
"سي إن إن" عن مسؤولين فلسطينيين: وزير الخارجية السعودي سيزور الضفة الغربية
أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلاً عن مسؤولين فلسطينيين، بأنّ السعودية سترسل وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، في زيارة نادرة إلى الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، في خطوةٍ تؤكد تزايد الدعم العربي للفلسطينيين وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة.
وتعدّ الزيارة المرتقبة الأعلى مستوى منذ احتلال "إسرائيل" للضفة عام 1967.
وقال نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ للشبكة الأميركية إنّ وفداً وزارياً عربياً برئاسة وزير الخارجية السعودي سيصل إلى مدينة رام الله، يوم الأحد القادم، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
من ناحيته، أوضح السفير الفلسطيني لدى السعودية مازن غنيم، أنّ الوفد سيضم أيضاً كبار الدبلوماسيين من مصر والأردن ودول أخرى.
اليوم 16:19
اليوم 12:12
وقال غنيم إنّ الزيارة تمثل رسالة واضحة مفادها بأنّ "القضية الفلسطينية تظل مركزية للعرب والمسلمين"، مؤكداً أهمية الدعم السياسي العربي في هذا التوقيت الحرج.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر لشبكة "سي إن إن" إنّ السلطات الإسرائيلية تم إخطارها بالزيارة.
من ناحيته، قال رئيس مركز "تي-بوليتوغرافي" الإسرائيلي، شاؤول أرييلي إنّ هذه الزيارة ستكون الأولى من نوعها لوفد عربي رفيع المستوى منذ "سيطرة" "إسرائيل" على الضفة الغربية.
وأضاف أرييلي أنّ الخطوة تعكس دعماً سعودياً متزايداً للسلطة الفلسطينية منذ بداية الحرب على غزة، مشيراً إلى ما وصفه بـ"التغيير الجذري" في السياسة السعودية.
وأكّدت الشبكة الأميركية أنّ السعودية تشعر بالإحباط من رفض "إسرائيل" إنهاء الحرب في قطاع غزّة، وتبذل جهوداً دبلوماسية لحشد اعتراف غربي بالدولة الفلسطينية، وتتوقع أن تكون فرنسا من بين الدول الداعمة لهذا التوجه في حزيران/يونيو القادم.
كما تعمل الرياض على دعم السلطة الفلسطينية، إذ لا ترى بديلاً عملياً لدورها كممثل سياسي للشعب الفلسطيني.
ومن المرتقب أن تترأس السعودية مؤتمراً دولياً في نيويورك بالشراكة مع فرنسا الشهر المقبل، بهدف الدفع نحو "حل الدولتين" وإنشاء دولة فلسطينية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 33 دقائق
- الميادين
حرب غزة والدور الأميركي.. تساؤلات النيّات وحدود التأثير؟
كثرت في الأشهر الأخيرة مبادرات ومقترحات مبعوث الإدارة الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف تجاه ملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كان آخرها ما سمّي بمقترح ويتكوف 3 المحدّث الذي ينصّ على تهدئة لمدة ستين يومياً والإفراج عن عشرة أسرى أحياء لدى المقاومة و18 جثة أخرى، لكن من يقرأ ويتعمّق تفاصيل هذه المقترحات لا يجد فيها طرحاً جديداً بل تدويراً لمطالب إسرائيلية مغلّفة بمصطلحات دبلوماسية فضفاضة غير جازمة أو ملزمة. هذه المقترحات عملياً رغم أنه تصاحبها حالة من الزخم الإعلامي والسياسي في الطرح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلّا أنّها تترك فراغاً في النيّة في وقت تظهر فيه الولايات المتحدة أنها تؤدّي دور الوسيط النزيه في الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب على غزة، إلّا أنّ المواقف تكشف كلّ مرة عن حال الانحياز الأعمى للرؤية الإسرائيلية، إذ تتعامل الإدارة الأميركية مع هذا الملف كأداة ضغط لا كبوابة لحلّ سياسي حقيقي. وحين يأتي ردّ المقاومة الفلسطينية بالموافقة مع ملاحظات جوهرية حول تواريخ الإفراج عن الأسرى وضمانات لاستمرار المفاوضات أو تفسيرات تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في الإغاثة الإنسانية والإعمار، توصف وفق الرؤية الأميركية بالانحراف غير المقبول، من دون أدنى محاولة للتعامل معها بجدّية، في مثل هذا الموقف يصبح التساؤل مشروعاً، هل ما تقوم به الإدارة الأميركية وساطة حقيقة فعلاً؟ أم أنها باتت شريكة في إدارة أمد الحرب من خلال سحب أوراق القوة التي تمتلكها المقاومة بالتدريج في ظلّ غياب متعمّد لأيّ نيّة حقيقة للوصول إلى حلول سياسية تنهي الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل كامل؟ الردّ الأميركي الذي جاء بالرفض المطلق، منح "إسرائيل" ضوءاً أخضر ومبرّراً لمزيد من القتل والإبادة والتدمير والتجويع، وهذا المشهد وما رافقه من جسر جوي عسكري رقم 80 لإمداد "إسرائيل" بالأسلحة جاء ليؤكّد المؤكّد أنّ الولايات المتحدة بمختلف إداراتها سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية هي مشارك وداعم حقيقي لـ "إسرائيل" في حربها ضد قطاع غزة، وأنّ الدور الأميركي ليس راعياً للمفاوضات بل هو متورّط بشكل مباشر، وهذا يعكس رغبة أميركية واضحة في أنّ كلّ ما تقوم به في ملف الحرب على غزة ما هو إلا إدارة للصراع لا العمل على إنهاء الحرب ووقف حرب الإبادة المستمرة. ثمّة تفسير آخر للسلوك الأميركي في ملف الحرب على غزة، هو أنّ ما تقوم به يكرّس مسار خدمة أولويات ومصالح أخرى تتجاوز الملف الفلسطيني فحسب، ويبدو أنّ المبعوث الأميركي ويتكوف بعد لقائه وزير الشؤون الاستراتيجية لدى نتنياهو ديرمر خرج بمواقفه الأخيرة وسجّل تماهياً مع نهج بنيامين نتنياهو، مقابل ضمان موقف إسرائيلي غير منفرد في ملفات أخرى في المنطقة، وتحديداً الملف الإيراني وموقف "إسرائيل" من المفاوضات الجارية مع إدارة الرئيس ترامب، بحيث تضمن الإدارة الأميركية عدم تعطيل أو تخريب مسار المفاوضات الجارية مع إيران مقابل تمرير ما تريده "إسرائيل" من شروط في أيّ اتفاق يبرم مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. بمعنى أدقّ، أن يدخل ملفّ الحرب في قطاع غزة كملفّ جانبي قابل للاحتواء والتسويف أمام مصالح الإدارة الأميركية في الملفّ النووي الايراني، تجد فيه واشنطن دعم "إسرائيل" خياراً استراتيجياً لا يمكن التنازل عنه ولا رجوع عنه مهما حصل من تباينات في المواقف حتى وإن كان على حساب شلّال الدم الفلسطيني. اللافت في هذا الانحياز يكشف أنّ الإدارات الأميركية جميعها وجهان لعملة واحدة، مشتركة في المسؤولية عن استمرار الحرب على غزة سواء في الدعم العسكري أو في المواقف السياسية والتواطؤ المكشوف في مسار المفاوضات الجارية، وعلى الزاوية الأخرى من الصورة صمت عربي يعكس تفسيرين؛ صمت العاجز وصمت المتفرّج. وهذا الموقف يفسّر إقليمياً كنوع من الرضى والقبول بمعادلة الحرب الطويلة في ظلّ غياب مواقف حاسمة كالتي خرجت من دول أوروبية مؤخّراً ولا مبادرات جادّة لإنهاء الحرب، بل ترك المشهد لحسابات دولية لا تقيم شعوراً ولا اعتباراً لمعاناة أكثر من 2 مليون فلسطيني محاصرين في غزة يواجهون كلّ أشكال الموت والتجويع الممنهج كلّ دقيقة. هذا المشهد يرسّخ رؤية بنيامين نتنياهو التي كرّرها مراراً وتكراراً أنّ ما يجري في غزة ليس حرباً لتحقيق أهداف عسكرية تكتيكية وإنما حرب وجودية أبدية طويلة الأمد ستجعل من غزة منطقة غير قابلة للحياة هدفها الاستراتيجي فرض شروط الاستسلام على المقاومة الفلسطينية. الوصف الحقيقي للعلاقة بين "تل أبيب" وواشنطن هو التحالف غير المعلن برضى إقليمي ودولي وعربي، يهدف بالدرجة الأولى لإعادة صياغة المشهد