا إلى إطالة موسم النمو، مما منح النباتات وقتاً أطول للنمو وإطلاق كميات أكبر من حبوب اللقاح المسببة للحساسية.
وقد وُجد أن موسم النمو الخالي من الصقيع بين عامي 1970 و2024 قد ازداد بمعدل 20 يوماً في 87 في المئة من أصل 198 مدينة تم تحليلها منذ عام 1970.
وعلى رغم أن جميع المناطق في الولايات المتحدة شهدت زيادة في مواسم النمو الخالية من الصقيع بمتوسط لا يقل عن 13 يوماً منذ عام 1970، إلا أن مدن الشمال الغربي والجنوب الغربي الأميركي شهدت أكبر معدلات التغير، حيث زادت بمعدل24 يوماً و20 يوماً على التوالي.
وأضاف التقرير: "أكثر المدن التي شهدت زيادة في موسم النمو الخالي من الصقيع كانت: رينو في نيفادا (96 يوماً إضافياً)، لاس كروسيس في نيو مكسيكو (66 يوماً)، ميدفورد في أوريغون (63 يوماً)، وتوبيلو في مسيسيبي وميرتل بيتش في كارولينا الجنوبية (كلاهما 52 يوماً إضافياً)."
أما مدن الجنوب، والجنوب الشرقي، ووادي أوهايو، وشمال شرقي البلاد، فقد شهدت أطول مواسم نمو خالية من الصقيع، والتي أصبحت الآن أطول بنسبة لا تقل عن 10 في المئة في 70 مدينة من المدن التي شملها التحليل.
ويأتي هذا التحليل بعد دراسة سابقة وجدت أن الاحترار الناجم عن الإنسان كان المحرك الأساسي لتمدد مواسم حبوب اللقاح في أميركا الشمالية بين عامي 1990 و 2018.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي عام 2023، رصدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية هذه الظاهرة، موضحة أن التغير المناخي أدى إلى المزيد من الأيام الخالية من الصقيع، وارتفاع درجات الحرارة الموسمية، وازدياد مستويات ثاني أكسيد الكربون، وهي عوامل تسهم مجتمعة في زيادة تركيزات غبار الطلع وطول فترة انتشاره.
وأوضحت بيانات "شبكة الفينولوجيا الوطنية" National Phenology Network أن بداية الربيع في الولايات المتحدة تحدث الآن في وقت أبكر مقارنة بما كان عليه منذ عام 1984، كما ارتفعت كمية غبار الطلع بنسبة تصل إلى 21 في المئة بين عامي 1990 و2018، وكان أكبر ارتفاع في ولايتي تكساس والمناطق الواقعة في الغرب الأوسط.
ويحذر التقرير من أن التغيرات المناخية في مستويات غبار الطلع قد تنعكس سلباً على الصحة العامة، عبر زيادة معدلات التعرض للمثيرات التنفسية، ورفع احتمالية الإصابة بالحساسية أو الربو.
وربطت منظمة "كلايمت سنترال" هذه التغيرات أيضاً بارتفاع التلوث بثاني أكسيد الكربون، الذي يعد من أبرز الغازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي.
وفي دراسة نشرت عام 2022، حذر التقرير من أن استمرار ارتفاع معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قد يؤدي إلى زيادة إنتاج غبار الطلع بنسبة تصل إلى 200 في المئة بحلول نهاية القرن، ما ينذر بمزيد من التحديات الصحية والبيئية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 15 ساعات
- Independent عربية
بريطانيا ترصد فيروس غرب النيل للمرة الأولى في بعوض
أعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية أمس الأربعاء أنها اكتشفت للمرة الأولى فيروس غرب النيل في بعوض جُمع داخل البلاد. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفيروس، الذي ينتقل في الغالب إلى البشر عبر لدغات البعوض، قد يسبب حالات مرضية حرجة تهدد الحياة لدى حالة واحدة تقريباً من بين كل 150 إصابة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا دليل حتى الآن يشير إلى انتشار الفيروس بين الطيور أو البعوض في المملكة المتحدة، مضيفة أن الخطر على عامة الناس منخفض للغاية. وأكدت الوكالة أنه حتى الساعة لم تُرصد أية إصابة لدى البشر أو الأحصنة في المملكة المتحدة بفيروس غرب النيل.


Independent عربية
منذ يوم واحد
- Independent عربية
مكتب بايدن ينفي التستر: اكتشفنا إصابة السرطان أخيرا
لم تُشخص إصابة جو بايدن بسرطان البروستات قبل الأسبوع الماضي، كما أنه سبق وأجرى تحليل دم للكشف عن المرض قبل 11 عاماً، حسبما أعلنت متحدثة باسم الرئيس الأميركي السابق أمس الثلاثاء. وجاء بيان مكتب بايدن بعدما أثار خلفه الرئيس دونالد ترمب مزاعم بوجود تستر قائلاً إنه "فوجئ" لعدم إطلاع الرأي العام في شأن السرطان خلال وقت سابق. وأعلن مكتب بايدن الأحد الماضي أن الرئيس السابق (82 سنة) جرى تشخيص إصابته بنوع عدواني من سرطان البروستات، بعد أيام من اكتشاف عقدة في الغدة. و"يعود آخر فحص 'بي إس إيه' أو 'مستضد البروستات النوعي' معروف للرئيس بايدن لعام 2014"، على ما قالت متحدثة باسمه في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية، وفحص الدم هذا يستخدم للكشف الباكر عن السرطان، مضيفة أنه "قبل يوم الجمعة لم تشخص إصابة الرئيس بايدن بسرطان البروستات". ويمكن اكتشاف سرطان البروستات، وهو الأكثر شيوعاً لدى الرجال، خلال مراحله الباكرة باستخدام فحوص الدم التي تقيس بروتين "بي إس إيه". وكثيراً ما انتقد ترمب الجمهوري خصمه الديمقراطي في بشأن صحته ومعرفته الإدراكية، كما أثار وحلفاؤه تساؤلات حول متى علم بايدن وأطباؤه بالسرطان، نظراً إلى طبيعته المتقدمة والفحص الطبي المكثف الذي يُجرى للرؤساء الأميركيين، لكن الفحص السنوي لبروتين "بي إس إيه" بعد سن الـ 70 لا يوصى به بشكل عام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتنصح الخدمات الوقائية الأميركية بتجنبه، مشيرة إلى أن أخطار النتائج الإيجابية الخاطئة والمضاعفات الناتجة من الخزعات والعلاجات تفوق الفوائد. وكان بايدن يبلغ ما بين 71 و72 سنة عند خضوعه لهذا الفحص عام 2014. وسرطان البروستات هو الأكثر شيوعاً لدى الرجال ويمثل 15 في المئة من مجمل أنواع الأمراض السرطانية التي تصيبهم. وقال خبراء طبيون تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية إن التأخر في تشخيص سرطان متقدم لن يكون أمراً نادراً، حتى بالنسبة إلى رئيس سابق يتلقى رعاية طبية فائقة الجودة. ولم يتحدث مكتب بايدن عما إذا كان الرئيس السابق قد خضع لفحوص الكشف عن البروستات بصورة منفصلة. وظلت الشكوك حول الحال الصحية لبايدن تلاحقه طوال حملته الانتخابية، وعادت للظهور مجدداً مع اقتراب صدور كتاب يسرد ما وصفه بتدهور في حاله البدنية. من جهته، عبر الرئيس السابق أول من أمس الإثنين عن امتنانه لفيض "الحب والدعم" بعد تشخيص إصابته بالسرطان.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
"الصحة العالمية" تتبنى اتفاقا تاريخيا لمكافحة الجوائح