الفلسطيني بما ينسجم مع الرؤية الإسرائيلية الأميركية في ظلّ غياب أفق حقيقي لأيّ حلول دائمة، وهذا الواقع يفرض على الفلسطينيين معادلة الحرب المستمرة، وهذه المعادلة ستكون هي الأكثر ترجيحاً للمرحلة المقبلة ما لم تتغيّر وتتبدّل المواقف الدولية والعربية، كما هو حاضر في بداية التحوّل في المواقف الأوروبية من داعمة لـ "إسرائيل" إلى رافضة لاستمرار حرب تجاوزت حدود العقل بعدما باتت متعثّرة عاجزة عن تحقيق أهدافها في ظلّ تصاعد القتل والإبادة والتجويع للمدنيين الفلسطينيين. اليوم 13:07 3 حزيران 10:07 ثمّة سؤال يطرح نفسه أمام هذا المشهد مع انسداد أيّ أفق قريب لحلّ سياسي من خلال إبرام صفقة مع المقاومة الفلسطينية يتمّ خلالها تبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة بضمانات حول السيناريوهات المحتملة في هذا السياق. السيناريو الأول/ استمرار وتيرة الحرب الإسرائيلية بهدف تشكيل مزيد من الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية بغرض استنزافها وانتزاع شروط الاستسلام منها بما يحقّق رؤية "إسرائيل" المعروفة بالحرب المفتوحة والتي تخدم نتنياهو سياسياً بالدرجة الأولى. السيناريو الثاني/ سعي أميركي يهدف لإبقاء ما يعرف بمقترح ويتكوف قائماً كمقترح إطار شكلي يستخدم كغطاء للحرب ولإدانة المقاومة الفلسطينية، وتعطيل أيّ مبادرة تفاوضية جديدة لا تلبّي الشروط الإسرائيلية. السيناريو الثالث/ استمرار نتنياهو توظيف الحرب سياسياً بما يخدم أجندته الداخلية، ويمنحه ذريعة للتهرّب من أزماته القضائية والتحالفات الائتلافية الهشّة. السيناريو الرابع/ استثمار "إسرائيل" لعامل الزمن وترتيب الوضع في الضفة الغربية ومحاولة ترميم مسار التطبيع مجدّداً مع دولة عربية. السيناريو الخامس/ استغلال ظروف الحرب وزيادة الضغط الإنساني في ظلّ منع الإغاثة وإثارة الفوضى والفلتان الأمني لإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني الداخلي بما ينسجم مع الرؤية الإسرائيلية ويخدمها. حتى تكون الصورة جليّة أكثر، فإنّ سلوك المبعوث الخاص بإدارة ترامب لا يعكس موقفاً شخصياً بل يمثّل موقف واشنطن الرسمي من حرب مستمرة على مدار تسعة عشر شهراً متواصلة، وإن يتكشّف موقف الوسيط الأميركي من وسيط إلى طرف فهذا معناه أنّ المنطقة ستبقى في دوامة حرب دائمة ترعاها واشنطن بصمت استراتيجي وتواطؤ عربي غير معلن، في وقت تترك فيه غزة وحدها في مواجهة آلة عسكرية تبطش في قتل المدنيين، وتفاوض على الشروط لا على الحلّ. بات واضحاً أنّ الحديث عن وساطة أميركية لم يعد سوى غطاء سياسي نابع من تحالف استراتيجي أميركي يخدم الرؤية الإسرائيلية في قطاع غزة والمنطقة، فالوسيط الذي ينحاز ويتبنّى سردية الاحتلال ويتجاهل حقوق الفلسطينيين يكون قد فقد شرعيّته الأخلاقية والسياسية معاً ويتحوّل إلى شريك مباشر في حرب إبادة مستمرة. أمام حال الانكشاف هذا، لم تعد أزمة الحرب على غزة أزمة مبادرات ومصطلحات وصياغات بل أزمة إرادة سياسية غائبة تهدف لإنهاء القتل والإبادة بحقّ المدنيين. لعلّ الأهمّ أمام هذا الواقع، هو أنّ مستقبل غزة والقضية الفلسطينية لن تحدّده جهات تدّعي وساطتها وهي شريكة في الحرب والقتل، بل في قدرة الفلسطينيين على الصمود وفرض سرديتهم واستنهاض عمقهم العربي والدولي من جديد، وخيار الحرب الدائمة الذي تسعى له "إسرائيل" ليس قدراً، وإنما مشروع يجب مواجهته بخيارات سياسية جريئة كما هي خيارات الميدان التي تفرض كلّ يوم، خيارات تعيد الاعتبار للحقّ الفلسطيني وتكسر معادلة التآمر والصمت العربي التي تحوّلت إلى شريك غير معلن في حرب الإبادة الجماعية بحقّ شعب بأكمله.