أقرت جمعية الصحة العالمية اليوم الثلاثاء في جنيف اتفاقاً دولياً تاريخياً في شأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها بعد ثلاث سنوات من المفاوضات الشاقة، لكن غياب الولايات المتحدة ألقى بظلال الشك على جدوى المعاهدة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في بيان، "هذا الاتفاق انتصار للصحة العامة والعلوم والعمل المتعدد الأطراف. وسيسمح لنا، على نحو جماعي، بحماية العالم بصورة أفضل من تهديدات مقبلة بجوائح". وأقر في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن "اليوم يوم كبير... تاريخي". فحوى الاتفاق لمواجهة الجوائح يهدف الاتفاق إلى التأهب بصورة أفضل للجوائح المقبلة وتعزيز سبل مكافحتها، وأعد في ضوء الفشل الجماعي في التعامل مع جائحة "كوفيد-19" التي أودت بحياة ملايين وقوضت الاقتصاد العالمي. وينص الاتفاق الذي أنجزت النسخة النهائية منه بالتوافق في الـ16 من أبريل (نيسان)، على آلية تنسيق عالمية على نحو أبكر وأكثر فعالية في آن للوقاية والرصد والاستجابة لأي أخطار قد تؤدي إلى جائحة. ويهدف الاتفاق إلى ضمان توفر الأدوية والعلاجات واللقاحات عالمياً عند ظهور جائحة جديدة، ويتطلب مشاركة الشركات المصنعة لتخصيص 20 في المئة من لقاحاتها وأدويتها واختباراتها لمنظمة الصحة العالمية أثناء الجائحة، لضمان حصول البلدان الأكثر فقراً على تلك الأشياء، إذ شكت هذه الدول منذ هذه المسألة خلال أزمة كورونا عندما احتكرت الدول الثرية اللقاحات وفحوص التشخيص. ويعزز الاتفاق أيضاً الترصد المتعدد القطاعات، ونهج "صحة واحدة" على صعيد البشر والحيوانات والبيئة. ويقيم خصوصاً آلية "لإتاحة مسببات المرض وتشارك المنافع"، من شأنها أن "تتيح تشاركاً سريعاً جداً ومنهجياً للمعلومات الخاصة ببروز مسببات للمرض قد تؤدي إلى تفشي جائحة"، بحسب ما أوضحت السفيرة الفرنسية للصحة آن-كلير أمبرو، التي شاركت في إدارة المفاوضات الخاصة بالاتفاق في شأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها. وما زال ينبغي التفاوض على التفاصيل الدقيقة للآلية، على أمل اختتام المفاوضات في هذا الخصوص بحلول الجمعية المقبلة في مايو (أيار) 2026. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) اتفاق من دون الولايات المتحدة اعتمد القرار الخاص بالاتفاق في جلسة مساء أمس الإثنين لإحدى لجنتي الجمعية بـ124 صوتاً مؤيداً، ولم تصوت أية دولة ضده، في حين امتنعت دول مثل إسرائيل وإيران وروسيا وإيطاليا وبولندا عن التصويت. وكانت المفاوضات الآيلة إلى النسخة النهائية من النص شاقة وعلى وشك الانهيار أحياناً، لا سيما في ظل الاقتطاعات المالية الشديدة التي تواجهها المنظمة بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب منها وإحجامها عن دفع اشتراكات عامي 2024 و2025. وبناء على ذلك، لن تكون الولايات المتحدة، التي أنفقت مليارات الدولارات على تطوير لقاح خلال جائحة كورونا ملزمة بالاتفاق، ولن تواجه الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عقوبات في حال عدم تطبيق البنود. ورحب بعض خبراء الصحة بالمعاهدة باعتبارها خطوة نحو مزيد من العدالة في الصحة العالمية، بعد أن عانت الدول الأكثر فقراً نقص اللقاحات وأدوات التشخيص أثناء جائحة "كوفيد-19". وقال آخرون إن الاتفاق لم يلب الطموحات الأولية، وأنه من دون أطر تنفيذية قوية فإنه ربما يفشل في تحقيق أهدافه في حال حدوث جائحة مستقبلية.