الميادين
منذ 37 دقائق
- الميادين
خيارات المقاومة في حال انسداد أفق وقف الحرب في غزة
تتصاعد عملية "عربات جدعون" الإسرائيلية، في وقت ردت عليها القسام بإطلاق عملية "حجارة داود"، وبدا ميدان غزة مترعاً بالدم، ولم يعد حكراً على غزة وأهلها عندما بدأ جنود الاحتلال يتساقطون بين حدث أمني خطير وآخر أشد خطورة من جباليا حتى الشجاعية، في ظل نجاحات أمنية للمقاومة تمثلت بكمائن الموت وحقول الألغام، وإفشال العمليات الإسرائيلية وكان أهمها الإفشال النوعي الذي غنمت فيه السرايا غنيمة ثقيلة في حي التفاح، وأفشلت هجوماً إسرائيلياً كبيراً انتهى باستيلائها على 170 كغم من المتفجرات السائلة. يشير هذا التصعيد الإسرائيلي ونجاح بعض الاغتيالات النوعية، منذ استئناف الحرب على غزة في منتصف نيسان/أبريل الماضي، إلى إصرار نتنياهو وائتلافه اليميني الحاكم على إكمال مسلسل تدمير غزة حتى لو دمرت معه "إسرائيل"، بحسب تعبير جنرال إسرائيلي، ما يؤكد اتفاق عامة المحللين والباحثين أن نتنياهو لن يوقف الحرب إلا مجبراً، ما يضع المقاومة أمام احتمال أن تجد نفسها في مواجهة حرب إسرائيلية بلا ضوابط سياسية، تظهر بانهيار المفاوضات وانسحاب الطرفين الأميركي والعربي، وسقوط ورقة الأسرى كعامل ضغط مع صعود نجم الجنرال زيني المرشح لرئاسة "الشاباك"، في ظل قناعاته العلنية بثانوية قضية الأسرى ما يشبه قناعات بن غفير وسموتريتش العلنية، وقناعات نتنياهو غير العلنية. وقد يزداد الضغط على حماس بطرد قادتها من قطر وتركيا، ما يضعهم أمام واقع عسكري هائل بحق الحاضنة الشعبية الفلسطينية، يوازيه انكشاف الظهر السياسي، خصوصاً في ظل تطورات الوضع اللبناني، والمفاوضات الأميركية - الإيرانية غير المباشرة، رغم صلابة الموقف الإيراني، وإن بخيارات آخذة بالتقلص، والاستدارة الإخوانية الكاملة بعيداً من حماس والقضية الفلسطينية، واندفاع الإدارة السورية الجديدة نحو الحضن الأميركي، مع عدم التقليل من أهمية القذائف التي انطلقت من درعا نحو الجولان المحتل، هنا يتجلى مشهد الحرب عن تأزم تعمقه قوة النار الإسرائيلية ووحشيتها مع الدعم الأميركي والارتهان العربي، إلا ما قلّ من جسارة يمنية عزّ نظيرها ويتسع تأثيرها. وضع مقترح ويتكوف حركة حماس في وضع لا تحسد عليه، في ظل اندفاعات عربية وفلسطينية محلية تحاول دفع حماس لقبول هذا المقترح الذي لا يخفى معه مستوى الخبث الذي يحركه، وهو يحاول تجريد غزة من أهم أوراق قوتها وهي ورقة الأسرى الإسرائيليين، وجاء رفض ويتكوف السريع لملاحظات حماس ومعها فصائل المقاومة، ما شجع نتنياهو على رفع سقف اشتراطاته ومستوى جرائمه، وخفف حدة الهجوم عليه داخلياً، ما أفرز واقعاً قاتماً يراكم حدّة المواجهة ويضعها أمام انسداد الأفق السياسي والميداني، وهو انسداد قد يرفع فاتورة الدم الفلسطيني وفق المنهجية الإسرائيلية المتبعة، وهي الأكثر سهولة طوال هذه الحرب المجنونة. انسداد أفق آخذ بالتجلي على الرغم من عدم انهيار المفاوضات بشكل نهائي حتى الآن، وأمام هذا الانسداد في حال اكتمل، ما خيارات غزة والمقاومة؟ وما الخيارات الإسرائيلية في الوقت ذاته؟ وكيف يمكن للمقاومة أن تفرض على المحتل كبح جرائمه؟ بداية، يجب التنبه أن الإسرائيلي يعاني من تأزم الخيارات أكثر من المقاومة، وإن ظهر فضاؤه يتسع بحسب النفوذ الأميركي ومدى قوته النارية وشبكة حمايته الأمنية ما يقلل خسائره البشرية، لأن النزف الشامل يؤرقه، في مقابل مساحة آخذة بالتقلص في فضاء المقاومة مع الخذلان وانعدام النصير المؤثر جذرياً على ساحة المعركة. اليوم 09:04 3 حزيران 10:07 يمكن إجمال خيارات المقاومة في حال انسداد أفق وقف الحرب، وهو انسداد متوقع لكنه غير حتمي، مع الأخذ بعين الاعتبار دخول الحرب مرحلة شد الأصابع من يصرخ أولاً، فالإسرائيلي أيضاً يعاني على أكثر من صعيد خاصة مع تصاعد القصف اليمني، وهي خيارات متوقعة وفق القراءة التحليلية لجذرية المعركة: أولاً: كسر روتين الحرب بمبادرات سياسية أو عسكرية تربك المشهد وتخلط الأوراق، والسؤال هنا حول قدرة المقاومة على توفير مبادرات حيوية كهذه؟ وبالأحرى استحضار أوراق القوة التي ما زالت فاعلة بيدها مع طول أمد الحرب، وهنا يبدو حال المقاومة كمن تم حشره في الزاوية وليس أمامه سوى القتال حتى الرمق الأخير، أو هي الضربة الأخيرة قبل الفناء، ولعلّه حرق السفينة بما حملت، ولسان حال المقاومة (عَلَيَّ وعلى أعدائي) ما يجعلها مؤهلة لخلط أوراق الواقع، ربما عبر ضربات أمنية نوعية داخل فلسطين أو خارجها، وهي قادرة على ذلك نظرياً على الأقل لما تملكه من جمهور وكادر وحافز، وربما هي تؤخر خياراً كهذا حتى الآن كي لا تنهار المفاوضات. ثانياً: خروجها من مشهد حكم غزة بشكل حاسم، والإعلان بشكل صريح رسمي وعملي تخلّيها عن مسؤولية حكم غزة، وتعويم المشهد السياسي عبر حلّ كل لجان الخدمات الحكومية، وهو خيار ظاهره التنازل السياسي ولكنه قد يزيح عن كاهلها كامل الشأن المدني ورميه دفعة واحدة في وجه المحتل والأطراف المتواطئة معه لتتحمل المسؤولية، ما يشعر العالم بتكشير المقاومة عن كامل أنيابها مهما كان الثمن، خاصة مع تحويل كل طاقاتها المدنية نحو الجهد الحربي الميداني حتى إشعار آخر. ثالثاً: وضع سقف زمني جدّي للتفاوض، وهو ربما يظهر راحة عند غلاة المتطرفين في حكومة نتنياهو، باعتبار أن مفاوضات قضية الأسرى تضغط عليهم، وهم بحاجة إلى الخلاص منها، ولكنه في المقابل، سيصعد جبهة المعارضة وخصوصاً توتير الحراك داخل الكيان وتسعير جهود عوائل الأسرى ما يخرجها عن الروتين المعتاد، وهنا ربما تحتاج المقاومة إلى الإقدام على خطوات عملية تشعر كل الأطراف بجديتها وتغيير سلوكها، وإن ترتب عليها خسارات آنية، مع وضوح مراميها البعيدة، خصوصاً أن متغيراتها تأتي تبعاً لحالة انسداد الأفق السياسي، وليس وفق رؤية فكرية شمولية. رابعاً: تعديل المقاومة لخطابها الإعلامي مع كامل القوى الفاعلة في المنطقة، كلٌ بحسب طاقته الحقيقية، وخصوصاً مع النخب والقوى السياسية في المنطقة، وذلك لا يتأتى إلا بوضع النقاط على الحروف وكشف المستور، حتى لو ترتب على ذلك أزمة علاقات عامة، في واقع لم تعد العلاقات العامة مع هذه النخب تفيد في شيء في ظل ازدواجية مواقفها، في واقع تخوض فيه المقاومة حرب إبادة لاستئصال شعبها وقضيتها بالكلية. خامساً: تحريك كامل طاقاتها وتحفيز طاقة حلفائها باعتبار أنها تخوض حربها الأخيرة، وهي بالفعل كذلك في ظل عناد نتنياهو وخبث ترامب وتواطؤ المطبّعين وهشاشة الواقع برمته. والاعتماد في ذلك على تغيير جوهري في خطاب المقاومة وأدائها، ما يناسب حالة الجبهة التي أقفل فيها المحتل الإسرائيلي أدنى أفق لوقف الحرب، ما يدفع المقاومة لمواكبة هذا التطور بتطور يناسب بنيتها وطبيعة معركتها، وقد تبين أن هناك قراراً إسرائيلياً أميركياً عربياً غربياً بالقضاء عليها وتصفية القضية الفلسطينية، وهذا يتضح رويداً رويداً مع حالة الاصطفاف غير المسبوقة في المنطقة، ومع ارتخاء الأقنعة عن كل الوجوه الكالحة، محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتكشّف منسوب الخيانة وقد تجاوز حالة الجبن والخذلان، وقد تبيّن مراوغة وكذب كل التطمينات التي تصدر من أطراف التطبيع وما هي إلا مخدّر ريثما تتم استعادة الأسرى الإسرائيليين بالتدريج، ثم يتفرغ الجميع بعدها لسلاح المقاومة أو التهجير وليس التعمير، وكل ذلك متصل حتماً بقدرة المقاومة على احتواء الضغط السياسي قبل العسكري.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
لمى مرجية تبحث في تطور المسرح الفلسطيني
صدر حديثاً عن "مكتبة كل شيء" في حيفا المحتلة، كتاب للباحثة الفلسطينية، لمى مرجية مزهر، بعنوان "تطور المسرح الفلسطيني (1948-1975) نظرة إجتماعية، سياسية، وأسلوبية". ويشكل الكتاب بحثاً في محاولة فحص مدى تأثير وانعكاسات الأوضاع السياسية- الاجتماعية، والثقافية، على حركة المسرح الفلسطيني، من خلال التعمق الخاص بالعلاقات المتبادلة بين مضامين المسرحيات الفلسطينية، وبين جوانبها الفنية واللغوية. كما يحاول فحص مدى تجاوب المسرح الفلسطيني مع المؤلفات المسرحية الفلسطينية، التي وُضعت خلال هذه الفترة (1948-1975)، والتي ترتبط معه ارتباطاً متيناً، وتجمع أقسى التقلبات الاجتماعية، وأصعب الأحداث السياسية، وخصوصاً: النكبة (1948)، والنكسة (1967)، وحرب 1973. ويتركز البحث حول الأساليب الخاصة التي اعتمد عليها الشعراء والكتاب الفلسطينيون، وعلى الأساليب العامة المرتبطة بالمذاهب الأدبية الغربية، وذلك لكي يتخلصوا من الرقابة والملاحقة والتضييق، وعلى المركبات والتقنيات والمستويات اللغوية، التي استخدموها في أعمالهم المسرحية. وكذلك حول الحركة المسرحية في المدن والقرى، داخل الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل المحتل. كما يبين الكتاب تأثير التراث على المسرح الفلسطيني، ويعرض التطورات التي مر بها المسرح الفلسطيني، وكيفية بلورة هويته الفلسطينية، وكذلك التطور الشكلي والأسلوبي للمسرحيات الفلسطينية، والمستويات اللغوية التي اعتمد عليها الشعراء والكتاب الفلسطينيون في أعمالهم المسرحية. وترى مرجية أن المسرح الفلسطيني لم ينل حقه من الدراسة والنقد والتحليل، مع أنه حافل بالمضامين والتقنيات الفنية والأساليب اللغوية، بالإضافة إلى أنه انعكاس وتوثيق لجميع الأحداث السياسية والتقلبات الاجتماعية التي عاشها الفلسطينيون داخل وطنهم، وهو ما دفع لاختيار هذا الموضوع، الذي سيحث لكتابة أبحاث أخرى مستقبلية عن المسرح الفلسطيني، لتحضير مادة هامة (منظومة أدبية) للباحثين والدارسين والنقاد، لدراسة وتتبع جميع التطورات والتقنيات الفنية، والأساليب اللغوية، التي مرت بها المسرحيات الفلسطينية، والمسرح الفلسطيني، من قبل عام 1948 حتى يومنا هذا. يذكر أن مرجية التي تعمل مدرسة للمسرح الفلسطيني في كلية القاسمي، واللغة العربية في مدرسة الجليل الثانوية في الناصرة، أصدرت 4 كتب للأطفال، هي: "ريما والضرير"، "الطفل الذي علم أباه درساً"، "لين وجوري"، و"ذكاء الطفل زيدان".